سيرة مدينة:عفوا انها الرويان

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-06-2024, 05:33 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف العام (2003م)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-14-2003, 03:28 PM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 37001

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
سيرة مدينة:عفوا انها الرويان

    صلاح محجوب*
    الحلقة الثالثة
    حاولت أن أخلد إلى النوم، لكن يبدو لي أنني طلبت محال، كيف يتسنى لي ذلك !؟ والشمس ترسل أشعتها العمودية اللافحة فتحترق الأجسام احتراق السهام.. ويمر الوقت بطئ متكاسل .. ولم يعد هنالك عرق يتصبب من الأجسام. فقد كان الهواء الجاف كفيل بأن يبخره قبل أن يصل المسام.
    وأنظر لكي أجد صديقي هذا لا يتحرك من مكانه وضع في مثواه الأخير وكان قد أنقلب على جنبه الأيسر معطيا ظهره للريح التي ترمي من حجارة من سجيل.
    توقف القطار في محطة، أو اثنتان، أو ربما ثلاث، حقيقة لا أعرف عددها بالضبط.
    ثم مللت الاستلقاء ، فجلست واضعا يداي على السطح، تاركا ارجلي حيث كانت. نظرت إلى السطح من قريب وبعيد .. رباه.. إن هذا المنظر يذكرني بشيء لم أره، لكنني فقط أتخيله أنه منظر سلاحف هرمة وشمطاء، عزمت الرحيل تبع تعليمات قائد معتوه . يا له من قائد ويا لها من سلاحف.
    وأخيرا دخل القطار محطة بعد طوال صفير. كان بها نفر قليل يتحركون في بطء شديد يحملون في أيديهم منافع !أي .. نعم ..منافع!
    ورفع صديقي هذا رأسه، ولا أدري إن كان نائما أو سابحا في تفكيره ..ورغم تلك الأحداث التي مرة به . وهذا الوضع الموجود هو الآن عليه، فقد كان وجهه يعلوه شيء من الابتسام، ونظر ناحيتي وكأنني انتبهت أن هذا الوجه ليس بغريب. وظننته يريد أن يسألني سؤال، أية سؤال لكنه اتجه بنظره، هناك حيث كانت تظهر بعض التلال. وأنا تدوري اتجهت بنظري حيث كانت تمر بعض حسان عازه.
    لكنه فجاءة سألني وكأنه لا يوجه لي السؤال. أي محطة هذه؟ فتأكدت قبل أن اجيبه بأن هذا الشاب ليس أصم أو أبكم كما توقعت. ثم أجبته بفم يتصاعد منه الغبار ! أنها الرويان أنها الرويان على ما أعتقد . نعم إنها الرويان . يا ألهي ...أنني أحس بالظمأ ولا يوجد أدني أمل للحصول على قطرة ماء.
    نعم إنها الرويان وتكاد تكون الحياة فيها شبه معدومة والخفرة كذلك وحتى تجار الماء أعتقد أن الجوف خال منه.
    إنها الرويان .. إنها الرويان ..إنني أنظر إلى وجوه الحسان البريئة ويكاد العطش أن ينهي حياتي .. أنني أتحدث مع نفسي الآن . يا ألهي إنها الرويان. كم يبعد منها مجرى النيل يا ترى ..أنه على بعد اشبار ..نعم إنه على بعد اشبار . رباه.. أنني أشعر بالظمأ.. أنني أشعر بالظمأ..يكاد يعصف حياتي.. نعم إنها الرويان.. نعم إنها ..إنها.
    حاولت أن أواصل مع رفيقي هذا الحديث، تعد كل هذا الألم! فبادرته قائلا في شيء من الارتجال والدموع تكاد أن تنحدر على خدي .. أسم جميل أليس كذلك؟
    أجابني في شيء من عدم الاهتمام
    على ما أعتقد أسم جميل، وما أكثر تلك الأسماء الجميلة!
    ثم واصلت :ـ
    يبدو أنك مسافر لمكان قريب؟صمت ولم يرد وأخذ يجول ببصره هنالك حيث تقع التلال.
    هل يا ترى هذا الشاب مسافر على خبر تلفون !؟ سألت نفسي في صمت ثقيل، وإلا فما سبب كل هذا الغموض واللامبالاة . ولكن الغريب من كل هذا كانت هنالك ابتسامة متفائلة تعلو وجه هذا الشاب ولا تفارقه. ليس لتلك الابتسامة تفسير مطلقا .. في هذا الجو الكئيب.
    ثم أدخل هذا الشاب يده في جيبه وأخرج منديل، وأنا أنظر إليه بطرف عيني وخلع تلك النظارة وأخذ ينظفها، من ما علاها من غبار.
    ثم تحدث قائلا لي وهو لا يزال يمسح نظارته .. أشكرك مرتين...وما كدت أرفع رأسي وأنظر إليه حتى أحسست بأنني أنظر إلي إنسان رأيته فيما مضى ربما منذ زمن بعيد.. منذ أيام الدراسة الابتدائية ..واضطربت بعض الشيء لا أدري لماذا!؟
    ورجعت بذاكرتي القهقرى أيام الدراسة الابتدائية وهذا الذي بجانبي الآن على سطح القطار! نعم إنه هو، ذلك التلميذ الذي كان جاري في الفصل الثاني والثالث والرابع الابتدائي على ما أعتقد ..ذلك المخلوق الذي لا يتحدث إلا قليلا: عكس ما كنا نفعل..وكذلك لا يلعب معنا، ولا يخرج للفطور عندما يدق الجرس. نعم إنه هو ذلك كان يتحدث مع نفسه أغلب الوقت نعم ..نعم إنه هو نفسه ، عندما كان يسألنا الأستاذ في حصة الحساب وفي جداول الضرب بالذات عندما كنا تقف ونرفع الأيدي تطقطق في الهواء، ليكن هذا الفعل عن شطارة منا، لكننا كنا نريد أن نوهم الأستاذ بأننا نعرف، ونحفظ الإجابة عن ظهر قلب . وبذلك كان أستاذنا الجليل يحيد النظر عنا، باحثا هن تلميذ لا يرفع يده أو هن آخر مختبئا . فننجو نحن جهابزة الفصل ! فكان يأمر زميلي هذا! بالوقوف وكان جاري في الفصل تقريبا ، وأنا واقفا بقربه وأصابعي تطقطق في الهواء حتى يخيل لك أنني أكاد أن أطير من مكاني، ويجيب زميلي هذا، ولا نعرف ..أو بالضبط لا أعرف أنا شخصيا، أنه أجاب إجابة صحيحة إلا عندما يقول له الأستاذ شاطر، جدع،تفضل أجلس. وعند ذلك نتنفس الصعداء .ويا ليت..! وبالأصح يا ليتني عرفت ما هي الإجابة بعد كل ذلك !! اللعنة أسمه لا يريد أن يستقر في مخيلتي أنه زميلي زهاء ست سنوات أو خمس. وتعد كل هذا طار اسمه ، ما أغرب تلك الأسماء أو ربما ما أغرب تلك العقول التي تتذكر الأسماء !
    ثم أنتبهت إلى نفسي من ذكرياتي هذه وأحسست بنوع من الخجل والضيق حيال تلك الذكريات البعيدة . نعم أحسست بنوع من الخجل والضيق!
    انتبهت لنفسي وألقيت عليه نظرة أخري ، نعم أنه هو بعينه .. نعم أنه زميل الابتدائي .
    واسترجعت الشريط:ـ
    محطة الخرطوم عندما تشبث بقميصي وتركني بلا أزار. الرصيف في بحري واللامبالاة وإنقاذي ..إن صح التعبير ..إياه .
    نعم أنه هو ..أنه هو زميلي وجاري في الفصل الابتدائي ..ذلك التلميذ النجيب . سألته بغتة.
    هل أنت مسافر على هذا القطار؟
    أجابني ..ربما.
    ربما! كيف ربما؟ "سألت نفسي"لكنني انتبهت إلى نفسي كيف أساله مثل هذا السؤال والقطار غباره يملأ الأمصار!وصرير عجلاته يصك الأذان، إذن فربما أجابه منطقية لمثل هذا السؤال.
    ثم أستلقي وتوسد حقيبته مرة أخري ، وتربعت أنا بدوري.
    ووضع نظارته مرة أخري، كذلك ، تنهد في شيء من الاسترسال . أما
                  

03-14-2003, 08:03 PM

Abdalla Gaafar

تاريخ التسجيل: 02-10-2003
مجموع المشاركات: 2152

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سيرة مدينة:عفوا انها الرويان (Re: adil amin)

    الاخ عادل
    لك السلام والتحية ولدقيق الوصف
    حاولت المتابعة منذ زمن فتهت .تعجبني تلك الحكايا في روعة سردها وبساطة اللغة
    لماذا لا تجمعها كلها في هذا البوست
    انت تذكرني بشخص ما وباسماء ومدن وزمن وجيل ما
    ولك الشكر
    عبدالله جعفر

    (عدل بواسطة Abdalla Gaafar on 03-16-2003, 01:53 PM)

                  

03-16-2003, 02:00 PM

Abdalla Gaafar

تاريخ التسجيل: 02-10-2003
مجموع المشاركات: 2152

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سيرة مدينة:عفوا انها الرويان (Re: adil amin)

    الاخ عادل ياريت لو تجيب كل كتابتك في بوست واد
    لك شكري
    عبد الله جعفر
                  

03-17-2003, 01:49 PM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 37001

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سيرة مدينة:عفوا انها الرويان (Re: Abdalla Gaafar)

    الاخ العزيز عبدالله جعفر
    تحية طيبة
    اشكرك على التواصل
    ويمكنك اذا عايز تشوف كل ما كتبنا فى البورد انت تستعمل محرك البحث كالاتى بتظهر ليك صفحة فيها خانتين فاضيات وهو موجود فى الصفحة المنبر الحر من اسفل
    ثم تكتب الاتى فى الخانة الفاضية التحت
    adil amin
    search وتسيب الفوق فاضية وبعدين تعمل الامر ابحث
    حتجيك صفحة فيها كل البوستات من اول بوست الى اخر بوست
    نشكرك جدا على الاهتمام

    (عدل بواسطة adil amin on 03-17-2003, 01:50 PM)

                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de