|
|
 حـرب غزة وإنعكاساتها على الداعميين للتطبيع مع إسرائيل.
|
...على الرغم من أن الحرب التى شنها الجيش الإسرائيلى على حركة حماس الأصولية لا تحتاج لمشروعية أو تبريرات أخلاقية بإعتبار ان دولة إسرائيل دولة ذات سيادة وملزمة ضمنيا بصون أراضيها والحفاظ على سلامة مواطنيها من الهجمات الإرهابية التى ظلت حركة حماس تتبناها وتستهدف بها المدنيين داخل العمق الإسرائيلى ,وخاصة أن إسرائيل كانت قد إستنفذت كل الخيارات السلمية والمبادرات الدبلوماسية لإثناء حماس عن هذه الحماقات وباءت كل محاولاتها تلك بالفشل ,مما جعل المنازلة العسكرية لحركة حماس خيار ليس من عدة خيارات بل خيار عقلانى وحيد فرضه تعنُت وضيق أفق الأصوليين فى غزة الذين تعاطوا مع الموضوع بمعزل عن أى إلتزامات أخلاقية تُجاه المواطن الفلسطينى وبمعزل عن الحقائق العسكرية على الأرض التى تُرجح كفة الترسانة العسكرية للجيش الإسرائيلى بإعتباره الأكثر تطورا وتأهيلا فى الشرق الأوسط .وعوضا عن تلك الحقائق فضل أصوليى حماس التعامل مع الموضوع وفق ذاكرة قديمة ومدعومة بقراءات أقل ما يقال عنها أنها عاطفية وحالمة فى الان نفسه ,وفضلوا إستفزاز إسرائيل للدخول معها فى مواجهة عسكرية لجلب التعاطف الفلسطينى بعيد أن فشلوا فى إدارة الدولة وبعيد مجازر التصفية التى إرتكوبوها فى حق الناشطين فى حركة فتح.وهم للامانة نجحوا فى مسعاهم ذلك فى ما يخص إستدرار عاطفة الشارع الفلسطينى ولكن بكلفة إنسانية وأخلاقية عالية دفع ثمنها المواطن الفلسطينى .
|
|
 
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: حـرب غزة وإنعكاساتها على الداعميين للتطبيع مع إسرائيل. (Re: خالد خليل محمد بحر)
|
قلت أن تلك الحرب رغم دوافعها المنطقية بيد أنها كانت ذات كلفة إنسانية عالية,تمثلت فى الأعداد الكبيرة للضحايا من المدنيين الذين إستخدمتهم حركة حماس كدروع بشرية فى بعض الأحيان ,وكلفة إقتصادية معتبرة فى خاصة فى مايلى المواطن الفلسطينى فى قطاع غزة ,حيث طالت الضربات العسكرية البنية التحتية للمواطنيين وتأثر جراء ذلك القطاع الخدمى فى غزة ,ومع ان قيادة الجيش الإسرائيلى ظلت بإستمرار تُعلن أنها لم تخض الحرب لإستهداف المدنيين أو ضرب البنية التحتية لقطاع غزة .إلا أن تلك الإفادات كذبها الواقع على الأرض ونتج عنها ضحايا مدنيين جُدد قد يكونوا بمثابة مواد خام للعمليات الإرهابية فى المستقبل أو على الأقل قد يكونون من معيقات الحل السِِلمى للصراع العربى الإسرائيلى وهذا فى كِلا الحالتين يُعتبر نكسة فى مجمل الإختراقات التى أخذها الصراع قبيل الحرب على غزة,إذ نجحت الحرب فى إعادة ذات الخطابات القديمة التى ظل يلوكها الوعى العربى قبل كامب ديفيد وأوسلو ,فى وقت كانت فيه الدعوة للبحث عن تسوية سلمية للصراع العربى الإسرائيلى قد بدأت تشق لها طريق فى الخطاب الرسمى لمعظم الحكومات العربية كأمر واقع.بل تجاوزت ذلك الإطار الرسمى وأصبح لها داعمون فى أوساط النُخب والمثقفيين العرب وتخللت حتى الوعى فى الشارع العربى العام.
قُلت تسببت تلك الحرب علاوة على كُلفتها الإنسانية فى إعادة إنتاج ذات الخطاب القديم للشارع العربى التى تم تجاوزه لفترة بفعل التطورات والإختراقات التى شهدتها القضية الفلسطينية بعيد إتفاقيات التسوية ,وفوق كُلفها تلك شكلت الحرب على غزة إحراج حقيقى للداعميين لانسنة الصراع العربى الإسرائيلى (دُعاة التطبيع) فى وقت كانوا فيه قد قطعوا أشواط مقدرة فى التأسيس لخطاب الانسنة وإستطاعوا النفاذ بخاطبهم ذلك إلى دوائر معتبرة كما وكيفا فى الخارطة الإجتماعية والسياسية فى بلدانهم.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: حـرب غزة وإنعكاساتها على الداعميين للتطبيع مع إسرائيل. (Re: خالد خليل محمد بحر)
|
إلا ان تلك الحرب قد أعادتهم للمربع الأول وحيدت خطابهم من الوصول إلى الشارع العربى ,وأصبحوا عوضا عن ذلك فى خانة الدفاع عن مواقفهم الرافضة للحل العسكرى أينما جاء من الجيش الإسرائيلى أو من حركة حماس.وتلك الحالة التى إنتابت دعاة الأنسنة فى الفضاء العربى هى بدورها كانت حاضرة لدى دعاة الانسنة داخل إسرائيل وإن كانت لديهم بزخم عالى بفعل علو كعب خطاب الحرب داخل إسرائيل جراء هجمات حركة حماس والمسنود بضجر إجتماعى مبرر إستغلته الأحزاب المتطرفة للضغط على الحكومة الإسرائيلية لمنازلة حماس عسكريا,وهذا ما إنعكس سلبا على تمدد خطاب الأنسنة داخل الفضاء العربى والإسرائيلى فى أن واحد,وهذا بدا واضح فى حالة إسرائيل إذا مارجعنا لنتيجة الإنتخابات الاخيرة فى إسرائيل والتى نتج عنها صعود لحزب إسرائيل بيتنا المتطرف على حساب أحزاب معتدلة نسبيا,ولكن رغم ذلك إلا ان تيار الأنسنة داخل دولة إسرائيل وبحكم التكوين الديمقراطى لدولة إسرائيل تبرز لدية افضلية العودة لإكمال ذات المشوار الذى إفترعه للتبشير بضرورة تحجيم الكلفة الإنسانية للصراع العربى الإسرائيلى وتجاوز حالة الرهان على العنف والعنف المضاد لحسم ذلك الصراع,وتكوين قاعدة إجتماعية للضغط لإكمال مشروع التسوية السلمية للصراع على قاعدة من الإعتراف المتبادل بين الجانبين.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: حـرب غزة وإنعكاساتها على الداعميين للتطبيع مع إسرائيل. (Re: خالد خليل محمد بحر)
|
ولو كانت تلك الأفضلية تبدو متاحة لتيار الانسنة فى الفضاء الإسرائيلى إلا انه هنا(الفضاء العربى) تبدوا حالكة السواد وغير واضحة المعالم لعدة إعتبارات أبرزها غياب المناخ الديمقراطى فى الجغرافيا السياسية فى الوطن العربى الذى يكبح أى هوامش للمناورة لدعاة الأنسنة ,مضاف لذلك ظهور إرهاصات لعودة التحالف القديم بين الوعى الدينى والقومى والأنظمة العربية ,والذى مرده فى الأساس غياب المشروعية الديمقراطية لتلك الانظمة والتى ظلت تستمد شرعيتها على الدوام من هكذا صفقات ,وهذا بدا واضح من خلال ما رشح من تصريحات ومواقف لبعض الحكام فى الوطن العربى ,والتى شكلت نكسة ورِدة بائنة عن إلتزامات كانت قد إبرمت فى مامضى .
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: حـرب غزة وإنعكاساتها على الداعميين للتطبيع مع إسرائيل. (Re: خالد خليل محمد بحر)
|
ولقد نجحت التظاهرات (المتشنجة) التى تلعب على وتر الاوهام القومية والحس الدينى والتى رفدها الفقر والإحباط والتردى الإقتصادى ونجحت من خلالها الأحزاب المعارضة فى البلدان العربية فى تشكيل حلقة ضغط على الأنظمة التى قطعت شوط كبير فى مشوار التطبيع فى مستواه الرسمى.وبفعل تلك الضغوط الصادرة من الشارع العربى والذى تحركه فى الاصل كمل اسلفنا أحزاب معارضة تتوسل للخطاب الدينى والاوهام القومية وتصطاد فى الماء العكِر لضرب مشروع الانسنة .
فما كان من تلك الانظمة(الفاقدة للمشروعية الديمقراطية بالضرورة) إلى أن تعود القهقرى وتتبنى خِطاب الشارع العربى الذى تم تشكيله فى ظروف غير صحية ولأهداف مرحلية تتجاوز ماهو عقلانى وإستراتيجى فى مجمل الصراع.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: حـرب غزة وإنعكاساتها على الداعميين للتطبيع مع إسرائيل. (Re: خالد خليل محمد بحر)
|
إذا هنا تبرز تحديات تُجابه دُعاة الانسنة أينما وجدوا إن كان فى الوطن العربى أو فى إسرائيل تتلخص فى البحث عن خارطة طريق للعودة لإستكمال مشروع الانسنة رغم الظروف التى تشكلت بعيد الحرب على غزة. وان يجتهدوا لتفويت الفرصة على المتطرفيين هنا وهنالك من الإمساك بزمام الامور وتشكيل الوعى الإجتماعى,ورغم ان هذه التحديات يعوزها مقدرات وعمل دؤوب إلا انها ليست مستحيلة على الإطلاق.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: حـرب غزة وإنعكاساتها على الداعميين للتطبيع مع إسرائيل. (Re: خالد خليل محمد بحر)
|
ناجي العلي رضي الله عنه عندما سئل عن حنظله قال:
" ولد حنظلة في العاشرة من عمره، و سيظل دائماً في العاشرة ، ففي تلك السن غادرتُ الوطن، وحين يعود، حنظلة سيكون بعد في العاشرة، ثم سيأخذ في الكبر بعد ذلك ... قوانين الطبيعة المعروفة لا تنطبق عليه، إنه استثناء لأن فقدان الوطن استثناء ،.. وستصبح الأمور طبيعيةً حين يعود للوطن "
أخشى أن يصبح كل أطفال الوطن ... حنظلة ........
اللهم إلعن كل حكام الوطن ... اللهم انصر كل أطفال الوطن ....اللهم هيء لهذا الوطن واحداً ... أنت أعلم به .
| |
|
|
|
|
|
|
| |
خالد خليل محمد بحر
Elsanosi Badr
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست