|
|
 المسلمون وا سرائيل والصراع الكونى....
|
لقد ادمنت اعين واذان العرب والمسلمين اصوات وصور الجرحى والشهداء من اطفال ونساء فلسطين واصبحت المشاهد الماساوية التى تعرض كل صباح ومساء لا تحرك فى الناس شئ فقد ساهم اعلام الدول العربية من حيث يدرى او لا يدرى فى فرض امر واقع مر مرارة الحنظل لم تستطع الدول والشعوب العربية والاسلامية التحرك لايقافه , اصبح الانسان يرى هذه الاحداث الظالمة والقاهرة وكانه يشاهد فلم من افلام (الاكشن الامريكية) حيث يكون التفاعل النفسى مع الحدث مرتبط بالوقت الذى يقضيه هذا المشاهد امام الشاشة وبعده ينصرف الى شئونه الخاصة باعتبار ان ما شاهده مجرد سيناريو لقصة او رواية ترجمت فى ذلك المشهد الدرامى.
ان الحال الذى تمر به الامة المسلمة هذه الايام يدعوا الى اسف وحزن شديدين ويدخل الامة فى موقف فيه كثير من التحدى وخيبة الامل فى رد العدوان الذى تذخر قواميسها الدينية والمعرفية بتجارب ثرة و عظيمة عنه وعن الكرامة والحرية وحقوق الشعوب فى العيش الكريم , فالعالم العربى والمسلم الان يعانى من انكماش فى هذه القيم على مستوى التفعيل والممارسة , لقد اصبحت اممنا هذه بارعة فى العويل والتباكى و التصايح فى الازاعات والفضائيات فقد اتانا نوع جديد من المناضلين المضللين او كما يحلو للبعض تسميتهم الصحّافيون نسبة الى وزير الاعلام العراقى ابان الغزو الامريكى الذى اجتاح العراق فى 2003 , هذا الذى تعلمناه من هؤلاء الهتيفة فطالما اطل من احدى الفضائيات العربية رجل ملتحى مقدم على انه امين سر حركة او رئيس مكتب سياسى لاخرى ويبدا فى استخدام البليغ من المفردات والقوى من الكلمات التى تدل على امتلاكه لناصية الخطابة وياخذ فى الحديث عن النصر القادم وفى ذات الوقت الذى يقدم فيه حديثه هذا ويوزع فيه ابتساماته المجانية يمنة ويسرة تراق الدماء الطاهرة البريئة ويقتل العزل من ابناء الامة المسلمة نتاج هذه العنتريات والتهديدات التى تطلق عبر الاثير والتى يحملها العدو الاسرائيلى محمل الجد ولا يتوانى فى ضرب مزيد من الارواح البريئة كرد فعل لهذه التوعدات التى تحمل فى طياتها كل معانى التنطع الفارغ.
منذ ان احتدم الصراع الاسرائيلى العربى مرت اكثر من خمسين عاماً اى نصف قرن من الزمان والظروف التى ادت الى الهزائم المتلاحقة لامة العرب والاسلام معلومة لكل القادة والمفكرين والعسكريين والساسة والنهج الصهيونى ما يزال مستمراً فى التنفيذ على الارض المغتصبة فلم يشفع اتفاق سلام اوسلو بين منظمة التحرير والدولة اليهودية لايقاف هذه السياسة الاستعمارية فاستمرت بعد هذا الاتفاق التماطلات فى تنفيذه بل ذهب هذا الكيان الاسرائيلى الى ابعد من ذلك بتوسعته لدائرة الاستيطان والمضى قدماً فى البناء والترميمات التى ضيقت الخناق حول المسجد الاقصى المبارك , من هذه التطورات يمكننا اجمال اسباب تقهقر الموقف العربى الاسلامى فى النقاط الاتية:-
1- التعويل على ان القضية فى اساسها صراع عربى – اسرائيلى مما اعطى اليهود مساحة فى حصر المواجهة مع المنظومة العربية وحدها وهذا بدوره قلل عنهم تحمل عبء استعداء الدول الاسلامية الاخرى .
2- عدم حدوث اجماع وتحالف عربى واسلامى عسكرى وسياسى واقتصادى لرد الظلم والعدوان الذى حاق بالشعب الفلسطينى العربى والمسلم .
3- ان حرب النكسة فى العام 1967 اضعفت الارادة القومية العربية مما حدا ببعض الدول العربية اما الى الصمت او المهادنة والتطبيع مع دولة الكيان الاسرائيلى .
4- العمالة والارتزاق لبعض ضعاف النفوس من قلة من ابناء الشعب الفلسطينى لدى هذا الكيان المغتصب وتقديمهم له خدمات لم يكن ليحلم بها بمساعدتهم اياه فى القيام بعمليات اغتيالات و تصفيات لقادة فلسطينيين كان لهم الاثر الاكبر فى استمرارية جذوة الشعور الوطنى والعقدى بالقضية.
5- ازدواجية تعامل بعض الدول العربية مع اسرائيل بفتح سفارات وقنصليات و تمثيل دبلوماسى فى عواصم هذه الدول والتى بموجبها اصبحت ملزمة بعدم التعامل مع هذا الكيان المغتصب للاراضى المقدسة على اساس انه عدو.
6- تعدد الواجهات المتبنية للقضية واختلاف رؤاها حول جوهر اسباب الصراع وكيفية رده ومحاربته وذلك باختلاف منهجى بين حماس ومنظمة التحرير .
ولكى يكون هنالك حلاً لهذه التعقيدات لابد من استيعاب ان عامل الزمن فى هذا الصراع هو العامل الاهم والجوهرى واى خطة غير ناضجة وغير استراتيجية و غير مبنية على الاتعاظ والاعتبار بما سلف من اخفاقات سوف لن تعود الا بمزيد من التراجع والانتكاس وتمكين العدو من الاسترخاء على جسد الشعب الفلسطينى , ولكى يكون هنالك مخرجاً من هذه المأساة يجب مراعاة الاتى : -
1- تكوين تحالف اسلامى عريض يجمع كل الدول الاسلامية العظمى كايران و المملكة العربية السعودية وباكستان و اندونيسيا و مصر وسوريا و لبنان وليبيا والجزائر والمغرب .... الخ.
2-التاكيد والاتفاق على عدم المهادنة والمصالحة مع الكيان الصهيونى.
3-توجيه الاعلام والامكانيات المعرفية والعلمية باتجاه استئصال كل المفاهيم الضارة بالقضية والمروجة للاستسلام والتطبيع مع هذا الكيان الغاصب وتهيئة الشعوب الاسلامية وتذكيرها بان هذا الصراع صراع كونى لن تكون نهايته كما يتوقع البعض من سهولة و سرعة وقرب اجل , وان هذا الصراع الوحيد الذى مقصده دينى ومعنى بحفظ طهارة الارض من تدنيس اليهود لها و افساد البشر الذين على ظهرها فهو جوهر صراع الخير والشر فى الدنيا , فهؤلاء الصهاينة لهم تاريخ حافل بالتغلغل فى المجتمعات وافسادها وزرع بذور الفتن فى اوساطها ولنا عبرة فى ما قام بها النازى هتلر من قتل و تهجير لهم لسؤ مسلكهم و استحالة التعايش معهم.
4- لابد من وجود تحالف اقتصادى اسلامى عالمى قوى يلزم كل دولة اسلامية باتباعه وعدم تعامل اى دولة من هذه الدول باستقلالية عن هذا التحالف اذا كان هذا التعامل يضر بالقضية الفلسطينية و يحقق منفعة للكيان الغاصب.
5- الاستفادة القصوى والمثلى من الخدمة التى تقدمها الشبكة الدولية للانترنت بتكوين وتقوية راى عام مسلم يقف فى وجه كل الافكار الموجهة والمدمرة والخادمة للنشاط الصهيونى وتدريب وتاهيل الشباب المسلم وتشجيعه على الاندماج فى المجتمعات الاخرى حتى يوصل اليها قيم الحكمة والرشاد وموجهات ديننا الحنيف وان تبنى الثقة فى نفوس الشباب المسلم حتى يكونوا جنود اقوياء لتغيير ما تم تشويهه من قبل كثير من الدوائر الغربية.
6-ان تكون الاستراتيجية عسكرية فى تكوين جيش من هذه الدول المتحالفة فى خطة طويلة المدى محاطة بكل اسباب الصبر والصدق والنفس الطويل والعمل الاستخبارى المتقدم و سعى هذه الدول لامتلاك تقنية تخصيب اليورانيوم والعمل على خلق تراسانات نووية موازية لتلك التى تمتلكها اسرائيل و الهند وكوريا وامريكا وروسيا و العديد من الدول التى اصبحت حامية لنفسها من صلف الامريكان بهذه القوة المهيبة والتى لا يرتعب العدو الا لها .
|
|
 
|
|
|
|
اسماعيل عبد الله محمد
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست