عيدية للاحباب:قطر كريمة

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-22-2024, 08:50 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف العام (2003م)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-10-2003, 07:25 PM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 37092

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
عيدية للاحباب:قطر كريمة

    بقلم صلاح محجوب

    عقارب الساعة تشير إلى السابعة،الشمس ترسل أشعتها اللافحة منذ الصباح، وكأنها قد سئمت هذا المناخ، واقتنعت بأنه لم يعد هنالك من ينظر إليها ويتأمل فيها وهي تمشي الهوينى في ذلك الثوب الحريري المستدير.
    لكن يا فاتنة السماء! كيف ينثني لنا ذلك ونحن على أبواب قطار الشمال ندخر كل ما توفر لنا من نفس في البحث عن شبر خال، فلا يفيد هاهنا التأمل أو التغزل بأي حال من الأحوال. فالتمسي لنا عذرا وأستوصي بنا خيرا عندما تتوسطي كبد السماء.
    القطار ـ باختصار ـ لم تعد هنالك شبر خال سوى راس الجرار .أما في الداخل فيكفي المرء أن يسأل نفسه...هل هذا سفر حقيقي، أم ضرب من ضروب الترحال؟ بعد أن نفقت جميع الدواب وتركت الديار كالأطلال يا إلهي ! إنني أجلس واضعا جبيني اليمين فوق الشمال .لكن لا تكترث لي يا صديقي. فهنالك من يقف بدون أن تطأ قدماه أرضية عربة القطار، وهو بعد كل هذا في سبات عميق . لا لا تستغرب فالحقيقة دائما أغرب من الخيال.
    أما عن سطح القطار وأجنابه .. اللعنة ..هيهات ..هيهات لا جن ولا سحر ...صدق الشاعر حين قال:
    العرق وما أدراك ما العرق !يتصبب من الوجوه والأيدي والأرجل وفروة الرأس.. ببساطة من كل موضع في الجسد يه مسام أو ليس به مسام ويا له من عرق.
    ولكم هو مؤلم منظر ذلك الطفل .. طفل هزيل..هزلا يبعث على الخوف.. تحمله أمه، والعرق يتصبب منها، وهي واقفة على مقربه من الباب داخل عربة القطار.الطفل يبحلق تارة ناحية اليمين وأخرى ناحية اليسار.. في شيء من التساؤل والاستفسار!
    ورغم كل هذا كانت أصوات الأغاني والصراخات، وبعض الكلمات تصل في موجات كبيرة مبهمة العذابة ..مقص مقص ياالد ..الدوري..رطل السكر..السفاح..المودة..رطل الزيت.. حماده ده ..السوق السوداء..إبريل الزهرة في الراية ..سنة 56 ..أزهري جنني المسافر ما.. 16 سنة..بعشرة قروش .. الأحزاب .. علي الطلاق . الأئتلاف ..كيف ..مائة جنية ..لا يمكن ..معدومة ..واسطة .حكومة قومية ..بقرش ..خطأ ..بعشرين جنية ..عبود..يلعن..في الهدف..الأسبيرات ..الجنية المصري..الأبريق ..الحفل ..مايو.. في الأمة ..سنة 64 ..مقص مقص يا العذا ..ست الودع أرمي ال...
    أصوات متباينة متداخلة تخرج من الشبابيك ..بينما نحن جلوس على سلم باب العربة درجة ثالثة ليست العادية، كلا درجة ثالثة الممتازة!
    وأصوات أخرى تخرج من الشبابيك من الجمهرة التي أتت على من يبدو لأتمام مراسيم الوداع.
    وفي الثامنة أطلق القطار صافرته في صوت أبح وماج وهاج واتجه يصفه ناحية القطار، ليت شعري عرفت، أين سيركب هؤلاء! في القطار أم هنالك آخر في الانتظار.
    وما هي إلا لحظات حتى وجدت نفسي..هذه المرة..واقفا على عتبة السلم ..واضعا جنبي اليمين كالعادة فوق الشمال.
    ثم أطلق القطار صافرته مرة أخري تعد دقائق من الأولي، وهرول ناحيته كذلك ..نفر غير قليل يتشبثون بأي شيء بارز ..وفجاءة العن.. لقد تشبث أحدهم بقميصي وتركني في غمضه عين بلا ازأر.لم يعتذر، ولم الق له بال، قل لي بربك ما فائدة الزجر هاهنا أو الاعتذار!؟
    ولم يترك القطار ،نعم لم ولم وسوف لن يترك القطار ..وأتي السباب من بعيد ومن قريب وما أشنعه سباب..لكن يا هؤلاء وألئك، ما ذنب سائق القطار . او من أتي به إلى هذه الديار.. أما السائق فهذا محال وبعد ساعة أو أكثر ونحن نسمع في القيل والقال، أطلق القطار إنذاره الثالث، وهاج وماج كما هو معلوم الجمع وطبعا لم ..بالضبط.
    هيهات هيهات لا جن ولا سحر، أتراك تقرض الشعر لهذا أم لأخر وراء البحار.
    وفجاءة بدأت أعطس عطسا متقطعا كصوت الإرسال وفي نفس اللحظة دخلت في عيني اليسرى قطرات من العرق المتصبب من جبهة القتال، فأصبحت ملتهبة كالنار.أأعطس أم أمسح عيني!! ولشدة ما كانت دهشتي وأنا على هذا الحال إذ لكزني أحدهم في كتفي بعصاه يحملها وسألني.. لماذا لم يتحرك القطار؟ لماذا لم يتحرك القطار؟أو تريد حقيقة أن تعرف لماذا لم يتحرك القطار!؟ لأنه يجب الانتظار يا أخي لأنه يريد الانتظار يا زميلي، لأنه يعشق الانتظار. غريبة ألا تريدني أن أصيح، ولم لا أصيح يا صديقي وأنت تسألني مثل هذا السؤال . وإذا أردت مزيدا من الصياح والإيضاح فإني أقول لك صراحة، إنني القطار ، وسائق القطار ، وكنترول القطار ، ومهندس القطار . وإنني أتريد وأحب وأعشق الوقوف والانتظار هكذا ..هاكاذا.
    يا له من سؤال يبعث على الغثيان ، لماذا لم يتحرك القطار؟ ونحن نقف هنا منذ ساعتين جنبا إلى جنب كالجمال التي شدت على أرجلها الأجبال وبعد كل هذا تلكزني لكزة تطير الصواب وتسألني مثل هذا السؤال.
    على العموم العذر أولا وأخيرا للمجيب أو لصاحب السؤال. أنقذ الموقف أحد الأخيار.
    وبعد ربع ساعة تحرك القطار هذه المرة ...يا للعجب ..بلا سابق إنذار، وهو كذلك فكم مقرف صوت ذلك الإنذار.
    وبدأت العجلات تدور في بطء ثقيل، إن دلت على شيء .. فكهولة قبل الأوان ، وتصلب في الشراين وروماتيزم في العظام، وأنيميا حادة، وتليف في الكبد، وحبس بول ،وربما إسهال . ثم بدأت الأصوات تعلو..أًصوات العجلات ..وأسقف العربات ..وكأنها أصوات شيخ هرم يريد أن يستيغظ بعد أن ألهبو ظهره بأغلظ السياط..كبح ..كاح ..كوح..كيح ..كوح..
    وتحركت الظلال في شيء من عدم الاكتمال، ثم بدأت أصوات المودعين تبتعد شيئا فشيئا، وقلت لنفسي كيف يتفق وجود هذا العدد الكبير من المودعين..ومعظمهم من الشباب ..في هذا الوقت، حيث تشير عقارب الساعة إلي التاسعة والنصف،من يدري ربما كانوا تجارا!
    ثم ألقيت نظرة على الشارع العام مع ـ خط السكة حديد ـ للوقوف، فذلك يحرك يده في شيء من الاستهتار، وأخر ينظر كأنه لأول مرة يرى قطار وثالث يحرك أصابعه في شيء من التساؤل بأستحقار من وراء زجاج عربته" النيوكار" وذلك الطفل يتظاهر بأنه سوف يقذف بالحجر تجاهنا فلا شك أننا هدف مضمون. ثم يلتوي ضاحكا في شيء من القفز، بعد أن يرى ما يرى فكل واحد منا لا يريد أن يكون ذلك الهدف الملعون. لقد اختبأنا داخل الصدور أو عبثا حاولنا ويا لها من لحظات !!
    اقترب القطار من كبري النيل الأزرق، في شيء من الوقار، منظر الماء الالتقاء..أشياء نعم أشياء فقط. فقد تبلد كل حس لكي يصف الجمال. حيث كان كل حسي مركزا حيث أثبت يدي على الإطار، أما اليمني فقد حلت مكان الإزار وتعالت الأصوات وتضخمت معلنة دخولنا الكوبري ثم بدأت الأعمدة الحديدية الضخمة تتوارد في شيء من التحقر المخيف لم تبدو لي في تلك اللحظة كجماد وهي تمرغ على تعد أشبار وكأنها تستعطف في ملك الأقدار.
    وأخيرا خرجنا بسلام ..يا لها من ثواني أطول من السنين، وتعد لحظات والمناظر تتكرر على جانبي الطريق .. يطلق القطار إنذاره معلنا دخوله محطة الخرطوم بحري ولم يكن في حاجة لبذل أي مجهود لكي يخفض السرعة التي كان يسير عليها. ثم ظهرت التجمعات البشرية .. هل يا ترى هؤلاء مودعين أم مسافرين! ظهرت المحطة بمقاعدها .. العشرة.. ذات القباب المستديرة واقتربنا شيئا فشيئا من الرصيف، ولأول مرة في حياتي أن جسم الإنسان يمكن أن يتقلص بهذه الدرجة في ساعات الخوف.
    وفجاءة ألقيت نظرة بجانبي، فرأيت ذلك الذي ترك قميص بلا إزار واقفا ينظر إلى الخلف غير مكترث للصرخات التي تنبهه باقتراب الرصيف.. واضعا على جنبه الأيسر حقيبة صغيرة، لا تتسع لأكثر من قطعتين أو ثلاثة من الملابس. ثم نبهته بصوت مسموع .. الرصيف أنتبه يا أخ الرصيف. لكنه لم يعبأ يما قلت ولم يلتفت ناحيتي كذلك.
    وفي لحظة أقل من ثانية أجد نفسي أجذب بقوة لا أدري من أين أتت وفي نفس اللحظة مرق الرصيف مرقا ..وضربه في كعب رجله اليمني ضربة أطارت منها الحذاء. وصرخ جميع من على الباب، واللذين على الأرض، ولكن مرة ساعة الصفر هذه بسلام، ومن الغريب حقا أن هذا الشاب لم ينفس ببنت شفة حيث تعالت صيحات التوبيخ !! من الجميع.. الذين على الأقل شاهدوا هذا المنظر نصف المميت .
    وتعد أن توقف القطار تركته من تلك البقعة التي كنت أمسك بها ونظرت إليه في شيء من الاستغراب ..حيث كان يضع على عينيه نظارة سوداء ..لكن من يدرى ربما يكون هذا الشاب أصم أو أبكم وربما .. وقطع حديثي مع نفسي هذا.. ذلك المشهد الذي أتي حيث كنا يحمل فردة الحذاء فأخذها منه ونزل على الأرض وهو يظلع ثم ارتداها ولم يقل لذلك الرجل شيء سوى أن أوما برأسه كعلامة شكر.
    ونزلت أنا بدوري، فقد تخدرت رجلي اليمني حتى أنني لم أعد أحس بوجودها، وأحسست بعظام صدري وكأنها تكاد تخرج من بين اللحم.ورفعت بصري إلى سطح القطار.. أما مكاننا فقد احتل في الحال ..ثم رفعت بصري مرة أخرى ..علني أبصر مكان خال وكان هنالك عند فرملة القطار مكانا شبه خال ..ثم نظرت إلي صاحبي هذا ووجدته كذلك يبدو عليه الإحتيار فأشرت إليه فتبعني في الحال لا ينقصنا شيء سوى المسامير والحبال . كان سطح العربة به نتوء في الخشب ومسامير بارزة لكن لا بأس به المهم أنه خال وأفضل من ذلك السلم بكثير.
    لم أسمع إنذار القطار هذه المرة لكن يبدو لي أنه يتحرك فقد تعالت تلك الأصوات..كاح..كيح.. كوح... كاح.. كيح ..كوح ..وأخيرا تركنا بحري في بطء ثقيل.
    مواكب تمر مدائن مطار *** رويدا مهلك قطار الشمال
                  

02-11-2003, 00:39 AM

Elkhawad

تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 2843

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عيدية للاحباب:قطر كريمة (Re: adil amin)



    الحبيب عادل امين عيد سعيد وفرح لي كل بقاع السودان

                  

02-11-2003, 02:15 AM

بكرى ابوبكر
<aبكرى ابوبكر
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 18728

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عيدية للاحباب:قطر كريمة (Re: Elkhawad)

                  

02-11-2003, 04:59 AM

AnwarKing
<aAnwarKing
تاريخ التسجيل: 02-05-2003
مجموع المشاركات: 11481

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عيدية للاحباب:قطر كريمة (Re: adil amin)




    العزيز
    adil amin
    السلام عليكم
    كل عام وانتم بخير
    وشكرا على العيدية الرائعه والتحية لك وللأستاذ صلاح محجوب

                  

02-11-2003, 09:17 AM

Elmosley
<aElmosley
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 34683

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عيدية للاحباب:قطر كريمة (Re: adil amin)

    كل سنه ونت وكل الناس الهنا والهناك طيبه
                  

02-11-2003, 10:32 AM

مريم

تاريخ التسجيل: 02-07-2003
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عيدية للاحباب:قطر كريمة (Re: Elmosley)

    شكرا على العيدية وكل سنة وانت طيب
                  

02-18-2003, 11:10 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 37092

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عيدية للاحباب:قطر كريمة (Re: adil amin)

    الاخوان الاعزاء
    تحية طيبة
    نشكركم على روح التواصل...وناسف لتاخير
                  

02-18-2003, 08:54 PM

Abdalla Gaafar

تاريخ التسجيل: 02-10-2003
مجموع المشاركات: 2152

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عيدية للاحباب:قطر كريمة (Re: adil amin)

    الاخ عادل
    لك السلام
    وشكرا علي قطر كريمة
    ضحكت وطربت ايضا وانا أقرأها لان قطر كريمة ظل بخاطري وخاطرجيلي لغزا واسطورة تماما كما وصفهه صلاح محجوب بقلم ساخر جداورغم ذلك وهبني الق الوصف شعورا دافئابالالفة وهذااقصي ما احتاجه الان لكم الشكر وكل عام وانتم بخير
    عبد الله جعفر
    هلسنكي
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de