ديمقراطية في البص و "الشريط الحبشي"

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-08-2024, 03:37 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2009م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-14-2009, 03:38 PM

ابوهريرة زين العابدين
<aابوهريرة زين العابدين
تاريخ التسجيل: 12-28-2005
مجموع المشاركات: 2655

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
ديمقراطية في البص و "الشريط الحبشي"

    http://ajrasalhurriya.net/ar/news_view_1373.html

    ديمقراطية في البص
    بواسطة: admino
    بتاريخ : الثلاثاء 13-01-2009 05:17 مساء

    زورق الحقيقة
    أبوهريرة زين العابدين عبد الحليم
    الغبار سرق الفضاء وعبث به وعبس فينا وجلدنا بحفنات تراب على وجوهنا واصبحت عليها غبرة وغبار. في هذا الجو تحركت نحو الموقف الذي تقف فيه البصات والتي سوف تحملني من ملتقي النيلين إلى حيث النيل الواحد الأبيض. دخلت الصالة وحجزت في الرحلة المتجهة جنوباً واشتريت بعض الصحف وماء ذلال وضع في زجاجة قد رقت وراق الماء وترقرق بداخلها وكأنه في جدول داخل حقل.

    جلست في الصالة لبرهة من الزمان المسروق لأن البص تأخر قليلا وجفى ميعاده، تأملت في المكان فهو يضج بالحضور شوقاً لديارهم، وقلت كل واحد من هؤلاء يتذكر اطلال دياره فهل عفت مقامها ام عري رسمها، أم اعياها الرسم الدارس فلم تتكلم ولم تخبره بشوقها له أو شوقه لها.

    أناخ السائق البص وركبنا شيباً وشباب وأطفال، وكل واحد في المقعد المخصص له حسب التذكرة، وقد تحولت هذه البصات إلى حافلات فاخرة واصبحوا يقدمون خدمات لم تكن موجودة في زمان مضى، فقد كانت تئن بالركاب من ألم الشيخوخة وغير مكيفة أما الآن فقد تحول "المساعد" إلى مضيف يقدم الوجبات والشاي والقهوة، واصبح الهواء البارد يأتيك من عل. بدأت الرحلة وكل واحد يتأمل ما حوله ويحاول أن يفتح موضوع ما لأن الرحلة طويلة.

    بعد هنيهة ادخل المضيف شريط فيديو للفنانة ندى القلعة، وهي تغني وترقص يمنة ويسرة ومن الأمام ومن وراء الظهر، فبدأت أقرأ في الصحف بعد أن تم استلاف اغلبها واصبحت في إنتظار أن يكمل الجيران الجدد في البص الصحف وقد تحولت صحفي الخاصة التي أشتريتها بحر مالي إلى قطاع عام وشاعت بين الناس شيوعية يعرفها ابناء بلدي، حيث استباحها أهل البص ملك حر لهم وذلك امر عادي تعبيراً عن إشتراكية وتشاركية طبيعية لم يكتبها ماركس أو لينين بل كتبتها جماهير شعبنا. قلت سوف أراقب هؤلاء الناس لأن هذا مجتمع سوداني مصغر وسوف يعطيني لمحة عن كيف نفكر. نظرت حولي رأيت بعضهم ضاع الأمس منهم، ويحاولون استعادته فقد ذهب مع ريح العمر، وبعضهم حاول النوم، ولكن جفتهم طيور النوم وطارت بعيداً وجلست على غصن الحزن في شجرة الدنيا الفانية في صحراء عمرهم.

    سافرت الشمس غرباً واطلت بشكل جزئي على ستارة مفتوحة على وجوه الركاب مما يجعل الشخص يرى الوجوه بشكل أوضح. بدأ المضيف في توزيع الأكل واصبح الكل مهموم بهذا البرنامج وبعده جلب الشاي والقهوة ويخيرك أن تختار. إنتهى شريط ندى القلعة وأدخل المضيف شريط آخر لفرقة إثيوبية، وبدأ الرقص الحبشي القديم بحركاتهم المعهودة ويرقص هؤلاء الناس وكأن عظامهم انتزعت منهم، وكأنهم عصافير في خميلة فيحاء في جنوب بحر أبيض. إنتشى أهل البص طرباً إلا واحد منهم، كان يجلس بالقرب مني، شكله أسمر وله لحية صغيرة تشبه لحية تيس في قراع الخطوب، وبدأت أنفاسه تعلى وبعد ذلك قرر ان هذا منكر ولم يصبر على إزالته بقلبه، وقال للمضيف أوقف هذا المنكر فرد عليه ولماذا أوقفه من أجلك أنت؟ وبدأ الرجل في الوعظ فرد المضيف سوف أشاور هؤلاء الناس فلو قالوا إنهم يريدونه فسوف اتركه يستمر، توجه تلقاء الركاب وقال هل تريدون "الشريط الحبشي" فرد أغلبهم بصوت عالي نعم اتركه ودعك من هذا، فنظر المضيف بنشوة للرجل وقال له إنها رغبتهم فسوف يستمر الشريط. المهم تدخلت فقلت له يمكنك أن تقرأ أو تنام ودعهم في شأنهم فحاول أن يتحدث ولكن تم قمعه من الجميع وقد لاحظت ان بعضهم لم يكن يشاهد الفيديو ولكن أيضا دخلوا من ضمن أهل الحملة على هذا الرجل. فقد إستمر الشريط فقلت إنها ديمقراطية البص وحرية طبيعية يمارسها أهلنا في حلهم وترحالهم وتعجبت من ذلك الأمر.

    إستمرت الرحلة لبرهة من الزمان، وقال رجل للسائق إنه يريد أن يقضي حاجته وطلب منه الوقوف، فاختار السائق مكان قصيا إلى جانب شجيرات متفرقة وخور أصبح ماؤه غورا. أول شيء فعله المضيف حيث جلب كل جولات الزبالة ورماها في قارعة الطريق، قلت سلوكه هذا سلوك "مساعد" على الطريقة القديمة وليس سلوك مضيف، وبعد ذلك بدأ بعض الناس في النزول، البعض يدخن والبعض الآخر وقف وراء الأشجار ليلبوا حاجة الطبيعة.

    هناك عجوز في الغابرين ومعها ابنتها أو قريبتها فقد تضايقت ويبدو انها مريضة وتريد أن تنزل لتقضى حاجتها أيضاً مثل الرجال، ولكن البنت دخلت في حرج لأن المكان غير مناسب ولكن لأهلنا الكبار ديمقراطيتهم وحريتهم الخاصة في انتزاع حقوقهم، فقالت لها بصوت عالي سوف لن أستطيع أن أصبر أكثر من ذلك ونزلت تتبعها ابنتها وقد إكتسى وجهها الخجل وحاولت أن تغطي جزء من وجهها بالنصيف، ولكنه سقط منها ولم ترد إسقاطه واتقتنا باليد اليسرى، وذهبت السيدة إلى مكان قصي إلى جزع شجرة غير وارفة وعادت وعاد الجميع وعاودنا الرحلة، وقالت نسوة في البص ما كان لها أن تفعل ذلك ولكنها لم تعر الأمر كبير إهتمام.

    تأملت في كل هذا وقلت كيف نعالج هذه القضايا وتبدو شائكة، وقارنت ما بين حالنا وحال الدول المتقدمة. أول شيء لابد من إصلاح وتغيير طريقة إستخراج رخص القيادة، فمثلاً في أمريكا في اغلب الولايات عليك بقراءة كتاب وإذا لا تستطيع أن تقرأ عليك فهم القوانين وشارات المرور وبعد ذلك هناك إمتحان نظري بالكمبيوتر للقادر وبمترجم لغير القادر عن طريق الرموز ولا عذر وبعد أن تجتازها وتعرف القوانين وإجراءات السلامة تصدر لك بطاقة أولية يمكن أن تتدرب بها ويجب أن يكون معك شخص آخر له رخصة قيادة سارية المفعول، ثم بعد ذلك إمتحان آخر للقيادة بشكل عملي. أما لسائقي الشاحنات الكبيرة والبصات السفرية فلهم رخصة خاصة وتدريب خاص. وهناك محكمة خاصة والقيادة بإهمال تعتبر جريمة ويمكن أن تدخل السجن أو يتم تغريمك نقود كثيرة إذا تلاعبت ويمكن أن يصل الأمر لإنتزاع الرخصة إذا تم القبض عليك لاكثر من مرة تقود متجاوزاً السرعة المقررة.

    فالسائق والمساعد المضيف في البص المذكور لو تم تدريبهم بشكل جيد لإستطاعوا أن يتعاملوا مع الناس بشكل أفضل، لذلك يمكن أن نقترح أن تكون هناك مدارس لقيادة السيارات وتطبع القوانين برموز وبألوان زاهية، ويمكن للقطاع الخاص أن يقوم بذلك، وهي فرصة لخلق وظائف كثيرة وتدريب الناس وتغيير سلوكهم في القيادة. فقد اصبحت السيارات أسد يتجول في شوارع بلادنا يأكل يمنة ويسرة. الموضوع الآخر إلزام سائقي البصات العامة بمعايير محددة في التعامل مع الناس، والوقوف في محطات محددة على أن تتوفر فيها الحد الأدنى مثل دورات المياه العامة وحتى نتفادى ما حدث للسيدة المذكورة.
    الرخص في بعض الأحيان يتم شرؤها وبدون تدريب كاف مما يعرض حياة الناس للخطر. أيضاً الطرق تحتاج لعمل أكثر ووضع إشارات واضحة وتطبيق القوانين ويجب محاربة الرشوة. كنت في مرة أركب عربة أمجاد وتم إيقاف العربة للتفتيش والمهم قام السائق بتسليم العسكري مبلغ زهيد من المال وتركه يذهب بمخالفته وقد تحدثت مع السائق، فقال لي: هذا شيء عادي واغلب ما نحصل عليه يأكله هؤلاء، فقلت له لقد عودتموهم على ذلك فكان يجب عليك أن تدعه يطبق القانون فهو افضل لك وافضل له. أيضا بالنسبة للمضيف فقد رمي جولات النفايا في الشارع وبها أكياس بلاستيك وهذه من اكبر مهددات البيئة، ففي الصين والهند قد عجزوا عن محاربة هذه القضية، لأن الرياح تحملها إلى الأنهار والأشجار واصبحت تهدد الحياة الطبيعية، وقد اقترحوا أن يتم استخدام مواد اخرى بدلاً عن البلاستيك. وبالنسبة لنا فأقترح أن يرجع الناس لإستخدام "القفة" فهي من نباتات طبيعية ولا تهدد البيئة. فأيضا لو تم تدريبه بشكل جيد لما فعل ذلك، فالأفضل أن يكون هناك حد أدنى من التعليم لمن يعمل في هذه الوظائف وعلى الأقل الإبتدائية مثلاً وأن يدخلوا برنامج تدريبي من هذه الشركات لخدمة الزبائن وللتعامل مع البيئة والناس.

    هذا هو شعبي المعلم في حله وترحاله، وهذه هي ديارنا التي نحبها فعلينا بتطوير ما نملك من عادات جميلة ومحاربة سيء العادات، وعلى الأحزاب والمنظمات أن تضع في برامجها هموم الناس، وحل مشاكلهم في السكن والعلاج والبيئة والعمل بدلاً عن التنطع بكلام أجوف حول الهوية والعولمة وبعض أوهام في أذهان المثقفين وبعيدة عن هموم عامة الناس، ما حدث يؤكد معدن شعبنا ومقدرته على التعبير عن ذاته، إنها ديمقراطية في البص.
                  

01-14-2009, 07:20 PM

ابوهريرة زين العابدين
<aابوهريرة زين العابدين
تاريخ التسجيل: 12-28-2005
مجموع المشاركات: 2655

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ديمقراطية في البص و "الشريط الحبشي" (Re: ابوهريرة زين العابدين)

    From Ajras Alhurriya today's edition
                  

01-15-2009, 02:08 AM

ابوهريرة زين العابدين
<aابوهريرة زين العابدين
تاريخ التسجيل: 12-28-2005
مجموع المشاركات: 2655

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ديمقراطية في البص و "الشريط الحبشي" (Re: ابوهريرة زين العابدين)

    --
                  

01-17-2009, 05:56 PM

ابوهريرة زين العابدين
<aابوهريرة زين العابدين
تاريخ التسجيل: 12-28-2005
مجموع المشاركات: 2655

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ديمقراطية في البص و "الشريط الحبشي" (Re: ابوهريرة زين العابدين)

    --
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de