|
غزة ... ومصر المؤمنة - بقلم الاستاذ فتحي شيلا
|
بسم الله الرحمن الرحيم
غزة ... ومصر المؤمنة
فتح الرحمن شيلا
من محاسن الصدف أن توافق إحتفالاتنا بذكري إستقلال السودان بداية كل عام جديد لنطوي عاماً ونستقبل عاماً جديداً نعيش فيه ذكري الاستقلال ومايحمله من مضامين ترتكز على خصوصية الشعب السوداني المتميز بالتجرد ونكران الاذات وكانت هي وساماً على صدر ذلك الجيل الذي وضع أسساً للاستقرار واستقلال القرار السوداني من التبعية والانهزام. يحق علينا ان نحتفل بذكري الاستقلال وذكري الرعيل الاول الذي وضع في أولي اولياته تحرير الشعوب الاخري افريقية وعربية والذي امكنه من تحويل نكسة 1967م الي انتصار بتوحيد الامة العربية في قمة اللاءات الثلاث ومحاصرة الخلافات العربية ومعالجتها بكل الحكمة والمسئولية وان كان هذا من موروثاتنا التاريخية فمالنا لانقوم بدورنا وهو امر واجب علينا وبوادر الخلاف بين بعض الدول العربية تحلق فوقنا بعد كارثة غزة والغزو الجائر وابادة الابرياء. الصدمة والذهول والثورة العارمة والمظاهرات الهادرة التى انطلقت في السودان ومصر وكل الدول العربية وصولاً لموقف ايران وتركيا كانت للمجزرة الدموية وانهار الدماء التى سالت وآهات المصابين وثكلي النساء اللائي فقدن أفراداً من الاسرة تعيد الى الاذهان جرائم الحرب ضد الشعب الفلسطيني الذي تزداد معاناته اليومية في حصار امتد لعدة اشهر وامل مفقود من الوصول لحل للمشكلة الفلسطينية التى تتجاذبها الصراعات الفلسطينية بين حماس من جهة وفتح من جهة اخري دون مراعاة لمشاعر الابرياء المسحوقين من اجل مقعد هزيل يقف على رجلين فقط وآيل للسقوطفي اني لحظة. فعلي من نلقي اللوم على القيادات الفلسطينية التى انحرفت عن القضية ام على الاخوة العرب خاصة مصر التى القت قيادات فلسطينية فشلها وعلقت خيبتها على مصر خط الدفاع الاول للشعب العربي عبر تاريخها القديم وكتابها وسجلها الحضاري يكفي دليلاً على مانسوق والحروب التى شنتها في 1967م ورغم النكسة الا انها استطاعت ان تعيد ترميم الجسور فكانت اكتوبر 1973م الملحمة البطولية التى حطمت غرور الجيش الذي لايقهر وحققت تحرير سيناء ورد الاعتبار والكرامة للشعوب العربية. بعدها وكما اشرنا في مقال سابق قامت مصر بالدور الرجولي والانتصار عبر الحوار الذي تميز به الرئيس محمد انور السادات لتحقيق سلام عجزت القوي التى تدعي اليوم عن الوصول لتلك النتائج واضاعوا الفرصة التى كانت كفيلة بانهاء حالة الانهيار والتصدع الذي نعني منه اليوم بعد مايزيد عن ربع قرن من الزمان. صحيح زيارة ليفني وزيرة الخارجية الاسرائلية لمصر قبل يومين من مجزرة غزة وبعض التصريحات الصادرة من مصر جانبها التوفيقوفتحت ابواباً لنقد القيادات المصرية وهو امر يمكن فهمه في اطار النوايا الحسنة لاهمية الدور المصري وقيادتها للامة العربية الا انه لم يكن من الحكمة والعقل ان يعلق عليها البعض اخطاءهم ويجد منها البعض فرصتهم للهجوم على مصر بتوجيه سهامها لها في وقت كنا اشد حوجة لتوجيهها للهدف وهو اسرائيل ولمصلحة من ؟ ان كنا نعيب على الاخوة في فلسطين خلافاتهم وصراعاتهم الداخلية ان نضيف لسجل خلافاتنا بعداً جديداً وهو ماتعسي اليه اسرائيل بنظرية (واشغل اعدائي بأنفسهم). ان كان لبعض الدول اهدافها ومقاصدها لاستدعاء خلفيات صراات قديمة مع مصر فما الهدف من استهداف بعض اجهزة الاعلام العربية التى اججت الخلاف لتستفيد اسرائيل من توسيع شقة الخلافات بينما نجد اجهزة الاعلام اوربية خاصة الصندي تايمز البريطانية التى وصفت العدوان الصهيوني على قطاع غزة بالفشل مذكرة انه لم يسفر عن شيء جديد للجانب الاسرائيلي وان الغارات على غزة كشفت اخفاق اسرائيل عسكرياً لانها لن تحقق النتائج المرجوة وهي تليين موقف حماس ودفع الفلسطينيين في غزة الى الانفضاض من حكومة حماس واعتبرت الصحيفة ان الضربة متسرعة واغراضها انتخابية ، واضيف من عندي ان الهجوم رغم وحشيته وفظاعته فقد افرز نتائج ايجابية حيث اعاد القضية الفلسطينية الى دائرة الضوء والاهتمام الاقليمي و العالمي بعد ان تأثرت ببرودة الطقس نتيجة لتأثير الصراع الفلسطيني الفلسطيني الذي اصاب الامة العربية والاسلامية بالاحباط مع امكانية اعادة الوحدة الوطنية في فلسطين الى عهد الرئيس الفلطسيني الراحل ياسر عرفات. كلمة أخيرة للاخوة في حركة حماس على ضرورة اثبات وجودها في المجتمع الفلسطيني ببناء جسور الثقة والتواصل مع كافة الفصائل الفلسطينية وقبول الآخر وامامكم تجربة المناضل حسن نصر الله الذي يتبع القول بالعمل والقوة والعقل والحكمة والتصدي للدفاع عن لبنان واستطاع ان يحقق انتصاراً تفتخر به كل الشعوب العربية والاسلامية كل ذلك دون ان يشرخ جدار الوحدة اللبنانية. واخيراً لابد من الاعتراف بأن صراع الفصائل الفلسطينية فيما بينها كان سبباً لفتح شهية اسرائيل لتستغل حالة الضعف الذي اصاب المقاومة الفلسطينية.
|
|
 
|
|
|
|