نهاية السنة ،،، الميزانة ،، تصفية الحسابات ،، الجرد السنوي ،،، فك التسجيلات ،، كلمات تترد على أسماعنا كثيراَ في نهاية السنة والمواسم وبداياتها !! وكم كنت ،، ومازلت أكره الحساب ،،، وأكتشفت اليوم أني راسبة أشياء كثيرة ،، رسوب في جميع مواد الحفظ وحتى التسميع!
تعودت أن أدون نشاطات يومي ومشاريعي وأشبط ماتم إنجازه لأرى كيف يسير برنامجي اليومي ،،،، أصبحت متعة أمارسها يومياَ مساء اَ كما الرياضة ،، وكنت أدون ملاحظاتي وأحياناَ السبب في عدم تنفيذ البرنامج كما خططت له !
وعندما أجد نفسي قد فشلت بنسبة عالية يصيبني إحباط شديد ،، وأصر في اليوم التالي على تعويض مافشلت في تحقيقه ،، وقتها إكتشفت أني لا أعرف عن الكثير من حولي من معارف ،، أصبحت أمارس دروس المعرفة الصعبة على كل التطبيقات التي تعلمتها والتي صعب علي فهمها أحياناَ ! شغلتني تلك الوظيفة الجديدة ( التي وظفتها لنفسي ) عن أشياء كثيرة وأصبحت أكثر مشغولية ،، وأكثر تفكيراَ! ظن أهلي أن هذا الجهاز الذي إشتريته بالقسط المريح (المحمول) هو السبب في تغيير عوائدي فقد أصبحت أكثر هدوءاَ ،، وأكثر روية وبنت أختي تقول أني أصبحت ثقيلة الظل ،، بدأ حبي للكتابة يتلاشى ،، لابد أن يكون هناك شئ آخر لم أكتشفه بعد!!
اليوم صباحاَ فتحت بريدي ووجدت رسالة جميلة من أحدهم يتمنى لكل أولئك الذين يعملون في ذات الحقل موفور الصحة والإنجاز والإعجاز !! إستوقفتني الكلمة كثيراَ ....
لم أستطيع إكمال الرسالة فهناك مايشغلني ،، بريدي ملئ برسائل الإعلانات ،، وأصبحت لا أحب الكتابة كثيراَ وأصبحت لدي هواية غريبة جداَ هو متابعة مايجد من أحداث والإكتشافات الجديدة والتحليلات ،، ربما تكون واتتني عقلانية متأخرة أو خرف مبكر ،، لا أدري ؟؟!!
تصفحت بريدي الألكتروني سريعاَ ،، ورددت على عدد من الرسائل الرسمية ،، هناك أحدهم أرسل هو الآخر رسالة يهنئني بالعام الهجري !! وغداَ يكون نهاية العام الميلادي وبداية آخر وماأحزن النهايات عندما تكون على هذه الشاكلة التي رأيتها ! تابعت الأخبار لبرهة مظاهرات شعبية في الشارع العربي والغربي تنديداَ بالقصف الإسرائلي على غزة ،، وفي اليوم الرابع على التوالي تتابع إسرائيل قصفها !! واستغراب البعض صمت الدول العربية ، والقليل منها دعا إلى إنعقاد قمة عربية عاجلة ،، سئمت المتابعة ،، تسرب الملل إلى نفسي لم أستطع التركيز فيما وودت إنجازه ،، صور الأطفال ،، الجرحى ،، الموتى ،، الدماء !! يالها من مأسأة وكارثة إنسانية كبرى عزاؤنا أن للبيت رب يحميه !
تعلمت أن أتحلل من الملل سريعاَ بتغيير الوضع الذي أكون عليه ،، فإذا كنت جالسة أسير لبضع دقائق ،، وأغير طريقة جلستي ،، أو أغير البرنامج تماماَ !
أصبحت لا تهمني الأفعال وردودها بقدر مايهمني الحدث نفسه !! ورغم أن الدنيا شتاء هناك ناموس وحشرات تحوم حول لمبتي المضاءة ،، وتابعت تلك الناموسة وهي تطن بصوت مزعج ،، وفكرت ترى لماذا تطن وتتحرك بذلك الشكل الدائري حول الضوء ،، فجاءة قطع التيار الكهربائي وأصبحت أهرش جسمي بدل تلك المهمة والمتابعة اللصيقة لتلك الحشرة البغيضة !
سمعت صوت هاتفي وسط صمت تكسره خشخة أصابعي على الورق بحثاَ عنه ! سمعت صوت موسيقى أكثر من رسالة في هاتفي الجوال ،، رفعت الهاتف من وسط أوراقي فقد كان هو الآخر تائهاَ في تلك الفوضي ،، أنقذته أصابعي الباحثة عنه ! وجدت مجموعة من الرسائل كلها عبارات مستهلكة نتداولها في مثل تلك المناسبات ،، مللت عبارات التهنئة والرسائل المعلبة والمستهلكة التي يتناولها الجميع كأنها مشروب الكوكاكولا ! تكررت معظم العبارات في الرسائل ! إلا رسالة واحدة فقد كانت عباراتها فريدة وجميلة :
لاشرح حين تتداخل الكلمات في قواميس السفر ،، تتغيير حتى وعود الوداع الأخير !خلت نفسي أني من كتبها ولكنها رسالة أتتني من أحدهم !!
إبتسمت بعد قراءة الرسالة ،، لم يكن لدي المزاج والكلمات المناسبة للرد لحظتها !! لدي تسجيلات في جهازي ,, ليه بنهرب من مصيرنا ..... عاد التيار مرة أخرى وطفقت أتابع الضوء والحشرات تتحلق من حوله ،، دارت برأسي كمية من الأشياء لا علاقة بينها البتة ،،، !!
وقيل أن المستحيلات ثلاث : الغول ... والعنقاء ... والخل الوفي !!!
ونواصل ....
محبتي .....
وصال عالم
12-31-2008, 08:36 AM
محمَّد زين الشفيع أحمد محمَّد زين الشفيع أحمد
تاريخ التسجيل: 03-21-2007
مجموع المشاركات: 1792
وصال السلام عليكم وجدت أنيناً يعصر الحشا في هذا العالم الشاحب ..صور القتلى تملأ ألأزقة ، والأشلاء وأزيز الطائرات يهز جبنات البيوت المهترئة ، الموت جملة ،مع فارق التوقيت ، ليل الخرطوم متقطع بين النور والحشرات وذلك السجن الفسيح ، أصحاب الأرض فيه غرباء ، غابات الصفيح تسور ماء النيل ، الروائح النتنة ، نهار سقيم وليل بهيم ..تكاد المسافات تقترب بين غزة ودارفور والخرطوم ، قطعاً سكان القبور وسكان القصور لا يجمعهما حبور ، بل ظلمة تحت الأرض وظلم فوق الأرض ...ويبقى أهلي ملح الأرض غرقى في ساحات الذكر ينسون عذاباتهم وأحلامهم عند تلك الساحات فهناك الدف ولا ناي وهناك يغسلون أدران ظلامهم .تحياتي
12-31-2008, 10:13 AM
وصال عالم وصال عالم
تاريخ التسجيل: 01-31-2007
مجموع المشاركات: 1940
Quote: وصال السلام عليكم وجدت أنيناً يعصر الحشا في هذا العالم الشاحب ..صور القتلى تملأ ألأزقة ، والأشلاء وأزيز الطائرات يهز جبنات البيوت المهترئة ، الموت جملة ،مع فارق التوقيت ، ليل الخرطوم متقطع بين النور والحشرات وذلك السجن الفسيح ، أصحاب الأرض فيه غرباء ، غابات الصفيح تسور ماء النيل ، الروائح النتنة ، نهار سقيم وليل بهيم ..تكاد المسافات تقترب بين غزة ودارفور والخرطوم ، قطعاً سكان القبور وسكان القصور لا يجمعهما حبور ، بل ظلمة تحت الأرض وظلم فوق الأرض ...ويبقى أهلي ملح الأرض غرقى في ساحات الذكر ينسون عذاباتهم وأحلامهم عند تلك الساحات فهناك الدف ولا ناي وهناك يغسلون أدران ظلامهم .تحياتي
أخي العزيز حلاوي
صلة الدم التي تنبض فيني حباَ وأخوة ووفاء وسلام ،،،
لا أدري ما الرابط بين كلامكم هذا وماقرأته في نشرة أو صحيفة لا أذكر (بالضبط ) قبل يومينأو ربما يكون لدي تشويش شديد فيما شاهدته وأشاهده من أحداث على شاشاة التلفاز يتسائل المؤلف فى هذا الكتاب إذا كان النصر من عند الله فعلا الخوف من الجهاد؟ لا يقصد بهذا الإندفاع أو التهور ولكنه يقصد التخطيط والتكتيك السليم الذى يسبق دائما الجهاد الناجح والذى عرفه المسلمون الحق الذين رفعوا الإسلام على أكتافهم وقال عنهم رجل من قبيلة قضاعة القصير الروم أنهم رهبان بالليل فرسان بالنهار، لو سرق ابن ملكهم قطعوا يده ولو زنى رجموه إقامة للحد حتى أجابة قيصر أعظم دولى أنذال " لئن كنت صادقا لبطن الأرض خير من لقاء هؤلاء على ظهرها" وفى عودة إلى الصل يسوق المؤلف أسبقية المسلمين فى الإستراتيجية الحربية موضحاً كيف أداروا المعارك الحاسمة بدءاً من دور العقيدة إلى صفات المقاتلين ودور الإستخبارات الطلائع والحروب النفسية وإخفاء النوايا ومباغتة العدو وصولاً إلى إنسانية التعامل مع الأسرى من الأعداء !!
ترى هل للكل إنسانيات عالية بغض النظر عن الملل والأديان ؟؟!!
ونواصل ...
محبتي ....
وصال عالم
12-31-2008, 09:41 AM
وصال عالم وصال عالم
تاريخ التسجيل: 01-31-2007
مجموع المشاركات: 1940
Quote: انتظر ما بعد " نواصل " فقد جذبني ما بعد البسملة
حمور زيادة
كل عام ونحن ننسج من خيوط الحب رمزاَ للنقاء !
ونتابع بعد البسملة ....
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات ،، تتقلب المشاعر حسب الحالة النفسية والمزاجية للفرد ،، ولكن سبحان الذي يغير ولا يتغير!
أصابني إلتهاب حاد جعل كل موازين الإرتكاز تختل! كان إلتهاب عام أصاب كل شئ واهن داخل جسمي ولم تعضده إرتفاع كرويات الدم البيضاء أو المسكنات ! كانت رحمة ربي أرفق بي من كل شئ !
فابتدئ باسمه العزيز عندما تنتابني أحزن الأشياء (تلك المشاعر المتناقضة ) وعدم فهمي للأشياء والذي يعجزني لدرجة الخرس ،، فأحمد الله أن البسملة كلمة قدسية من كنز الهداية لا يملكها أحد ، وخلعة ربوبية من خلع الولاية ،، ووصلة قريبة لأهل العناية ، ورحمة خاصة لأهل الجناية !
عندما يقلقني شئ أستعصى علي فهمه أبدأ ببسم الله فقد قال النبي (ص) : كل أمر ذي بال لا يبدا فيه ببسم الله فهو أقطع) في هكذا زمن أضيق من الحذاء نعيشة !!
البرود نعمة من الله إختص بها من أحبه من عباده ،، هي صفة عقلانية في المواقف الصعبة جداَ ،، وخاصة تلك المواقف والتي تكلف كثيراَ ولكنها تحتاج حزم وحسم ،، وأنا كل أشيائي محزومة (تحسباَ للمفاجآت – مفاجآت الطريق والمسارات) حقائبي محزومة بقلبي .. أشعاري الدفينة .. أشيائي الصغيرة .. وليالي البرد والصقيع والمطارات .. المطارات ،، يالذكرى المطارات والمدن البعيدة في خيالي والمدى !
كان يمضي علي زمن يسافر فرحي في سماع صوت (فقط صوت يتدفق عبر ذلك الجهاز الصغير ذو النغمات الرنانة المسمى الهاتف الجوال والذي لايعرف مدى ولا مكان ، وكان الصوت في خيالي فقط (إعتقاداَ ) يعلن جهراً انتماءه إليً وللكتابة وللحروف التي أعشق .. وأعيد قراءة آخر شئ كتبته وعاهدت نفسي أن أصوم عن الكتابة حتى يقضي الله أمراَ كان مفعولاَ!!!
عند كل منعطف تحدث أشياء تقلب موازين الأشياء! تشتعل أصداء الأمطار في صدري وماأصعب أن تشعر بالضيق في فسحة من الزمان والمكان .... وكأن المكان من حولك ... يضيق!!
هنا كان لابد من إستشعار بدائل قريبة ، حبيبة للنفس ومتاحة على مدار اليوم ( صور والدي والتي لاتبرح خيالي في حلي وترحالي ) !!
ونواصل ....
محبتي ....
وصال عالم
12-31-2008, 09:30 AM
وصال عالم وصال عالم
تاريخ التسجيل: 01-31-2007
مجموع المشاركات: 1940
دعنا نحدق في عيون الفجر يحملنا إلى صبحٍ منير ! فقد سئمت الحزن والألم المرير ... وأترك رفاقي يعشقون الضوء في ظل النخيل ! ووارف أمنياتي لكم بعام سعيد ،، وعمر مديد ،، وأمل جديد !
وافر الشكر والتقدير ...
وصال عالم
12-31-2008, 09:28 AM
انعام عبد الحفيظ انعام عبد الحفيظ
تاريخ التسجيل: 12-07-2005
مجموع المشاركات: 8738
أبي ،، يالتلك الكلمة والتي إفتقدتها وأفتقدها كثيراَ ،، كانت تسري بسمته الهادئة الي مكامن الإطمئنان عندي .. تخلد السكينة في أعماق .. أعماق قلبي .. ايُّ نورٍ وأيّ ضياءٍ يشع بدواخلي .. عندما تضيق بي الدنيا أتقوقع بداخلي لأسترجع ذكرياته معهم ( أ/ي وأبي وذلك البيت الدافئ في تلك البقعة الخضراء ) ،، لم أكن وحيدة والديً ولكني كنت ذات حظ وفير وشعبية واسعة !
على مقربة من سرير نومي .. عند الساهرة فجراَ كانت تقف قامة ملؤها الورع والبهاء .. صوتً يدوزن أوتار مشاعري .. حين يردد بصوت فخيم مالها بنتي الجميلة لم تصحو الآذان لتصلي الفجر ؟!!
الآن ،،، تجتاحني أعاصير من المشاعر المختلطة .. تقف بين هالة الوجف والخيفة والرهب .. يمر كل ذلك بذاكرتي الخربة كالطيف والبرق الخاطف في ساعة إشتعال الرؤية والوقوف على مكامن الألم لأتعكز عصاة الرحمة بنفسي .. وأمسك باب الغفران .. تتلاشى الفواصل بين نعيم الدنيا وحسن ثواب الآخرة .. أستحضر كل مامرً بي من أحداث ومراجعة دقيقة لتاريخ الأشياء ... تتلاعب الآمال بقلوبنا الغضة تقف قاب خفقتين أو أدني .. وفي ذلك حين كنت أردد هامسةََ ( ياوكيل .. ياوكيل ياحفيظ) .. لأصحو على ذكريات والدي ووصاياهم التي لا تفتأ تنبهني بين الحين والآخر أن أنتبه حيناَ لنفسي !!
إني ظمئت إلى المسافت المليئة المليئة بالسعادة والسماحة والقبول ! إني أتوق إلى الربيع الغادر الأحياء .. من زمنٍ فأعياه الوصول !! والشوق موصول يحن إلى الحديث العذب ذاك الآتي المحبوب من كل الفصول !
محبتي ....
وصال عالم
12-31-2008, 03:17 PM
الطيب شيقوق الطيب شيقوق
تاريخ التسجيل: 01-31-2005
مجموع المشاركات: 28804
ياصاحبة الكتابة ضد الكتابة...لك تقديرى لتوظيفك لتلك الكلمات توظيفا ابداعيا اخر... وانا اراك تتمديين اكثر.. اتساعا... تمتلكين ناصية الحياد...تجاه ماتكتبين وفق ذهنيتك المتقدة بينما نمكث نحن القراء فى الغالب نمارس كالعادة ....تشريحنا للنصوص.... بقدرات ومرجعيات مختلفة فالقارىء كما تعلمين ارضية ضروريةللنص ...اى نصى ..فى محاولة منه لتفكيك النص ...
اهديك وصال كلمات الشاعر عصام عيسى رجب واصدارته (الخروج قبل الاخير )
ومزاجى ماطر يكتبنى هذا البحر السادر غيا فى خاطرتى يكتبنى لكن من غير بكاء فخذينى اخذك حين يراودك الاعياء قليلا عن لغتى انى الان سرابى اخر ها غلقت عليك عليك فتوق هروبك فارتكبى الخطأ الفادح ان تتهى ناحية القلب مباشرة خلى قافلة الشعراء وراءك هذا التاريخ ملىء بالحسرات الليليات وبالفتح السرى
*******************
كونى وصال وكونى ابنة العالم
وايضا كونى بخير
01-04-2009, 10:07 AM
وصال عالم وصال عالم
تاريخ التسجيل: 01-31-2007
مجموع المشاركات: 1940
Quote: ياصاحبة الكتابة ضد الكتابة...لك تقديرى لتوظيفك لتلك الكلمات توظيفا ابداعيا اخر... وانا اراك تتمديين اكثر.. اتساعا... تمتلكين ناصية الحياد...تجاه ماتكتبين وفق ذهنيتك المتقدة بينما نمكث نحن القراء فى الغالب نمارس كالعادة ....تشريحنا للنصوص.... بقدرات ومرجعيات مختلفة فالقارىء كما تعلمين ارضية ضروريةللنص ...اى نصى ..فى محاولة منه لتفكيك النص ...
ناهد بشير
ليكن بيننا فيض من أماني .. . تصافي ... وتعافي ودعاء !! وعام سعيد ،، وعمر مديد ،، وأمل جديد!
قرأت مرة لــ عصام عيسى رجب الآتي :
….أبداً لم يكن يدر بخاطري، وأنا أنظر آثار القصف والرصاص على بنايات في "بيروت"، أن سيجيء يوليو آخر وبعد سنتين لا غير فتُدكُّ فيه "بيروت" ولبنان كُلُّه دكَّاً ….
كنتُ حينها أتساءل مِن أي حربٍ هي هذه الآثار …. آهٍ ما أضعف حيلة الإنسان، بل وما أضعف الإنسان وخاصةً حين يمتليء عن آخره بغرور القوة …. أيُّ قوةٍ وأيُّ بطولةٍ أن تهدَّ غيرك هدَّاً وأنت تدرك تماماً أنك متفوقٌ عليه بعُدتِك وعتادِك ….؟!
ما كانَ أقصر حيلتي وأنا أُقلِّبُ وقتها تساؤلاتي تلك …. لماذا لم يخطر ببالي أنَّ آثار القصف والرصاص تلك ستغدو بعد حينٍ هي ما يَسِمُ ملامح بيروت ولبنان بأكملِه ..؟!
التحية لك ،، وللشاعر الروائي عصام عيسى رجب ولكل من حمل جرحاَ نازفاَ في تلك البقاع !
محبتي ....
وصال عالم
12-31-2008, 10:10 PM
اسامه خليفه اسامه خليفه
تاريخ التسجيل: 03-29-2008
مجموع المشاركات: 2022
تموسق في حنايا الروح ألم خافت ... وصوت مبحوح النزف ! فتهادت لي ذكريات شتى محملة بما يجعل من نشيج القلب أنين يصافحني تارة ! ويصفعني تارات أخرى ... ثم ماذا بعد !!!
لا جديد رحل عام وأخذ معه ذكريات الشمس واحترق الأمل بحساب الإطمئنان! وأنا هنا اقبع أكسر جدار في خاطرة زمني المؤلم 0
آه ليتكم عند إتساع الجرح تدركون معنى أن يصبح الضمأ منبعا للسقيا!
وياليل كانون الجريج ،، ياراس السنة!عام جديد ولا جديد تحت شمسنا!
محبتي ....
وصال عالم
01-04-2009, 10:14 AM
وصال عالم وصال عالم
تاريخ التسجيل: 01-31-2007
مجموع المشاركات: 1940
اليوم التاسع في قطاع غزة ،، القدس ،، رفح ،، رام الله ،، المعابر ،، الغارات ،، القنابل العنقودية ،، المقالع ( النبلة التي يستعلمها الأطفال لصد العدو الإسرائيلي )،، الأسلاك الشائكة ،، صوت المدافع ،، الحرائق ،، ألسنة النيران ،، الدخان ،، الموتى ،، الجرحى ،، المستشفيات ،، الهرولة ،، عربات الإسعاف ،، المتطوعين ،، الشعارات ،، الكلمات الرنانة والخطب ،، القمم الطارئة والتدثر خلف الكلمات والدبلوماسية الفارغة بكل المعاني ،، الخوف ،، الإيمان المنزوع من الدواخل المواقف المخزية والمخجلة لنا !
غارات جديدة على غزة ،، إضافة جديدة لقائمة الموتي والجرحي والدمار ،، الحصار في كل مكان ،، المسيرات الهادرة ،، ورسائل الشجب والإدانة وهو أضعف الإيمان !
كتب لي أحدهم رسالة يهنئني برأس السنة وكانت من أميز الرسائل التي وصلتني .. كلماتها كالآتي :
كل عام وهامات المستحيل تمارس الركوع أمام أمانيك !!
وقفت عند كلمة المستحيل كثيراَ ،، وكنت ( أستخدمها كثيراَ ) عندما أهنئ أحدهم أقول ربنا يجعل أمانيكم في حدود الممكن حتى لا نكون مسرفين في الأمنيات !
نمارس الحياة ،، نحتفل ،، نبتهج .. ونتشدق بالأمنيات !! وليس في قلوبنا ذرة من الإيمان ودون أدني وعي بما يحدث حولنا ،، لست متطرفة وليس لي إنتماء لأي فئة ! ولكني متابعتي لما يجري هو ماقادني لتلك الحالة التي أنا عليها الآن!
تمر الأشياء الحميلة واللحظات الحلوة كالبرق الخاطف ،، وتيقى الأحزان ،، هي الرفيق الدائم الذي لايمكن تفاديه أو نسيانه إلا للحظات !!
نهاية السنة ،، تتجدد الأحزان ،، إجترار لحظات العدم والكل مذهول ،،، تجنبت هذا التاريخ كثيراَ ،، وكتب لي أحدهم رسالة أن لا أكتب عن الذين نحبهم وماتوا بهذا الشكل الحزين ،، وأن نحتفظ بمشاعرنا وذكراهم بدواخلنا ( وأن الحزن بالقلب فقط .... الخ ) ،، لم أعلق على كلامه واستغربت ورددت على ماكتب وقتها: إن الذين نحبهم يمشون دفقاَ في الحنايا .. والمرايا .. والمداد ... كيف لا وهم نبض النبض !!
وتراجع عن موققه عندما قرأ ردي وقال أنه لايقصد شئ ولكنه حزين أيضاَ وأن والده هو الآخر قد توفى ! ولكنه يتدثر خلف كلمة العيب لدموع الرجل والأحزان ( وهذه ثقافة المجتمع السوداني ) أن لايظهر الرجل دموعه أن لايبكي أكدت له أن البكاء مشاعر طبيعية جداَ ومخففة وتغسل مابالداخل ما لا يستطيع أي محلول كيميائي أو غيره من غسله.
بداية العام الميلادي .. الأربعاء 31،، حضرت متأخرة بعض الشئ من مكتبي لا لشئ إلا لأني فضلت الجلوس بعض الشئ في إنتظار شئ متأكدة أنه لا ولن يحدث ولكني كنت أنتظر ... وطال الإنتظار !!
أخيراَ جرجرت أرجلي وخرجت من مكتبي لا ألوي على شئ إلا الذهاب لذلك البيت الذي خلاَ منه الدفء بموت صاحبته! الكل سيكون مشغول اليوم بالتخطيط لسهرة جميلة يختم بها سنته إلا أنا !! ياآآآآه ثلاث سنوات مرت وهي ليست معي ،، وفي بداية كل سنة تنتابني أحزن المشاعر !!
ونواصل ....
محبتي ....
وصال عالم
01-04-2009, 10:45 AM
عبد الدائم سيد أحمد عبد الدائم سيد أحمد
تاريخ التسجيل: 10-28-2006
مجموع المشاركات: 4220
ولو أن ذاكرة المكان تعيد صوتك من قصاصات الكلام ! لو أن هذا الدرب يأخذني إليك ،،، لملأت حقائبي بك مااستطعت ! ورجعت أبحث في عينيك عن بدايات الحنين وسنة حلووووووووة لنا جميعاَ !!
محبتي ....
وصال عالم
01-04-2009, 11:19 AM
وصال عالم وصال عالم
تاريخ التسجيل: 01-31-2007
مجموع المشاركات: 1940
ترى ماذا أفعل أنا في غياب والدتي ؟؟!! وحتى تجاه نفسي وأنا لم أنجز شئ سوى الخسائر الفادحة !! بماذا ولماذا أحتفل ؟! وكنت مشحونة بتلك الأفكار وأنا في طريقي للبيت ،، هاتفتني بت أخي وسألتني إن كنت أرغب في الذهاب معهم للإحتفال ،، وحتى أبدو طبيعة َ قلت لها: أن لا مشكلة لدي في الذهاب ،، وكانت كل عضلة بجسمي تئن من الألم جراء ذلك المشوار الذي سرته من مكتبي حتى مكان المواصلات وأشياء أخرى !!
ووصلت البيت عند المغرب ،، ودخلت أتدثر بذلك الإعلان الهادي لدخول الليل حتى لايشاهدني أحد ويستجوبني مابي ؟؟!! وفي كل مرة أستمع لمحاضرة طويلة عن الدنيا وفقدنا لمن نحبهم ،، كان أخي هو الوحيد الذي لا يستطيع التحدث معي عن أمي فهو متعلق بها أكثر مني ،، وكان يفهم مشاعري دون أن يتحدث معي فقط كان يتابعني بقلب واجف !!
لم أذهب للإحتفال معهم كما خطط أولئك الجميلين من أبناء إخوتي ،، لم تجذبني تلك الحيوية ،، والإبتسامات المشرقة على وجههم التي تضج فرحة ،، فكرت ملياَ أن ألا أقتل الفرح بدواخلهم فقلت أن بي من الصداع مالاأستطيع تحمل أي ضجة معه!! وذهبت لسريري فور أخذي لحمام دافئ مع حزني كانت هاتفي الجوال يحمل رسائل من التمنيات من أصدقائي الأوفياء من الجنسين ،، ووصلت كمية من الرسائل منها ماهو عادي في مثل تلك المناسبات ،، ومنها ماكان يستفزني ويخرجني من حالة التجمد التي أصابتني ،، فأمسكت هاتفني وطفقت أكتب وأرد على الرسائل ،، ونسيت نفسي ونسيت حزني وأصبح هاتفي الجوال هو رفيقي وأصبحت الحروف هي رفيقي الوحيد في تلك الأمسية !!
اللهم ضاعف لنا ماكان ومايكون من حسنات ! وتجاوز عما كان ويكون من سيئات ! واجعل الزيادة في أعمارنا سبيلا لبوغ مرضاتك !
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة