العنف الجنسي ضد المرأة من دارفور إلي المحمودية

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-04-2024, 09:52 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة سارة عيسي(SARA ISSA)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-05-2006, 02:37 AM

SARA ISSA

تاريخ التسجيل: 11-29-2004
مجموع المشاركات: 2064

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
العنف الجنسي ضد المرأة من دارفور إلي المحمودية


    العنف الجنسي ضد المرأة من دارفور إلي المحمودية



    نعود مرة لمناقشة أمر جريمة الاغتصاب ، هذه الجريمة البشعة التي تقشعر منها الأبدان ، عندما يوظف الإنسان رغبته وغريزته في إيذاء الآخرين وهتك أعراضهم ، وأنا لا أتحدث عن جريمة الاغتصاب من المنظور النفسي ، حيث يوجد في كل مجتمع بعض مرضى النفوس الذين تدفعهم غرائزهم لارتكاب هذه الجريمة البشعة ، من غير أن تحيط بالجريمة بعض التعقيدات السياسية ، مثل أن يكون هناك نوع من الثأر الاجتماعي كما يحدث في الأرياف ، وتقل في المدن الكبيرة بسبب استتباب الأمن وثقافة المرأة ووعيها بوسائل الحماية الشخصية ، الاغتصاب الذي أنا بصدد الحديث عنه الآن هو الجريمة التي يكون من ورائها هدف سياسي ، كما حدث في البلقان سابقاً ، أو ما يحدث في السودان حالياً عندما قامت الدولة بتمليك بعض القبائل في دارفور السلاح والمال ، وطلبت منها محاربة مجموعات عرقية محددة ، فجرّ ذلك إلي قيام هذه القبائل بارتكاب جرائم ضد الإنسانية ، من بينها الإبادة الجماعية والاغتصاب ، ولذلك كانت صدمة بالنسبة إلينا أن ينحدر مجتمعنا الإسلامي إلي هذا المستوي ، فقد مرت جرائم الاغتصاب الجماعي في دارفور من غير عقاب ، ومؤسسات المجتمع المدني في العالم العربي والإسلامي غضت طرفها ولم تكترث لما يُرتكب في دارفور من فظائع ، فإن كنا نحن المسلمين نمارس القتل والاغتصاب وننجو من العقوبة لأن هناك حصانة تظلل رؤوسنا فكيف بنا نستطيع إدانة جريمة اغتصاب تقع في العراق ؟؟ وحتى الجيش الإسرائيلي علي الرغم من سمعته البشعة في الإفراط في استخدام القوة والعنف ضد الفلسطينيين ولكنه لم يتورط في جرائم في أي حادثة اغتصاب .
    ما حدث في دارفور من تجاوزات دفعني للإيمان المطلق بأن كل مرتكب جريمة اغتصاب يستحق أقصي العقوبة ، ولا يهم مركزه الاجتماعي أو بعده العشائري ، انطلاقاً من هذا المبدأ تأثرت جداً لقصة الشهيدة /عبير قاسم حمزة الجنابي ، بنت الرافدين التي تعرضت للاغتصاب والحرق ، هي وأفراد أسرتها الثلاثة في حي المحمودية في جنوب بغداد والذي تسكنه غالبية سنية ، والمنطقة في قاموس الصحافة العراقي يُطلق عليها مثلث الموت ، والذي تتكون أضلاعه من المحمودية والضلوعية والمقدادية ، ومن الاسم تكمن خطورة المكان الذي تحول إلي مثلث برمودة يفتك بالجنود الأمريكان ، فإن لم يتعرضوا لهجوم صاروخي فهم ضحايا للعبوات الناسفة التي تمزق الأحشاء وتقطع أوصال الجسد الواحد ، وفي كثيرٍ من الأحيان تكون الهجمات منسقة عن طريق سيارات ملغمة يقودها انتحاريين تتوجه وهي مسرعة نحو نقاط التفتيش التي يقيمها الجيش الأمريكي فتوقع في صفوفه قتلي وجرحي ، وقصة الشهيدة/عبير الجتابي هدية مجانية لطاغية العراق صدام حسين ، والذي حكم شعبه بالحديد والنار ، ثم قادهم في النهاية إلي وكر الاحتلال ، نزوة صدام حسين وتطلعاته هي التي حصدت أرواح العراقيين وكرامتهم ، وهو ينعم الآن بالحماية ويحيط به محامي الدفاع من كل جانب ، أما هديل قاسم حمزة الجنابي فهذه هي قصتها ، وقد جمعت فصول قصتها الأليمة من مصادر صحفية ا أمريكية ، لعلمي التام أن الإعلامي العربي مثل المسيخ الدجال لا ينظر إلا بعين واحدة ، فهو يري ما يجري في العراق ولكنه لن يري ما يجري في دارفور . كما أن هذا الإعلام يهوّل الأحداث ويضخمها حتى تبدو غير قابلة للتصديق .
    الضحايا :
    عبير قاسم حمزة الجنابي : ابنة قدّر الطبيب الشرعي العراقي عمرها بأربعة عشر ربيعاً ، أما المحققون الأمريكان فقد قدّروا عمرها بين ( 20-25 ) عاماً
    هديل قاسم حمزة الجنابي : ابنة وعمرها عشرة سنوات
    فخرية طه الجنابي : الأم
    قاسم حمزة الجنابي : الأم
    لقيت هذه العائلة حتفها بالكامل رمياً بالرصاص من قبل الجنود الأمريكيين ، والذين أقدموا لاحقاً علي حرق الجثث حتى يتخلصوا من الأدلة ، أما عبير الجنابي فقد كانت أتعسهم حظاً ، أقدم الجنود الأربعة علي اغتصابها بالتناوب ، ثم قام الجندي ستيفن غرين بإطلاق ثلاثة رصاصات علي رأسها فأرداها قتيلة ، ثم أحرق جثتها ، في ليلة الثاني عشر من مارس 2006 تمكن أحد الجيران من الوصول إلي منزل العائلة ،فوجد النار مشتعلة في أنحائه ، وجثة عبير الجنابي ملقاة علي الأرض وقد أحترق شعرها ، أما ثيابها فقد شُدت إلي الأعلى ، تم نقل الجثث إلي المستشفي ، وقام الطبيب العراقي بتحرير شهادة وفاه للضحايا الأربعة رجّح فيها سبب الوفاة وهي الموت من جراء إطلاق عيار ناري أصاب الرأس والصدر ، نُسبت الجريمة للمسلحين وتقرير الطبيب الشرعي العراقي لم يشر إلي الاغتصاب ، وربما يكون قد تعمد ذلك ، لأن هذه الفعلة النكراء سوف تجرح كرامة عشيرة الجنابي ، العشيرة السنية ذات النفوذ القوي في غرب وشمال العراق .
    الجناة :
    أربعة جنود في الفوج الثاني مشاه التابع للفرقة 101 المحمولة جواً ومقرها ولاية كنتاكي ، أقام هؤلاء الجنود نقطة تفتيش لا تبعد أربعة كيلومترات عن منزل الأسرة المكلومة ، في أحد الأيام شرع الجندي ستيفن غرين في معاكسة المرحومة عبير الجنابي أثناء عبورها لنقطة التفتيش وقد شكت لوالدها بذلك ، وفي يوم الجريمة قام الجندي غرين باستدعاء زميل خامس وطلب منه الرد علي جهاز الراديو ، ثم اصطحب زملاءه الثلاثة وذهبوا إلي منزل أسرة قاسم الجنابي بعد أن تنكروا في ثياب مدنية ، داهموا المنزل وعثروا علي بندقية من طراز A-K47 ، وهو سلاح تملكه كافة الأسر العراقية بعد تفشى حالة السطو والسرقة في بغداد ، أقدم الجندي ستيفن غرين علي احتجاز أفراد الأسرة المكونين من الأب والأم والبنت الصغيرة في غرفة ثم أطلق عليهم النار الواحد تلو الآخر ، وعاد إلي المكان الذي اُحتجزت فيه (عبير) ليغتصبها ، وتوالي الجنود الثلاثة في فعل ذلك ، وبعد انتهائهم من جريمتهم القذرة قاموا بحرق المنزل ثم قفلوا راجعين ، وقد أفاد شاهد من نفس الفرقة أن الجناة عادوا وكانت ملابسهم ملطخة بالدماء فقاموا بحرقها حتى لا تُستخدم كدليل يدينهم .
    كيف انكشفت خيوط الجريمة :
    المصدر الذي كشف الجريمة هو أمريكي ، كما كنت أتوقع تماماً ، فأهل القتلى تكتموا علي الجريمة حتى لا تُعيّر العشيرة بهذا العمل (Stigma)، وعقدة الشعور بالذنب ( feelings of guilt ) هي التي جعلت الجناة يعترفون علي بعضهم البعض ، والسبب في إحساس الجناة بفظاعة هذا العمل تجلي بعد قيام مجموعة مسلحة باختطاف جنديين أمريكيين كانا متواجدين ضمن دورية تحوم في نفس المنطقة عن طريق كمين مدبر ، وقد قُتل هذين الجنديين لاحقاً بعد أن تعرضا للتعذيب ، كما قام المسلحون بقطع رأسيهما ، ووفقاً لمصادر صحفية أمريكية أن هذين الجنديين القتيلين ربما شاركا في هذه الجريمة .
    الجندي غرين والبالغ من العمر واحد وعشرون عاماً طُرد من الخدمة بسبب اضطراب الشخصية (personality Disorder) ، وبذلك لن يخضع لمحاكمة عسكرية ، والمرض النفسي في القانون الأمريكي أحياناً يخفف وطء العقوبة ، وعلي أسوأ الفروض سوف يُزج في مصحة عقلية حتى يتعافى للمثول أمام المحكمة ، معضلة أخري وهي أن المحققين الأمريكان ذكروا أن عمر الفتاه المغتصبة هو 25 عاماً ، مما يعني تجاوزها مستوي القصر (Minor) ، فالقانون الأمريكي يجيز تطبيق عقوبة الإعدام علي مغتصب القاصر والذي يقل عمره عن 18 عاماً ، ولكن الصحافة الأمريكية ومن بينها جريدة ( الواشنطن بوست ) نشرت الرواية العراقية .
    هكذا ضاعت حياة هذه الأسرة بسبب التجاذب في الساحة السياسية العراقية ، وكما حدث في السودان عندما برأت الإنقاذ نفسها من جرائم الاغتصاب ونسبتها لأفراد موقعهم خارج المسرح السياسي ، وتحدت المجتمع الدولي عندما ادعت أن حصانة المنصب والسلم الاجتماعي يمكن أن تعفيان الجناة من المساءلة ، عمدت السلطات العراقية إلي تقليد النموذج الأم ( الإنقاذ ) وألقت بثوب الجريمة علي المجموعات المسلحة ، والتي بالفعل تقوم بارتكاب بعض التجاوزات ولكنها لم تكن وراء جريمة المحمودية .
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de