المخذولون

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-13-2024, 09:42 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2009م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-29-2008, 11:05 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 37036

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
المخذولون

    المخذولون
    1992
    د.شاكر خصباك
    [email protected]




















    غرفة استقبال تطفح طاولاتها بالطعام والشراب . الرجال يتناثرون في ركن والسيدات في الركن المقابل " .
    جميل : نحن يا علاء نسجل لك هذا السبق إذ جمعتنا في دارك هذه الليلة .
    فتحية : ليس أبو سلام هو الذي جمعكم .. نحن جمعناكم . لولانا ما اجتمعتم هنا يا جميل.
    علاء :صدقت يا أم سهير ، فسهيلة هي صاحبة الاقتراح .
    هناء : هل من المعقول أن تعملوا في مديرية واحدة منذ مدة وزوجاتكم صديقات ولا
    تفكّروا في أن تلتقوا خارج الدوام ؟!
    عماد : ولماذا يجب ان نفكر بذلك ؟! أما يكفينا أننا نلتقي طوال النهار ؟!
    فتحية : نحن أيضا نقتضي النهار معاً في المدرسة يا أبا عماد لكن لدينا ما نقوله لبعضنا بعد الدوام .
    عماد : أنتن يا أم سهير لديكن ما تقولونه دائماً .. أما نحن فلدينا ما يشغلنا غير
    الكلام.
    هناء : لا تتحدث عن غيرك يا عماد فالناس جميعاً يحبون الكلام إلا أنت .
    علاء : (بلهجة ساخرة ) صدقت يا أم عماد فليس لدينا من بضاعة سوى الكلام .. وهل نملك سوى الكلام ؟!
    جميل : (وهو يطلق ضحكة صاخبة ) صحّ يا علاء .. وهل هناك شيء أحلى من الكلام ؟!
    فتحية : (ملتفتة إلى هناء ) ألا يحب أبو عماد الكلام يا هناء ؟! جميل لا يكفّ عن
    الكلام طوال وجوده في البيت .
    علاء : هذا غريب ، فهو أقلّنا كلاماً في الدائرة يا أم سهير !
    عماد : ولذلك فهو أكثرنا كلاماً في البيت !
    جميل : (بلهجة حماسية ) أنا ألتزم أثناء الدوام بالحكمة الذهبية "لسانك حصانك
    إن صنته صانك "0
    سهيلة : ( وهي ترمق علاء بنظرات خاصة ) وهذا أحسن ما يفعله الموظف يا أبا
    سهير 0 فالستّ دلال معلمة التاريخ في مدرستنا ما زالت تبحث عن زوجها
    منذ ستة أشهر 0 ويقال إنه تحدث بسوء عن أحد رجال الحزب الكبار .
    فتحية :مسكينة الست دلال . صارت إبرة وخيط من شدة الهم .
    سهيلة : ( ترمق علاء وهي تمصمص شفتيها ) يا عيني عليها !
    علاء : لا تنظري إلي هكذا يا سهيلة فأنا التزم أثناء الدوام بنفس الحكمة الذهبية
    .. وجميل يشهد على ذلك .
    جميل : صح يا أم سلام .
    عماد : (بلهجة رصينة ) ظني أن جميع الموظفين يلتزمون بهذه الحكمة في
    مكاتبهم .
    هناء : (وهي تبتسم ) أما عماد فيلتزم بها في المكتب وفي البيت .
    فتحية : ولماذا يلتزم بها في البيت يا هناء ؟! هل تخشون من جيرانكم ؟!
    سهيلة : عيني أحسن .. للحيطان آذان كما يقولون .
    هناء : ليس هذا هو السبب يا فتحية ولكن لأن عماد يؤمن بالمثل القائل " إذا كان
    "الكلام من فضة فالسكوت من ذهب " .
    فتحية : ولكن ما الذي يلهيه عن الكلام في البيت يا هناء ؟! هل يحضر معه شغل
    الوظيفة إلى البيت ؟!
    عماد : وهل هناك شغل يكفي وقت العمل يا أم سهير حتى يُكمل في البيت ؟ !
    علاء : صدقت يا عماد ، فبعض زملائنا يستمتعون بأحلى ساعات نومهم فوق
    مكاتبهم !
    جميل : ( بلهجته الصاخبة ) خلّونا نستمتع .. الله ينصر الدين والدولة !
    فتحية : فما الذي يُلهي أبو عماد عن الكلام يا هناء ؟ !
    هناء : إنها الكتب يا فتحية .. الكتب التي تتناثر في كل مكان وزاوية في البيت .
    فتحية : الحمد لله الذي جعل جميل لا يحب القراءة .
    جميل : (وهو يطلق ضحكة صاخبة) اللهم اكفنا شر القراءة .. ماذا نفعت القراءة
    أصحابها سوى أنها قادتهم إلى القيل والقال وخلقت لهم المشاكل ؟! أنا طلّقت القراءة ولله الحمد .
    علاء : صدقت يا جميل .. خير للمرء أن يأخذ بالمقولة " ثور الله في زرع الله "0
    عماد : وهكذا نكون أخلصنا لأهم سمات بلدان العالم الثالث وهو الانصراف عن
    القراءة .
    فتحية : وكيف ينقضي وقتنا بدون كلام إذن ؟
    عماد : وهذه سمة أخرى من سمات عالمنا الثالث التي نخلص لها إضافة إلى كراهية
    القراءة وهي حب الثرثرة والكلام .. ( متجهاّ إلى فتحية) ألا يمكن أن نقضي وقتنا في قراءة كتاب مثمر أو مجلة مفيدة يا أم سهير ؟ !
    فتحية : ألا تكفينا كتب المدرسة يا أبا عماد حتى نبحث عن كتب أخرى ؟! حرام
    عليك ! ( ملتفتة إلى هناء) صحيح يا هناء ، كيف ينقضي وقتك في البيت ؟!
    هناء : ( بلهجة تمثيلية) ينقضي بالصمت العميق .. وأنت تعلمين يا فتحية أنني
    أهوى الخياطة وإلاّ لانفجرت من الملل ( وهي تضيف بعد لحظة ) وإضافة إلى الصمت ملازمة البيت . فعماد يخشى مغادرة البيت لئلا تصاب كتبه بأذىّ أثناء غيابنا0
    ( ضحك)
    عماد : لا تعزفي اسطوانتك المشروخة ي هناء واقتصدي في مبالغاتك .
    هناء : أنا أبالغ ؟! وحياتي عندك00 ألم أقل الحقيقة ؟! فاسمح لي أن أسألك إذن،
    متى ذهبنا أخرى مرة إلى السينما ؟
    فتحية : نحن نذهب كل خميس .
    سهيلة : ونحن نذهب كل أسبوعين فعلاء يحب السينما .
    علاء : وهل هناك خيار ؟! هل ظل شيء أخر يمكن أن يستمتع به المرء في حياته؟
    فتحية : لماذا يا أبو سلام ؟! الونسات كثيرة لمن يريد ، والحمد لله أن جميل لا يقصرّ في الونسات .
    جميل : الحياة دروس وعبر ، وتجاربنا علّمتنا أن العاقل من اتعظ بقول عمر الخيام: و يلتا إن ضاع يومي من يدي
    عاطلاً من زينة اللهو وما
    صقلت أطرافه شمس المدام
    فتحية : (بعد لحظة) بالمناسبة يا هناء ، هل ستذهبون لمشاهدة عروض السيرك
    العالمي التي ستفتح مساء السبت القادم ؟! نحن حجزنا تذاكرنا .
    هناء : وهل من المعقول أن يحجز لنا عماد تذاكر لمشاهدة السيرك ويترك كتبه ؟
    عماد : فعلاً ليس من المعقول ذلك ، فمسألة تضييع الوقت في التفرج على الحيوان ا غير واردة في حسابي . فما الجديد في الحيوانات حتى نتفرج عليها ؟! الحيوانات هي الحيوانات منذ خلقت الأرض وما عليها .
    علاء : أما أنا فأحب التفرج على الحيوانات وسأحجز لنا تذاكر غداً .
    سهيلة : صحيح يا علاء ؟!
    علاء : طبعاً صحيح0 فأنا أحب التفرج على القرود وهذه مناسبة لا تُضيّع .
    فتحية : كل حيوانات السيرك مسلية يا أبا سلام وليست القرود وحدها .
    علاء : ( بلهجته الساخرة) أنا أحب التفرج على القرود بالذات يا أم سهير لأنها
    أبناء عمومتنا 0 وحينما تقدم عروضها على مسرح السيرك تبّين لنا كيف نقدم نحن عروضنا على مسرح الحياة .
    سهيلة : كيف تكون القرود أبناء عمومتنا يا علاء ؟! ألم يقل الله أنه خلق الإنسان في
    أحسن تقويم ؟
    علاء : ليس المقصود بهذا الكلام نحن يا سهيلة !!
    فتحية : والله عال ! جعلتم منا قروداً إذن !
    علاء : ولماذا زعلت يا أم سهير ؟! من قال إن القرود ترضى بقرابتنا ؟! القرود لا
    يعتدي بعضها على بعض ولا تطيع رئيساً يفتك بها 0 إنها أكثر ديمقراطية منّا نحن البشر .
    جميل : مالنا والقرود والحيوانات ؟! هل عروض السيرك مقتصرة على الحيوانات
    ؟! أنا شخصياً لا تهمني عروض الحيوانات وأكثر ما يسليني عروض المهرجين وألعاب الأكروباتيك . و السيرك العالمي مشهور بأداء مهرّجيه وهم أساتذة فن الإضحاك .
    عماد : فن التهريج قديم والرومان برعوا فيه منذ أكثر من ألفي عام .. ربما أكثر
    من أي شعب آخر .
    علاء : أنا لا أتفق معك في ذلك يا عماد . هناك من هو أبرع منهم في زمننا الحاضر
    جميل : صحّ يا علاء ، فمهرجي السيرك العالمي أحسن منهم بلا شك .( ملتفتاً إلى
    زوجته ) هل تتذكرين يا فتحية آخر عرض حضرناه قبل عامين للسيرك العالمي ؟ كانت إحدى نمر المهرج أن يظهر في نفس اللحظة بأربعة وجوه مختلفة وكل وجه يبدو كأنه وجهه الحقيقي .
    علاء : وأية غرابة في ذلك ؟! لدينا من المهرجين من يستطيع أن يظهر بعشرة وجوه في نفس الوقت ويُقنع الناس أن كل واحد من تلك الوجوه هو وجهه الحقيقي ، وعددهم لا يحصى من فضل الله .
    عماد : ليس لدينا مهرجين بارعين فشعبنا لا يحب الضحك .. شعبنا شعب جديّ
    هناء : هذا ما تتخيله أنت يا عماد لأنك لا تعرف غير الكتب .
    جميل : صحّ يا أم عمار .
    علاء : خلّونا في موضوع السيرك .. أعتقد أن في إمكاننا أن نكوّن فرقة سيرك عالمية
    خصوصاً وأن لدينا عدداً عظيماً من لا عبي الأكروباتيك بالإضافة إلى المهرجين0
    سهيلة : ولكن عيني علاء . كيف يمكننا أن نكون فرقة سيرك وليس عندنا سوى
    أنواع قليلة من الحيوانات ؟ ليس عندنا أسود ولا نمور ولا فيلة .
    علاء : صدقت يا سهيلة ، ليس عندنا أسود ، وحتى ما كان لدينا من أسود في
    الماضي تحوّل إلى ضباع ! .. ولكن لدينا قرود وثعالب وحمير .
    هناء : ( وهي تضحك ) ومن سيذهب لمشاهدة مثل هذه الفرقة ؟! من سيذهب
    لمشاهدة الحمير ؟!
    علاء : كيف تقولين هذا يا أم عمار ؟! لعلمك أن الحمير أحبّ الحيوانات للناس
    في حدائق الحيوان في أوروبا .
    جميل : صحّ .. رأيت بنفسي كيف يتجمع الناس حول أقفاصها حينما زرنا حدائق
    الحيوان في أوروبا .. ( ملتفتاً إلى زوجته) أليس كذلك يا فتحية ؟!
    فتحية : صحيح ، ولكنها كثيرة عندنا ولا أحد يهتم بها .
    علاء : أنا أختلف معك في ذلك يا أم سهير ، فنحن في الحقيقة نبالغ بتكريمها0
    عماد : ( بلهجته الرصينة) هذا يعني أننا ندرك قيمتها أكثر مما يدركها الآخرون
    ، فمن المعلوم أن الحمار هو الفيلسوف بين الحيوانات 0
    علاء : الآن فهمت لماذا يكثر الفلاسفة عندنا يا عماد !
    هناء : ما عندنا من حيوانات لا يكفي لتكوين فرقة سيرك يا أبو سلام .
    علاء : عندنا إضافة إلى هذه الحيوانات طيور متفردة يا أم عمار .. عندنا
    عدد كبير من طيور الوقواق .. وعندنا طواويس متميزة .. عندنا أعظم طاووس في العالم .
    جميل : ( يطلق ضحكته الصاخبة وهو ينظر إلى السيدات) صح يا علاء .. عندنا
    طواويس متميزة .
    فتحية : أتقصد أننا طواويس متميزة يا جميل ؟
    جميل ( بلهجته الحماسية) طبعاً .. أنتن طواويس إعدادية الحرية للبنات !
    سهيلة : لا عيني أبو سهير .. الست وجيهة مديرة المدرسة هي الطاووس الوحيدة
    في مدرستنا .. من يجرؤ على أن يقول لها على عينك حاجب ؟!
    عماد : إلى هذا الحد تخشونها ؟!
    علاء : وما الغرابة في ذلك يا عماد ؟! هل بوسعك أنت أن تعارض رئيس الفراشين
    بهلول ؟!
    عماد : أنا لا علاقة لي ببهلول .. لا أعارضه ولا يعارضني .
    علاء : فأنت لا تعرف إذن أهمية بهلول .. جرّب أن تعارضه وستجد أنه لا أنت
    ولا المدير العام نفسه يستطيع ذلك .
    جميل : بهلول شخص مؤدب يا علاء وهو لا يصطدم بالموظفين بلا سبب .
    علاء : من حقك أن تدافع عنه يا جميل فهناك حالة استلطاف بينكما .
    عماد : ظني أن معظم الموظفين يستلطفون بهلول يا علاء وليس جميل وحده0
    علاء : الحق معك يا عماد فكلهم يخافون على خبزتهم أو يطمحون إلى مكسب .. ولكن جميل يكاد يكون الوحيد بينهم الذي فاز بصداقته !
    جميل : الأمر ليس أكثر من احترام متبادل بيننا يا جماعة .. والحقيقة أنني أراه
    شخصاً دمثاً لا كما يتحدث عنه الآخرون .
    علاء : فإذن ليس من المستبعد أن يتطور هذا الاحترام إلى صداقة متينة !
    فتحية : ( بتأثر) كيف تقول ذلك يا أبا سلام ؟! جميل يصادق رئيس فراشي الدائرة
    عماد : مالنا وبهلول هذا ؟! أنتم تتحدثون عنه وكأنه رئيسنا.. وكأنه المدير العام
    نفسه !
    علاء : كأنك لا تعيش بيننا يا عماد . ( ملتفتاً إلى جميل) أفهمه يا جميل قيمة
    بهلول .
    جميل : صحّ .. مركزه خطير جداً في الحزب.
    عماد : ولكن ليس إلى هذه الدرجة !
    علاء : قل له يا جميل من الذي يرشح مدراء الأقسام .
    فتحية : ( فرحة ) صحيح يا أبا سلام ؟!
    علاء :اسألي أبا سهير .
    فتحية : وهو صديقك يا جميل ؟! لكنك لم تذكر لي ذلك أبداً !
    جميل : علاء يبالغ يا فتحية .. والحقيقة ليس يبني وبين بهلول سوى احترام
    متبادل ولا يبلغ حدّ الصداقة .
    علاء : إذن سيبلغ في المستقبل القريب .
    فتحية : ولماذا لا يبلغ حدّ الصداقة يا جميل ؟! لماذا نتعالى على الناس الفقراء ؟! ما
    عيبه حتى نرفض صداقته ؟!
    علاء : اطمئني يا أم سهير .. جميل لن يرفض صداقته وستحقق في الوقت المناسب.
    جميل : ( بلهجة نصف جدّية) أنت ترصد حركات الجميع في العمل كما يظهر يا
    علاء ويجب أن تعّين مختار الدائرة .
    علاء : إذن بمناسبة ترشيحي مختاراً للدائرة فإني أسألكما ، هل سمعتما بفضيحة
    المدير العام الأخيرة ؟! وهل عرفتما كم تقاضى من الشركة الألمانية عن صفقة الحديد ؟!
    ( يخفت النور على مجموعة الرجال وينصرفون إلى التحاور الصامت ، ويركز
    النور على مجموعة النساء اللواتي يتحاورن بصوت مرتفع)
    هناء : أبو سهير موظف محترم ذو شهادة عالية يا فتحية ، ومن غير المعقول أن
    يصادق الفرّاش .
    فتحية : أولاً إنه ليس فراشاً بل رئيس الفراشين . ثم ما نفع الشهادة هذه الأيام
    يا هناء ؟! لم تعد الشهادة هي مقياس صلاحية الشخص عندنا للوظائف العالية0 فالكثيرون ممن يحتلون أعلى المناصب هم بلا شهادة . ولو كانت الشهادة هي المقياس ما صارت الست وجيهة مديرة لمدرستنا ونحن نعرف ما هي شهادتها !.
    هناء : الحق معك . لولا اعتماد الست دلال على مركزها الحزبي ما شمخت بأنفها
    علينا .. الكلبة الحقيرة !
    فتحية : لكنك مخطئة يا هناء .. ليس الأمر كما تتصورين .
    سهيلة : وبماذا تتجبّر علينا إذن ؟
    فتحية : ( وهي تبتسم بغموض ) أنتما لا تعرفان الحقيقة .
    هناء : وهل هناك حقيقة أخرى إذن ؟! ( تتقارب رؤوسهن ويتحادثن بصوت
    خفيض نوعاً ما ) .
    فتحية : أنا كنت مخطئة0 وأنا كما تعلمان لم أصبح من صديقاتها المقرّبات إلا مؤخراً
    هناء : خصوصاً وأن المزاحمة على صداقتها شديدة بين المدّرسات .
    فتحية : ( وهي تبتسم ) إذا كانت حاجتك عند الكلب فسمه حاج كليب 0 وأنتما
    تعرفان شطارتي . وإني نجحت في الحصول منها على وعد بترشيحي معاونة بدلاّ من الست بدرية التي ستنقل قريباً إلى ثانوية العُلى للبنات .
    سهيلة : عفاك يا فتحية !
    هناء : أما أنا فتكرهني لله بالله ! الكلبة الحقيرة ! لم تتركني أتهنى يوماً بأيّ
    فستان ألبسه ! ( ملتفتة إلى فتحية بعد لحظة ) ولكنك تعلمين يا فتحية أنك لا يمكن أن تصبحي معاونة فلست حزبية .
    فتحية : هناك ألف طريقة وطريقة للتغلب على هذه المشكلة يا هناء .. وهل
    الحزبيات حزبيات حقيقة ؟! وهل يعرفن شيئاً عن الحزب ؟! ( وهي تهز رأسها بأسف ) لكن أملي ضعف بالمعاونية بعد أن عرفت الحقيقة وتبين لي أنها ليست حزبية قوية وذراعها ليست طويلة كما تخيلت .
    هناء : فمن أين تستمد نفوذها إذن يا فتحية ؟
    فتحية : ( وهي تبتسم بغموض) من حزبي كبير في الدولة .
    سهيلة : قريب لها ؟!
    فتحية : ( وهي تضحك ساخرة) بالطبع ، ولعله أبوها أو عمها أو خالها !
    سهيلة : لكننا لم نسمع أن لها قريباً كبيراً في الدولة يا فتحية .
    فتحية : (وهي تضحك ) كرامة عليك يا سهيلة !
    هناء : الكلبة الحقيرة ! من يراها تتبختر في مماشي المدرسة وتعامل المدرسات
    بعجرفة يحسبها أشرف الشريفات ! وحياتي سترون كيف سأبهدلها يوماً !
    سهيلة : عيني فتحية .. إن بعض الظن إثم0 هل أنت متأكدة من معلوماتك ؟
    فتحية : وهل حدثتكما بمثل هذه المعلومات عنها من قبل ؟!
    هناء : الكلبة الحقيرة !00 ( بعد لحظة) ولكن من أين حصلت على هذه المعلومات يا فتحية منها شخصيا ؟!
    فتحية : الأمر ليس كما فهمتيه يا سهيلة .. هي في الحقيقة لم تحدثني صراحة ،
    لكن أختك تفهمها وهي طايرة !
    سهيلة : يعني هي لم تقل ذلك ؟!
    فتحية : لا .. لم تقل لي ذلك .
    سهيلة : عيني فتحية .. إن بعض الظن إثم .
    هناء : ( تلتفت إلى سهيلة بضيق) خلينا نسمع القصة يا سهيلة .( ملتفتة إلى فتحية ) وكيف اكتشفت الحقيقة إذن يا فتحية ؟!
    فتحية : منذ أسابيع وهي تلمّح لي عن خلافات ومشاحنات مع زوجها . وقبل ثلاث
    أيام قالت لي بصراحة أن الوفاق مع زوجها صار مستحيلاً وأنه هددها بالطلاق إن لم تكفّ عن نشاطاتها الحزبية وعلاقاتها . ثم علّقت على ذلك وهي تبتسم :" سيكون هو الخاسر فالزوج الجديد جاهز وهو خير منه بألف مرة"0 فماذا تفهمان من هذا القول ؟!
    سهيلة : عيني فتحية .. إن بعض الظن إثم 0
    هناء : الكلبة الحقيرة .. ونحن نتصور أنها تتقوى علينا بمركزها الحزبي !
    سهيلة : عيني هناء .. إن بعض الظن إثم .
    هناء : إذا كانت هذه حقيقتها فما بالها تحاسبني يومياً على ملابسي وتحرجني
    أمام التلميذات ؟
    فتحية : وهل يحتاج هذا إلى سؤال يا هناء ؟! أنت أأنق مدرّسة في المدرسة وهي تغار
    منك .
    هناء : ولماذا لا تغار من صديقتها الست سعاد التي تلبس كل يوم فستاناً جديداً
    مستورداً تتباهى به علينا ؟
    فتحية : أنت تعلمين يا هناء أن الست سعاد لا يمكن أن تنافسك مهما ارتدت من
    فساتين أكانت مستوردة أم غير مستوردة .
    سهيلة : ( وهي تضحك ساخرة) هاتي الزيت للزيتون هاتي العبدة للخاتون! كيف
    يمكن للست سعاد أن تنافس هناء وهي تمتلك ذلك الجسم المطهمج ؟!
    هناء : فهل يتوجب علىّ إذن أن ألبس ملابس مخربطة حتى ترضى عني ؟! ألا يكفيها أن محبوباتها من المدرسات يتغزلن بها صباحاً ومساءّ ؟!
    سهيلة : لا تنسي يا هناء أن جسمها لا يساعدها على الأناقة ، لذلك فهي تكره
    الرشيقات أيضاً 0 فهي تكرهني مع أنني لم أقصرّ بواجبي يوماً ولم أسيء لها بشيء .
    فتحية : إنها لا تكرهك يا سهيلة لأنك رشيقة وجسمك جميل بل لأن التلميذات
    يحببنك كثيراً .
    هناء : طبعاً ! حلوة ورشيقة ومعلمة رياضة !
    سهيلة : وهل ذنبي أن التلميذات يحببن معلمات الرياضة ؟! ( وهي تهز رأسها
    بخوف) أنا متأكدة أنها ستسلمني يوماً كتاب نقلي إلى مدرسة بعيدة ! وكثيراً ما أفزّ من نومي مرعوبة وأنا أحلم بذلك .
    فتحية : لا تخشي من ذلك يا سهيلة .. فما دامت ليست حزبية قوية فلن يكون
    بإمكانها نقلك .
    سهيلة : ( وهي تتنفس بارتياح) طمأنتني يا فتحية الله يطمئنك .. وإن شاء الله
    تصيرين معاونة رغم أنوف الحاسدات .
    هناء : ( ضاحكة ) وكيف تصير معاونة مادامت صاحبتها ليست حزبية قوية كما
    كنا نتصور ؟!
    فتحية : ( في خيبة ) وهذا ما قلته لنفسي بعد أن عرفت الحقيقة .(لحظة وقد تهلل
    وجهها ) لكنني قد لا أكون في حاجة إلى وساطة الست وجيهة يا هناء . فما دام جميل صديقاً لرئيس الفراشين بهلال .. بهليل .. ( ترفع صوتها موجهة الخطاب لزوجها) ما اسم رئيس الفراشين يا جميل ؟!
    (يُسلط النور على الجميع )
    جميل : بهلول .
    فتحية : (مواصلة كلامها في حماس ) فما دام رئيس الفراشين بهلول صديقاً لجميل
    فربما يكون أكثر نفعاً لي منها. فلا شك انه ذو مركز حزبي قويّ جداً .
    هناء : ولكن هل هذا اسم معقول ؟ ألم يكن بإمكان أهله أن يختاروا له اسماً غير
    هذا ؟! هل الأسماء بفلوس ؟
    علاء : كل أسماء المسؤولين الكبار من هذا النوع يا أم عمار فلا تستغربي .
    جميل : صحّ .. فاسم مديرنا العام لعيبي .
    فتحية : الحمد لله أن اهلك يا جميل اختاروا لك اسماً محترماً . فلن يُقال عنك إذا ما
    صرت رئيس قسم أن اسمك غير لائق .
    علاء : إحم .. إحم .. يدك في الدهن يا جميل !
    جميل : اتركي هذه الأحلام يا فتحية .. مالنا وهذه المراكز ؟! إنها ليست أكْلنا .
    علاء : صدقت يا جميل .. المراكز ليست أكلنا . إنها حكر على طبقة المميزين الذين
    اجتباهم الله ليكونوا شعبه المختار والذين حصلوا على أرفع المؤهلات بالنضال الحزبي ! ثم أن تلك المراكز السلطوية قد سجلت بأسمائهم في الطابور ولا مجال لأن ينافسهم عليها أحد . فهم لم يكتشفوا بعد فكرة تداول السلطة .
    فتحية : ولماذا ليست أكلنا ؟ هل أصحاب المراكز أحسن منا ؟!
    جميل : طبعاً أحسن مناّ . إنهم من أعضاء الحزب ولسنا كذلك .
    علاء : صدقت يا جميل 00 أعضاء الحزب العتيد أحسن منا ، فهم مواطنون من
    الدرجة الأولى ، أما نحن فمواطنون من الدرجة الثالثة .
    عماد : هذا طبيعي ، فالله واحد والحزب واحد !
    فتحية : ونحن أيضاً يمكن أن نكون من أعضاء الحزب .
    جميل : ونورّط أنفسنا ؟!
    فتحية : ولماذا نورّط أنفسنا ؟! ما هي سوى ورقة نوّقعها. هل الذين وقعوا على
    الورقة يؤمنون بمبادئ الحزب أو يعرفونها ؟!
    علاء : الحق معك يا أم سهير .. فحوالي خمسة وتسعون بالمائة منهم من
    الانتهازيين الذين لا يؤمنون بالحزب وفلسفته00 إن كان له فلسفة .
    عماد : هذا طبيعي فتلك هي طبيعة الأنظمة ذات الحزب الواحد .
    جميل : ( وهو يهز رأسه ساخراً ) الذي يدري .. يدري ، والذي لا يدري قبضة
    عدس!
    علاء : أنت يا جميل تفضل الأكلة السهلة الهضم وهو خير ما تفعل !!
    عماد : الأكلة السمينة لذيذة لكنها قد تصيب المرء بسوء الهضم ومن الأفضل
    تجنبها0
    علاء : على كل حال ما على المرء إلا أن يسعى يا جميل 0 وما دام بهلول صديقاً لك
    فستكون يدك في الدهن عاجلاً أم آجلاً .
    عماد : ولكن ألا تلاحظون سخافة هذا المثل ؟! تصوروا شخصاً يده ملطخة بالدهن
    دلالة على كونه موفقاً !
    علاء : وما الغرابة في ذلك يا عماد ؟! معظم الذين وفقهم الله في هذه الأيام قد
    لُخطت أيديهم بشيء ما حتى بالدماء أحيانا .
    سهيلة : (بفزع ) عيني علاء .. بلا سياسة .. الله يخليك .
    علاء : ( يلتفت إلى زوجته منزعجاً ) هل تريدينني أن أكمّم فمي يا سهيلة ؟! ألا أ أ يمكن أن أنطق بشئ إلا ويصيبك الذعر ؟!
    سهيلة : عيني علاء .. أنت تعلم أن بعض الناس تفوّهوا بأقل من هذا الكلام ففصلوا
    من وظائفهم أو نقلوا إلى أماكن بعيدة ، أو حتى ألقوا في السجن .
    جميل : صحّ يا علاء .. ما لنا وهذا الكلام ! فلنستمتع بوقتنا .. سأروي لكم نكتة ..
    فتحية : صحيح يا جميل .. أرو لنا نكتة لنضحك ..
    جميل : اسمعوا يا جماعة .. سأروي لكم نكتة حبة القمح .
    فتحية : أنني سمعتها مراراً يا جميل .. أرو لنا نكتة أخرى .
    هناء : لكننا لم نسمعها يا فتحية .
    جميل : اسمعوها إذن . إنها نكتة عن مجنون ، وجوهر جنونه انه يتصور نفسه
    حبة قمح وبالتالي فلو رآه الديك سيبتلعه . فكان يفزع فزعاً شديداً من رؤية
    الديك 0 فأدخله أهله المصحة وعولج حتى شُفي وفارقه ذلك الهوس . واصطحبه أهله إلى منزله 0 وعند باب المنزل شاهد ديكاً من بعيد وإذا به يستعد للهرب ، فذكّره أهله انه شفي وعليه ألا يخشى من الديك فهو إنسان ليس وليس حبة قمح0 فهتف وهو يحاول التملص من أيديهم : " صحيح أنني إنسان ، وأنا أعرف ذلك ، ولكن من يقنع الديك بأنني لست حبة قمح ؟! "( يضحك الجميع عدا علاء ) .
    هناء : (وهي تضحك ) صحيح الجنون فنون !
    علاء : أرى أن هذا الشخص ليس بمجنون .
    فتحية : كيف يكون المجنون إذن يا أبا سلام ؟! أهناك جنون أشدّ من أن يتصور
    الإنسان نفسه حبة قمح ؟!
    علاء : كلّنا حبة قمح في نظر ديكنا وفي إمكانه أن يبتلعنا في أي وقت يشاء يا أم
    سهير.
    عماد : ظني أن علاء محق في قوله .
    هناء : ألا تريح نفسك من الجدّ لحظة يا عماد ؟!
    فتحية : (ضاحكة ) المفروض يا أبو عمار أن الشراب يعطي العقل إجازة ، فهل انتم
    مختلفون عن غيركم ؟ فمنذ أكثر من ساعة وأنتم تشربون .. ثم إذا بكم
    تريدون أن تقلبوا الهزل إلى جدّ !
    عماد : أنت تقصدين يا أم سهير أننا يجب أن نكون الآن سكارى 0 لكن هذا التصور غير صحيح0 فحينما يفعل الشراب مفعوله وينقله إلى الحالة الجديدة يبلغ المرء ما يمكن أن يسمى حالة الصفاء فتبدو له الأمور حينئذ واضحة ومتميزة ومجردة من الرياء الاجتماعي .
    علاء : صدقت يا عماد .. كأنك في قلبي !
    جميل : (متجهاً إلى علاء وعماد ) إذا كنتما لا تريدان أن تعترفا بحالة السكر
    وتريدان أن تفلسفاها وتجعلاها حالة صفاء فأنا لست من حزبكما0 فالنشوة
    بدأت تصعد إلى رأسي ، و سهير تبدو لي الآن ملكة غير متوّجة . فاللهم
    اشهد أنني الآن سكران .
    علاء : أما أنا فاللهم أشهد أنني بلغت حالة الصفاء .
    سهيلة : (بلهجة مرتعبة ) عيني علاء .. كفاية شرب .
    جميل : ولماذا يا أم سلام ؟! نحن ما زلنا في بداية حالة الصفاء .
    فتحية : (ضاحكة ) أنت ستضيعين عليّ تاج الملوكية يا سهيلة .. انتظري قليلاً فلعل
    جميل يرى التاج فوق رأسي . ولعلك تصبحين أنت أيضاً ملكة!
    علاء : (وهو يكرع كأسه ويصب له كأسا آخر ) ولماذا تريدين حرماني من حالة
    الصفاء يا سهيلة ؟! أفلا تدرين أنها الساعات الوحيدة التي أستعيد فيها
    إنسانيتي فلا أشعر أنني ثور الله في زرع الله ؟!
    سهيلة : أدري عيني علاء .. ولكن لدينا ضيوف هذه الليلة .. نحن لسنا وحدنا.
    جميل : (وهو يطلق ضحكته الصاخبة ) كلنا ثيران الله في زرع الله يا أم سلام فلا
    تبالي .
    فتحية : ما بالك مرتعبة يا سهيلة ؟! خلّي أبو سلام مستمتعاً بحالة الصفاء .. ولنر نحن إلى أين سنصل مع أزواجنا وهم في حالة الصفاء كما يقول أبو عمار . قبل قليل كنا قروداً والآن صرنا بقرات وصاروا هم ثيراناً بالطبع !
    جميل : صحّ يا فتحية ، وبقرتي بيضاء ناصعة تسرّ الناظرين !
    فتحية : أرأيتم ؟! قبل قليل كنت ملكة والآن صرت بقرة !
    جميل : أنا الآن في حالة الصفاء يا فتحية فلا تزعلي من أي كلمة أقولها .. الحياة لا تستحق منا الزعل .. اضحك تضحك لك الدنيا .
    علاء : (وهو يكرع كأسه ويلقيه بقوة على الطاولة) صدقت يا جميل .. الحياة لا
    تستحق منا الزعل .. وهكذا نتخلص من مسؤولياتنا .. هكذا ندفن رؤوسنا في الرمل فلا نرى معاناة الناس المسحوقين من حولنا .
    فتحية : مالهم الناس المسحوقين يا أبو سلام ؟ ما شاء الله على الناس المسحوقين
    كانوا يتحسرون من قبل على لقمة الخبز وصاروا الآن يسبحون في النعيم لأنهم عرفوا كيف يستفيدون من الفرص 00 ( وهي تخزر زوجها ) وأصبحنا نحن المسحوقين .
    جميل : ( محاولاً أن يكون مرحاً ) ولماذا مسحوقين يا فتحية ؟! هل ينقصنا شيء؟!
    فتحية : بالطبع ، تنقصنا أشياء .. ينقصنا أن نكون من الكبراء .. ينقصك أن تكون
    رئيس قسم .. وينقصني أن أكون معاونة مديرة .. ولن نكون من الكبراء إن لم نصبح حزبيين وأنت تقف حجر عثرة في سبيل ذلك .
    علاء : ( وكأنه يحدث نفسه ) الحق معك يا أم سهيل فقد صار الناس طبقات
    وفئات حسب انتماءاتهم الحزبية والقرابية والعشائرية والمدينية يفضل بعضهم على بعض في الرزق والمكانة . وصار الغالبية العظمى من الناس منبوذين لأنهم لا ينتمون إلى الطائفة المعينة او المدينة المعينة او العشيرة المعينة أو الحزب المعين .( بعد لحظة ) ولكنك تعرفين الدرب يا أم سهيل ، فلماذا لم تسلكيه ؟
    فتحية : (وهي تخزر زوجها ) اسأل جميل .
    جميل : ( في مرارة ) ألا تتعبين من هذا الموضوع يا فتحية ؟ ( يهز رأسه وكأنه
    يخاطب نفسه ) الذي يدري .. يدري ، والذي لا يدري قبضة عدس !
    علاء : على كل حال كل شيء بأوانه يا أم سهير ، وسيصبح أبو سهير من الكبراء
    يوماً .. كل من سار على الدرب وصل .
    فتحية : مُت يا حمار حتى يجيئك الربيع !
    عماد : ظني أنك مبالغة في تشاؤمك يا أم سهير ، فالمناصب ليست كل شيء في
    الحياة0 ولن تختلف حياتكم كثيراً لو صرتم من الكبراء أم لم تصيروا !
    فتحية : لماذا تضلل أم سهير بمثل هذا الكلام يا عماد ؟! لماذا تريد أن تحرمها من
    المكاسب المادية والمعنوية الهائلة !( ملتفتاً إلى جميل ) قل له يا جميل كم ستختلف حياتكم لو صرتم من الكبراء .. قل له كم ستكسبون من مزايا المخصصات الإيفادات وهدايا المناسبات والأولوية في الحصول على الحاجيات والمواد الغذائية من مخازن الحكومة .. قل له كيف أصبح الكبراء لا يعرفون ماذا يفعلون بفلوسهم التي تزخ عليهم كالمطر !
    فتحية : لا عاب فمك يا أبو سلام . ( ملتفتة إلى عماد ) أنت يا أبو عمار لم تزر بيتاً
    كبيت الست وجيهة وترى ثلاجتها ومجمدتها وهي طافح بالمواد الغذائية من
    بضن وفراخ وأجبان وزبدة ولحوم وأسماك مجمدة .
    هناء : وكيف يمكن لعماد يا فتحية أن يفهم هذه الحقيقة وثلاجتنا ومجمداتنا
    فارغتين كقلب أم موسى كما يقول المثل ؟!
    عماد : ها .. ها !! الاسطوانة المشروخة إياها !
    هناء : تلك هي الحقيقة يا عماد فلماذا تنكرها ! هل تذكر تاريخ حصولنا على
    آخر" طبقة" بيض ؟!
    جميل : ( ضاحكاً) هذا حال الناس جميعاً يا أم عمار والكل في الهوا سوا .
    فتحية : هذا ليس حال الناس جميعاً بل حال الخائبين أمثالنا
    جميل :الذي يحيّرني أن الحكومة مقتدرة ومع ذلك يعاني الناس الأمرين ويقفون
    ساعات في طوابير طويلة ليحصلوا على البيض والدجاج والأجبان .. لو كنت مكان المسؤولين لملأت الأسواق بهذه البضائع وتخلصت من هذا الصداع .
    علاء : ( ساخراً) هذه هي السياسة المثلى .. جوّع الناس وألههم ببطونهم تأمن
    شرهم ، ثم وزّع عليهم " المكرمات" لتستعبدهم .
    هناء : ( وكأنها تحدث نفسها) أطفالنا نسوا طعم البيض والجبن .
    عماد : ( ينظر إلى هناء عابساً) وماذا تريدينني أن أفعل ؟! أضيّع وقتي وأقف
    الساعات الطوال في الطابور وأتزاحم مع الناس لأحضر لكم طبقة بيض أو دجاجة مجمدة ؟
    هناء : وهل من المعقول أن تضيّع وقتك على مثل هذه الأشياء التافهة وفي انتظارك
    كل تلك الكتب لتقراها ؟
    علاء : لا تشتمي الكتب يا أم عمار فهي حصن عماد الحصين التي يحتمي بها من
    مآسي الحياة من حوله !
    عماد : على كل حال لا يمكنني أن ألومك يا هناء على معاداتك الكتب فأنت
    تعبرين بذلك عن أبرز سمات عالمنا الثالث .
    فتحية : بعض الناس يا هناء لا يحتاجون إلى الوقوف ساعات في الطوابير ليحصلوا
    على هذه الأشياء فهي تأتيهم إلى بيوتهم .. الخائبون أمثالنا هم الذين يتحسرون عليها .
    هناء : نحن يا فتحية ما حصّلنا هؤلاء ولا أولئك .. نحن حصلنا الكتب .
    عماد : ( بلهجة مترفعة ) إن كتاباً واحداً من هذه الكتب التي تكرهينها يا هناء وكأنها ضرّتك هي عندي خير من كل الثلاجات والمجمدات الطافحة بأشيائك هذه .. وإني أقول كما قال علي بن أبي طالب لمناوئيه : " إن دنياكم هذه لا تعدل عندي عفطة عنز " .
    علاء : ( وهو يكرع كأسه ويخبطه بقوة على الطاولة ) وماذا عن دنيا الناس
    المستضعفين ومعاناتهم يا عماد ؟! أهي أيضاً لا تعدل عندك عفطة عنز ؟!
    عماد : ( بتعال) لست أنا المسؤول عن أولئك المستضعفين .
    علاء : ومن لأولئك المسحوقين يا عماد ؟! من لهم ؟!
    عماد : وقتي أثمن من أن أضيّعه بالصغائر .
    سهيلة : عيني علاء .. الله يخليك .. كفاية شرب .
    علاء : ( يكرع كأسه ويلقيه بقوة على الطاولة . يتحدث بلهجة معذبة وكأنه
    يخاطب نفسه ) من لأولئك الذين يموتون متعفنين في السجون والمعتقلات ؟!
    ( تنهض سهيلة عجلة إلى النوافذ فتغلقها) 0
    فتحية : الهواء لطيف يا سهيلة فلماذا تغلقين الشبابيك ؟!
    سهيلة : ( تعود إلى مقعدها في ارتباك وتخاطب فتحية في صوت خفيض) أعذريني
    عيني فتحية فالحذر يدفع القدر ، وللحيطان آذان كما يقولون وعلاء بلغ حالة الصفاء وسيتذكر كل مصائب الدنيا ... هذا حاله كل ليلة .
    علاء : ( يكرع كأسه ويواصل كلامه بلهجته المعذبة ) من لأولئك الذين يقضون
    زهرات عمرهم في السجون والمعتقلات ولا ذنب لهم سوى أنهم يحبون بلدهم وشعبهم ويريدون له الخير ؟!
    جميل : لهم رب يحميهم يا علاء فلا تقلق عليهم .. ثم من قال لهم أن يرموا
    أنفسهم في التهلكة ؟!
    عماد : هكذا نفهم السياسة في بلدان العالم الثالث .. أن نزجّ بأنفسنا في مغامرات
    حمقاء ! هكذا نفهم تحقيق الإصلاح !
    علاء : وكيف يتحقق الإصلاح إذن يا عماد ؟!
    عماد : يتحقق بخلق طبقة ذات وعي ثقافي عال تصبح مؤهلة لاستلام السلطة حينما يحين الحين وانتزاعها من المغامرين الجهلاء أصحاب الشعارات الذين هم أساس نكبة وتخلف بلدان العالم الثالث .
    علاء : وماذا عن دورنا نحن المثقفين يا عماد ؟! ماذا عن مسؤوليتنا عما يجري
    حولنا من مآسي الحكم ؟!
    عماد : دورنا أن نثقّف أنفسنا ثقافة حقيقية وليس أن ندخل السجون والمعتقلات
    أسوة بالمغامرين متصيدي السلطة .
    علاء : وهكذا ندفن رؤوسنا في الرمل .. هكذا نقنع أنفسنا بأن ما يجري حولنا
    ليس من اختصاصنا . هكذا نعفي أنفسنا من كل المسوؤليات .
    جميل : أنت محق في قولك يا عماد0 ليس من الحكمة أن نرمي أنفسنا في التهلكة
    مساقين بالحماس الصبياني . كنا نفعل ذلك ونحن شبان صغار . وكنا نخرج في المظاهرات ضد الحكومة ونعرّض أنفسنا للرصاص دون أن نهاب الموت . (وهو يضحك هازئاً) لكن الأيام علمتنا أن شاعرنا المعّري كان صادقاً حينما قال : إنما هذه المذاهب أسباب .
    لجذب الدنيا إلى الرؤساء
    فما علينا إلا أن نرعى مصالحنا الذاتية إن كنا واعين .
    علاء : ( وهو يكرع كأسه ويلقيه بقوة على الطاولة ) صدقت يا جميل ، وهذا أمر ليس بالغريب علينا نحن الذين نسمى بالمثقفين . فنحن الجبناء والانتهازيون الحقيقيون المستعدون دوماً لإلغاء ضمائرنا في سبيل مصالحنا الذاتية حينما يحين الحين .. تلك هي الحقيقة التي ينبغي لنا الاعتراف بها .
    عماد : ظني أنك يا علاء غير مخوّل للتحدث بلسان المثقفين . وإذا كنت تشعر أنك
    تتحلى بهذه الصفات فليس من حقك أن تتهم الآخرين بها !!
    سهيلة : عيني علاء .. الله يخليك .. كفاية شرب .. الله يخليك .
    علاء : فماذا تسمّي تحصنّك وراء كتبك يا عماد وإغماض عينيك عما يحدث حولك
    من ظلم واستبداد وتسلط وانتفاء لأبسط مفاهيم الكرامة البشرية والعدالة الاجتماعية ؟ قل لي يا عماد من منّا لا يرتجف رعباً حينما تدق بابه بعد منتصف الليل ؟
    عماد :اسمع يا علاء 00أعتقد أنه ليس من حقك أن تعطيني درسا في كيفية التصرف بحياتي وماذا يجب عليّ أن أفعل وكيف يتوجب عليّ أن أفكر 0
    جميل : ( وهو يضحك متكلفاّ المرح) يظهر أن حالة الصفاء بلغت عندك ذروتها يا
    علاء 0 وإن أم سلام محقة في إلحاحها عليك بأن تكتفي بما شربت فكلامك صار شيش بيش !
    علاء : ( بسخرية بالغة) وهل ترى أنت أيضاً يا جميل أنني قلت غير الحقيقة ؟!
    قل لي إذن ، كيف تفسر صداقتك لبهلول مع أنك تعلم أنه أداة من أدوات النظام للتجسس على الموظفين ؟
    جميل : ( ينتفض غضباً) لا 00 لا0 إلى هنا ويكفي خربطة يا علاء ، وأنا لا أسمح لك بالتستر بالسكر وأخذ حريتك بإهانتنا0 فمنذ بداية السهرة وأنت منساق بالغمز واللمز ونحن نحمل أقوالك على محمل الهزل ، ولكن يبدو أنك تقصد كل كلمة قلتها هذه مؤامرة . أنت دعوتنا إلى بيتك مبيّتاً في نفسك إهانتنا . ( ينهض فجأة ويخاطب زوجته غاضباً) قومي يا فتحية .. يكفينا إهانات !
    عماد : ( وهو يتهيأ للنهوض ) فعلاً ، ظني أننا شبعنا إهانات ! ( ملتفتاً إلى
    علاء) ولكن لا أظن يا علاء أن هذه الهلوسة التي تصيبك في حالة الصفاء كافية لإراحة ضميرك من المسؤوليات التي تدعيها (و هو يقف ملتفتاً إلى زوجته ) يالله يا هناء .. انتهت المهزلة !
    فتحية : ( وهي تنهض) هل جمعناكم لتتبادلوا الكلام الحادّ أم لتستمتعوا بسهرة
    لطيفة ؟! لماذا لا يمكنكم أن تكونوا مثلنا ؟! نحن لا نزعل بعضنا من بعض مهما اختلفنا .
    هناء : ( وهي تنهض) هكذا هم الرجال .. لا يعرفون سوى الجدّ.. ليتنا لم
    نجمعكم .
    سهيلة : عيني فتحية .. عيني هناء .. أنا خجلانة منكم .. كيف تخرجون هكذا
    وأنتم زعلانون ؟!
    فتحية : ومن قال لك إننا زعلانون يا سهيلة ! أنا شخصياً فرحانة لأنهم قالوا ما في
    قلوبهم وهم سكارى .. المهم ألا يتحدثوا هكذا وهم صاحون00 ( تلتفت إلى علاء) تصبح على خير يا أبا سلام .
    هناء : وأنا أشكرك كثيراً يا أبا سلام .. أنت شفيت غليلي من الكتب .. تصبح على
    خير .
    سهيلة : ( وهي تصحب الضيوف إلى الخارج) أنا متأسفة كثيراً يا أبا سهير ويا أبا
    عمار .. وأرجو كما ألاّ تزعلا من علاء .. إنه لا يقصد ما يقول ، وهذا كلام يردده كل ليلة حينما يبلغ حالة الصفاء .. وهو لا يقصد به أحداً .
    ( يختفي الجميع ويظل علاء لوحده .. يملأ قدحه ويكرع منه جرعة كبيرة ،
    تعود سهيلة إلى الظهور )
    سهيلة : عيني علاء .. لماذا زعّلتهم ؟! كيف سأواجه فتحية وهناء غداً ؟!
    علاء : زعلتهم ؟! فليضربوا رؤوسهم بالحائط إذن .. يزعلون من الحقيقة ؟! ما
    نحن إن لم نكن مجموعة من الجبناء الانتهازين الحقراء ؟! ( وصوته يزداد حدة) الناس المسحوقين يعانون أشدّ المعاناة ونحن ندفن رؤوسنا في الرمل . (يأخذ جرعة كبيرة من كأسه ) .
    سهيلة : عيني علاء .. يكفي شرب .. الله يخليك .
    علاء : ( بلهجة متطامنة والدموع في عينيه ) سهيلة .. خلني أنسى همومي ..
    خلني أنسى أنني ثور الله في زرع الله .
    سهيلة : عيني علاء .. الله يخليك .. كفاية شرب .
    علاء : ( مستمراً بلهجة تشي بالنحيب) الناس المسحوقون يعانون الويلات من
    حكم الطاغية وأمثالنا يغمضون عيونهم وكأن الأمر لا يعنيهم .. كل همنا المحافظة على حياتنا وإشباع بطوننا .
    سهيلة : عيني علاء .. الله يخليك .. الله يخليك .. كفاية شرب .
    علاء : (مستمراً في الكلام وهو ينتحب) أتعلمين ماذا جرى لصديقي محمود يا
    سهيلة ؟ إنه مات تحت التعذيب .. مات .. مات 00وزميل الدراسة عباس .. أتدرين ماذا حصل له ؟! حكم عليه بالسجن خمسة عشر عاماً وصارت أسرته بلا معيل .. و رؤوف ؟! أين هو ؟! أين هو يا سهيلة ؟! لا أحد يدري بمكانه منذ انتزعوه من فراشه بعد منتصف الليل قبل ستة أشهر وأخذوه إلى مكان مجهول ! ونحن نغدو ونروح ونقف الساعات الطويلة في طوابير المواد الغذائية وكأن هذه المآسي لا تعنينا ! نحن جبناء انتهازيون حقراء لا نستحق الحياة .. نحن لا نستحق الحياة يا سهيلة وأولى بنا أن ندفن أنفسنا في البالوعات ..
    ( تبدأ الستارة بالهبوط خلال المقاطع الأخيرة من كلام علاء وقد بدأ نحيبه
    يتعالى ) .


    - ستار الختام -
                  

12-31-2008, 01:02 PM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 37036

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المخذولون (Re: adil amin)

    هذه المسرحية صورة حية للعراق في زمن الطاووس
    التي عبر عنها احمد مطر
    (اضحى صمتنا من صمته يخاف)

    لذلك لا تستغربو الحركة القردية التي قام بها هذا الاعلامي العاجز حيال الرئيس الاميركي بوش
    لقد اخرس نظام صدام السنة هؤلاء مستجدين الحرية ثلاث عقود
    وحررهم بوش...من شنو وليس من منو
    فاساءو استخدام الحرية

    هذه صورة من الابداع الحر المغييب
    الذى يكشف الواقع البائس للعراق القديم
    وهدية لعشاق النظام الهالك في البورد من قوميين مقبورين واسلاميين ضل سعيهم في الحياة الدنيا
    ونص ابداعي جدير بان يشاهد على مسرح او تلفاز..يقدر قيمة التنوير
                  

01-02-2009, 03:21 PM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 37036

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المخذولون (Re: adil amin)

    انتو البورد ده ما فيه مسرحيين ولى شنو
                  

01-21-2009, 01:23 PM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 37036

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المخذولون (Re: adil amin)



    pluginspage="http://microsoft.com/windows/mediaplayer/en/download/"
    id="mediaPlayer" name="mediaPlayer" bgcolor="#000000" showcontrols="false"
    showaudiocontrols="false" showtracker="-1" showdisplay="0" showstatusbar="0"
    videoborder3d="-1" enabletracker="false"
    src="/nsdoc/06ece687-494b-4c47-811e-b39392434543/?id=1158825828424"
    url="/nsdoc/06ece687-494b-4c47-811e-b39392434543/?id=1158825828424"
    autostart="-1" designtimesp="5311" loop="false">

                  

03-12-2009, 08:56 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 37036

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المخذولون (Re: adil amin)

    Quote: الاخ العزيز عثمان محمدين
    تحية طيبة
    السياسة علم فى كل العالم الا فى السودان....والنتيجة واضحة اكثر من الشمس وادمان الفشل موجود حتى لحظة كتابة هذا البوست..عندما يفشل المسؤل اليابانى ويسبب ضررا لليابان يضع حد لحياته بالانتحار..عندما يفشل المسؤل الاوروبى يضح حد لحياته السياسية بالاعتزال والانزواء فى قريته البعيدة لكتابة المذكرات وتربية الماشية والدجاج. عندما رفع غاندى شعار نلبس من ما نصنع طبقه فى نفسه ولبس ملابسه الشهيرة البضاء التى غزلها بنفسه واستطاع ان يوقف عجلة المصانع فى بريطانيا ويكسب تعاطف الشعب البريطانى وحرر الهند التى تشبهنا كثيرا.ولكن المسؤل السياسى السودانى اصلا لا يطبق ما يقول ولا يحس بالفشل ويتحول عنده الامر الىادمان حتى ينكسه الله فى خلق وهذه طبعا ناجمة من الدماء العربية التى تجرى في عروقنا لذلك شابهنا الانظمة العربية المزمنة فىقبحها وابتزالها..عشان كده قلنا يدو ناس الجنوب فرصة يحكمو السودان بدون تشويش وتهريج سياسى من رموز السودان القديم واحزابه البالية ..حتى نشبه الافريقيين فى غانا والسنغال و تنزانيا. والناس ديل بدوا معانا الديموقراطية شوف هم انتهو وين ونحن مع (يا ملاذ افكارنا الهيمانة شوفى وين تيارك ودانا)..وملاذ افكرانا ديى الديموقراطية الفاسدة.الخ

    ونضيف اليك قليل من الروليت الامريكى ..من الاقوال المشهورة للرئيس الامريكى الراحل رونلد ريجان..(When you act against America you can run ,but you can not hide)
    وانظر بنفسك كيف يتعامل الانقاذيون مع القرارات الدولية المؤمركة
    بالتطبيل والربابة والعنتريات التى ما قتلت ذبابة كما قال الشاعر الراحل نزار قبانى وهو من اكبر محطات الانزار لمبكر التى فقدناها فى المنطقة....والحديث ذو شجون..ولكم الصدر دون العالمين ....
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de