شخصية العام فى العالم العربى (برميل البترول) !

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-02-2024, 02:27 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2009م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-31-2008, 07:31 AM

jini
<ajini
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 30720

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
شخصية العام فى العالم العربى (برميل البترول) !

    Quote:
    برميل البترول !
    عبد المنعم سعيد
    الاربعـاء 04 محـرم 1430 هـ 31 ديسمبر 2008 العدد 10991
    جريدة الشرق الاوسط
    الصفحة: الــــــرأي

    جاء السؤال مفاجئا بعض الشيء في نهاية حلقة لإذاعة البي.بي.سي البريطانية عن الغلاف الذي اختارته مجلة «التايمز» الأمريكية لشخصية العام حيث وقع اختيارها على باراك أوباما ـ الرئيس الأمريكي المنتخب. فبعد الانتهاء من مناقشة حيثيات الاختيار التي لم يختلف أحد على صوابه لأسباب متعددة، ليس فقط لأن أوباما خاض معركة انتخابية حامية؛ أو لأنه كان أول رئيس أمريكي من أصول أفريقية؛ وإنما لأنه عبر عن مرحلة جديدة بأكملها من التاريخ. وببساطة كان أوباما هو الإنسان المناسب في المكان المناسب والزمن المناسب أيضا، فلو كان مثل هذا الرجل وجد في زمان ومكان آخر لربما لم يزد عن كونه إنسانا متواضع الحال كما جرى مع الكثيرين من الأمريكيين الذين جاءوا إلى الدنيا من أنساب وثقافات مختلطة؛ أو على أحسن تقدير لكان أستاذا متميزا في جامعة أمريكية متواضعة الحال، أو كان واحدا من هؤلاء المحامين الأمريكيين السود الذين يتمسحون بأذيال الحزب الديمقراطي بحثا عن مكانة سياسية مزعومة، أو يتمحكون بالحزب الجمهوري بحثا عن بعض المزايا الاقتصادية من حزب يريد غسيل سمعته التاريخية في التحالف مع قوى محافظة متعددة. ولكن أوباما لم يكن أيا من هؤلاء، ولم يكن له هدف أقل من الفوز بالرئاسة الأمريكية، وبشكل ما كان يعبر عن جيل جديد من القيادات الأمريكية من أصول أفريقية تجاوزت القيادات السابقة التي قادت حركة الحقوق المدنية مع مارتن لوثر كينج من أمثال جيسي جاكسون وأندرو يانج.

    بعد ذلك جاء السؤال الصاعقة عن شخصية العام في العالم العربي، وفي ثوان قليلة، وبعد قدر من البلبلة من جانبي، كانت الإجابة أنها برميل البترول. ولم يكن اختيار الجماد كشخصية للعام أمرا جديدا تماما فقد سبقت مجلة «التايمز» من قبل إلى اختيار «الكومبيوتر» باعتباره شخصية العام وباعتباره أكثر «الشخصيات» المؤثرة على عام وعلى عصر. ولم يكن جديدا على مجلة «التايمز» ولا حتى على جائزة نوبل أن يتم اختيار مؤسسات من نوع أو آخر يكون لها ما يكفي من التأثير على عالم وعصر. وبالمثل فقد كان برميل البترول هو أكثر ما أثر على العالم العربي خلال العام، بل أنه كان واحدا من أسباب تأثير العالم العربي على العالم، وحدث ذلك مرتين: مرة عندما ارتفعت أسعار النفط وظلت على ارتفاعها خلال العام حتى وصل سعر البرميل إلى 147 دولارا للبرميل؛ ومرة عندما أخذت هذه الأسعار في التدهور حتى نزلت إلى قرب الثلاثين دولارا للبرميل. في المرة الأولى نمت ثروات العالم العربي ـ أو على وجه الدقة الدول العربية المنتجة للنفط ـ كما لم تنم في التاريخ من قبل، ولا يوجد دليل واحد على أن الثروة العربية كانت أكثر في أوج الدولة الأموية، أو العباسية أو حتى الفاطمية، عندما كان لدى العرب إمبراطورية تسد وجه الشمس حتى أن هارون الرشيد كان يقول للسحابة السائرة أن تذهب حيث شاءت لأنه سوف يأتيها خراجه. في الوقت الراهن كان بوسع دول عربية أن تقول لكل العربات والسيارات في العالم أن تذهب إلى حيث تشاء فسوف يأتي جزء من ثمن البترول الذي يحركها إلى العالم العربي. ومع تراكم الثروة أصبحت المنطقة العربية أعظم مناطق العالم من حيث المشروعات الهندسية، وتسابقت الشركات والدول بحثا عن المال العربي، والمشروعات العربية، ولأول مرة أصبحت مدينة عربية هي «دبي» واحدة من أهم أمثلة «العولمة» في العالم. وبلغ التأثير مبلغه، عندما حدث تحول جوهري في إنتاج الطاقة حيث انصرفت دول في العالم إلى إنتاج «الطاقة الحيوية» من الحبوب، فكانت النتيجة أزمة عالمية للغذاء مضافة لأزمة أخرى للطاقة، ومعهما تعددت الأزمات بطول العالم وعرضه. وببساطة كان العالم العربي قد أصبح بسبب برميل البترول جزءا من مشكلة العالم وجزءا من الحل؛ ولكن «البرميل» لم يكن خيرا كله، فكما أضاف إمكانيات كبرى إلى الدول العربية، فإنه سبب لها أخطارا غير عادية حيث حصلت إيران على نصيب من الثروة يكفيها لكي تزيد من قدراتها السياسية والعسكرية وجد لنفسه فرصا كبرى في العراق تأثيرا وتقسيما وفرقة، وفي منطقة الخليج والمشرق العربي حيث كانت الأصابع تتحرك باسم حزب الله مرة، وباسم حركة حماس مرات، وباسم الانقسام بين السنة والشيعة في كل الأوقات.

    ولم يكن انخفاض سعر النفط يقل أهمية عن ارتفاعه، ولم تكن القضية عما إذا كانت أسطورة دبي قد ذهبت أم أن ذهابها لا يزال مؤقتا، ولكن لأن انهيار الأسعار ارتبط فورا بحالة من الانكماش العالمي نجم عنه تراجع الطلب بطريقة لم تحدث من قبل. وفجأة وجد العرب أنفسهم بلا تلك التريليونات الكثيرة من الدولارات المتراكمة، واكتشفت الشركات العربية أن السيولة المتجددة بدت كما لو كانت بئرا من الماء في طريقه إلى النضوب ولم تبق فيه إلا قطرات ماء مختلطة بالوحل. وجاء انخفاض سعر «البرميل» لكي يكون جزءا من أزمة اقتصادية ومالية عالمية، وضعت في المخاطر مئات البلايين المخزونة في البنوك العالمية، وحتى تلك المستثمرة في شركات عالمية وجدت نفسها متراجعة القيمة في الأسواق العالمية، ولا يوجد ما يشير بالأمل في المستقبل القريب.

    وبصراحة كان الحلم قد ضاع، واختفت «دبي» فجأة من شاشات الصحف العالمية، وترنحت تجارب الإصلاح في دول عربية كثيرة لأن النفط، وعائدات العاملين في الدول النفطية، تراجعت هي الأخرى. وكانت خيبة الأمل هائلة عندما قامت الدول النفطية بتقليص إنتاجها فإذا بأسعار البرميل تستمر في انخفاضها كما لو كانت قواعد العرض والطلب قد حصلت على أجازة مفاجئة. وحدث ذلك كله في عام واحد، وما بين عشية وضحاها، ولم يكن هناك فارق زمني كبير بين لحظة انتظر فيها العرب أن يصل سعر البرميل إلى 200 دولار، وما بين الدعاء إلى الله ألا يعود سعر البرميل من الناحية الحقيقية إلى أقل مما كان عليه عام 1973. وكان أكثر من حير العرب أنهم لم يعلموا أبدا تلك الأسرار التي جعلت سعر «البرميل» يرتفع في المرة الأولى حتى يطاول السحاب، أو تلك الأسباب التي جعلته ينخفض إلى أسفل السافلين، ولم يدر أحد ما الذي جعل ارتفاع الطلب في الهند والصين والدول الصاعدة والذي قيل إنه وراء ارتقاء البرميل إلى مكانة المقدسات الاقتصادية، يختفي هكذا فجأة وكأن الناس في تلك الدول قاموا بإضراب عن الإنتاج والاستهلاك.

    والحقيقة أن هذه لم تكن هي المرة الأولى التي يراوغ فيها «البرميل» وسعره العالم العربي، وربما العالم كله فقد فعلها من قبل مرارا منذ مطلع السبعينيات عندما ارتفع في أعقاب حرب أكتوبر والثورة الإيرانية حتى بلغ أضعاف ثمنه خلال عقد من الزمن، وعندما انخفض بعد ذلك طوال الثمانينيات حتى بات ثمنه الحقيقي أقل مما كان عليه قبل عقدين، وعندما صعد وهبط بلا منطق طوال التسعينيات حتى بات الناس لا يعرفون حالة لطلب أو وضعا لعرض. وفي وقت من الأوقات كتب باحث في مجلة «الفورين أفيرز» الأمريكية كيف أن العالم سوف يعيش لفترة طويلة في عصر البترول الرخيص وتساءل عما إذا كان الشرق الأوسط سوف يشهد حالة من عدم الاستقرار، ولكن الأسعار ارتفعت بعد نشر المقال مباشرة، وقبل شهور تساءلت صحف ومجلات عن حالة العالم والشرق الأوسط عندما يصل سعر البرميل إلى 200 دولار، وكان عدم الاستقرار حادثا في المنطقة سواء ارتفعت أسعار النفط أو انخفضت وبدون ارتباط مفهوم بما يجرى لبرميل النفط ومع ذلك كان يتحمل المسؤولية في كل مرة. وربما كان الجديد هذه المرة أن الارتفاع والانخفاض حدث في عام واحد، وأصبح على العرب أن يتعرضوا للسخونة والبرودة في فترة قصيرة، وللفائض والعجز في لحظات أقصر من عمر الزمن، وسبحان مغير الأحوال في كل الأوقات !

                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de