حكاية البحث عن سليمان - بقلم محمد إبراهيم حتيكابي

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-02-2024, 04:05 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2009م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-30-2008, 06:46 AM

محمد أبوالعزائم أبوالريش
<aمحمد أبوالعزائم أبوالريش
تاريخ التسجيل: 08-30-2006
مجموع المشاركات: 14617

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
حكاية البحث عن سليمان - بقلم محمد إبراهيم حتيكابي

    كتب المرحوم محمّد إبراهيم حتيكابي تحت عنوان "حكايات من زمانٍ فات .. حكاية البحث عن سليمان" قصة حدثت في القرن التاسع عشر، توفي جميع أبطالها، وبقي على قيد الحياة بعض أبنائهم وأحفادهم ليحكوا الحكاية، وبذل الباحث محمد حتيكابي جهد جهيد – كما يفعل دائما – للوصول إلى جميع الخيوط والحقائق. فجمع القصة ووضعها في أسلوب قصصي جميل وممتع، ونشرها بجريدة الرأي العام. فإلى تفاصيل القصة:

    حكايات من زمانٍ فات
    حكاية البحث عن سليمان

    (عدل بواسطة محمد أبوالعزائم أبوالريش on 11-30-2008, 07:15 AM)

                  

11-30-2008, 06:58 AM

محمد أبوالعزائم أبوالريش
<aمحمد أبوالعزائم أبوالريش
تاريخ التسجيل: 08-30-2006
مجموع المشاركات: 14617

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاية البحث عن سليمان - بقلم محمد إبراهيم حتيكابي (Re: محمد أبوالعزائم أبوالريش)

    حكايات من زمانٍ فات
    حكاية البحث عن سُليمان

    "سليمان" في ريعان الشباب، هام عشقاً بفتاة من فتيات قبيلته "المحس"، تشرّبت الحسن من اخضرار الزرع في جروف النيل الأزرق حتى عناقه مع صنوه الأبيض عند المقرن. جفّ الدم في عروق سليمان وازدرد ريقه بصعوبة عندما لمس إعجاب الشباب بفتاته، فهرول إلى والده "الفكي الضو" مقتحماً خلوته .. متضرّعاً إليه بأن يخطب له "البتول"، وكان هذا اسمها.

    رفع الفكي الضو رأسه إلى أعلى، ورمق ابنه بعينين إرتجف من نظراتها سليمان، وأيقن من أن الإجابة، وفقاً لترجمة صحيحة لما وراء هذه النظرات _ أيقن أنها الرفض، وقد صدق ظنه.
                  

11-30-2008, 07:01 AM

محمد أبوالعزائم أبوالريش
<aمحمد أبوالعزائم أبوالريش
تاريخ التسجيل: 08-30-2006
مجموع المشاركات: 14617

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاية البحث عن سليمان - بقلم محمد إبراهيم حتيكابي (Re: محمد أبوالعزائم أبوالريش)


    جاء صوت الشيخ الوقور متأنّياً وعميقاً وقاطعاً "لن أخطب لك إلاّ بعد أن تختم القرآن الكريم". فسقط قلب سليمان في جوفه .. إنه حتماً سيختم القرآن الكريم، ولكن هذا سيطول، والبتول يتحلّق من حولها الخطّاب.

    خرج سليمان، وقد اغرورقت عيناه بالدموع. وعند جذع نخلة هادية عند عتبات النيل جلس والألم يعتصر قلبه عصراً. ستتزوّج البتول حتماً ولن تنتظره، ولن يقوى على أن يراها في بيت رجل غيره. ....... وهب كمن لسعته حية رقطاء، وضرب جذع النخلة بباطن قدمه اليمنى وانطلق يمشي دون هدف أو اتجاه.

    تتالت صورة البتول في شريط عقله، وخرجت زفرة حرّى، وطوّح بكلتا يديه في الهواء. وتوقّف ناظراً إلى الأفق بتحدٍّ، وقفزت إلى عقله فكرةً طائشة استوعبها عقله، ورويداً رويداً صارت يقيناً وقراراً حاسماً ... ... .... أن لا يعود إلى البيت.
                  

11-30-2008, 07:13 AM

ابو جهينة
<aابو جهينة
تاريخ التسجيل: 05-20-2003
مجموع المشاركات: 22492

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاية البحث عن سليمان - بقلم محمد إبراهيم حتيكابي (Re: محمد أبوالعزائم أبوالريش)

    متابع يا محمد هذا السرد

    * تخريمة : تقبل تحيات زميلك الفاتح عثمان ( شقيقي )
                  

11-30-2008, 08:12 AM

إسماعيل حميم
<aإسماعيل حميم
تاريخ التسجيل: 07-19-2005
مجموع المشاركات: 2251

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاية البحث عن سليمان - بقلم محمد إبراهيم حتيكابي (Re: ابو جهينة)





    محمد يا أبو العزائم

    ألف رحمة ونور على الأستاذ الاديب الشاعر الصحافي القاص
    (حتيكابي)
    محمد أبراهيم حتيكابي

    الذي لم احضر له مجلس إلا وكان الحديث في الادب واللغة
    والعلاقات والنسب فاقوم وأنا محمل بالمعرفة

    متابع معك
    فهناك قصة أخرى أيضاً نشرها في أحدى الصحف
    تخص تاريخ اسرتي غن وجدها منها نسخة اوردها لك هنا

    مرفق
    صادق الود

    إسماعيل حميم



    .
                  

12-17-2008, 12:29 PM

محمد أبوالعزائم أبوالريش
<aمحمد أبوالعزائم أبوالريش
تاريخ التسجيل: 08-30-2006
مجموع المشاركات: 14617

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاية البحث عن سليمان - بقلم محمد إبراهيم حتيكابي (Re: محمد أبوالعزائم أبوالريش)
                  

11-30-2008, 08:39 AM

محمد أبوالعزائم أبوالريش
<aمحمد أبوالعزائم أبوالريش
تاريخ التسجيل: 08-30-2006
مجموع المشاركات: 14617

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاية البحث عن سليمان - بقلم محمد إبراهيم حتيكابي (Re: محمد أبوالعزائم أبوالريش)


    نفّذ سليمان قراره، وحمل لوازمه وخرج واتّجه عبر النيل شمالاً، وواصل حتى التقى ركباً في طريقه إلى أقصى الشمال – إلى مصر – وكانت وجهة سفره التي قررها حتى يبتعد عن بلد فيه الحب مرفوض.

    أعيت الفكي الضو الجهود والمحاولات التي بذلت للعثور على إبنه الكبير سليمان. وواصلت القبيلة وكل الخرطوم البحث الجاد ... ولكن دون جدوى.

    وأخيراً، جاء إلى الفكي من يقول له بأن إبنه هاجر إلى بلاد الريّافة "مصر". فأقعد الشيخ العجز، ولم يكن هناك بد من أن يرفع يديه إلى السماء ورب السماء لأن يحفظ إبنه سليمان، ويغطّيه من شرور الدنيا وسيئات أعمال أهلها.
                  

11-30-2008, 09:58 AM

محمد أبوالعزائم أبوالريش
<aمحمد أبوالعزائم أبوالريش
تاريخ التسجيل: 08-30-2006
مجموع المشاركات: 14617

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاية البحث عن سليمان - بقلم محمد إبراهيم حتيكابي (Re: محمد أبوالعزائم أبوالريش)


    وعادت قبيلة محس الخرطوم تعيش حياتها بين جروف النيل وسواقيه، ولفّ النسيان سليمان إلاّ وسط أسرته التي تركت الأمر لله وهو وحده المتصرّف المقتدر له الملك وهو على كل شئ قدير.

    وعادت حكاية سليمان من جديد ساخنة. وذلك عندما أكمل أخوه الأصغر "حسن" كلية غردون وتخرّج في قسم الشريعة بها والتحق بسلك القضاء الشرعي، ولكن!! سليمان وقف حائلاً دون حسن ولبس "القفطان" والطربوش المغربي والعمامة البيضاء الصغيرة والحزام الحرير المزركش. وقف دونه والجلوس في كرسي القضاء.
                  

11-30-2008, 10:17 AM

محمد أبوالعزائم أبوالريش
<aمحمد أبوالعزائم أبوالريش
تاريخ التسجيل: 08-30-2006
مجموع المشاركات: 14617

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاية البحث عن سليمان - بقلم محمد إبراهيم حتيكابي (Re: محمد أبوالعزائم أبوالريش)

    كيف كان هذا؟؟ وسليمان لم يعد موجوداً وسط أهله وعشيرته حتى تمتد يده وتحول دون حسن وأحلامه، فقد إنقضت عشر سنوات على هجرته الهاربة.

    كان ذلك بطريق آخر .. فقد أصرّ والدهما الفكي الضو ود سليمان أن لا يهنأ إبنه حسن بوظيفة ومنصب ما دام الأخ الأكبر سليمان غائباً ولا يعرف له مكان ولا يدري أحد هل هو حي أم مات .. فصاح الفكي الضو في إبنه "لن تتوظّف حتى تذهب وتبحث عن أخيك وتحضره (في إيدك)".

    لم تجدِ التوسّلات أيضاً هذه المرّة أمام إصرار الفكي الضو الذي عُرف حازماً وأوامره لا تُرد أو تُراجع، بل هي واجبة النفاذ.
                  

11-30-2008, 01:59 PM

محمد أبوالعزائم أبوالريش
<aمحمد أبوالعزائم أبوالريش
تاريخ التسجيل: 08-30-2006
مجموع المشاركات: 14617

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاية البحث عن سليمان - بقلم محمد إبراهيم حتيكابي (Re: محمد أبوالعزائم أبوالريش)

    وسافر حسن، بعد أن تلقّى وعداً من مفتي الديار السودانية الشيخ/ الطيب أحمد هاشم وشيخ العلماء الشيخ/ أبوالقاسم أحمد هاشم بأن مكانه محفوظ، وذلك بعد أن عجزا وعجز العشرات من إثناء الفكي الضو ليحيد عن قراره.

    سافر حسن الشاب اليافع الفتي إلى مصر بعد أن حمل معه ما يعينه على وعثاء السفر، وبدأ عملية البحث المضني عن شقيقه سليمان في مصر الواسعة المتّسعة، وكأنه يبحث عن إبرة في كومة قش.

    إستهل حسن بحثه بأرض النوبة، واخترق الصعيد الجواني بطوله، والصعيد البحراني حتى وصل القاهرة قاطعاً المسافة في ثلاث سنوات لم يترك فيها كفر أو نجع إلاّ وزرعه جيئةً وذهابا، ولم يتخطّ مدينة إلاّ وأمضى فيها الأيام العديدة والأسابيع يبحث ويعمل، وقد طاف بعديد من المهن والحرف لتموّل رحلته المضنية.
                  

11-30-2008, 08:56 PM

محمد أبوالعزائم أبوالريش
<aمحمد أبوالعزائم أبوالريش
تاريخ التسجيل: 08-30-2006
مجموع المشاركات: 14617

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاية البحث عن سليمان - بقلم محمد إبراهيم حتيكابي (Re: محمد أبوالعزائم أبوالريش)


    نالت منه هذه الرحلة ما نالت من إرهاق وتعب، ولكنها أضافت إلى ذخيرة معرفته الكثير. إلتقى الناس من أرياف مصر ودساكرها، تعرّف عليهم وعرفوه. إستزاد من علمهم ومعارفهم، وعبّ من حكم أقوالهم وحكاياتهم وزجلهم، مما جعله متفرّداً ومتفوّقاً على كل أترابه، فقد إنفرد عليهم بتراكمات لم تتوفر لغيره، ولكنها قطعاً أكلت من جسده وعافيته الكثير.

    وصل حسن الضو القاهرة، وقضى بها أكثر من ثلاثة شهور جاث فيها الدار بحثاً عن أخيه. طرق مساجدها ومقاهيها وأزقتها وحاراتها وحواريها دون أن يعثر على أثر لأخيه.

    وبعد أن إنتصف العام الرابع من رحلته الطويلة المرهقة، بدأ حسن رحلة البحث عن سليمان في أرض الدلتا، ولم تساوره أي أحاسيس باليأس، وكان قد إستمرأ السفر والترحال، وصارت جزء من اهتماماته، ..... بل كل اهتماماته.


    و .... نواصل
                  

11-30-2008, 09:31 PM

محمد أبوالعزائم أبوالريش
<aمحمد أبوالعزائم أبوالريش
تاريخ التسجيل: 08-30-2006
مجموع المشاركات: 14617

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاية البحث عن سليمان - بقلم محمد إبراهيم حتيكابي (Re: محمد أبوالعزائم أبوالريش)


    أبا جهينة ..

    هي قصة واقعية أعجبني سرد المرحوم حتيكابي لها وتوثيقه، فأردت إشراككم.

    تحياتي الخالصة للأخ الفاتح .. وخليهو يراجع بوست (الخرطوم القديمة)
                  

11-30-2008, 10:55 PM

محمد أبوالعزائم أبوالريش
<aمحمد أبوالعزائم أبوالريش
تاريخ التسجيل: 08-30-2006
مجموع المشاركات: 14617

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاية البحث عن سليمان - بقلم محمد إبراهيم حتيكابي (Re: محمد أبوالعزائم أبوالريش)



    العزيز إسماعيل حميم

    Quote: فهناك قصة أخرى أيضاً نشرها في أحدى الصحف
    تخص تاريخ اسرتي غن وجدها منها نسخة اوردها لك هنا


    ليتك توردها أخي إسماعيل.
    ولكن ... هل تدري أن الجدة آمنة والدة الخال "النور أحمد إسحق" هي شقيقة سليمان صاحب هذه القصة؟ إذاً، أنت لست بعيد عن هذه الحكاية ...

    خليك قريب
                  

12-01-2008, 07:50 AM

محمد أبوالعزائم أبوالريش
<aمحمد أبوالعزائم أبوالريش
تاريخ التسجيل: 08-30-2006
مجموع المشاركات: 14617

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاية البحث عن سليمان - بقلم محمد إبراهيم حتيكابي (Re: محمد أبوالعزائم أبوالريش)



    نواصل .....



    طاف حسن ديار الشيخ البدوي ودخل مزاره وصلّى في مسجده في طنطا .. وغاص وغوّر في الدلتا. وعند (المنصورة) جلس عند الكبري الخشبي متّكئاً على جمّيزة ضخمة تاركا الحبل لبنات أفكاره تسوح وتتطوّف في البعيد، والصمت يلف المكان. وفجأة هبّ مذعوراً لصوت أجش يفاجئه بالتحيّة، ويمد يداً معروقة عليها نقوش من الوشم الأخضر. مدّ حسن يده ليصافح ذلك الشيخ الذي اقتحم عليه خلوته. وبرغم هذا الإزعاج الذي سببه له ذلك الرجل المسن، فقد تعوّد حسن على التعامل بهدوء ودون انفعال حتى مع أضعف خلقه تبارك وتعالى، عسى أن يكون قد وضع الله فيهم سرّه.

    إنفرجت أسارير الرجل العجوز، وتفتّحت شفتاه عن فم مهترئ الأسنان. كرّر الرجل التحية، وسأل حسن "إنت نوبي؟" فقال حسن: "لا .. أنا من السودان". صاح الرجل "ياه السودان دا بعيد خالص".
                  

12-01-2008, 08:03 AM

ابو جهينة
<aابو جهينة
تاريخ التسجيل: 05-20-2003
مجموع المشاركات: 22492

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاية البحث عن سليمان - بقلم محمد إبراهيم حتيكابي (Re: محمد أبوالعزائم أبوالريش)

    محمد

    مستمتع جدا بالسرد و تفاصيل القصة ...

    * الفاتح عرفك من بوست الخرطوم القديمة ... هو الآن في إجازة بالخرطوم

    واصل السرد
                  

12-01-2008, 09:37 AM

ماضي ابو العزائم
<aماضي ابو العزائم
تاريخ التسجيل: 09-07-2007
مجموع المشاركات: 3598

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاية البحث عن سليمان - بقلم محمد إبراهيم حتيكابي (Re: ابو جهينة)

    تنويه بسيط وهو صاحبة الصورة فى بروفايل محمد هى الابنة الرابعة لشيخ حسن ود الفكى الضو
                  

12-01-2008, 10:13 AM

حيدر امين
<aحيدر امين
تاريخ التسجيل: 07-13-2008
مجموع المشاركات: 2881

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاية البحث عن سليمان - بقلم محمد إبراهيم حتيكابي (Re: ماضي ابو العزائم)

    اقيف شويه يا محمد

    ده منو اسماعيل حميم العندو قرابه معانا ونحن ما عارفين

    اسمه بالكامل لو ممكن
                  

12-01-2008, 10:18 AM

ماضي ابو العزائم
<aماضي ابو العزائم
تاريخ التسجيل: 09-07-2007
مجموع المشاركات: 3598

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاية البحث عن سليمان - بقلم محمد إبراهيم حتيكابي (Re: حيدر امين)

    يازول اسكت ساكت انا كنت شارب المقلب زاتو لما وقعوا لى راسى
    (ود حسين حمدنالله-امدرمان)
                  

12-01-2008, 10:26 AM

حيدر امين
<aحيدر امين
تاريخ التسجيل: 07-13-2008
مجموع المشاركات: 2881

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاية البحث عن سليمان - بقلم محمد إبراهيم حتيكابي (Re: ماضي ابو العزائم)

    يعنى ود عم هشام مضوى حمدناالله ؟؟؟
                  

12-01-2008, 11:24 AM

محمد أبوالعزائم أبوالريش
<aمحمد أبوالعزائم أبوالريش
تاريخ التسجيل: 08-30-2006
مجموع المشاركات: 14617

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاية البحث عن سليمان - بقلم محمد إبراهيم حتيكابي (Re: محمد أبوالعزائم أبوالريش)


    وانبرى الرجل يتحدّث عن معارفه من السودانيين، وحسن يلاحقه بالأسئلة عن أوصاف من يعرف، والرجل يواصل ويواصل، وحسن يلاحقه بالأسئلة، وقد أيقن أن الرجل ربّما يكون مفتاحاً يفتح له أبواب الأمل في لقاء أخيه.

    وفجأة توقّف الرجل، الذي يبدو أن ملكة التأليف عنده قد جفّت وذبلت، وظهر على حقيقته متسوّلاً ليس إلاّ. فدفع إليه حسن بقطعة نقد فضّية هي آخر ما عنده.

    قضى حسن في المنصورة أسابيع، طاف خلالها أريافها بعد أن غطّى كافّة أنحاء المدينة وحواريها، وخرج منها متجوّلاً من مدينة لأخرى، حتى حملته قدماه لمركز "دِكِرنِس" (بكسر الدال والكاف والنون، وتسكين الراء والسين)، التي وصلها ليلاً ليقضي الليل في مسجدها الكبير. وفي الفجر، وبعد الصلاة، تجاذبه المصلّون، كل يدعوه إلى منزله حتى يتناول معه طعام الإفطار، وذلك بعد أن لمسوا منه غزارة علمه واتّساع معرفته، وثراء مخزونه من ثقافة دينية.
                  

12-02-2008, 09:39 AM

محمد أبوالعزائم أبوالريش
<aمحمد أبوالعزائم أبوالريش
تاريخ التسجيل: 08-30-2006
مجموع المشاركات: 14617

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاية البحث عن سليمان - بقلم محمد إبراهيم حتيكابي (Re: محمد أبوالعزائم أبوالريش)



    بقي في دِكِرنس هذه أياماً ثلاثة طاف بها دون أن يعثر على أثر لأخيه، وخرج إلى الأرياف، وطاف العديد من القرى والنجوع . وفي حافّة إحدى الترع توقف عند قرية تتسابق عندها ثلّة من الأطفال والصبية الصغار، والذين توقّفوا فجأةً، ورجعوا لرؤية الرجل الغريب الشديد السُّمرة، وتراجعوا للوراء قليلاً إلاّ طفل قصير القامة به بدانة، ظلّ يغرز نظراته في وجه ذلك الغريب ... وتقدّم الطفل فاغراً فاه.
                  

12-02-2008, 10:01 AM

محمد أبوالعزائم أبوالريش
<aمحمد أبوالعزائم أبوالريش
تاريخ التسجيل: 08-30-2006
مجموع المشاركات: 14617

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاية البحث عن سليمان - بقلم محمد إبراهيم حتيكابي (Re: محمد أبوالعزائم أبوالريش)



    سأله حسن "إسمك أيه يا شاطر". فرد ّعليه الطفل "أنا إسمي يحي وابوي إسمو سليمان ضو" ....... وواصل الطفل بعد أن إزدرد ريقه "إنت بتعرف بوي؟؟" هو م السودان بيشبه لك .. أنا بوي أسمر زيّك.
                  

12-02-2008, 10:39 AM

محمد أبوالعزائم أبوالريش
<aمحمد أبوالعزائم أبوالريش
تاريخ التسجيل: 08-30-2006
مجموع المشاركات: 14617

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاية البحث عن سليمان - بقلم محمد إبراهيم حتيكابي (Re: محمد أبوالعزائم أبوالريش)



    دارت الدنيا من حوله، وطافت بصره غشاوة، ورويداً رويداً مال بجسمه إلى الأرض وتهاوى فاقداً الوعي بفعل المفاجأة.

    كانت خلف أكمة عند أطراف القرية تقف والدة "يحي" ترقب إبنها ولقاء الغريب .. فهرولت تتبعها بعض الفتيات يحملن الغريب إلى داخل الدار، ويجري يحي إلى والده سليمان في الغيطان يحمل إليه الخبر .. خبر وصول الغريب الذي يشبهه

    جاء سليمان يتبعه إبنه الكبير "محمد" إبن الأحد عشر ربيعاً، وكاد قلبه أن يقفز من صدره عندما وقعت عيناه على الغريب، وصاح: أخوي!! مالو؟ أيه الحصل؟؟ مين اللي عمل فيهو كده؟؟ فصاحت الزوجة: مافي حد لمسو، ده كان يتحدّت (بالتاء) مع يحي، وفجأة وقع من طولو.

    "دا أخوي شقيقي"

    "أيوه أنا عرفتو من أول ما شفتو، واضح دا أخوك حسن اللي كنت بتحدّتني عنه".

    وصدرت من حسن زفرة حاره، وفتح عينيه ليرى "يحي" و"أحمد" و"محمّد" أبناء أخيه يتحلّقون حوله، ومن على البعد وقعت عيناه على سليمان الذي شلّت حركته المفاجأة .. .. ..

    وكان اللقاء مؤثّراً ... عناق .... دموع .... نواح بصوت يقطع نياط القلب.

    وخرجت "شّرّفّة" (بفتح الشين والراء والفاء) زوجة سليمان إلى الخارج وهي تجلجل بالزغاريد والتي جذبت نساء القرية اللاّتي رمين بما في الأيدي، ودون أن يدرين الخبر، إنطلقن في زغاريد إرتجّت لها أركان القرية، ووصلت إلى أطراف الغيطان، فتدافع الرجال يزيلون الطين من الأيدي والأرجل على أطراف الجداول والترع، ويمسحون حبيبات العرق، ويتناولون جلابيبهم، وفي عجالة يدرعونها على رقابهم، ويكملون لبسها وهم يجرون إلى داخل القرية، متّجهين صوب مصدر الزغاريد التي لم تتوقّف لحظة.
                  

12-25-2008, 12:09 PM

محمد أبوالعزائم أبوالريش
<aمحمد أبوالعزائم أبوالريش
تاريخ التسجيل: 08-30-2006
مجموع المشاركات: 14617

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاية البحث عن سليمان - بقلم محمد إبراهيم حتيكابي (Re: محمد أبوالعزائم أبوالريش)
                  

12-02-2008, 11:15 PM

محمد أبوالعزائم أبوالريش
<aمحمد أبوالعزائم أبوالريش
تاريخ التسجيل: 08-30-2006
مجموع المشاركات: 14617

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاية البحث عن سليمان - بقلم محمد إبراهيم حتيكابي (Re: محمد أبوالعزائم أبوالريش)


    معليش يا حيدر .. كنت مواصل في السرد، وما ردّيت عليك. لكن شايف أهو ماضي وقّع ليك المسألة.

    Quote: يعنى ود عم هشام مضوى حمدناالله ؟؟؟


    التحية لهشام مضوي.
                  

12-05-2008, 11:08 AM

حيدر امين
<aحيدر امين
تاريخ التسجيل: 07-13-2008
مجموع المشاركات: 2881

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاية البحث عن سليمان - بقلم محمد إبراهيم حتيكابي (Re: محمد أبوالعزائم أبوالريش)

    وينك يازول ماااا شريتنا
                  

12-05-2008, 09:12 PM

محمد أبوالعزائم أبوالريش
<aمحمد أبوالعزائم أبوالريش
تاريخ التسجيل: 08-30-2006
مجموع المشاركات: 14617

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاية البحث عن سليمان - بقلم محمد إبراهيم حتيكابي (Re: محمد أبوالعزائم أبوالريش)


    معليش يا حيدر ..... والبقية. الزحمة والمعايش دخلت في النص.
    .
    .
    .
    .

    نواصل ........
                  

12-05-2008, 10:23 PM

محمد أبوالعزائم أبوالريش
<aمحمد أبوالعزائم أبوالريش
تاريخ التسجيل: 08-30-2006
مجموع المشاركات: 14617

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاية البحث عن سليمان - بقلم محمد إبراهيم حتيكابي (Re: محمد أبوالعزائم أبوالريش)



    إنطلق الفلاّحون يتصايحون وهم يتجهون إلى مصدر الزغاريد حتى وصلوا منزل سليمان والذي إكتظّ بالنساء والأطفال وهم في هياجٍ صاخب. وفجأة انطلقت إحداهنّ تغني وتصفّق، وتحوّل الجمع إلى كورَس تعالت منه أنغام حلوة يتردد صداها فتنداح في الفضاء تعانق سامقات شجر الكافور المخضر، وتعبر المسافات في القرى المجاورة.

    عاشت قرية "برنبال" مركز "دِكِرنِس" ليالي فرح غامر وكأن حسن لم يكن شقيق سليمان وحده، بل شقيق كل أهل القرية. وظلت "شرفة" زوجة سليمان كأم العروس، وحتّى أشقائها "سيد" و"عطوة"، وشقيقتها "ألفية" كانوا شركاء حقيقيين في الإحتفاء بمقدم حسن، وكأنه إبن أمهم وأبيهم. أمّا والدهم "عبدالله السودني" – كما كان يُعرف – فإن مقدم حسن من السودان أثار في نفسه الحنين إلى الوطن. فالعم عبدالله والد شرفة ونسيب سليمان هو الآخر من أصل سوداني.

    تنقّل حسن في موائد القرية، والتي أصرّ كل فرد منها أن يستضيفه، وحتّى حسناوات القرية كن يبدين تودّداً خاصاً مغرضاً "عسى أن يكون حسن من النصيب". ولكن حسن لم يكن في ذهنه إلاّ إنهاء هذه المهمة العسيرة، والعودة بأخيه إلى قريتهم "بُرّي المحس" شرق الخرطوم. وتحيّن حسن الفرصة ليطلع أخيه سليمان على أهداف رحلته إليهم.
                  

12-06-2008, 02:02 PM

محمد أبوالعزائم أبوالريش
<aمحمد أبوالعزائم أبوالريش
تاريخ التسجيل: 08-30-2006
مجموع المشاركات: 14617

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاية البحث عن سليمان - بقلم محمد إبراهيم حتيكابي (Re: محمد أبوالعزائم أبوالريش)



    سر سليمان أيّما سرور عندما علم بأن والدهم حي يرزق وأنه في شوق للقائه .. وهذا يعني أنه قد عفى عنه وسامحه على فعلته الطائشة. وكان أن علم قبل سنوات بأن والده وكل أهله المحس قد رحلوا من الخرطوم إلى منطقة شرقها أطلق عليها "بري المحس"، وقد حكى له بعض شباب "برنبال" ممن كانوا في التجنيد وعملوا في الجيش المصري بالسودان حكاية رحلة قاموا بها إلى جنائن "بري" وأنهم في أحد العطلات قضوا نهارهم في جنينة رجل اسمه "الضو سليمان"، وأنه أكرم وفادتهم.

    وافق سليمان على العودة، ورحّبت "شرفة" وابتهج والدها "عبدالله السوداني" بأن تعيش ابنته في السودان حيث اهله وعشيرته ... ولكن في الجانب الآخر بكت أمها وأشقائها على فراقها وفراق أطفالها.

    إتفق سليمان مع أخيه حسن على أن يعود حسن ومعه صغيراه "يحي" و"أحمد"، وأن يترك له "محمد" يساعده على جمع المحصول، ومن ثمّ سيعود سليمان وزوجته وابنهما محمد إلى أرض الوطن فيما بعد.
                  

12-06-2008, 06:46 PM

محمد أبوالعزائم أبوالريش
<aمحمد أبوالعزائم أبوالريش
تاريخ التسجيل: 08-30-2006
مجموع المشاركات: 14617

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاية البحث عن سليمان - بقلم محمد إبراهيم حتيكابي (Re: محمد أبوالعزائم أبوالريش)



    وقفت القرية عند الترعة حينما حان يوم الفراق، وخرجت "برنبال" إلى حافة الترعة عند بداية الطريق "البراني". خرجت برنبال عن آخرها لوداع حسن والصغيرين "يحي" و"أحمد"، وغالبت "شرفة" دمعات حرّى سالت على خدّيها لفراق صغيريها، ولكنها تجلّدت بالصبر على أمل اللحاق بهما قريباً.

    سار حسن والطفلين قليلاً حتى آخر الترعة يتبعهما سليمان مطأطئاً رأسه مهموماً وهو يغالب لواعج الأسى لفراق طفليه، وهما في عفوية وسذاجة يجريان ويدوران حول "عمو حسن" يشدّان جلبابه ويتصايحان في نشوة غامرة فرحاً بالسفر مع "عمّو" الذي لم يفارقاه منذ أن وطئت قدماه أرض القرية، حتى المبيت كان لا يحلو لهما إلاّ في أحضانه الرؤومة. وصلا ساحة صغيرة تكدّست فيها "الحناطير" المزركشة بخيولها المطهمة المزوّقة. وكان الوداع المر. وحتى شرفة جاءت متقطّعة الأنفاس تجري لتكون في وداعهم، ولم تجدِ مع إصرارها على الحضور صرخات عطوة، وحدّة أوامر سيّد، فحملت يحي وقبّلته قبلة أودعتها كل حنان الأم وحبّها العارم، وكذلك فعلت بأحمد، وأمسكت بتلابيب حسن وهي تستحلفه بالله أن "يخلي بالو م العيال". وانتزع حسن نفسه انتزاعاً من قبضتها وقفز إلى الحنطور وهو يغالب دموعه، فقد كان موقفاً مؤثّراً. وحتى وداعه لأخيه سليمان كان عجولاً. وطرقع سائق الحنطور "الحوذي" بسوطه الطويل في الهواء، فصهلت الجياد وهمهمت وهي تنطلق بالثلاثة، حسن والطفلين. وفي الطريق الضيّق المحفوف بالأشجار الكثيفة والحوذي يلسع ظهور الخيل بالسوط وهو يصدر صيحات حادة يستحثّها على الجري والخبيب.
                  

12-11-2008, 09:19 AM

محمد أبوالعزائم أبوالريش
<aمحمد أبوالعزائم أبوالريش
تاريخ التسجيل: 08-30-2006
مجموع المشاركات: 14617

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاية البحث عن سليمان - بقلم محمد إبراهيم حتيكابي (Re: محمد أبوالعزائم أبوالريش)



    كل عام والجميع بخير ....

    توقّف الأيام الماضية كان بسبب العيد ... وبعض الأسباب الشخصية.

    أعتذر و.....

    نواصل
                  

12-11-2008, 09:22 AM

محمد أبوالعزائم أبوالريش
<aمحمد أبوالعزائم أبوالريش
تاريخ التسجيل: 08-30-2006
مجموع المشاركات: 14617

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاية البحث عن سليمان - بقلم محمد إبراهيم حتيكابي (Re: محمد أبوالعزائم أبوالريش)




    إنطلقت الجياد وهي تطوي الأرض طيا، حتى وصلت إلى المنصورة، مخترقةً دكرنس وعديداً من القرى والدساكر ، وقد نام أحمد ويحي بعد أن استهلكا كل حيويتهما في حركةٍ وصياح وضحكات طفلة في سعادة غامرة.

    أطلق الحوذي جياده لترتاح ووضع أمامهما وجبة تبن شهية إلى جانب الماء .. وساعد حسن في إنزال الطفلين الذين استغرقا في سباتٍ عميق واصلاه على أريكة أحد المقاهي.

    ومن جديد تواصلت الرحلة وحمل حسن الطفلين ووضعهما في رفق على الحنطور مع الحرص الشديد على أن لا يقطعا نومتهما، وعادت الجياد من جديد إلى "خبيبها" العجول وهي تطوي المسافات، وبدأ النعاس يداعب أجفان حسن، ولكنه غالب وتغلّب عليه خوفاً من أن يصيب الصغيرين مكروها لو غفل عنهما.

    وهكذا توالت المدن والقرى حتى وصل الركب الميمون إلى قاهرة المعز، ودلف حسن إلى إحدى "المنزلات"، وقد تملّك الجميع الإرهاق والتعب، وحرص حسن على وضع الطفلين في "طشت" ماء دافئ مزيلاً عنهما غبار تلك الرحلة المضنية .. ومن ثم جلسا معاً على مائدة شهية عوضتهما عن تلك الوجبات البائسة التي تناولوها في الطريق.

    وبعدها خلدوا إلى راحة استمرت عدة أيام طاف فيها حسن بالطفلين على أرجاء القاهرة وشهدوا الأهرامات والآثار واستراحوا في المنتزهات وابتهجوا برؤية الحيوانات في حديقة الحيوان بالجيزة واستمتعوا برؤية "المشخصاتية" و"صندوق الدنيا" وساحات الملاهي .. وما تحمله القاهرة في جوفها من مباهج وطرائف.
                  

12-11-2008, 11:50 AM

محمد أبوالعزائم أبوالريش
<aمحمد أبوالعزائم أبوالريش
تاريخ التسجيل: 08-30-2006
مجموع المشاركات: 14617

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاية البحث عن سليمان - بقلم محمد إبراهيم حتيكابي (Re: محمد أبوالعزائم أبوالريش)





    وفي ذات مساء، حمل حسن كل أغراضهم وما اشتراه من أسواق القاهرة ودفع بالطفلين أمامه حتى ميدان "باب الحديد"، وهناك صعدوا القطار الذي أصاب منظره أحمد ويحي بذعر وخوف، فترددا قبل أن يلِجا أبوابه، ولكن حسن طيّب خاطرهما وطمأنهما، وأزال الكثير من مخاوفهما.. فصعدا إلى جوف القطار وجلسا دون أن يقولا كلمة، والوجوم يلف وجهيهما الصغيرين.

    وفجأة، أطلق القطار صرخة ارتجّت لها فرائض الطفلين فدفنا وجهيهما في حجر عمهما وهما ينتحبان، وجفل القطار كمن داس على جمرة نار، وتحرّك محدثاً صريراً حاداً ، والتزم السير الهادئ إلى مسافة قصيرة وأصوات الناس تتعالى بين مودّع ومغادر، وزغاريد لأهل عريس في طريقه إلى حيث أحلامه، وعويل أهل ميّت في طريقهم إلى حيث قضى النحب.

    أما حسن والصغيرين، فقد لفّهما الوجوم والصمت، وعاد القطار يتوقّف هنيهة، ويجفل مرّة أخرى فتنهال بعض القفاف الموضوعة في الرفوف العلوية، تنهال على رؤوس بعض الركّاب فتصدر صرخة وشتمة ولعناً، ويتعالى عقبها صوت اعتذار .. ويبدأ القطار الإنطلاق السريع، بعد أن تخطّى كبري "أم بابا". وبدأت في تلك اللحظة رحلة العودة جنوباً بالنسبة للعم حسن، ورحلة المجهول بالنسبة للطفلين يحي وأحمد.

    طالت الرحلة، ومن القطار انتقل الثلاثة إلى المركب الحديدية التي تطلق في عنان السماء دخاناً أسوداً تلفظه من جوفها، وكانت الحياة في المركب ليست كما كانت في القطار، فقد تعامل معها الصغيرين بود ملحوظ. وعلى صفحة النيل انسابت المركب جنوباً بيسر، برغم أنها كانت تسير عكس التيار.

    ثلاثة أيام بلياليها انقضت، وقد خلد الصغيران وحسن إلى الراحة، وناموا ساعات طوال أذهب عنهم كل نتاج عسر تلك الرحلة على ظهر القطار.

    وتواصلت الرحلة وانتقل حسن والصبيين إلى قطار السودان عند وادي حلفا متوجهين إلى الخرطوم. وفي الخرطوم حطّوا الرحال، ورفع حسن يديه إلى السماء شاكراً لله حفظه وتوفيقه لهم حتى عاد إلى أرض الوطن الحبيب.

    لم يمض وقت طويل حتى كان حسن والصغيرين على أطراف "بري المحس"، وتعالت ضربات قلبه حتى كاد قلبه أن يقفز من بين جنبيه.
                  

12-13-2008, 08:31 PM

محمد أبوالعزائم أبوالريش
<aمحمد أبوالعزائم أبوالريش
تاريخ التسجيل: 08-30-2006
مجموع المشاركات: 14617

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاية البحث عن سليمان - بقلم محمد إبراهيم حتيكابي (Re: محمد أبوالعزائم أبوالريش)



    نواصل .... (إذا خلاّنا الهكر)
                  

12-13-2008, 08:40 PM

محمد أبوالعزائم أبوالريش
<aمحمد أبوالعزائم أبوالريش
تاريخ التسجيل: 08-30-2006
مجموع المشاركات: 14617

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاية البحث عن سليمان - بقلم محمد إبراهيم حتيكابي (Re: محمد أبوالعزائم أبوالريش)




    كان الوقت صباحاً والشمس تنسل خارجة من وراء الأفق. والقرية تتمطّى بعد طول رقاد، وخيوط الدخان السوداء تتعالى من وسط البيوت الكاكي، ورجل على حمار يتثاءب في كسل واضح، وصبي يافع يطرد أمامه غنيمات مكتنزة باللحم .. ورجل يلبس "بالطو" من الصوف الأسود، وينتعل "شبطاً" ثقيل الوزن، وعلى رأسه عمامة ملفوفة بعناية مغروسة في إحدى جانبيها ريشة نعام سوداء دلالة على أنه من "عساكر الميري". وامرأة تحمل على رأسها صفيحة ماء ممتلئة وهي تصب برشاشها على رأسها وبقية بدنها .. وشاب يلبس ملابساً مضمّخة بالزيت الأسود، وعلى رأسه قبّعة باليةً قليلاً.
                  

12-13-2008, 08:54 PM

محمد أبوالعزائم أبوالريش
<aمحمد أبوالعزائم أبوالريش
تاريخ التسجيل: 08-30-2006
مجموع المشاركات: 14617

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاية البحث عن سليمان - بقلم محمد إبراهيم حتيكابي (Re: محمد أبوالعزائم أبوالريش)





    دلفت عربة "البيبي" الصغيرة الحمراء، وعلى متنها حسن والصغيرين .. دلفت نحو شارع ضيّق في أوّل القرية، لتدخل في شارع متّسع قليلاً. وعند ركن جامع القرية الشمالي الغربي توقّفت، ونزل حسن وصاح في إمرأة كانت تحمل إناءاً به لبن، وهي تهم بدخول المنزل. صاح فيها حسن منادياً، فدارت حول نفسها دون أن تدري ماذا تفعل، ورمت بالإناء من يدها وصاحت " حسن .. حسن .. يا ناس البيت .. أبوي الفكي .. حسن أهو دا .. حسن رجع" .. وانبرت تبكي فرحاً، وجرت إلى داخل الدار، وكأن كلباً مسعوراً كان يجري خلفها.

    وهاج أهل الدار وماجوا، وانطلقوا دون وعي، نساء .. أطفال .. رجال، ليأخذوا حسن بالأحضان. أمّا يحي وأحمد، فقد ذُهلا لهذه المقابلة، ولكنهما لم ينطقا بحرف، وتجاذبتهما الأيدي والشفاه توسعهما لثماً وتقبيلاً.

    وكان الفكي الضو هو الوحيد الذي لم ينفعل بما حدث – على الأقل مظهراً – وهذا يحتمه الوقار الذي كان يتميّز به، برغم من أنه كان يتحرّق شوقاً لإبنيه سليمان وحسن اللذين حتماً قد حضرا معاً وفقاً لإحساسه الذي لا يخيب. تمهّل الفكي الضو قليلاً وخرج في تؤدّة إلى خارج غرفته، ومعه صديقه محمد حاج أحمد الذي اندفع هو الآخر ليكون في استقبال حسن الذي كان له في نفسه مكانة خاصة.
                  

12-13-2008, 10:00 PM

محمد أبوالعزائم أبوالريش
<aمحمد أبوالعزائم أبوالريش
تاريخ التسجيل: 08-30-2006
مجموع المشاركات: 14617

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاية البحث عن سليمان - بقلم محمد إبراهيم حتيكابي (Re: محمد أبوالعزائم أبوالريش)




    تقدّم حسن إلى عمّه ود حاج أحمد وسلّم عليه، وانتقل ليقبّل يد والده الذي قابله ببرود مصطنع هذه المرّة، وخرج صوته مهزوزاً، ولكنه واثقاً "وين أخوك سليمان؟؟"
    - قال جاي بعد أيام إن شاء الله.
    - "منو القال ليك بجي؟" كان تجيبو في إيدك.
    - قال بجي بعد ما يتم محصولو الزارعو، وأداني ليك أمانة.
    - أمانة شنو؟
    - " أهم ديل أولاده أحمد ويحي"

    فارتجفت أطراف الفكي الضو وهو يضم إلى صدره حفيديه، وخرجت من جوفه كلمات مبهمة تشوبها حشرجة راجفة ... "أبوكم طيب؟؟" لم يرد الصغيران، ولم يتحرّكا، فقد تجمّدا ووقفا دون حراك. وهنا تدخّل ود حاج أحمد "يا وليداتي دا جدّكم أبو أبوكم .. سلّموا عليه كويس".

    إنتزع الطفلان أيديهما من قبضة جدّهما، وفي هدوء إندسّا في جلباب عمّهما حسن، وطفقا ينظران إلى جدّهما في ذعر وتوجّس .. وهنا صاح ود حاج أحمد "يا الضو يا خوي الوليدات ما عرفوك .. شوية شوية بيتعوّدوا عليك، عشان كده خليك من الصعوبية بتاعتك دي .."

    أذن الفكي الضو لإبنه حسن والطفلين بالإنصراف إلى داخل المنزل للسلام على النسوان والراحة من عناء السفر .. وهنا أعلن محمد ود حاج أحمد بأن "الكرامة" ستكون على حسابه إبتهاجاً بعودة الغائبين .... وقد كان. فقد نحر كبشين أملحين أقرنين تناهشتهما الأيدي والأفواه.

    إنطلقت بري المحس عن آخرها تتدافع للسلام على حسن ورؤية أولاد سليمان "أولاد المصرية". وانبرى حسن يحكي عن رحلته الطويلة، وما لقيه خلالها، مما أضاف حلماً جديداً لأحلام فتيات القرية .. ألا وهو زيارة بلاد "الريّافة" مصر .. وكان أكثر الناس إحتفاءاً بعودة حسن هم الأسر المصرية التي تسكن بري المحس .. حاج حسين وأحمد صُفّة (بضم الصاد وتشديد الفاء)، والشيخ الوقور "ماضي أبوالعزائم" أحد أولياء الله، ومصطفى فرحات وحاج سيّد وغيرهم، حتى نساء الأسر المصرية لم يجدوا حرجاً في أن يدخلوا منزل الفكي الضو "عشان ينادولهم حسن يسلّموا عليه، وذلك بعد سيل من القبلات على خدود الصغيرين أحمد ويحي بطريقة أجبرتهما على الهروب من أمام كل مرحّب، خاصةً النساء.
                  

12-15-2008, 06:52 AM

محمد أبوالعزائم أبوالريش
<aمحمد أبوالعزائم أبوالريش
تاريخ التسجيل: 08-30-2006
مجموع المشاركات: 14617

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاية البحث عن سليمان - بقلم محمد إبراهيم حتيكابي (Re: محمد أبوالعزائم أبوالريش)






    نواصل
                  

12-15-2008, 06:58 AM

محمد أبوالعزائم أبوالريش
<aمحمد أبوالعزائم أبوالريش
تاريخ التسجيل: 08-30-2006
مجموع المشاركات: 14617

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاية البحث عن سليمان - بقلم محمد إبراهيم حتيكابي (Re: محمد أبوالعزائم أبوالريش)






    إستلقت "شرفة" على أريكة في ركن الدار وطوّفت ببصرها على الجدران حتى وصلت إلى السلّم المبني بالطوب الأخضر الذي يفضي بالإنسان إلى سطح الدار الذي إكتظّ "بكيزان" الذرة وحِزَم الثوم، وبعض أقراص روث الجاموس والأبقار التي تستخدم وقوداً للفرن.

    عادت شرفة على غير هدى تتطوّف ببصرها على محتويات صحن الدار، "الزير" القناوي الذي تعلوه خشبة تهشّمت جوانبها، وعليها كوز كبير من المعدن اللاّمع، وتحت الزير "ماجور" صغير، وقرب الماجور جريدة نخل توقّفت شرفة عندها طويلاً، ونهضت متثاقلة ورفعتها من على الأرض وضمتها إلى صدرها، وعلى خدّها سالت دمعة ساخنة كالجمر.

    لم تكن مجرّد جريدة نخل عادية، فقد كانت بمثابة "حصان" يمتطيها يحي وهو يجري بها في أرجاء الدار ضارباً إيّاها بقطعة جلد وهو يصيح فيها وكأنه فارس مغوار على ظهر فرس حقيقي. جلست شَرَفة القرفصاء على الأرض وأطلقت العنان لدموعها، فدخلت عليها شقيقتها "ألفية"، وبدلاً من أن تخفف عليها إبتدرتها بصوت حاد "أنا قلتلك ما تسيبيش عيالك يفارقوك .. خليهم في حضنك، ولو عايزين تسافروا، مالو .. ما تسافروا .. بس رجلك على رجلهم .. لكن ماسمعتوش كلامي..".

    صمتت شرفة ولم تجب، وقامت من الأرض واتجهت نحو الباب فلحقتها "ألفية" .. "يا شرفة ياختي ماتعمليش في نفسك كدة .. هم سافروا مع حد غريب، دا عمهم من لحمهم ودمهم"

    إلتفتت شرفة نحو اختها وزمّت شفتيها وقطبت حاجبيها، وزفرت زفرة أصابت ألفية بالدهشة فصاحت: "شرفة!! مالك ياختي .. أيه اللي حصل؟؟".

    فردّت شرفة في صوت واثق "لازم آخد محمد وابوه ونسافر السودان .. ما اقدرش على فراق ضنايا".
                  

12-15-2008, 07:53 AM

محمد أبوالعزائم أبوالريش
<aمحمد أبوالعزائم أبوالريش
تاريخ التسجيل: 08-30-2006
مجموع المشاركات: 14617

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاية البحث عن سليمان - بقلم محمد إبراهيم حتيكابي (Re: محمد أبوالعزائم أبوالريش)




    خرجت مسرعة وهي تعدل من طرحتها وانطلقت كالسهم مارقةً من أزقة القرية إلى الغيطان، حيث سليمان وابنه محمد.

    كان حضورها للغيط مفاجأة لم يكن ينتظرها سليمان، فقد كانت قبل قليل معهم عندما أحضرت لهم طعام الغداء. رمى سليمان "الطورية" من يده، ورفع طرف قميصه ومسح به حبيبات العرق التي كست جبهته، وتحرّك من وسط الزرع ليلتقي "شرفة" في منتصف المسافة وقد إستبدّت به حيرة طاغية، وامتلأ قلبه بالهواجس.

    صاح في شرفة "أيه اللي حصل؟؟ مالك جاية في وقت زي دا؟؟ ما كنتي معانا قبل شوية"

    وقفت شرفة قريبة من سليمان إلى درجة الإلتصاق ووضعت يديها على كتفيه، حتى أن سليمان شعر بسخانة أنفاسها تلسع وجهه وصاحت: "أنا عايزة تاخدني السودان النهار ده قبل بكره .. مش قادرة على بعد عيالي عني .. أنا عايشة في نار قايدة في جتتي .. أنا ما بنامش الليل حرام عليك يا راجل" وانطلقت تنوح بصوت مسموع..
                  

12-15-2008, 08:17 AM

محمد أبوالعزائم أبوالريش
<aمحمد أبوالعزائم أبوالريش
تاريخ التسجيل: 08-30-2006
مجموع المشاركات: 14617

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاية البحث عن سليمان - بقلم محمد إبراهيم حتيكابي (Re: محمد أبوالعزائم أبوالريش)



    تبسّم سليمان وتملّكه فرح غامر على هذا الحماس المتدفّق من زوجته على السفر للسودان، ومحمّد على بعد خطوات منهما مشدوهاً حائراً عاجزاً عن تفسير ما يراه، ولكنه كان سعيداً بالسفر إلى حيث أخويه، فقد ظل يغالب لأكثر من شهر لواعج الأسى لفراقهما حتى صار كالشيخ الكبير .. شاخ محمد وهو لما يزال صبياً، ولم يعد يلعب مع أقرانه، وكان يكثر من الإنزواء وحيداً بعيداً عن الناس مطرقاً على الأرض يعيد شريط حياته مع أخويه وكأنه يخاف أن ينساهم.

    لم يجد محمّد تفسيراً لحماس أمه التي كانت كثيراً ما تكون هدفاً لسيل من التحريض بعدم السفر للسودان من نساء القرية، وإنها كانت تضحك ولا ترد عليهن حتى ظن محمد إنها استكانت ورضخت لقولهن، وأنها حتماً لن تسافر للسودان. ولكنها اليوم تأتي بمثل هذا الحماس والإصرار لتطلب من والده أن يأخذها للسودان؟ هذا فوق قدرة الصبي على الإستيعاب.

    ربت سليمان على كتف زوجته الحبيبة مؤكّداً بأن اسبوعين فقط بقيا على موعد الرحيل، وأنه أشد شوقاً للصغيرين وفوقهما والده ووالدته والأشقاء الذين يحملون نفس أسماء أبنائه، أو العكس هو الصحيح، أن أبنائه يحملون أسماء أشقائه يحي وأحمد، وأنه حتماً سيطلق أسماء بقية الأخوة على من سيأتي من الذرية، وفي هذا وفاء حقيقي وشعور قوي بالإنتماء إلى الأسرة والأهل.

    وجاء اليوم الموعود، وخرج سليمان وشرفة ومحمد من "برنبال" متجهين جنوباً.
                  

12-16-2008, 06:08 AM

محمد أبوالعزائم أبوالريش
<aمحمد أبوالعزائم أبوالريش
تاريخ التسجيل: 08-30-2006
مجموع المشاركات: 14617

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاية البحث عن سليمان - بقلم محمد إبراهيم حتيكابي (Re: محمد أبوالعزائم أبوالريش)




    نواصل .....
                  

12-16-2008, 06:57 AM

محمد أبوالعزائم أبوالريش
<aمحمد أبوالعزائم أبوالريش
تاريخ التسجيل: 08-30-2006
مجموع المشاركات: 14617

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاية البحث عن سليمان - بقلم محمد إبراهيم حتيكابي (Re: محمد أبوالعزائم أبوالريش)




    كان موكباً مهيباً أقرب إلى موكب تشييع منه إلى موكب وداع، فقد كان حزيناً جاهشاً بالبكاء منتحباً. خرجت "برنبال" هذه المرة بصورة لم تعهدها من قبل. إنه وداع "شرفة" إبنة القرية المدللة التي لم تغادرها قيد أنملة، فلم تفارقها سوى مرتين في حياتها عندما أُخذت – وهي طفلة – إلى البندر مريضة بمرض أعجز حكيم القرية، ومرة عندما تعثّرت ولادتها لإبنها البكر محمد مما اضطر أهلها لأخذها إلى مستشفى البندر تحت إصرار سليمان وإلحاحه.

    خرجت "برنبال" لوداع سليمان أيضاً الذي صار واحداً منهم، لم يجلس في مقعد المُعزّي في أتراحهم، بل كان أكثرهم تصدّياً للمعزّين من أهل النجوع والقرى الأخرى يسبقه ماعونه. وفي أفراحهم لا يجلس في أريكة المتفرجين في حفلات الطرب والسمر والإبهاج، بل كان أكثرهم سخاءً وأوفرهم مساهمة ومشاركة عينياً ومادياً. كان سليمان أسبقهم طراً لطالب المروءة والمستغيث، مجيراً ومدافعاً. كان أكثرهم ذوداً عن الحمى وأقواهم وأشجعهم في معارك الدفاع عن الأرض والعرض. ولذلك خرجوا لوداع الرجل الأسمر القادم من بعيد، والذي بقي معهم أكثر من عشر سنوات صاروا خلالها أخوال لأبنائه.
                  

12-16-2008, 08:09 AM

محمد أبوالعزائم أبوالريش
<aمحمد أبوالعزائم أبوالريش
تاريخ التسجيل: 08-30-2006
مجموع المشاركات: 14617

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاية البحث عن سليمان - بقلم محمد إبراهيم حتيكابي (Re: محمد أبوالعزائم أبوالريش)




    صعد سُليمان وشرفة ومحمّد على ظهر الحنطور المزخرف المزركش كغرفة عروس، وقد ناء بما حمل في مؤخرته من "زكائب" حملت ما لذّ وطاب من فطائر وشطائر وطعام. فقد أصرّ أغلب أهل القرية على أن تحمل شرفة وسليمان شيئاً من زادهم.

    وكان ختام اللقاء نواح ونحيب اختلطت فيهما أصوات النساء والرجال والأطفال والصبية. وهؤلاء بالذات تشبّثوا بأخيهم ورفيق طفولتهم وصباهم محمد الأسمر، وكأنهم يحاولون الحيلولة بينه والسفر.

    إنطلقت الجياد تحت لسع سياط الحوذي "سائق الحنطور" وهو يسوطها بلا رأفة أو رحمة. بدأت الرحلة جنوباً، وقد أذهلت شرفة ومحمد رؤية المدن والبيوت "السرايات" والترام والقطار والناس والأجناس، وتولّد لديهما إحساس بأنهما يولدان لأوّل مرّة.

    مذهل كل ما شاهداه، وما كان يمكن أن يصدّقاه لو سمعا عنه الأقاصيص والحكايات. كان فوق الخيال. وبرغم هذا، فقد استوعبا التجربة الجديدة التي فتقت الأذهان على معارف جديدة تضيف إلى تراكم ما حصلا عليه من خلال الروايات التي سمعاها من قبل، والتي اكتشفا المبالغات التي كانت تضيفها عقول من سبق له رؤية هذه المدن، خاصةً القاهرة، وعاد إلى القرية يمارس فشراً كذوباً ومبالغات فيها شئ من السذاجة.

    وبالطبع، فقد سخرت شرفة من كل الذين مارسوا هذا الفشر والكذب. سخرت في دواخلها. وبرغم هذا، فإن ما شاهدته كان أعظم وأبهر وأبهى.
                  

12-16-2008, 11:30 AM

محمد أبوالعزائم أبوالريش
<aمحمد أبوالعزائم أبوالريش
تاريخ التسجيل: 08-30-2006
مجموع المشاركات: 14617

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاية البحث عن سليمان - بقلم محمد إبراهيم حتيكابي (Re: محمد أبوالعزائم أبوالريش)




    وصل قطار الصعيد إلى أسوان، وهال شرفة وإبنها محمد أعداد البشر السمر الهائلة، وتضاؤل أعداد ذوي البشرة البيضاء، عكس ما كان طيلة الرحلة، حيث كان الشخص الأسمر مثل الشامة على الخد الأبيض .. وتكرر ذات المنظر عندما توقّف القطار في حضن الجبل الأسود العاتي، وعلى لافتة بيضاء تلعثم محمد وهو يتهجّى "الشـ.لا.ل". إنه الشلاّل، وهذا ما أكده أحد السمر الذين سألتهم شرفة من شباك القطار حين كان سليمان يدلف من باب القطار ليقفز إلى الأرض حتى يكون في قبالة الشباك الذي تقف فيه شرفة، وقد تمنطق سليمان بعمامته كحزام أحد الأزهريين، وطفق يتناول من شرفة الزكائب واللفائف والصفائح والأغراض الأخرى، وهي تناوله إياها من خلال نافذة القطار.. أمّا محمد، فقد جلس على ظهر إحدى "القروانات" يراقب والده الذي عنّفه عند محاولته المساهمة في حمل بعض الأغراض، لأن محمد كان يعاني من حمّى رافقته أياماً ثلاثة، ولكنه – حمداً لله – قد استعاد عافيته قليلاً.

    قضى سليمان وأسرته يوماً ساخناً في الشلاّل تحت وهج شمس ألهبت أجسادهم خاصةً شرفة التي لم تعتد على مثل هذه "السخونية"، فصاحت: "أوف .. نار قايدة في جتتي .. دي أسوان كدة .. كيف السودان؟؟"
                  

12-16-2008, 12:56 PM

محمد أبوالعزائم أبوالريش
<aمحمد أبوالعزائم أبوالريش
تاريخ التسجيل: 08-30-2006
مجموع المشاركات: 14617

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاية البحث عن سليمان - بقلم محمد إبراهيم حتيكابي (Re: محمد أبوالعزائم أبوالريش)




    تبسّم سليمان وقهقه محمد، فقد كانت شرفة على وشك "الخروج من هدومها"، وقد طفقت "ترش" وجهها بالماء وصبه على أقدامها، ووصلت إلى إصابة ملابسها بالبلل وهي تستعيذ بالله من حر هذا البلد "الجهنّم".

    وفي المركب الحديد، إفترشت الأسرة الصغيرة السطح الصلب، وتناولت شرفة إحدى الزكائب وأخرجت فرخة دجاج تصلّبت بفعل الزمن وقربتها من أنفها حتى تطمئن، وابتسمت عندما أحست بأن رائحتها لم تتغير، ووضعتها على قطعة قماش ملطّخة بالزيت، وتناولت كسرات خبز "ملدّنة" ووضعتها على طرف قطعة القماش وصاحت: "م الصبح وانتو على لحم بطنكو يلا يا بو محمد قول بسم الله، وإنت يا محمد كل يا ضنايا السفر خد من صحتك الكتير..".

    وبدأت المركب الحديد في الصفير والعويل، وتحرّكت وأفراد طاقمها يتصايحون وهم يجرون الحبال ويطوونها وهم يرددون أغنيات عجمية بلهجة نوبية مموسقة تتميز بلكنة محببة.

    وتحرّكت المركب الحديد وهي تئز وتزأر ودواليبها تضرب الماء في حمية وجسارة وتحدٍّ وهي تجر ثلاثة من "الصنادل" التي تصدر أصوات صرير وهي ترتطم بالمركب الأم، والتي حمت نفسها بعدد من الإطارات القديمة وبعض لفافات حبال "التيل" الغليظة لتخفيف اللطمات والصدمات.
                  

12-17-2008, 12:47 PM

محمد أبوالعزائم أبوالريش
<aمحمد أبوالعزائم أبوالريش
تاريخ التسجيل: 08-30-2006
مجموع المشاركات: 14617

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاية البحث عن سليمان - بقلم محمد إبراهيم حتيكابي (Re: محمد أبوالعزائم أبوالريش)




    وصلت المركب الحديد إلى وادي حلفا أوّل محطات الوصول إلى السودان، ووقف محمّد على حافّة المركب على أطراف أصابعه حتى يرى إلى أبعد مدى ممكن. فقد وصلت المركب وادي حلفا، ومنها – كما قال والده سليمان – سيركبون القطار إلى السودان، وكأن وادي حلفا أرض غير سودانية، فقد سمع محمّد من بعض أهالي وادي حلفا بأن قطار السودان وصل في انتظار ركّاب الباخرة.

    نزل الركّاب ومن بينهم سليمان وشرفة ومحمّد، وتوجّهوا إلى القطار الذي يختلف كثيراً في شكله عن قطار مصر، فهو أكثر احتشاماً، قليل النوافذ، ضيّق المنافذ، هادئ اللون، إلى جانب أنه أطول، وعرباته أكثر وأقصر قامة وأقل عرضاً.

    وضع سليمان حوائجهم على رفوف العربة، وجلست شرفة قبالة النافذة، وخلف ظهرها وقف الصبي محمّد يشاركها ذات النافذة وهو يصيح لافتاً نظرها لبعض المظاهر: "بصي يا مّايا .. شوفي الجماعة اللي هناك بيتعاركوا ... أسمعي اسمعي .. الست اللي بتغني ومعاها حرمات يامّا .. ديل عندهم عرس لازم. ...... أيوه أهو دا العريس مع صحاباتو بيسلّموا عليه"
                  

12-17-2008, 01:21 PM

محمد أبوالعزائم أبوالريش
<aمحمد أبوالعزائم أبوالريش
تاريخ التسجيل: 08-30-2006
مجموع المشاركات: 14617

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاية البحث عن سليمان - بقلم محمد إبراهيم حتيكابي (Re: محمد أبوالعزائم أبوالريش)




    وفجأة جفل القطار، وكاد محمّد أن يسقط على رأسه لولا أن سليمان كان أسرع فتلقّاه بكلتا يديه وهو يصيح في انفعال: "دلوقت كنت حتوقع .. يا محمد خليك واد راسي واقعد جنب أمك بهداوة يابني القطار حيتحرّك".

    وتحرّك القطار في تؤدّة وهدوء، تبعه توقّف مفاجئ، ثم تحرّك، ثم توقّف، ومن خلال النافذة رأت شرفة رجلاً بدينا يحمل في يده "راية" خضراء يلوّح بها لمن في مقدّمة القطار، ويطلق صفيراً متواصلاً. ويجيب القطار بإطلاق صفير حاد طويل، أعقبه صوت دوي وزفير متعالٍ، وبدأ القطار يتحرّك مصدراً صريراً يصك الآذان بطنين مزعج. ويواصل القطار تحرّكه البطئ، وأصوات متنافرة تغلب عليها العجمة تتعالى هنا وهناك.

    والقطار يزيد من سرعته حتى غادر "المحطّة" وانطلق يتلوّى وهو يخرج من المدينة التي يغلب على حيطان منازلها اللون الأبيض تزيّنه بعض "الأطباق" والرسومات الطفلة الساذجة.

    إبتلعت القطار صحراء العتمور القاحلة وهو يتلوّى كملسوع، وتعالت حوله سحب الغبار التي أجبرت الجميع على إغلاق النوافذ إتّقاء لمضارها.

    كانت رحلة كئيبة إلى حد كبير عبر تلك الصحراء التي تنعدم فيها الحياة إلاّ في "محطّات" السكة الحديد التي تضم نوعاً من "القطاطي" المطلية بالجير الأصفر ويسكنها العاملون في تلك المحطّات.
                  

12-18-2008, 03:21 PM

محمد أبوالعزائم أبوالريش
<aمحمد أبوالعزائم أبوالريش
تاريخ التسجيل: 08-30-2006
مجموع المشاركات: 14617

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاية البحث عن سليمان - بقلم محمد إبراهيم حتيكابي (Re: محمد أبوالعزائم أبوالريش)




    نواصل
                  

12-18-2008, 03:52 PM

محمد أبوالعزائم أبوالريش
<aمحمد أبوالعزائم أبوالريش
تاريخ التسجيل: 08-30-2006
مجموع المشاركات: 14617

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاية البحث عن سليمان - بقلم محمد إبراهيم حتيكابي (Re: محمد أبوالعزائم أبوالريش)




    أرخى الليل ستائره السوداء على الصحراء، وأُضيئت ثلاث لمبات خافتة الضوء في سقف العربة مما أضفى على المكان نوعاً من التعتيم الكئيب مما أصاب الركاب بالنعاس، فراحوا في سباتٍ عميق.

    إنقضى الليل دافئاً، وأشرقت الشمس من خلف الجبال الزرق كالحةً هي الأخرى، وكأنها تعاني من ضيق بمنظر الصحراء الكالحة. ومنذ باكر صعودها في الأفق وارتفاعها في عنان السماء، إنبرت تلهب الوجوه بسَمومٍ حرّاقة تشوي البشرة.

    وعند انتصاف النهار، وصل القطار أبو حمد، حيث التقى النيل الذي حفته باسقات النخيل، وشجيرات الليمون المخضرّة. توقّف القطار وسكنت حركته، وبقي قرابة الساعة طاف خلالها سليمان ومحمّد أرجاء السوق، ونزلا إلى النيل واغتسلا من غبار العتمور الداكن، وتناولا وجبة "كسرة وملاح" رفضت شرفة أن تشاركهما بعد أن ذاقتها ولم تستسيغها ابداً، ولكن محمد إزدردها بشغفٍ ملحوظ مجاراةً لوالده الذي أبدى ابتهاجاً كبيراً "بملاح الشرموط الأحمر"، وقد لمس محمد إلى أي مدى هو شهي، وحاول إقناع والدته، ولكنها تمنّعت وغطّت وجهها وطرف طرحتها، ومدّت بكف يمناها في وجه سليمان ومحمّد، ولقي هذا صيحات الإشفاق والأسف من سليمان لأنها "غير محظوظة".
                  

12-18-2008, 04:17 PM

محمد أبوالعزائم أبوالريش
<aمحمد أبوالعزائم أبوالريش
تاريخ التسجيل: 08-30-2006
مجموع المشاركات: 14617

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاية البحث عن سليمان - بقلم محمد إبراهيم حتيكابي (Re: محمد أبوالعزائم أبوالريش)





    وتواصلت الرحلة جنوباً، وتوالت نفس المناظر، نخيل وقرى مبعثرة البيوت، ومدن لا تختلف عن بعضها كثيراً.

    وأخيراً، وبعد رحلة يومين اثنين، وصل القطار إلى محطّة الخرطوم بحري، ومنها عبر النيل على ظهر "كبري" رمادي اللون أصاب سليمان بالدهشة، لأنه لم يكن هناك عندما غادر الخرطوم منذ أكثر من أربعة عشر عاماً... وتلفّت يمنةً ويساراً وهو مذهول بالتغيير الذي حدث.

    وفي محطّة الخرطوم، إنتهت الرحلة، وتوقّف القطار، ونزل سليمان وشرفة ومحمّد. وكان الوقت متأخراً، فقد تعالت أصوات المآذن تنبّه الناس لقرب موعد صلاة الفجر.
                  

12-21-2008, 06:34 AM

محمد أبوالعزائم أبوالريش
<aمحمد أبوالعزائم أبوالريش
تاريخ التسجيل: 08-30-2006
مجموع المشاركات: 14617

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاية البحث عن سليمان - بقلم محمد إبراهيم حتيكابي (Re: محمد أبوالعزائم أبوالريش)



    نأسف للإنقطاع . و ......

    نواصل
                  

12-21-2008, 06:57 AM

محمد أبوالعزائم أبوالريش
<aمحمد أبوالعزائم أبوالريش
تاريخ التسجيل: 08-30-2006
مجموع المشاركات: 14617

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاية البحث عن سليمان - بقلم محمد إبراهيم حتيكابي (Re: محمد أبوالعزائم أبوالريش)



    جلس سُليمان على بساط أخضر من العُشب الطري، ومعه بضع عشرات ينتظرون موعد صلاة الفجر. وتعالت الهمسات والهمهمات بالتلاوة والتسبيح والدّعاء ... وفي مكانٍ ليس قصي، جلست بعض النسوة ومعهن شرفة في انتظار موعد الصلاة أيضاً، وأمامهنّ تتكوّم الأغراض ومحمّد وبعض الصبية يعلونها في سعادة وحبور وفرح بالوصول.

    أقيمت الصلاة، وكان سليمان أكثر الناس خشوعاً لله الذي حباه وخصّه بأسرة صغيرة رائعة، وأسرة كبيرة أروع ظلّ سليمان كثير الإعتزاز بها، والفخر بالإنتماء إليها.

    إنقضت الصلاة، ورفع سليمان يديه إلى السماء شاكراً فضله وتفضّله. وسرت في قلبه قشعريرة إهتزّ لها بدنه, وذلك عندما تذكّر والده الفكي الضو. يا ترى كيف يكون اللقاء؟؟ كيف؟؟ الفعلة التي ارتكبها بحماقة. فعلته التي كان نتاجها الهروب لأكثر من أربعة عشر عاماً .. يا تُرى كيف يكون اللقاء مع والده الشيخ الصارم؟ الذي لم يره في حياته يضحك إلاّ باقتضاب شديد حتى مع أقرانه وأترابه الشيوخ على قلّتهم.

    وصلت العربة بسليمان وشرفة ومحمّد أطراف بُرّي المحس. وتوقّف السائق يسأل إلى أي اتجاه يسير؟ بالطبع إحتار سليمان وتلعثم. لم يكن يعرف إلى أين إنتقلت أسرتهم. لقد غادرها وهي تسكن الخرطوم، وفي غيابه إنتزع ونجت باشا الحاكم العام البريطاني أراضي محس الخرطوم، ورمى بهم في أطرافها الشرقية عند المكان الذي يحتله سلاح الأسلحة. وأن مدير الخرطوم الكولونيل ستانتن خطط قرية بري المحس حيث رحل إليها محس الخرطوم ليستقروا فيها. تلفّت سليمان وهو يطل من نافذة العربة "الفورد"، ولمح على البعد إحدى جواري القرية، فصاح يسألها " يا بت .. بتعرفي بيت الفكي الضو ود سليمان؟".

    إمتعضت الفتاة، وردّت عليه بجفاء: "وكتين ما بتعرف بيت الفكي الضو جايي برّي تعمل شنو؟؟"
                  

12-22-2008, 06:01 AM

محمد أبوالعزائم أبوالريش
<aمحمد أبوالعزائم أبوالريش
تاريخ التسجيل: 08-30-2006
مجموع المشاركات: 14617

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاية البحث عن سليمان - بقلم محمد إبراهيم حتيكابي (Re: محمد أبوالعزائم أبوالريش)



    إمتعضت الفتاة، وردّت عليه بجفاء: "وكتين ما بتعرف بيت الفكي الضو جايي برّي تعمل شنو؟؟" وفجأة فغرت فاها ووقفت مشدوهة في بلاهة وهي بين مصدّق ومكذّب، وصاحت كمن عثر على "لقيّة"، "سجم خشمي سجم خشمي .. سليمان؟؟ أياهو سليمان!! سليمان ود الضو .. أيوي يوووي .. يوووي" وانطلقت تزغرد في هياج عارم وذعر وهي تجري "يا ناس بُرّي سليمان ود الضو رجع .. أيووي يووووي".

    إبتسم سليمان وذُهلت شرفة واحتار محمّد لهذه المرأة التي انطلقت كالملسوعة .. أشار سليمان للسائق بأن يتبع الفتاة، فقد عرفها سليمان، بالطبع لن تكون إلاّ "الصبر قيمة"، والتي شبّت عن الطوق. فقد تركها سليمان وهي صبية يافعة، ولكن ملامحها تدل على أنها فعلاً "الصبرقيمة" وقد صارت إمرأة حقّاً..
                  

12-22-2008, 08:20 AM

محمد أبوالعزائم أبوالريش
<aمحمد أبوالعزائم أبوالريش
تاريخ التسجيل: 08-30-2006
مجموع المشاركات: 14617

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاية البحث عن سليمان - بقلم محمد إبراهيم حتيكابي (Re: محمد أبوالعزائم أبوالريش)




    وصلت "الصَّبُر قيمة" بيت الفكي الضو، ولم تتحرّج في اقتحام مجلسه لأوّل مرّة في حياتها لتصيح "أبوي الفكي الضو سليمان .. سليمان رجع". وقفلت راجعة إلى الشارع وهي تملأ الدنيا زغاريداً وصياحاً.

    لم يستطع الوقار أن يقعده عن النهوض بسرعة وهو يجر ثوبه على الأرض جرّاً. وفي الشارع، تخلّى الفكي الضو عن كلّ ما تميّز به من هدوء ووقار، وانهال على وجه إبنه سليمان يبلله بالدموع التي لم يحاول مغالبتها ... ونسي الفكي الضو نفسه تماماً، وانطلق يبكي بصوتٍ مسموع، وهو يكثر من الحمد لله الذي أعاد له إبنه البكر حتى يكون في وداعه عندما يموت.
                  

12-22-2008, 10:21 AM

طارق جبريل
<aطارق جبريل
تاريخ التسجيل: 10-11-2005
مجموع المشاركات: 22556

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاية البحث عن سليمان - بقلم محمد إبراهيم حتيكابي (Re: محمد أبوالعزائم أبوالريش)

    متابعين لينا مدة ومصنقرين كمان













    ازيك ياخ
                  

12-22-2008, 11:13 AM

محمد الشيخ أرباب
<aمحمد الشيخ أرباب
تاريخ التسجيل: 06-17-2008
مجموع المشاركات: 1366

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاية البحث عن سليمان - بقلم محمد إبراهيم حتيكابي (Re: طارق جبريل)

    الاخ / محمد

    قمة في الابداع . قصة واقعية زينها حتيكابي بملكة الحكي المبدع

    التي يجيدها فابدع في التصوير.



    تحياتي
                  

12-22-2008, 11:44 AM

محمد أبوالعزائم أبوالريش
<aمحمد أبوالعزائم أبوالريش
تاريخ التسجيل: 08-30-2006
مجموع المشاركات: 14617

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاية البحث عن سليمان - بقلم محمد إبراهيم حتيكابي (Re: محمد أبوالعزائم أبوالريش)



    د. طارق

    ياخ إنت تخت بنبرك وتصنقر وتتجدّع كمان ...

    نحن لاقيين؟

    خليك قريب
                  

12-22-2008, 11:56 AM

محمد أبوالعزائم أبوالريش
<aمحمد أبوالعزائم أبوالريش
تاريخ التسجيل: 08-30-2006
مجموع المشاركات: 14617

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاية البحث عن سليمان - بقلم محمد إبراهيم حتيكابي (Re: محمد أبوالعزائم أبوالريش)



    محمد الشيخ ..

    بقراية القصة ممكن تتصور المجهود القام بيهو المرحوم حتيكابي ..

    غير معرفتو للأنساب، كان بيلجأ للكبار زي ما عمل هنا، عشان يجمّع أدق التفاصيل، وطبعاً زي ما قلت زيّنها بملكة روائية رائعة

    عليهو الرحمة ..

    وخليك متابع
                  

12-22-2008, 12:17 PM

ابو جهينة
<aابو جهينة
تاريخ التسجيل: 05-20-2003
مجموع المشاركات: 22492

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاية البحث عن سليمان - بقلم محمد إبراهيم حتيكابي (Re: محمد أبوالعزائم أبوالريش)

    محمد

    تحياتي

    أولا متابع متابعة لصيقة جدا ... فالقصة قمة في المتعة و الروعة السردية و بكامل تفاصيلها الإنسانية.

    تخريمة : صاحبك في الخرطوم

    دمت
                  

12-22-2008, 12:14 PM

محمد أبوالعزائم أبوالريش
<aمحمد أبوالعزائم أبوالريش
تاريخ التسجيل: 08-30-2006
مجموع المشاركات: 14617

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاية البحث عن سليمان - بقلم محمد إبراهيم حتيكابي (Re: محمد أبوالعزائم أبوالريش)



    ما كان أحد يدور في خلده أن الفكي الضو يمتلك كل هذا الحب والحنان الذي كان مدفوناً تحت أكوام من التؤدة والوقار ... تناقلت الألسن صور ذلك اليوم، بل طفقت تضيف من عندها تفاصيل أكثر .. خاصةً النسوة.

    وقفت شرفة تحتضن "محمد" لفترة طويلة لم يلتفت إليها أحد. حتى سليمان ظلّ بعيداً عنهما وهو يعانق أخوته وأهله الواحد تلو الآخر.

    تلفتت شرفة، وهالها أن لا ترى وسط المستقبلين أحمد ويحي فلذتي كبدها، وكادت أن تنفجر "وين عيالي؟؟"، ولكن حسن الضو جاء يركض نحوها ويجر أحمد ويحي جراً، فقد كانا "بين النوم والصحيان" .. صرخت شرفة، وانقضّت عليهما بطريقة لفتت أنظار الحاضرين وأخذتهما شرفة في أحضانها، وهي تعتصرهما عصراً، ومحمّد يقفز في الهواء جزلاً وفرحاً بلم الشمل ولقاء أخويه.

    شعر الجميع بالخجل من تجاهلهم لشرفة، خاصةً سليمان الذي وضع يده على كتفها والتفت إلى الجمع الذي تحلّق حولهم وقال: "أهي دي شرفة زوجتي وأم أولادي...". قالها سليمان في حب أكيد مؤكّد.
                  

12-22-2008, 02:04 PM

محمد أبوالعزائم أبوالريش
<aمحمد أبوالعزائم أبوالريش
تاريخ التسجيل: 08-30-2006
مجموع المشاركات: 14617

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاية البحث عن سليمان - بقلم محمد إبراهيم حتيكابي (Re: محمد أبوالعزائم أبوالريش)



    أبا جهينة ...

    خليك متابع .. وأصلو أحداث القصة (بري المحس) ما بعيدة من بري اللاماب

    وبعدين الرحلة إلى مصر مش كمان مرت بأراضي النوبة؟ يبقى الحكاية كلها عندك فيها نصيب.

    التحية ليك ..

    وتحية أمانة للأخ الفاتح
                  

12-22-2008, 05:08 PM

حيدر امين
<aحيدر امين
تاريخ التسجيل: 07-13-2008
مجموع المشاركات: 2881

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاية البحث عن سليمان - بقلم محمد إبراهيم حتيكابي (Re: محمد أبوالعزائم أبوالريش)

    ياخى ودينا الحلقة لاخيره قبل الارشفه
    بالمناسبه اخونا صلاح يحى سليمان متابع من المانيا
                  

12-22-2008, 09:25 PM

محمد أبوالعزائم أبوالريش
<aمحمد أبوالعزائم أبوالريش
تاريخ التسجيل: 08-30-2006
مجموع المشاركات: 14617

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاية البحث عن سليمان - بقلم محمد إبراهيم حتيكابي (Re: محمد أبوالعزائم أبوالريش)



    قرّبنا يا حيدر .... ما فضل كتير

    صاحبك صلاح يحي حيكون عندي أخبارو بعد كدة .. لأني إنضميت للجماعة عندو (ليه ما بترحّب بينا)
                  

12-23-2008, 06:55 AM

محمد أبوالعزائم أبوالريش
<aمحمد أبوالعزائم أبوالريش
تاريخ التسجيل: 08-30-2006
مجموع المشاركات: 14617

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاية البحث عن سليمان - بقلم محمد إبراهيم حتيكابي (Re: محمد أبوالعزائم أبوالريش)



    لقد كان اللقاء فريداً حقّاً، لم تعهده هذه الضاحية الهادئة التي لم يعرف أهلها الهجرة والنجوع، وحتّى السفر كان محدوداً في طبقة مستخدمي الدولة الذين يضطرّون للسفر حيث يتم "نقلهم"، ومن بينهم – بالطبع – الفكي الضو الذي عمل قاضياً في العديد من أصقاع السودان. وهناك إشارة في رسائل المهدي إلى أنه – أي الفكي الضو – كان قاضياً لفشودة في جنوب السودان، فقد كان يعمل في السلك القضائي منذ فترة الحكم التركي.

    توالت العزائم والولائم في القرية، وتوسّط سليمان جلسات الأتراب والأصحاب على كثبان الرمال في "قعر الحلّة"، و"الفريق الفوقاني" حيث تكثر هذه الكثبان. وقد اشتهر أحد هذه الكثبان باسم "نادي الرملة"، وذلك في عهد قريب. توسّط سليمان هذه الجلسات، وطفق يروي الحكايات العجاب عن رحلة الأربعة عشر عاماً في بلاد الريف. عن العادات والتقاليد، الفنون والتطريب والمسارح و"التياتروهات"، عن الحسن والجمال الطلي الناصع البياض ومزايا الزواج بالمصريات، وعن الكثير من خفايا بلاد الريف، مما أذهل أترابه وكبار القرية الذين كانوا أيضاً يصغون لرواياته.
                  

12-23-2008, 09:40 AM

محمد أبوالعزائم أبوالريش
<aمحمد أبوالعزائم أبوالريش
تاريخ التسجيل: 08-30-2006
مجموع المشاركات: 14617

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاية البحث عن سليمان - بقلم محمد إبراهيم حتيكابي (Re: محمد أبوالعزائم أبوالريش)



    أمّا شرفة، فقد تحلّقت حولها البنات والفتيات يتعلّمن منها الكثير من فنون التدبير المنزلي والطبخ والخَبز (بفتح الخاء وتسكين الباء والزاي)، ويبتهجن لخفة دمها وسرعة بديهتها .. وكانت هي الأخرى شغوفة لمعرفة صنعة التجميل لدى السودانيات، الحنة والدّخّان وعطر الخُمرة (بضم الخاء)، وحتى "الكسرة" بالملاح تعلّمتها شَرَفة بسرعة وأجادتها إجادة كاملة حتى لا يبحث عنها سُليمان عند غيرها.

    ومحمد هو الآخر كان كل ملح جلسات الصبية اليافعين، وقد كوّن هو ويحي وأحمد (ثلاثي متّحد) في مقابل بعض نزعات العدوان عند البعض، خاصةً من "الفرقان" المجاورة، وازدادت صلابة مقابلتهم للنزعات العدوانية بالتفاف أبناء أسرتهم وبقية أبناء الحي حولهم.

    ومن جانب آخر، فقد برع محمّد في صناعة بعض أدوات اللعب التي تعلّمها منه الأتراب إلى جانب تلك الذخيرة الوافرة من الأزجال الفلاّحية والأغنيات والمواويل ... وتعرّف أتراب محمد ويحي وأحمد على ضروب من اللعب لم تكن معهودة لديهم، وأطلّوا من خلال هذا الثلاثي الرائع على ثقافة ومعرفة متطوّرة جعلت زعامة هذا الثلاثي تتأصّل وتتوطّد على مر الأيّام.
                  

12-23-2008, 10:34 AM

ماضي ابو العزائم
<aماضي ابو العزائم
تاريخ التسجيل: 09-07-2007
مجموع المشاركات: 3598

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاية البحث عن سليمان - بقلم محمد إبراهيم حتيكابي (Re: محمد أبوالعزائم أبوالريش)

    جائنى الميل التالى من حفيد سليمان الضو
    من ابنة يحيى و هو الاخ صلاح المستقر فى المانيا
    و للامانة انقل الميل كما هو.
    Quote: الاخ العزيز ماضى



    كيف حالك واحوالك؟؟؟؟؟

    وعامل كيف مع الغربة الملعونة؟؟؟؟



    استلمت منذ ايام من الاخ حيدر رابط من سودانيزاون لاين

    عن جدنا سليمان الضو....قريت القصة واود ان تعديل

    خطأ فى القصة لو تكرم الاخ محمد بتعديليه

    وهو ....انو الجد حسن لما رجع السودان

    جاب معاهو المرحوم ابوى يحيى والمرحوم عمى على

    ( والد كل من خالده،سليمان،عمر،محمد،علاء،عماد وحسن)

    وليس احمد كما جاء فى قصة الاخ حتيكابى.

    ارجوا منك لو تكرمت مخاطبة محمد لتعديل هذا الخطأ

    ولو قدر رسل ليه القصة مكتملة يكون جميل جدا منو

    لانى عاوز انزله فى منتدى انا سودانى.



    وشكرا ليك

    اخوك

    صلاح يحيى



                  

12-23-2008, 05:46 PM

حيدر امين
<aحيدر امين
تاريخ التسجيل: 07-13-2008
مجموع المشاركات: 2881

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاية البحث عن سليمان - بقلم محمد إبراهيم حتيكابي (Re: محمد أبوالعزائم أبوالريش)

    Quote: صاحبك صلاح يحي حيكون عندي أخبارو بعد كدة .. لأني إنضميت للجماعة عندو (ليه ما بترحّب بينا)



    عملنا اللازم بهناك وكشفنا كل حاجه
                  

12-23-2008, 09:52 PM

محمد أبوالعزائم أبوالريش
<aمحمد أبوالعزائم أبوالريش
تاريخ التسجيل: 08-30-2006
مجموع المشاركات: 14617

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاية البحث عن سليمان - بقلم محمد إبراهيم حتيكابي (Re: محمد أبوالعزائم أبوالريش)


    التصويب الذكره الأخ/ صلاح سليمان الضو في غاية الأهمية. رغم كده، ولأن القصة كُتبت بواسطة محمد إبراهيم حتيكابي، وهو قد إنتقل لدار البقاء، والقصة قد نُشرت فعلاً في الصحافة كما جاءت في هذا البوست، فإني أفضل الإبقاء عليها كما هي، وعلى من يقرأ الأخذ في الإعتبار مداخلة د. صلاح سليمان. كما أتمنى من الأخ صلاح مواصلة متابعة القصة وإبداء أي ملاحظة قد تكون لديه.
                  

12-23-2008, 10:19 PM

محمد أبوالعزائم أبوالريش
<aمحمد أبوالعزائم أبوالريش
تاريخ التسجيل: 08-30-2006
مجموع المشاركات: 14617

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاية البحث عن سليمان - بقلم محمد إبراهيم حتيكابي (Re: محمد أبوالعزائم أبوالريش)

    Quote: عملنا اللازم بهناك وكشفنا كل حاجه


    في داعي لي كشف الحال ده؟
                  

12-24-2008, 06:37 AM

محمد أبوالعزائم أبوالريش
<aمحمد أبوالعزائم أبوالريش
تاريخ التسجيل: 08-30-2006
مجموع المشاركات: 14617

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاية البحث عن سليمان - بقلم محمد إبراهيم حتيكابي (Re: محمد أبوالعزائم أبوالريش)


    و ...... نواصل


    لم تكن الحياة بالنسبة لأسرة سليمان تسير في خطٍّ مستقيم متصاعد دائماً. بل كانت تمر لحظات هبوط في ذلك الخط، خاصةً عندما تجلس شرفة في المساء وحدها مع أطفالها تداعبهم وتسترجع معهم بعض ذكريات الماضي القريب. وكانت تلك الجلسات كثيراً ما تُفضي إلى خلق جو من الأسى على فراق قريتهم "برنبال". وكانوا كثيراً ما يطلقون العنان لخيالهم الذي يحملهم على جناحيه إلى "برنبال" الترعة والغيطان والخالة "ألفية" والخال "سيّد" والخال "عطوة" والجد "عبدالله" وبقية أفراد الأسرة .. وعند عويس "بتاع الدكّان" كانت تقف رحلة التذكّر وتشتعل نفوسهم إشتهاء للذائذ ما كان يجلبه عم عويس من مصر "القاهرة".

    وكان سليمان عندما يعود ويرى أسرته في مثل تلك الجلسة، كان يحترم شوقهم وحنينهم، فهو الآخر إشتاق للرفاق جلساء قهوة عبدالجوّاد، واستنشاق واستنثار دخان الشيشة، وارتشاف كوبة "الحلبة الحصا" و"الينسون والقهوة والشاي" .. وليالي البهجة والطرب عند بدء أيام الحصاد خاصةً حصاد القمح .. وجو الغيطان الرطب المضمّخ بروائح الزرع ومواويل الفلاّحين التي تتعالى تزيل التعب وتغسل من القلوب الكثير من المعاناة والإرهاق.
                  

12-24-2008, 11:25 AM

محمد أبوالعزائم أبوالريش
<aمحمد أبوالعزائم أبوالريش
تاريخ التسجيل: 08-30-2006
مجموع المشاركات: 14617

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاية البحث عن سليمان - بقلم محمد إبراهيم حتيكابي (Re: محمد أبوالعزائم أبوالريش)


    إشتاق سليمان للحظات العودة إلى الدار، حيث كانت شرفة يقطّر جبينها عرقاً وهي في مواجهة الفرن تعد العيش، فيدخل سليمان على أطراف أصابعه حتى "يخضّها" فتنتفض في ذعر يعقبه قهقهات تجلجل في المكان ... وتتوالى الصور في مخيلة سليمان وتتوالى ... وفجأة تنقطع بخبطة خفيفة على الكتف، ويدور سليمان ليرى شقيقه حسن وهو يصيح فيه "متلبّد هنا بتعمل شنو؟"، فضحك سليمان، وهنا تلفتت شرفة وأبناؤها الثلاثة يهرولون للقاء الوالد سليمان والعم حسن، وهم يغطّون على تلبّسهم بجريرة العودة – في الخيال – إلى "برنبال". ويصدر تأكيد من شرفة لهذه الجريرة وتلحقه برجاء بأن يأخذهم سليمان في زيارة إلى الأهل في "برنبال".

    وهنا يصيح حسن مازحاً "بي كرشك دي بتسافري كيفن؟؟ طلّعي الفي بطنك دا .. وبعدين قولي دايرة السفر"..

    ويضحك الجميع، وتحتج شرفة على قول حسن، ولكنها تخاطبه بود شديد "علشان إنت مع أمك وأبوك ما بتشعر بالأنا فيه". تقولها وهي تدفع حسن من كتفه بيمناها.
                  

12-24-2008, 02:22 PM

محمد أبوالعزائم أبوالريش
<aمحمد أبوالعزائم أبوالريش
تاريخ التسجيل: 08-30-2006
مجموع المشاركات: 14617

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاية البحث عن سليمان - بقلم محمد إبراهيم حتيكابي (Re: محمد أبوالعزائم أبوالريش)


    كان حسن أقرب الأهل إلى قلوب شرفة و أبنائها، وكان كثيراً ما يناكفهم ويثيرهم، خاصةً شرفة ... وكان حسن يكثر من تقليد بعض رموز "برينبال". ومرةً قال حسن لزوجة أخيه "إنتو في بلدكم بتشيلو البضاعة في راسكم تنادون عليها في الشوارع "يا اخضر يا عريض يا خص" "اللي عبّا العنب عبّاك يا بلح"، وكان ينعتهم بالإلحاح البغيض لبيع بضائعهم، ولكن رجل كان يسير في الشارع في تلك اللحظة ألجم حسن وأوقف استرساله، وفتح المجال لشرفة لترد على حسن. فقد كان الرجل يسير في الشارع ينادي على ما تحمله ناقته من حطب. ولم يمر وقت طويل حتى كان هناك من ينادي على ما يحمله من "زبالة".

    كان توالي أولئك الباعة في ذلك الوقت خير معين لشرفة ليمكّنها من الرد على حسن الذي توقّف والبسمة تشع من بين شفتيه. فقد صاحت شرفة "مش أحسن بيع الخص والبلح؟؟ مش أحسن من بيع الزبالة والحطب؟؟"، وهنا إنفجر الجميع بالضحك الصاخب. ولكن، وفجأة توقّف بالباب من يعلن بأن الفكي الضو "عايزك يا سليمان". خبت الضحكات، وعدّل سليمان من ملبسه، وأعاد لف عمامته، ونظر إلى الجمع أمامه نظرة بلا معنى، ودار متوجّهاً إلى الديوان للمثول بين يدي والده، وهو لا يعلم ماذا هناك!!
                  

12-26-2008, 12:39 PM

حيدر امين
<aحيدر امين
تاريخ التسجيل: 07-13-2008
مجموع المشاركات: 2881

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاية البحث عن سليمان - بقلم محمد إبراهيم حتيكابي (Re: محمد أبوالعزائم أبوالريش)

    يا زول باقى 24 ساعة حتكمل ولا نمشى انا سودانى
                  

12-27-2008, 04:29 PM

محمد أبوالعزائم أبوالريش
<aمحمد أبوالعزائم أبوالريش
تاريخ التسجيل: 08-30-2006
مجموع المشاركات: 14617

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاية البحث عن سليمان - بقلم محمد إبراهيم حتيكابي (Re: محمد أبوالعزائم أبوالريش)


    معليش ... ظروف عطّلتنا .... وراجعين

    ما تخاف يا حيدر .. شايلينو معانا السنة الجديدة

    عموماً .. ما فضل كتير
                  

12-27-2008, 07:10 PM

محمد أبوالعزائم أبوالريش
<aمحمد أبوالعزائم أبوالريش
تاريخ التسجيل: 08-30-2006
مجموع المشاركات: 14617

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاية البحث عن سليمان - بقلم محمد إبراهيم حتيكابي (Re: محمد أبوالعزائم أبوالريش)



    .. نواصل .....


    دخل سليمان بعد تردد للقاء والده الفكي الضو الذي لم يكن المثول أمامه بالأمر السهل. فقد كان لا يلتقي أحداً إلاّ إذا جدّ أمر يستحق هذا اللقاء. فقد كان كثير الإختلاء بنفسه، حازم التعامل مع الناس. أليس هو الفكي الضو ود سليمان القاضي الذي لا يعرف أنصاف الحلول، وتجاوز ما هو معقول، والتعامل بتساهل مخل بالفوارق بينه وبين من هم دونه عمراً ووضعاًن خاصةً مع أبنائه. فقد كان الحزم والشدّة هي ما يأخذ به في علاقاته مع الأنجال .. خاصةً كبيرهم الذي سيخلفه من بعده في قيادة هذه الأسرة، وبقية أبناء فخذهم في قبيلة محس الخرطوم.

    دخل سليمان على والده الفكي الضو في هدوء تام، وكان الوالد مكباً على كتابٍ يقرؤه وهو في حالة إنصراف تام عن كل من حوله ... صمت سليمان وهو يقف عند الباب منتظراً الأوامر بالتقدّم دون أن يصدر صوتاً، والوالد يديم الإنكباب على كتابه حتّى تنمّلت أقدام سليمان من طول الوقوف. وفجأة حانت من الفكي الضو إلتفاتة ، فأغلق كتابه بعد أن وضع حيث كان يقرأ ورقة صغيرة كان يحملها بين أصابعه، واشار إلى سليمان بالجلوس دون أن ينطق حرفاً.
                  

12-28-2008, 05:42 AM

محمد أبوالعزائم أبوالريش
<aمحمد أبوالعزائم أبوالريش
تاريخ التسجيل: 08-30-2006
مجموع المشاركات: 14617

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاية البحث عن سليمان - بقلم محمد إبراهيم حتيكابي (Re: محمد أبوالعزائم أبوالريش)



    أطاع سليمان وجلس على البساط قبالة والده الذي كان يفترش "فروة" عجل يغلب عليها اللون الأسود الممزوج ببقع كبيرة بيضاء. وضع الفكي الضو الكتاب من يده، والتفت إلى سليمان الذي تجمّد في مكانه لا يدري ماذا سيقال. فقد كان الفكي الضو رجل عسير أن تقرأ أفكاره، وسليمان – ولا غير سليمان – لا يقوى على إطالة النظر في وجه الفكي الضو أو حتى محاولة رمقه بنظرات عابرة.

    الفكي الضو رجل تحفّه مهابة نادرة، يزيدها تأججاً علمٌ غزير وعقلٌ راجح ومعرفة لا تُبارى. هذا إلى جانب وقار الشيخوخة في باكر سنواتها. وبرغم ذلك، إنفرجت أساريره، وعلت شفائفه بسمة نادراً ما كانت تحدث. وهنا اطمئنّ سليمان وارتاحت دواخله وتوارت توترات نفسه.

    بدأ الفكي الضو يتحدّث – وعظاً – عن الدنيا وضآلة شأنها وتفاهة قيمتها عند خالقها، والتي هي لا تسوى عنده جناح بعوضة. أطال الفكي الضو في وعظه، واسترسل، مما أثار الحيرة في صدر سليمان!! أيها الشيخ، ماذا دهاك؟ رددها سليمان في سره، وهو في غاية الإندهاش والإستغراب.
                  

12-28-2008, 08:47 AM

محمد أبوالعزائم أبوالريش
<aمحمد أبوالعزائم أبوالريش
تاريخ التسجيل: 08-30-2006
مجموع المشاركات: 14617

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاية البحث عن سليمان - بقلم محمد إبراهيم حتيكابي (Re: محمد أبوالعزائم أبوالريش)




    وبعد طول استرسال، توقّف الفكي الضو، وقد تغيّر صوته وامتزج بحنانٍ غير معهود، وواصل يعبّر عن شديد اعتزازه بولده سليمان وبقية الأبناء، وانتهى الحديث إلى سياق أثار حزناً إهتزّ له صوت الفكي الضو، ولكن سرعان ما تماسك، وعاد قليلاً إلى وقاره.

    كان الحديث عن الموت، فهو حق. بل هو الحقيقة الوحيدة في هذا الكون، وأن أمره كله متروك للخالق الذي خلقه ليبلونا أينا أحسن عملاً. ومدّ الفكي الضو يمناه، ووضعها على كتف إبنه سليمان، وأكد بأنه سيموت مرتاحاً لأن إبنه سليمان صار رجلاً يمكن أن يتحمّل مسئولية قيادة سفينة الأسرة من بعده. وأعلن الفكي الضو عن عظيم ثقته في جميع أبنائه، ولكن كبيرهم سليمان هو الأولى بتحمّل البقاء في المقدّمة.

    قام الفكي الضو ووضع في يد سليمان كل الأوراق الخاصة بممتلكات السرة من أطيان وأراضي وبيوت. وانطلق يتحدّث وكأنه كان على موعد عاجل مع الموت. وسرد لسليمان الكثير من الحقائق الخاصة بالأسرة. واختتم قوله بأن ربّت على كتف إبنه مؤكّداً أنه مكان ثقته.
                  

12-28-2008, 04:25 PM

Elmoiz Abunura
<aElmoiz Abunura
تاريخ التسجيل: 04-30-2005
مجموع المشاركات: 6008

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاية البحث عن سليمان - بقلم محمد إبراهيم حتيكابي (Re: محمد أبوالعزائم أبوالريش)

    الاخ محمد

    خيط ممتع وشيق يااولاد ابوالعزائم واحفاد الفكي الضو. يستهويني التاريخ

    الاجتماعي للسودان, مكوناته, تاريخ الاسر, والاشخاص. اهم كتب حملتها في مخلاتي

    كانت كتاب شيخ بابكر بدري " حياتي" بطبعات مختلفه, منقحه وغير منقحه, وكتيب لدكتور محمد ابراهيم ابوسليم عن جدي لامي د. مكي شبيكه. قرأت الكثير
    من قصص اهلك شيوخ المحس في طبقات ود ضيف الله, وسمعت كثير من الحكاوي العائليه
    من مولانا شيخ البداني, وصديقة عائلتنا المرحومه الخاله مريم عابدين, ويحدثني
    عنها بإستمرار الصديق د. عبدالقادر احمد محمد ابوالقاسم" قدوره"
    هل راوي الحكايه محمد ابراهيم حتيكابي هو نفس الاستاذ حتيكابي, أحد قادة حزب العمال والمزارعين?
    مع ودي وتقديري
                  

12-28-2008, 05:42 PM

محمد أبوالعزائم أبوالريش
<aمحمد أبوالعزائم أبوالريش
تاريخ التسجيل: 08-30-2006
مجموع المشاركات: 14617

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاية البحث عن سليمان - بقلم محمد إبراهيم حتيكابي (Re: محمد أبوالعزائم أبوالريش)


    الأخ المعز أبونورة

    هو الأستاذ محمد إبراهيم حتيكابي الصحفي والقاص والباحث في التاريخ، والنقابي .... هو من ذكرت. وقد كان - رحمه الله - كثير الإعتزاز بإنتمائه لضاحية بري.

    أشكر لك مرورك .. وأتمنى أن تجد في هذا المنشور ما يروي شغفك.

    تحياتي
                  

12-28-2008, 06:12 PM

محمد أبوالعزائم أبوالريش
<aمحمد أبوالعزائم أبوالريش
تاريخ التسجيل: 08-30-2006
مجموع المشاركات: 14617

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاية البحث عن سليمان - بقلم محمد إبراهيم حتيكابي (Re: محمد أبوالعزائم أبوالريش)



    وصلت المداخلة التالية من إحدى حفيدات الفكي الضو والمقيمة في هولندا (درية المبشّر). تقول:


    بالامس قريت حكايه البحث عن سليمان والله موضوع شيق ومهم شديد لكن هناك بعض النقاط يجب تصحيحها كنت اعلم بعضها ولكن بالصدف اليوم اتصلت بالخال احمد حسن الضو وحصلت منه على التصحيحات التاليه
    اولا الوالد حسن رجع بابناء اخيه يحيى وحسن وليس على ولا احمد لان عمه لم يكن لديه ابن يدعى احمد وان على ولد فى السودان بعد رجوع الاسره كلها وان حسن هذا قد توفى وهو صبى فى السودان وان اشقائه عائشه وعلى
    سموا ابنائهم عليه
    ثانيا ان برى القديمه لم تكن فى الخرطوم وانما كانت فى مكان (قاردن سيتى ) الحالى وانها قد تم ترحيلها فى موقعها الحالى فى العام 1912 وان الخال احمد ووالدى ولدا فيها بعد ترحيلها .

    يخيل لي حكاية موقع بري دي هي المنطق، بالإضافة إلى نقطة أخرى، وهي أن الجد سليمان عند عودته لاحظ وجود كبري بحري. وحسب معلوماتي أن كبري بحري تم تركيبه في عشرينات القرن الماضي، بينما هذه القصة يجب أن تكون في بداية القرن.
                  

12-28-2008, 07:48 PM

حيدر امين
<aحيدر امين
تاريخ التسجيل: 07-13-2008
مجموع المشاركات: 2881

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاية البحث عن سليمان - بقلم محمد إبراهيم حتيكابي (Re: محمد أبوالعزائم أبوالريش)

    تحياتى للاخت دريه المبشر

    طبعا كلام دريه على لسان الخال احمد حسن الضو اطال الله عمره

    واكيد ما جاء فيه صحيح .... وقدر,,, ما حاولت اعرف منو احمد سليمان الضو ( ما لقيت )

    ويمكن سمى على احمد الضو

    حسن سليمان الضو سمى على عمه حسن الضو

    يحى سليمان الضو سمى على عمه يحيى الضو

    طيب على ومحمد سموهم على منو؟؟؟؟؟

    اما برى كانت محل جاردن سيتى فهذا ما سمعناه من اهلنا زمان وشاهدنا اثاره

    ابو الريش مبروك الترقيه الى 2009

    (عدل بواسطة حيدر امين on 12-28-2008, 08:04 PM)

                  

12-29-2008, 05:51 AM

محمد أبوالعزائم أبوالريش
<aمحمد أبوالعزائم أبوالريش
تاريخ التسجيل: 08-30-2006
مجموع المشاركات: 14617

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاية البحث عن سليمان - بقلم محمد إبراهيم حتيكابي (Re: محمد أبوالعزائم أبوالريش)


    نواصل ...


    خرج سليمان ينادي على إخوانه بناء على أوامر الفكي الضو لحضور لقاء عائلي هام. تحلّق الأخوة حول والدهم واستمعوا منه إلى نصح وتوجيه بطريقة لم يعهدوها فيه. فقد كان الفكي الضو في ذلك اليوم يتحدّث حديثاً من القلب، ممزوجاً بحنان مكتنز. ووصل إلى أن نعى نفسه قبل أن ينعاه الآخرون، مما أثار دهشة جميع أبنائه. ولكن برغم ذلك أكّدوا إلتزامهم بكل ما أورد من توجيهات، وقد سالت دموع بعضهم، ولكن الفكي الضو أمرهم بمسح دموعهم، فالموت حق.

    لم تمضِ أيامٍ قليلة إلاّ والفكي الضو في رحاب ربه – عليه الرحمة – وتولّى سليمان قيادة الأسرة من بعده، وسارت الحياة سهلة وسط الأسرة، وتوسّعت أسرة سليمان، فقد أضافت له شرفة إلى جانب محمّد ويحي وأحمد، أضافت فاطمة وحسن والأمين وعائشة وعلي، وهم بدورهم تزوّجوا وتناسلوا وتكاثروا.
                  

12-29-2008, 06:58 AM

محمد أبوالعزائم أبوالريش
<aمحمد أبوالعزائم أبوالريش
تاريخ التسجيل: 08-30-2006
مجموع المشاركات: 14617

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاية البحث عن سليمان - بقلم محمد إبراهيم حتيكابي (Re: محمد أبوالعزائم أبوالريش)



    وتبوأت شرفة مكانة طليعية وسط أسرة الفكي الضو لما تميزت به من قدرات وشخصية قوية وإمكانيات هائلة. أمّا صلتها مع الأهل شمالاً، فقد زارت مصر عدّة مرّات، كما صار بيتها قبلة لأبناء "برنبال" والقرى المجاورة، خاصةً مجنّدي الجيش المصري بالخرطوم، وكانوا يحملون من الأهل الرسائل والأشواق، ويعيشون لحظات ود أسري حية مع شرفة وأسرتها المضيافة.

    وفي بري المحس ما زال أهل سليمان يعيشون. ففي "مربّع أربعة" بامتداد ناصر، يعيش العم علي بن سليمان أصغر الأبناء – أطال الله بقاؤه ومتّعه بالصحة والعافية، وما زال أحفاد سليمان يعيشون في حبور في بري المحس وامتداد ناصر وبري الدرايسة، وخارج أرض السودان في الإغتراب.
                  

12-29-2008, 07:01 AM

محمد أبوالعزائم أبوالريش
<aمحمد أبوالعزائم أبوالريش
تاريخ التسجيل: 08-30-2006
مجموع المشاركات: 14617

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاية البحث عن سليمان - بقلم محمد إبراهيم حتيكابي (Re: محمد أبوالعزائم أبوالريش)


    إختتم المرحوم محمد إبراهيم حتيكابي سرده الذي امتد أحد عشر حلقة بالسطور التالية:

    وقبل أن أصل إلى السطر الأخير، أرجو أن أتوجّه بجزيل شكري للعم علي سليمان الضو، والعم أحمد حسن الضو الإداري القدير، وأستاذي ومعلّمي دكتور عبدالقادر حسن الضو على عونهم لي ومدّهم إياي بما أعانني على سرد هذه الحكاية عن الجد سليمان الضو سليمان، والرحمة تغشى الخالة عائشة والخالة فاطمة كريمتي سليمان اللتين لم تتوانيا عن الإجابة عن كل ما أمطرتهما به من أسئلة دون كلل أو ملل.
                  

12-29-2008, 08:49 AM

محمد أبوالعزائم أبوالريش
<aمحمد أبوالعزائم أبوالريش
تاريخ التسجيل: 08-30-2006
مجموع المشاركات: 14617

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاية البحث عن سليمان - بقلم محمد إبراهيم حتيكابي (Re: محمد أبوالعزائم أبوالريش)



    تمّت وختمت
    وكسّر قلمك
                  

12-29-2008, 10:16 AM

أبوبكر أبوالقاسم
<aأبوبكر أبوالقاسم
تاريخ التسجيل: 11-27-2007
مجموع المشاركات: 2805

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاية البحث عن سليمان - بقلم محمد إبراهيم حتيكابي (Re: محمد أبوالعزائم أبوالريش)

    الأخ/ محمد أبوالعزائم تحياتى وسلامى

    Quote:




    رفع الفكي الضو رأسه إلى أعلى، ورمق ابنه بعينين إرتجف من نظراتها سليمان، وأيقن من
    أن الإجابة، وفقاً لترجمة صحيحة لما وراء هذه النظرات _ أيقن أنها الرفض، وقد صدق ظنه





    Quote:
    وأخيراً، جاء إلى الفكي من يقول له بأن إبنه هاجر إلى بلاد الريّافة "مصر". فأقعد
    الشيخ العجز، ولم يكن هناك بد من أن يرفع يديه إلى السماء ورب السماء لأن يحفظ إبنه
    سليمان، ويغطّيه من شرور الدنيا وسيئات أعمال أهلها




    Quote:


    فقد أصرّ والدهما الفكي الضو ود سليمان أن لا يهنأ إبنه حسن بوظيفة ومنصب ما دام
    الأخ الأكبر سليمان غائباً ولا يعرف له مكان ولا يدري أحد هل هو حي أم مات .. فصاح
    الفكي الضو في إبنه "لن تتوظّف حتى تذهب وتبحث عن أخيك وتحضره
    (في إيدك



    Quote:
    وفي حافّة إحدى الترع توقف عند قرية تتسابق عندها ثلّة من الأطفال والصبية الصغار،
    والذين توقّفوا فجأةً، ورجعوا لرؤية الرجل الغريب الشديد السُّمرة، وتراجعوا للوراء
    قليلاً إلاّ طفل قصير القامة به بدانة، ظلّ يغرز نظراته في وجه ذلك الغريب
    ... وتقدّم الطفل فاغراً فاه

    وصدرت من حسن زفرة حاره، وفتح عينيه ليرى "يحي" و"أحمد" و"محمّد" أبناء أخيه
    يتحلّقون حوله، ومن على البعد وقعت عيناه على سليمان الذي شلّت حركته المفاجأة .. .. ..

    وكان اللقاء مؤثّراً ... عناق .... دموع .... نواح بصوت يقطع نياط
    القلب


    Quote:
    تنقّل حسن في موائد القرية، والتي أصرّ كل فرد منها أن يستضيفه، وحتّى حسناوات
    القرية كن يبدين تودّداً خاصاً مغرضاً "عسى أن يكون حسن من النصيب". ولكن حسن لم
    يكن في ذهنه إلاّ إنهاء هذه المهمة العسيرة، والعودة بأخيه إلى قريتهم "بُرّي
    المحس" شرق الخرطوم. وتحيّن حسن الفرصة ليطلع أخيه سليمان على أهداف رحلته إليهم
    .


    سر سليمان أيّما سرور عندما علم بأن والدهم حي يرزق وأنه في شوق للقائه .. وهذا
    يعني أنه قد عفى عنه وسامحه على فعلته الطائشة


    لم يمض وقت طويل حتى كان حسن والصغيرين على أطراف "بري المحس"، وتعالت ضربات قلبه
    حتى كاد قلبه أن يقفز من بين جنبيه


    ونزل حسن وصاح في إمرأة كانت تحمل إناءاً به لبن، وهي تهم بدخول المنزل. صاح فيها
    حسن منادياً، فدارت حول نفسها دون أن تدري ماذا تفعل، ورمت بالإناء من يدها وصاحت "
    حسن .. حسن .. يا ناس البيت .. أبوي الفكي .. حسن أهو دا .. حسن رجع" .. وانبرت
    تبكي فرحاً، وجرت إلى داخل الدار، وكأن كلباً مسعوراً كان يجري خلفها
    .


    وهاج

    أهل الدار وماجوا، وانطلقوا دون وعي، نساء .. أطفال .. رجال، ليأخذوا حسن بالأحضان
    أمّا يحي وأحمد، فقد ذُهلا لهذه المقابلة، ولكنهما لم ينطقا بحرف، وتجاذبتهما
    الأيدي والشفاه توسعهما لثماً وتقبيلاً
    وكان الفكي الضو هو الوحيد الذي لم
    ينفعل بما حدث – على الأقل مظهراً – وهذا يحتمه الوقار الذي كان يتميّز به، برغم من
    أنه كان يتحرّق شوقاً لإبنيه سليمان وحسن اللذين حتماً قد حضرا معاً وفقاً لإحساسه
    الذي لا يخيب. تمهّل الفكي الضو قليلاً وخرج في تؤدّة إلى خارج غرفته، ومعه صديقه
    محمد حاج أحمد الذي اندفع هو الآخر ليكون في استقبال حسن الذي كان له في نفسه مكانة
    خاصة




    Quote:
    فارتجفت أطراف الفكي الضو وهو يضم إلى صدره حفيديه، وخرجت من جوفه كلمات مبهمة
    تشوبها حشرجة راجفة ... "أبوكم طيب؟؟" لم يرد الصغيران، ولم يتحرّكا، فقد تجمّدا
    ووقفا دون حراك. وهنا تدخّل ود حاج أحمد "يا وليداتي دا جدّكم أبو أبوكم .. سلّموا
    عليه كويس


    Quote:

    وقفت شرفة قريبة من سليمان إلى درجة الإلتصاق ووضعت يديها على كتفيه، حتى أن
    سليمان شعر بسخانة أنفاسها تلسع وجهه وصاحت: "أنا عايزة تاخدني السودان النهار ده
    قبل بكره .. مش قادرة على بعد عيالي عني .. أنا عايشة في نار قايدة في جتتي .. أنا
    ما بنامش الليل حرام عليك يا راجل" وانطلقت تنوح بصوت مسموع..
    تبسّم سليمان وتملّكه فرح غامر على هذا الحماس المتدفّق من زوجته على السفر
    للسودان، ومحمّد على بعد خطوات منهما مشدوهاً حائراً عاجزاً عن تفسير ما يراه،
    ولكنه كان سعيداً بالسفر إلى حيث أخويه، فقد ظل يغالب لأكثر من شهر لواعج الأسى
    لفراقهما حتى صار كالشيخ الكبير




    Quote:

    وكان ختام اللقاء نواح ونحيب اختلطت فيهما أصوات النساء والرجال والأطفال والصبية
    وهؤلاء بالذات تشبّثوا بأخيهم ورفيق طفولتهم وصباهم محمد الأسمر، وكأنهم يحاولون
    الحيلولة بينه والسفر




    Quote:

    تبسّم سليمان وقهقه محمد، فقد كانت شرفة على وشك "الخروج من هدومها"، وقد طفقت
    "ترش" وجهها بالماء وصبه على أقدامها، ووصلت إلى إصابة ملابسها بالبلل وهي تستعيذ
    بالله من حر هذا البلد "الجهنّم


    Quote:

    لم يستطع الوقار أن يقعده عن النهوض بسرعة وهو يجر ثوبه على الأرض جرّاً. وفي
    الشارع، تخلّى الفكي الضو عن كلّ ما تميّز به من هدوء ووقار، وانهال على وجه إبنه
    سليمان يبلله بالدموع التي لم يحاول مغالبتها ... ونسي الفكي الضو نفسه تماماً،
    وانطلق يبكي بصوتٍ مسموع، وهو يكثر من الحمد لله الذي أعاد له إبنه البكر حتى يكون
    في وداعه عندما يموت


    Quote:
    بدأ الفكي الضو يتحدّث – وعظاً – عن الدنيا وضآلة شأنها وتفاهة قيمتها عند
    خالقها، والتي هي لا تسوى عنده جناح بعوضة. أطال الفكي الضو في وعظه، واسترسل، مما
    أثار الحيرة في صدر سليمان




    كان الحديث عن الموت، فهو حق. بل هو الحقيقة الوحيدة في هذا الكون، وأن أمره
    كله متروك للخالق الذي خلقه ليبلونا أينا أحسن عملاً. ومدّ الفكي الضو يمناه،
    ووضعها على كتف إبنه سليمان، وأكد بأنه سيموت مرتاحاً لأن إبنه سليمان صار رجلاً
    يمكن أن يتحمّل مسئولية قيادة سفينة الأسرة من بعده. وأعلن الفكي الضو عن عظيم ثقته
    في جميع أبنائه، ولكن كبيرهم سليمان هو الأولى بتحمّل البقاء في المقدّمة



    Quote:

    خرج سليمان ينادي على إخوانه بناء على أوامر الفكي الضو لحضور لقاء عائلي هام
    تحلّق الأخوة حول والدهم واستمعوا منه إلى نصح وتوجيه بطريقة لم يعهدوها فيه. فقد
    كان الفكي الضو في ذلك اليوم يتحدّث حديثاً من القلب، ممزوجاً بحنان مكتنز. ووصل
    إلى أن نعى نفسه قبل أن ينعاه الآخرون، مما أثار دهشة جميع أبنائه. ولكن برغم ذلك
    أكّدوا إلتزامهم بكل ما أورد من توجيهات، وقد سالت دموع بعضهم، ولكن الفكي الضو
    أمرهم بمسح دموعهم، فالموت حق

    لم تمضِ أيامٍ قليلة إلاّ والفكي الضو في
    رحاب ربه – عليه الرحمة – وتولّى سليمان قيادة الأسرة من بعده، وسارت الحياة سهلة
    وسط الأسر


    عفواً أخى محمد فقد تابعت بشغف هذه القصة المُعبِّرة .... وبعيداً عن الحبكة الدرامية فقد آسَرنى التوثيق الأمين لواقعنا وصلاح وحكمة

    الأجداد وسعة أفقهم وغرسهم لمفاهيم الترابط الأسرى والأسرة الممتدة فينا.... فهم - رغم تجلدهم بالصَرَامة وتحليهم بالوقار- كانوا

    بشراً بحق يعرفون " متين يبقوا المطر ... ومتين يصبحوا الحريق ".

    عفواً على الإطالة فى هذه اللوحة الجميلة.


    شكراً على إمتاعنا وزيادة مساحة البوستات الجَادّة فى هذا المنبر الثر والمتنوع.
                  

12-29-2008, 10:55 AM

محمد أبوالعزائم أبوالريش
<aمحمد أبوالعزائم أبوالريش
تاريخ التسجيل: 08-30-2006
مجموع المشاركات: 14617

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاية البحث عن سليمان - بقلم محمد إبراهيم حتيكابي (Re: محمد أبوالعزائم أبوالريش)


    الأخ الكريم أبوبكر ..

    صدقت أخي .. فهؤلاء الأجداد جمعوا بين الحكمة والقسوة التي تخفي رقة أبوية خالصة.

    أشكرك على المرور
                  

12-29-2008, 03:24 PM

Elmoiz Abunura
<aElmoiz Abunura
تاريخ التسجيل: 04-30-2005
مجموع المشاركات: 6008

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاية البحث عن سليمان - بقلم محمد إبراهيم حتيكابي (Re: محمد أبوالعزائم أبوالريش)


    العزيز محمد

    شكرا علي هذا الخيط الرائع . اتمني ان تستمر انت واخوتك من بري المحس

    بتسليط الضو علي ماضي وحاضر هذا الحي الحريق, وياحبذا لو ايقظ خيطك

    هذا اهلنا في بري الشريف والذين تربط اهل والدتي معهم مصاهرات ليدلو

    بدلوهم عن حيهم العريق.

    كتبت:
    Quote: هو الأستاذ محمد إبراهيم حتيكابي الصحفي والقاص والباحث في التاريخ، والنقابي .... هو من ذكرت. وقد كان - رحمه الله - كثير الإعتزاز بإنتمائه لضاحية بري.


    قابلت الاستاذ حتيكابي في مدينتي رفاعه في ثمانينات القرن الماضي مع صنوه مختار

    عبيد, الملقب في الدوائر اليساريه بالقطر, قائد حزب العمال والمزارعين, وكما
    ذكرت فإن المرحوم حتيكابي هو موسوعه متحركه. رحمه الله والشكر لك لنشرك احدي
    حكاياته.
    مع ودي وتقديري
                  

12-29-2008, 03:28 PM

حيدر امين
<aحيدر امين
تاريخ التسجيل: 07-13-2008
مجموع المشاركات: 2881

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاية البحث عن سليمان - بقلم محمد إبراهيم حتيكابي (Re: محمد أبوالعزائم أبوالريش)

    Quote: عفواً أخى محمد فقد تابعت بشغف هذه القصة المُعبِّرة .... وبعيداً عن الحبكة الدرامية فقد آسَرنى التوثيق الأمين لواقعنا وصلاح وحكمة

    الأجداد وسعة أفقهم وغرسهم لمفاهيم الترابط الأسرى والأسرة الممتدة فينا.... فهم - رغم تجلدهم بالصَرَامة وتحليهم بالوقار- كانوا

    بشراً بحق يعرفون " متين يبقوا المطر ... ومتين يصبحوا الحريق ".

    عفواً على الإطالة فى هذه اللوحة الجميلة.


    شكراً على إمتاعنا وزيادة مساحة البوستات الجَادّة فى هذا المنبر الثر والمتنوع.


    الاستاذ ابوبكر

    الله يرحمك يا حتيكابى وان تكون الجنة مثواك مع الصديقين والشهداء

    وشكرا لك اخى ابوبكرمرة اخرى على المرور والتعليق

    (عدل بواسطة حيدر امين on 12-29-2008, 09:52 PM)

                  

12-29-2008, 06:46 PM

محمد أبوالعزائم أبوالريش
<aمحمد أبوالعزائم أبوالريش
تاريخ التسجيل: 08-30-2006
مجموع المشاركات: 14617

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاية البحث عن سليمان - بقلم محمد إبراهيم حتيكابي (Re: محمد أبوالعزائم أبوالريش)



    الأخ المعز ..

    تعال معانا هنا .. أشرب شاي وقهوة ..

    بـُــري
                  

12-30-2008, 06:58 AM

محمد أبوالعزائم أبوالريش
<aمحمد أبوالعزائم أبوالريش
تاريخ التسجيل: 08-30-2006
مجموع المشاركات: 14617

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاية البحث عن سليمان - بقلم محمد إبراهيم حتيكابي (Re: محمد أبوالعزائم أبوالريش)


    تنويه واجب:

    يجب التنويه إلى أن هذه القصة والتي نشرها المرحوم محمد إبراهيم حاج الأمين (حتيكابي) في إحدى عشر حلقة، في جريدة الرأي العام، تم نشرها في تسعينات القرن العشرين، لذا يلاحظ أنه تقدّم بالشكر كما قال (للعم علي سليمان). ومنذ نشر القصة (وربما منذ كتابتها) إلى يومنا هذا، غاب عنّا علي سليمان الضو، وغاب كاتب القصة نفسه.

    نرجو الرحمة والمغفرة لموتانا ..
    ومتّع بالصحة الأحياء منهم
                  

12-30-2008, 07:48 PM

كمال حامد
<aكمال حامد
تاريخ التسجيل: 06-06-2008
مجموع المشاركات: 595

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاية البحث عن سليمان - بقلم محمد إبراهيم حتيكابي (Re: محمد أبوالعزائم أبوالريش)

    الأخ أبو الريش
    تحية طيبة وشكرا على البوست الممتع
    والكاتب محمد إبراهيم حاج الأمين حكتيابي أظنني قرأت له عام 2000 و 2001 بجريدة الصحافة قصة جدته الشامية وكيف أنها أسرت مع شقيقتها ووالدتها وكيف قتل والدها عند سقوط الخرطوم بيد قوات المهدية ، وكيف صارت تلك الجدة أما لأسر عديدة في أم درمان وغيرها ، وكانت تلك من أمتع القصص السودانية التي قرأت خاصة أنها تناولت جوانب إنسانية محزنة ومؤثرة في خضم أحداث الثورة المهدية التي لا تتناول الروايات الرسمية إلا جوانبها المشرقة. كانت رواية ممتعة أشبه ما تكون بقصة الجذور ، ولم أعلم أن كاتبها انتقل إلى رحمة مولاه إلا من هذا البوست ، ولعل قراءة هذه الدراما الأنسانية من زاوية التاريخ السياسي تكشف لنا أن مصر والسودان كانا حتى ذلك التاريخ امتدادا سياسيا وربما ثقافيا واحدا ، نرى ذلك في سهولة السفر والتحرك دون تأشيرات وجوازات ، هذا ما يبدو من السرد والله أعلم.
                  

12-31-2008, 05:57 AM

محمد أبوالعزائم أبوالريش
<aمحمد أبوالعزائم أبوالريش
تاريخ التسجيل: 08-30-2006
مجموع المشاركات: 14617

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاية البحث عن سليمان - بقلم محمد إبراهيم حتيكابي (Re: كمال حامد)


    الأخ كمال حامد ..

    للمرحوم حتيكابي العديد من الأعمال يجدر البحث عنها والعمل على نشر ما لم ينشر منها.

    أشكر لك مرورك
                  

01-05-2009, 01:27 PM

محمد أبوالعزائم أبوالريش
<aمحمد أبوالعزائم أبوالريش
تاريخ التسجيل: 08-30-2006
مجموع المشاركات: 14617

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاية البحث عن سليمان - بقلم محمد إبراهيم حتيكابي (Re: محمد أبوالعزائم أبوالريش)


    الأخ كمال حامد ...
    Quote: والكاتب محمد إبراهيم حاج الأمين حكتيابي أظنني قرأت له عام 2000 و 2001 بجريدة الصحافة قصة جدته الشامية وكيف أنها أسرت مع شقيقتها ووالدتها وكيف قتل والدها عند سقوط الخرطوم بيد قوات المهدية ، وكيف صارت تلك الجدة أما لأسر عديدة في أم درمان وغيرها

    ليتك أخي تستطيع التحديد بدقة أكثر مسألة تاريخ نشر هذه الحلقات، ويمكن - في هذه الحالة - البحث عنها في دار الوثائق، أو أرشيف الجريدة المنشور فيها.

    خالص الود
                  

01-09-2009, 11:00 PM

محمد أبوالعزائم أبوالريش
<aمحمد أبوالعزائم أبوالريش
تاريخ التسجيل: 08-30-2006
مجموع المشاركات: 14617

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاية البحث عن سليمان - بقلم محمد إبراهيم حتيكابي (Re: محمد أبوالعزائم أبوالريش)


    أجزل الشكر للأخ صلاح يحي سليمان الضو على مدي بصورة والده الرحوم (يحي سليمان)




    سأله حسن "إسمك أيه يا شاطر". فرد ّعليه الطفل "أنا إسمي يحي وابوي إسمو سليمان ضو" ....... وواصل الطفل بعد أن إزدرد ريقه "إنت بتعرف بوي؟؟" هو م السودان بيشبه لك .. أنا بوي أسمر زيّك.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de