|
(كجبار ودال) .. لعبة انتخابية؟!!/ بقلم محمود عابدين
|
(كجبار ودال).. لعبة انتخابية؟!! محمود عابدين
يبدو أن قضية سدود الشمال ولاسيما (كجبار ودال) دخلت لعبة الانتخابات الوشيكة من أوسع أبوابها، وهذا ما يفسر وفقاً للمراقبين سياسة التهدئة التي تتبعها حكومة الولاية الشمالية وأنصارها في هذه القضية الساخنة على رغم برودة المناخ السائد حوله حالياً.
وبعد نبرة تحدي ميزت تصريحاته طيلة الشهور السابقة عاد والي الشمالية السيد عادل عوض ليقول أن سد دال قيد الدراسة وكجبار سينشأ بموافقة الأهالي، ما يدعو إلى التساؤل عن أسباب إثارة الرأي العام المحلي في المناطق المستهدفة من خلال كلام يختلف تماماً ودفعه لاتخاذ مواقف أكثر تشدداً إذا كانت الولاية ستعود إلى مساعي التفاوض مع المواطنين.
التصريحات الأخيرة جاءت خلال حوار قال الوالي انه أجراه مع المغتربين بدولة قطر!!.
من المفارقات أن يقول سعادته أن رؤية الحكومة حول قيام سد دال لم تتبلور بعد وأنه ما زال قيد دراسة الجدوى، الأمر الذي يتنافى ويتناقض والإعلان الصريح لوالي الشمالية قبل بضعة أسابيع في حديث له بمنبر ديوان الحكم الاتحادي تناول فيه العديد من القضايا وبثته (سونا) ونشرته الصحف برفض مجرد الحديث عن (السدود) وتقبل أية أسئلة حولها، مكتفياً بالقول إن الحديث عنها استهلك..(وتحدثنا فيه من قبل!!.
وقبل ذلك كان قد صدر عن الحكومة في أغسطس 2008 قراراً بالتأمين على قيام سدى (كجبار ودال) حيث طرح عوض سلمان في مؤتمر باتحاد الصحفيين رؤية حكومة ولايته حول قيام السدود معتبرا السدود بالولاية أساساً للتنمية وان حكومته جادة في قيام السدود لجدواها الاقتصادية والاجتماعية!! . كما نقلت مصادر صحفية ما أسمته تأمين حكومة الوحدة الوطنية عبر بيان صادر من مجلس الوزراء يحمل الرقم (73) لسنة 2008م قيام سدي كجبار ودال.
ومن أكثر التصريحات المثيرة للجدل لسعادة الوالي قوله السابق أنه: (لا حوار حول قيام سد كجبار من عدمه) ، وإشارته إلى (إغلاق) باب الحوار واصفاً قيام السد بالقرار الاتحادي، وأن (الحوار) حول قيام السد أخذ زمناً كافياً، وبناء على ذلك فقد (جاء وقت التنفيذ الفعلي)!!. وكثيراً ما تطرق والي الشمالية إلى تلمسه قناعة أهل المنطقة بأهمية المشروع، ما يطرح المزيد من التساؤلات حول أهداف تصريحاته الأخيرة والأبعاد السياسية الحقيقية لها.
ومن ضمن عديد التأكيدات التي حددت وجهة الولاية الشمالية المضي قدما في تنفيذ مشروع سد كجبار المثير للجدل إعلان السيد عوض عن تشكيل لجان أهلية تختص فقط بمتابعة تعويضات وبدائل المتضررين. وهنا تساؤل هل يعني العودة إلى المربع الأول تفكيك تلك اللجان وإعادة تشكيلها أم أن الأمر برمته مجرد مناورة سياسية ذات أبعاد انتخابية؟!!
يقول مواطنون في المناطق المتأثرة بالسدود أن المهم ليس إغلاق أو إعادة فتح الحوار وإنما الابتعاد بالقضايا الحيوية للمواطن عن المناورات والمساجلات السياسية، مشيرين إلى أن السياسة الحالية ليست سوى أسلوب لجأت إليه الولاية وحكومة الشمالية والمؤتمر الوطني الحاكم لتهدئة (اللعبة) حتى تمر الانتخابات القادمة بسلام ومن ثم العودة لتهميش المواطن والعودة لاتخاذ قرار تنفيذ السدود من جانب واحد!!. وفي كل الأحوال سواء في أجواء (التهدئة) الحالية أو (المواجهة) المرتقبة بعد (كسب) الانتخابات فان كل المؤشرات تدل أن المسئولين لن يكشفوا عن ما تخبئه دراسات الجدوى، كما لن يقوموا بخطوة تزيل المخاوف السائدة بشأن مصادرة الأراضي وتوزيعها لمستثمرين أجانب، وإغراق ما تبقى منها!!
والسؤال القديم المتجدد هو: هل نحن أمام هدوء ما قبل العاصفة؟!
|
|

|
|
|
|