صحيفة أجراس الحرية الجمعة 6 فبراير 2009م عمود(صدى الاجراس) الكاتب : عبدالمنعم سليمان
عدل فحكمة ثم انتخابات..!!
يحيرني حقيقة موقف المؤتمر الوطني من الانتخابات ففي حين تصرح مصادر عليا بـ(الحكومة) من أنّ هذا العام سيشهد إقامة انتخابات حرة ونزيهة، تكون حديث كل العالم والذي سيكون شاهداً على التبادل السلمي للسلطة عبر صناديق الانتخابات إلا أنّ الواقع على الأرض يقول عكس ذلك، وحتى لا نتطرق لحقائق كثيرة تؤكد عدم جديتهم في إقامة انتخابات حرة ونزيهة فإننا نسأل سؤالاً - بسيطاً - هل الانتخابات تسبق الحريات أم أنّ الحرّيات تسبق الانتخابات، وتعتبر شرطاً من شروط نزاهتها ؟! .. بالطبع الإجابة معروفة ولكنّ (القوم) في الجانب الآخر ولأنّهم يؤرخون لكل شيء في هذا العالم ببداية (الإنقاذ) ولأنّ تاريخ الانقاذ بمثابة بداية تاريخ لهم فإنّهم يقيمون الأوضاع بمعايير تلك الفترة وهي معايير وحشية لا تصلح كمقياس لـ ( حظيرة أبقار) ناهيك عن بني البشر لذا فإنّهم وفق تلك المعايير يقررون بأن هناك تحسناً في الحريات، ونعترف لهم ونقول قياساً بتلك الفترة – لا أعادها الله – فإنّ ما نشهده الآن هو (الجنة) - باستثناء دارفور- بالطبع بمقاييسهم المختلة - نشكر نيفاشا- هذا لو كانت المقارنة بتلك الفترة وحدها؛ ولكنّ الأمر أعقد من ذلك بكثير فالعالم الذي سيشهد على نزاهة الانتخابات ليست من ضمن معاييره (الإنقاذ) و(سيرتها الأولى) بل وسبق أن أدانها آنذاك كأسوأ دولة تنتهك الحريات وحقوق الإنسان! فالعالم له معاييره المعروفة التي تكرم الإنسان ولا تنتقص من تلك المعايير الجغرافيا. فالانسان في زيمبابوي هو نفسه الذي بالسودان أو بورما أو الصين أو أمريكا، وشروط نزاهة الانتخابات واحدة لا تتغير وليس من ضمنها إطلاقا ما نعيشه الآن من أوضاع..! إنّ كل الحقائق تكذب تصريحاتهم بل و تنبئ بحدوث كارثة لو تمادو في تكرار حديثهم الممجوج عن الانتخابات دون العمل الجاد لإلغاء القوانين المقيدة للحريات بل إن تكرار الحديث عن نزاهة الانتخابات القادمة في ظل هذه الأوضاع يعتبر في حد ذاته إعلاناً لبداية التزوير ..!! أمّا لو كان القصد من ذلك الحديث تهيئة الرأي العام للتزوير القادم حتى يتم القبول به عندما يحدث فإنّ هذا (أم الكوارث)، لأنّ الناخب (المحتمل) الذي لا يستطيع التعبير الآن عن رفضه للقوانين المقيدة للحريات ليس خوفا فحسب - فهناك ما يستوجب الخوف- ولكن لأنه أيضاً يريد الخلاص بأي ثمن بعد سنوات الرهق والمعاناة ولكنه يؤجل التعبيرعن ذلك إلى وقته، وحينها ستكون طريقة تعبيره مختلفة فالإنسان المكبوت لا يعبر بل ينفجر !! إنّ البلاد في هذا الوقت تحتاج للشفافية والنزاهة والعدل أكثر من حاجتها للحكمة - يرددونها هذه الأيام - فلو كان هنالك عدل فلماذا نحتاج للحكمة؟!.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة