أحمد شوقي

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-06-2024, 02:48 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2009م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-03-2009, 02:26 AM

Elsanosi Badr
<aElsanosi Badr
تاريخ التسجيل: 03-29-2008
مجموع المشاركات: 4166

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
أحمد شوقي

    (1)
    اِختِلافُ النَهارِ وَاللَيلِ يُنسي

    اِختِلافُ النَهارِ وَاللَيلِ يُنسي اُذكُرا لِيَ الصِبا وَأَيّامَ أُنسي
    وَصِفا لي مُلاوَةً مِن شَبابٍ صُوِّرَت مِن تَصَوُّراتٍ وَمَسِّ
    عصفتْ كالصَّبا اللعوبِ ومرّت سِنة ً حُلوة ً، ولذَّة ُ خَلْس
    وسلا مصرَ : هل سلا القلبُ عنها أَو أَسا جُرحَه الزمان المؤسّي؟
    كلما مرّت الليالي عليه رقَّ ، والعهدُ في الليالي تقسِّي
    مُستَطارٌ إذا البواخِرُ رنَّتْ أَولَ الليلِ، أَو عَوَتْ بعد جَرْس
    راهبٌ في الضلوع للسفنِ فَطْن كلما ثُرْنَ شاعَهن بنَقسْ
    يا ابنة َ اليمِّ ، ما أبوكِ بخيلٌ ما له مولع بمنع وحبس
    أَحرامٌ عَلى بَلابِلِهِ الدَو حُ حَلالٌ لِلطَيرِ مِن كُلِّ جِنسِ
    كُلُّ دارٍ أَحَقُّ بِالأَهلِ إِلّا في خَبيثٍ مِنَ المَذاهِبِ رِجسِ
    نَفسي مِرجَلٌ وَقَلبي شِراعٌ بِهِما في الدُموعِ سيري وَأَرسي
    وَاِجعَلي وَجهَكِ الفَنارَ وَمَجرا كِ يَدَ الثَغرِ بَينَ رَملٍ وَمَكسِ
    وَطَني لَو شُغِلتُ بِالخُلدِ عَنهُ نازَعَتني إِلَيهِ في الخُلدِ نَفسي
    وَهَفا بِالفُؤادِ في سَلسَبيلٍ ظَمَأٌ لِلسَوادِ مِن عَينِ شَمسِ
    شَهِدَ اللَهُ لَم يَغِب عَن جُفوني شَخصُهُ ساعَةً وَلَم يَخلُ حِسّي
    يُصبِحُ الفِكرُ وَالمَسَلَّةُ نادي هِ وَبِالسَرحَةِ الزَكِيَّةِ يُمسي
    وَكَأَنّي أَرى الجَزيرَةَ أَيكاً نَغَمَت طَيرُهُ بِأَرخَمَ جَرسِ
    هِيَ بَلقيسُ في الخَمائِلِ صَرحٌ مِن عُبابٍ وَصاحَت غَيرُ نِكسِ
    حَسبُها أَن تَكونَ لِلنيلِ عِرساً قَبلَها لَم يُجَنَّ يَوماً بِعِرسِ
    لَبِسَت بِالأَصيلِ حُلَّةَ وَشيٍ بَينَ صَنعاءَ في الثِيابِ وَقَسِّ
    قَدَّها النيلُ فَاِستَحَت فَتَوارَت مِنهُ بِالجِسرِ بَينَ عُريٍ وَلُبسِ
    وَأَرى النيلَ كَالعَقيقِ بَوادي هِ وَإِن كانَ كَوثَرَ المُتَحَسّي
    اِبنُ ماءِ السَماءِ ذو المَوكِبِ الفَخمِ الَّذي يَحسُرُ العُيونَ وَيُخسي
    لا تَرى في رِكابِهِ غَيرَ مُثنٍ بِخَميلٍ وَشاكِرٍ فَضلَ عُرسِ
    وَأَرى الجيزَةَ الحَزينَةَ ثَكلى لَم تُفِق بَعدُ مِن مَناحَةِ رَمسي
    أَكثَرَت ضَجَّةَ السَواقي عَلَيهِ وَسُؤالَ اليَراعِ عَنهُ بِهَمسِ
    وَقِيامَ النَخيلِ ضَفَّرنَ شِعراً وَتَجَرَّدنَ غَيرَ طَوقٍ وَسَلسِ
    وَكَأَنَّ الأَهرامَ ميزانُ فِرعَو نَ بِيَومٍ عَلى الجَبابِرِ نَحسِ
    أَو قَناطيرُهُ تَأَنَّقَ فيها أَلفُ جابٍ وَأَلفُ صاحِبِ مَكسِ
    رَوعَةٌ في الضُحى مَلاعِبُ جِنٍّ حينَ يَغشى الدُجى حِماها وَيُغسي
    وَرَهينُ الرِمالِ أَفطَسُ إِلّا أَنَّهُ صُنعُ جِنَّةٍ غَيرُ فُطسِ
    تَتَجَلّى حَقيقَةُ الناسِ فيهِ سَبُعُ الخَلقِ في أَساريرِ إِنسي
    لَعِبَ الدَهرُ في ثَراهُ صَبِيّاً وَاللَيالي كَواعِباً غَيرَ عُنسِ
    رَكِبَت صُيَّدُ المَقاديرِ عَينَيهِ لِنَقدٍ وَمَخلَبَيهِ لِفَرسِ
    فَأَصابَت بِهِ المَمالِكَ كِسرى وَهِرَقلاً وَالعَبقَرِيَّ الفَرَنسي
    يا فُؤادي لِكُلِّ أَمرٍ قَرارٌ فيهِ يَبدو وَيَنجَلي بَعدَ لَبسِ
    عَقَلَت لُجَّةُ الأُمورِ عُقولاً طالَت الحوتَ طولَ سَبحٍ وَغَسِّ
    غَرِقَت حَيثُ لا يُصاحُ بِطافٍ أَو غَريقٍ وَلا يُصاخُ لِحِسِّ
    فَلَكٌ يَكسِفُ الشُموسَ نَهاراً وَيَسومُ البُدورَ لَيلَةَ وَكسِ
    وَمَواقيتُ لِلأُمورِ إِذا ما بَلَغَتها الأُمورُ صارَت لِعَكسِ
    دُوَلٌ كَالرِجالِ مُرتَهَناتٌ بِقِيامٍ مِنَ الجُدودِ وَتَعسِ
    وَلَيالٍ مِن كُلِّ ذاتِ سِوارٍ لَطَمَت كُلَّ رَبِّ رومٍ وَفُرسِ
    سَدَّدَت بِالهِلالِ قَوساً وَسَلَّت خِنجَراً يَنفُذانِ مِن كُلِّ تُرسِ
    حَكَمَت في القُرونِ خوفو وَدارا وَعَفَت وائِلاً وَأَلوَت بِعَبسِ
    أَينَ مَروانُ في المَشارِقِ عَرشٌ أَمَوِيٌّ وَفي المَغارِبِ كُرسي
    سَقِمَت شَمسُهُم فَرَدَّ عَلَيها نورَها كُلُّ ثاقِبِ الرَأيِ نَطسِ
    ثُمَّ غابَت وَكُلُّ شَمسٍ سِوى هاتي كَ تَبلى وَتَنطَوي تَحتَ رَمسِ
    وَعَظَ البُحتُرِيَّ إيوانُ كِسرى وَشَفَتني القُصورُ مِن عَبدِ شَمسِ
    رُبَّ لَيلٍ سَرَيتُ وَالبَرقُ طِرفي وَبِساطٍ طَوَيتُ وَالريحُ عَنسي
    أَنظِمُ الشَرقَ في الجَزيرَةِ بِالغَر بِ وَأَطوي البِلادَ حَزناً لِدَهسِ
    في دِيارٍ مِنَ الخَلائِفِ دَرسٍ وَمَنارٍ مِنَ الطَوائِفِ طَمسِ
    وَرُبىً كَالجِنانِ في كَنَفِ الزَيتو نِ خُضرٍ وَفي ذَرا الكَرمِ طُلسِ
    لَم يَرُعني سِوى ثَرىً قُرطُبِيٍّ لَمَسَت فيهِ عِبرَةَ الدَهرِ خَمسي
    يا وَقى اللَهُ ما أُصَبِّحُ مِنهُ وَسَقى صَفوَةَ الحَيا ما أُمَسّي
    قَريَةٌ لا تُعَدُّ في الأَرضِ كانَت تُمسِكُ الأَرضَ أَن تَميدَ وَتُرسي
    غَشِيَت ساحِلَ المُحيطِ وَغَطَّت لُجَّةَ الرومِ مِن شِراعٍ وَقَلسِ
    رَكِبَ الدَهرُ خاطِري في ثَراها فَأَتى ذَلِكَ الحِمى بَعدَ حَدسِ
    فَتَجَلَّت لِيَ القُصورُ وَمَن في ها مِنَ العِزِّ في مَنازِلَ قُعسِ
    ما ضَفَت قَطُّ في المُلوكِ عَلى نَذ لِ المَعالي وَلا تَرَدَّت بِنَجسِ
    وَكَأَنّي بَلَغتُ لِلعِلمِ بَيتاً فيهِ ما لِلعُقولِ مِن كُلِّ دَرسِ
    قُدُساً في البِلادِ شَرقاً وَغَرباً حَجَّهُ القَومُ مِن فَقيهٍ وَقَسِّ
    وَعَلى الجُمعَةِ الجَلالَةُ وَالنا صِرُ نورُ الخَميسِ تَحتَ الدَرَفسِ
    يُنزِلُ التاجَ عَن مَفارِقِ دونٍ وَيُحَلّى بِهِ جَبينَ البِرِنسِ
    سِنَةٌ مِن كَرىً وَطَيفُ أَمانٍ وَصَحا القَلبُ مِن ضَلالٍ وَهَجسِ
    وَإِذا الدارُ ما بِها مِن أَنيسٍ وَإِذا القَومُ ما لَهُم مِن مُحِسِّ
    وَرَقيقٍ مِنَ البُيوتِ عَتيقٌ جاوَزَ الأَلفَ غَيرَ مَذمومِ حَرسِ
    أَثَرٌ مِن مُحَمَّدٍ وَتُراثٌ صارَ لِلروحِ ذي الوَلاءِ الأَمَسِّ
    بَلَغَ النَجمَ ذِروَةً وَتَناهى بَينَ ثَهلانَ في الأَساسِ وَقُدسِ
    مَرمَرٌ تَسبَحُ النَواظِرُ فيهِ وَيَطولُ المَدى عَلَيها فَتُرسي
    وَسَوارٍ كَأَنَّها في اِستِواءٍ أَلِفاتُ الوَزيرِ في عَرضِ طِرسِ
    فَترَةُ الدَهرِ قَد كَسَت سَطَرَيها ما اِكتَسى الهُدبُ مِن فُتورٍ وَنَعسِ
    وَيحَها كَم تَزَيَّنَت لِعَليمٍ واحِدِ الدَهرِ وَاِستَعدَت لِخَمسِ
    وَكَأَنَّ الرَفيفَ في مَسرَحِ العَي نِ مُلاءٌ مُدَنَّراتُ الدِمَقسِ
    وَكَأَنَّ الآياتِ في جانِبَيهِ يَتَنَزَّلنَ في مَعارِجِ قُدسِ
    مِنبَرٌ تَحتَ مُنذِرٍ مِن جَلالٍ لَم يَزَل يَكتَسيهِ أَو تَحتَ قُسِّ
    وَمَكانُ الكِتابِ يُغريكَ رَيّا وَردِهِ غائِباً فَتَدنو لِلَمسِ
    صَنعَةُ الداخِلِ المُبارَكِ في الغَر بِ وَآلٍ لَهُ مَيامينَ شُمسِ
    مَن لِحَمراءَ جُلِّلَت بِغُبارِ ال دَهرِ كَالجُرحِ بَينَ بُرءٍ وَنُكسِ
    كَسَنا البَرقِ لَو مَحا الضَوءُ لَحظاً لَمَحَتها العُيونُ مِن طولِ قَبسِ
    حِصنُ غِرناطَةَ وَدارُ بَني الأَح مَرِ مِن غافِلٍ وَيَقظانَ نَدسِ
    جَلَّلَ الثَلجُ دونَها رَأسَ شيرى فَبَدا مِنهُ في عَصائِبَ بِرسِ
    سَرمَدٌ شَيبُهُ وَلَم أَرَ شَيباً قَبلَهُ يُرجى البَقاءَ وَيُنسي
    مَشَتِ الحادِثاتُ في غُرَفِ الحَم راءِ مَشيَ النَعِيِّ في دارِ عُرسِ
    هَتَكَت عِزَّةَ الحِجابِ وَفَضَّت سُدَّةَ البابِ مِن سَميرٍ وَأُنسِ
    عَرَصاتٌ تَخَلَّتِ الخَيلُ عَنها وَاِستَراحَت مِن اِحتِراسٍ وَعَسِّ
    وَمَغانٍ عَلى اللَيالي وِضاءٌ لَم تَجِد لِلعَشِيِّ تَكرارَ مَسِّ
    لا تَرى غَيرَ وافِدينَ عَلى التا ريخِ ساعينَ في خُشوعٍ وَنَكسِ
    نَقَّلوا الطَرفَ في نَضارَةِ آسٍ مِن نُقوشٍ وَفي عُصارَةِ وَرسِ
    وَقِبابٍ مِن لازَوَردٍ وَتِبرٍ كَالرُبى الشُمِّ بَينَ ظِلٍّ وَشَمسِ
    وَخُطوطٍ تَكَفَّلَت لِلمَعاني وَلِأَلفاظِها بِأَزيَنَ لَبسِ
    وَتَرى مَجلِسَ السِباعِ خَلاءً مُقفِرَ القاعِ مِن ظِباءٍ وَخَنسِ
    لا الثُرَيّا وَلا جَواري الثُرَيّا يَتَنَزَّلنَ فيهِ أَقمارَ إِنسِ
    مَرمَرٌ قامَتِ الأُسودُ عَلَيهِ كَلَّةَ الظُفرِ لَيِّناتِ المَجَسِّ
    تَنثُرُ الماءَ في الحِياضِ جُماناً يَتَنَزّى عَلى تَرائِبَ مُلسِ
    آخَرَ العَهدِ بِالجَزيرَةِ كانَت بَعدَ عَركٍ مِنَ الزَمانِ وَضَرسِ
    فَتَراها تَقولُ رايَةُ جَيشٍ بادَ بِالأَمسِ بَينَ أَسرٍ وَحَسِّ
    وَمَفاتيحُها مَقاليدُ مُلكٍ باعَها الوارِثُ المُضيعُ بِبَخسِ
    خَرَجَ القَومُ في كَتائِبَ صُمٍّ عَن حِفاظٍ كَمَوكِبِ الدَفنِ خُرسِ
    رَكِبوا بِالبِحارِ نَعشاً وَكانَت تَحتَ آبائِهِم هِيَ العَرشُ أَمسِ
    رُبَّ بانٍ لِهادِمٍ وَجَموعٍ لِمُشِتٍّ وَمُحسِنٍ لِمُخِسِّ
    إِمرَةُ الناسِ هِمَّةٌ لا تَأَنّى لِجَبانٍ وَلا تَسَنّى لِجِبسِ
    وَإِذا ما أَصابَ بُنيانَ قَومٍ وَهيُ خُلقٍ فَإِنَّهُ وَهيُ أُسِّ
    يا دِياراً نَزَلتُ كَالخُلدِ ظِلّاً وَجَنىً دانِياً وَسَلسالَ أُنسِ
    مُحسِناتِ الفُصولِ لا ناجِرٌ في ها بِقَيظٍ وَلا جُمادى بِقَرسِ
    لا تَحِشَّ العُيونُ فَوقَ رُباها غَيرَ حورٍ حُوِّ المَراشِفِ لُعسِ
    كُسِيَت أَفرُخي بِظِلِّكِ ريشاً وَرَبا في رُباكِ وَاِشتَدَّ غَرسي
    هُم بَنو مِصرَ لا الجَميلُ لَدَيهِمُ بِمُضاعٍ وَلا الصَنيعُ بِمَنسي
    مِن لِسانٍ عَلى ثَنائِكِ وَقفٌ وَجَنانٍ عَلى وَلائِكِ حَبسِ
    حَسبُهُم هَذِهِ الطُلولُ عِظاتٍ مِن جَديدٍ عَلى الدُهورِ وَدَرسِ
    وَإِذا فاتَكَ اِلتِفاتٌ إِلى الما ضي فَقَد غابَ عَنكَ وَجهُ التَأَسّي
                  

02-03-2009, 02:29 AM

Elsanosi Badr
<aElsanosi Badr
تاريخ التسجيل: 03-29-2008
مجموع المشاركات: 4166

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أحمد شوقي (Re: Elsanosi Badr)

    (2)
    قلبٌ يذوب ، ومدمعٌ يجري

    قلبٌ يذوب ، ومدمعٌ يجري يا ليلُ ، هل خيرٌعن الفجر
    حالت نجومك دون مطلعه لا تبتغي حِوَلاً، ولا يسري
    وتطاولَتْ جُنْحاً، فخُيِّل لي أَن الصباحَ رهينة ُ الحشر
    أَرسيتَها وملكتَ مذهبَها بدجنة ٍ كسريرة الدهر
    ظلمٌ تجيء بها وترجعها والموجُ منقلبٌ إلى البحر
    ليت الكرى وموسى فيوردها فرعون هذا السهد والفكر
    ولقد أَقول لهاتفٍ سحراً يبكي لغير نوىص ولا أسر
    والروضُ أخرسُ غير وسوية ٍ خَفَقَ الغصونِ، وجرْية الغُدْر
    والطيرُ مِلءُ الأَيْكِ، أَرؤُسُها مثلُ الثمار بدت من السِّدْر
    ألقى الجناحَ ، وناء بالصدر ورنا بصفراوين كالتبر
    لكهم السهادُ بيوتَ هدبها وأَقام بين رُسومِها الحُمْر
    تهدا جوانحه ، فتحسبه من صَنْعة الأَيدي أَو السِّحْر
    وتثور، فهْوَ على الغصون يَدٌ علقتْ أناملها من الجمر
    يا طيرُ، بُثَّ أَخاك ما يَجري إنَّا كِلانا مَوْضِعُ السِّرّ
    بي مثل ما بك من جوى ً ونوى ً أنا في الأنام ، وأنت في القمر
    عبث الغرام بنا وروعنا أنا بالملام ، وأنت بالزجر
    يا طيرُ، لا تجزَعْ لحادثة ٍ كلُّ النفوسِ رهائنُ الضرّ
    فيما دهاك لو اطَّلعتَ رضًى شرٌّ أخفُّ عليك من شرّ
    يا طيرُ، كَدْرُ العيشِ لو تدري في صفوه، والصفْوُ في الكَدْر
    وإذا الأُمورُ استُصعِبَتْ صَعُبَتْ ويهون ما هوّنتَ من أَمر
    يا طيرُ، لو لُذْنا بمصْطَبَرٍ فلعلّ رُوحَ الله في الصَّبْر
    وعسى الأَمانيُّ العذابُ لنا عونٌ على السلوان والهجر
                  

02-03-2009, 02:34 AM

Elsanosi Badr
<aElsanosi Badr
تاريخ التسجيل: 03-29-2008
مجموع المشاركات: 4166

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أحمد شوقي (Re: Elsanosi Badr)

    (3)
    أنْدَلُسِيَّة ٌ

    يا نائح ( الطلح ) أشباه عوادينا نشجى لواديك أم نأسى لوادينا ؟
    ماذا تقص علينا غير أن يــدا قصت جناحك جالت فى حواشينا
    رمى بنا البين أيكا غير سامرنا أخـا الغريب : وظلا غير نادينا
    كل رمته النوى ريش الفراق لنا سهماً ، وسل عليك البين سكينا
    إذا دعا الشوق لم نبرح بمنصدع مـن الجناحين عي لا يلبينــا
    فإن يك الجنس يابن الطلح فرقنا إن المصائب يجمعن المصابينـا
    لــم تأل ماءك تحنانا ولا ظلماً ولا أدكارا ، ولا شجوا أفانينــا
    تجـر من فنن ساقا إلى فنــن وتسحـب الذى ترتاد المؤاسينـا
    أساة جسمك شتى حين تطلبـهم فمن لروحك بالنطس المداوينـا
    آهــا لنا نازحى إيك بأندلـس وإن حللنا رفيـفاً من روابينــا
    رسم وقفنا على رسم الوفاء لـه نجيش بالدمع ، والإجلال يثنينـا
    لفتيـه لا تنـال الأرض أدمعهم ولا مفارقــهم إلا مصلينـــا
    لـو لـم يسودا بدين فيه منبهة للناس كانت لهم أخلاقهم دينــا
    لم نسر من حرم إلا إلى حـرم كالخمر من (بابل) سارت (لدارينا)
    لما نبا الخلد نابت عنه نسختـه تماثل الورد (خيريا) و (نسرينـا)
    نسقى ثراهم ثناء ، كلما نثـرت دموعنـا نظمت منها مراثينــا
    كادت عيون قوافينا تحركـــه وكدن يوقظن فى الترب السلاطينا
    لكن مصر وإن أغضت على مقة عيـن من الخلد بالكافور تسقينـا
    علـى جوانبها رفت تمانمنــا وحول حافاتـها قامت رواقينــا
    ملاعـب مرحت فيها مآربنـا وأربع أنسـت فيها أمانينــــا
    ومطلع لسعود من أواخرنــا ومغـرب لجدود من أوالينـــا
    بنا فلم نخل من روح يراوحنـا من بر مصر وريحان يغادينــا
    كأم موسى على أسم الله تكفلنا وباسمه ذهبت فى اليم تلقينــا
    ومصر كالكرم ذى الإحسان فاكهة للحاضرين وأكواب لبادينــــا
    يا سارى البرق يرمى عن جوانحنا بعد الهدوء ويهمى عن مآقينــا
    لما ترقرق فى دمع عن جوانحنا هاج البكا فخضبنا الأرض باكينــا
    الليـــل يشهد لم تهتك دياجيه على نيـام ولـم تهتف بسالينـــا
    والنجـم لم يرنا إلا على قــدم قيــام ليل الهوى للعهد راعينــا
    كزفرة فى سماء الليل حائــرة ممــا نردد فيه حين يضوينــا
    بالله إن جبت ظلماء العباب على نجانب النور محدوا ( بجــرينا )
    تــرد عنك يداه كل عاديــة إنسـاً يعثن فساداً أو شياطينــا
    حتى حوتك سماء النيل عاليـة على الغيوث وإن كانت ميامينـا
    وأحرزتك شفوف اللازورد على وشى الزبرجد من أفواف وادينـا
    وحازك الريف أرجاء مؤرجـه ربـت خمائل واهتزت بساتينـا
    فقف إلى النيل وأهتف فى خمائله وأنزل كما نزل الطل الرياحينا
    وأس مـابات يذوى من منازلنا بالحادثات ويضوى من مغانينـا
    ويا معطرة الوادى سرت سحـراً فطاب كل طروح من مرامينـا
    ذكيـة لذيل لو خلنا غلالتهــا قميص يوسف لم نحسب مغالينا
    اجشمت شوك السرى حتى أتيت لنا بالورد كتباً وبالربا عناوينـــا
    فلو جزيناك بالأرواح غاليـة عن طيب مسراك لم تنهض جوازينا
    هـل من ذويك مسكى نحملــه غرائـب الشوق وشيا من أمالينا
    إلـى الذى وجدنـا ود غيرهـم دنيـا وودهمو الصافى هو الدينا
    يا من نغار عليهم من ضمائرنا ومن مصون هواهم فى تناجينـا
    ناب الحنين إليكم فى خواطرنا عن الدلال عليكم فى أمانينــا
    جئنا الى الصبر ندعوه كعادتنا فى النائبات فلم يأخذ بأيدينــا
    وما غلبنا على دمع ولا جـلد حتى أتتنا نواكم من صياصينـا
    ونابغـى كان الحشر آخـره تميتنـا فيه ذكراكم وتحيينــا
    نطوى دجاه بجرح من فراقكمو يكاد فى غلس الأسحار يطوينا
    إذا رسى النجم لم ترفأ محاجرنا حتى يزول ، ولم تهدأ تراقينـا
    بتنا نقاسى الدواهى من كواكبه حتى قعدنا بها : حسرى تقاسينا
    يبــدو النهار فيخفيه تجلدنـا للشامتتين ويأسوه تأسينـــا
    سقيا لعهد كأكناف الربى رفـة أنا ذهبنا وأعطاف الصبا لينـا
    إذا الزمان بنا غيناء زاهيــة ترف أوقاتنا فيها رياحينـــا
    الوصل صافية ، والعيش ناغية والسعد حاشية ، والدهر ماشينا
    والشمس تختال فى العقيان تحسبها ( بلقيس ) ترفل فى وشى اليمانينا
    والنيل يقبل كالدنيا إذا احتفلـــت لو كان فيها وفاء للمصافينـــا
    والسعد لو دام ، والنعمى لو اطردت والسيل لو عف ، والمقدار لو دينا
    ألقى على الأرض حتى ردها ذهبـا ماء لمسنا به الإكسير أو طينــا
    أعداه من يمنه ( التابوت ) وارتسمت على جوانبه الأنوار من سينــا
    لـه مبالغ ما فى الخلق من كــرم عهد الكـرام وميثاق الوفيينــا
    لـم يجر للدهر اعذار ولا عـرس إلا بأيامنــا أو فى ليالينـــا
    ولا حوى السعد اطغى فى أعنته منا جيادا ولا أرخي ميادينـــا
    نحن اليواقيت خاض النار جوهرنا ولم يهن بيد التشتيت غالينـــا
    ولا يحــول لنا صبغ ولا خلـق اذا تلون كالحرباء شانينــــا
    لم تنزل الشمس ميزانا ولا صعدت فى ملكها الضخ عرشا مثل وادينا
    ألم تؤله على حافاتــــه ورأت عليـه أبناءها الغر الميامينــا ؟
    إن غازلت شاطئيه فى الضحي لبسا خمائل السندس الموشية الغينــا
    وبات كل مجاج الواد من شجــر لوافظ القز بالخيطان ترمينـــا
    وهذه الأرض من سهل ومن جبل قبل (القياصر) دناها (فراعينــا)
    ولم يضع حجرا بان على حجـر فى الأرض إلا علي آثار بانينــا
    كأن أهرام مصر حائط نهضـت به يد الدهر لا بنيان فانينــــا
    إيوانه الفخم من عليا مقاصــره يفني الملوك ولا يبقي الأوانينـا
    كأنها ورمالا حولها التطمـــت سفينة غرقت إلا أساطينــــا
    كأنها تحت لألأ الضحى ذهبـــا كنوز (فرعون) غطين الموازينـا
    أرض الأبوة والميلاد طيبهــا مر الصبا من ذيول من تصابينـا
    كانت محجلة ، فيها مواقفنـــا غرا مسلسلة المجرى قواقينـــا
    فآب من كره الأيام لاعبنـــا وثاب من سنة الأحلام لاهينـــا
    ولم ندع لليالي صافيا ، دعـت (بأن نعص فقال الدهر :آمينــا)
    لو استطعنا لخضنا الجو صاعقة والبر نار وغي ،والبحر غسلينـا
    سعيا إلى مصر نقضى حق ذاكرنا فيها إذا نسي الوافي وباكينـــا
    كنز(بحلوان) عند الله نطلبـــه خير الودائع من خير المؤدينــا
    لو غاب كل عزيز عنه غيبتنـا لم يأته الشوق إلا من نواحينــا
    إذا حملنا لمصر أوله شجنــا لم ندر أي هوى الأمين شاجينـا
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de