لى الاخ بكري فلتسى لضم هذا المبدع....المبدعون السودانيون والرحيل في الليل )

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-04-2024, 11:40 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف العام (2003م)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-02-2003, 06:44 AM

nadus2000
<anadus2000
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 4756

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
لى الاخ بكري فلتسى لضم هذا المبدع....المبدعون السودانيون والرحيل في الليل )

    الأخ بكري وبقية العقد الفريد
    تحياتي

    لفت نظري هذا الأسامة في عديد من كتاباته وإن كنت لا أعرفه وأعتقد أنه إضافة حقيقية للمنبر الحر
    ولمن يملك الجزء الأول من هذا المقال فلينشره

    ==========================================
    المبدعون السودانيون والرحيل في الليل (2-6)

    أسامة معاوية الطيب
    [email protected]

    (هذا سوق أم درمان مازال كل شئ فيه كما كان قبل أعوام وأعوام ، فبائع "القش" في مكانه القديم ، وكمساري الترام هو هو إنما أقل حيوية ونظافة ، وبائعو الذرة والتمر كلهم في أماكنهم التي كانوا فيها قبل عشرات وعشرات الأعوام من عهد الحكومة المهدية جالسين ينظرون إلى الأفق وليس من بيع أو شراء ، والسعيد السعيد من ظفر بقوت يومه ، رطل من الذرة أو قطعة من اللحم.) وقف معاوية محمد نور – أحد أهم نقاد حقبة الثلاثينات ، كتب في الجهاد والهلال والمقتطف ، له كتابان "دراسات في الأدب والنقد" و "وقصص وخواطر" – يرسم حالة أم درمان الوطن في زمنٍ اتقدت فيه فوانيس المستعمر من دماء أبناء الشعب ، ولكن ... سوق أم درمان اليوم ، لا تشكو قلة الفئران بل تبكي كثرة القطط ... كان الأدب حينها – واليوم – أدب مكابدة الحياة الصعبة ، واجترار الغصة ، توّلد فيه بشكلِ عام نسيج من الوحدة والقلق والخوف ، ولأنه كان مدفوعاً برغبة صادقة في التغيير اصطدم كثيراً بالواقع – يقول معاوية – أغريب بعد ذلك إذا احتقر هذه الدنيا و أصبح يمشي مشية المغلوب على أمره غير طامع في حاضرها أو مستقبلها ، إنه يعيش في هذه الدنيا كما يعيش الحيوان لا يعرف من فرح الحياة شيئاً ولا يرى لوجوده كبير معنى ، إذ أن حصته منها الألم والجوع والمرض. أغريب بعد هذا تدين هذا الشعب وإيمانه العميق بالحياة الآتية ، التي من أجلها يحيا ويتألم ويصلي صلاة الخشوع والعبادة!

    نتيجة منطقية لعوامل قاسية

    وكان تاريخ الأدب السوداني يصطدم دائماً بهذه النتيجة المنطقية لذات العوامل القاسية ، كان صدر الحاكم – المستعمر والسوداني – يضيق بالمثقف ، الأول كان يخشى من وعي الشعب واستيعابه لخيوط الحل والثاني كان يخشى الأولى ويغار على نجوم كتفه من أي نجمة في رأس ، وغالباً ما كان ينتصر لنجوم كتفه على نجمة الرأس بالزناد والتغريب ، وغربة الأديب السوداني ليست غربة المكان فحسب ولكنها غربة الروح كذلك ، تكمن في جهل الناقد العربي بمرتكزات وقوائم وفلسفة أدبه الجديد ، حين كان حمزة الملك طمبل الشاعر المجدد والناقد الداعي لأحياء أدب السودانية – يجعل للأدب سماته السودانية الخاصة - وهو دليل على قلق واضطراب الأديب السوداني في خلق هويته الفنية عموماً ، كان النقاد العرب يحاكمونه من خلال منظورهم الواحد دون أي إدراك أو محاولة لفهم واقعه الجديد ، يخضعونه فقط لمعايير النقد العربي دون دراسة حالته الجديدة والوقوف منها موقف المؤيد أو المعارض ، وحين كانت شوارع أم درمان تحفل بالترام يتجول فيها ، يتحول لمجتمعٍ شعبي كبير يتآنس فيه الناس وتشغل النسوة عيونها بمشاهدة المارة والثرثرة الطويلة وقطف أوراق (الخضرة) لحين عمل وجبة الملوخية خالية العروق من أنفاس الأسمدة ، كان التجاني يوسف بشير يكتب (انكسرت شمس دنيا القلب وانطفأت من نفسي المصابيح) وجاء عبد المجيد عابدين – ناقد مصري اهتم بالأدب السوداني – ليقرر أن العلاقة بين الشمس والكسر متهافتة وفات عليه أن هذه استجابة الشعراء لدعوى سودنة الشعر وأن كسر الشمس من المعاني السودانية والدلالات اليومية - مالت للمغيب - وكذلك كسر القبر كانت من مراسم عادات دفن الموتى ومراسم العزاء وأن نوح هو النبي الذي يتعوّذون باسمه من كل شرور لياليهم المظلمة وخلواتهم المقفرة ، فيقرر أن ( عوّذوه بنوح ) جاءت لضرورة القافية فقط ، ولم يكن نوح مجرد نبي أملته القافية على التجاني ولكنه طارد الشر عن عيون وقلوب كل أهله وتميمتهم التي تزدان بها أذرعهم الخضراء ، وكانت هذه دافعاً لقلق الحالة الثقافية إلى أعلى مراحل توترها ، الأدب وتجديده ، وتجديد مفاهيم النقاد ولفت أنظارهم لدعوته الجديدة ، وهم في حالة القلق هذه يغيّبهم الإعلام الذي يغار على الحكام من أصوات المثقفين العالية لأن أصواتهم تعليها البندقية فقط ، فهم أجانب حيثما حلّوا – يقول التشكيلي السوداني المقيم بفرنسا حسن موسى – وغربتهم لن تنقص أو تزيد من هذا الجانب أو من ذاك من جانبي خط الحدود – يقول – ثم لا تطلب تأشيرة دخول (أبداً لن يمنحونكها) اقتحم البوابات أو تسلل خلسةً في الظلام ، أو أرش خفر الحدود – وهذه ميكافيلية يجب أن يرفضها الأدباء لأن الساسة الآن يدفعوننا فاتورتها – (فذلك كله ضرب من فنون أهل أفريقيا يجهله اختصاصيوا (الفنأفريقانية) وهو فن البقاء ، وما أدراك ؟ فقد يتيسر لك يوماً عبور الحدود التي تفصل المستبعدين ، بكسر العين ، (وعين المستبعدين كسير) عن المستبعدين بفتح العين.

    كانت أم درمان مدينةً تضجّ بالحياة ، تنعم بأدباء يسيلون على أوردتها دماً وحياة ، كانت تحبهم ويحبونها ، يمشون على طرقاتها كالقصائد وتمشي في طرقاتهم كنمل الخمر الكسلى ، هي وطنهم الذي كتبوه وهم وطنها الذي تشتهي ، ولكنها وحين أسلم معاوية نور رؤوس أقلامه وأندّس بين مساماتها دبوّساً يشكّ أصابع الذكرى ، وقمراً تغيّبه سحابات الجهل القاتمة ، تململت في جلستها وانكبت على مراقد الخدر تتناسى ، والخرطوم – مدينة وملهاة الحكام – لاهيةً عنها بنجوم الكتوف اللامعة ، وحين قدّم إبراهيم ناجي – الشاعر المصري صاحب الأطلال – لطبعة ديوان التجاني يوسف بشير ( إشراقة ) – يقول الناقد فاروق الطيب أن كراسة التجاني ومخطوطته التي أزمنت بين أيدي ناجي – قبل طبعها – جاءت لتلقي بظلالها على أطلاله والأخريات – ولكن ناجي مع مثقفي مصر وإعلامهم يعرفون كيف يكتبون ومتى ، وحين كتب عبد المجيد عابدين كتابه ( التجاني شاعر الجمال ) كانت أم درمان تقاطر دمها حتى من أذنيها وهي ترى المعهد العلمي – هالة العلم حينها – يرمي شاعرها وأحد أخلص أبنائه بتهمة الإلحاد وهو يجلس على ركبتيه يبكي (هو معهدي ولئن حفظت صنيعه فأنا أبن سرحته الذي غنّى به ) ولو أن فوق الموت من متلمّس للمرء لمدّ المعهد بأسبابه للتجاني لأن الغيرة الفنية هي المتحكم في نقد تلك الحقبة وآرائها ، الآن بعد نزفت أم درمان كل دمها جاءها الأديب علي المك يقف بين حي (الدومة) و (ود درو) – من أحياء أم درمان القديمة – يطالع في الفضاء تقاطع ألحان (كرومة) مع كلمات التجاني مع أنغام عبد العزيز محمد داؤود يهتف : ( من الذي يجود بدمه ؟ أهل هذه المدينة – أظنه يقصد الخرطوم – لا يجودون بشيءٍ سوى الكلام ، أسمعهم " الدم فداء الوطن " والساعة يشرف مواطنٌ على الهلاك وأنت لأول مرة … إن الحجرة التي تعيش فيها تضيق بأثاثها القليل ، تريد أن تلفظه ، آه في رأسك مطارق تدقّ ، تحك رأسك تبدأ بالرأس ثم تبلغ القدمين وكل أعضاء جسدك ، فمٌ يصيح لن أشرب الليلة ... لن أشرب .. العزيمة ، أصبح المصباح السابح في سماء الحجرة مهبطاً للذباب يفعل فيه وبه ما يشاء الذباب ، وقد ترك آثاره على الحبل وأنت لا تستطيع فعل شيء ، قم الآن ، انهض ولتقوم على عمل ، عمل مفيد ... تبرع بشيء من هذا الدم الفاسد.. ).

    ربما لأن الخرطوم استسلمت للثلاثية التي تستكتب القاهرة وتستطبع بيروت وتستقرئها لم يعرف العالم أن بها أدباً راقياً ، وأن الطيب صالح الذي ملأ الدنيا وشغل الناس هو بعضٌ من دنانها ، وأن العقاد حين كان يستكثر أمارة الشعر على شوقي كان يريدها للتجاني ولكن ... واليوم وبعد أن رحل عبد الرحيم أبو ذكرى وحيداً في ليل موسكو شاهق الطوابق صدر له ديوان الرحيل في الليل ، وما زالت آثاره قعيدة أدراجٍ وأزمانٍ يغدقان حولها النسيان ونخشى أن تخرج غدا في ثوبٍ غير ثوبها وهذه إشكالية الأدب رهين المحبسين ( الأدراج ، والأهواء) إلاّ من بعض اجتهادات للباحث محمد أحمد يحيى يعمد فيها إلى تحقيق آثار أبو ذكرى ، يصطدم بصعوباتٍ عدة .

    إن الأدب السوداني عانى كثيراً من قلق الفكرة والفلسفة والهوية، وغيرة الساسة وجهل النقاد وهو ما كرّس لانغلاق المبدعين على ذواتهم إما بالموت أو الذهول أو الانقطاع . ويرضى التجاني بعد كل هالة إشراقة بغرفةٍ - هي واقعه والمخلصين من حوله - منهكة الأثاث تسلم رئتيه لأدواء عدة وذهنه لقلقٍ كثيف مما يحيط به وخارطة الأدب لا تشير إلى معالم واضحة ومحددة ترتكز عليها أقلام وآمال الأدباء وخطوط مسلّماتٍ ينازعها العقل حينا فتجعله يتأرجح بين شكّه ويقينه (أشكّ فيؤلمني شكّي وأبحث عن برد اليقين فيفنى فيه مجهودي) ولكن هل انتبه أدباء اليوم لإشكاليات النخبة السابقة التي ظلت تدمن الفشل على أهم أصعدتها – السياسي والفكري ؟

    وسوق أم درمان التي وصفها معاوية نور لا تزال تبكي فقد شوارعها لعلي المك وعلي عبد القيوم ولا تزال تسأل سؤالها القلق إلى متى تظلّ الطابية – حواجز حربية بناها المهدي على النيل لمجابهة مدافع المستعمر – مثقلة الرأس بأسئلة الهوية والوجود ؟ وإلى متى تحشد طاقة الإبداع كل جهدها لنقاشٍ على حافة الفكرة يأتي عليها كالنار تجتاح الهشيم وتذروه أدراج رياح الانفلات والتسطّح؟ إن ذاكرة الأدب السوداني لو اجترت اليوم دعوى أهل الأمس لنهضت تكتب نفسها عن وعيٍ وحسٍ جديدين وتقف على أعلى أسئلة وجودها تجاوب العالم.
                  

03-02-2003, 10:42 AM

nadus2000
<anadus2000
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 4756

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لى الاخ بكري فلتسى لضم هذا المبدع....المبدعون السودانيون والرحيل في الل (Re: nadus2000)

    الأخوان الأعزاء

    البوست أعلاه يخصني ويبدو أنني قد أخطأت تغيير إسم المستخدم
                  

03-03-2003, 02:21 AM

بكرى ابوبكر
<aبكرى ابوبكر
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 18728

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لى الاخ بكري فلتسى لضم هذا المبدع....المبدعون السودانيون والرحيل في الل (Re: nadus2000)

    الحبيب نادوس لك الشكر و الكاتب من كتاب نادى القلم تبع الموقع وقد دعوته للانضمام للمنتدى
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de