هذا هو الصادق المهدى

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-05-2024, 06:10 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف العام (2003م)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-19-2003, 03:11 AM

Omer Abdalla
<aOmer Abdalla
تاريخ التسجيل: 01-03-2003
مجموع المشاركات: 3083

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
هذا هو الصادق المهدى


    الأخوة والأخوات الكرام بالمنبر الحر
    كنت قد نشرت قبل عدة أسابيع محتويات كتيب الجمهوريين الأول عن الصادق المهدى وقد كان تحت عنوان الصادق المهدي!! والقيادة الملهمة!! والحق المقدس؟! .. والآن أواصل في كشف ما خفي من أفكار ومواقف السيد الصادق بنشر الكتاب الثاني والذي صدرت طبعته الأولى في أبريل 1982 وهو بعنوان "هذا هو الصادق المهدى " .. فإلى الحلقة الأولى من الكتاب
    عمر



    الأخوان الجمهوريون

    هذا هو الصادق المهدي

    الطبعة الأولى - أبريل 1982

    الإهداء
    إلي الشعب السوداني الكريم بوجه عام!! ـ
    و إلي طائفة الأنصار بوجه خاص !! ـ
    هذا الكتاب يهدي إليكم جميعا فردا فردا !! ـ
    و هو يهدي مشفوعا برجاء مخلص أن يقرأه كل منكم، في هدوء و بعمق، و علي مهلة، و تريُث، و مكث!! ـ
    فإن أنتم فعلتم ذلك تتضح لكم حقيقة الصادق المهدي!! ـ

    بسم الله الرحمن الرحيم
    (و من أظلم ممًن أفتري علي الله الكذب، و هو يدعي إلي الإسلام؟؟ و الله لا يهدي القوم الظالمين* يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم.. و الله متَم نوره و لو كره الكافرون) ـ
    صدق الله العظيم

    المقدمة:ـ
    لقد كتب السيد الصادق المهدي، مقالا (بجريدة الشرق الأوسط)، عدد الجمعة 19/4/1982، تعرض فيه للفكرة الجمهورية.. و قد كان عنوان مقاله (أصحاب الهوي)!! و مقال الصادق من حيث هو، لا عبرة به، و لا قيمة له، و لا خطر منه.. و ذلك لأنه متهافت، شديد التهافت، و لأنه بعيد عن الموضوعية، بعيد عن النقد الفكري الأمين، و هو سطحي بصورة تجعله لا يجوز علي أحد من المواطنين عندنا، ممن له أبسط دراية بالفكرة الجمهورية.. فالصادق في مقاله لم يزد علي أن صنفنا مع (الغاديانية)، و (البابية)، و (البهائية)، ثم ذهب يكيل لنا الإتهامات، زاعما أننا نتفق مع هذه الفرق المنحرفة، دون أن يحاول إيراد أي دليل علي صحة ما يقول، من أقوالنا أو مواقفنا.. و لذلك جاءت إتهاماته لنا، مجرد أضغان نفس موتورة، لم تجد مأخذا موضوعيا واحدا، تأخذه ضد الفكرة الجمهورية، ثم هي لم تستطع الصبر علي أحقادها، فلجأت إلي هذا الإسلوب العاجز.. و أسلوب الصادق في محاولة تشويه الفكرة الجمهورية، هو نفس الإسلوب الذي إتخذه الكفار في محاربتهم لدعوة الإسلام، ذلك الإسلوب الذي حكاه قوله تعالي: (و قال الذين كفروا، لا تسمعوا لهذا القرآن.. و ألغوا فيه لعلكم تغلبون).. فالصادق المهدي يحارب الفكرة الجمهورية بأسلوب (و ألغوا فيه لعلكم تغلبون) و هو إسلوب لا طائل منه، و لا يدل علي شيء أكثر من عجز صاحبه.. فالصادق، بما كتب، دلل علي أنه لا يعرف الفرق التي يتحدث عنها، و لا يعرف الفكرة الجمهورية، ثم هو غير صادق، و غير أمين.. فما قاله عنًا ليس فقط علي غير ما عليه الحال بالنسبة لدعوتنا، بل هو علي النقيض منه تماما، ثم هو ينطبق علي الصادق بصورة جلية، و هذا ما سنبينه في هذا الكتاب، بالدليل الموضوعي الواضح.. فنحن لا نقوم بمجرد إلقاء التهم، التي لا نملك عليها دليلا، كما يفعل الصادق. و ردنا علي مفتريات الصادق، إنما يجيء في إطار عملنا المتصل في كشف الخطر الطائفي علي هذه البلاد، لتأمينها ضد كيده الرخيص.. فالصادق زعيم طائفي، لا هم له إلا نفسه، و مصالحه الذاتية، و هو قد تشرب حب السلطة، منذ يفاعته، و أصبح في كل تحركه، إنما يسعي إلي السلطة، بأي سبيل، و بكل سبيل.. فهو قد ظل يكيد لهذه البلاد، أبخس صنوف الكيد.. و قد ظللنا نحن نعمل علي كشفه، و تعرية أغراضه و مطامعه، و طموحه.. و هذا ما يزعج الصادق، فهو قد تأكد له، أننا بعملنا في التوعية داخل البلاد، بين جماهير الشعب، نشكل عائقا حقيقيا، أمام مطامعه و طموحه، إذ أننا نفتح أعين المواطنين علي أغراضه، و علي وزنه الحقيقي، في الفكر و القيم الخلقية، بما يحصنهم ضد كيده، و يؤمن هذه البلاد من شروره.. فموقفنا هذا من الصادق، هو الدافع الحقيقي لكتابة مقالته عنًا.. فقد جآءت المقالة كرد فعل مباشر لما كتبناه عنه بمجلة الحوادث البيروتية عدد 26 مارس 1982، في المقابلة التي تمت مع الأخ عوض الكريم موسي، ضمن آخرين، فقد أزعج الصادق، أن يتسع مجال نشاطنا في كشفه، فيخرج من حدود السودان، و يتم من خلال مجلة تتوزع عالميا.. و الصادق منزعج أيضا لنشاطنا في العمل علي تأمين الجبهة الداخلية ضد الخطر الخارجي الذي يهدد بلادنا، خصوصا من قبل الشيوعية الدولية و أعوانها في المنطقة، و الذين يتعاون معهم الصادق بإسم معارضة نظام مايو، علي أمل أن تتاح له الفرصة في الوصول إلي السلطة، فيأتي محمولا إليها بواسطة أعداء البلاد.. و الصادق منزعج لإسهامنا في عمل اللجنة الشعبية لتطوير الإتحاد الإشتراكي، لأنه عمل في تأمين الجبهة الداخلية، جاء في وقت كان يعتقد فيه الصادق، أن موعده مع السلطة قد حان، و لكن الله خيب ظنه. ـ
    هذه هي دوافع الصادق الحقيقية ليكتب عنًا ما كتب.. و إلا فإنه قد كان بين ظهرانينا داخل البلاد، و لفترة طويلة بعد المصالحة.. فقد كان يمكن له أن يكتب ما كتب داخل البلاد، و ينشره بين المواطنين، أو أن يلتقي معنا في حوار مباشر.. لأنه إذا كان الصادق يري أن للفكرة الجمهورية خطرا، فهذا الخطر إنما يكون أولا علي السودانيين لا علي الجهات الأجنبية التي كتب لها الصادق.. و لكن الصادق، داخل السودان، لم يكتب عن الفكرة الجمهورية، و لم يناقش دعاتها.. و هو إنما لم يفعل، لأنه يعلم أنه لا يستطيع، و لأنه يعلم أنه إذا فعل سيؤدي ذلك إلي المزيد من كشفه.. و هو، حتي لمًا بادرنا نحن بالمجيء لمناقشته في المحاضرات التي كان يقدمها، أصر علي أن ترد إليه أسئلة مكتوبة فقط.. و كان ذلك في محاضرة له قدُمها بجامعة الجزيرة بمدني.. و نحن قد سبق لنا أن أصدرنا كتابا عن الصادق المهدي، أسميناه (الصادق المهدي!! و القيادة الملهمة!! و الحق المقدس!!).. و قد وجد هذا الكتاب قبولا كبيرا و ذيوعا واسعا بين المواطنين، و كانت إنطباعات المواطنين كثيرا ما تصلنا عنه، تشيد بعلميته، و بموضوعيته.. و قد كانت الفرصة مواتية للصادق في الرد علينا، و لكن الكتاب كان دامغا بصورة لم يستطع معها الرد، فصمت و هو يجد في نفسه الغبن من الكتاب، و من عدم القدرة علي الرد عليه، حتي جآءت مقالته هذه التي نحن بصددها، كمحاولة للتنفيس، و التعويض، عن الشعور بالعجز.. و هي محاولة مقضي عليها بالفشل، فهي لن تفلح إلا في المزيد من كشف الصادق، مما يضيف غبنا جديدا علي غبنه القديم. و الآن إلي الكتاب لنري ما قاله الصادق عنُا، إلي أي حد يعنينا!! و هل هو ينطبق علينا نحن، أم ينطبق عليه هو؟! و ما هو الدليل علي ذلك؟! ـ

    حديثنا عن الصادق بمجلة الحوادث
    نحن نثبت هنا، نص ما قلناه عن الصادق، بمجلة (الحوادث) و هو القول الذي ذكرنا أنه السبب المباشر في رد الفعل عند الصادق ليقول ما قاله عنُا في جريدة (الشرق الأوسط).. و عند قراءة نص حديثنا سيتضح أنه كان حديثا موضوعيا، و لكن، رغم ذلك، إنزعج له الصادق، و أكثر ما أزعجه فيه أنه نشر في مجلة توزع عالميا.. ـ
    و نحن بعد إيراد حديثنا عن الصادق، سنورد نص ما قاله هو عنُا، كاملا، حتي نتيح للقاريء الكريم فرصة الإطلاع عليه كما هو، و حتي تكون مناقشتنا له مناقشة موضوعية تقوم علي نص حديثه.. ـ
    لقد كان حديثنا للحوادث عبارة عن مقابلة صحفية، أجراها الصحفي نشأت التغلبي، مع ثلاثة من السودانيين، من بينهم الأخ الجمهوري عوض الكريم موسي، و قد جاء في حديث عوض الكريم عن الصادق ما يلي: (أحب أن أذكر هنا ، أن الذين يعارضون من الخارج، يرتكبون أخطاء فادحة. لنأخذ مثلا النقد الذي نشره الصادق المهدي في لندن في 28/1 و قال فيه أن برنامج الإنعاش الإقتصادي خاطيء إقتصاديا، و مدمر إجتماعيا.. هذا النقد في إعتقادي غير علمي لأننا لو نظرنا إلي برنامج الإنعاش الإقتصادي كان من حقنا أن نتسآل: هل صحيح أنه خاطيء؟ هل هو مدمر إجتماعيا؟ .. لقد إستهدف البرنامج تغيير السياسات المالية و السياسات الإقتصادية، و أستهدف أيضا سد العجز في ميزان المدفوعات الخارجية و في الميزانية العامة الداخلية.. فهل يمكن لمثل هذه الأهداف أن تكون خاطئة إقتصاديا؟ مثلا: سد العجز في الميزان الخارجي يعني إيجاد توازن بين الصادرات و الواردات، أي الحد من الإستيراد فهل هذا خطأ، أم أنها إجراءآت علمية صحيحة من الناحية الإقتصادية؟ وضع ضريبة علي السلع الكمالية.. تخفيض أو إلغاء الرسوم علي الصادرات... هل هذا خطأ؟.. رفع الدعم عن السكر يستهدف دعم الإنتاج لا دعم الإستهلاك، هل هذا خطأ؟. طبعا موازنة الميزان الخارجي يوفر واردات جديدة مقابل بعض التقشف في الإنفاق. هل هو خطأ؟ هل هذه السياسة مدمرة إجتماعيا أم أنها تضع الشعب أمام مشاكله الحقيقية و أمام مسئولياته؟ لو كان النقد موضوعيا لقال أن هناك إيجابيات كثيرة، تقابلها سلبيات تتوجب مواجهتها. و برنامج الإنعاش الإقتصادي لم يأت من فراغ. كان مقررا تأمين الإكتفاء الذاتي من السكر في سنة 1972، كان الإكتفاء الذاتي لا يتجاوز 250 ألف طن. إنتاجنا يومها كان 300 ألف طن، و كان يمكن بسهولة تحقيق الإكتفاء، لكن الإستهلاك تضاعف، و الإنتاج بقي علي حاله! الحكومة محتاجة لأن تنفق مليون دولار كل يوم علي النفط و مليونا آخر علي السكر و مليونا ثالثا علي الدقيق. كيف كان العهد الحزبي لو إستمر، سيعالج هذه القضية؟ الكلام سهل، برنامج الإنعاش الإقتصادي يرمي إلي زيادة إنتاج السكر إلي أكثر من 350 ألف طن هذا العام.
    من آثار تطبيق البرنامج المباشرة إرتفاع قيمة الجنيه السوداني مقابل الدولار عشرين قرشا، كذلك المصرف الدولي و بعض الدول العربية في مؤتمر باريس أخيرا قررت دعم إتجاه السودان الجاد في معالجة إقتصاده. فلماذا قررت المؤسسات الدولية دعم الإقتصاد السوداني؟ لأن السودان قرر دعم إنتاجه.. أما في مجال السلبيات فإن برنامج الإنعاش الإقتصادي لم يوضح للمواطنين بشكل كاف، ليستطيع المواطن تحمل مسئولياته. مثلا لا يوجد كثيرون يعرفون أن شبكة الطرق البرية في السودان زادت بنحو 3000 كيلومتر. هل يستطيع بلد يواجه الإنهيار الإقتصادي التوسع في الطرق بهذا الشكل؟ أكثر من هذا.. عندما كان الصادق المهدي رئيسا للحكومة إضطر السودان إلي شراء الذرة من أمريكا! الآن نحن نصدر الذرة. المرحوم الشريف الهندي كان وزير المالية عندما قامت ثورة مايو و أكتشفت أن الخزينة خالية خاوية! صحيح أننا نواجه خللا كبيرا في ميزان المدفوعات.. و في الماضي كان الخلل موجودا.. لكن الخلل اليوم غير ناجم عن سؤ التصرف، و إنما عن التوسع في التنمية. القروض لا تستخدم للإستهلاك بل للتنمية. في الماضي كان كل شيء للإستهلاك و لم ينفذ أي مشروع من مشروعات التنمية. ربما في عهد حكومة عبود نفذ شيء من التنمية إنما في نطاق محدود جدا. كان في وسع الصادق المهدي أن يقول أن تنفيذ المشروعات صاحبته أخطاء كثيرة. و قد حصل فعلا بعض الأخطاء. لكن الأخطاء تعالج و لا تعني التدمير الإجتماعي، و قد تشكلت اللجنة الشعبية لمعالجة الأخطاء و مواجهتها. و كان خطأ الإعلام و التنظيم أنهما لم يوعيا الجماهير بحقائق الإنعاش الإقتصادي. لقد عقدت ندوات عديدة حول هذا الموضوع، لكن الذين جاءوا إلي الندوات كانوا يتكلمون لغة المتخصصين، لم يحاول أحد منهم تبسيط الأمور ليفهمها المواطنون العاديون. لم ينزل أحد إلي الشارع.
    الصادق المهدي تحدث عن الحوار و عن ضرورة التغيير السياسي، فهل يفعل النظام غير الحوار و التغيير السلمي؟ طرح المصالحة الوطنية لتأمين الحوار الإيجابي البناء؟ و حتي بعدما فتحت المعارضة النار، عهد إلي اللجنة الشعبية بتأمين الحوار الحر لإيجاد العلاج الناجع. المعارضة الخارجية لا تسعي عمليا إلي الحوار الموضوعي.. بل تريد الوصول إلي التآمر الداخلي و هو ما لن يحدث. و لو كانت القيادات الحزبية القديمة قائمة علي مذاهب فكرية و تطرح نفسها للشعب علي أساس برنامج موحد، لكانت دعوتها إلي الحوار منطقية و مقبولة، لكنها للأسف تعتمد علي إستراتيجيات دولية أو علي قواعد طائفية. مثلا الصادق المهدي و المرحوم الشريف الهندي يعتمدان علي قواعد طائفية لا علي البرنامج السياسي المحدد أو البرنامج الفكري أو العقيدي. من هنا كان رهان المعارضة علي سقوط النظام نتيجة للإضطرابات الأخيرة، رهانا خاطئا، و لذلك لم تستطع ركوب موجة تلك الإضطرابات. ـ
    الصادق المهدي كان قد جاء مصالحا النظام و أقسم كعضو في المكتب السياسي للإتحاد الإشتراكي علي المحافظة علي النظام الثوري الإشتراكي، لكنه يبدو أنه إعتبر المصالحة الوطنية عبارة عن تسليم و تسلم للسلطة فكان أن حنث بقسمه.. و لعل السبب في ذلك أن المعارضة التي تعمل من الخارج تفتقر إلي النضج السياسي بين قياداتها. نحن الجمهوريين كحركة دينية تتعامل مع المتغيرات العصرية تؤيد النظام و في الوقت نفسه تنتقده فتأييدنا موضوعي. و معارضتنا موضوعية أيضا. و النظام لم يحجر حريتنا في العمل و إبداء الرأي. أما المعارضة الخارجية فلا تطرح فكرا بقدر ما تطرح تآمرا، مستغلة معاناة المواطنين) إنتهي.. ـ

    مقالة الصادق
    و نحن هنا نثبت مقالة الصادق عنا، كما جاءت بجريدة الشرق الأوسط الجمعة 19/4/1982، فهو بعد مقدمة عامة قال: (و لكن الي جانب هذه الدعوات و التيارات قامت في عالمنا الإسلامي حركات دينية تأثرت بالفكر الأوربي و الحضارة الأوربية الوافدة تأثرا حملها علي إفراغ الإسلام تماما و الدعوة لملل و نحل جديدة مثل الغاديانية و البابية و البهائية و دعوة الأخوان الجمهوريين التي ولدت في السودان منذ ربع قرن و لكنها بقيت ضعيفة حتي قيام حركة الخامس و العشرين من مايو 1969. بعد قيام تلك الحركة دخلت الدعوات الإسلامية في السودان في نزاع مع السلطة الجديدة و أنحاز الأخوان الجمهوريون إليها فوجدوا مجالا للتمدد و الإنتشار و لهم الآن عدد من الجيوب في بعض المدن السودانية و في بعض المعاهد و الجامعات و هي (دعوة الأخوان الجمهوريين) تجد من النظام الحالي في السودان نوعا من الإعتراف يشهد عليه تعيين إثنين من زعمائها (سيدة و أستاذ) في لجنة تطوير الإتحاد الإشتراكي، التي باشرت أعمالها في بداية هذا العام. ـ
    هذه الدعوات التي تجاوبت مع الفكر و الحضارة الأوربية لدرجة إفراغ الإسلام تختلف فيما بينها إختلافات واسعة في كثير من التفاصيل و لكنها علي إختلافها تتفق في خمس نقاط أساسية هي:ـ
    أولا- الإيمان برسالة بعد رسالة محمد صلي الله عليه و سلم. رسالة يحملها شخص تجلي فيه روح الله أو نال فتحا روحيا حمله رسالة ثانية بعد رسالة المصطفي. ـ
    ثانيا_ القول بنسخ الشريعة لا مجرد تجاوز المذاهب أو دعوة لإجتهاد جديد بل نسخ الشريعة علي نحو ما نسخت رسالات الأنبياء اللاحقين رسالات الأنبياء السابقين. ـ
    ثالثا- إلغاء الجهاد لا مجرد الإجتهاد في ظروف الجهاد و بيان دوره في الماضي و دوره في العصر الحديث بل إلغاؤه أصلا. ـ
    رابعا- حل بيضة الإسلام بحيث يجوز بل يجب الصلح مع أعدائه سواء كان ذلك العدو هو الإستعمار أو الصهيونية. ـ
    مثلا: الغاديانية كانت تري الترحيب بالإمبراطورية البريطانية لا تقية و لكن إيمانا بأنها الخير الذي أختاره الله لعباده. ـ
    و تلك الدعوات جميعها و بدرجات متفاوتة تبذل الود نحو الصهيونية. ـ
    خامسا- مهادنة أو مخادعة الحكام في البلاد الإسلامية ما أستطاعوا الي ذلك سبيلا، مثلا: البهائية إحتلت مكانا مرموقا في إيران الشاه.
    و من المسائل الهامة التي تستخدمها هذه الدعوات للترويج لفكرها إفتراض أن الرسالة الإسلامية محصورة فيما فهمته مدرسة التقليد. و ما دامت تلك المدرسة بعيدة عن فهم الظروف العصرية و ترشيدها فقد لزمت الحاجة في نظرهم لرسالة جديدة. هذه إحدي الثغرات التي ولج منها هؤلاء. ألا رحم الله الإمام إبن القيم الجوزية إذ قال في كتاب الطرق الحكمية في السياسة الشرعية ما معناه أن تقييد السياسة الشرعية بالنصوص النقلية منح فرصة إستغلها الذين أرادوا التنصل مع هداية الإسلام و رمي الشريعة بالقصور. إذ قال: (و هذا موضع مزلة أقدام و مظلة إسهام و هو مقام ضنك و معترك صعب فرط فيه طائفة فعطلوا الحدود و ضيعوا الحقوق و جرأوا أهل الفجور علي الفساد، و جعلوا الشريعة قاصرة لا تقوم بمصالح العباد محتاجة الي غيرها و سدوا علي نفوسهم طرقا صحيحة من طرق معرفة الحق و التنفيذ له عطلوها مع علمهم و علم غيرهم قطعا إنها حق مطابق للواقع ظنا منهم منافاتها لقواعد الشرع و لأمر الله إنها لم تفارق ما جاء به الرسول و إن نفت ما فهموه هم من شريعته بإجتهادهم، و الذي أوجب لهم ذلك نوع تقصير في معرفة الواقع و تذييل أحدهما علي الآخر فلما رأي أولاة الأمر ذلك و أن الناس لا يستقيم لهم أمر إلا بأمر وراء ما فهمه هؤلاء من الشريعة أحدثوا من أوضاع سياستهم شرا طويلا و فسادا عريضا فتفاقم الأمر و تعذر إستدراكه و عز علي العالمين بحقائق الشرع تخليص النفوس من ذلك و إتنقاذها من تلك المهالك).
    و لكن مهما كانت الثغرات و مهما تحالفت تلك الدعوات مع الحكام و مع الإستعمار و الصهيونية فإن وعي الشعوب الإسلامية كان و ما زال لها بالمرصاد. ـ
    إن وعي الشعوب الإسلامية يحاصر تلك الدعوات و يحصرها و فوق ذلك الوعي تصدها عناية الله، إنا نحن نزلنا الذكر و إنا له لحافظون) إنتهي حديث الصادق.. ـ

    أتباع الهوي و القيادة الملهمة
    لقد إختار الصادق لمقالته عنوان (أتباع الهوي) .. و أتباع الهوي الذين عناهم في مقالته هم أساسا نحن الجمهوريين .. و هو لم يحاول أن يورد دليلا علي أننا من أتباع الهوي، و هو إنما لم يفعل لأنه لا يملك، و لذلك إكتفي بتصنيفنا مع دعوة الغاديانية و البابية و البهائية، أيضا دون إيراد أي دليل علي الشبه بيننا و بين هذه الدعوات.. و نحن سنتحدث بعد قليل عن هذه الفرق لنبين و ضعنا منها.. و لكن قبل ذلك نحب أن نلاحظ أن ما حاول الصادق أن يرمينا به من أننا أتباع هوي، ينطبق عليه هو بالذات، و بصورة محددة. و قد بينا هذا بجلاء في كتابنا الأول عنه.. و يمكن أن يقال هنا أن الصادق في جميع أقواله و أفعاله، إنما ينطلق من مركزية واحدة هي نفسه.. فهو تستولي عليه أنانية مطبقة جعلته لا يري إلا نفسه، و لا يري في الآخرين إلا وسائل، و أدوات لتحقيق أغراض نفسه.. و هذا هو موطن الداء الأساسي.. و نحن، في كتابنا الأول عنه، قد شخصنا هذه العلة، و رددناها الي أسبابها الأولية، فذكرنا أن السبب الأساسي لهذه الظاهرة عند الصادق، إنما هي ظروف النشأة الطائفية التي تلقاها، و التي لم تعطه أية فرصة ليري غير نفسه، و غير أنه (سيد) تجب علي الآخرين طاعته. ـ
    لقد ولد السيد الصادق المهدي، و نشأ، في البيت الذي يتزعم أكبر طائفة دينية عندنا في السودان، من حيث العدد، و هي طائفة الأنصار.. فهو السيد الصادق، السيد الصديق، السيد عبد الرحمن المهدي.. فالسيادة هي جزء من ميراثه الطائفي.. و هو قد تعود منذ يفاعته ألا يسمع إسمه إلا و مقرونا بلقب السيادة.. و السيادة بالنسبة له داخل الطائفة، لم تكن مجرد لقب و إنما هي حقيقة معاشة.. فكما هو معروف عندنا في البيوتات الطائفية، فإن أبناء زعماء الطائفة يجدون من الأتباع كل تقديس، و توقير، لا فرق في ذلك بين الأطفال الصغار و بين الكبار، فجميعهم أسياد.. فحتي الأطفال الصغار مطاعون من جميع الأتباع بما فيهم الشيوخ، فهم لا ترد لهم حاجة، و تقبل أيديهم إلتماسا للبركة.. و لا يسلم عليهم الرجال و النساء إلا بعد خلع أحذيتهم تأدبا.. ففي مثل هذا الجو نشأ الصادق و ترعرع.. فهو لم يعرف في يوم من الأيام سوى أنه سيد مطاع.. و هو يعتبر طاعته و خدمته من الحقوق الطبيعية بالنسبة له.. و كل ما شب الصادق توكدت في نفسه هذه السيادة، فهو قد كان يجد من طاعة الأتباع له ما يصل الي حد التفدية بالنفس.. و قد زاد من تعميق هذا الشعور بالسيادة عند الصادق، الجاه الدنيوي العريض الذي كان يعيش فيه البيت الذي يتزعم طائفة الأنصار.. فالصادق قد كان يعيش حياة القصور، و لم يعرف حياة المواطن السوداني العادي.. و إذا أضيف الي كل ما ذكرناه، سلطة، و زعامة سياسية، أتته مبكرة و هو، بعد، في سن الشباب، فقد أصبح محاطا بكل الظروف التي لا تعطيه أي فرصة ليري غير نفسه.. فهو ان رأي من هم غيره، لا يراهم إلا في موضع الخدم و الأتباع.. ـ
    و لم يكد الصادق يبلغ سن الشباب إلا و قد تهيأت الظروف التي جعلته زعيما للطائفة و هو دون سن الثلاثين.. و لم يلبث أن أصبح رئيسا للحكومة في تلك السن المبكرة، فأصبحت البلاد جميعها تخضع لزعامته.. ـ
    و قد كان الأنصار يعتقدون أن لهم حقا زائدا في البلاد، فهم كثيرا ما كانوا يرددون الهتاف الشهير (الله أكبر و لله الحمد.. البلد بلدنا و نحن سيادها) .. و قد تشربت نفس الصادق هذه الهتافات، فتوكدت في نفسه أحقيته في السيادة علي البلاد، تلك الأحقية التي أصبح يعتقد أنه ينبغي ألا ينازع فيها.. و قد كان الأنصار يطمعون في أن يكون حكم البلاد حكما وراثيا قاصرا علي زعامتهم.. فهم قد عرف عنهم أنهم قبل خروج الإنجليز كانوا يطمعون في قيام تاج محلي تحت التاج الإنجليزي .. و هم قبل قيام ثورة مايو قد تنبهوا الي إمكانية إستغلال الدين بصورة أكبر مما كانوا يفعلون، و ذلك بإجازة دستور يلتحف قداسة الإسلام، يستغلونه في جعل السلطة محصورة داخل طائفتهم.. و لكن بقيام ثورة مايو 1969 فشلت تلك المخططات مما جعل الصادق يحقد علي النظام الجديد الذي حال دون آماله العريضة.. ـ

    القيادة الملهمة: ـ
    لقد تشربت نفس الصادق حب الزعامة و السلطة، فتولد عنده شعور متوهم بالتفوق و النفوذ، منه يستمد التبرير النفسي لما يعتبره حقه الطبيعي في السيادة.. و قد غذي هذا الشعور المتوهم بالتفوق و التفرد، هتافات آلاف الأنصار، تلك الهتافات الداوية، و هي تردد (الصادق أمل الأمة .. الصادق أمل الأمة) و قد كان الأنصار يرددون تلك الهتافات كلما التقي الصادق بجموعهم .. فتوكد عند نفسه أنه أمل الأمة .. و يبدو أن هذا المفهوم قد تمدد مؤخرا، فأصبحت الأمة التي هو أملها، ليست الأمة السودانية فحسب، و إنما هي الأمة العربية و الإسلامية، التي لا خلاص لها إلا به.. فقد إشتد هذا الوهم علي نفس الصادق، فذهب يفلسف له و يعطيه بعدا دينيا، فأبتدع نظرية (القيادة الملهمة) التي ضمنها كتابه (يسألونك عن المهدية) .. و مفاد هذه النظرية هو ان هناك بعثا إسلاميا حتميا.. و أن هذا البعث يتم ببعث المهدية من جديد، و هو يتم علي يدي (قائد ملهم)، يتلقي إلهامات من الله.. و هذا (القائد الملهم) هو الشرط الأساسي للبعث، و الأمل الوحيد فيه.. و بالطبع فإن الصادق لا يري أن (القائد الملهم) هو رجل آخر غير صاحب النظرية. ـ
    و مما جاء من أقوال الصادق في هذا الصدد قوله: (هؤلاء العمالقة يستجيب الواحد منهم لحاجة جماعية عميقة، و يتحدث بالمنطق السائد في زمانه و بتعبير المعارف المتاحة له الرائجة في ذلك الزمان و من صفة هؤلاء العمالقة أن الواحد منهم يشعر بثقة مستمدة من يقينه بأنه ملهم) صفحة 19 من كتاب (يسألونك عن المهدية) .. و بالطبع فإن الصادق قد جرب في نفسه هذه الثقة المستمدة من يقينه بأنه ملهم و لذلك عبر عنها.. و كون أن الصادق يري أن أمر القيادة الملهمة هو شرط البعث و التغيير، عبر عنه بقوله (ان الصفاء الروحي و إلهاماته، و حاجة الجماعة الملحة للقيادة الملهمة لتنبعث و تتحرك امور لا يمكن إنكارها إلا من وجهة نظر شكلية بحتة في فهم النظام الإجتماعي و وجهة نظر مادية بحتة في فهم الإنسان) صفحة 158 من المصدر السابق.. فالصادق إذن يري أن الجماعة لتنبعث و تتحرك لا بد لها من (القيادة الملهمة) .. و عن فكرة المهدية في الإسلام و ربطها بمفهوم القيادة الملهمة، يقول الصادق: (و مهما كانت الفاصيل فإن الأصول افهمت كثيرين بمجيء قيادة مختارة لإصلاح فساد الأحوال.. و في الأدلة الإسلامية أيضا ما يشير الي إتيان قيادة ملهمة يلهمها الله الصواب و يهديها) صفحة 92 المصدر السابق.. ـ
    و في صفحة 194 يقول: (ان في الأدلة مكانا واضحا لقيادة مهتدية مرشدة مصلحة للفساد يؤهلها صلاحها لإستقبال إلهامات روحية) .. و عن دعوة محمد أحمد المهدي في السودان، و ربطها بمفهوم (القيادة الملهمة) يقول من صفحة 163 (و مع تشعب المواصفات و النعوت فإن الذي أصف به الدعوة المهدية هو: أنها نداء قيادة دينية ملهمة توحد الكلمة و تجدد الدين) .. و عبارة (أصف به) تؤكد مفهوم القيادة الملهمة، هو هو من عند الصادق.. للمزيد من الإيضاح في هذا الأمر راجع كتابنا (الصادق المهدي !! و القيادة الملهمة !! و الحق المقدس !!) و كتاب السيد الصادق (يسألونك عن المهدية). ـ
    و عن حتمية البعث الإسلامي المرتبط بالقيادة الملهمة، و بالمهدية، يقول الصادق: (و إذا تلفتنا الي واقع حياتنا لوجدنا أداة عقلية تشير الي حتمية بعث الإسلام بعثا جديدا) صفحة 9 من المصدر السابق ..
    و يقول من صفحة 15 (و الخلاصة هي أن ظروف العالم العربي تشير الي حتمية بعث إسلامي) و هو يقول من صفحة 248 (إذن، سواء نظرنا من ناحية نظرية عامة، أو إستعرضنا وجودا واقعيا محددا، سنجد أن كل المؤشرات تعلن حتمية البعث الإسلامي) .. و عن المهدية يقول أنها (أعطت مثلا، و أبانت وسيلة البعث الإسلامي في زمانها و في الزمان اللاحق) !! صفحة 35
    خلاصة الأمر أن الصادق يؤمن ببعث إسلامي حتمي، و هذا البعث هو بعث للمهدية من جديد، و هو يتم علي يد (قائد ملهم).. و كل هذه المفاهيم إنما هي محاولة لإعطاء طموح الصادق، و تشبع نفسه بحب السلطة و السيطرة، مبررا دينيا.. فالصادق في كل تصرفاته ينطلق من مركزية واحدة هي حب السلطة و الزعامة، فهو حين يعادي، و حين يصالح، إنما ينطلق من هذه المركزية لا غيرها، فهو قد إستولي عليه حبه لنفسه بصورة لا يملك منها فكاكا.. و هذا هو إتباع الهوي الذي يتهم به غيره، في حين أنه أكثر الناس تورطا فيه.. ـ




    نواصل
                  

03-19-2003, 05:02 PM

baballa
<ababalla
تاريخ التسجيل: 05-13-2002
مجموع المشاركات: 151

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هذا هو الصادق المهدى (Re: Omer Abdalla)


    الأخ عمر ذلك الكتاب طبع قبل حوالي ربع قرن - يقول بعض الناس عن الصادق انه مثل آل البوربون لم ينس شيئا و لم يتعلم شيئا و لكن ذلك ليس كذلك فها هي الأيام تثبت انه تعلم الكثير من فنون تطويع اتباعه و تعلم اتباعه الكثير من الخضوع و التسليم له - انظر فقط كيف سولت له نفسه ان يضع ابناءه و بناته و زوجاته في مراكز قيادية بالحزب و كأن الشعب السوداني - الكريم الولود- لم ينجب غيرهم و مع ذلك يبصم - الأتباع بالعشرة علي كل ما يفعل
    هنا متفرقات من صحف و كتب تبين لمن عسي يحتاجون لتبيين من هو الصادق المهدي
    فالي المقتطفات

    الخلاف الذي استجد بين الصادق المهدي وبعض اقطاب حزبه كان مبعثه بوادر ردة جديدة قادها المهدي بعد خروجه من السودان عام 1997، وتمثلت في نقل صلاحيات قيادية هامة من كبار معاونيه امثال مبارك الفاضل الي ابنائه وعلي رأسهم ابنه الاكبر عبد الرحمن، وهو ضابط سابق في الجيش. وقد قام المهدي بنقل الصلاحيات المالية من مبارك الي ابنه، وعين ابنه ايضا قائدا لميليشيا الحزب رغم وجود ضباط أكثر كفاءة وخبرة منه، وزاد المهدي اخيرا فقام بتعيين زوجته وعدد من بناته وابنائه في مسؤوليات حزبية رفيعة، شملت الشؤون النسوية والشؤون الخارجية. ولا شك ان هذه التصرفات أثارت حنق معاوني المهدي، وهم محقون
    عبد الوهاب الأفندي - القدس العربي 11 اغسطس 2002م

    *************************
    جاء في جريدة (السودان الجديد) الصادرة بتاريخ 7/2/1966 تحت عنوان (الصادق للجمعية التأسيسية) قولها:-
    (علمت "السودان الجديد" أن السيد بشري حامد عضو الجمعية التأسيسية عن الدائرة 62 كوستي سيتقدم اليوم بإستقالته من الجمعية.. و علمت السودان الجديد أن السيد بشري سيتخلي عن هذه الدائرة ليترشح فيها السيد الصادق المهدي رئيس حزب الأمة وفقا لإتفاق سابق مع حزب الأمة).. و قد جاء في جريدة (العلم) الصادرة بتاريخ 17/3/1966 تحت عنوان (الصادق يفوز بالتزكية) قولها: (فاز السيد الصادق المهدي رئيس حزب الأمة بالتزكية في دائرة كوستي 62، و التي قفل فيها الترشيح ظهر أمس.. و ربما أدي السيد الصادق القسم بالجمعية التأسيسية خلال الإسبوع القادم..) إنتهي..
    هذا العمل من أكبر أساليب تزييف الديمقراطية، و من أكبر أساليب إمتهان كرامة الناس، و إحتقار عقولهم، و هو إمتهان للنائب المستقيل، و إحتقار للناخبين، و ليس في ذلك أمر غريب علي الطائفية ذلك بأن الناس عند الطائفية إنما هم وسائل لزعمائها!! مجرد وسائل!! هذا و بسبب سعي الصادق الي فرض زعامته اختلف مع عمه الهادي، فإنقسم حزب الأمة علي نفسه، و بالمثل إنقسمت الطائفة و تحالف الصادق مع الأخوان المسلمين، و مع حزب سانو، تحت إسم:
    (مؤتمر القوي الجديدة)..
    عن كتاب الصادق المهدي و القيادة الملهمة و الحق المقدس - الأخوان الجمهوريون الطبعة الرابعة - فبراير 1978
    *************************************************
    مؤتمر العبور ..!!

    حدد حزب الامة يوم 6 أبريل القادم موعدا لمؤتمره العام واختار له نفس المكان الذي عقد فيه جناحه المنشق (الاصلاح والتجديد) مؤتمره العام في أرض المعسكرات بسوبا .. وبالتالي يسحب عمليا مصطلح "مجموعة سوبا" الذي أفرزته جغرافيا المؤتمرات.

    ودلالات التاريخ لها أكثر من معني فاليوم المحدد هو الذكري السنوية للإطاحة بالرئيس الأسبق جعفر محمد النميري ثم أنه عمليا الموعد المؤجل لمؤتمر شبع تأجيلا وتسويفا..

    ولكن ، متأخرا خير من عدمه على حد الترجمة الحرفية للمثل الإنجليزي الشهير ،فإن حزب الامة يخطو في إتجاه ممارسة أكثر مؤسسية تتيح للقواعد ان يشاركوا في تقرير المصير الحزبي وتقويم أو تدعيم القيادة. وكما يعاب على أحزاب تاريخية اخرى تجنبها عقد مؤتمرها العام فإن أي حزب يجرؤ على الإقتراب من قواعده الدنيا لحرى بالمكافأة المعنوية على هذا الفعل، خاصة وأن عقد المؤتمر العام ليس مجرد عزم سياسي بل هو مشروع اقتصادي كبير يستنزف كثيرا من موارد الحزب على ضعفها وقلة حيلتها.

    ولأن الإمام الصادق المهدي بشر كثيرا بهذه الخطوة حتى أصبح ميقات المؤتمر العام كالهجرة من حزب الصفوة الي رحابة العموم فالاولى ان لا يكرر المؤتمر صورة ماقبله فيكون مجرد كورال جديد ينعق بأغنية قديمة مل الناس تكرارها .
    امام الصادق المهدي فرصة تاريخية ان يلقى بقفاز تحد كبير ليس لمنافسيه في الحزب (المنشقين أو الباقين) فحسب بل للأحزاب المجاورة والبعيدة أيضا .. فالمسرح السياسي السوداني عاش في تكرار يعيد أرجوحة الماضي مع الأيام وكلما حسب الناس انهم أقبلوا على جديد فتحوا الستار ووجدوا القديم ممسوحا بكريمات ومساحيق لا تخفي تجاعيده.

    حان الوقت ليضرب الإمام الصادق المثل في وقت كثرت فيه الأقوال وقلت فيه الأفعال ، فيتنازل طواعية عن قيادة الحزب الي جيل جديد في حزب الأمة .. ومهما قدم البعض الحجج والمبررات لبقاء السيد الصادق في منصبه فإن ذلك يتنافي والشعارات التي يرفعها الصادق نفسه ،فالديموقراطية لا تعني مجرد تداول السلطة في القصر الجمهوري بل في داخل كابينة الحزب أولا . وفاقد الشيء لا يعطيه..

    لو فعل ذلك الصادق المهدي الآن في مؤتمر حزب الأمة القادم فإنه يضرب عشرة عصافير بحجر واحد ، يسحب كل الأطروحات التي بنى عليها المنشقون عنه حيثياتهم ويدفع الي قيادة حزب الامة دماء جديدة مهما قيل عن خبراتها فإنها ستضيف بعدا ونفسا جديدين للحزب وأهم من ذلك كله .. يحرج الأحزاب الأخرى التي لا تزال قياداتها التاريخية تتصلب في كراسيها وتتحكم على صلادة تمسكهم بالقيادة كل احلام وطموحات الأجيال التابعة.

    مؤتمر حزب الأمة القادم سيكون فيصلا واختبارا حقيقيا لشعارات الصادق المهدي .. فإما هو زعيم مستدام يصادر حق الأجيال في الترقي الى أعلى أو هو قائد قومي ليس لحزب الأمة بل للأمة السودانية كلها .. بالقدوة الحسنة ..قبل الشعارات ..

    والقرار في يد الإمام الصادق المهدي ..
    عثمان ميرغني الرأي العام 8 مارس 2003

    (عدل بواسطة baballa on 03-19-2003, 05:06 PM)

                  

03-19-2003, 06:26 PM

othman mohmmadien
<aothman mohmmadien
تاريخ التسجيل: 12-13-2002
مجموع المشاركات: 4732

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هذا هو الصادق المهدى (Re: baballa)

    من غير المؤكد أن الأخ يكتب هو بغل شديد لو رجعنا للوراء كثيرا نجد ان الأخطاء التي أرتكبت من قبل المنتمين للأنظمة الديمقراطية قد تكون ارتكبت بعفو الخاطرة وليس بصورة متعمدة ولا يمكننا أن ننكر فضل المنتمون للأحزاب التي تؤمن بالديمقراطية والتي تتمسك بالديمقراطية حتي هذه اللحظة ثم أننا النعيم الذي عايشناه في الديمقراطية لم نشهد من قبله مثيلا ولكن كل العيب في شعبنا الذي يجحد ويتنكر ويخرج في الشوارع صائحا العذاب ولا الأحزاب استجاب الله لدعائه هذا. مع العلم أن رسولنا الكريم نهانا من أن ندعو لأنفسنا فيا أخي رجاء أن تنسي هذه الترهات وأن تلتفت لما يدعو اليه الصادق المهدي الآن ويكفينا تمسكه بالديمقراطية مع العلم بأنه لو أراد أن يسير علي جماجم شعبه لسار .
    أخي الفاضل لا داعي لكل ذلك وهائنذا كسوداني فقط امد اليك يدي بيضاء ولنعمل جميعا في السير علي خطأ الديمقراطية حتي لا نجهضها من الآن ونكبل حرياتنا من الآن فلتأتي الديمقراطية بأي وسيلة ويمكنك بعدها أن تغير من تشاء ويمكنك بأستمرارها أن تصوغ نظاما جديدا ووعيا جديدا فلندعم هذا الخط جميعا ولندعم كل من ينادي بمبدأ العدالة والمساواة ولنبتعد قليلا عن كل هذا الغل والحقد الدفين فهو لا يخدم شيئا وماذا يعني اخراجك لكتاب أو دونه لتتكلم عن شخص لم اري اي مؤشر لنقد ايدلوجية خاصة بالصادق المهدي أو لحزب الأمة. أما تجاه شخصه فنحن لا يهمنا عداؤه معك وليس هذا هو الاسلوب المرجو فكريا ولا الأمل المعقود بنفوسنا تجاه أمر السودان وهاهي دعوة أوجهها لكم ولكل من يكتب هنا تناسوا كل ذلك ووحدوا كلمتكم تجاه السودان وحقوق الانسان وكيفية حكمه وحل مشاكله البلد ياأخوتي في طريقها للتفكك الي متي نعي ذلك العيب ليس في الديمقراطية وليس في من مارس في داخلها سلطة العيب كل العيب غياب دستورها وحمايتها فلا حرية بلا ديمقراطية ولا ديمقراطية بلا حماية ولا حماية بدون تطبيق سيادة القانون هذ1 هو الخلل الذي كان بداخلها وليس الخلل في شخص زيد او عبيد فمرحبا بكل القادة بدءا بنقد ومحمد عثمان ووقرن ومنصور خالد وكل الحركات داخل السودان مرحبا بهم جميعا وليختار الشعب من يريد ولتستمر الديمقراطية ولتحترم ولتحمي أما بهذا الأسلوب فهي المجهضة من الآن والحرية مكبلة من الان
    اشكر لك أخي كل ماكتبت أملي أن لا يكون مثل هذا الكلام محبطا أو جارحا كما أملي أن يكون نواة للأتجاه الديمقراطي الذي نحلم به
                  

03-20-2003, 05:51 AM

Omer Abdalla
<aOmer Abdalla
تاريخ التسجيل: 01-03-2003
مجموع المشاركات: 3083

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هذا هو الصادق المهدى (Re: Omer Abdalla)


    شكرا أخي باب الله على المقتطفات التي اخترتها فهي تؤكد صحة ما جاء في هذين الكتابين القديمين من تحليل مستبصر كما قد أشرت

    الأخ عثمان ، أوكد لك ولمن عسى يحتاج لتوكيد أن ما كتبه الجمهوريون عن السيد الصادق المهدى وما أكتبه أو أنشره أنا الآن من خلال هذا المنبر لا ينطوى على غل ولو قليل على شخص الصادق المهدى كما حاولت أن تعبر وتصور أنت .. بل القصد من هذه الكتابة هو الكشف وبالدليل القاطع عن حقائق حول أفكار وممارسات الصادق المهدى بغرض تمليك الشعب السودانى الحقائق حتى يحسن الإختيار إذا اتيحت له فرصة أخرى .. فالصادق لم يكن ديمقراطيا في يوم من الأيام ولم يتبنى منهجها الا لأن هنالك قاعدة طائفية عريضة تتحرك بإشارته مما ضمن له الفوز بصورة ميكانيكية وهو حينما إتيحت له فرص الحكم العديدة أساء استخدامها في تشويه الديمقراطية نفسها كما قد بينا .. فهو لا تهمه الديمقراطية بقدر ما يهمه أن يكون هو في السلطة وبأى سبيل حتى ولو كان سبيل تشويه الدين كما حدث في تآمره تحت مظلة جبهة الميثاق الإسلامى بتمرير ما سمى بالدستور الإسلامى وطرد النواب المنتخبين بواسطة الشعب من البرلمان أو بسبيل سفك الدماء كما حدث في الغزو الليبى في منتصف السبعينات .. إذا فإن "تمسكه بالديمقراطية" مصدره هو أنها تمثل أقصر الطرق له للوصول إلى السلطة بحكم وضعه الطائفي ومتى شعر بأنها لم تأت بالسرعة التي يرغبها فهو لن يتردد في "أن يسير علي جماجم شعبه" كما قد فعل وكما قد بينا .. وأخطاء الصادق في ذلك ليست أخطاءا صغيرة "ارتكبت بعفو الخاطرة" كما ذكرت بل أخطاء أزهقت أرواح السودانيين وأهدرت موارد البلد وطاقاته طوال فترات حكمه أو معارضته العديدة .. أما قولك بأن "النعيم الذي عايشناه في الديمقراطية لم نشهد من قبله مثيلا" فهو قول إنشائى لا تملك عليه دليلا وأرى أنك تريد أن ترمى باللائمة على الشعب السودانى الصابر المغلوب على أمره والذى ضاق الأمرين من العساكر ومن أدعياء الديمقرطية وكذلك من دعاة الهوس الديني وهو كلما انتفض على حكومة عسكرية أو مهووسة فاقتلعها جثم على صدره الصادق المهدى وأوسعه كلاما وتسلطا ودكتاتورية مدنية أسماها زيفا بالديمقراطية والديمقراطية منها براء ، فأصابته خيبة الأمل وأحبطه سوء الرجاء .. ولو كان هنالك ثمة شيء يعاب على الشعب السودانى فذلك هو انخداعه بالصادق المهدى ليس مرة واحدة أو مرتين بل ثلاث مرات بالرغم من أنه لم يجن منه غير الذى ذكرنا ولكن العشم لم ينقطع بعد في أن يتعلم الشعب السوداني من أخطائه في سوء الأختيار وفي حسن ظنه فيمن لا يستحقون ..
    بطبيعة الحال أنا من أنصار الديمقراطية ولكن على أن نتوسل لها بالوسائل الصحاح ولا عبرة لي بقولك أن "تأتي الديمقراطية بأي وسيلة" حيث يجب أن تكون الوسيلة من جنس الغاية وهى لا تبررها .. عموما الصادق المهدى عندى لا يختلف كثيرا عن النظام الحالى أو عن الأنظمة المتهوسة التي سبقته فهو يفكر بنفس الطريقة ولعل هذا هو السبب في تآمره مع الجبهة الإسلامية في عديد المرات في الماضى وطمعه في التعاون معها الآن إذا حققت له رغبته في الإنفراد بالقدر الأكبر من السلطة والزعامة .. وأنا أوافقك تماما في أن "العيب ليس في الديمقراطية" وإنما في سوء استقلالها وتزييفها من قبل أولئك الذين يتمسحون باسمها ولكنهم في حقيقتهم وفي سلوكهم أبعد ما يكونون من الديمقراطية ولذا لزم كشفهم حتى تتصحح المسيرة وتأتي الديمقراطية الحقة التي يستحقها الشعب السوداني

    أخي عثمان ، أقول قولى هذا وأمد لك يدى كذلك وأنا واثق من أن غايتنا جميعا الحق وما يرضى الله ويرضي ضمائرنا و "الدين النصيحة" كما تعلم فأرجو أن لا تأخذ حديثنا هذا كمسألة شخصية ضد السيد الصادق أو ضد فلان أو علان .. نحن ننقد لتتصحح المسيرة ونستفيد جميعا من أخطائنا .. وأنا شخصيا أرجو مخلصا أن يستفيد السيد الصادق قبل غيره مما يكتب عنه بحق .. هذا وعلى الله قصد السبيل
    عمر

    (عدل بواسطة Omer Abdalla on 03-20-2003, 05:53 AM)
    (عدل بواسطة Omer Abdalla on 03-20-2003, 06:12 AM)

                  

03-20-2003, 06:07 AM

Omer Abdalla
<aOmer Abdalla
تاريخ التسجيل: 01-03-2003
مجموع المشاركات: 3083

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هذا هو الصادق المهدى (Re: Omer Abdalla)


    نحن و الصادق و الدعوات الثلاث
    لقد رأينا من نص مقالة الصادق أنه يصنفنا مع القاديانية و البابية، و البهائية، و قد أطلق علينا عبارة الملل و النحل الجديدة، و زعم أننا تأثرنا بالفكر الأوربي، و الحضارة الأوربية، بصورة أفرغت الإسلام تماما.. و نحن قد قلنا في المقدمة أن الصادق لا يعرف هذه الدعوات و لا يعرف الدعوة الجمهورية، و نحن هنا سنبين كل ذلك و سنري من منا أقرب لهذه الدعوات، نحن أم الصادق؟! و الآن سنقدم تعريفا موجزا للدعوات الثلاث..

    أولا: الغاديانية
    مؤسس الغاديانية هو الميرزا أحمد غلام الله الغادياني، المتوفي سنة 1908.. و خلاصة دعوته هي أنه أدعي أنه المسيح الموعود .. فقد قال في كتابه (تحفة الندوة) المطبوع بمطبعة إحياء الإسلام، بغاديان سنه 1902 ما نصه: (فكما ذكرت مرارا ان هذا الكلام الذي أتلوه هو كلام الله في طريق القطع و اليقين كالقرآن و التوراة، و إنا نبي، و بروزي من أنبياء الله، و تجب علي كل مسلم طاعتي في الأمور الدينية، و يجب علي كل مسلم أن يؤمن بأني المسيح الموعود) صفحة 4. فالغادياني إذن يدعي صراحة أنه نبي، و أنه المسيح الموعود، و أنه يوحي إليه كلام من الله كالقرآن.. و نحن هنا نورد نموذجا لكلامه الذي زعم أنه و حي من الله فهو قد قال مثلا: (إذا قيل لكم آمنوا كما آمن الناس، قالوا أنؤمن كما آمن السفهاء، إلا إنهم السفهاء و لكن يعلمون، و يحبون أن يدهنون، قل يا أيها الكافرون لا أعبد ما تعبدون).. من كتابه (براهين أحمدية) الجزء الرابع صفحة 509 .. و أمر الغادياني كله يقوم علي إلهامات يزعم أنه تتم له.. و قد قال في الكتاب (براهين أحمدية) الجزء الثالث صفحة 231 الطبعة الرابعة قال (الإلهام لا ينقطع) .. و ليس للغادياني محتوي موضوعي لدعوته، و إنما هي مسألة ذاتية، و هو فقط يطالب بالتصديق به (يجب علي كل مسلم طاعتي) كما قال .. أو (يجب علي كل مسلم أن يؤمن بأني المسيح الموعود) !! و يبدو أن الغادياني كان يعتقد أنه هو الحجة علي دعوته، و من هذا المنطلق قال: (لا نحتاج الي السيف و لا الي حزب المحاربين) .. كتاب (دافع الوسواس).
    و الغادياني يستدل بحالة النقص علي الكمال،فمن أدلته علي أنه المسيح الموعود، أنه يعاني من مرضين.. فقد ورد علي من إحتج عليه بأن أحاديث المسيح تشير الي نزوله في رداءين أصفرين، فقال: (المراد بالرداء الأصفر العلة، و قد جاء في الحديث أن المسيح ينزل و عليه رداءان أصفران، و هذا أتاني، فإنني أعاني علتين.. في مقدم جسمي و هو الدوار الشديد الذي قد أخر به علي الأرض.. و العلة الثانية و هي، كثرة البول التي تسمي الديابطي- مرض السكر-) من كتابه (براهين أحمدية) صفحة 210

    ثانيا: البابية
    هنالك صلة و ثيقة بين الدعوة البابية، و الدعوة البهائية، فكلاهما له إرتباط بالفكر الشيعي، و البهائية هي إمتداد للبابية، فالباب، قد بشر بالبهاء.. و كل من البابية و البهائية عبارة عن دين جديد، له نبيه، و له كتابه المقدس، الموحي من الله.. و للبابية و البهائية تشريع مشترك.
    فمؤسس البابية هو الميرزا علي محمد الشيرازي المولود بشيراز سنة 1235 هــ .. و عبارة الباب أصلا إصطلاح شيعي .. و كتاب البابية المقدس، يسمي (البيان).. و قد ورد عن مؤسس البابية، أنه قد إشتغل في صباه بعلم روحانيات الكواكب، و بالمجاهدات الروحية العنيفة.. راجع كتاب (تاريخ الشيعة) لحسين علي محفوظ .. و قيل أنه درس في كربلاء علي السيد كاظم الرشتي (إمام جماعة الكشفية) ، و هو تلميذ الشيخ الإحسائي (إمام جماعة الشيخية) و قد ظهرت الشيخية في القرن الثاني عشر الهجري، و كان صاحبها من جماعة الشيعة الأثني عشرية، و لكنه خالف أصول مذهبهم في موضوع ظهور المهدي .. فهو يري أن المهدي يظهر بالولادة، و لا يظهر من غيبة كما يري الإثنا عشرية.
    و من هنا يتضح أن البابية ترجع الي الشيعة الأثني عشرية، عن طريق الشيخية .. و البابية يعتقدون أنه بظهور الباب (قد أشرقت من الباب علي العالم الرغبة المعصومة للإمام المستور الذي يعد المصدر الأعظم لكل حقيقة و هداية) من كتاب (نظرية الإمامة) للدكتور أحمد محمود صبحي.. و قد تدرج الباب في دعوته فهو في البداية أدعي أنه (الباب) أو الوكيل عن الإمام الغائب الذي مرت علي غيبته حوالي ألف سنة .. ثم إنتهي الباب بأن أدعي أنه هو المهدي الموعود .. فقد قال في خطابه للشيعة الإمامية (إني أنا الموعود، فأنا الذي دعوتموه مدة ألف سنة، و تقومون عند سماع إسمه، و كنتم تشتاقون للقائه عند مجيئه، و تدعون الله بتعجيل ظهوره، و الحق أقول لكم أن طاعتي واجبة علي أهل الشرق و الغرب، و لقد آتاني الله هذا البرهان ففي ظرف يومين و ليليتين أقرر أني أقدر أن أظهر آيات توازي في الحجم جميع القرآن) .. كتاب (مطالع الأنوار) للمؤرخ البابي نييل صفحة 249، المطبوع بالإسكندرية سنة 1940 م .. و نحن هنا نقدم نموذجا من كتاب (البيان) الذي يزعم الباب أنه من عند الله .. ففي اللوح الأول من آيات الوحي- شئون الحمراء، جاء: (بإسم الله الأبهي، الأبهي ..الهم إنك أنت بهيان البهائيين ، لتؤتين البهاء من تشاء، و لتنزعن البهاء عمن تشاء، و لترفعن من تشاء و لتنزلن من تشاء.. في معيتك ملكوت كل شيء.. تخلق من تشاء بأمرك.. إنك كنت بهاء باهيا بهيا .. هذا كتاب من عند الله المهيمن القيوم الي من يظهره الله، إنه لا إله إلا أنا العزيز الحبوب، أن أشهد أنه لا إله إلا هو و كل له عابدون) عن النص الكامل لكتاب (البيان) كما أورده عبد الرازق الحسني في كتابه (البابيون و البهائيون) ..
    و البابية و البهائية كما ذكرنا تشتركان في الشريعة، و هي شريعة يدعي الباب انها متطورة علي الشريعة الإسلامية، و نحن سنتعرض لهذه الشريعة المشتركة عند حديثنا عن البهائية.. و الباب هو الآخر، ليس له برهان موضوعي علي دعوته، و إنما فقط يطالب بالتصديق بأنها من عند الله.

    ثالثا: البهائية
    البهائية كما قلنا هي إمتداد للبابية، فقد بشر الباب بالبهاء، فقال: (ان الذي يجب ان يظهر في يوم من الأيام لهو أعظم من ذلك الذي سبق ظهوره) .. و قد جاء في كتاب (الرحيق) و هو مرجع بهائي ما نصه: (أمر الله الصريح في البيان- الفارسي- أن حضرة الأعلي قد طوي في بيانه هذا بساط النيابة و الوصاية من بعده، و بشر الجميع بظهور من يظهره الله، كما جاء في الباب الرابع عشر من اللوح السادس.. و بما انه ليس في هذا الكون وجود للنبي فسيعرف الأصحاب بالمؤمنين فقط) المجلد الأول صفحة 446 .. و من هنا يتضح أن الباب قد بشر بالبهاء و الذي يعتقد البهائيون أنه أعظم من الباب نفسه.
    و مؤسس الدعوة البهائية هو: الميرزا حسين علي (البهاء) .. المولود عام 1223 هـ و المتوفي عام 1309 هـ و كتاب البهائية الذي يزعمون أنه موحي من عند الله يسمي (الأقدس) .. و يعتبر البهائيون أن الباب هو الغائب، و البهاء هو القيوم.. و أن البهاء هو المظهر الكامل الذي بشر به الباب، ففي كتابه (البيان) جاء قوله: (يا ملأ البيان تالله هذا لهو القيوم قد جاءكم سلطان مبين- و هذا لهو الأعظم الذي سجد لوجهه كل أعظم و عظيم) من كتاب (مفتاح باب الأبواب) للدكتور ميرزا مهدي خان صفحة 171 .. و لقب البهاء أصلا مأخوذ من دعاء الشيعة في السحر، في الليالي الأخيرة من رمضان، ذلك الدعاء الذي يقول: (اللهم إني أسألك من بهائك بهاء و كل بهائك بهي.. اللهم إني أسألك ببهائك كله) المرجع السابق صفحة 50 .. و هذا يوضح أثر الشيعة (الإثنا عشرية) علي البهائية .. و كنموذج لما قاله البهاء في كتابه (الأقدس) نورد قوله: (قل ال يري في هيكلي إلا هيكل الله، و لا في جمالي إلا جماله، و لا في كيوننتي إلا كينونته، و لا في ذاتي إلا ذاته) سورة الهيكل- عن كتاب (البابيون و البهائيون) لعبد الرازق الحسني ..و قد أثر عن البهاء، كما أثر عن الباب، ميله في بداية أمره الي الرياضات الروحية العنيفة.
    و الصلوات عند البهائية تسع ركعات عند الزوال، و البكور، و الإقيال.. و قبلتهم هي شطر مقام البهاء في (عكة) .. و هم لا يصلون صلاة جماعة إلا علي الميت .. و الحج عندهم هو لمقام البهاء بعكة، أو لمقام الباب.. و الصوم عندهم تسعة عشر يوما، كما جعلوا عدد الشهور تسعة عشر، كل شهر نسعة عشر يوما.. راجع كتاب البابيون و البهائيون لعبد الرازق الحسني.
    و يعتبر البهائيون أن كتاب (الأقدس) قد نسخ كتاب البيان .. و هم يعتبرون أن دينهم هو الدين الذي يجب أن يتمسك به الناس، فقد جاء في كتاب (الأقدس): (قل هذا روح الكتب قد نفخ به في القلم الأعلي) المرجع السابق.
    و في شريعة الزواج عند البهائيين لا يباح زواج أكثر من زوجتين، فقد جاء في (الأقدس): (و قد كتب عليكم النكاح و إياكم إن تجاوزوا إثنتين، و الذي إقتنع بواحدة من الإماء إستراحت نفسه و نفسها) .. و عقوبة السرقة عند البهائيين هي النفي أو الحبس، بدل الحد في الإسلام و هو قطع يد السارق .. و عقوبة الزنا عندهم هي الغرامة، بدل الحد في الإسلام و هو الرجم أو الجلد.. و قد جاء عن ذلك في الأقدس قوله عن السارق: (كتبنا علي السارق النفي أو الحبس) .. و جاء عن الزاني: (قد حكم الله لكل زان و زانية دية مسلمة الي بيت العدل) من كتاب (البابيون و البهائيون) لعبد الرازق حسني.

    الصادق المهدي لا يعرف الدعوات الثلاث
    مما قدمنناه من تعريف بهذه الدعوات يتضح جليا أن الصادق لا يعرفها، فهو قد قال عنها في مقاله: (و لكن الي جانب هذه الدعوات و التيارات قامت في عالمنا الإسلامي حركات دينية، تأثرت بالفكر الأوربي و الحضارة الأوربية الوافدة تأثرا حملها علي إفراغ الإسلام تماما، و الدعوة لملل و نحل جديدة مثل الغاديانية و البهائية و دعوة الأخوان الجمهوريين) هذا ما قاله الصادق، و هو يدل دلالة كبيرة علي جهل فاضح بهذه الدعوات، و بالفكر الأوربي نفسه.. فهذه الدعوات دعوات دينية يزعم أصحابها أنهم أنبياء يوحي إليهم، فطبيعة هذه الدعوات طبيعة روحية.. هذا في حين أن الفكر الأوربي، و الحضارة الأوربية، يقومان علي الأساس العلماني و هو يناقض الأساس الديني الروحي إذ إن منطلقاته أساسا منطلقات مادية موضوعية فهو يتعامل مع الوجود المحسوس و يقوم علي التفكير المجرد لا علي الوحي و الإلهامات كما هو إدعاء الدعوات الثلاث .. فالفكر الغربي لا علاقة له بالغيب، و الدعوات الثلاث تقوم أساسا علي إعتبار الغيب .. و الفكر الغربي يقوم علي ما يسمونه بالإسلوب العلمي، و هو يتجه الي مخاطبة العقول بالإدلة الموضوعية، في حين أن الدعوات الثلاث تقوم علي العقيدة و تطالب بالتصديق و الإيمان .. و لذلك يتضح أن الأمر علي عكس ما قال الصادق، من أن هذه الدعوات تأثرت بالفكر الأوربي و الحضارة الأوربية.. فالفكر الأوربي مثلا في الحقل الإنساني، يتحدث عن الديمقراطية و الإشتراكية، و المساواة الإجتماعية، و لم تتحدث، و لم تتبن، أي من هذه الدعوات حديثا في هذا الباب تتقدم به للبشرية، في مبلغ ما نعلم عنها، و هي، علي كل حال، لم يجيء إفراغها للإسلام من هذا الباب.. و سنري فيما يلي لماذا هي قد أفرغت الإسلام من محتواه..


    نواصل
                  

03-20-2003, 10:13 PM

baballa
<ababalla
تاريخ التسجيل: 05-13-2002
مجموع المشاركات: 151

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هذا هو الصادق المهدى (Re: Omer Abdalla)


    أثبت هنا جزء من مقالة في القدس العربي 23 نوفمبر 2003 م و بدو ن تعليق
    يقول الجزء من المقالة:

    وهكذا تدفعنا مرمطة الجنيه المصري في السعودية بسبب العمرة الي المعركة حول المؤتمر الأول لمؤسسة الفكر العربي التي يرأسها الأمير خالد الفيصل وعقد في القاهرة وأثار مناقشات عاصفة، خاصة في جريدة صوت الأمة التي شنت حملة عاتية ضده وضد السعودية وبعد ان هدأت بعض الوقت اشتعلت امس بسبب الرد الذي ارسله رئيس وزراء السودان السابق ورئيس حزب الأمة الصادق المهدي والذي شارك في اعمال المؤتمر الي عادل حمودة رئيس تحرير صوت الأمة ، وابرز ما جاء فيه: نعم كان ولا يزال وسيظل بعض مستجدي النعمة سواء في الخليج او في اي مكان في العالم يبعثرون اموالهم في الملذات. 2 ـ نعم ان في ثقافتنا اجتهادا مغاليا منكفئا ومعاديا للمستجدات وللآخر، انه اجتهاد تقف وراءه اقلام قوية ابتداء من ابن تيمية وابو الاعلي المودودي وسيد قطب وغيرهم. هؤلاء فصلوا مجتمعاتهم واعلنوا البراء من الملل الاخري. هذا الاجتهاد موجود في ثقافتنا وله جذور تاريخية وانتشار علي طول العالم الاسلامي. والمدهش هو ان هذا الموقف المتشدد من الآخر المحلي والدولي ينمو بأقوي صورة في المجتمعات الاكثر تعرضا للفكر والثقافة الوافدين. انه يتخذ شكل احتجاج قوي وبأساليب فعالة. هذه الظاهرة اعمق من فكر ماضوي يموله اثرياء البترول ويطالبنا بحثها والتعامل معها تحليلا ودراسة اكثر واحاطة. 3 ـ مهما كانت قاعدة مؤسسي المؤسسة ضيقة فان ضيوف المؤتمر كانوا يمثلون طيفا عريضا جدا وطيفا فريداً لانه جمع بين الرأي والرأي الاخر بصورة فاتت علي كثير من المؤتمرات الاخري. فالمؤتمرات الاخري اما رسمية وعهدها التعبير عن الرضا عن الذات واما احتجاجية معارضة وعهدها ان سمح لها او اقيمت في الخارج ان تلعن الذات. هذا المؤتمر جمع بين الطرفين بصورة مثلت الرأي والرأي الاخر. واثمرت تمرينا في نقد الذات، جاء امام السؤال عن الذين سببوا لنا ما نحن فيه الان، فاذا استبعدنا العامل الخارجي فان القائمة طويلة اخص بالذكر منها ثلاثة عوامل : الجمود والدكتاتورية والايديولوجية، ويرجي ان نبحث هذا الامر بجدية لتشخيص الداء وحجم العوامل المشاركة فيه. الساحة الفكرية والسياسية الان عندنا يسيطر عليها فكر بلاطي وطالباني واستلابي متعلق بالوافد. ويلاحظ خفوت اصوات الفكر الاصيل المستنير او الحديث المؤصل. هذا التقاعس هو الذي يفسح المجال للثالوث المذكور. تقاعس فيه ما فيه من قصور ذاتي. ولكن يلام عليه القمع الامني الذي روع المفكرين والمثقفين. لقد حضرت جلسات وحوارات المؤتمر الذي شارك فيه عدد مستفيض من كل حدب وصوب وعلم وتأهيل واعتقد ان النقاط الخمس التي تمثل روح المؤتمر وان لم تُصغ في شكل توصيات هي: أ ـ ضرورة التحول الديمقراطي في العالم العربي. ب ـ ضرورة الاخذ باقتصاد السوق الحر وبالتكامل التنموي العربي. ج ـ اصلاح تعليمي يوسع قاعدة التعليم ويشده للمستقبل. د. استيعاب التكنولوجيا الحديثة وانتاجها. هـ ـ تحرير المرأة. وهذه هي المرة الاولي التي يطالعنا فيها بعض اهل الخليج بوجه منحاز الي التنوير ومستعد لحوار مفتوح. الا يستحق هذا ترحيبا؟! .
    وقد رد عليه عادل بان اشاد به وبتاريخه ـ اي بالصادق المهدي ـ
                  

03-20-2003, 10:23 PM

ود شاموق
<aود شاموق
تاريخ التسجيل: 11-17-2002
مجموع المشاركات: 3605

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هذا هو الصادق المهدى (Re: Omer Abdalla)

    انتو الصادق المهدي دا
    لمن جدو قال انا المهدي المنتظر
    في زول قال ليهو عينك في راسك ؟
    الواحد لمن يكون بيتو من قزاز
    ما يفلع الناس بالطوب
    ودي نصيحة للسيد الصادق
    انشاء الله يسمعها
    .
                  

03-21-2003, 01:39 AM

Omer Abdalla
<aOmer Abdalla
تاريخ التسجيل: 01-03-2003
مجموع المشاركات: 3083

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هذا هو الصادق المهدى (Re: ود شاموق)


    الصادق لا يعرف الدعوة الجمهورية
    و الصادق لا يعرف الدعوة الجمهورية، و هو مغرض، و غير أمين في تناوله لها، فهو قد صنفها مع الدعوات الثلاث، و سماها ملة و نحلة جديدة، و هو قد زعم أنها تأثرت بالحضارة الغربية تأثرا أفرغ منها الإسلام تماما .. و حقيقة الأمر علي العكس من ذلك تماما فالدعوة الجمهورية هي دعوة لبعث الإسلام، و هي الإسلام الذي لا إسلام غيره منذ اليوم، و هي الداعية لبعث السنة، و أفرادها يعيشون وفق نهج السنة، في تقليد النبي الكريم، في العبادة، و المعاملة.. و من له أبسط إلمام بالدعوة الجمهورية يعلم أنها تدعو إلي (طريق محمد) ، و لها كتاب بهذا الإسم توزعت منه عشرات الالآف من النسخ، و هو يجري الآن في طبعته الثانية عشرة، و من لا يعرف هذه الحقيقة عن الفكرة الجمهورية هو لا يعرفها، و لا يحق له أن يتكلم عنها.. و الفكرة الجمهورية لا علاقة لها بالدعوات الثلاث، و هذا أمر بديهي، و يمكن توضيحه بالنقاط التالية:-
    1) الفكرة الجمهورية دعوة لبعث الإسلام، تقوم جميعها علي القرآن، الذي تدعو دعوة واضحة الي تطبيقه .. فقد جاء في ذلك قول الأستاذ محمود محمد طه، و الذي نصه: (يا أهل القرآن لستم علي شيء حتي تقيموا القرآن.. و إقامة القرآن، كإقامة الصلاة، علم و عمل بمقتضي العلم.. و أول الأمر في الإقامتين، إتباع بإحسان، و بتجويد، لعمل المعصوم.. أقام الله القرآن، و أقام الصلاة، و هدي الي ذلك البصائر و الأبصار، إنه سميع مجيب) .. فالدعوة الجمهورية هي دعوة لتطبيق القرآن ليكون أساسا لمدنية جديدة، تحل محل الحضارة الغربية المادية السائدة اليوم .. هذا في حين أن الدعوات الثلاث تدعي وحيا جديدا كما قد رأينا و لها كتبها التي تزعم أنها موحاة من الله، مثل كتاب (البيان) و كتاب (الأقدس) .. و هذا وحده كاف في التدليل علي ألا علاقة بين الدعوة الجمهورية و هذه الدعوات..
    2) و الدعوة الجمهورية تعلم أن النبوة قد ختمت بسيدنا محمد عليه أفضل الصلاة و أتم التسليم.. فقد جاء في كتاب الرسالة الثانية من الإسلام ما نصه: (أنه مما لا شك فيه أن النبوة قد ختمت بصريح نص لا مرية فيه "ما كان محمد أبا أحد من رجالكم و لكن رسول الله و خاتم النبيين").. هذا في حين أن الدعوات الثلاث تزعم أن أصحابها أنبياء يوحي إليهم من الله !!
    3) الفكرة الجمهورية هي دعوة لبعث السنة، التي بشر النبي الكريم في حديث الغرباء إن الإسلام سيبعث ببعثها.. و هي دعوة الي طريق محمد.. و أفرادها يلتزمون نهجه صلي الله عليه و سلم في العبادة و في المعاملة، و يدعون غيرهم إليه.. و قد جاء في كتابنا طريق محمد (أن دولة القرآن قد أقبلت، و قد تهيأت البشرية لها بالمقدرة عليها و بالحاجة إليها، فليس عنها مندوحة.. و هذا يلقي علي عاتق المسلمين المعاصرين واجبا ثقيلا و هو واجب لن يحسنوا الإضطلاع به إلا إذا جعلوا محمدا، وحده أمامهم و وسيلتهم إلي الله) .. إنتهي.. و جاء في كتاب (طريق محمد) أيضا، ما نصه: (إن محمدا هو الوسيلة الي الله، و ليس غيره وسيلة منذ اليوم- فمن كان يبتغي الي الله الوسيلة التي توسله و توصله اليه و لا تحجبه عنه أو تنقطع به دونه، فليترك كل عبادة هو عليها اليوم و ليقلد محمدا في أسلوب عبادته و في ما يطيق من أسلوب عادته، تقليدا واعيا و ليطمئن حين يفعل ذلك أنه أسلم نفسه لقيادة نفس هادية و مهتدية).. إنتهي.. هذا في حين أن الدعوات الثلاث لها مناهج مختلفة في العبادات، و قد رأينا كيف أن البهائية عباداتها الخاصة بها و المغايرة لعبادة الإسلام.
    4) و الفكرة الجمهورية في التشريع الذي ينظم المجتمع، تدعو الي تطبيق آيات الإصول، مستوي السنة. . و ذلك بتطوير التشريع من الآيات الفرعية – الآيات المدنية، الي الآيات الأصلية – الآيات المكية . . و هذا التطوير لا يقع إلا في مجال السياسة، الإقتصاد، و الإجتماع. . فلا تطوير في تشريع العبادات، ولا في الحدود، و لا في القصاص.. و في هذا الصدد جاء من كتابنا (الرسالة الثانية من الإسلام) ما نصه: (فإذا كانت البشرية، في مدي اربعة عشر قرنا قد قطعت ارضا شاسعة نحو النضج، و اصبحت تستقبل عهد الرجولة، و تستدبر عهد الطفولة.. فأصبحت، بفضل الله، ثم بفضل هذا النضج، تطيق ماديا و فكريا، الإشتراكية و الديمقراطية، فوجب أن تبشر بالإسلام علي مستواها، و هذا يعني الإرتفاع من قاعدة شريعة الرسالة الأولي الغليظة الي قاعدة اقل غلظة، ترتفع هونا ما نحو القمة، و ستظل القمة دائما في منطقة الفرديات. . و أدني منازل القاعدة الجديدة هي المدخل علي الإشتراكية، و ذلك بتحريم تمليك وسائل الإنتاج، علي الفرد الواحد، او الأفراد القليلين في صورة شراكة. . فإن هذا يفتح ابواب التشريع علي الإشتراكية..
    و أدني منازل القاعدة الجديدة هي المدخل علي الديمقراطية، و ذلك بوجود حق الإنتخاب لكل مواطن، و لكل مواطنة، بلغ و بلغت سنا، معينة مثلا، و كذلك حق الترشيح.. فإن هذا يفتح ابواب التشريع علي الديمقراطية.. و هذا الصنيع هو ما يسمي بتطوير التشريع.. فهو ارتفاع من نص فرعي، يستلهم اكثر ما يمكن من التسامي نحو نص اصلي.. هو إرتفاع من نص الي نص..) .. و سيجيء المزيد من التفصيل فيما يتعلق بتطوير التشريع، في ما يقبل من صفحات الكتاب.. أما في ما يتعلق بكون تطوير التشريع لا يشمل العبادات، و لا الحدود، و لا القصاص، فقد جاء في كتاب (الرسالة الثانية من الإسلام)، مواصلة للنص السابق ما يلي: (و هناك تشريع متداخل بين الرسالة الأولي و الرسالة الثانية كتشريع العبادات، و هذا لا يدخل فيه، من التطوير الا ما يجعل قمته مفتوحة علي منازل الشرائع الفردية، لكل فرد تسامي، بفضل الله، ثم بفضل إتقان التقليد، الي تحقيق فرديته التي ينماز بها عن القطيع.). و يواصل النص: (و المدخل علي الرسالة الثانية، الرسالة الأولي، الا ما يقع عليه التطوير من تشريعها.. و لا يقع التطوير في أمر العبادات الا علي الزكاة ذات المقادير، و ما ذاك الا لأنها ليست ركنا تعبديا الا لعلة ان الناس لم يكونوا يطيقون افضل منها، و الا فان الركن التعبدي انما هو زكاة المعصوم و لا يقع تطوير التشريع علي المعاوضة، و ما ذاك الا لأنه اصيل، و قد بني علي الأصول الثوابت من الدين. و انما يقع التطوير في تشريع المعاملات، كالحقوق الأساسية للأفراد و كالنظم الإقتصادية و السياسية، الي آخر ما يرتبط بتحولات المجتمع، و ما يسرع اليه التغيير من هذه النظم التي يجب ان تواكب المجتمع في حيوية، و اقتدار علي التجدد، و النمو، و التطور..).. إنتهي.. و عن ضرورة تطبيق الحدود و القصاصن جاء في كتابنا: (أسس دستور السودان) ما نصه: (ان القرآن نسق تنسيقا متسقا بين حاجة الفرد الذي هو غايته و حاجة الجماعة التي هي وسيلته، فلم يقم تعارض يوجب التضحية بأيهما، و يمكن ان يلتمس هذا التنسيق الدقيق في تشريع الحدود، حيث قد بلغ اقصي اوجه، و الله تعالي يقول: (و تلك حدود الله و من يتعد حدود الله فقد ظلم نسه)، و ان توهم المعتدي جهلا انه قد ظلم غيره، و لذلك فان اقامة الحد عليه انصاف لنفسه من نفسه في المكان الأول، و انصاف لغيره من نفسه في المكان الثاني، و كذلك يلتمس هذا التنسيق الفريد في قوانين القصاص، و الله تعالي يقول: (و لكم في القصاص حياة يا اولي الألباب لعلكم تتقون)، فهي حياة للفرد المقتص منه بنفي اوهامه، و تنشيط ذهنه، و توسيع خياله، و هي حياة للجماعة المقتص لها، لحفظ نظامها و استتباب امنها، و نحن نري لذلك ان قوانين الحدود: الزنا – الخمر – السرقة – القذف – قطع الطريق يجب ان تقام، و نري ان تشريعنا يجب ان ينهض علي مبدأ القصاص).. انتهي..
    هكذا، ففي حين ان الفكرة الجمهورية، تدعو الي تطوير التشريع الإسلامي، في السياسة، و الإقتصاد، و الإجتماع، ليقوم علي اصول القرآن – القرآن المكي، نجد ان الدعوات الثلاث، ليس لها محتوي محدد في هذه الجوانب، يمكن ان تقدمه للإنسانية المعاصرة.. و في حين ان الفكرة الجمهورية تدعو الي تطبيق الحدود و القصاص، و تطبيق تشريع العبادات، كما هي في الإسلام، نجد ان الدعوات الثلاث لها تشاريعها المختلفة في هذه المجالات عن ما جاء به الإسلام، فمثلا البهائية، كما قد رأينا، لها عقوبات علي السرقة، و الزنا، مخالفة للحدود في الإسلام.
    5) الفكرة الجمهورية دعوة علمية موضوعية، تخاطب عقل الإنسان المعاصر، لتقنعه بجدوي ممارسة الدين، و هي تجيب علي الأسئلة الأساسية، حول علاقة الإنسان بالكون، و علاقة الفرد بالمجتمع.. هذا في حين ان الدعوات الثلاث، كما قد راينا، تقوم علي اعتبارات ذاتية، و لا تخاطب العقل و انما تطالب بالإعتقاد بما يدعيه اصحابها لأنفسهم.
    و عن ضرورة مخاطبة العقل، و اقناعه بجدوي ممارسة الدين، جاء بكتابنا (الإسلام)، ما نصه: (اصبح علي الدين منذ اليوم، الا ينبني علي الغموض، و الا يفرض الإذعان، علي نحو ما كان يفعل في عهود طفولة العقل البشري.. و انما يجب ان يقدم منهاجا متكاملا للحياة، يخاطب العقل، و يحترمه، و يحاول اقناعه بجدوي ممارسة ذلك المنهاج في الحياة اليومية، في كل مضطربها)... انتهي...
    اما عن علاقة الفرد بالجماعة، و علاقته بالكون، فقد جاء الباب الثالث من كتاب (الرسالة الثانية من الإسلام)، يفصل هذا الأمر تفصيلا وافيا، يمكن مراجعته في موضعه من الكتاب، فمثلا مما جاء عن علاقة الفرد بالكون في هذا الباب ما نصه: (و خلاصة الأمر في علاقة الفرد بالكون هي ان موضعه منه ليس موضع اللدد و الخصومة، و لا موضع المناجزة و المصاولة التي لا تهدأ حتي تبدأ من جديد، في صعيد جديد.
    ان الإنسان هو ثمرة الكون، و هو فيه ملك في مملكته، مكانه منها مكان السياسة الحكيمة، و الإدارة القديرة، و العدل الموزون.. و قد تأذن رب الكون ان يجعل الإنسان خليفته عليه، فهو يعده لهذه الخلافة بالتربية و التعليم و الإرشاد الحكيم. و قد خيل الجهل للإنسان انه مقصود بالعداوة، في غير رحمة و لا هوادة، فأصبح يحارب في غير محترب، و يعادي في غير موجب للعداوة، و هو لن يبلغ مبلغ الخلافة الا اذا شب عن العداوات، و علم انه اكبر من ان يعادي، و لن يصبح في قلبه مكانا الا للمحبة. . فان الله يحب جميع الخلائق.. غازها، و سائلها، و حجرها، و مدرها، و نباتها، و حيوانها، و انسانها، و ملكها، و ابليسها.. فانه تبارك و تعالي انما خلق الخلائق بالإرادة.. و الإرادة (ريدة) و هي المحبة.. و لن يكون الإنسان خليفة الله علي خليقته الا اذا اتسع قلبه للحب المطلق لكل صورها و الوانها و كان تصرفه فيها تصرف الحكيم الذي يصلح و لا يفسد. و لا يعيق الحب في القلوب مثل الخوف. فالخوف هو الأب الشرعي لكل الآفات التي ايف بها السلوك البشري في جميع عصور التاريخ.. و لا يصلح الإنسان للخلافة علي الأرض، و لا للتصرف السليم في مملكته و هو خائف.. و ليس هناك اسلوب، و لا نهج للتربية يحرره من الخوف غير الإسلام.. فان بالإسلام يتم سلام الإنسان مع نفسه، و مع ربه، و مع جميع الأحياء، و الأشياء.. قال تعالي: (يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة، و لا تتبعوا خطوات الشيطان، انه لكم عدو مبين) السلم يعني الإسلام، و يعني السلام. . و هما بمعني واحد (و لا تتبعوا خطوات الشيطان) فيغري بينكم العداوة، و البغضاء.. الإشارة الي العداوات وردت في قوله تعالي"انه لكم عدو مبين").. انتهي..
    هذا عن العلاقة بين الفرد و الكون، أما العلاقة بين الفرد و الجماعة، فقد جاء في كتاب (الرسالة الثانية من الإسلام) ما نصه: (و مما لا ريب ان الفرد الذي يقام له وزن في الإسلام، انما هو الفرد العارف بالله، و انما جعل الإسلام كل فرد غاية في ذاته، و إن كان أبله، لأنه جرثومة العارف بالله، و ستحصل منه المعرفة، عاجلا أو آجلا، "كان علي ربك حتما مقضيا" و لقد زعمنا في مستهل هذا السفر ان الإسلام قد استطاع ان يفض التعارض البادي بين حاجة الفرد و حاجة الجماعة، و ان ينسق هاتين الحاجتين في سمط واحد، تكون فيه حاجة الفرد الي الحرية الفردية المطلقة امتدادا لحاجة الجماعة الي العدالة الإجتماعية الشاملة. و بعبارة اخري، استطاع ان يجعل تنظيم الجماعة وسيلة الي الحرية، و هو بعد انما استطاع هذا التنسيق بفضل التوحيد، الذي جعل شريعته تقع علي مستويين: مستوي الجماعة، و مستوي الفرد: فأما تشريعه في مستوي الفرد فيعرف بتشريع العبادات. و السمة الغالبة علي تشريع المعاملات انه تشريع ينسق العلاقة بين الفرد و الفرد في المجتمع، و السمة الغالبة علي تشريع العبادات انه تشريع ينسق العلاقة بين الفرد و الري، و ليس معني هذا ان كلا من هذين التشريعين يقوم بمعزل عن الآخر، و انما معناه انهما شطرا شريعة واحدة، لا تقوم الإ بهما معا، و بينهما اختلاف مقدار، لا اختلاف نوع. فتشريع المعاملات تشريع عبادات في مستوي غليظ، و تشريع العبادات تشريع معاملات في مستوي رفيع، و ذلك لأن سمة الفردية في العبادات اظهر منها في المعاملات.. و المقرر انه ليست للعبادة قيمة ان لم تنعكس في معاملتك الجماعة معاملة هي في حد ذاتها عبادة. و لقد جعل المعصوم الدين كله في هذا المجال، فقال: (الدين المعاملة) فكأن العبادة في الخلوة مدرسة تعد الفرد الإعداد النظري، ثم هو لا يجد فرصة التطبيق العملي الا في سلوكه في الجماعة، و تمرسه بمعاملة افرادها..). و يواصل النص، فيقول: (و حين وصل الإسلام بفضل التوحيد، الي هذا التحقيق الدقيق، بين الفرد و الجماعة، شرع كل تشريعاته بصورة تحقق في سياق واحد حاجة الفرد و حاجة الجماعة.. فلم يضح بالفرد في سبيل الجماعة، فيهزم الغاية بالوسيلة، و لم يضح بالجماعة في سبيل الفرد، فيفرط في اهم وسائل تحقيق الفردية، و انما جاء تشريعه، في جميع صوره نسقا عاليا من المقدرة علي التوفيق بين حاجة الفرد الي الحرية الفردية المطلقة، و حاجة الجماعة الي العدالة الإجتماعية الشاملة..)..
    6) الفكرة الجمهورية تري ان المقامات الروحية في الدين لا تدعي و لا تطلب.. فالسلوك الديني هو التزام بأدب العبودية لله، و اي ادعاء للمقامات، او طلب لها، هو علي الأقل دليل علي نقص عبودية صاحبه، و قد يؤدي الي انحراف عن الدين، و في هذا الصدد جاء في كتابنا: (القرآن و مصطفي محمود و الفهم العصري) ما نصه: (ومن نقص الرضا بالله، و من ثم من نقص العبودية، ان تسأل الله شيئا لم يكن قد اعطاك اياه.. و هم يقولون في ذلك: "من وثق بحسن اختيار الله له، لم يتمن غير الحالة التي هو فيها.." و من ها هنا جاء منع موسي، عليه السلام، من شهود الذات.. قال تعالي في ذلك: "و لما جاء موسي لميقاتنا، و كلمه ربه، قال: رب ارني انظر اليك!! قال: لن تراني.. و لكن انظر الي الجبل، فان استقر مكانه فسوف تراني.. فلما تجلي ربه للجبل جعله دكا، و خر موسي صعقا.. فلما افاق قال: سبحانك تبت اليك.. و انا اول المؤمنين".. سؤاله الرؤية: "رب ارني انظر اليك"، دل علي نقص العبودية.. فجاء الرد من جانب القدس.. قال "لن تراني" .. السبب؟؟ ان المكان منك لم يستعد بالعبودية لتجلي الذات -ذات الربوبية- ان ذاتك لم تستعد لتري ذات ربك، فحجبت، بمحض الفضل، عن ما طلبت.. و الا لعطبت كما عطب الجبل، و لذهبت هباء، منثورا، كما ذهب الجبل.. و قد جعل الفضل الإلهي الجبل فداء لموسي، و مع ذلك فلم يكن الذي وقع للجبل تجليا ذاتيا، انما كان تجليا جبروتيا، و ذلك لأن الجبل لا ذات له – لا نفس له – تتلقي التجلي الذاتي.. اما محمد، سيد الأنبياء، و سيد ولد آدم، فلم يطلب الرؤية، و لم يطلب المعراج، فكان ذلك منه دليلا علي تمام سكونه تحت مجري الأمر الإلهي، فجاء وصفه بالعبودية من ربه.. قال تعالي ، عنه: "سبحان الذي اسري بعبده ليلا، من المسجد الحرام الي المسجد الأقصي، الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا.. انه هو السميع البصير...) إنتهي..
    فالفكرة الجمهورية اذن، تري ان المقامات الروحية لا تدعي، و لا تطلب، هذا في حين ان الدعوات الثلاث تقوم علي ادعاء مقامات لأصحابها، لا مجال لإدعائها، اذ ان اصحابها يدعون نبوة، يأتيهم فيها وحي مغاير للقرآن.. و هذا بالطبع انحراف لا علاقة له بالإسلام، و لا علاقة له بالفكرة الجمهورية.
    فإذا رغم هذه الإختلافات الأساسية كلها صنفنا الصادق مع هذه الدعوات، فإنما ذلك بسبب الجهل، و الغرض، و عدم الأمانة..


    نواصل

    (عدل بواسطة Omer Abdalla on 03-21-2003, 02:02 AM)

                  

03-21-2003, 07:47 PM

baballa
<ababalla
تاريخ التسجيل: 05-13-2002
مجموع المشاركات: 151

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هذا هو الصادق المهدى (Re: Omer Abdalla)


    هذا جزء من مقابلة مع دكتور عمر نوالدايم اجرتها معه القدس العربي
    07/02/2002
    ايضا من مؤشرات عدم الاستقرار داخل الحزب ورود عدد من الشكاوي ضدكم من شباب الحزب؟
    انا ما عندي اعتراض علي هذه الشكوي لعلمكم هو انني في احد الاجتماعات الخاصة بالشباب وفيها خاطبني احدهم بالنص: انت وسيد صادق مفروض تفوتونا وتسلمونا القيادة واسم ذلك الشاب آدم عيسي فقلنا له: انت حديثك هذا فيه عدم فهم للديمقراطية، وانا وسيد صادق سنجلب تأييد الملايين لهذا الحزب وانت زول نكرة وما في زول عارفك ولو كان عندك قيمة للديمقراطية لما قلت هذا الكلام، خاصة وانك ومع كثير من الشباب عشتم في عهد الشمولية) هذا ما قلته في ذلك الاجتماع ولما سألني الاستاذ احمد البلال كررت نفس الحديث، بعدها تقدموا بالشكوي بل انذروا الهيئة ليؤكدوا عدم اي عمق ديمقراطي يتحركون به**************************************************،
    تعثر الحل السياسي لاسباب غير خافية عليكم وهي اسباب داخلية بالنسبة للتجمع الوطني نحن اجبرنا علي الخروج منه وانقطعت علاقاتنا به كتنظيم لكن اتصالاتنا علي مستوي احزاب التجمع متواصلة فبيننا اتصالات مع الحزب الاتحادي الديمقراطي والحركة الشعبية ومع مؤتمر البجا والحزب الشيوعي، يعني (فرادي) ولكن كمؤسسة لا.
    الا اننا ملتزمون بأي اتفاق او ميثاق وقعنا عليه، انا القدامكم دا ماضي علي ميثاق اسمرا وملتزمون به بمثل التزامنا لاتفاق شقدوم ونداء الوطن.

    **************************************************************8.
    اخيرا: لماذا رفض حزب الامة اقامة الاحتفال بذكري محمود محمد طه بعد الطلب الذي تقدمت به لجنة قومية مشكلة لهذا الغرض؟
    لان هذا ما كان ليرضي جماهير الانصار التي تعلم موقف المرحوم محمود محمد طه منها ورغم اعتراضنا وقتها علي الطريقة التي تم اعدام محمود بها لكن استضافة الندوة غير ممكنة لان لدينا تحفظاتنا علي الكتب العديدة التي اصدرها محمود محمد طه ضد حزب الامة بل استعدي محمود في كثير من المرات نظام مايو.
                  

03-22-2003, 04:35 AM

Omer Abdalla
<aOmer Abdalla
تاريخ التسجيل: 01-03-2003
مجموع المشاركات: 3083

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هذا هو الصادق المهدى (Re: baballa)


    نحن و الفكر الأوربي و الحضارة الأوربية:
    قبل الذهاب الي النقاط الخمس التي زعم الصادق اننا نلتقي فيها مع الدعوات الثلاث، لا بد لنا من وقفة قصيرة مع المدخل الذي اتخذه الصادق في هجومه علينا.. فهو قد وضعنا، نحن و الدعوات الثلاث، بأننا تأثرنا بالفكر الأوربي، و الحضارة الأوربية، تأثرا جعلنا نفرغ الإسلام تماما!! ان الحضارة الأوربية، هي الحضارة السائدة اليوم، و التاثر بها، سواء كان بالنسبة لنا، او بالنسبة للصادق، او بالنسبة للدعوات الثلاث، هو أمر طبيعي طالما اننا نعيش في ظل هذه الحضارة.. أما قول الصادق بأننا تأثرنا بهذه الحضارة الي حد إفراغ الإسلام تماما، فهو قول باطل و مناقض لما عليه امرنا.. و حتي بالنسبة للدعوات الثلاث، فهي لم تفرغ الإسلام بسبب تأثرها بالحضارة الغربية، فهي لم تتحول الي دعوات علمانية تتبني الحضارة الغربية، و انما هي، في الأساس، دعوات دينية.. و هي انما قد افرغت الإسلام بسبب انحرافها عنه.. فهي دعوات صوفية، او شيعية لم تنضج تجربة اصحابها، فهم قد تمت لهم بعض الإشراقات و لكنهم تعرضوا لصورة من صور الجذب، اصبحوا معها علي غير شريعة واضحة، و علي حقيقة مشوشة- و هذا امر معروف في التصوف – فطريق التصوف فيه العديد من الضحايا من امثال هؤلاء.. فهذا هو السبب في افراغهم الإسلام، و ليس السبب هو شدة تاثرهم بالفكر الأوروبي و الحضارة الأوربية..
    اما بالنسبة لنا، فان موقفنا من الفكر الأوربي و الحضارة الأوربية، ليس هو موقف الرفض التام، و لا هو موقف القبول التام.. فنحن لا نرفض التراث البشري، و لا نقبله علي علاته، و إنما نعرضه علي ميزان التوحيد، ميزان الكلمة (لا اله الا الله)، فما وافق منه الإسلام اخذنا به، و صححناه، و كملنا نقصه، و نميناه.. و ما لم يوافق الإسلام، و قيم الإسلام تركناه.. ففي ميزان (لا اله الا الله)، الباطل المطلق لا يدخل الوجود، فكل ما دخل الوجود انما دخل بارادة الله، فالحضارة الأوربية، علي ذلك ليست باطلا مطلقا.. و الأعراف الصالحة هي من الدين، و مطلوب دينا الأخذ بها، و هذا معني قوله تعالي: (خذ العفو و أمر بالعرف و اعرض عن الجاهلين).. فالعرف هنا، هو كل ما تعارف عليه الناس، بشرط الا يتعارض مع غرض من اغراض الدين.. و عن موقفنا من الحضارة الأوربية جاء بكتابنا (رسالة الصلاة) ما نصه: (ان المدنية الغربية الآلية الحاضرة عملة ذات وجهين: وجه حسن مشرق الحسن، و وجه دميم، فأما وجهها الحسن فهو اقتدارها في ميدان الكشوف العلمية، حيث اخذت تطوع القوي المادية لإخصاب الحياة البشرية، و تستخدم الآلة لعون الإنسان.. و أما وجهها الدميم، فهو عجزها عن السعي الرشيد الي تحقيق السلام، و قد جعلها هذا العجز تعمل للحرب، و تنفق علي وسائل الدمار اضعاف ما تعمل للسلام، و اضعاف ما تنفق علي مرافق التعمير..
    فالوجه الدميم من المدنية الغربية الآلية الحاضرة، هو فكرتها الإجتماعية، و قصور هذه الفكرة عن التوفيق بين حاجة الفرد، و حاجة الجماعة.. حاجة الفرد للحرية الفردية المطلقة، و حاجة الجماعة الي العدالة الإجتماعية الشاملة، و في الحق ان العجز عن التوفيق بين هاتين الحاجتين: حاجة الفرد، و حاجة الجماعة، ظل آفة التفكير الإجتماعي في جميع عصور الفكر البشري..
    و هذا التوفيق هو الي اليوم القمة التي بالقياس اليها يظهر العجز الفاضح في فلسفة الفلاسفة و فكر المفكرين، و يمكن القول بان فضيلة الإسلام لا تظهر بصورة يقصر عنها تطاول كل متطاول الا حين ترتفع المقارنة بينه و بين المذاهب الأخري الي هذه القمة الشماء.).. انتهي..
    و من هنا يتضح اننا لا ترفض الحضارة الغربية رفضا مطلقا، و لا نقبلها قبولا مطلقا، و انما نحن نقومها فنأخذ الصحيح منها و ننميه و نترك الخطأ.. فمثلا الإشتراكية هي عرف انساني صالح و هي قد جاء بها الإسلام قبل الحضارة الغربية و هي قد عاشها النبي الكريم في خاصة نفسه في قمة، حيث كان ينفق عنه كل ما زاد عن حاجته الحاضرة، عملا بقوله تعالي: (و يسألونك ماذا ينفقون، قل العفو)، و قد فشلت الحضارة الغربية، في شقها الشيوعي، في تحقيق الإشتراكية، و هي لن تتحقق الا عن طريق الإسلام.. و كذلك الأمر بالنسبة للديمقراطية، فهي عرف انساني صالح، و قد جاء بها الإسلام قبل الحضارة الغربية و قد عاشها النبي الكريم في خاصة نفسه كقيمة انسانية في قمة، فهو لكمال عبوديته لله كان عازفا عن السيطرة علي خلق الله و هذا هو جوهر الديمقراطية، و قد حكاه تعالي في قوله: (فذكر إنما انت مذكر* لست عليهم بمسيطر).. و قد فشلت الحضارة الغربية، في شقها الغربي الرأسمالي عن تحقيق الديمقراطية، و هي لن تتحقق الا عن طريق الإسلام.. و نحن حينما نقدم الإسلام بالصورة التي تجمع بين الإشتراكية و الديمقراطية في جهاز واحد، انما نستجيب لتطلعات العصر، و نقدم الحلول لمشكلاته من الإسلام، و نحن بذلك نعطي الإسلام محتواه، علي عكس ما زعم الصادق من اننا نفرغ الإسلام من محتواه، نحن نقدم الإسلام كمدنية جديدة، كبديل للمدنية الغربية الحاضرة، التي فشلت في حل مشكلات الحياة المعاصرة و توجيه طاقاتها.. و نحن قد بينا فشل المدنية الغربية في العديد من كتاباتنا، و في كتابنا (الرسالة الثانية من الإسلام) هنالك عنوان، جري تحته تفصيل هذا الأمر و العنوان هو (فشل المدنية الغربية) و مما جاء فيه: (و هذه المدنية الغربية الآلية الحاضرة قد بلغت نهاية تطورها، و قد فشلت فشلا نهائيا و ظاهرا في تنظيم حياة المجتمع البشري المعاصر)، ثم ذهب الحديث ليفصل جوانب هذا الفشل.. و حتي في دستورنا تعرضنا لفشل المدنية الغربية و تقديم الإسلام كبديل لها .. ففي دستور الحزب الجمهوري لعام 1951، جاء في المذكرة التفسيرية، ما نصه: (الحزب الجمهوري دعوة الي مدنية جديدة تخلف المدنية الغربية المادية الحاضرة التي اعلنت افلاسها بلسان الحديد و النار..) و يواصل النص: (و الفلسفة الإجتماعية التي تقوم عليها تلك المدنية ديمقراطية اشتراكية تؤلف بين القيم الروحية و طبائع الوجود المادي تأليفا متناسقا مبرأ علي السواء من تفريط المادية الغربية التي جعلت سعي الإنسان موكلا بمطالب المعدة و الجسد، و من افراط الروحانية الشرقية التي اقامت فلسفتها علي التحقير من كل مجهود يرمي الي تحسين الوجود المادي بين الأحياء.. و طلائع هذه المدنية الجديدة اهل القرآن الذين قال تعالي عنهم: "و كذلك جعلناكم امة وسطا" اي وسطا بين تفريط الغرب المادي، و افراط الشرق الروحاني.. و دستور هذه المدنية الجديدة "القرآن"..) – من كتابنا اسس دستور السودان- و من كل ذلك يتضح ان الصادق يقول عنا بعكس الحق تماما، فنحن لم نفرغ الإسلام من محتواه بل اعطيناه محتواه.. و الصادق حين فعل ذلك لا يعدو ان يكون احد رجلين اما انه لا يعرف الفكرة الجمهورية فهو لا يحق له اذن ان يتحدث عنها، او انه يعرفها و لكنه مغرض و غير امين..


    نواصل
                  

03-26-2003, 05:02 AM

baballa
<ababalla
تاريخ التسجيل: 05-13-2002
مجموع المشاركات: 151

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هذا هو الصادق المهدى (Re: Omer Abdalla)

    في خطوة هي الاولى من نوعها

    انسلاخ 4 من قيادات مجموعة مبارك الفاضل وانضمامهم للحزب الحاكم





    نقلاً عن سودانايل

    في خطوة هلي الاولى من نوعها اعلن اربعة من قيادات حزب الامة ـ الاصلاح والتجديد ـ المتحالف مع الحكومة انضمامهم الى حزبها ـ المؤتمر الوطني ـ وعلل المنسلخون خطوتهم لتطابق فكر وبرامج الحزب الحاكم مع رؤاهم.

    وقال المنسلخون وهم مخبر الطاهر علي وزير تربية وتعليم سابق وعضو المكتب القيادي، والنعيم عمر محمد عضو الهيئة الفيدرالية ورئيس الحزب في الدالي والمزموم، ومعتصم التوم سالم عضو المكتب القيادي ومساعد الامين للحزب بجنوب الجزيرة وفتح الرحمن البشير عضو المكتب القيادي، قالوا إن برامج حزبهم السابق لا تخدم مناطقهم، بقدر ما تلبي برامج المؤتمر الوطني تطلعات جماهيرهم.

    ونفى الشفيع احمد محمد امين الشؤون السياسية والاعلامية بالحزب الحاكم ان يكون حزبه يعمل لخلخلة الاحزاب الاخرى موضحا ان المؤتمر الوطني يسعي للاستقطاب بطرح الافكار والبرامج حتى يأتيه البعض بقناعاتهم.

    يذكر ان حزب الامة للاصلاح والتجديد الذي يقوده مبارك الفاضل انسلخ العامه الماضي من حزب الامة بزعامة الصادق المهدي وتحالف مع الحزب الحاكم الامر الذي فتح له الطريق لدخول التشكيل الوزاري.

    (عدل بواسطة baballa on 03-26-2003, 05:03 AM)

                  

03-27-2003, 04:32 AM

Omer Abdalla
<aOmer Abdalla
تاريخ التسجيل: 01-03-2003
مجموع المشاركات: 3083

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هذا هو الصادق المهدى (Re: Omer Abdalla)


    نقاط الصادق الخمس
    لقد زعم الصادق في مقاله اننا نلتقي مع الغاديانية، و البابية، و البهائية في خمس نقاط ذكرها.. و نحن هنا سنتناول هذه النقاط بشيء من الإيجاز، لأن معظمها جاء الرد عليه ضمن حديثنا عن الإختلافات الأساسية بين الدعوة الجمهورية و هذه الدعوات في الجانب الديني.. و نقاط الصادق الخمس منها نقاط متعلقة بالنواحي السياسية و هذه سنركز عليها بصورة اكبر لأننا لم نتعرض اليها فيما مضي من الكتاب، و لأنها هي اهتمام الصادق الحقيقي، و هي تتيح فرصة اكبر لكشفه دينيا و سياسيا.. و الصادق في نقاطه لم يورد اي دليل علي كيفية انطباقها علينا، و انما هي مجرد اتهامات معممة قصد منها التشويه، و لكنه تشويه لا يجوز علي احد ممن لهم معرفة بالفكرة الجمهورية..

    1) رسالة بعد رسالة سيدنا محمد:
    النقطة الأولي التي زعم الصادق اننا نلتقي فيها مع الدعوات الثلاث، كانت حسب قوله: (اولا – الإيمان برسالة بعد رسالة سيدنا محمد صلي الله عليه و سلم. رسالة يحملها شخص تجلي فيه روح الله او نال فتحاروحيا حمله رسالة ثانية بعد رسالة المصطفي).. و هذا الحديث عندما يرتبط بالدعوات الثلاث و هي دعوات اصحابها ادعوا النبوة، و زعموا انهم يوحي اليهم من الله و كما راينا لهم كتب خاصة غير القرآن و تشاريع خاصة مختلفة عن تشاريع الإسلام، فعبارة الصادق عندما ترتبط بهذه الدعوات التي زعم اننا نشبهها، تعني انه يتهمنا باننا ندعو لرسالة ثانية لم يجيء بها النبي صلي الله عليه و سلم، و مأخوذة من غير القرآن، كما هو الحال بالنسبة للدعوات الثلاث.. و بالطبع هذا افتراء يناقض ما ندعو اليه تماما.. و قد بينا ذلك عندما تحدثنا عن اننا دعاة لإقامة القرآن، و دعاة لبعث السنة، بتقليد النبي المعصوم.. فامرنا كله، علي عكس ما قال الصادق، يقوم علي القرآن، و علي عمل النبي الكريم.. و يبدو ان الصادق، قد ظن، و بصورة ساذجة، ان مجرد ايراد عبارة (رسالة ثانية) كاف للتشويش علي دعوتنا، دون ان يورد مفهومنا نحن للرسالة الثانية.. و مجرد عنوان كتابنا (الرسالة الثانية من الإسلام) كاف للرد علي هذه الفرية الضعيفة.. فهو يدل علي ان هذه الرسالة هي (من الإسلام) لا من خارجه.. بل هي رسالة الإسلام الأساسية، و رسالة سيدنا محمد الأساسية اذ انها تقوم علي اصول القرآن، القرآن المكي، و علي سنة النبي الكريم، التي بشر بان الإسلام انما ينبعث ببعثها.. فالرسالة الثانية هي السنة. في حين ان الرسالة الأولي هي الشريعة، هي آيات الفروع – القرآن المدني.. و في كتاب الرسالة الثانية، و في مقدمته عنوان يقول: (السنة هي الرسالة الثانية).. فاما ان يكون الصادق لم يقرا كتاب الرسالة الثانية، و لا حتي مقدمته، ثم رغم ذلك قال ما قال.. او انه قرأ الكتاب، و هو اذن يعلم ان ما قاله مناقض للحقيقة تماما، ثم رغم ذلك قاله.. و في كلا الحالين فان قول الصادق لا يدل علي شيء اكثر من عدم امانته، و رقة دينه..
    و كتاب الرسالة الثانية من الإسلام لا مجال فيه لفرية الصادق التي زعم فيها اننا نقول برسالة ثانيةبعد رسالة سيدنا محمد، اذ ان الكتاب ينص صراحة علي ان الرسالة الثانية هي رسالة سيدنا محمد، و هو رسولها، فقد جاء فيه: (ان محمدا رسول الرسالة الأولي، و هو رسول الرسالة الثانية.. و هو قد فصل الرسالة الأولي تفصيلا و اجمل الرسالة الثانية اجمالا، و لا يقتضي تفصيلها الا فهما جديدا للقرآن، و هو ما يقوم عليه هذا الكتاب الذي بين يدي القراء) اذن فالرسالة الثانية هي من القرآن، و قد جاء بها النبي الكريم، و هو قد عاشها في خاصة نفسه، و لا تقتضي الدعوة اليها الا فهما جديدا للقرآن، يجليها و يقدم تفاصيل محتوياتها، تلك التفاصيل التي لم يمنع من ورودها في الماضي الا حكم الوقت، اذ ان وقتها لم يجيء يومئذ..
    اما عبارة الصادق في نقطته الأولي و التي جاء فيها قوله: (رسالة يحملها شخص تجلي فيه روح الله او نال فتحا روحيا).. فهي عبارة لا تعنينا بحال من الأحوال، و انما هي تشبهه هو، فنحن لا نتحدث في دعوتنا عن اشخاص، و انما نتحدث عن مستوي علمي و موضوعي، نملك الدليل عليه من النص.. و لم يرد عنا اي حديث عن (تجلي روح الله) او (فتحا روحيا).. و هذه العبارات انما هي اقرب للصادق لأنه ينطلق من منطلق ذاتي في مفهومه للقيادة الملهمة ذلك المفهموم الذي تحدثنا عنه.. فالتجلي، و الفتح، انما تعني تلقي امر من الغيب، و كذلك مفهوم الإلهام الذي يتحدث عنه الصادق في نظريته (القيادة الملهمة) التي تتلقي الهامات روحية من الله.. وقد سبق ان بينا هذه النقطة، و اوردنا النصوص التي تدل عليها من اقوال الصادق.. و لذلك فان قول الصادق عن التجلي و الفتح الروحي، انما ينطبق عليه هو بالذات لا علينا نحن..


    نواصل
                  

03-28-2003, 06:06 AM

Omer Abdalla
<aOmer Abdalla
تاريخ التسجيل: 01-03-2003
مجموع المشاركات: 3083

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هذا هو الصادق المهدى (Re: Omer Abdalla)



    2) نسخ الشريعة:
    النقطة الثانية من نقاط الصادق التي زعم اننا نلتقي فيها مع البهائية و البابية و الغاديانية، جاء فيها قوله: (ثانيا – القول بنسخ الشريعة لا مجرد تجاوز المذاهب او الدعوة لإجتهاد جيد بل نسخ الشريعة علي نحو ما نسخت رسالات الأنبياء اللاحقين رسالات الأنبياء السابقين) و هذا القول مع ربطه بملابساته و منها انه يصنفنا مع الفرق الثلاث، يعني انه يتهمنا باننا ننسخ الشريعة التي جاء بها سيدنا محمد، لنجيء بشريعة جديدة لم ترد عنه كما فعلت البابية و الغاديانية.. و الإتهام في هذا المستوي هو واضح البطلان و قد رددنا عليه في النقطة السابقة فنحن لا ندعو الي شريعة جديدة خارج القرآن و انما ندعو الي تحكيم اصول القرآن، و بعث السنة.
    اما النسخ داخل القرآن فهو امر وارد، فآيات الفروع، الآيات المدنية، آيات الشريعة، فقد كانت ناسخة، في حق الأمة، لآيات الأصول، الآيات المكية، التي كان عليها عمل النبي الكريم، في خاصة نفسه.. و نحن دعاة لنسخ آيات الفروع و تحكيم آيات الأصول في التشريع الجماعي، و هذا ما نسميه تطوير التشريع، فهو انتقال من نص في القرآن، الي نص آخر في القرآن، اكثر منه مناسبة للوقت، و اكثر تحقيقا لأغراض الدين، و لكرامة الإنسان..و قد جاء هذا الأمر مفصلا في كتابنا (الرسالة الثانية من الإسلام)، فليراجع في موضعه.. و مما جاء فيه: (فان كمال الشريعة الإسلامية انما هو في كونها جسما حيا، ناميا، متطورا يواكب تطور الحياة الحية النامية، المتطورة، و يوجه خطاها، و يرسم خط سيرها في منازل القرب من الله، منزلة، منزلة.. و لن تنفك الحياة سائرة الي الله في طريق رجعاها، ما من ذلك بد.. "يا ايها الإنسان انك كادح الي ربك كدحا فملاقيه".. و انما تتم الملاقاة بفضل الله، ثم بفضل ارشاد الشريعة الإسلامية في مستوياتهاالثلاث: الشريعة، و الطريقة و الحقيقة.. و تطور الشريعة كما اسلفنا القول، انما هو انتقال من نص الي نص.. من نص كان هو صاحب الوقت في القرن السابع فاحكم، الي نص اعتبر يومئذ اكبر من الوقت فنسخ.. قال تعالي: "ما ننسخ من آية أو ننسئها نأت بخير منها، او مثلها.. الم تعلم ان الله علي كل شيء قدير؟".. قوله "ما ننسخ من آية" يعني: ما نلغي، و نرفع، من حكم آية.. قوله "او ننسئها" يعني نؤجل من فعل حكمها.. "نأت بخير منها" يعني اقرب لفهم الناس، و ادخل في حكم وقتهم من المسأة.. "او مثلها" يعني نعيدها، هي نفسها، الي الحكم حين يحين وقتها.. فكأن الآيات التي نسخت انما نسخت لحكم الوقت فهي مرجأة الي ان يحين حينها.. و اذا حان حينها فقد اصبحت هي صاحبة الوقت، و يكون لها الحكم، وتصبح بذلك هي الآية المحكمة، و تصير الآية التي كانت محكمة في القرن السابع، منسوخة الآن.. هذا هو معني حكم الوقت.. للقرن السابع آيات الفروع، و للقرن العشرين آيات الأصول.. و هذه هي الحكمة وراء النسخ.. فليس النسخ، اذن، الغاء تاما و انما هو ارجاء يتحين الحين، و يتوقت الوقت.. و نحن في تطويرنا هذا انما ننظر للحكمة وراء النص.. فاذا خدمت آية الفرع التي كانت ناسخة في القرن السابع للآية الأصل غرضها حتي استنفدته و اصبحت غير كافية للوقت الجديد – القرن العشرين – فقد حان الحين لنسخها هي و بعث آية الأصل التي كانت منسوخة في القرن السابع لتكون هي صاحبة الحكم في القرن العشرين، عليها يقوم التشريع الجديد.. هذا هو معني تطوير التشريع.. فانما هو انتقال من نص خدم غرضه – خدمه حتي استنفده، الي نص كان مدخرا يومئذ الي ان يحين حينه.. فالتطوير، اذن، ليس قفزا عبر الفضاء، و لا هو قول بالرأي الفج، و انما هو انتقال من نص الي نص).. هذا هو مفهوم النسخ، و تطوير التشريع عندنا هو عمل داخل القرآن، و كان يمكن للصادق ان يناقشه، يتفق معه او يخالفه، و لكنه لما كان غير امين، فقد اتجه الي ايراد عبارته المعممة، ظنا منه انه يستطيع ان يوهم القريء بأننا نقول بنسخ الشريعة، و المجيء بشريعة أخري من خارج القرآن كما يفعل البهائيون..

    3) الغاء الجهاد:
    النقطة الثالثة من نقاط الصادق جاء فيها قوله: (ثالثا - الغاء الجهاد لا مجرد الإجتهاد في ظروف الجهاد و بيان دوره في الماضي و دوره في العصر الحديث بل الغاؤه اصلا).. هذا ما قاله الصادق، و هو كبقية اقواله قول باطل، فنحن لا نلغي شيئا، و انما نطور التشريع .. و تطوير التشريع كما بينا هو ليس قولا بالراي الفج، و انما هو انتقال من نص الي نص.. فالتطوير عكس الإلغاء .. فالإلغاء ترك للتشريع المعين، او هبوط دونه، اما التطوير فهو انتقال الي مستوي ارفع، و اكثر تحقيقا لغرض الدين، و اكثر تحقيقا لكرامة الإنسان.. و نحن في الجهاد دعاة للإنتقال من آيو السيف، ليقوم العمل في امر الدعوة علي آيات الإسماح، مثل قوله تعالي: (أدع الي سبيل ربك بالحكمة و الموعظة الحسنة و جادلهم بالتي هي احسن)، فهي مراد الدين الأساسي، وهي لم تنسخ في القرن السابع الا لأن الناس لم يرتفعوا الي مستواها، فخوطبوا بما يناسبهم.. أما اليوم فهي الآية التي تناسب حكم الوقت الحاضر.. و نحن، علي غير ما قال الصادق، نعرف للجهاد بالسيف حكمته في وقته، و نري ان آيات الشريعة هي في وقتها الحكمة، احكم ما تكون، و انما الخطأ هو محاولة نقلها الي غير وقتها.. و قد بينا في كتابنا (الرسالة الثانية) حكمة الجهاد بالسيف في المرحلة بصورة مفصلة، و ذلك في حديثنا الذي جري تحت عنوان: (الجهاد ليس اصلا) فقد بينا ان الأصل في الإسلام هو الحرية، فهي حق يقابله واجب هو حسن التصرف فيها، فاذا لم يتم حسن التصرف، لم يتم الوفاء بواجب الحرية و من هنا تجيء المصادرة.. و قد فصلنا هذا الأمر فليراجع في موضعه من الكتاب.. و مما جاء عن حكمة الجهاد بالسيف في وقته ما نصه: (و كل ما يقال عن تبرير استعمال الإسلام للسيف هو انه لم يستعمله كمدية الجزار، و انما استعمله كمبضع الطبيب.. و كان عنده الحكمة الكافية، و الرحمة الكافية، و المعرفة الكافية التي تجعله طبيبا لأدواء النفوس)..

    الصادق و الجهاد:
    و الصادق في امر الجهاد يتناقض تناقضا مزريا فهو تارة يتكلم عن الجهاد، و طورا عن الأسماح.. فهو في كتابه (يسألونك عن المهدية).. قال عن المهدية انها: (ابانت وسيلة البعث الإسلامي في زمانها و في الزمن اللاحق) صفحة 35 و وسيلة المهدية كانت هي الجهاد بالسيف.. فاذا ابانت المهدية وسيلة البعث الإسلامي في زمانها و في الزمان اللاحق، فهذا يعني ان الصادق يؤمن بالجهاد بالسيف.. و الصادق كزعيم طائفي يستغل الدين لأغراض السياسة.. فهو عندما يريد تحريض اتباعه علي القتال في سبيل وصوله الي السلطة، يحرضهم باسم الجهاد.. و قد فعل ذلك مثلا في محاولة الغزو الليبي 1976، حيث قام بتقتيل الأبرياء من ابناء وطنه المسلمين.. فجهاد الصادق، هو ضد المسلمين، و الغرض منه الوصول الي السلطة.. اما غير المسلمين فان الصادق يدعو الي مصادقتهم كما سنري.
    و الصادق في موضع آخر يناقض نفسه في موضوع الجهاد.. فقد جاء في مجلة (المسلمون) عدد 26 فبراير 1982 حديث للصادق، ضمن ما جاء فيه و هو يتحث عن حقوق الإنسان في الإسلام، قوله عن الإنسان: (و هو حر لا يلزم حتي بالنسبة للدين نفسه: كما في قوله تعالي "لا اكراه في الدين" و قوله تعالي "لست عليهم بمسيطر") انتهي.. و الصادق هنا يتحدث عن الإسماح، لأنه يريد ان يظهر بمظهر تقدمي، فغرضه، هو نفس غرضه عندما يتحدث عن الجهاد – استغلال الدين.. علي كل فالصادق هنا يري راينا في امر الجهاد، و الإسماح، و لكن دون ان يكون له السند الديني الواضح الذي نقدمه نحن.. فلماذا اذن يعترض علينا الصادق؟! انه الغرض، و عدم الأمانة، و لا شيء سواهما..


    نواصل
                  

04-04-2003, 05:45 AM

Omer Abdalla
<aOmer Abdalla
تاريخ التسجيل: 01-03-2003
مجموع المشاركات: 3083

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هذا هو الصادق المهدى (Re: Omer Abdalla)



    4) الصلح مع الإستعمار و أعداء الإسلام:
    لقد جاءت نقطة الصادق الرابعة كما يلي: (رابعا – حل بيضة الإسلام بحيث يجوز بل يجب الصلح مع اعدائه سواء كان ذلك العدو هو الإستعمار او الصهيونية) و يبدو هنا ان الصادق قد التقط علما جديدا في فن التهريج السياسي من اصدقائه الماركسيين، الذين يتعامل معهم هذه الأيام، و يدعو الي مصادقتهم .. فالمعروف عن عوام الماركسيين ان لهم تهما جاهزة لخصومهم السياسيين مثل العمالة للإمبريالية و الصيهونية، فيبدو ان الصادق قد تتلمذ علي هؤلاء .. و كعادة الصادق لم يحاول ان يبين كيف ان قوله هذا ينطبق علينا نحن الجمهوريين .. و سنبين ان الأمر بالنسبة لنا علي عكس ما قال الصادق تماما .. و ان ما قاله ينطبق عليه هو بالذات و بصورة محددة.

    نحن و الأستعمار:
    لقد كنا نحن الجمهوريين، اشرف و اصلب من ناضل الإستعمار الإنجليزي المصري في بلادنا .. و كنا اول من دخل سجونه .. هذا في حين ان رجال الحركة الوطنية من الأحزاب الأخري منقسمون بين الولاء للمستعمر الإنجليزي، او المستعمر المصري .. ففي الوقت الذي كان فيه الجمهوريون يواجهون الإنجليز بالمنشورات الممهورة بأسمائهم – و يطاردون و يدخلون السجون، كانت الأحزاب الأخري تلجأ الي اسلوب المفاوضات و ارسال المذكرات .. فقد ارسلت الأحزاب وفدا الي مصر، جاء عن اخباره بجريدة الرأي العام عدد 28/3/1946، انه عقد مؤتمرا صحفيا في القاهرة اعلن فيه: (ان مطالب السودانيين تتلخص في:
    1) اقامة حكومة سودانية ديمقراطية في اتحاد مع مصر. و قد ترك نوع هذا الإتحاد معلقا لم يبت فيه.
    2) مصر و السودان سيقرران معا طبيعة هذا الإتحاد.
    3) عقد محالفة مع بريطانيا العظمي علي ضوء هذا الإتحاد المصري السوداني) كان هذا هو اسلوب الأحزاب في مواجهتها للإستعمار الإنجليزي، و هذه هي مطالبها، في حين أن الجمهوريون كانوا يواجهون الإستعمار مواجهة مباشرة و يحرضون الشعب عليه و يثيرون حماسه ضده، داعين الي الإستقلال التام، و الي قيام نظام جمهوري .. و كان الجمهوريون ايضا يواجهون الأحزاب و ينعون عليها بعدها عن الشعب و مهادنتها للمستعمر، و كان ضمن ما جاء في مواجهتهم للأحزاب ما نصه (هذا نذير من النذر الأولي .. يا جماعة الأشقاء و يا جماعة الأمة – ايها القاسمون البلاد باسم الخدمة الوطنية – ايها القادحون قادحات الإحن بين ابناء الأمة - ايها المذكون ثائرات الشر و التفرقة و القطيعة، ايها المرددون النغمة المشئومة – نغمة الطائفية البغيضة – انكم لتوقرون امتكم وقرا يؤودها ..
    يا هؤلاء و هؤلاء، انتم تلتمسون الحرية بالإنتماء الي المصريين فتتمسكون بأسباب رمام، و انتم تلتمسون الملك بالبقاء تحت الإنجليز فتتهيأون لدور الهر الذي يحكي بانتفاضه صولة الضرغام .. انتم تريدون ابقاء المصريين، و انتم تريدون ابقاء الإنجليز، فاذا اجتمعت كلمتكم فانما تجتمع علي ابقاء الإنجليز و المصريين معا .. يا هؤلاء، و هؤلاء، انتم تتمسحون بأعتاب المصريين لأنكم لا تقوون علي مواقف الرجال الأشداء، و انتم تتمسحون بأعتاب الإنجليز لأنكم صورتم المجد في اخلادكم صورا شوهاء .. انتم تريدون السلامة، و انتم تريدون الملك .. انتم تضيعون البلاد لما تجبنون، و انتم تضيعون البلاد لما تطمعون .. انتم تستغلون سيدا لا يعرف ما تريدون، و انتم يستغلكم سيد لا تعرفون ما يريد، و البلاد بينكم انتم، و انتم، علي شفا مهواة و مهانة .... ألخ.) هذا نموذج لمنشورات الجمهوريين في نقد الأحزاب و مواجهتها، و تحريضها علي مصادمة الإنجليز .. و نحن هنا سنورد اخبارا متفرقة عن دور الجمهوريين في الحركة الوطنية و مواجهتهم للمستعمر ..
    جريدة الرأي العام عدد 3/6/1946م (مثل الأستاذ محمود محمد طه المهندس امس امام قاضي الجنايات المستر مكدوال متهما من بوليس الخرطوم تحت قانون التحقيق الجنائي لتوزيع منشورات سياسية من شأنها الإخلال بالأمن العام، و قد امره القاضي ان يوقع علي صك بكفالة شخصية بمبلغ خمسين جنيها لمدة عام لا يشتغل خلالها بالسياسة و لا يوزع منشورات، او يودع السجن لمدة سنة اذا رفض ذلك .. و لكن الأستاذ محمود رفض التوقيع مفضلا السجن، و قد اقتيد لتوه لسجن كوبر) .. و قد اضطر الإنجليز لإطلاق سراح الأستاذ محمود بعد خمسين يوما فقط .. و اثناء فترة سجن الأستاذ صعد الجمهوريون مواجهتهم للأنجليز، و من اخبارهم في تلك الفترة ما جاء بجريدة الرأي العام بتاريخ 6/6/1946 (القي الأستاذ امين محمد صديق سكرتير الحزب الجمهوري خطابا عاما امس الأول عن الجنوب في الخرطوم بحري امام السينما الوطنية و اعاد القاءه مرة اخري في نفس الليلة في مكان آخر في الخرطوم بحري و قد استدعاه البوليس هذا الصباح و حقق معه، فاعترف بكل ما حصل و زاد بان هذا جزء من خطط كبيرة ينفذها الحزب الجمهوري ..) و من اخبار الجمهوريين في تلك الفترة (اعتقل بوليس الخرطوم بحري مساء امس ذا النون جبارة، و عبد المنعم عبد الماجد، عندما القيا خطابين امام السينما الوطنية بالخرطوم بحري، نددا فيهما بالمجلس الإستشاري، و قانون الخفاض، و كبت حرية الرأي و الخطابة) جريدة الراي العام 27/9/1946م .. و من اخبار الجمهوريين ايضا (حكمت محكمة كبري بودمدني برئاسة القاضي ابورنات، بسنتين سجنا علي الأستاذ محمود محمد طه رئيس الحزب الجمهوري، بتهمة اثارة الشغب برفاعة .. كما حكم عليه بوضعه تحت المراقبة لمدة سنة اخري بعد اتمام مدة السجن) الرأي العام 17/10/1946 .. هذه بعض مواقف الجمهوريين من الإستعمار و لمزيد من التفاصيل راجع كتابنا (معالم على طريق تطور الفكرة الجمهورية) .. الكتاب الأول ..
    و هكذا و في الوقت الذي كان فيه الجمهوريون يواجهون الإستعمار كان حزب الأمة الذي ورث الصادق زعامته يصادق و يهادن الإنجليز، حتي لقد تعرض لتهمة انه يطمع في تاج محلي تحت الإنجليز، و قد دخل حزب الأمة مؤسسات الإنجليز الدستورية – المجلس الإستشاري لشمال السودان، و الجمعية التشريعية .. و بعد دخول الجمهوريين سجون الإستعمار بعامين بدأ زعماء الأحزاب يدخلون السجون بسبب مقاومة الجمعية التشريعية التي قلنا ان حزب الأمة دون بقية الأحزاب، قد دخلها .. و لكن رغم كل ذلك اراد الصادق ان يزيف التاريخ المعاصر، فيتهمنا بعكس ما هو الحق تماما من مهادنة الإستعمار، في حين ان هذا الإتهام ينطبق علي الصادق بصورة اكبر و اخطر كما سنبين بعد قليل ..

    الإستعمار الجديد:
    و نحن اليوم في الساحة وحدنا في مواجهة الإستعمار الجديد و كشف مخططاته .. ففي الوقت الذي نقوم فيه نحن بكشف الإستعمار الشيوعي الجديد، الذي يسعي بصورة خطيرة الي بلشفة العالم فان الصادق يتعاون مع هذا الإستعمار، و ضد بلده السودان بالذات، و نحن سنفصل هذا الأمر .. و لقد صدرت لنا عدة كتب تكشف اهداف الإستعمار البلشفي، و اساليبه و مخططاته، و علي رأس هذه الكتب كتاب (مشكلة الشرق الأوسط) .. و منها مثلا كتاب (ناقوس الخطر) و كتاب (الشيوعية الدولية هي الإستعمار الجديد) .. و كتابين عن افغانستان .. و كتاب (اتفاقية السلام ضد مصلحة الشيوعية الدولية .. الخ .. و قد قمنا بالعديد من المحاضرات و اركان النقاش نوعي فيها المواطنين بالخطر الشيوعي بصورة عامة .. و استهدافه لبلادنا بصورة خاصة.


    نواصل
                  

04-17-2003, 03:26 PM

baballa
<ababalla
تاريخ التسجيل: 05-13-2002
مجموع المشاركات: 151

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هذا هو الصادق المهدى (Re: Omer Abdalla)


    إذاً .. الصادق المهدي رئيساً لحزب الامة للأربعة اعوام القادمة بعد أربعة عقود من الرئاسة قبلها .. إذاً لماذا يغضب الناس من الرؤساء الذين كانوا يفوزون بنسبة 99.9%.. ما الفرق بين أن يفوزوا هم بتلك النسبة ويفوز الصادق بنسبة 100% .. بالحساب المجرد .. الديموقراطية - الشمولية = 0.01% ..الفرق هو 0.01%!! فهل يمثل ذلك المسافة بين الديموقراطية والديكتاتورية؟

    ألم يلاحظ السيد الصادق أنه لا أحد تقدم حتى لمجرد منافسته في الترشيح للمنصب ؟؟ .. ثم تدافعوا بالمناكب للتنافس على المناصب التي تلى منصب الرئيس ..ألا يعني ذلك ان القياديين لهم طموحات ورغبة في المنافسة لكن لطموحاتهم "سقف"؟

    ألا يعني ذلك ان الصادق مفوض "عقدياً" أكثر منه سياسيا لإدارة الحزب؟ وألا يعني ذلك أن الديموقراطية التي ينادي بها السيد الصادق هي "ديموقراطية ما سوى الحزب" ..؟؟

    بكل أسف السيد الصادق المهدي بكل ما له من فكر وقامة سياسية وخبرة وتجربة اختار الطريق الأسهل .. أن يطل على الجماهير في كل مرة فتهتف له وتبصم على اختياره إماما ثم رئيسا .. وهو أمر لو رجع الصادق اليوم الى قاعة الإجتماع مرة أخرى لانتخبوه رئيسا للدورة القادمة بعد أربع سنوات .. بل مدى الحياة.. !!
    شعب السودان المصدوم أبدا في ديموقراطيته لا يبحث عن أطنان من الكتب والخطب الرنانة والشعارات ..بل عن درهم من القدوة الحسنة ترسم له تقاليد في السياسة .. ولكن الساسة في السودان يعطونه كل شيء ..إلا القدوة.

    أليس في حزب الأمة من يشغل منصب الرئيس سوى الصادق .. أين سارة الفاضل.. بكل الخبرة التي اكتسبتها خلال سنوات من الكفاح السياسي .. وقد أطنب السيد الصادق في ذكر قدراتها .. وهي فعلا تستحق ما قيل عنها فهي ليست مجرد زوجة الزعيم .. لأنها تملك شخصية قيادية وفاعلة ونشطة تلعب دورا مهما في الحزب .. تصوروا لو انتخبت سارة لرئاسة الحزب كم عصفور يصطاد بحجر واحد يصطاده الوطن (وليس الحزب وحده) .. أول إمرأة في التاريخ (بعد الكنداكة) تتولى هذا المنصب القيادي ..رئيس حزب سياسي .. تداول السلطة في الحزب .. رسالة قوية للأحزاب الأخرى أن تجدد قياداتها ..

    أين د. عمر نور الدائم بكل السنوات التي قضاها مثابرا على قضايا الحزب الشائكة في مختلف الظروف .. وقد كان الرجل الثاني لفترة تستحق أن يخرج منها الى منصب الرجل الاول.

    أين الأمير نقد الله .. أين عبد الرسول النور .. أين قائمة طويلة من القيادات التي لا ينقصها الخبرة ولا الولاء .. كل هؤلاء غير قادرين حتى لمجرد التطلع لمنصب الرئيس ؟؟ .. غير قادرين على مجرد ترشيح اسمهم في مواجهة الصادق حتى ولو نالوا من الأصوات بعد ذلك صوتهم فقط ..؟

    هذه الصورة ليست في مصلحة الحزب ولا الوطن .. ان تؤسس الأحزاب على قوامة الزعامة المستدامة وتصرخ الأحزاب تطالب بتداول السلطة في القصر الجمهوري ...

    ألا يقدم هذا المسلك إجابة شافية عن السبب الذي يجعل الديموقراطية دائما قصيرة العمر .. ما طار طائر الديموقراطية وارتفع .. إلا كما طار وقع..!

    عثمان ميرغني الرأي العام 17 ابريل 2003
                  

04-17-2003, 11:53 PM

سونيل


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هذا هو الصادق المهدى (Re: baballa)

    يا خوي والله انت وصاحبك شاموق دا ما عندكم اي موضوع عليك الله دا زمن كلام زي دا تمشي تنفض الغبار من الكتب وتجيبا لينا غاديانيا وجمهوريه وقال لينا وقلنا ليهو
    عليك الله العالم اتجاوةز الكلام الانت بتقول فيهو وفي اجه اسمها العولمه لو سمعت بيعا انت في البوست زي اهلنا الغبش الجابو التلفزيون وقلبوهو وقلبوا نفسهم وقعدو يتفرجوا بالمقلوب
    ياخي دي حاجات الناس اتجاوزتها ومحمود محمد طه الله يرحمو ويغفر ليهو كان مجتهد اذا اصاب له اجرين واذا اخطا له اجر والصادق كذلك مجتهد وبيطور فكره انت في راس شنو عامل زي الوهابيه منغلق في الماضي ودافن راسك في الرمال هروبا من الواقع الان الصادق الامام يبني في حزب واقام مؤتمر لحزبه هو السادس
    في ظل غياب تام لحركة بقيه الاحزاب التي اشك كثيرا في وجودها اصلا وهي وانت مثل نظام صدام عباره عن فقاعات وهميه ولكن الامام السيد الصادق ومن معه واثبون الي الامام وقدمو تجربه لكل دول العالم الثالث بالله لا تاخرونا ساكت يا اعلوا همة مع الناس يا اقعدوا اتفرجو بره من باب الملح
    وربنا ياخد بيدكم انتو والاتحاديين الماقدربن يعملو حته مؤتمر تشاوري حتى الان واصلوا الجماعه التانين ما عارفين الارض اتقدت بتحت وانحنا ما عرفين ؟

    الناس ثلاثة أموات في أوطاني
    والميت معناه قتيل
    قسم يقتله أصحاب الفيل
    وقسم تقتله إسرائيل
    وقسم تقتله عربائيل
    وهي بلاد تمتد من الكعبة للنيل
    والله اشتقنا للموت بلا تنكيل
    والله اشتقنا واشتقنا
    أنقذنا يا عزرائيل
    سونيل اسم يتكون من السودان والنيل
    ***************
    آنا لا أدعو
    إلى غير الصراط المستقيم
    أنا لا أهجو سوئ كل عتل وزنيم
    وأنا ارفض أن أرى ارض الله غابه
    واري فيها العصابة
    تتمطى وسط جنات النعيم
    وضعاف الخلق في قعر الجحيم
    هكذا أبدع فني
    غير آني
    كلما أطلقت حرفا
    أطلق الوالي كلابه

    **************

    يمشي الفقير وكل شي ضده
    والناس تقلق دونه أبوابها
    وتراه ممقوتا وليس بمذنب
    يلقي العداوة لا يري أسبابها
    حتى الكلاب إذا رأت رجل الغني
    حنت إلية وحركت أذنابها
    وإذا رأت يوما فقيرا ماشيا
    نبحت عليه وكشرت أنيابها
    ******************

    [email protected]
                  

04-18-2003, 00:13 AM

ود شاموق
<aود شاموق
تاريخ التسجيل: 11-17-2002
مجموع المشاركات: 3605

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هذا هو الصادق المهدى (Re: سونيل)

    يا سونيل ياخي أنا سألتك ولا جيت جهتك ؟
                  

04-18-2003, 02:26 AM

Deng
<aDeng
تاريخ التسجيل: 11-28-2002
مجموع المشاركات: 52555

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هذا هو الصادق المهدى (Re: Omer Abdalla)

    سونيل


    بالله عليك الله هسع أنت ما بتخجل عندما تدافع على رجل مثل الصادق المهدي ده؟

    دينق
                  

04-18-2003, 02:55 AM

SAMIR IBRAHIM
<aSAMIR IBRAHIM
تاريخ التسجيل: 01-05-2007
مجموع المشاركات: 2628

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هذا هو الصادق المهدى (Re: Deng)

    المهدي الكبير له تاريخ وصولات وجولات .....لكن المهدي الصغير الذي يسمي بالصادق .....لا يستحق حتي التعليق.....
                  

04-18-2003, 03:46 AM

beko
<abeko
تاريخ التسجيل: 03-24-2003
مجموع المشاركات: 195

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هذا هو الصادق المهدى (Re: Omer Abdalla)

    اخي عمر عبد لله
    دفاعك عن السيد الصادق المهدي جزء من الحريات الشخصيه
    لكن يجب عندما تدافع عن الصادق المهدي
    تقوم بالنقد الكافي لي تاريخ الصادق المهدي كزعيم
    وانا متاكد لو قمت بي عملية النقد كمحايد
    ستغير رايك سريعا في الصادق المهدي
    انا اختلف مع الاخوه الاعزاء دينق وسامر ابراهيم
    في تقديمهم لي الصادق المهدي
    انالاانسي ان الصادق المهدي يعتبر من الرجال النادرين جداالزينا يتمتعون بالدهاء السياسي والحنكه فلا يحق لنا ان نهمش تاريخه السياسي بغض النظر ان كان يعجبنا ام لا
                  

04-18-2003, 09:41 AM

Agab Alfaya
<aAgab Alfaya
تاريخ التسجيل: 02-11-2003
مجموع المشاركات: 5015

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هذا هو الصادق المهدى (Re: Omer Abdalla)

    الاخ عمر هوارى
    شوق وسلام

    جميل جدا ان يتعرف الناس على افكار الاستاز
    محمود وعلى اراء الجمهوريين ومواقفهم السابقة
    فى مختلف القضايا
    ولكن هزا وحده لا يكفى الناس فى حاجة الى معرفة
    راى الجمهوريين فى ما يجرى الان
    فالصادق المهدى ليس هو بالضرورة الزى كتب عنه
    الجمهوريين فى الماضى فلا يزال نشاطه السياسى
    مستمر ولاتزال مواقفه اليومية مستمرة فى حاجة
    الى متابعة وتقييم
    اننى اعلم الصعوبات الفكرية والتنظيمية
    التى تواجه الجمهوريين واعلم اختلاف
    الاراء بينهم فى زلك
    ولكن الانتظار فى فراغ والاكتفاء باجترار الاراء
    والمواقف السابقة فى عالم متحول ابدا
    لا يجدى
    ان شجرة الحياة دائمة الاخضرار
    وكل شجرة لا تثمر تقطع وترمى
    او كما قال السيد المسيح عليه السلام
                  

04-18-2003, 11:36 AM

zahgandeema


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هذا هو الصادق المهدى (Re: Omer Abdalla)


    بعد انتفاضة ابريل المجيدة اجمع اغلب السودانيون وعلى راسهم البساريون والمثقفون على ان السيد الصادق المهدي هو رجل المرحلة وامل الأمة وانقضت تلك المرحلة ليتاكد لهؤلاء فداحة الخطأ الذي ارتكبوه فقد تخلى السيد الصادق عن برنامج الانتفاضة وساعد الجبهة الاسلامية في الوصول للحكم بالسكوت على كل ما فعلته لاضعاف النظام الديمقراطي.
    بعد خروج السيد الصادق من السودان للانضمام للمعارضة في الخارج استبشر الكثيرون خيرا وظنوا ان الرجل سيشكل اضاة وقوة دغع للمعارضة وكنا نرى غبر ذلك تماما. قلنا وقتها ان الرجل انما خرج لان كل القوى الساسية قد التفت حول رنامج يرتكز على فصل الدين عن السياسة الأمر الذي لا يقبله ولن يقبله فالرجل يحلم بمهدية ثانية بقيادته. وقد أثبتت الايام صدق ما قلناه فقد حمل الصادق معوله وحاول بكل السبل تكسير التجمع وعندما فشل في تحيق هدفه ذهب لجنيف ثم جيبوتي وفي نهاية المطاف قرر حزبه الخروج من التجم والعودة الى السودان.
    مناسبة هذا المقال ما أعلنه السي الصادق في مؤتمر حزبه بالأمس بتمسكهم بمبدأ عدم فصل الدين عن السياسة. الي المثقفين الذين لدغوا مرتين مرة بعد لانتفاضة والثانية بعد روجه الى اسمرا اقول لقد ان الاوان لكى نفهم السيد
    الصادق على حقبقته. الرجل يحلم كما قلنا بمهدية ثانية تحت قيادته وهو مع الدولة الدينية بطريقته هو ولم ولن يخلع رداء الطائفية ليصبح زعيما قوميا .
                  

04-19-2003, 09:31 PM

سونيل


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هذا هو الصادق المهدى (Re: zahgandeema)

    وهل الثقافه تعني بالضرورة فصل الدين عن الدوله
    وهل الصادق المهدي عندما يرفض فصل الدين عن الدوله يكون قد ادار ظهر المجن للثقافه ؟؟؟؟
    وهل يكون قد تنصل عن برنامج التجمع الوطني الذي لم يدعو في نص واحد الى فصل الدين عن الدوله
    وهل الميرغني الان يدعو الى فصل الدين عن الدوله ؟؟؟؟
    وهل يمكن حقيقه فصل الدين عن الدوله ؟؟؟
    ام انك تعتقد ان الدين ثوب يمكن خلعه والدخول الى ردهات المكاتب

    حقا انك زهجان . ولكن من نفسك


    الناس ثلاثة أموات في أوطاني
    والميت معناه قتيل
    قسم يقتله أصحاب الفيل
    وقسم تقتله إسرائيل
    وقسم تقتله عربائيل
    وهي بلاد تمتد من الكعبة للنيل
    والله اشتقنا للموت بلا تنكيل
    والله اشتقنا واشتقنا
    أنقذنا يا عزرائيل
    سونيل اسم يتكون من السودان والنيل
    ***************
    آنا لا أدعو
    إلى غير الصراط المستقيم
    أنا لا أهجو سوئ كل عتل وزنيم
    وأنا ارفض أن أرى ارض الله غابه
    واري فيها العصابة
    تتمطى وسط جنات النعيم
    وضعاف الخلق في قعر الجحيم
    هكذا أبدع فني
    غير آني
    كلما أطلقت حرفا
    أطلق الوالي كلابه

    **************

    يمشي الفقير وكل شي ضده
    والناس تقلق دونه أبوابها
    وتراه ممقوتا وليس بمذنب
    يلقي العداوة لا يري أسبابها
    حتى الكلاب إذا رأت رجل الغني
    حنت إلية وحركت أذنابها
    وإذا رأت يوما فقيرا ماشيا
    نبحت عليه وكشرت أنيابها
    ******************
                  

04-18-2003, 11:46 AM

zahgandeema


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هذا هو الصادق المهدى (Re: Omer Abdalla)

    بعد انتفاضة ابريل المجيدة اجمع اغلب السودانيون وعلى راسهم البساريون والمثقفون على ان السيد الصادق المهدي هو رجل المرحلة وامل الأمة وانقضت تلك المرحلة ليتاكد لهؤلاء فداحة الخطأ الذي ارتكبوه فقد تخلى السيد الصادق عن برنامج الانتفاضة وساعد الجبهة الاسلامية في الوصول للحكم بالسكوت على كل ما فعلته لاضعاف النظام الديمقراطي.
    بعد خروج السيد الصادق من السودان للانضمام للمعارضة في الخارج استبشر الكثيرون خيرا وظنوا ان الرجل سيشكل اضاة وقوة دغع للمعارضة وكنا نرى غبر ذلك تماما. قلنا وقتها ان الرجل انما خرج لان كل القوى الساسية قد التفت حول رنامج يرتكز على فصل الدين عن السياسة الأمر الذي لا يقبله ولن يقبله فالرجل يحلم بمهدية ثانية بقيادته. وقد أثبتت الايام صدق ما قلناه فقد حمل الصادق معوله وحاول بكل السبل تكسير التجمع وعندما فشل في تحيق هدفه ذهب لجنيف ثم جيبوتي وفي نهاية المطاف قرر حزبه الخروج من التجم والعودة الى السودان.
    مناسبة هذا المقال ما أعلنه السي الصادق في مؤتمر حزبه بالأمس بتمسكهم بمبدأ عدم فصل الدين عن السياسة. الي المثقفين الذين لدغوا مرتين مرة بعد لانتفاضة والثانية بعد روجه الى اسمرا اقول لقد ان الاوان لكى نفهم السيد
    الصادق على حقبقته. الرجل يحلم كما قلنا بمهدية ثانية تحت قيادته وهو مع الدولة الدينية بطريقته هو ولم ولن يخلع رداء الطائفية ليصبح زعيما قوميا .
                  

04-18-2003, 12:31 PM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هذا هو الصادق المهدى (Re: zahgandeema)

    هل يلدغ المؤمن من جحر مرتين ؟

    لقد لدغ مدعي الثقافة ؛ والبسيطين من ابناء شعبنا؛ ثلاثة مرات من قبل الصادق المهدي؛ ولا تزال النخبة تغازله

    ان الصادق المهدي هو العلامة البينة علي عجز المثقفين السودانيين؛ وعجز ما يسمي بقوي التقدمية والديمقراطية ؛ والتي انبطحت و لا تزال توالي الانبطاح امام رجل فاشل متسلط مريض بالسلطة والزعامة ؛

    في ذلك استثني الاستاذ محمود محمد طه والاخوة الجمهوريين والاستاذ الخاتم عدلان ؛ والذين سجلوا مواقف ساطعة في وجه الزيف

    عادل
                  

04-19-2003, 00:21 AM

Elhadi
<aElhadi
تاريخ التسجيل: 01-06-2003
مجموع المشاركات: 9588

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هذا هو الصادق المهدى (Re: Abdel Aati)

    السيدالصادق المهدي/حفيدالإمام محمد أحمد المهدي المؤسس الحقيقي للكيان السوداني
    السيد الصادق المهدي/ حفيد الإمام عبد الرحمن المهدي (أبوالاستقلال).
    السيد الصادق المهدي /أحدأبرز مفكري السودان وأفريقيا والعالم الإسلامي
    السيد الصادق المهدي/السياسي السوداني الأشهر والأبرز .
    السيد الصادق المهدي/ زعيم حزب الأمة أكبر الأحزاب السودانية قاطبة. السيد الصادق المهدي/ رئيس الوزراء الشرعي المنتخب .
    السيدالصادق المهدي /أكثر من سجن وتعرض للملاحقة من زعماء الأحزاب السودانية من قبل الأنظمة الديكتاتورية .
    السيد الصادق المهدي/ معين فكري لا ينضب ، وكفاح متصل من أجل الحرية والديمقراطية.
    السيد الصادق المهدي/ عفيف اليد واللسان.
    السيد الصادق المهدي/ نمنحه صوتنا وثقتنا وحبناوولائنا.
    السيد الصادق المهدي/قدر الكوووون ده كلو وأكبر بي كتييييييييييير
    فمن هم الأخوان الجمهوريووون ؟؟؟!!!!!!!!!!!!
                  

04-19-2003, 00:05 AM

Omer Abdalla
<aOmer Abdalla
تاريخ التسجيل: 01-03-2003
مجموع المشاركات: 3083

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هذا هو الصادق المهدى (Re: Omer Abdalla)


    الأخ سونيل
    للأسف لم تكتب شيئا يستحق الرد عليه فأنت لم تناقش إخفاقات الصادق في الماضي أو في الحاضر بل رحت تلقي كلاما عاما ونكاتا سمجة .. نحن نشرنا عليك آراء السيد الصادق مأخوذة من مصادرها ثم عرضنا مواقفه وأطماعه الطائفية والفرصة متاحة لك لأن ترد بصورة موضوعية على ما عرض عليك بدل إلقاء التهم والنعوت بهذه الصورة التي لا تقدم ولا تؤخر..
    فمن الذى يدس رأسه في الرمال ، ذلك الذي يهرب من مواجهة الحقائق ويتعذر بأن الصادق بنى حزبا أقام له مؤتمر ، أم الذى يعرف أن كل ذلك لا قيمة له ما دامت العقلية الطائفية ما زالت هي العقلية الطائفية وإن تسمت بالمسميات الحديثة وتمسحت بمعانيها الرنانة من ديمقراطية وانتخابات ومؤتمرات وغيره .. وأية ديمقراطية تلك التي لم تجد غير الصادق وعائلته ليحكم باسمها ثم يفشل ثم يحكم ثم يفشل ثم يحكم ثم يفشل وينتهي به الأمر لتسليم أمره لدعاة مهوسوون يأكلون الدنيا بالدين .. أى مناجزة تتحدث عنها .. أوليس الصادق المهدى نفسه الذى قال بأن قوانين سبتمبر لا تساوى المداد الذى كتبت به وعندما آلت له الأمور تردد في إزالتها واستجاب لضغوط وترضيات حلفائه الذين انقلبوا عليه بعد ذلك .. والدليل على أنه ما يزال يحمل تلك العقلية التي تستغل الدين للدنيا هو ما توصل اليه من عدم فصل الدين (كما يفهمه هو) من الدولة في مؤتمره الأخير هذا بعد أن آلت اليه زعامة الحزب (وكأنها فلتت من قبضته أصلا) وإمامة الأنصار ..
    أؤكد لك أنه عندما يتضح لي شخصيا أن الناس فهموا ماجاء في هذه الكتب "القديمة" مما يغنيهم عن إعادة التجارب الفاشلة مثل تجربة الصادق المهدى ، عندها سأتوقف عن إعادة النشر .. فكل تجربة لا تورث حكمة تكرر نفسها مما يستوجب إعادة تكرار النصيحة وكما تعلم فإن "الدين النصيحة" ..

    فالصادق المهدى يصعب الدفاع عن آرائه ومواقفه كما أشار الأخ "دينق" مشكورا

    الأخ beko يبدو أن هنالك بعض الخلط فقد قلت:
    "اخي عمر عبد لله
    دفاعك عن السيد الصادق المهدي جزء من الحريات الشخصيه
    لكن يجب عندما تدافع عن الصادق المهدي
    تقوم بالنقد الكافي لي تاريخ الصادق المهدي كزعيم
    وانا متاكد لو قمت بي عملية النقد كمحايد
    ستغير رايك سريعا في الصادق المهدي"

    فأنا لا أستطيع الدفاع عن الصادق المهدى ولا ينبغي لي أما قولك:

    "انالاانسي ان الصادق المهدي يعتبر من الرجال النادرين جداالزينا يتمتعون بالدهاء السياسي والحنكه فلا يحق لنا ان نهمش تاريخه السياسي بغض النظر ان كان يعجبنا ام لا"
    فهو رأيك ولا أشاركك فيه .. فأفكار السيد الصادق وتجربته في حكم البلاد منذ يفاعة سنه جعلتني أقتنع بأن ليس هناك ثمة خير يرجى من ورائه ولا عبرة عندى "بالدهاء السياسي والحنكه" الذان يتمتع بهما حيث لم يستخدمهما الى في الوصول الى السلطة وبأى سبيل سواءا بدفع أتباعه للمخاطرة بحياتهم من أجله أو بتغيير الدستور ليخدم مصلحة حزبه ومصلحة حلفائه في جبهة الميثاق .. بل حتى أفراد حزبه لم ينجو من هذا الدهاء .. وعموما رؤيتي للسياسة تختلف عن منطق الحنكة والدهاء فهي تسيير أمور الخلق وفق العدل والحق والصدق ولا أرى للسيد الصادق نصيب من ذلك ..

    أخي عجب الفيا
    أبادلك الشوق والسلام وأرحب بعودتك
    أولا لا بد أنك متابع لمجهودات الجمهوريين الفردية في التعبير عن آرائهم فيما يجرى حولهم ويمكن متابعة شيء من ذلك في صفحة الفكرة http://www.alfikra.org/articles/index.htm ومنبر الفكر http://www.alfikra.org/forum وكذلك منبر http://sudan.org وعلى على صفحات هذا المنبر والمنابر الأخرى المنتشرة وعلى صفحات الصحف .. هذه طبعا مجهودات فردية أرى أنها الأنسب في هذا الظرف الذى نعيشه .. لكن في تقديرى أن الأفكار التي يجب أن يلتفت الناس إليها هي الأفكار الأساسية التي وردت في كتب ومحاضرات الأستاذ محمود حيث أن عامل الزمن لم يفعل غير إشعار الناس بالحوجة لها ولعلك تابعت ما جرى على ألسنة المسلمين بعد استعلاء ظاهرة الهوس الديني وتتويجه بحادثة 11 سبتمبر فطفق المسلمون يتنصلون عن الجهاد وكل صور الرسالة الأولى ويركزون على إبراز دعوة الإسماح واحترام حقوق غير المسلمين وحقوق المرأة حتى أن أنظمة متعنتة ومتشددة مثل النظام السعودى "الوهابي" ونظام الجبهة لم يجدو مفرا من من إخفاء فهمهم المتخلف للإسلام .. فالناس قد سيقوا بسلاسل الإمتحان لما ظل الأستاذ محمود يدعوهم اليه منذ خمسينات القرن الماضي والفرصة مازالت متاحة لهم للرجوع الى ماكتبه الأستاذ بدل هذا التخبط الذي ساقهم له الخوف من البطش الأمريكي
    أما الصادق المهدى فهاديه للإستمرار ليس تطور أفكاره أو مواقفه بل هو غريزة البقاء (في السلطة) فهو يتخبط من موقف الى آخر .. من "تهتدون" الى "تفلحون" والثابت في معادلته هو السعي الى السلطة بكل سبيل ولا تكاد تلمس شيئا مختلفا في أسلوب تفكيره ومواقفه ولذلك فقد رأيت أن ماكتب عنه في الماضى يصلح أن يكتب عنه اليوم وبصورة أوكد .. ستجد بعض المقالات في الوصلات أعلاه عن بعض هذه المواقف الجديدة للصادق خاصة مقال الأخ طه أبو قرجة
    أما فيما يخص أمر تنظيم الجمهوريين فأنا شخصيا لا أرى حاجة له الآن بيد أن الجمهوريين كأفراد يمكنهم أن يدلوا بآرائهم في المواضيع المختلفة بحكم أثر الفكرة الجمهورية على تفكيرهم ونظرها الثاقب في شتي الأمور مما يجعل لآرائهم وزنا .. بطبيعة الحال الأمر الأهم هو التزام الجمهوريين أنفسهم بما يقولون حتي تكون دعوتهم للتغيير بلسان الحال أكبر منها دعوة بلسان المقال وهذا أمر يتطلب مجهودا كبيرا كما تعلم .. فأمر انتصار الدين كما بينته الفكرة الجمهورية أمر تكفل الله بنصرته "هو الذى أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيدا" فلم يبق إلا أن ينصره كل منا في نفسه "يا عيسى عظ نفسك فإن اتعظت فعظ الناس وإلا فاستحي مني" كما يقول الحديث القدسي

    الأخ "زهجان ديمة"
    لإن جاز على جماهير طائفة الأنصار "ان السيد الصادق المهدي هو رجل المرحلة وامل الأمة" ما كان ليجوز علي من ذكرت من السودانيين وخاصة الذين يتصدون أمر التغيير فيهم .. للأسف الشديد وعلى طول تاريخ حركتنا الوطنية تجد أن المثقفين يلجأون دايما الى قادة الطائفية يلتمسوا عندهم السند الجاهز بدلا عن أن يشقوا طريق التوعية الصعب ويبنوا القواعد التي تدعمهم على الوعي والبرامج الواضحة وهم في هذا السبيل يسلمون قياد أمرهم لأشخاص مثل الصادق ومبارك الفاضل ومن شاكلهم والنتيجة الطبيعية هي مزيد من خيبة الأمل والتخبط فإنك "لا تجني من الشوك العنب" .. والغايات الصحاح كالديمقراطية لا ينبغي أن يتوسل اليها بالوسائل المريضة .. طبعا هناك قلة واعية بحقيقة أمثال الصادق والترابي وغيرهم من المتشبثين بالسلطة الدينية واستخدامها لتحقيق المآرب السياسية وقد ذكرت أنت معرفة بعضها بأن "الرجل انما خرج لان كل القوى الساسية قد التفت حول برنامج يرتكز على فصل الدين عن السياسة الأمر الذي لا يقبله ولن يقبله فالرجل يحلم بمهدية ثانية بقيادته." لكن السياسيين بما فيهم اليساريين لطالما سلكوا الطرق القصيرة والمأمونة في ظنهم ولذلك وجد الصادق فرصته وكذلك ابن عمه في أوساط التجمع ذلك لأن التجمع لم تكن عنده فكرة أو فلسفة تعصمه من أن ينضم إليه كل طائفي أو مهووس طالما أعلن أنه يعارض الحكومة حتى إن الترابي نفسه طمع في الإنضمام إليه بعد إبعاده من السلطة .. وليس ببعيد من الأذهان المظاهرات التي كانت تخرج في أوائل الثمانينات من جامعة الخرطوم لمعارضة نظام مايو وقوامها تنظيمي الإتجاه الإسلامي "الجبهة" والجبهة الديمقراطية "الشيوعيين" وحيث كان يبرر كل منهم هذا التحالف الغريب بوحدة العدو "نظام مايو" .. طبعا لم يخلو الأمر من مفاجاءات تثير السخرية حين يفرق البوليس تلك المظاهرات ويأتي طلبة الإتجاه الإسلامي يحملون ميكرفونات زملائهم الشيوعيين ويعلنون في الملأ أنهم اتخذوها غنائم من "معركتهم" المفتعلة تلك .. تخيل جيش يغنم من أفراده !! فنفس هذه الأخطاء تكررت في التجمع كما قد رأينا
    تمسك الصادق بمسألة عدم فصل الدين (أكرر كما يفهمه هو) عن السياسة أمر طبيعي لمن يفهم طبيعة الصادق وطبيعة حزبه حيث يقوم الأخير على ولاء طائفة الأنصار (الدينية) للصادق .. فلم يرد الصادق أن يشعر هذه القاعدة العريضة بأن أمره يقوم على شيء آخر غير الدين ولقد استغل فيه الأخوان المسلمون هذا الضعف في الماضي وضغطوا عليه للإبقاء على قوانين سبتمبر بالرغم من تصريحاته بإلغائها .. وهو لكي يضمن ولاء هذه الطائفة ذهب لأكثر من ذلك حين أدعي "القيادة الملهمة" كما بينا في الكتابين المنشورين عنه .. فهو كما ذكرت أنت يحلم "بمهدية ثانية تحت قيادته وهو مع الدولة الدينية بطريقته هو ولم ولن يخلع رداء الطائفية ليصبح زعيما قوميا"
    أشكر لك مداخلتك القيمة

    عزيزى عادل
    نعم "لقد لدغ مدعي الثقافة ؛ والبسيطين من ابناء شعبنا؛ ثلاثة مرات من قبل الصادق المهدي؛ ولا تزال النخبة تغازله
    ان الصادق المهدي هو العلامة البينة علي عجز المثقفين السودانيين؛ وعجز ما يسمي بقوي التقدمية والديمقراطية ؛ والتي انبطحت و لا تزال توالي الانبطاح امام رجل فاشل متسلط مريض بالسلطة والزعامة"
    أوافقك الرأى ولا أحتاج لأقول المزيد
    شكرا لكم جميعا على إحياء هذا الموضوع الهام بتعليقاتكم الثرة

    عمر

    (عدل بواسطة Omer Abdalla on 04-19-2003, 00:26 AM)

                  

04-19-2003, 01:07 AM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هذا هو الصادق المهدى (Re: Omer Abdalla)

    كتب الهادي
    --------------
    السيد الصادق المهدي/قدر الكوووون ده كلو وأكبر بي كتييييييييييير
    --------------

    قليل من الحياء يا صديقي ؛ ومن يكون الصادق حتي يكون قدر الكون ده كلو ؛ واكبر بي كتير ؟
    اهو قطب ام نبي ام اله ؟

    بل هو رجل عادي يظن في نفسه العبقرية ؛ وانسان مريض بالسلطة ويدعي انه سيطبب البلد ؛ وهو عن التواضع بعيد ؛ ومن الاعتراف بالخطا مناكف

    ام علي عبونكم غشاوة
    ام علي قلوب اقفالها ؟

    عادل
                  

04-19-2003, 01:01 AM

Omer Abdalla
<aOmer Abdalla
تاريخ التسجيل: 01-03-2003
مجموع المشاركات: 3083

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هذا هو الصادق المهدى (Re: Omer Abdalla)


    الأخ الهادى ، لقد ذكرت:
    Quote: السيدالصادق المهدي/حفيدالإمام محمد أحمد المهدي المؤسس الحقيقي للكيان السوداني
    السيد الصادق المهدي/ حفيد الإمام عبد الرحمن المهدي (أبوالاستقلال).
    السيد الصادق المهدي /أحدأبرز مفكري السودان وأفريقيا والعالم الإسلامي
    السيد الصادق المهدي/السياسي السوداني الأشهر والأبرز .
    السيد الصادق المهدي/ زعيم حزب الأمة أكبر الأحزاب السودانية قاطبة. السيد الصادق المهدي/ رئيس الوزراء الشرعي المنتخب .
    السيدالصادق المهدي /أكثر من سجن وتعرض للملاحقة من زعماء الأحزاب السودانية من قبل الأنظمة الديكتاتورية .
    السيد الصادق المهدي/ معين فكري لا ينضب ، وكفاح متصل من أجل الحرية والديمقراطية.
    السيد الصادق المهدي/ عفيف اليد واللسان.
    السيد الصادق المهدي/ نمنحه صوتنا وثقتنا وحبناوولائنا.
    السيد الصادق المهدي/قدر الكوووون ده كلو وأكبر بي كتييييييييييير
    فمن هم الأخوان الجمهوريووون ؟؟؟!!!!!!!!!!!!

    لا أرى موجب لهذه الخطبة العصماء إذ أننا لسنا في حملة انتخابية الآن .. تاريخ السيد الصادق المهدى مرصود على صفحات هذا الكتاب ولا يحتاج المرء معه أن يقول المزيد فما هي حصيلة الفترات الثلاث التي حكم فيها الصادق المهدى السودان حتي "نمنحه صوتنا وثقتنا وحبناوولائنا" إذا لم تكن تلك هي الطائفية نفسها ..
    أما سؤالك عمن هم الأخوان الجمهوريون فهم تلاميذ الأستاذ محمود محمد طه وهم قوم بسطاء جاءوا من صلب هذا الشعب الطيب الفقير وكفى .. فهم ليسوا أحفاد أئمة ولا زعماء طائفة يبنون مجدهم السياسي عليها ..
    سنواصل نشر المزيد من كتاب "من هو الصادق المهدى" لنرى ما هي مواقفه من الأنظمة "الدكتاتورية"
    عمر

                  

04-19-2003, 03:12 AM

Omer Abdalla
<aOmer Abdalla
تاريخ التسجيل: 01-03-2003
مجموع المشاركات: 3083

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هذا هو الصادق المهدى (Re: Omer Abdalla)


    مشكلة الشرق الأوسط:
    نحن لن نطيل في هذا الموضوع اذ ان موقفنا من مشكلة الشرق الأوسط موقف واضح و صدرت عنه عدة كتب علي راسها كتاب (مشكلة الشرق الأوسط) .. و يمكن ان نورد هنا يإيجاز ملخصا لهذا الموقف كما ورد في كتابنا (السلام هو الطريق لحل مشكلة الشرق الأوسط) .. فقد جاء فيه: (ان العالم بعد الحرب العالمية الثانية قد اصبح مقسوما بين معسكرين اثنين، المعسكر الرأسمالي الغربي، و المعسكر الشيوعي الشرقي .. و هذان المعسكران يتنافسان في السيطرة علي العالم .. و كل نزاع يقع بين دولتين من الدول الصغيرة، لا بد ان تمتد اليه ايدي المعسكرين العالميين، المتصارعين، لإستغلاله، كل في صالحه .. و من هنا، و بصورة جلية، كانت مشكلة الشرق الأوسط ، عظم النزاع بين الكتلتين الكبيرتين، ذلك بان منطقة الشرق الأوسط تتميز بموقع استراتيجي هام، و تتوفر فيها اكثر المواد الخام اهمية، و حساسية، و اشدها تاثيرا في الإقتصاد العالمي و في الإعداد العسكري، و تلك هي المواد البترولية .. يضاف الي هذا الأمر كون العالم قد اصبح وحدة جغرافية، تتطلب وحدة فكرية .. و علي هدي هذه النظرة انبني رأي الجمهوريين حول مشكلة الشرق الأوسط، و هو بإيجاز يتمثل في الخطة التالية:
    1) علينا ان نسعي لحل مشاكلناالمحلية و الإقليمية بدون ان نخل بالتوازن بين المعسكرين.
    2) الحرب لا تحل مشكلة في عالم اليوم، و انما فقط تؤدي الي تربيزة المفاوضات ..
    3) ان نبرز نواة الكتلة الثالثة التي تصفي في النهاية، المعسكرين الحاليين ..
    4) ان يواجه العرب مشكلتهم، و يباشروا حلها بأنفسهم من غير وسيط .. و ذلك بان يعترفوا باسرائيل، و ان يجلسوا معها علي مائدة الماوضات، كهدنة يستطيعون خلالها بناء داخليتهم و الوصول الي الحل الجذري، و هو لن يكون الا بالعودة الي الإسلام) و قد اقترحنا في كتابنا (مشكلة الشرق الأوسط) 1976يفاوض العرب اسرائيل علي اساس قرار التقسيم، و قلنا ان اي تأخير لن يكون الا لمصلحة اسرائيل، فسيضطر العرب للمفاوضات بعد ان يكون موقفهم في المساومة قد ضعف .. و العرب من الناحية العملية يعترفون باسرائيل منذ عام 1948 م حيث قبلوا الهدنة معها، و وقعوا اتفاقية رودس 1949 .. و هذا اعتراف منهم بدولة اسرائيل .. و قد قبل العرب جميعهم عام 1967 م قرار مجلس الأمن رقم 242، ذلك القرار الذي شارك في صنعه السوفيت، و الذي ينص علي الحل السلمي للمشكلة، و يقرر حق اسرائيل في البقاء و العيش في سلام مع جيرانها .. و زعماء العرب الذين يتحدثون عن عدم الإعتراف باسرائيل و عدم مفاوضتها و يتحدثون عن الحرب معها، هم غير صادقين، و يجهلون السياسة الدولية، و هم في النهاية لا يخدمون الا غرض اسرائيل، و غرض الإتحاد السوفيتي .. فهم لن يستطيعوا ان يحاربوا الا بمساعدة الإتحاد السوفيتي العسكرية، و الإتحاد السوفيتي هو ثاني دولة اعترفت باسرائيل، و هو الي اليوم يمد اسرائيل بالقوة البشرية .. و هو لا يريد لمشكلة الشرق الأوسط ان تحل، و انما يريد ان يكون العرب في حالة اللاحرب و اللاسلم، حتي يسوق العرب عن طريق الخوف الي احضانه، و يحقق مطامعه في المنطقة .. و بالفعل استطاع ان يحقق الكثير من مخططه هذا بسبب غفلة و جهل الزعماء العرب .. و اليوم فان العرب لا يطمعون في اكثر من خروج اسرائيل من الأراضي التي احتلتها عام 1967 م و هذا دون ما دعوناهم له نحن بكثير .. و الزعيم العربي الوحيد الذي تنبه لأغراض السوفيت هو المرحوم انور السادات، فقام بمبادرته الشجاعة التي اثبتت بصورة عملية ان التفاوض و السلام هو الحل لمشكلة الشرق الأوسط .. فقد ادي التفاوض و الحل السلمي الي تحرير سيناء في 25 ابريل 1982 في حين لم تؤد الحرب الا للمزيد من احتلال الأراضي العربية .. و لذلك فان الصادق المهدي عندما يتهمنا بالعمل لمصلحة اسرائيل انما يقول عكس الحق تماما .. و الحق انه هو و كل سياسي عربي يتحدث عن رفض الحل السلمي، انما يتاجرون بالقضية الفلسطينية، و هم من حيث لا يشعرون، انما يخدمون اسرائيل بتاخير الحل مما يمكنها اكثر من الأراضي العربية، و هم فوق ذلك يخدمون اغراض الشيوعية الدولية ..

    5) مهادنة و مخادعة الحكام:
    لقد جاء في النقطة الخامسة و الأخيرة من نقاط الصادق التي زعم اننا نلتقي فيها مع الغاديانية، و البابية، و البهائية قوله: (خامسا – مهادنة او مخادعة الحكام في البلاد الإسلامية ما استطاعوا الي ذلك سبيلا .. مثلا البهائية احتلت مكانا مرموقا في ايران الشاه) .. و الصادق هنا ايضا و كما هي عادته، لم يحاول ان يوضح كيف ينطبق قوله هذا علينا، و هو قد راح يضرب المثل بمواقف البهائية، و كان الأجدر به ان يضرب المثل من مواقفنا نحن، لأنه انما يتحدث عنا بالذات .. و لكنه لما كان يعلم انه لن يجد لما يريد ان يتهمنا به نموذجا واحدا من مواقفنا، انصرف للحديث عن البهائية .. ان قولة الصادق هذه الأخيرة، كجميع سابقاتها، هي بالنسبة لنا، مناقضة للحق تماما .. ثم هي تنطبق عليه هو بالذات، بصورة جلية .. فكل من يعرفنا يعرف اننا لا نهادن، و لا نخادع، و انما نحن ننطلق في مواقفنا من الآخرين من قيم و مباديء لا نحيد عنها .. فنحن ننقد من نختلف معه، نقدا موضوعيا، و نؤيد من نتفق معه تأييدا موضوعيا، فلا نعادي من نختلف معه، و لا نجامل من نتفق معه، و انما همنا دائما توخي الحق، لأننا كدعاة دينيين نعلم اننا مسئولون امام الله عن مواقفنا و عن آرائنا و اقوالنا .. و كل من له اطلاع علي مؤلفاتنا، يعلم اننا مثلا في كتابنا (مشكلة الشرق الأوسط) قد واجهنا الزعماء العرب، مواجهة قوية و موضوعية، في مواقفهم السياسية الخاطئة، و الضارة بمصالح الأمة العربية .. فقد تحدثنا عن عدم صدق الزعماء العرب و قلة حنكتهم السياسية و العسكرية، و اقمنا علي كل ما قلنا الدليل العلمي الموضوعي .. و لقد نقدنا سياسات المرحوم السيد جمال عبدالناصر و هو في قمة سطوته و جبروته، و قد كانت وسائل اعلامه تشكل ارهابا كبيرا علي جميع العالم العربي و الإسلامي و لكن ذلك لم يمنعنا من نقده و عندما رأينا ان سياساته تعرض العالم العربي للخطر، و تفتحه للشيوعية الدولية .. و مما جاء في نقدنا للعرب، و للزعماء العرب، في كتابنا (مشكلة الشرق الأوسط) ما نصه: (بايجاز؟ العرب انهزموا لأن داخليتهم فاسدة .. فأخلاق الشعوب العربية قائمة اما علي قشور من الإسلام او علي قشور من المدنية الغربية، او علي قشور من كليهما، و هم لن ينتصروا الا اذا اقاموا اخلاقهم علي لباب من الإسلام، و لباب من المدنية الغربية، مدنية الإسلام الروحية – المادية .. و هذا لا يتأتي علي الإطلاق بالسير وراء الزعامات الحاضرة .. جمال عبد الناصر و القومية العربية – فيصل و التفكير الإسلامي السلفي المتخلف ..) .. و قد كان عبد الناصر و فيصل هما آنذاك اكبر الزعماء العرب .. و لقد ايدنا سياسة المرحوم السيد انور السادات، لما اتسمت به من وضوح رؤية، و من صدق، و شجاعة .. و عندما ايدنا السادات، كانت معظم الدول العربية تقف ضده، و قاطعت مصر بسبب معارضتها لسياسة السادات في الإتجاه الي السلام .. و لم يمنعنا موقف الدول العربية من ان نؤيد السادات .. و قد عارضنا ثورة ايران منذ قيامها، و كانت لنا فيها رؤية واضحة، فهي بحكم الهوس الشيعي، ما كان يمكن الا ان تؤدي الي فتنة، و قد صدق فيها ما قلناه عنها .. و نحن قد اصدرنا في نقدنا لسياسة الخميني ثلاثة كتب هي (فتنة ايران) .. و (الخميني يؤخر عقارب الساعة) .. و (ما يجري في ايران لا علاقة له بالإسلام) .. و قد عارضنا، و لا زلنا نعارض، الدول العربية و الإسلامية التي اصبحت تسير في ركاب الشيوعية الدولية ..
    و نحن في داخل السودان قد ظللنا طوال طريقنا نعارض و ننقد الطائفية، و الأحزاب التقليدية، و نكشف للشعب فسادها و سؤ حكمها، و استغلالها له دينيا و سياسيا .. و عندما كنا نعارض الطائفية، و نكشف استغلالها الدين لأغراض السياسة، كانت هي في عز سطوتها، و هي في موقع السلطة، و لم يمنعنا ذلك من معارضتها و نقدها، حتي اضطرت بسبب تعريتنا لها، الي ان تدبر، مع الأحزاب التقليدية، ما سمي بمحكمة الردة في 1968، و لم تزدنا تلك المكيدة السياسية الخاسرة الا قوة و اصرارا علي المضي في عملنا في مواجهة الطائفية .. فاذا، رغم كل ذلك، قال الصادق عنا اننا نهادن و نخادع الحكام في البلاد الإسلامية، حسب تعبيره، فانما هو الكذب الصراح، و الغرض المفضوح، و هو لن يؤدي الا للمزيد من كشف شخصية الصادق، و تبيين ما تنطوي عليه من مفارقة للقيم.
    و نحن سنوضح بعد قليل ان ما حاول الصادق ان يتهمنا به من مهادنة و مخادعة للحكام في الدول الإسلامية، انما ينطبق عليه هو بالذات .. بل اكثر من ذلك!! و اخطر من ذلك!! فان الصادق يهادن، و يخادع، اعدي اعداء الأسلام و العرب .. هو يهادن و يخادع الشيوعية الدولية، و يستعين بها ضد بلاده، و ضد مواطنيه، و لكنه، في النهاية، هو المخدوع، و لن يرتد كيده عليه الا بالفشل و الخسران المبين ..


    نواصل
                  

04-20-2003, 04:48 PM

Omer Abdalla
<aOmer Abdalla
تاريخ التسجيل: 01-03-2003
مجموع المشاركات: 3083

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هذا هو الصادق المهدى (Re: Omer Abdalla)


    الصادق و مهادنة و مخادعة الحكام و الشيوعية الدولية
    لقد قلنا ان امر مهادنة و مخادعة الحكام، ينطبق علي الصادق بالذات .. و قد رأينا من تحليلنا لشخصية الصادق انه طالب سلطة، يسعي اليها بكل سبيل، و هو لا توجد عنده وسيلة غير شريفة، فكل وسيلة، طالما انها تؤدي الي الغرض المطلوب، يمكن الأخذ بها دون اعتبار لأي قيم .. فالصادق حين يصالح، او يهادن، لا يفعل ذلك من اجل الحق، و انما من اجل مصالحه الذاتية .. و هو كذلك حين يعادي انما يعادي من اجل نفسه، و من اجل مصالحه الذاتية ..
    فعندما كان الصادق يعادي نظام مايو، قبل المصالحة الوطنية، كانت تأويه ليبيا، و كان هو يهادنها و يخادعها .. و قد قام بتدبير الغزو في 1976 بعد الإعداد بالتدريب و التمويل في ليبيا .. فهو قد استعان بالمال الليبي، و السلاح السوفيتي، في محاولة للوصول الي السلطة عبر اشلاء، و دماء ابناء وطنه الأبرياء، فكانت تلك اسوأ صور الخيانة الوطنية، و احط انواع المفارقة لقيم الدين .. و هو يقول عن تدبيره لهذا الغزو، و استعانته فيه بليبيا و دول اخري ما نصه: (تم الحوار بيننا و بين قادة الثورة الليبية خلصنا فيه الي ان بيننا الكثير من وجهات النظر العربية و الإسلامية، و نشأ إذاك تعاون بيننا و بين دول عربية اخري .. و نحن بامكاناتنا و قدراتنا التي حصلنا عليها من جميع هذه الجهات الشقيقة، قمنا بمحاولة الثاني من يوليو)!! – القبس الكويتية 7/9/1977 - .. فهل حقا يعتبر الصادق نظام القذافي نظاما اسلاميا يتفق معه؟! و كيف يجمع الصادق بين نظام القذافي الثوري الموالي للشيوعية الدولية و النظام السعودي الملكي الذي يقوم دينيا علي الدعوة الوهابية، و نظام الخميني الشيعي؟! هل جميع هذه الأنظمة المتناقضة دينيا و سياسيا، توافق افكار الصادق في الدين و السياسة، ام انها المهادنة، و المخادعة، و التملق؟! و الصادق المهدي هو زعيم طائفة الأنصار، و هو لم يجد وضعه السياسي بسبب كفاءته، و قدراته الذاتية، و انما بسبب وضعه الطائفي كحفيد للمهدي .. و لكن الصادق في سبيل اغراضه، و انحرافه مع الهوي، ذهب يزيف المهدية نفسها، و يزعم انها تلتقي مع الوهابية .. و يؤيد ثورة الخميني الشيعية التي تري ان المهدي لما يأت بعد، و هي انما تمهد لظهوره في ايران .. و هو بذلك يخون حتي الثورة المهدية التي يستمد منها ارثه الطائفي، و التي يزعم انه يدعو لبعثها من جديد ..

    المهدية و الوهابية:
    في محاولة لمخادعة حكام السعودية، ذهب الصادق يزيف المهدية، و يزعم انها تلتقي مع الدعوة الوهابية .. ففي مقابلة صحفية اجرتها معه مجلة (المسلمون) – و هي مجلة سعودية – قال: (لقد مثلت الدعوة المهدية حركات البعث و الإصلاح و الثورة الإسلامية التي شهدها العالم الإسلامي في القرن الماضي. فوافقت دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب في المذهب السلفي)!! – المسلمون 26 فبراير 1982 .. و ابسط من له المام بالدعوة المهدية – حتي تلاميذ المدارس – يعلم ان المهدية تقوم علي التصوف، و ان محمد احمد المهدي رجل صوفي، و هو سماني في ذلك، اخذ الطريق علي الأستاذ محمد شريف، ثم علي الشيخ القرشي ود الزين .. و ابسط من له المام بالدعوة الوهابية يعلم انها علي النقيض من الصوفية، فهي تكفر مشائخ الصوفية، و تزعم ان ممارسات الصوفية في بناء القباب، و زيارة الأضرحة و التبرك بها شرك فقد قام الوهابيون بالفعل بهدم بعض الأضرحة مثل ضريح السيد الحسين في كربلاء .. و هم لا يستثنون حتي القبة الخضراء، التي يعتبرون انها اوحي بها الشيطان .. فقد جاء في كتاب التقلاوي و هو من زعماء الوهابية في السودان، عن قبة النبي الكريم ما نصه: (ان هدم قبة الرسول صلي الله عليه و سلم و صاحبيه هي اعظم ما يقوم به مسلم يرجو القربة من الله و لا يخشي سواه). و من نفس الصفحة جاء ايضا: (و من بعد اكتمال هذه القبة التي اوحي بها الشيطان و كاد بها لأهل الإسلام، انتشرت القباب في كل بلاد الإسلام، و ارتكبت فيها المخازي و البلايا و المصائب و باشروا فيها الشرك جهارا نهارا)!! – صفحة 128 – هذا هو راي الوهابية في قبة النبي الكريم، و بقية القباب، فهي في نظرهم قد اوحي بها الشيطان، و هي مكان ترتكب فيه المخازي و البلايا، و المصائب و الشرك!! و لذلك فان هدم هذه القباب هو اعظم ما يقوم به مسلم يرجو القربة من الله!! و معلوم ان محمد احمد المهدي قد اشرف علي بناء قبة شيخه القرشي ود الزين، و هو بذلك يكون قد مارس عملا هو، في نظر الوهابية، من الشرك .. و ضريح المهدي عليه قبة تزار من الإنصار، و زيارة الأنصار لقبة المهدي تعتبر في نظر الوهابية، من الشرك ايضا .. و رغم كل ذلك، و في سبيل تملق حكام السعودية، زعم الصادق ان المهدية تلتقي مع الدعوة الوهابية .. و هذا ليس مجرد جهل فاضح للدعوة الوهابية و المهدية، و انما هو خيانة للمهدية التي قامت جميع امجاد الصادق عليها، و هو دون ارتباطه بها لا يساوي شيئا .. و لكن الصادق في سبيل الوصول الي اغراضه يمكن ان يتنكر لكل شيء، و يحرف كل شيء ..

    المهدية و الشيعة:
    و من الجهات التي عمل الصادق علي مهادنتها و مخادعتها، الثورة الشيعية في ايران .. فهو، كما قد رأينا، قد اعلن تأييده لها، و قام مع القائم بالأعمال الإيراني بالخرطوم بإفتتاح معرض عن الثورة الإيرانية بجامعة الخرطوم .. و مما قاله الصادق عن الثورة الإيرانية ما نقلته عنه مجلة (الموقف العربي)، فهو قد قال: (ان ما يحدث في ايران هو اشرف و امجد ثورة اسلامية في القرن العشرين) – عدد 14/8/1981 – و نحن هنا لا نريد ان نناقش ما ادت اليه الثورة الإسلامية من فتنة و خراب، و ما قامت به من تشويه للإسلام، بصورة يمكن ان يقال معها انها قامت باكبر تشويه لحق بالإسلام في القرن العشرين (راجع كتبنا عن الثورة الإيرانية) .. و لكن النقطة التي تهمنا هنا ان الثورة الشيعية في ايران تقوم علي اساس فكرة الإمام الغائب، وهو عندهم المهدي .. فعندهم المهدي لم يظهر و انما يستقبل ظهوره في مستقبل الأيام .. و هو من ائمة الشيعة .. و الخميني يحكم الآن نيابة عن المهدي – الإمام الغائب – و هم ينصصون علي ذلك صراحة في دستورهم، فقد جاء في الدستور الإيراني (المادة الخامسة) ما نصه: (تكون ولاية الأمر، و الأمة في غيبة الإمام المهدي عجل الله تعالي فرجه في جمهورية ايران الإسلامية للفقيه العادل، التقي، العارف بالعصر، الشجاع ..)!! فالشيعة في ايران يعتبرون ان المهدي لم يأت، في حين ان دعوة المهدية في السودان قائمة علي اساس ان المهدي قد ظهر في السودان، فتأييد الصادق للثورة الإسلامية يعني تأييده لفكرة الإمام الغائب (المهدي)، و هذا يعني ان الصادق لا يعتقد ان محمد احمد هو المهدي!! و هكذا مرة اخري في سبيل تملق و مداهنة الحكام في الدول الإسلامية يتنكر الصادق لتراثه، و يناقض الأسس التي تقوم عليها طائفته، طائفة الأنصار .. الم نقل انه ليس للصادق حد يقف عنده في سبيل اغراضه و مطامعه؟! و انه لا توجد اي قيمة يمكن ان يرعاها في سبيل سعيه المحموم الى السلطة؟! و لكن هذه ليست أسوأ مواقف الصادق، و ليست اكثرها تنكرا للقيم الدينية و الوطنية .. فهنالك ما هو اسوأ من ذلك بكثير، فالصادق في سبيل سعيه المحموم الي السلطة يتعاون مع الشيوعية الدولية، اعدي اعداء العرب، و الإسلام، بل و اعدي اعداء الإنسانية .. فهي تستغله للدعاية لنفسها، و هو في سبيل مهادنتها و تملقها يدعو العرب و المسلمين الي صداقتها و يتبني مواقفها ..


    نواصل

    (عدل بواسطة Omer Abdalla on 04-20-2003, 04:51 PM)

                  

04-22-2003, 09:08 PM

baballa
<ababalla
تاريخ التسجيل: 05-13-2002
مجموع المشاركات: 151

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هذا هو الصادق المهدى (Re: Omer Abdalla)



    الأمة» السوداني يختتم مؤتمره العام ويختار نجلي المهدي للمكتب السياسي
    الخرطوم: «الشرق الأوسط»
    اكمل حزب الأمة السوداني المعارض امس بناء اجهزته السياسية بانتخاب 21 عضواً للمكتب السياسي من بين 173 مرشحا في ختام مؤتمره العام امس.
    ويتكون المكتب من 93 شخصاً يتم انتخاب 72 منهم عبر كليات اقليمية وفئوية بينما تنتخب الهيئة المركزية المكوّنة من 400 عضو بقية الأعضاء عبر الانتخاب المباشر. ولم تسفر عمليات الانتخاب عبر الكليات او المباشر عن مفاجأة اذ عادت كل الشخصيات الناشطة (باستثناء شخصين فضلا الانسحاب مبكراً) في الحزب خلال الفترة الماضية الى الواجهة وتم استيعابها في المكتب السياسي رغم ان عدداً منها لم يكن عضواً في هذا المكتب بل كان يمارس النشاط عبر تكليفات ومن خلال تشكيلات استحدثت خلال الفترة الممتدة من عام 1989 عندما قطع استيلاء الانقاذ على السلطة الطريق على الحزب لعقد مؤتمره السادس والذي تمكن أخيراً من عقده ابتداء من يوم الثلاثاء 15 أبريل (نيسان) الجاري.
    ومن ابرز الوجوه التي كانت تمارس النشاط من خارج المكتب ودخلت اليه صديق الصادق المهدي وشقيقته الدكتورة مريم الصادق، كما اعيد انتخاب المسيحي الوحيد في المكتب جوزيف لطيف صباغ. وكان المؤتمر العام قد بدأ بحضور 3400 عضو تم تصعيدهم عبر الكليات المختلفة ثم انتخب المؤتمر العام هيئة مركزية ضمت 400 عضو. وبدأ الأعضاء يومي الخميس والجمعة الماضيين في انتخاب الأمين العام وهو منصب اعيد في الهيكل الجديد بينما كان موجوداً في هياكل سابقة. وتنافس على المنصب الدكتور عبد النبي علي أحمد أستاذ الهندسة الميكانيكية بجامعة الخرطوم وحصل على نسبة 35 في المائة، ونافسه عبد الرحمن عبد الله نقد الله وحصل على نسبة 46 في المائة. وتتوقع الدوائر المطلعة ان ينتخب المكتب السياسي الجديد خلال اليومين القادمين نائباً واحداً للرئيس (الصادق المهدي) بدلاً من عدة نواب كما هو الحال حالياً. ومن ابرز المرشحين لهذا الموقع الدكتور عمر نور الدائم السياسي العتيد والساعد الأيمن للصادق المهدي منذ عام 1965 وينافسه نصر الدين الهادي المهدي ابن عم الصادق.

                  

04-24-2003, 02:23 AM

Omer Abdalla
<aOmer Abdalla
تاريخ التسجيل: 01-03-2003
مجموع المشاركات: 3083

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هذا هو الصادق المهدى (Re: Omer Abdalla)


    الصادق و الشيوعية الدولية:
    ان الشيوعية الدولية هي الإستعمار الجديد، و هي أسوأ انواع الإستعمار و اخطره ... و الإستعمار الشيوعي يسعي الي السيطرة علي العالم و بلشفته و هو يعتبر ذلك لا بد كائن، اذ انه حسب مفهوم الماركسية حتمية تاريخية .. و في الآونة الأخيرة اصبح الزحف الشيوعي يستهدف بصورة خاصة منطقة الشرق الأوسط، حيث البترول و المواقع الإستراتيجية .. و السودان يقع ضمن المناطق المستهدفة من قبل الإستعمار الشيوعي، و ذلك لأسباب عديدة ذكرناها في كتبنا عن الشيوعية الدولية .. و الصادق المهدي عندما قام بتدبير غزو 1976 انما كان ينفذ مخططات الشيوعية الدولية ضد السودان، علم ذلك او جهل .. فهو قد استعان في غزوه ذاك بليبيا و هي دولة واقعة تحت النفوذ السوفيتي، و مستخدمة في خدمة اغراض الشيوعية الدولية .. و الصادق استعمل في محاولة غزوه للسودان السلاح السوفيتي لتقتيل ابناء وطنه من المسلمين!!
    و حتي اليوم فان الصادق يسير في ركاب الشيوعية الدولية، و يحرص علي مهادنتها و تملقها .. فهو مثلا قد ذكر ضمن اسبابه لمعارضة اتفاقية كامب ديفيد، انها عزلت الإتحاد السوفيتي، فقال عنها انها: (عزلت الإتحاد السوفيتي، الدولة الكبري الأخري، التي اتاح لها موقفها الدولي حق اشراف مشترك مع الولايات المتحدة علي خطوات السلام في الشرق الأوسط) – من منشور اصدره الصادق بلندن 26/3/1979، و وزع داخل و خارج السودان .. و الصادق قد اشترك في مؤتمر طشقند، ذلك المؤتمر الذي اقامه السوفيت كدعاية لأنفسهم و ليوهموا الناس انهم لا يحاربون الإسلام .. وقد اشترك الصادق فى هذا المؤتمر، فى الوقت الذى قام فيه السوفيت بغزوا افغانستان الدولة المسلمة ، غزوا عسكريا مباشرا ، قتلوا فيه الالآف من ابنائها المسلمين ، واحتلوا اراضيها ، وهم لازالوا يفعلون .. وقد استغل السوفيت بالفعل اسماء الذين اشتركوا فى مؤتمر طشقند (الاسلامى)!! سبتمبر 1978 فهم قد اوردوا تعليقات المشتركين التى تدل على رضائهم عن الاتحاد السوفيتى وعن اوضاع المسلمين به .. وقد اوردت ذلك نشرة الاخبار السوفيتية بالخرطوم بتاريخ 20/9/1980 ، فقد جاء بها عن الصادق ما نصه: ("3 " الصادق عبد الرحمن المهدى – السودان: " قد شعرنا بالسرور ان عرفنا مدى الجهد الذى يبذل فى الاتحاد السوفيتى من اجل تدريس اللغة العربية ، انه لشئ حسن ان يتمكن المسلمون من التخاطب بلغة القرآن") !! فالصادق يثنى على الاتحاد السوفيتى ، لمجرد سماحة بتدريس اللغة العربية ، ويعتبر ذلك عملا فى مصلحة الاسلام ، ويتغافل عن غزو الاتحاد السوفيتى للمسلمين فى افغانستان وتقتيلهم .. والصادق يثنى على الاتحاد السوفيتى ويشترك فى مؤتمراته التى يقيمها باسم الاسلام ، فى الوقت الذى يعلم فيه ان الاتحاد السوفيتى يقبض على المسلمين ، ويزج بهم فى السجون لا لاى سبب سوى العقيدة ، سوى انهم مسلمون ، ففى سؤال لمجلة (المسلمون) عدد 26 فبراير 1982 ، سألت المجلة الصادق بقولها (وماذا عن الموقف الرسمى السوفيتى من قضايا المسلمين ومطالبهم ؟) .. واجاب الصادق: (اوضحنا للمسؤلين الذين التقينا بهم فى المؤتمر وخارجه ما رايناه شروطا اساسية لصداقة المسلمين .. اولا: احترام الاقلية المسلمة ، وكفل حريتها الدينية واطلاق سراح المعتقلين بسبب عقيدتهم) .. اذن فالصادق يعلم انه عندما كان فى مؤتمر طشقند ، الذى اثنى عليه ، كان هناك من المسلمين فى الاتحاد السوفيتى من هو معتقل بسبب عقيدته، و رغم ذلك يستمر الصادق في المؤتمر و يثني عليه، فهل يمكن ان توجد خيانة للإسلام و للمسلمين اكبر من هذه؟! اخوانه في الدين يقتلون، و يعتقلون بسبب العقيدة، ثم هو يجتمع مع جلاديهم و يدعو الي صداقتهم؟!
    و الصادق قال انه قد سعد في مؤتمر طشقند، و كان مصدر سعادته هو ان اللغة العربية هي لغة المؤتمر، فهو قد قال: (و قد سعدنا عندما وجدنا ان اللغة العربية هي لغة المؤتمر)!! مجلة (المسلمون) عدد 26 فبرائر 1982 .. و لكن الصادق و هو يسعد باللغة العربية لم يذكر انه تألم لإسالة دم المسلمين في افغانستان، و لا لإعتقالهم بسبب العقيدة في الإتحاد السوفيتي .. فهل رأي الناس مواتا للحس، و مفارقة للقيم، مثل هذا الذي ينطوي عليه الصادق.
    و الصادق يريد للمسلمين ان يكونوا في صداقة مع الإتحاد السوفيتي، فهو قد قال في النص الذي اوردناه آنفا (اوضحنا للمسئولين الذين التقينا بهم في المؤتمر و خارجه ما رايناه يشكل شروطا اساسية لصداقة المسلمين)!! فما راي الصادق، و هو يدعو لمصادقة الشيوعية الدولية، و يشترط لها الشروط مثل اطلاق سراح السجناء بسبب العقيدة، ما رأيه في قول الله تعالي: (لا تجد قوما يؤمنون بالله و اليوم الآخر يوادون من حاد الله و رسوله)؟! فالصادق يدعو الي مواددة الشيوعية الدولية، و مصادقتها، رغم انها اكبر من يحاد الله و رسوله ..
    و هو بذلك ليس فقط يتعاون مع الإستعمار، و انما هو الي جانب مهادنته، و تعامله مع أسوأ انواع الإستعمار – الإستعمار البلشفي الجديد – هو ايضا يقوم بأسوأ انواع الخيانة للإسلام و المسلمين .. ام لعل جهل الصادق جعله يعتقد ان الشيوعية ليست ممن يحاد الله و رسوله، فنحن نحتاج ان نبين له هذا الأمر البديهي.

    الشيوعية و الإسلام:
    انه من البديهي ان الشيوعية في اساسها ضد الأديان، فهي فلسفة مادية تقوم علي ما يسمى (بالمادية الدايلكتيكية)، فهي ترفض وجود اي شيء وراء المادة .. و هي في جانبها المادي تعتبر الدين وسيلة من وسائل تخدير الشعوب، و صرفها عن قضاياها، بالحديث عن النعيم الذي تجده في الدار الآخرة .. و مجرد ان الشيوعية فلسفة مادية ترفض الغيب، لا مجال لأي صورة من صور اللقاء بينها و بين الأديان .. و بالطبع فان موقف الشيوعية من الإسلام، لا يختلف عن موقفها من الأديان الأخري، بل ان عداوتها للإسلام، لأشد ضرواة و ذلك لأنها تعلم ان الإسلام دين و دولة فهو ينظم معاد الناس و معاشهم .. و نحن سنورد هنا بعض آراء الشيوعية في الإسلام، و في القرآن، و في النبي الكريم و ذلك نقلا عن (الموسوعة السوفيتية الكبري) ..

    راي الشيوعية في الإسلام:
    لقد جاء بالموسوعة السوفيتية الكبري عن الإسلام ما نصه: (ان الإسلام، كغيره من الديانات الأخري، كان يقوم دائما بدور رجعي بحيث يكون سلاحا للضغط الروحي بأيدي الطبقات المستغلة تشهره علي الطبقات العاملة الكادحة. و قد استخدم لإستعباد الشعوب في الشرق) المصدر السابق صفحة 14 .. و تري الماركسية، كما هي في أصل فلسفتها عند ماركس و انجلز، ان الإسلام قد نشأ نتيجة لظروف اقتصادية، و اجتماعية معينة، و عن ذلك جاء بالمصدر السابق صفحة 15 ما نصه: (و فيما يتعلق بتكون مجتمع طبقي في الجزيرة العربية، نري ان ازمة اقتصادية و اجتماعية اخذت تنشأ من القبائل المحلية فأدت الي نشؤ الإسلام الذي استخدم لتبرير عدم التساوي من الناحيتين الإقتصادية و الإجتماعية. و لقد جاهدت الطبقة الأرستقراطية المتوارثة لكي تحل هذه الأزمة، و لهذا اصبح من الضروري توحيد القبائل العربية فكان الإسلام بما ينطوي عليه من دعوة قوية لفكرة التوحيد، خير معين لإذكاء روح الوحدة بين القبائل العربية، ثم ان تدهور تجارة الترانزيت في مكة قد ساهم بدوره في التعجل بظهور و نشؤ معتقدات جديدة حول الإسلام) .. (من كتاب ماركس و انجلز المنشور في المجلد الثاني و العشرين صفحة 488 ) ..
    هكذا، فالشيوعية ترفض ان الأسلام هو من عند الله – و هذا امر طبيعي لأنها ترفض الغيب – و هي تعتبر الإسلام نتاج لظروف اجتماعية و اقتصادية معينة تمت في الجزيرة العربية، و هو كبقية الديانات سلاح في يد الطبقات المستغلة تشهره ضد الطبقات العاملة و الكادحة .. و في نص آخر من نفس المصدر صفحة 16 جاء عن الإسلام و القرآن ما نصه (ان الرأي القائل "بشيوعية" الإسلام في باديء عهده، و ان "محمدا" و هو الرجل المفروض فيه انه مؤسس الإسلام، كان ثائرا و مصلحا اجتماعيا كبيرا، انما هو راي قصد به ان يخفي الجوهر الحقيقي للإسلام، فالقرآن الذي يدافع بشدة عن نظام الإستعباد "و هو يعتبر الرقيق نظاما من عند الله" و الإستغلال و عدم المساواة في الملكية و المركز الإجتماعي بين الناس، انما ينهض دليل علي بطلان ذلك الرأي المضلل)!! و الآن لنري ما هو رأي الشيوعية في القرآن ..

    راي الشيوعية في القرآن و في النبي:
    لقد ورد في المصدر السابق، من صفحة 22 ما نصه: (اول من وضع سيرة لمحمد هو "ابن اسحق" .. رجل من المدينة، جامع خرافات شعبية و اساطير، و قد دعا كتابه "سيرة رسول الله" .. و يوجد في هذه السيرة عدد كبير من الخرافات و كذلك في الكتب المتأخرة الخاصة بسيرته من الأساطير ما حجب محمدا التاريخي بالكلية. لا بل ان سيرة محمد، حتي في هذه الأيام تستمد بالدرجة الأولي، من مواد شبه خرافية، في القرآن، و هي مواد يقبلها دعاة الإسلام البرجوازيون دون اي نقد او تحليل") .. هكذا فان راي الشيوعية في القرآن انه به مواد خرافية، و رأيهم في النبي الكريم، ان شخصيته التاريخية الحقيقية محجوبة بالكلية، و ان ما يعرف عنه في كتب السيرة هو اساطير و خرافات!!
    و رغم راي الماركسيين هذا الواضح في الإسلام و في القرآن و في النبي الكريم، و هو راي ينسجم تماما مع فلسفتهم المادية، و فكرتها الإجتماعية، رغم كل ذلك فان الصادق يدعو الي صداقة المسلمين للسوفيت مقابل شروط واهية، و هي لن تتحقق مثل اطلاق سراح المسلمين السوفيت المعتقلين بسبب العقيدة .. و الصادق انما يفعل ذلك لأن الطمع قد اعماه بالصورة التي جعلته في سبيل الوصول الي السلطة يجعل من نفسه مطية لأغراض الشيوعية الدولية، خائنا بذلك قضية الإسلام و المسلمين و قضية العرب و السودانيين بل و قضية الإنسانية جمعاء!! و الصادق، و هو حفيد المهدي، و يستمد وضعه الإجتماعي و الإقتصادي، من ارثه الطائفي، هل يعلم رأي الشيوعية في المهدية؟؟

    الشيوعية و المهدية:
    لقد جاء بالمصدر السابق عن المهدي، اخذا من الموسوعة السوفيتية الكبري (المجلد التاسع و العشرون صفحة 547) .. ما نصه: (و يصور المسلمون السنيون "المهدي" علي انه الحاكم المسلم المثالي الذي يجب ان يقوم بدور المصلح الإجتماعي الديني .. اما المسلمون الشيعة فانهم يعتبرون التعاليم المتعلقة بالمهدي من العقائد الدينية الأساسية. و ينظر الشيعة الي ظهور "المهدي" علي انه عودة امامهم الثاني عشر للعالم. و لكي يصرف العلماء الإسلاميون، جماهير الشعوب عن الكفاح الطبقي، فقد عمدوا الي بث فكرة المهدي في قلوب المؤمنين علي انه المنقذ من الظلم الإقطاعي، و هكذا استخدموا هذه الآراء حول المهدي لمصلحتهم الخاصة عن طريق الإقطاعيين او دعاتهم العقائديين الذين امسكوا بأيديهم زمام تزجيه ثورات جماهير الشعب) .. هذا هو رأي الشيوعية في المهدية، فهم يعتبرونها فكرة قصد منها صرف جماهير الشعوب عن الصراع الطبقي، و هي عندهم فكرة تستخدم لمصلحة الإقطاعيين. و رغم ذلك فالصادق (المهدي)!! يدعو لصداقة الشيوعية، متنكرا لطائفته، و للفكرة، و الشخص، اللذين استمد منهما أسباب زعامته .. فهو لولا انه حفيد المهدي ما كان يمكن ان يكون له اي وزن أو ذكر ..


    نواصل

    (عدل بواسطة Omer Abdalla on 04-24-2003, 02:25 AM)

                  

04-24-2003, 03:20 PM

Omer Abdalla
<aOmer Abdalla
تاريخ التسجيل: 01-03-2003
مجموع المشاركات: 3083

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هذا هو الصادق المهدى (Re: Omer Abdalla)


    نحن و الصادق و ثورة مايو:
    ربما كان الصادق يقصد بحديثه عن مهادنة، و مخادعة، الحكام في الدول الإسلامية، تأييدنا لثورة مايو .. فنحن قد ظللنا نؤيد ثورة مايو منذ قيامها تأييدا مبدئيا، و ندعوا الشعب لتأييدها و الصادق موتور بصورة خاصة من تأييدنا هذا لثورة مايو، لأنه يشكل عقبة اساسية امام طموحه، و سعيه المحموم للسلطة ... و هو قد قال في بداية حديثه عنا: (ودعوة الأخوان الجمهوريين التي ولدت في السودان منذ ربع قرن و لكنها بقيت ضعيفة حتي قيام حركة الخامس و العشرين من مايو 1969 .. بعد قيام تلك الحركة دخلت الدعوات الإسلامية في السودان في نزاع مع السلطة الجديدة و انحاز الأخوان الجمهوريون اليها، فوجدوا مجالا للتمدد و الإنتشار و لهم الآن عدد من الجيوب في بعض المدن السودانية و بعض المعاهد و الجامعات و هي "دعوة الأخوان الجمهوريين" تجد من النظام الحالي في السودان نوعا من الإعتراف يشهد عليه تعيين اثنين من زعمائها "سيدة و أستاذ" في لجنة تطوير الإتحاد الإشتراكي التي باشرت اعمالها في بداية هذا العام) انتهي ..
    فالصادق يزعم انه بعد قيام ثورة مايو دخلت الدعوات الإسلامية في نزاع مع السلطة ما عدا الجمهوريين الذين ايدوا النظام الجديد .. و تخصيص الصادق للدعوات الاسلامية في معاداة النظام اراد به ان يقول ان سبب المعارضة هو سبب ديني، و هو يشير بذلك الي تهمة احتواء الشيوعيين لثورة مايو .. و لكن هل حقا عارض الصادق و جماعة الإنصار، ثورة مايو بسبب تهمة احتواء الشيوعيين لها؟ فاذا كان الأمر كذلك فلماذا ظل يعارضها بعد ان قامت بضرب الشيوعيين الذين قاموا بانقلابهم العسكري ضدها؟! ففي 19 يوليو 1971 دبر الشيوعيون انقلابهم العسكري ضد ثورة مايو، و وصلوا بالفعل الي السلطة، و لكن بفضل الله تم القضاء علي هذا الإنقلاب، الذي جاء و لم يمض علي مايو الا حوالي العامين .. و منذ فشل ذلك الإنقلاب ظلت الشيوعية هي العدو الأول لثورة مايو، و لكن رغم ذلك استمر الصادق في معاداته للنظام، حتي قيام المصالحة الوطنية في 1977، اي حوالي ستة اعوام، مما يؤكد ان سبب هذه العداوة لا علاقة له بناحية دينية، و لا يرجع الي تهمة احتواء الشيوعيين لثورة مايو، و انما سبب عداوة الصادق للنظام هو مطمعه في السلطة، لا اكثر ..
    ثم هل حقا عارضت جميع الدعوات الإسلامية ثورة مايو؟ و ما هي هذه الدعوات؟ أولا، إن طائفة الختمية قد ايدت مايو، و هي لا تزال تفعل .. و قد عارضت جماعة الأخوان المسلمين نظام مايو، و حاربته مع الصادق بالسلاح، ثم عادت فصالحته .. و اعضاء هذه الجماعة هم اليوم يشاركون في السلطة في مختلف المواقع، بما في ذلك الوزارة، و عضوية اللجنة المركزية للإتحاد الإشتراكي .. و الصادق نفسه قد حارب النظام ثم عاد و صالحه، و ادي قسم الولاء له .. و لذلك فان الجماعات الإسلامية في السودان قد ايدت نظام مايو اما منذ البداية، او بعد حين، فالحقيقة علي عكس ما زعم الصادق .. و الصادق لا يستطيع ان يزعم ان معارضته لنظام مايو تنطلق من منطلق ديني، فان لمايو من الفهم الديني التقدمي ما ليس للصادق .. و قد كان هذا الفهم منذ البداية، الا انه تبلور اخيرا في كتاب (النهج الإسلامي لماذا؟) و ان لمايو من الإلتزام الديني، ما ليس للصادق كما ان الصادق، و هو يتعاون مع الشيوعية الدولية و يدعو لصداقتها كما بينا، لا يستطيع ان يدعي ان معارضته لثورة مايو تنطلق من منطلق ديني .. فالصادق، كما بينا، انما يعادي النظام بسبب سعيه الطموح للسلطة، و هو في سبيل هذا السعي يستعين بالشيوعية، اعدي اعداء الدين ..

    اعتراف السلطة:
    قال الصادق ان دعوة الاخوان الجمهوريين تجد نوعا من الاعتراف من نظام مايو ، ويشهد على ذلك تعيين اثنين من زعمائها ... وقد اراد الصادق ان يقول ان هذا الاعتراف هو السبب فى انتشار دعوة الجمهوريين ، وقوتها ، بعد ان كانت ضعيفة .... ولما كان الصادق ليس بداعية ، وانما طالب سلطة ، فهو لا يستطيع ان يتصور ان الدعوات انما تنتشر بما لها من قوة فكر ، وما فيها من حق ... ولقد كان الصادق فى قمة السلطة فى هذه البلاد ، وله سند طائفى كبير فلماذا لم تنتشر افكاره ؟ ثم هل اشتراك جماعة او تنظيم يعتبر اعترافا رسميا بهذه الجماعة وبافكارها ؟؟ اذا كان الامر كذلك ، لماذا اذن ، لم يتحدث الصادق عن اعتراف النظام بدعوة الاخوان المسلمين ، وهم اليوم شركاء فى السلطة وقد اشتركوا فى اللجنة الشعبية لتطوير الاتحاد الشتراكى ، التى يتحدث عنها الصادق ، بل اشتركوا فى الوزارة ، واللجنة المركزية للاتحاد الاشتراكى ... بل ان الصادق نفسه قد اشترك فى اللجنة الشعبية ممثلا باحد اتباعه ، فهل هذا يعتبر اعترافا رسميا بالصادق ودعوته ؟؟ وباللجنة الشعبية بعض الاخوان الجنوبيين ، من المسيحيين ، فهل هذا اعتراف بهم وبافكارهم ؟! واذا كان النظام يعترف بكل هؤلاء ، وغيرهم ، ممن اشتركوا فىاللجنة الشعبية ، فلماذا يريد له الصادق الا يعترف بالجمهوريين بالذات ، ودون غيرهم ؟!
    اما زعم الصادق بان حركة الجمهوريين كانت ضعيفة ثم قويت بسبب اعتراف النظام بها ، فهو قول متهافت ، وظاهر البطلان .. فاذا كانت الدعوة الجمهورية قبل مايو ضعيفة فلماذا انزعج لها هو ، ومن معه من زعماء الطائفية ، والاحزاب التقليدية ، حتى انهم دبروا ضدها مكيدة محكمة الردة 1968 ، تلك المكيدة السياسية الرخيصة ؟! ان الصادق المهدى هو اول من يعرف قوة الفكرة الجمهورية ، فهى قد ظلت تواجهه هو ، وغيره من زعماء الطائفية ، عبر تاريخ الحركة الوطنية ، والحكم الوطنى ... وقوة الفكرة الجمهورية ليست فى الكثرة العددية لاتباعها ، وانما هى فى الحق الذى تقوم عليه ، وفى قوة فكرها ووضوحه ، فاذا كان لابد للصادق ان ينزعج من الدعوة الجمهورية ، فلينزعج من هذا الجانب ، فهو الذى يشكل الخطر على طموحه ، وعلى سعيه المحموم للسلطة .
    لقد دخلنا نحن اللجنة الشعبية ، وهى لجنة قومية ذات مهمة محددة دخلها حتى بعض معارضى النظام .. وقد كان دخولنا ، عملا تمليه المصلحة الوطنية اذ انه جزء من نشاطنا فى العمل على تماسك الجبهه الداخلية ، فى وقت كانت فيه البلاد تتعرض للتآمر من الداخل والخارج .. ولما كان الصادق على رأس المتآمرين على البلاد فقد انزعج لاسهامنا فى تماسك الجبهه الداخلية ، لانه يفوت الفرصة عليه .

    الصادق والموقف من مايو:
    اننا فى تاييدنا لثورة مابو ننطلق من موقف مبدئى ثابت لا تمليه رغبة فى كسب سياسي ، ولا تحركه نزعة للاحتواء والوصاية .. ونحن قد بينا اسباب تاييدنا لثورة مايو فى كتابنا (لماذا نؤيد سلطة مايو) ، ولذلك نحن لا نحتاج ان نفصل فى هذا الامر هنا ... ويمكن ان نلخص هنا اسباب تاييدنا لثورة مايو فىالنقاط التالية :-
    1) لقد اوقف نظام ثورة مايو المد الطائفى الذى كاد ان يعزز سلطته الدينية بالسلطة الزمنية الشاملة ، وقد قطعت مايو الطريق الى السلطة امام الطائفية ، واجهضت كل محاولاتها لاستعادة مراكز نفوذها القديمة ، وهى الآن تقف سدا امام الطائفية ، وهذا بالذات ما يجعل السيد الصادق يحقد علينا وعلى مايو معا ...
    2) قامت مايو بحل مشكلة الجنوب فاوقفت بذلك سفك الدماء بين الاشقاء ...
    3) اتجهت مايو الى اللامركزية والى تسليم السلطة للشعب ..
    4) اتجهت مايو الى التنمية الاقتصادية والتنمية الاجتماعية ..
    5) وقفت مايو ضد الخطر الشيوعى الذى يهدد البلاد ..
    6) اتخذت مايو سياسة خارجية واعية ، خصوصا بالنسبة لمشكلة الشرق الاوسط ، ووقوفها الى جانب المرحوم السيد انور السادات الذى قاطعته جميع الدول العربية ماعدا السودان وعمان والصومال ..
    ولكن لماذا عارض السيد الصادق ثورة مايو فى البداية ، ثم صالحها ، ثم عاد يعارضها من جديد ؟! ان السبب فى جميع هذه الحالات واحد، فالصادق عندما يعارض هو يسعى الى السلطة وعندما يؤيد هو يسعى للسلطة ايضا .. فالهدف دائما واحد وان اختلفت الوسائل ، وتناقضت ... والصادق عندما عارض نظام مايو ، لم تكن معارضته، معارضة وطنية شريفة ، فهو ، كما راينا ، قد استعان بالمال الاجنبى من بلد طامع فى السيطرة على السودان ، وبالسلاح الاجنبى ، لتقتيل ابناء وطنه الابرياء ، وهو قد استعان بالشيوعية الدولية ضد وطنه ، ولذلك فان معارضة الصادق ليست معارضة سياسية ، وانما خيانة وطنية عظمى ..
    ومما يؤكد ان الصادق لا ينطلق فى معارضته للنظام من مبادئ وانما من اغراض ذاتية ضيقة ، كون الصادق يتفق مع النظام فى كل القضايا الجوهرية ، ويعترف له بانجازاته ، وهذا ماقاله الصادق نفسه فهو فى مقابلة لجريدة القبس الكويتية معه نشرت بعدد 1905 ، ذكر انه يوافق على نظام الحزب الواحد ، فقد قال (اما الآن فموضوع عدم الرغبة فى التفوق الحزبى والحرص على ايجاد وعاء قومى ديمقراطى هو محل اتفاق كل الاطراف ) والصادق بعد المصالحة دخل اللجنة المركزية للاتحاد الاشتراكى ، وادى قسم الولاء للنظام .. وعن نقاط اتفاق الصادق مع نظام مايو ، قال لجريدة القبس : (ثانيا : لم يعد هنالك خلاف حول ان تكون التنمية والنظام الاقتصادى على اساس اشتراكى ثالثا : لم يعد هنالك خلاف على ان يكون التشريع فى البلاد اسلاميا مع مراعاة حقوق الاقليات الدينية خصوصا فى جنوب السودان – رابعا : المعارضة متفقة اساسا على نظام رئاسى جمهورى فى الحكم وهو امر ليس محل خلاف – خامسا : لم يعد احد يطالب بان تكون القوات المسلحة كما هى فى النظم اللبرالية بعيدة عن المسيرة السياسية فميثاق الجبهة الوطنية ينص علي اهمية المشاركة السياسية للقوات المسلحة دون ان يؤثر ذلك علي الإنضباط اللازم لكينونتها – سادسا: هنالك اتفاق علي اهمية الحكم الذاتي الإقليمي لجنوب السودان).. و يشيد الصادق بمشاريع التنمية فيقول : (و من حسنات النظام الحالي في السودان التنبه بأهمية التنمية و التعريف بالإمكانيات السودانية و الدخول في مشروعات معينة مثل غزل بورتسودان.. إلخ..) و ذهب يعدد جميع مشاريع التنمية القائمة آنذاك.. و لقد كانت جميع هذه المسائل الأساسية التي ذكر الصادق انه يؤيد النظام فيها، قائمة قبل المصالحة الوطنية.. فتأييد الصادق للنظام في جميع هذه المسائل الجوهرية، تجعل معارضته له، قبل المصالحة ثم بعد المصالحة، معارضة، لا تجد اي سبب موضوعي، و لا يمكن ان يكون لها دافع سوي الإطماع، و الأغراض الشخصية، و هذا هو الشأن بالنسبة للصادق دائما كما رأينا.

    الصادق و قسم الولاء للنظام:
    بعد المصالحة الوطنية ادى الصادق ، كعضو فى اللجنة المركزية ، والمكتب السياسى ، قسم الولاء لنظام مايو، وقد اوردت جريدة الايام الخبر ، ومعه صورة السيد الصادق وهو يؤدى القسم امام السيد رئيس الجمهورية ، فى صفحتها الاولى .... وجاء عن الخبر فى عدد 4/8/1978 ما نصه: (ادى السيد الصادق المهدى عضو المكتب السياسى للجنة المركزية للانحاد الاشتراكى السودانى القسم امام السيد الرئيس القائد جعفر محمد نميرى مساء امس بمكتبه بالاتحاد الاشتراكى) .. وكان نص قسم الولاء الذى اداه السيد الصادق كما يلى: (اقسم بالله العظيم ان اكون مخلصا وصادقا لثورة مايو الاشتراكية وان ادعم تحالف قوى الشعب العاملة وتنظيمها القائد الاتحاد الاشتراكى السودانى) .. هذا هو القسم الذى اداه الصادق .. وهو عهد قطعه على نفسه امام الله وامام التاريخ ، وامام الشعب .. وهو قسم واجب الوفاء دينا ، وخلقا ، ورجولة .. وليس هناك استثناء ، لانه ، كما هو واضح قسم غير مشروط بأى شروط ..
    ولكن الصادق قد حنث ، وخان العهد .. وهو ، كالعهد به دائما لم يكن وفيا ، ولا صادقا ... فقد اتجه الصادق للمعارضة من جديد ، فبدل العمل على حماية النظام الذى اقسم على حمايتة، اخذ يعمل على اضعافه وتقويضه .. وبدل ان يكون (مخلصا وصادقا لثورة مايو) ، كما اقسم ، اصبح يكيد لها ، كيدا رخيصا ... وقد دلل الصادق بكل ذلك انه رجل بلا قيم ولامروءة ومحروم من ان يكون له نصيب من اسمه .. ولن يكون وبال كيده هذا الرخيص الا عليه (ان الله لا يهدى كيد الخائنين).. (صورة السيد الصادق وهو يؤدى قسم الولاء لثورة مايو امام السيد رئيس الجمهورية فى الصفحة المقابلة ) ..


    نواصل
                  

05-19-2003, 05:14 AM

Omer Abdalla
<aOmer Abdalla
تاريخ التسجيل: 01-03-2003
مجموع المشاركات: 3083

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هذا هو الصادق المهدى (Re: Omer Abdalla)


    الصادق والدعوة للاسلام
    لقد بينا فى هذا الكتاب الكثير عن جهل الصادق، والكثير من تناقضاته ، وانحرافه عن القيم السوية فى التربية الدينية ، والتربية الوطنية .. فهو رجل لا هم له الا نفسه .. وهو فى سبيل تحقيق اغراضه ، وطموحه السياسي لا يرعى للدين حرمة ، ولا للوطن ، ولا لاحد من الناس .. ويكفى الصادق من السوء انه يعترف بتدبير الغزو الليبى ضد بلاده ، و باستعماله فيه المال الأجنبي، و السلاح الأجنبي.. ذلك الغزو الذي اريقت فيه الدماء و قتل فيه الأبرياء .. و ليس في الدين جرم اكبر من قتل النفس التي حرم الله الا بالحق.. فـ (من قتل نفسا بغير نفس او فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا..) .. فالزعيم الذي يرضي ان يسير الي السلطة علي جثث مواطنيه، و يخوض لها دماء ابناء وطنه، لا يمكن ان ينتظر منه خير، لنفسه او لغيره، لا في الدين، و لا في الدنيا. و نؤكد للصادق ما سبق ان قلناه من ان الأرواح التي ازهقت، و الدماء التي اريقت، لن تذهب هدرا، فهي ستفدي هذه البلاد ان شاء الله .. و كل من ازهق نفسا، او اراق دما، ستظل لعنة هذا الدم تطارده ابد الدهر.. ولا يحسبن الصادق (ان الكيد لهذه الأمة مأمون العواقب، كلا!! فليشهدن يوما تجف لبهتة سؤاله اسلات الألسن، يوما يرجف كل قلب، و يرعد كل فريصة.)
    و الصادق، رغم مفارقته لقيم الدين، يتوهم انه داعية اسلامي، و يجد من الصحف و المجلات العربية من يتعامل معه كداعية اسلامي .. و تعامل هذه الصحف، و المجلات مع الصادق، و هي صحف و مجلات حكومية في الحقيقة ليس تعاملا دينيا، بقدر ما هو تعامل سياسي، الغرض منه احتضان الصادق كمعارض للنظام في السودان، و تلميعه لإعتبارات سياسية بحتة ترمي الي تقويض النظام الحاضر، و رفع الصادق للسلطة، و بسط نفوذهم هم علي البلاد .. ثم ان الدعوة للدين ليست مجرد حديث يقال، و انما هي تقتضي في المكان الأول، ان يعيش الداعية قيم الدين في نفسه.. فمن يفارق قيم الدين في سلوكه، لا يمكن، بعد ذلك، ان يكون داعية للدين، مهما تحدث عنه بلسانه.. و قد راينا الكثير من مفارقة الصادق للقيم الأساسية، فهو يقتل الأبرياء كما بينا، و هو يكذب بصورة متكررة.. و قد سئل النبي الكريم (هل يسرق المؤمن؟ قال: قد يسرق .. هل يزني المؤمن؟ قال: قد يزني .. هل يكذب المؤمن؟ قال: لا يكذب.) و الصادق كما رأينا في حديثه عنا مغرض، شديد الغرض، و غير امين، يقول عنا بعكس ما نقول.. و هو كما قد رأينا قد ادي قسم الولاء لنظام مايو، علي المصحف الشريف، ثم حنث بهذا القسم.. و الصادق كما راينا، يخون وطنه، و يتعاون مع اعدي اعداء الإسلام، و المسلمين – الشيوعية الدولية – التي جعل من نفسه مطية لها، تستغله في الدعاية لنفسها، و تستغله ضد بلده.. و هذه خيانة للوطن.. و خيانة للإسلام و المسلمين..
    و رجل هذه صفاته لا مجال لأن يتوهم انه داعية اسلامي.. و هو لولا ان موازين القيم قد طففت، ما كان يستحق اعتبارا من احد..

    الصادق و الموقف من النبي الكريم
    ضرورة تقديس و توقير النبي:
    اننا نعيش في وقت بعد فيه الناس عن الدين، و عن قيمه، بصورة كبيرة، و من اكبر مظاهر البعد عن الدين عدم المعرفة بمقام النبي الكريم، و البعد عن تقديسه، و توقيره، و الأدب معه بالصورة التي التي تليق به و الذي يتأتي منه النفع للسالك و فق منهاجه.. و قد بلغ الأمر في بعد الناس عن تقديس النبي الكريم، و الأدب معه، الحد الذي اصبح فيه البعض يجاهر بالدعوة للتقليل من مكانته صلي الله عليه و سلم.. و قد راينا في هذا الكتاب كيف ان الوهابية يدعون الي هدم قبته صلي الله عليه و سلم، و يعتبرون ذلك من اكبر القربات الي الله، و هم قد بلغت بهم الجراة علي النبي حد القول ان قبته انما اوحي بها الشيطان!! و قد سار الصادق المهدي نفس سيرة الوهابية في التقليل من شأن النبي، و الجرأة عليه، و عدم الأدب معه، و كذلك فعل الترابي.. و هذا انحراف في العقيدة خطير، يذهب الإيمان، و يحبط العمل، و نحن سنبين هذا بصورة وافية في موضعه.
    و الأمر الذي نحب ان نقرره هنا انه لا سبيل لبعث الإسلام الا ببعث كلمة التوحيد: (لا اله الا الله) حارة خلاقة، في صدور الرجال و النساء، بالصورة التي كان عليها الحال في البعث الأول.. و لا سبيل لبعث لا اله الا الله، الا سبيل تقليد النبي المعصوم في اسلوب عبادته و فيما نطيق من اسلوب عادته.. و بذلك جاء الأمر الإلهي، حيث قال القرآن الكريم: (قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله).. و لكي يكون تقليد النبي و اتباعه عملا مثمرا، لا بد ان يكون صدر المقلد منطويا علي تقديس، و توقير كبير للنبي، و علي محبة له.. فان التقليد بغير وعي، و تمام ادراك، قليل الجدوي، و قد يكون عملا آليا لا روح فيه.. و قد جاء عن هذا الأمر في كتابنا (طريق محمد) ما نصه: (و ايسر ما يقوم عليه التقليد النافع ان يكون صدر المقلد منطويا علي قدر كبير من التقديس، و التوقير للنبي، و هذا ما من اجله اخذ الله الأصحاب بالأدب معه، و امرهم بالصلاة عليه، فقال عز من قائل: "ان الله و ملائكته يصلون علي النبي، يا ايها الذين آمنوا صلوا عليه و سلموا تسليما"..) انتهي.. و الصلاة علي النبي ليست مجرد همهمة بعبارات تقال، او تكتب، كما هي الحال اليوم، و انما هي، الي جانب الصلاة اللفظية، تقتضي استشعار التقديس، و التوقير له، صلي الله عليه و سلم..
    و مما يؤكد خطورة عدم الأدب مع النبي، و عدم التسليم له و توقيره، قول الله تعالي: (فلا و ربك لا يؤمنون حتي يحكموك فيما شجر بينهم، ثم لا يجدوا في انفسهم حرجا مما قضيت و يسلموا تسليما).. فمجرد وجود الحرج مما يقضي به النبي، و عدم التسليم له، يذهب الإيمان.. و في آية اخري يقول تعالي: (يا ايها الذين آمنوا لا ترفعوا اصواتكم فوق صوت النبي، و لا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض، ان تحبط اعمالكم و انتم لا تشعرون).. فمجرد رفع الصوت فوق صوت النبي او الجهر له بالقول، يحبط العمل دون ان يشعر صاحبه – و نحن سنفصل في هذا الأمر بصورة وافية، في ما يقبل من صفحات – و قد قصدنا هنا ضرورة التقديس و التوقير له صلي الله عليه و سلم، و تبيين خطورة عدم الأدب معه، فأمر العلاقة مع النبي، امر دقيق و خطير، و يتوقف عليه امر الدين كله، فلا بد ان يؤخذ بالدقة و الجد الكافي.
    و تقديس و توقير النبي، و الأدب معه يقتضي معرفته، و كمال معرفته لا يتم لأحد من المؤمنين، فهو قد قال (ما عرفني غير ربي).. و في حديث آخر قال: (لي ساعة مع ربي لا يسعني فيها ملك مقرب و لا نبي مرسل)!! فلما كان كمال معرفته غير ممكن، فكذلك كمال الأدب معه غير ممكن، فمهما تأدب السالك معه، هو دون ما يستحقه النبي من الأدب..
    و من المعرفة بمكانه، صلي الله عليه و سلم، ان نعلم انه اكمل من علم عن الله، و انه لا سبيل لمعرفة الله، الا بإتباعه و تقليده.. فعلم النبي محيط بعلم كل من عداه، فليس لأحد غيره ان يعلم علما لا يعلمه هو.. فجميع العلم في القرآن، و هذا معني قوله تعالي: (و ما فرطنا في الكتاب من شيء) و سبيل العلم عن الله من القرآن هو اتباع النبي، هو التقوي و في ذلك يقول تعالي: (و اتقوا الله، و يعلمكم الله، و الله بكل شيء عليم).. و عبارة: (و الله بكل شيء عليم) تعني هنا ان الله، يعلم عن طريق التقوي، و كل شيء، و لا يوجد علم من علوم الدنيا و الأخري، الا و التقوي اليه سبيل.. و النبي هو اكبر من اتقي الله، و هو اكبر من علمه الله عن طريق التقوي.. و عن علمه قال النبي في حديث المعراج: (سالني ربي يا محمد اتدري فيما يختصم الملأ الأعلي؟ قلت انت ربي اعلم، فوضع يده علي كتفي، فوجدت بردها بين ثديي، فاورثني علم الأولين و الآخرين.. و علمني علوما شتي: فعلما اخذ علي كتمانه، اذ علم انه لا يقدر علي حمله غيري، و علما خيرني فيه، و علما امرني بتبليغه للعام و الخاص من امتي من الإنس و الجن).. فالعلم الذي امره بتبليغه للخاص و العام من الأمة، هو علم الرسالة، و هي تشمل القرآن المقروء بين دفتي المصحف، و تشمل تبيين القرآن، في التشريع، في مستوي حاجة الأمة، و التفسير، في مستوي طاقة الأمة.. و هو قد قال: (نحن معاشر الأنبياء امرنا ان نخاطب الناس علي قدر عقولهم..) .. فالرسالة، لا تشمل تبيين القرآن كله، كما يظن بعض الناس، لا في التشريع، و لا في التفسير، فان ذلك ممتنع من جملة وجوه.. و العلم الذي خير في تبليغه يقع بعضه في حيز الولاية، و يقع سائره في حيز النبوة. و يظن بعض الناس ان النبي مأمور بتبليغ كل ما وعي عن ربه، و ذلك ظن شديد الدلالة علي قلة بصر هؤلاء بحقائق الدين..).. فالنبي اذن، يعلم علم الأولين و الآخرين.. و علمه يقع في ثلاث مستويات هي: مستوي الرسالة، و مستوي النبوة، و مستوي الولاية..
    و مما تقتضيه المعرفة عن مكانة النبي، العلم بانه معصوم، و انه لا يقول الا حقا.. و معني العصمة، انه في جملة حاله لا يخطيء، و اذا اخطأ يصححه الوحي.. فكل ما صح وروده الينا عن النبي فهو لا بد صحيح، فهو اما انه صحيح منذ البداية، او انه صحيح بواسطة الوحي.. فلذلك لا يمكن مراجعته فيما صحت نسبته اليه، و الا كانت هذه المراجعة طعنا في عصمته.
    هذا حديث عام، و موجز، عن مفارقة الناس لحسن التأدب مع النبي، ولإلتزام التقديس (و التقدير) و التوقير اللائق به.. و عن مكانة النبي، و ضرورة تقديسه، و توقيره، و حسن الأدب معه، و لمزيد من التفصيل يمكن الرجوع الي كتابنا (طريق محمد).. و نحن قد قصدنا بهذا الحديث العام، ان نجعله بمثابة الخلفية، التي علي ضوئها نقوم موقف الصادق من النبي، و من الأدب معه لنري مدي الإنحراف الخطير في عقيدة الصادق، و مدي ما ينطوي عليه من بعد عن الأدب اللائق بالنبي، و من جهل بمكانته صلي الله عليه و سلم.. فقد وصل الأمر بالصادق حد الدعوة صراحة الي التقليل من تقديس النبي، و الدعوة صراحة الي مراجعته، و بصورة يشمئز لها كل حس ديني سليم.



    نواصل

    (عدل بواسطة Omer Abdalla on 05-19-2003, 05:26 AM)

                  

05-19-2003, 05:33 AM

ابو فاطمه

تاريخ التسجيل: 04-05-2003
مجموع المشاركات: 499

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هذا هو الصادق المهدى (Re: Omer Abdalla)



    انتو يا جماعه ما عندكم غير انتقاد السيد الصادق المهدي وحزب الامه
    ياجماعه اذا كان كل ما تقولو صحيح
    فهل يعقل ان يفوز هذا الحزب بجميع الحكومات المعاصره
    وهل يعقل ان السيد الصادق بهذه الصوره التي وصفه بها
    فأن كان فهل يعقل ان ينتخب امام للانصار
    ام نقول حسد وغيره

    ولا الما بتلحقو جدعو
                  

05-19-2003, 05:40 AM

Omer Abdalla
<aOmer Abdalla
تاريخ التسجيل: 01-03-2003
مجموع المشاركات: 3083

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هذا هو الصادق المهدى (Re: Omer Abdalla)


    الصادق يدعو لعدم تقديس النبي:
    لقد قدم الصادق المهدي في المؤتمر العالمي للدعوة الإسلامية، بحثا أسماه: (الصحوة الإسلامية و مستقبل الدعوة).. و بحث الصادق جميعه يحتاج الي المراجعة، لكننا سنركز هنا علي نقطة واحدة، هي موقفه من النبي الكريم، فهي كافية للتدليل علي بعد الصادق البعيد عن الدين..
    و مما جاء في بحث الصادق عن النبي قوله: (و لتدعيم النظرة المعبدية للإسلام، التمسوا صورة لرسول الله، ابعدته من الحكمة الربانية التي تؤكد بشريته و قربته من تصوير المسيحيين لعيسي عليه السلام. مع ان الأمر واضح في القرآن "قل انما انا بشر مثلكم يوحي الي انما الهكم اله واحد" الآية. و ايضا: "قل لو كان في الأرض ملائكة يمشون مطمئنين لنزلنا عليهم من السماء ملكا". و الأمر واضح ايضا من الحديث: روت ام سلمة رضي الله عنها انه صلي الله عليه و سلم قال: "اني اقضي بينكم بالراي فيما لم ينزل فيه وحي"..) انتهي.. اولا نحن لا نعرف جماعة من المسلمين ذهبت الي تأليه النبي، كما فعل النصاري مع سيدنا عيسي.. فجميع المسلمين يعلمون ان النبي بشر، و هم يقرأون مثل هذه النصوص التي اوردها الصادق عن بشرية النبي، و يفهمونها.. فلا توجد ظاهرة في المجتمعات الإسلامية مثل ظاهرة تأليه النبي بالصورة التي تقتضي دعوة المسلمين الي التقليل من تقديس النبي و توقيره، بل الأمر علي العكس من ذلك تماما.. هنالك ظاهرة واضحة تدل علي التقصير الكبير في تقديس النبي و توقيره، و عدم الأدب معه.. و يكفي ان جماعة مثل جماعة الوهابية تجاهر بعدم التوقير للنبي الي حد اعتبار زيارته بقصد التبريك شركا.. و حديث الصادق نفسه دليل علي وجود ظاهرة عدم التقديس و التوقير للنبي.. فالناس لا يحتاجون الي من يدعوهم الي عدم تقديس و توقير النبي، بل هم في اشد الحاجة الي م يدعوهم الي تقديسه و توقيره، و الأدب معه، و معرفة مكانته، صلي الله عليه و سلم.. و قد بينا، قبل قليل ان كل ادب مع النبي هو اقل مما يليق به، و ان كل معرفة له، هي دون حقيقته، فهو قد قال: (ما عرفني غير ربي).
    و كون النبي بشرا هذا لا يعني انه لا يختلف عن بقية البشر.. فالبشر يتفاوتون تفاوتا شاسعا في العلم بالله، و القرب منه.. و البشر جميعا، بما فيهم آدم ابو البشر، هو وسيلتهم الي هذا العلم، و هذا القرب من الله.. فالنبي هو اكمل البشر، و سيدهم، و وسيلة كمالهم.. و في هذا يقول الإمام البصيري امام المديح، عن النبي:-
    و مبلغ العلم فيه انه بشر لكنه في الوري ما مثله بشر
    و الآية التي اوردها الصادق نفسه لا تعني ان النبي لا يتميز علي بقية البشر، فهو بشر، لكنه يتميز علي بقية البشر بانه يوحي اليه: (قل انما انا بشر مثلكم يوحي الي..) فالصادق، لشيء في نفسه، لم يرد الوقوف عند عبارة (يوحي الي انما الهكم اله واحد).. و النبي قد اعد لهذا الوحي منذ الأزل فهو قد قالكنت نبيا و آدم بين الماء و الطين).. و هذا يعني انه كان نبيا شاعرا بنبوته.. فهو مصطفي، و مرعي، قبل ميلاده.. تخيرت له الأصلاب و الأرحام.. فهو كما قال: (خيار من خيار). ثم هو قبل ميلاده: (و هو جنين في رحم امه كان يختلف عن الأجنة في الأرحام، فقد بريء وحام امه به مما تتعرض له وحامي النساء من الغثيان، و خبث النفس، و استيفاز الشعور.. و كان حمله علي امه خفيفا، تجد بركته في يقظتها بالصحة، و بهجة النفس، و بالمسرة المتصلة.. و تجد بركته في نومها بالرؤي المفرحة.. و بمثل ذلك اختلفت طفولته، و اختلفت يفاعته، و اختلف شبابه، حتي لقد ايقن انه خلق لغير ما خلق له اترابه من الشباب).. ثم بعد ذلك قد اعد النبي اعدادا فريدا انفق فيه خمس عشرة سنة بغر حراء، يصوم النهار و يقوم الليل.. يتحنث، و يتخضع، و يتزلف، حتي اذا استعد المكان منه لتلقي القرآن كان اول ما نزل عليه زيادة في الإعداد برسم طريق الصيام، و القيام، فقال تعالي في ذلك: (يا ايها المزمل* قم الليل الا قليلا* نصفه او انقص منه قليلا* او زد عليه و رتل القرآن ترتيلا*انا سنلقي عليك قولا ثقيلا* ان ناشئة الليل هي اشد وطأ و اقوم قيلا..) يقول تبارك و تعالي لنبيه الكريم: (انا سنلقي عليك قولا ثقيلا).. فلكأنه يطلب منه الإستعداد لسماعه، و لمتابعته، حين يلقي عليه، و الإستعداد لحفظه، و لفهم ما يفهم منه.. و الإستعداد للعمل بما يجب عليه العمل به منه..
    فالنبي بشر، و لكنه ليس كسائر البشر، كما يريد الصادق ان يفهمنا، فهو قد اعد اعدادا خاصا، ليبلغ مكانة خاصة، اصبح بها فوق سائر البشر، و فوق الملائكة، فهو قد قال (لي ساعة مع ربي لا يسعني فيها ملك مقرب، و لا نبي مرسل) كون النبي بشرا امر مفهوم لجميع المسلمين، فماذا يريد الصادق ان يقرر بتوكيده؟! ان حقيقة ما يريد الصادق هو ان يقرر ان النبي، فيما ليس فيه وحي، بشر كسائر البشر، فهو صاحب رأي، يمكن مراجعته فيه، و نحن سنري انه قد دعا لهذه المراجعة صراحة، فكأن الصادق يريد ان يقول للناس لا تقدسوا النبي بالصورة التي تحجب عنكم بشريته، و انه يخطيء و يصيب كبقية البشر، فلا تستطيعون مراجعته، بسبب هذا التقديس!! و لذلك اورد الصادق نص الحديث النبوي: (اني اقضي بينكم بالراي فيما لم ينزل فيه وحي) فهو قد اراد بايراد هذا الحديث ان يقول ان راي النبي، فيما ليس فيه وحي، هو مجرد راي يمكن مراجعته فيه، كبقية البشر: و سنري في السطور القليلة الآتية ان هذا الذي قلناه هو حقيقة ما يرمي اليه الصادق .. و الصادق لم يتعرض علي تقديسه هو كزعيم طائفي و لا علي تقديس بقية الزعماء الطائفيين!!

    حديث تلقيح النخيل:
    لقد ضلل الفهم الخاطئ لحديث تلقيح النخيل الكثيرين وبعد بهم عن الدين ... والصادق المهدى ممن ضللهم الفهم الخاطئ لهذا الحديث ، فخاض فيما خاض فيه من امر النبى دون علم ، ودون ورع ... فقد قال الصادق فى بحثه عن النبى: (واعماله كخبير زراعى قال عنها عندما لم يثمر النخل:"انتم اعلم بشئون دنياكم") ولقد ذكر الصادق قوله هذا فى اطار تعداد المجالات التى تمت فيها مراجعة النبى ، حسب زعمه ، فهو قد قال (فافعاله كقائد عسكرى روجعت عندما اتخذ موقع آخر فى واقعة بدر لكى يمنع القرشيين من مورد الماء . وصحح القرآن بعد اجتهاداته مثل قبوله فداء اسرى بدر , واعماله كخبير زراعى قال عنها عندما لم يثمر النخل "انتم اعلم بشئون دنياكم") انتهى .. ورواية حديث تلقيح النخل كما وردت عند مسلم تقول (عن رافع بن خديج قال: "قدم نبى الله المدينة وهم يابرون النخل "يجعلون طلح الذكر فى طلح الانثى" فقال: ما تصنعون ؟ قالوا: كنا نصنعه ، فقال: لعلكم لو لم تفعلوا كان خيرا . فتركوه فنفضت او فنقصت ، فذكروا له ذلك فقال: انتم اعلم بامور دنياكم) – وقد فهم البعض ، مثل مافهم الصادق ان النبى لا يعلم امور الدنيا، وذلك اخذا من عبارته: (انتم اعلم بامور دنياكم) وهذا فهم سقيم لا يجد ما يسوفَه ... فالنبى الكريم لا يمكن ان يجهل ما عليه مالوف الناس من العلم البديهى ، فلا يمكن عقلا ، ولا دينا ، ان يعتقد ان النبى لا يعلم ان النخيل لا تثمر اذا لم يتم تلقيحها ، فهذا امر بديهى يدركه كل انسان سوى ، عاش فى بيئه ينمو فيها النخيل .. ومن سوء الادب ، الذى لا يدانيه سوء ، الظن بان النبى يقصر عن ادراك البديهيات .. فلا بد ان النبى كان يرمى بحديثه هذا الى امر اكبر مما عليه مالوف علم الناس ... فالنبى الكريم معلم توحيد ، فهو قد اراد بحديثه هذا ، ان يعلم الناس انه ليس فى امر التوحيد اسباب تؤدى الى اسباب ، وانما الاسباب هى سلسلة من استعداد المحل بالقابلية لتلقى الحركة المقبلة عن الله ، فالاسباب الظاهرية هى اسباب فى الشريعة فقط ، وعند تجويد التوحيد ، يظهر لنا ان الاسباب جميعها تنتهى الى سبب واحد هو الله ... فليس من التوحيد مثلا ، الظن بان النار هى سبب الاحراق ، فان وجدت وجد الاحراق ، حتما مقضيا. وكما انه ليس من التوحيد الظن بان التلقيح هو سبب الاثمار ... ولقد ظن النمروذ صاحب ابراهيم الخليل ، ان النار هى سبب الاحراق ولذلك قذف ابراهيم فيها .. ولكن النار لم تحرق ابراهيم ، وذلك لان الاذن الالهى بالاحراق لم يصدر الى النار ، فقد استعد المحل للاحراق ، ولم يصدر الاذن بالاحراق فلم يحدث .. بل صدر الامر بقوله تعالى: (يا نار !! كونى بردا ، وسلاما على ابراهيم) .. فمن هنا يتضح ان سبب الاحراق الحقيقى ليس هو النار وانما هو الاذن الالهى ، فلما تخلف لم يحدث الاحراق .. وكذلك الامر بالنسبة للنخيل ، فان سبب الاثمار الحقيقى ، ليس هو التلقيح ، وانما هو الاذن الالهى ، وهذا ما اراد النبى الكريم ان يعلمه للناس بحديث تلقيح النخيل وهو عندنا قال لهم لو لم تلقحوها لاثمرت ، كان قوله هذا فى مستوى النبوة ، ولما لم يكونوا هم فى هذا المستوى ، نزل اليهم الى مستواهم ، مستوى الرساله ، مستوى الشريعة ، مستوى الاخذ بالاسباب فقال لهم: (انتم اعلم بامور دنياكم) ... فالنار لم تحرق سيدنا ابراهيم ... لان دنيا ابراهيم لم تكن دنيا الاسباب ، وانما هى دنيا التوكل على الله ، دنيا النظر الى مسبب الاسباب .. ولذلك هو لما جاءه جبريل يساله ، وهو فى المنجنيق ليقذف به فى النار: (ألك حاجة ؟؟فال: اما اليك ، فلا !! قال جبريل: فإلى ربك ؟؟ قال: علمه بحالى يغنيه عن سؤالى!!) فالموقف الحرج لم يجعل ابراهيم يذهل عن ربه ، وينظر الى ماهو دونه من الاسباب ، حتى لو كانت هذه الاسباب هى جبريل نفسه .. فلما كان سيدنا ابراهيم على هذا المستوى الرفيع من التوحيد ، ومن العلم بالله لم تحرقه النار .. اما الاصحاب عندما لم يلقحوا النخيل لم تثمر لان دنياهم كانت دنيا الاسباب، و لو كانت دنياهم هي دنيا التوكل بالصورة التي كان عليها محمد و كان عليها ابراهيم لأثمر النخيل دون ان يلقحوه، كما اخبرهم بذلك النبي، دون ادني ريب .. فما قاله النبي حق، و هو اصل الدين.. و في هذا المعني يجيء قوله تعالي: (و امر اهلك بالصلاة، و اصطبر عليها .. لا نسألك رزقا، نحن نرزقك، و العاقبة للتقوي) .. فكان سبب الرزق، في آخر الأمر، هو معرفة الله، لا اتخاذ الإسباب، و قد جاء في شرح هذه الآية في تفسير ابن كثير ما نصه: (و قوله "لا نسألك رزقا نحن نرزقك" يعني اذا اقمت الصلاة اتاك الرزق من حيث لا تحتسب كما قال تعالي "و من يتق الله يجعل له مخرجا، و يرزقه من حيث لا يحتسب" و قال تعالي "و ما خلقت الجن و الأنس الا ليعبدون* ما اريد منهم من رزق و ما اريد ان يطعمون* ان الله هو الرزاق ذو القوة المتين" و لهذا قال: "لا نسألك رزقا، نحن نرزقك. و قال الثوري: لا نسألك رزقا، اي لا نكلفك الطلب") انتهي .. ففي اصل الدين التقوي هي سبب الرزق، لا الأسباب الظاهرية.. فالسبب في الشريعة قائم، و لكنه في الحقيقة غير قائم.. و المطلوب الأخذ بالأسباب دون الوقوف معها، و هذا لا يتم الا بالفناء عن الأسباب اول الأمر.. من كل ذلك يتضح ان قول النبي: (انتم اعلم بامور دنياكم) لا يمكن ان يفهم منه ان النبي لا يعلم امور الدنيا، خصوصا الأمور البديهية التي يعلمها عامة الناس.. فالنبي اكثر الناس فطنة، و اكثرهم ذكاء، و علما.. و اتهام النبي بانه لا يعلم الأمور البديهية مما عليه مألوف علم الناس، اتهام شنيع ما كنا نظن انه يمكن ان يصدر من رجل مسلم.. و علي ضؤ حديث الخيل هذا يمكن ان تقاس الأمور الأخري التي زعم الصادق ان النبي قد روجع فيها.. و نحن سنتاولها بالتفصيل..


    نواصل
                  

05-20-2003, 00:18 AM

Omer Abdalla
<aOmer Abdalla
تاريخ التسجيل: 01-03-2003
مجموع المشاركات: 3083

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هذا هو الصادق المهدى (Re: Omer Abdalla)


    الصادق يدعو لمراجعة النبي:
    لقد رأينا كيف ان الصادق يدعو الي عدم تقديس النبي، بحجة انه بشر، و قد قلنا ان غرض الصادق من ذلك هو ان ينفتح له الباب ليدعو لمراجعة النبي، علي اعتبار ان قول النبي في ما ليس فيه وحي هو مجرد رأي يقبل المراجعة.. و عن الدعوة لمراجعة النبي قال الصادق في بحثه ما نصه: (اما احاديث رسول الله صلي الله عليه و سلم فان النظرة التقليدية لها و التي لا تعني إلا بوصف رواتها نظرة لا تجدينا و الصحيح في امرها الآتي:
    1) علينا ان نأخذ بالسنة المطابقة للقرآن كالموجبة للصلاة و الصيام..
    2) السنة المبينة للقرآن..
    أ/ التي تفصل مجمله، مثلا بيان كيفية الصلاة ب/ تقيد مطلقه ج/ تخصص عامه د/ تفرع من اصوله. في ما عدا تلك الأمور فان اقوال الرسول صلي الله عليه و سلم في كثير من المجالات لم تكن وحيا و كانت عرضة للمراجعة في حينها ناهيك عن مراجعتها بعد الف و نيف عاما.. فافعاله كقائد عسكري روجعت عندما اتخذ موقعا آخر في واقعة بدر لكي يمنع القرشيين من ورود الماء. و صحح القرآن بعض اجتهاداته مثل قبوله فداء اسري بدر. و اعماله كخبير زراعي قال عنها عندما لم يثمر النخل: "انتم اعلم بشئون دنياكم" ، واعماله كقاض لم تكن وحيا وقال ناصحا: (انتم تحتكمون الى ولعل بعضكم الحن بحجته فاذا قضيت له "بغير الحق" فلا يأخذها) وافعال واقوال الرسول راجعها اصحابه فى كثير من المجالات ..) .. انتهى ... هذا ماقاله الصادق ، وهو قول يقدح فى عقيدته فى القرآن وفى النبى الكريم بصورة خطيرة ..
    فهو بقوله هذا يتهم النبى بأنه يتحدث فيما لا يعلم ، وفى كثير من المجالات ، بصورة يمكن معها مراجعته .. فالصادق بقوله هذا يطعن فى عصمة النبى ، فالعصمة كما ذكرنا تعنى ان النبى ، فى جملة حاله ، لا يخطئ ، واذا أخطأ يصححه الوحى ، وهذا يعنى ان كل ما صدر عن النبى من قول ، او عمل هو الحق ، وهو صحيح ، اما منذ البداية ، او بعد ان صححه الوحى ... والطعن فى العصمه، هو طعن فى القرآن ، لان العصمة ثابتة بنص القرآن ، وفيها يقول تعالى: (والنجم اذا هوى * ماضل صاحبكم وما غوى * وما ينطق عن الهوى * ان هو الا وحى يوحى * علمه شديد القوى) .. فالنبى مسدد فى جميع اموره ، فهو كما قرر القرآن (وماينطق عن الهوى * ان هو الا وحى يوحى) .. و (علمه شديد القوى) يعنى جبريل ، وهو ايضا يعنى عقل النبى ، فهو عقل مروض ، ومؤدب ، بأدب القرآن ، فهو شديد القوى ، لا يكاد يخطئ .. وهذه هى قيمة الدين ، فليس للدين قيمة، اذا لم يجعل المتدين قوى العقل ، متوقد الذكاء ، لا يخطئ ، خصوصا فى المستويات الدنيا .. فالنبى بالضرورة اكثر ذكاء ، واكثر علما من كل من عداه ، فى امور الدين وامور الدنيا .. وهذا ما تقتضيه البداهة وما يجب ان تكون عليه عقيدة كل مسلم سليم العقيدة..
    ومراجعة النبى لا تصح دينا ، لان جميع ما يقوله حق .. ومن يرى خلاف ذلك من المسلمين انما هو منحرف العقيدة .. فقد ورد عن النبى انه لا يخرج منه الا الحق ، ولا يقول الا الحق ، حتى حين يمزح ، فقد جاء فى الحديث: (عن عبد الله ابن عمرو قال كنت اكتب كل شئ اسمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم اريد حفظه ، فنهتنى قريش فقالوا: انك تكتب كل شئ تسمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم بشر يتكلم فى الغضب . فأمسكت عن الكتاب ، فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "اكتب فوالذى نفسى بيده ماخرج منى الا الحق" ..) فالنبى اقسم انه لا يخرج منه الا الحق ، فاذا دعا الصادق رغم ذلك الى مراجعته ، فهو بذلك انما يكذب النبى فى ما اقسم عليه !! وهذه هلكة لا مجال معها للتدين .. فلا شئ فى الدين اسوأ من سوء الادب مع القرآن ، ومع النبى ، خل عنك تكذيبها .. وفى معنى الحديث النبوى السابق جاء: (عن ابى هريرة ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال: "لا اقول الا الحق " .. قال بعض اصحابه فانك تداعبنا يارسول الله ؟ قال: "انى لا اقول الا حقا") فالنبى حتى حين يداعب ، لا يقول الا الحق .. ودعوة الصادق لمراجعة النبى تتضمن الاتهام له بانه غير معصوم ، وانه يمكن ان يخطئ ، وان يقول غير الحق ..
    ومراجعة النبى فى مجال من المجالات ، تقتضى ان يكون من يراجعه اعلم منه فى هذا المجال .. فقولة الصادق عن مراجعة النبى: (فان اقوال الرسول صلى الله عليه وسلم فى كثير من المجالات لم تكن وحيا وكانت معرضة للمراجعة فى حينها ، ناهيك من مراجعتها بعد نيف والف عام .) ، قولة تدل على ان الصادق يعتقد ان النبى قد روجع فى حينه ، فمن اولى ان يراجع الآن (بعد الف ونيف عام) !! وبهذه العبارة يبدو الصادق وكأنه يعتقد انه هو ، فى بعض المجالات ، مثل مجالات العلوم الحديثة ، يعلم علما لا يعلمه النيى .. فهل يا ترى يعلم الصادق ان النبى قد رجع من القرن العشرين ليعايش ويدرج مجتمع القرن السابع الميلادى؟؟ ومهما يكن من امر فان هذا الاعتقاد الفاسد بمراجعة النبى فى أى من اقواله ، او افعاله ، يقدح فى عقيدة صاحبه بصورة خطيرة.. ولقد بينا فى حديث المعراج ان النبى قد قال ان الله قد اورثه علوم الاولين والآخرين ، فقد جاء فى حديث: (سألنى ربى يا محمد اتدرى فيم يختصم الملأ الاعلى؟ قلت انت ربى اعلم ، فوضع يده على كتفى فوجدت بردها بين ثديى ، فأورثنى علم الاولين والآخرين .. وعلمنى علوما شتى) .. فالنبى يعلم علوم الاولين والآخرين .. ودعوة الصادق لمراجعته تتضمن تكذيبه فى قوله هذا وتتضمن انكاره عليه.
    والصادق بدعوته لمراجعة النبى الكريم ، انما يجعل من نفسه حكما عليه ، صلى الله عليه وسلم .. فهو يقوم اقواله ، فيحدد ما هو وحى منها ، وما هو ليس بوحى ، لتتم مراجعته .. والصادق بهذا يعطى نفسه حق ادراك مجالات نقص علم النبى ، ومجرد هذا التصور يذهب التقديس ، والتوقير ، الواجبين له صلى الله عليه وسلم ، بصورة لا مجال معها للانتفاع بالعمل الدينى .. ثم ما هو الميزان ، الذى يزن به الصادق اقوال النبى ، حتى يراجعه فيها؟! هل هو ميزان العقل المجرد؟! ام هو فهمه القاصر للقرآن؟! ان قولة الصادق هذه تفتح الباب على مصراعيه لاكبر اسباب الضلال ، والانحراف .. وهى تجعل الدين مجرد قول بالرأى الفج .. ثم هى ، فوق ذلك ، تنم عن سوء ادب مع الجناب النبوى ، لا مجال معه للصلاح ..



    نواصل
                  

05-20-2003, 09:31 AM

البحيراوي
<aالبحيراوي
تاريخ التسجيل: 08-17-2002
مجموع المشاركات: 5763

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هذا هو الصادق المهدى (Re: Omer Abdalla)


    سؤالي للإخوة

    ما هو المناخ الفكري الذي دار فية هذا السجال ما بين الصادق المهدي والجمهوريين ؟
    وهل وصل هذا السجال لنهايات منطقية من تقبل الرأي والرأي الآخر ؟ أم صادر فية الصادق المهدي حق الجمهورين في الوجود وقطع رأس مفكرهم ؟
    وما هي رؤي الجمهوريين الحالية لقضايا الساعة السودانية ؟ وهل الصادق المهدي يمنع علي الجمهوريين طرح نفسهم من جديد علي الساحة السودانية ؟


    بحيراوي
                  

05-21-2003, 05:27 AM

Omer Abdalla
<aOmer Abdalla
تاريخ التسجيل: 01-03-2003
مجموع المشاركات: 3083

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هذا هو الصادق المهدى (Re: Omer Abdalla)


    عزيزى الأخ بحيراوى
    بعد السلام
    لم يكن هنالك ثمة سجال بين الجمهوريين والصادق المهدى وكما ورد في مقدمة هذا الكتاب فقد كتب السيد الصادق المهدي، مقالا (بجريدة الشرق الأوسط)، عدد الجمعة 19/4/1982، تعرض فيه للفكرة الجمهورية .. و قد كان عنوان مقاله (أصحاب الهوي)!! فأخرج الجمهوريون هذا الكتاب ليبينوا ضحالة ذلك المقال ويكشفوا أكاذيبه وكان الغرض هو كشف شخصية السيد الصادق المهدى وماتنطوي عليه للشعب السوداني حتي يلم بجوانب فكره وسيرته .. والنهايات المنطقية التي كان يرجوها الجمهوريون حينها وأرجوها أنا اليوم بإعادة نشر هذا الكتاب هو نشر الوعي بحقيقة السيد الصادق حتي لا نلدغ من الجحر للمرة الرابعة ..
    أما سؤالك عن هل "صادر فية الصادق المهدي حق الجمهورين في الوجود وقطع رأس مفكرهم؟" فقد حاول هو وحزبه ذلك منذ أواخر الستينات بتدبيرهم لمحكمة الردة ولكن حسبه أنه ضحي بأفراد طائفته في سعيه المحموم نحو السلطة .. وكشف أمر الصادق لا يمليه الخطر الذي يمكن أن ينتج منه مباشرة على الجمهوريين بل خطره على مستقبل هذا الشعب الطيب الذي طالما خدع بالشعارات الرنانة - الفارغة - وباستغلاله دوما لخدمة اغراض وأطماع السيد الصادق ..
    أكتفي بهذا
    وأشكر لك مداخلتك
    عمر
                  

05-21-2003, 05:44 AM

Omer Abdalla
<aOmer Abdalla
تاريخ التسجيل: 01-03-2003
مجموع المشاركات: 3083

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هذا هو الصادق المهدى (Re: Omer Abdalla)


    المجالات التى زعم الصادق ان النبى تمت (مراجعته) فيها
    لقد رأينا فيما نلقاه من نص عن بحث الصادق ، انه يزعم ان النبى قد تمت مراجعته فى بعض المجالات ، حددها، فهو قد قال عن النبى: ((فأفعاله كقائد عسكرى قد روجعت عندما اتخذ موقعا آخر فى واقعه بدرلكى يمنع القرشيين من مورد الماء . وصحح القرآن بعض اجتهاداته مثل قبوله فداء اسرى بدر . واعماله كخبير زراعى قال عنها عندما لم بثمر النخل: (انتم اعلم بشئون دنياكم) . واعماله كقاض لم تكن وحيا ، وقال ناصحا: (انتم تحتكمون الىَ ولعلَ بعضكم الحن بحجته فاذا قضيت له "بغير الحق" فلا يأخذها) . وافعال واقوال الرسول راجعها اصحابه فى كثير من المجالات)) انتهى ..
    اولا: ان تصحيح الوحى للرسول هو دليل العصمة .. فقد قلنا ان العصمة تعنى ان النبى فى جملة حاله ، لا يخطئ واذا اخطأ لا يخطئ حتى يصححه الوحى .. فخطأه لا يترك وانما يصحح .. ونحن قد تحدثنا عن موضوع تلقيح النخل ، وبينا بجلاء الخطأ الواضح فى فهم الصادق لعبارة (انتم اعلم بشئون دنياكم) ، ووضحنا صحة الأمر ، وقلنا انه يمكن ان تقاس عليه المواضيع الاخرى ..
    اما فيما يتعلق بموضوع بدر ، فان الموقع الذى اتخذه النبى اولا ، ثم تحول عنه بعد استشارة الاصحاب ، لا يدل على ان النبى مخطئ فى اختياره للموقع الاول .. فالنبى موعود بالنصر من عند الله ، وهو لا بد ان ينتصر ، لا بسبب العدة والعتاد ، وانما اساسا بسبب الوعد الالهى بالنصر.. فهل لو لم يغير النبى موقعه الاول ، كان الصادق يعتقد انه سينهزم ؟! ان الامر المؤكد ان النبى حتى لو لم يغير موقعه الاول ، كان لا بد ان ينتصر ، وذلك لأن الله قد وعده بالنصر ، وهو وعد غير مكذوب ، فقد قال تعالى: (واذ يعدكم الله احدى الطائفتين انها لكم وتودون ان غير ذات الشوكة تكون لكم ويريد الله ان يحق الحق بكلماته وبقطع دابر الكافرين) .. فالنبى عندما اختار الموقع الاول كان يعلم انه منتصر ، ولكن علمه هذا قد كان فى مستوى النبوة ، وعمله ، من ثم قد كان متأثرا بهذا العلم .. وهو عندما تحول الى الموقع الثانى انما تنزل اليهم الى مستوى الرسالة ، مستوى الشريعة ، مستوى الاخذ بالاسباب الظاهرة ، وقد فصلنا فى هذا الامر ، عند تلقيح النخيل .. فالنبى لم يكن مخطئا فى اختياره الاول .. فقد كان اختياره حقا .. وهو لم يراجع بالصورة التى يعنيها الصادق ..
    اما موضوع القضاء فقد قال فيه الصادق عن النبى: ((واعماله كقاض لم تكن وحيا وقال ناصحا: (انتم تحتكمون الىَ ولعلَ بعضكم الحن بحجته فاذا قضيت له "بغير الحق" فلا يأخذها)) انتهى .. ان قولة الصادق هذه ، قولة تشمئز لها النفس ويأباها العقل السليم .. فلا يمكن لمسلم عاقل ، سليم العقيدة ، ان يعتقد ان النبى يقضى بغير الحق !! والقضاء انما يقوم على الظاهر ، وفق قانون الشريعة .. يقوم على الدلائل ، والبينات ، الواضحة ، ولا يقوم على الغيب ، وهذا هو مقتضى العدل .. فمن يحاسب على الضمير المغيب انما هو الله ، وفق قانون الحقيقة ، المعبر عنه بقوله تعالى: (فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره * ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره) .. فلا معنى لعبارة الصادق عن النبى: (واعماله كقاض لم تكن وحيا) .. فالقضاء لا يقوم الا على البيانات الواضحة والظاهرة .. وقد اراد الصادق بعبارة ان اعمال النبى كقض لم تكن وحيا ، ان يقول انها قابلة للخطأ وقابلة للمراجعة .. وقد اراد الصادق ان يستدل على ان الرسول يمكن ان يحكم بغير الحق ، بقول الرسول نفسه ، وذلك حيث قال: (انتم تحتكمون الىَ ، ولعل بعضكم ان يكون الحن بحجته ، فاذا قضيت له "بغير الحق" فلا يأخذها) .. وهذا استدلال فاسد ، شديد الفساد .. ما عناه النبى انه كقاض ، يحكم وفق اقوال وبيانات ، المتخاصمين ، وقد ياتى احد المتخاصمين ، باقوال، وبيانات ، وادلة ، قضائية واضحة ، وفية ، لكنه بينه وبين نفسه يعلم انها غير الحق ، وان بها غشاَ .. فالعدالة تقتضى من الرسول ان يحكم وفق البيانات والادلة التى امامه ، ولكنه كرسول اراد ان يبين القيمة الدينية ، والقيمة الاخلاقية ، ليشد الناس اليها ، فمن يأت ببينات ، وادلة ، واضحة وقوية ، لكنه يعلم بينه وبين نفسه انها غير صحيحة ، فعليه ان يعلم ان الحكم لمصلحته ، انما هو فى الحقيقة ليس لمصلحته ، لان قانون الحقيقة سيقتص منه ، فالله تعالى يحاسب على الضمير المغيب فهو اذن فى الحقيقة ، انما ياخذ لنفسه قطعة من نار .. هذا هو المعنى الذى اراد ان يقوله النبى .. ففهم الصادق للعدالة فهم غريب ، فليس من العدل ان يبنى القاض على شئ خارج حيثيات القضية ، مهما كانت صحة هذا الشئ ، ومهما كان يقينه شخصينا بصحته ، وهذا معنى فى العدالة بديهى ..
    والاعتراض على حكم النبى ، بنص القرآن ، يذهب الايمان فكل الروايات تشير الى ان سبب نزول الآية: (فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ، ثم لا يجدوا فى انفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما) ، كل الروايات تشير الى ان هذه الآية نزلت فى من يعترض على حكم النبى ..
    ولذلك فان قولة الصادق ان النبى كقاض روجع ، وانه كقاض يمكن ان يحكم بغير الحق ، قولة تذهب الايمان دون شك ..

    عدم ادب مع النبى يذهب الايمان ويحبط العمل:
    ان امر الصادق ، كما بينا لا يقف عند مجرد الجهل بالدين ، والانحراف عن قيمة فى السلوك ، وانما هو ، الى جانب كل اولئك يضيف الفساد فى العقيدة ، وسوء الادب مع النبى .. وسوء الادب مع النبى ، بنص القرآن ، يذهب الايمان ، ويحبط العمل .. فالدين انما يقوم اولا على تصديق النبى ، وعلى الأدب معه ، وعلى التسليم له .. وعن ذهاب الايمان بسبب عدم الادب مع النبى وعدم التسليم له ، .. يقول تعالى: (فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكوك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا فى انفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما) .. وما " شجر بينهم " تعنى ما اختلفوا عليه من امور دينهم ، او دنياهم .. فمجرد الشعور بالحرج مما يقضى به النبى وعدم التسليم له ، يذهب الايمان .. فكيف يكون الامر بالنسبة للصادق وهو يعتقد ان النبى يمكن ان يحكم بغير الحق ، ويمكن ان يراجع فى حكمه ؟! والغريب ان سبب نزول هذه الآية كان الاعتراض على حكم النبى .. فقد جاء عن تفسير الآية بتفسير ابن كثير ما نصه: ((يقسم تعالى بنفسه الكريمة المقدسة انه لا يؤمن احد حتى يحكم الرسول صلى الله عليه وسلم فى حميع الامور ، فما حكم به فهو الحق الذى يجب الانقياد له باطنا وظاهرا ، ولذلك قال: (ثم لا يجدوا فى انفسهم حرج مما قضيت ويسلموا تسليما) .. اى اذا حكَموك يطيعونك فى بواطنهم فلا يجدون فى انفسهم حرجا مما حكمت به وينقادون له فى الظاهر والباطن ، فيسلمون لذلك تسليما كليا من غير ممانعة ولا مدافعة ولامنازعة كما فى الحديث: (والذى نفسى بيده ، لا يؤمن احدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به)) .. هذا عن تفسير الآية اما عن سبب نزولها فقد جاء بتفسير ابن كثير: (قال الحافظ ابو اسحق ابراهيم بن عبد الرحمن بن ابراهيم بن دحيم فى تفسيره: حدثنا عن شعيب بن شعيب ، حدثنا ابو المغيرة ، حدثنا عتبة بن ضمرة ، حدثنى ابى ، ان رجلين اختصما الى النبى صلى الله عليه وسلم فقضى للمحق على المبطل ، فقال المقضى عليه: لا ارضى ، فقال صاحبه: فما تريد ؟ قال ان اذهب الى ابى بكر الصديق ، فذهبا اليه ، فقال الذى قضى له: قد اختصمنا الى النبى صلى الله عليه وسلم ، فقضى لى ، فقال ابو بكر: انتما على ما قضى به رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأبى صاحبه ان يرضى ، فقال: ناتى عمر بن الخطاب: كذلك ؟؟ قال نعم !! فقال عمر مكانكما !! فدخل عمر منزله وخرج والسيف فى يده قد سنه ، فضرب راس الذى ابى ان يرضى فقتله ، فانزل الله " فلا وربك لا يؤمنون .. " الآية ..) وقد وردت نفس هذه القصة فى تفسير بن كثير برواية اخرى ، جاء فيها ان عمر بعد ان قتل الرجل الذى لم يرض بحكم رسول الله فرَ الآخر (فاتى رسول الله فقال: يارسول الله قتل عمر والله صاحبى ، ولولا انى اعجزته لقتلنى ، فقال رسول الله: "ما كنت اظن ان يجترئ عمر على قتل مؤمن" فانزل الله: "فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا فى انفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما" فهدر دم ذلك الرجل وبرئ عمر من قتله ، فكره الله ان يسن ذلك بعده ، فانزل "ولو انا كتبنا عليهم ان اقتلوا انفسكم او اخرجوا من دياركم ما فعلوه الا قليل منهم ، ولو انهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيرا لهم واشد تثبيتا * واذا لاتيناهم من لدنا اجرا عظيما * ولهديناهم سراطا مستقيما * ومن يطلع الله والرسول فاولئك مع الذين انعم الله عليهم من النبيين والصديقين ، والشهداء ، والصالحين ، وحسن اولئك رفيقا * ذلك الفضل من الله وكفى بالله عليما " ..) .. انتهى .. هذا ماجاء عن سبب نزول هذه الآية ، فهى نزلت فيمن اعترض على حكم النبى ، وحمت بعدم ايمانه .. ونحن نسوق هذه الآية ، وسبب نزولها ، للصادق عله يقلع عمَا خاض فيه ، ويتوب الى ربه توبة نصوحا ، عسى ان يتقبله ربه ..
    وفى الآية الآخرى يقول تعالى: (يايها الذين آمنوا لا ترفعوا اصوتكم فوق صوت النبى ، ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض ان تحبط اعمالكم وانتم لا تشعرون).. فاذا كان مجرد رغع الصوت ، فوق صوت النبى ، والجهر له بالقول هو من سوء الادب ، الذى يحبط العمل ، دون ان يشعر صاحبه ، فكيف يكون الحال بمن ذهب به سوء الادب الى حد التشكيش فىعصمة النبى ، والدعوة الى عدم تقديسه ، والدعوة الى مراجعته ؟! ان هذا امر فظيع ، شديد الفظاعة ، فعلى الصادق ان يتدارك نفسه ، قبل فوات الاوان ..


    نواصل
                  

05-22-2003, 04:36 AM

Omer Abdalla
<aOmer Abdalla
تاريخ التسجيل: 01-03-2003
مجموع المشاركات: 3083

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هذا هو الصادق المهدى (Re: Omer Abdalla)


    والترابى ايضا:
    ان سوء الادب مع النبىالذى وقع فيه الصادق ، هو ايضا ينطبق على جماعة الوهابية ، فقد رأينا انهم بلغ بهم سوء الادب مع النبى الحد الذى قالوا فيه فى كتاب التقلاوى مانصه: (ان هدم قبة الرسول صلى الله عليه وسلم وصاحبيه هى اعظم مايقوم به مسلم يرجو القربة من الله ولا يخشى سواه) – صفحة 128- وفى نفس الصفحة جاء: (ومن بعد اكتمال هذه القبة التى اوحى بها الشيطان وكاد بها لاهل الاسلام ، انتشرت القباب فى كل بلاد الاسلام ، وارتكبت فيها المخازى ، والبلايا ، والمصائب ، وباشروا فيها الشرك جهارا نهارا) .. انتهى .. ان كل ماقيل عن الصادق وعلاقته مع النبى ، وسوء ادبه معه ينطبق تماما مع الوهابية ، ولكننا هنا لسنا بسدد التفصيل فى امرهم .
    اما الدكتور حسن الترابى ، زعيم جماعة الاخوان المسلمين فهو الآخر قد تورط فى التقليل من شأن النبى و سوء الأدب معه، بصورة مؤسفة، لا تختلف عما تورط فيه الصادق.. فقد جاء في بيان صدر عن الجماعة المنشقة من تنظيم الأخوان المسلمين في السودان، علق في نواح مختلفة من جامعة الخرطوم، و جامعة القاهرة فرع الخرطوم، جاء في هذا البيان ان الترابي قد تعرض للحديث النبوي الشريف الذي يذكر سقوط الذباب في الإناء، و وجوب ادخاله فيه و الشرب منه، فقد قال الترابي: (انني اري هذا راي رسول الله (ص) في امر طبي آخذ فيه راي الكافر اكثر مما آخذ فيه راي رسول الله و لا اجد حرجا في ذلك البتة و لا أسأل فيه عالم دين).. انتهي.. هذا هو قول الترابي، و هو لا يقل بشاعة عن قول الصادق.. و هو ينطبق عليه كل ما قلناه عن الصادق، من فساد في العقيدة، و سوء ادب مع النبي.. و قد بينا بصورة كافية، كيف ان سوء الأدب مع النبي يذهب الإيمان، و يحبط العمل.. فالترابي لا ينكر حديث الذباب، فهو يري انه حديث من الأحاديث النبوية، و لكنه في موضوع يتعلق بالطب، هو يأخذ فيه رأي الكافر المتخصص في الطب و لا يأخذ رأي النبي.. فكأن الترابي يريد ان يقول ان الطب ليس مجال تخصص النبي، فهو لا يعلمه، او علمه فيه اقل من علم الطبيب المتخصص، حتي لو كان كافرا.. و قولة الترابي هذه تضمن تهما شنيعة في حق النبي. فهو يعتقد ان النبي يتحدث في ما لا يعلم.. و هو يعتقد ان النبي قد أخطأ، و ان هذا الخطأ لم يصحح بواسطة الوحي و هذا طعن في عصمة النبي.. و معلوم ان للنبي الكريم احاديث كثيرة في مجال الطب، و هي لشدة كثرتها تفرد لها ابواب خاصة في بعض كتب الحديث.. فقولة الترابي تعني ان موقفه من جميع هذه الأحاديث هو موقفه من حيث الذباب، فهو يأخذ فيها برأي الكافر، و لا يأخذ برأي النبي، و لا يجد في ذلك حرجا البتة!! و يمكن ان يقاس علي الطب، بقية العلوم الحديثة الأخري مثل الهندسة و الفلك و القانون... الخ فهي الأخري، لا بد ان الترابي ياخذ فيها براي الكافر المتخصص و لا ياخذ براي النبي.. و علي ذلك فان النبي الكريم في تصور الترابي ليس اكثر من فقيه، محدود المعارف في العلوم الدنيوية..
    و لقد رأينا في حديث المعراج ان النبي قد قال، ان الله اورثه علم الأولين و الآخرين، فما هو رأي الترابي في هذا الحديث.. و قد ورد في القرآن عن سيدنا عيسي الآية (اني اخلق لكم من الطين كهيئة الطير، فأنفخ فيه، فيكون طيرا بإذن الله، و أبريء الأكمه، و الأبرص، و احي الموتي باذن الله) فما راي الترابي في هذا ؟ هل هو يأخذ براي الكافر اكثر مما ياخذ برأي سيدنا عيسي في الطب؟! و هل هو يعتقد ان سيدنا عيسي مأذون من الله، في المعرفة بالطب اكثر من اذن النبي؟!
    نحن لا نريد ان نقف طويلا مع الترابي هنا فهو ليس موضوعنا و انما اردنا فقط ان نؤكد ان ما ينطبق علي الصادق من سوء الأدب مع النبي، هو ينطبق عليه ايضا.. و الترابي و الصادق يشعران في داخلهما بهزيمة حقيقية امام الحضارة الغربية، فهما لشدة هزيمتهما امام هذه الحضارة، ظنا ان علم النبي يقصر دون ما اتت به من علوم، فتورطا بذلك في فساد العقيدة، و الإنحراف عن الدين..
    و نحن اذ نكتب عن الصادق و عن الترابي، و عن عدم ادبهما مع النبي، نجد في انفسنا اشد الألم و اشد الحزن، لما تورطا فيه، و نرجو الله مخلصين ان يتوبا الي الله توبة نصوحا، يخرجان بها من هذه الورطة الفظيعة، فتدركهما عناية الله..

    الشئون الدينية:
    ان موضوع الشئون الدينية ليس موضوع كتابنا هذا، و نحن لا نود الوقوف عنده، و انما نحن فقط نحب ان نذكر بان بحث الصادق الذي تحدثنا عنه، و اوردنا طرفا مما اشتمل عليه من مفارقات خطيرة للدين، هذا البحث قدم في (المؤتمر العالمي للدعوة الإسلامية) الذي انعقد بالخرطوم في الفترة من 28 مارس و الي اول ابريل 1981.. و لقد كان المؤتمر تحت رعاية الشئون الدينية.. و قد ترأسه السيد عون الشريف، الرئيس السابق للمجلس الأعلي للشئون الدينية و الأوقاف.. و قد مر بحث الصادق في المؤتمر – بكل ما فيه من فساد في العقيدة، و تقليل من شأن النبي، و دعوة صريحة لمراجعته – دون اي مناقشة او حتي ابداء ملاحظة واحدة حوله.. و قد مرت بحوث اخري كثيرة تنطوي علي مفارقات خطيرة للدين، دون ان تناقش.. و قد تعرضنا نحن للمؤتمر، و لبعض البحوث التي قدمت فيه في كتيباتنا التي اصدرناها بمناسبة انعقاده، و من بينها كتاب (المؤتمر العالمي للدعوة الإسلامية، بلا دعوة اسلامية)، و الذي تناولنا فيه مناقشة بعض البحوث التي قدمت في المؤتمر.
    و لقد حالت الشئون الدينية وقتها دون ان ننال حقنا في المشاركة في المؤتمر.. اكثر من ذلك هي حاولت ان تحول دون وصول كتبنا الي المؤتمرين من العلماء، الذين وفدوا من خارج البلاد.. و قد وصل الأمر ببعض موظفي الشئون الدينية ان نزعوا كتبنا من ايدي الضيوف، علي كره منهم.. و هكذا حاول موظفوا الشئون الدينية، بصورة مخزية، فرض وصاية غليظة علي رواد الدعوة الإسلامية الذين قدموا الى بلادنا من مختلف الدول الإسلامية.. و كان عملهم هذا، عملا مشينا لسمعة السودان.. و نحن لنا رأي مبدئي و مؤسس حول موضوع الشئون الدينية، فهي، في تقديرنا، مظهر من مظاهر الإنحطاط الديني ادرك المسلمون بعدما نصلوا عن قيم دينهم، و اصبحوا يقلدون اليهود و النصاري، كما انذر بذلك النبي الكريم.. فمن المعلوم ان الإسلام ينظم حياة المسلمين من جميع وجوهها، فلا مجال فيه (لشئون دينية) و اخري (دنيوية)، و لم يحدث في صدر الإسلام ان قامت مثل هذه الهيئة.. كما ان الإسلام ليس به رجال دين، بالمعني الوظيفي الكهنوتي الموجود في المسيحية و اليهودية.. ثم ان المسلم الحق لا يتقاضي اجرا ماديا علي عمله الديني، و انما ينتظر اجره من الله، و كل عمل ديني يتقاضي عليه صاحبه اجرا، ليس بعمل ديني.. و لذلك فان الشئون الدينية بما تقوم عليه من مفارقات لقيم الدين، لا ينتظر منها ان تقدم شيئا في سبيل بعثه، بل انها هي لمن المعوقات الأساسية لبعث الإسلام..


    نواصل
                  

05-22-2003, 03:52 PM

Omer Abdalla
<aOmer Abdalla
تاريخ التسجيل: 01-03-2003
مجموع المشاركات: 3083

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هذا هو الصادق المهدى (Re: Omer Abdalla)


    خاتمة
    لقد رأينا في هذا الكتاب، التهم التي حاول الصادق المهدي ان يرمينا بها، دون ايراد اي دليل، من اقوالنا او مواقفنا .. و قد رأينا كيف انه حاول ان يصنفنا مع الغاديانية، و البابية، و البهائية، و بعد عرض الأفكار الأساسية لهذه الفرق و بعد المناقشة الموضوعية، المبنية علي الثابت و الواضح، من مواقفنا، و اقوالنا، اتضح ان ما حاول الصادق ان يرمينا به من تهم، ليس فقط لا ينطبق علينا، و انما هو علي النقيض تماما مما نحن عليه .. بل اكثر من ذلك، هو في الكثير من الحالات ينطبق عليه هو بالذات، و بصورة جلية.
    و قد بينا في الكتاب الكثير من مفارقات الصادق، الدينية، و الوطنية، و بينا جهله بالكثير من الأمور التي يخوض فيها، و الي جانب كل ذلك، بينا عدم صدقه، و عدم امانته، و عدم موضوعيته .. و نحن لم نجامل الصادق، و لم نتحامل عليه .. و قد يبدو ان بعض العبارات التي استخدمناها تتسم بالشدة، و لكنها عبارات نحن لم نوردها الا بعد ان اقمنا عليها الدليل الواضح، من اقوال الصادق، و مواقفه، و لذلك فان العبارات التي استخدمناها في حق الصادق، ليست هي كلمات مهاترة، و لا هي تهم جوفاء، لم نقم الدليل عليها، كما فعل هو، و انما هي كلمات استخدمناها لتوكيد معني ما نريد، دون مجافاة للحق، و دون مجاملة علي حسابه .. فنحن، كما وكدنا في كتابنا الأول عن الصادق، ليست لنا مع الصادق عداوة شخصية، و نحن لا نحاربه في شخصه .. و مقاله عنا، لم يكن يحتاج منا الي رد، لأنه سطحي، و لأنه مغرض، بصورة جلية، لا يجوز علي احد ممن لهم ابسط إلمام بفكرتنا.
    و اهتمامنا بالرد علي الصادق انما يجي من انه يكيد لهذه البلاد، و يتعاون مع اعدي اعدائها، بصورة تعرض امن و سلامة مواطنيها للخطر .. و الصادق منذ ان دخل ميدان العمل السياسي، ظل يشكل اكبر عوامل عدم الإستقرار في البلاد. و هو في سبيل تحقيق طموحه، جر علي البلاد العديد من المشاكل السياسية، و الإقتصادية، و الأمنية، الي ان توج اعماله هذه بمحاولة الغزو الليبي عام 1976 .. فالصادق في سبيل سعيه الي السلطة، يقوم يتأييم النساء، و تيتيم الأطفال، و هو يقود البسطاء من الأنصار المضللين، ليعيشوا في معسكرات التدريب، حياة كلها ضنك و مشقة، معرضين فيها للخطر بصورة دائمة، هذا في حين يعيش هو، حياة الدعة و الترف في القصور، بعيدا عن مواقع الخطر!!
    و نحن اكبر ما حملنا علي الكتابة عن الصادق و تعريه، هو تعاونه مع الشيوعية الدولية، التي تتربص ببلادنا .. فقد بينا في العديد من كتبنا ان السودان مستهدف من قبل الشيوعية الدولية، و انها تتآمر عليه، و هي تستعين في تآمرها هذا بالدول الموالية لها مثل ليبيا، و اثيوبيا، و هي تستعين ايضا، بالسودانيين المعارضين لنظام مايو، و علي راسهم الصادق، يدا من ايدي اعداء البلاد في الكيد لها، و هذا هو السبب الأساسي في اهتمامنا بالكتابة عنه، فنحن لا نري خطرا علي امن بلادنا، و استقرارها، اكثر من خطر الشيوعية الدولية .. و نحن لا نري، لا من حيث الناحية الدينية، و لا من حيث الناحية الوطنية، اي مبرر، لأي مواطن، ان يتعاون مع الشيوعية ضد وطنه، مهما تذرع بسوء الأوضاع في هذا الوطن .. فالصادق، و غيره من السودانيين، الذين يتعاونون مع الشيوعية، و الدول الموالية لها، ضد بلاده، انما برتكبون أسوأ انواع الخيانة لوطنهم .. و قد يكون الجهل و الطمع في السلطة، قد اوهما الصادق، انه يستطيع ان يستعين بالشيوعية، و حلفائها، ريثما يستغني عنهم بعد تحقيق اغراضه .. و هذا وهم ما ينبغي ان يجوز علي احد، فان الأمر الطبيعي ان يستغني القوي عن الضعيف بعد ان يخدم الضعيف غرضه المرحلي .. و في اساليب العمل السياسي عند الشيوعية الدولية، العديد من النماذج، لمن تحالفوا معها، ثم تخلصت منهم، بعد ان خدموا غرضهم المرحلي .. فالشيوعيون لا يعتبرون امثال هؤلاء اكثر من (مغفلين نافعين) .. و من بين الذين لفظتهم الشيوعية، بعد ان خدموا غرضها المرحلي، زعماء ماركسيين، ليس الصادق باعز علي الشيوعية الدولية منهم، و ليس مثال حفيظ الله في افغانستان ببعيد.
    ان اتجاهات الصادق في الكيد لهذه البلاد محكوم عليها بالفشل .. و هو رجل بلا مستقبل، و سوء صنيعه، و تعاونه مع اعداء وطنه، سيكفي هذه البلاد شروره باذن الله .. فان الله لا يهدي كيد الخائنين ..
    كلمة اخيرة نقولها لجماعة الأنصار، ان امر الدين، هو امر مسئولية فردية امام الله .. و من فسدت عقيدته، لا يقدم و لا يقتدي به، في امر الدين .. و الصادق بما خاض فيه من امر النبي الكريم، بالصورة التي خاض بها، قد فسدت عقيدته، بصورة جلية .. فتبينوا امر دينكم .. فالنبي المعصوم يقول (أئمتكم شفعاؤكم، فانظروا بمن تأتمون).


    بهذا نختم حلقات هذا الكتاب حول السيد الصادق المهدى ولقد تم إنزاله كاملا على موقع الفكرة الجمهورية في الوصلتين المبينتين أدنناه لمن يرغب في الرجوع إليه مستقبلا أوإنزاله ك Acrobat PDF file
    http://alfikra.org/books/bk253.htm
    http://alfikra.org/books/bk253.pdf
    لكم جزيل الشكر على المتابعة وعلى المداخلات
    عمر
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de