التعددية والبيت السعيد

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-13-2024, 02:19 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2009م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-28-2009, 01:27 PM

د.عادل سلمان


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
التعددية والبيت السعيد

    التعدد و التعددية و البيت السعيد
    تناولت د. ناهد بالنقد القوي لموضوع تعدد الزوجات من حيث الموضوع ومن حيث ضيوف الحلقة التلفزيونية و طاقم الحلقة وبعد قراة للمقال جالت بخاطري عدة تساؤلات. التساؤل الاول يهتم بطاقم وضيوف الحلقة و الثاني بموضوع التعددية .
    اندهشت في الحقيقة للحيرة التي قتلت الدكتورة وهي تشاهد البرنامج , لماذا كل هذه الدهشة و هذه الحيرة فإشكالية الانسان السوداني و الذي يحمل وجهة نظر سديدة و قويمة هو أنه في الغالب بعيد عن أرض الواقع و عن الطريقة التي يفكر بها الكثير حتى من المثقفيين الذين يظن بهم الخير , اننا نعيش و نعاني و اقع جد خطير فالثقافة الدينية المنقولة الينا من الماضي تعيش في دواخلنا و وجداننا ولا نستطيع منها فكاكا , فكل هولاء و طاقم وضيوف هذه الحلقة منهم متأثرون برؤى إبن فلان و إبن فلان من فقهاء الاسلام القدامى و قد يتجاوبون وقتيا مع رأي جرئ تقدمه الدكتورة أو اي شخص أخر ولكن حين يواجهون الموقف مجردا فإنهم ينحازون الى إبن فلان و إبن فلان فلهولاء قدم الصدق في كل العالم الإسلامي منذ من طويل و لكن ما مصداقية د. ناهد أو أمثالها من المثقفين , ومن الذي يعطيهم هذا الحق لكي يتحدثوا في الدين و ما هو تأهيلهم هذا ما يدور حقيقة في عقول امثال هولاء المثقفين . انهم يواجهون انفسهم هكذا فيتركون عقولهم والتي يجب ان يتدبروا بها و يرجعوا الى إبن فلان و إبن فلان و ارائهم في القضية. أذكر هنا حوار قصير دار بيننا و بين البروفسير يوسف بدري و كان حينها بمثابة الأب الروحي لنا كنا نشاوره و نحاوره و نستعيين بخبرته في كل ما نحتاج الى رؤية جريئة فيه . كنا نفكر في ذلك الوقت في اعداد ورش عمل عديدة نتحدث فيها عن مأسوية ختان الإناث ودور المثقفين و أهل الرأي في حل هذه المشكلة . كان رأي البروفسور أن قادة البلاد و زعماءها الروحيون هم السند القوي لبقاء مثل هذه العادات القديمة و المحافظة عليها حفاظا على ارثهم و أن زعيما مثل المهدي أ و الميرغني أ و حسن الترابي يعلمون جيدا أن ختان الإناث ليس من الدين في شئ ولكنهم لا يستطيعون ان يقولوا هذا علنا ولو قالوه لوفروا علينا جزءا كبيرا من هذا الجهد. إضافة الى أن كل المثقفين رغم إيمانهم بهذه القضية الى انهم يمارسون عادة الختان و عليه يجب أن نفكر في وسيلة أخرى غير ورش العمل هذه . أستحضر هذا الحوار الان لاشير للدكتورة أن المثقفين والزعماء الروحيين قد يدركون بعقولهم شيئا ولكن ارتباطهم بالواقع يجعلهم أكثر ميلا للتعايش معه دون إحساس بالتناقض و هذا بالضبط ما حدث مع ضيوف هذه الحلقة .
    مثل هذه المواقف تصدر دائما من كل فئات المثقفيين المسلميين إضافة الى أن طاقم التلفزيون له دور مرسوم في التكريس لهذه الرؤي و الترويج لها و ان تعميق الجهل و إستدامة الظلام التي اشارت اليهما الدكتورة في ختام حديثها هو من واجبات هذا البرنامج فهي ليست رسائل إعلامية ضعيفة بقدر ما هي رسائل إعلامية مدروسة تساعدنا على البقاء في الظلام .
    أما قضية التعددية فإن تناولها يجب أن يتم من منظوريين تطرقت اليهما الدكتورة عن بعد
    - الجانب الأول هو قضية الإشباع الجنسي سواء كان داخل اطار الزوجية أو خارجها و اتفق مع الدكتورة ان الاديان السماوية في حديثها عن التعدد أتت لتقيد التعدد الذي كان ظاهرة إجتماعية في ذلك الزمان , لكن الاديان ايضا نفرت من التعدد بالتدرج و التربية حيث أن السيد المسيح عندما قال لليهود ان يتزوجوا بواحدة احتجوا بأن موسى قال لهم أنه يمكن أن يتزوجوا باربعة فقال لهم السيد المسيح لقساوة قلوبكم , قال لكم موسى هذا القول ولكن في الأصل واحدة .
    - ان التعددية التي تعطي الرجل الحق في الاحتفاظ بأكثر من زوجة واحدة نالت نصيبا من الشرح الناقد مع تبيان أهداف الشرع وخاصة في كتابات الاستاذ الجليل محمود محمد طه وكتاب فقه المرأة للدكتور محمد شحرور وكذلك في مقالات الكتورة ناهد. و قد أخذ الاخرون وخاصة الغرب المسيحي على الاسلام فكرة التعددية دون النظر الى ما يواجه مجتمعاتهم من خطر التحرر الجنسي الذي لازم مبدأ الحريات الفردية الذي قامت عليه الحضارة الغربية لدرجة ان 16% فقط من الاطفال في هذه المجتمعات يعشون مع والديهم .و إذا كان التحرر الجنسي المسموح به في الغرب يؤدي الى تفكك الأسر تماما , فإن مبدأ التعددية يخلق خللا و اضحا في نظام و بنية الأسرة و التي في الأصل زوج واحد لزوجة واحدة .

    - ولاحظت في كتاب موسم الهجرة الى الشمال للطيب صالح مقارنة لم يزكرها الكاتب مباشرة ولكن أشار اليها في شخصية ود الريس الرجل المزواج الذي يتزوج كلما توفر له المال و لا يكاد يتذكر اسماء زوجاته وبين شخصية الراوى الذي يعيش في انجاترا و علاقاته المتعددة مع الفتيات الانجليزيات حيث أنه لا يهدأ له البال الى أن يبيت و في فراشه أنثى , فأن الاستاذ الطيب صالح علق على هذا الموضوع في كتابه بقوله ( إذا كان في ذلك شر فهذا شر مثله و إذا كان هذا مثل الموت و الولادة و فيضان النيل و حصاد القمح جزء من نظام الكون فقد كان ذلك ايضا كذلك ) يريد أن يقول لنا أنه لا يوجد فرق بين هذين السلوكين , فالسلوك الأول يستند الى الشريعة في التعدد و الطلاق و القانون و الثاني يستند الى ما أحرزته العلمانية من ثورة في الحقوق و خاصة الحقوق الجنسية , فبالنظر الى فكرة التحرير سواء كانت جنسية أو اجتماعية نجد أنها تهدف الى خلق السعادة الفردية و الاجتماعية عن طريق الاشباع الكامل للغرائز . فهل يمكن مقارنة التعددية التي دعت لها الشرائع الدينية و قيدتها , بالحرية الجنسية التي نتجت عن الثورة التحريريه و الثورة الجنسية .
    بالطبع لا فالشرائع دعت الي التقييد و الثورة الجنسية دعت الى الاباحية ولكن نظرة بعض رجال الفقه الى أن الاصل في التعدد و يمكن تنزيل واحدة بالطلاق و التزوج بالاخرى بسهولة و يسر دون وازع اخلاقي او شرعي يفتح المجال للمقارنة . فالحرية الجنسية قد تزيد من قدرتنا على الاختيار ولكنها لا تضمن لنا شئ و لا تمنحنا شئ فقط تنوع التجربة الذي يصاحبه الم داخلي و احساس بالفشل يؤدي الى دمار نفسي كما يرى علماء النفس . ان الثورة الجنسية التي اجتاحت اوربا و امريكا تركت وراءها كمية من الخيانة و البلبلة و الشعور بالذنب حيث وصلت نسبة الازواج الذين يدخلون في علقات جنسية خارج اطار الزوجية ارقاما فلكية , إضافة الى ممارسة هذه العلاقات في وقت مبكر من العمر تؤدي الى دمار نفسي .
    ان العالم الذي اصبح اسرة واحدة جعل ثقافة التحرر الجنسي تواجه مجتمعاتنا المتدينة المحافظة فلجأوا الى توكيد المبرر الفقهي للتعدد بحثا عن مخرج ديني يتيح لهم إشباع رغباتهم الجنسية دون النظر الى ما يحدثه هذا النوع من الزواج في الاسرة و المجتمع . و في ظل هذا التبرير الفقهي و تحت ضغط عجلة القهر الإقتصادي و الإجتماعي تجد بعض الفتيات جزء من السلوى فيقبلن به مكرهات .
    النقطة الثانية , الى اي مدى يسهم التعدد بمعانيه المختلفة في خلق الاسرة السعيدة و التي هي البنية الاساسية لمجتمع سليم . إن الاسرة السليمة لا يمكن خلقها الا من نساء و رجال سليمين و أمثال هولاء لا يفكرون الا في تنمية قيم الحب الحقيقي و جلب السعادة للآخريين و مثل هذين الزوجين يؤسسان علاقة عميقة بينهما مبنية على الحب الحقيقي العميق , يمكن للاطفال ان يرثوا قيم هذا الحب فيكون هذا الحب الحقيقي هو الذي يصبغ حياتهم من البداية .
    عليه , يجب أن نفكر اولا كيف يفكر الرجال و النساء في بناء الاسرة , وماهو الدور الذي يقوم به المجتمع و اسرة الزوجيين فياعدادهما لذلك ,نجد أن الخلل الكبير في التربية داخل الاسرة و الرؤى الاجتماعية يفصل الادوار لكل من الرجل و المرأة . كل ذلك يجعل هاجس المرأة الاول و بدافع من الاسرة و المجتمع هو الاهتمام بجسدها وأن العلاقة الجنسية وامتاع الزوج هو الهم الأول , و يتم تبصير الرجل اجتماعيا بالتمتع بهذا الجسد كيفما شاء ومن هنا يجئ شهر العسل الذي يقوم كله على المجاملة و موحاوله كل طرف ابراز أفضل ما عنده ولا يقوم على الحب الحقيقي و هذا ما يساهم في وأد العلاقة بين الزوجين باكرا . وقد يعتقد الزوجان أن مشاكل الحياة اليومية و المادية و السعي لتوفير احتياجات الاسرة تساهم في قتل الحب ولكن في حقيقة الامر ليست هي الاسباب الحقيقية انما يكمن السبب في الفشل في عكس قيم الحب الحقيقي بين الازواج و في اساس بناء هذه العلاقة , – فأظفر بذات الدين – اي من تقوم حياتكما على قيم الحب الحقيقي الذي هو هدف الدين .
    إن تغير مفهوم الزواج هو الذي تعول عليه في استقرار الحياة الاسرية و كمالها , ونظرة الرجل للمرأة و نظرة المرأة للرجل يجب أن تتبدل وان ينظر كل منهما الى الأخر بمنظار الحب الحقيقي عندها يكتفي كل رجل بامرأة واحدة , و تكتفي كل امرأة برجل واحد حيث يكتمل الإشباع الروحي و الجنسي ولا يحس اي منهما بالفشل أو الخيانة .
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de