الأسلحة الكيميائية وحقيقة استخدامها في السودان في منتدى ميديكس للحوار
|
وصَفُ القنديلة ... جمال بلدي ال ماليها مثيلا ( بانوراما الأرض و الترحال )
|
عبد الحليم ،،، زيادة على طين الأرض الخصبة .. إبتداءاً من ذراتها على السطح ،، نزولاً حتى طبقة منسوب الماء . ورِث فيما ورَث ، منجل و طورية ، و عدة بقرات و ثورين و قطيعا من الماعز و قطعة أرض سيبني عليها بيتا يأويه مع أسرته ،، حدَد مساحتها العمدة بأن وقف و أخذ حجراً و رماه بكل ما يملك من قوة و بكل ما يحمل من إعزاز لوالد عبدالحليم..... و كان مكان سقوط الحجر هو حد مساحة حوشه المزمع بناؤه.
النخلات ... هذه ( العمَّات ) الحنينات ،، غرس والده ،، و غرس جده ،، و غرس يديه ، ( تأتي أُكُلها بإذن ربها ) في كل موسم دون تأخير أو تقديم ،،
كالأمهات يأتيهن الطلق في تلك الأيام الخوالي في موعد محسوب بحساب ظهور القمر و إختفائه ،، ينجبن أطفالاً أصحاء ، يظل الحبل السري في ( الشافع ) و كأنه لا زال به مربوطا مهما إشتد عوده و قوِيَ ، و كأنه لا يزال موصولاً بأمه لم ينقطع ، يربـطهم بأمـهاتهم حتى بعد أن يكبروا و يتزوجوا و ينجبوا ، فينهلوا منهن تلكم العواطف الجياشة العفوية ،
و يشربوا عليها كؤؤسا مترعة من نصائح الآباء و حكمتهم ، و تقف الحبوبات كأسفار من الحكمة المَرْوية و المتناقلة بقليل من التحريف و التبديل دون إخلال بالمغزى الدفين.
تقف النخلات شاهدة على أن ( القساسيب ) الفارعة الطول كأجساد الأجداد العمالقة ، تقف شاهدة على أنها كانت دوماً مترعة بالقمح و الذرة و البتمودة و البركاوي و القنديلة، و شاهدة على أن ( مهور ) كل العرسان في العائلة تم دفعها منها ، و من خيرات الأرض ( صنوان و غير صنوان ،، دانية القطوف ) ، و من محصول التمر رغم وعورة طبقات ( العنباج ) و غزارة العشميق و وخزات الأشواك المسننة التي تقف مشْرعة على الجريد.
نخلاتنا ،، الباسقات ،، تسبح بحمد الرحمن في الغدو و الآصال ،، تنادي فتياتنا المتشحات ( بالعفاف و الطرحة ) ،، أن يهززن إليهن بالجذوع ،، ليتساقط عليهن رطبا جنيا ،، يدر عليهن طيبة في القلب و سماحة في المعاملة و طعاما سائغا لأطفالهن الذين ما أن ينطلقوا مشياً على الأقدام، حتى تتعلق قلوبهم بالمساجد و الخلاوي و طين الأرض و موية الدميرة.
يلبسون عراريقا مصنوعة من الدمورية و ( الوزن عشرة ) ، و يحلقون ( نمرة واحد ) و يمشون حفاة الأقدام في عز الهجير ،، يحميهم الرحمن من كل ذات شوكة و عقرب و ثعبان . كل الرجال أعمام و كل النساء خالات. ،، يقبلون الأيادي و يلثمون الجباه. كما ورث عبد الحليم ، على الجروف أمتارا تمتد حتى داخل النيل ،، يطلقون إسم (جَدِه) على الطريق الضيقة الملتوية التي تخترق (اللوبيا) ... OTTI ... و من خلال المزروع على الجروف حتى مربط المركب ( المشْرَع ) ،، و سيستمر الإسم ملتصقا بهذا الدرب إلى أن يرث الله الأرض و ما عليها و من عليها.
جدران البيوت الطينية ،، تحكي طبقاتها ،، جهد الحبوبات و الأمهات و الأخوات و الجارات ،، يتجمعن على ( الزلابية و اللقيمات ،، و كفتيرة شاى ضخمة تكفيهن شر الإنقطاع عن العمل ) ،، يتجمعن للياسة الجدران و أرضية الحوش ( يتنادين خفافا و ثقالا مثلهن مثل الرجال ،، مشمرات عن أكمامهن يختلط عرقهن السائل مع الزنجبيل في أكواب الشاى كل طبقة تحكي عن زمن مضى ،، و جيل يعقبه جيل ..
و لو نبش فيها ( عالم جيلوجيا ) و تحدثت الجدران عن مكنوناتها ، لوجد بين طبقاتها قصصا لم تدخل أضابير كتب التاريخ عندنا ،،
طبقات تحكي عن ( بنات ) مثل السمحة بت العمدة ( سعدية ) أم شلخا ( زى جدول المالية ) ،، التي كان التغزل البريء بها مباحا ،، حتى صال أكثر من ( جميل بثينة ) في جمالها بتأدب لا يتجاوز خطوط ( الحشمة )،، و جال أكثر من ( كثير عزة ) في صفاتها بفخر و إعزاز ،، فيختلط الغزل بالأدب و العشق بالمباهاة في إعتلاج فريد ...
و لكن شعلة الحب التي تتوهج في قلوب هؤلاء العذارى ،، تظل في القلوب سرا يحرق الخيالات البكر ، يفرهد في الدواخل بأمل يخبو ثم يتقد كفتيل لمبة الجاز في عتمة الحجرة الطينية،، حتى يأتي أمر العمدة في فرمان شفوي بأن زواج فلانة من علان بعد الدميرة و حش التمر ، ،، فترضى من ترضى و و ترضخ من ترضخ ،، و لسان الحال يقول : المكتوب في الجبين لازم تشوفو العين
و كم من جبين يظل ناصع البياض من لحظة الميلاد و حتى الممات ، و كم من عين رأت مكتوبا لم ترغب فيه و لم ترض عنه.
و لوجد أيضاً الباحث فيما يجد لو قام بالتنقيب ،، قصة الداية التي تأتي من طرف الحلة في ليلة ظلماء غاب عنها القمر ، على ظهر حمار ( أعرج ) دونما سرج تعتليه ،، تدلدل رجليها المدسوستين في حذاء ( العروسة المصنوع من البلاستيك اللين ) ، و محتويات شنطة التوليد المعدنية التي تحتضنها ، في ) رجة و ضجة ) تموسقان خطوات الحمار ، و نباح كلاب الحى تزفها لبيت الحبلى ، معلنة أن الداية في مهمة لتضيف رقما جديدا في إحصائية القرية.
و لوجد أيضا ،، أن شيخ المسيد ،، بزوجاته الأربعة ،، يستل سكينه من ضراعه و يذبح الذبيحة تحت ظل شجرة ، مستقبلا و إياها القبلة ، مبسملا و محوقلا و مكبرا ،، و يرسل في طلب زوجاته مبتدئا بالكبرى ( حفاظا على التسلسل و الترتيب الهرمي للإحترام ) و يقول لكل واحدة من زوجاته منفردة في همس و هو يتلفت يمنة و يسرة كمن لا يريد أن يسمعه أحد لشيء في نفسه ، و هو يناولها نصيبها من اللحم : هاكي ،، كومك أكبر و أسمح ،، بس ما يشوفنو ضراتك. دهاء فطري بدخل في صلب علم النفس.
يقول هذه الجملة لكل واحدة منفردة ،، حتى تشعر كل واحدة منهن بأنها ( ذات حظوة و دلال عند النصيح حديدو ) ، فتهرول بكنزها الحنيذ إلى ( التكل ) لتتفنن في طبخه و هي حريصة على أن لا تدخل عليها واحدة من ضراتها حتى لا ينكشف (تحيز ) بعلها ..
و لوجد المنقبون و الباحثون فيما يجدون بين طيات الجدران ،، أن المغترب إلى مصر في ذلك الزمان ( الطاعم ) ،، كان يأتي سنويا وقت يشاء ( بلا تصاريح للسفر ) ، يعود محملا بصندوق إسكندراني خشبي ( السحارة ) ، و هو غاية الإغتراب و منتهى الأمل ،، فيوزع الكولونيا ،، و الصابون ،، و ( الطرحة البناتي ) ،، و أقمشة ( غزل المحلة ) ،، و أقمشة ( الكرب روبر ) و ملاياتها ،، و يوزع عشرات الرسائل التي أتى بها من هناك ،، و يأخذ هذه على إنفراد و يقول لها وصية شفوية من زوجها ،، و يأخذ ذاك في ركن قصي لينقل له رغبة إبنه في الزواج من تلك،، فيحتفي به الرجال بدعوته على ( زير مترع بمشروب الدكاى ،، أو النبيت المدفون في باطن الأرض شهورا ) فيتحكر في الجلسة و هو يحكي مغامراته و صولاته و جولاته ،، و يندفع يضيف من خياله الكثير كلما سمع إستحسانا من الحضور ،، و تتوالى الدعوات من هنا و من هناك ،، و يمتلىء بيته بالحملان و العتان و الدجاج و البيض ( في تكافل لا نظير له ).
و لوجد أيضا فيما يجد ،، قصة الحزن الذي خيم على أهل القرية عندما إنقلبتْ المركب في عرض النيل ،، و غرق عدد كبير من الفتيات الصغيرات ،، و كأن النيل لا زال يرغب في ( قرابينه القديمة ) فأبتلع هذه الزهرات ، فكان في كل بيت مناحة ، و في كل قلب جرح بليغ ،، يجتر أهل القرية هذه الذكرى الأليمة ، كلما فردوا شراع مركب يمخر عباب النهر الخالد ، و كلما غضبتْ الأمواج فأرتفعت مزمجرة تلطم جوانب المركب الخشبي فيتطاير الرذاذ على الوجوه ، و كأنها تنذرهم بأنها لا تزال عطشى للمزيد.
ذلكم هو عبد الحليم .. يوم أن مات والده ،، و ترك له هذا الميراث الذي لا يقدر بثمن ،، و هذه اللوحة الأزلية التي لم تتغير ألوانها على مر الزمان.
و تمر الأيام على ضفاف النيل ببطء لا يجارى سرعة دولاب الحياة في بقاع أخرى من المعمورة ،،
تمر بتراخٍ ، كبطء قواديس الساقية تجرها بقرة حردانة يلهب ظهرها سوط الصبي التربال المدندن بالغناء ، بطاقيته الحمراء المهترءة و الساقية تئن في إيقاع سيمفوني مع صوته الشجي. و ذنب البقرة الحرون يروح و يجيء ليهش الذباب و كأنه عصا ( مايسترو ) يقود كورال الساقية و التربال.
من القرية ... سافر سعد ، و جبر الله ، و حامد ، و سر الختم ،، كلهم سافروا للحاق بركب الكسب السريع و العودة بحقائب تبهر الفتيات ، و ليضوع منهم عطر ( البروفيسي و عطر الكاشيت) ، و تتوهج على معاصمهم خواتم الذهب و الفضة و ساعات ( السيكو و الأورينت ) ،، و ليعتمروا عمائم من ( التوتال الإنجليزي وارد عبد الصمد ) و ليوزعوا علب الماكنتوش و علب البنسون و ولاعات الرونسون و تياب ( أب قجيجة ) و بخور ( الند ) وارد باب شريف .. ... و ( عبد الحليم ) صامد لا تغريه المغريات ، قناعته فريدة ... متشبث بأرضه ،، حفرتْ أصابعه علامات صبره على مقبض المنجل و الطورية ، و تزين راحتيه طعنات أشواك النخيل و آثار فتْل الحبال . الشقوق في كعبيه و قدميه غافل عنها و عن صغائر أخرى.
صلب كصخور ذلكم الجبل الذي يقف شاهدا على أن أحد أحفاد أولئك العمالقة ، ما زال يحمل في جسده جينات الصمود ،، يقاوم قساوة السموم ،، و يكرع من ماء النيل العكران بالطمي ، و لا يشتكي من ( إلتهاب في المعدة ) أو ( جفافا في البشرة ).
و رغم هذه الصلابة في العود و هذه القوة في الشكيمة ،، إلا أنه يحمل بين خافقيه قلبا عامرا بالحب و الوفاء لأرضه و لأهله. يأتي المسافرون ،، تنبهر الفتيات ،، تفرح الأمهات ،، تحبل الزوجات ،، تنطلق الزغاريد في زخات معلنة عن زواج ،، ثم تعود كل هذه الطيور المهاجرة لمنافيها.
و عبدالحليم ،، يستقبل ،، و يكرم الوفادة ،، و يودع ،، ليعود و يستقبل ،، حركة مستمرة في دولاب أيامه ،، كحركة مواسم الزراعة ،، المحصول تلو المحصول و كحركة النهر الخالد ،، فيضان و إنحسار.
كل من وقف و حمل معه الطورية سافر و هاجر ،، تركوه لهذه الأرض ،، يفلح قدر إستطاعته و قدر طاقته ، يحمد الله إن تغدى ببضع تمرات ،، و يشكر الله إن تعشى ( بقراصة يطفو عليها السمن و الحليب ). حاولوا أن يأخذوه معهم ،، و لكنه رفض ، و إستنكر محاولاتهم المتكررة ،، و دائما ما يقول لهم و هو يحدق في النهر عبر فرجات النخلات :
أنا و النخلات دي واحد ،، عروقنا ضاربة جوة الأرض و واصلة لغاية النيل . لو ما غرفْت من موية النيل بإيديْ ديل و شربت ،، و لو ما أكلت الدفيق المنقرو الطير ،، و لو ما دخل جوفي الهوا الجايي يهفهف بين سعفات النخيل و قناديل العيش. ما بحس إني عايش ...
و يتواصل عشقه لطين الأرض .. و نخلاته و جروفه .. تنتظره محاصيل المواسم .. أو ينتظر هو مواسم المحاصيل .. كلاهما سيان ..
***
جلال داود ( ذات حنين لتراب القرية )
|
|
 
|
|
|
|
|
|
Re: وصَفُ القنديلة ... جمال بلدي ال ماليها مثيلا ( بانوراما الأرض و الترحال ) (Re: ابو جهينة)
|
تقف النخلات شاهدة على أن ( القساسيب ) الفارعة الطول كأجساد الأجداد العمالقة ، تقف شاهدة على أنها كانت دوماً مترعة بالقمح و الذرة و البتمودة و البركاوي و القنديلة، و شاهدة على أن ( مهور ) كل العرسان في العائلة تم دفعها منها ، و من خيرات الأرض ( صنوان و غير صنوان ،، دانية القطوف ) ، و من محصول التمر رغم وعورة طبقات ( العنباج ) و غزارة العشميق و وخزات الأشواك المسننة التي تقف مشْرعة على الجريد.
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: وصَفُ القنديلة ... جمال بلدي ال ماليها مثيلا ( بانوراما الأرض و الترحال ) (Re: ابو جهينة)
|
إعراب :
نخلاتنا ،، الباسقات ،، تسبح بحمد الرحمن في الغدو و الآصال ،، تنادي فتياتنا المتشحات ( بالعفاف و الطرحة ) ،، أن يهززن إليهن بالجذوع ،، ليتساقط عليهن رطبا جنيا ،، يدر عليهن طيبة في القلب و سماحة في المعاملة و طعاما سائغا لأطفالهن الذين ما أن ينطلقوا مشياً على الأقدام، حتى تتعلق قلوبهم بالمساجد و الخلاوي و طين الأرض و موية الدميرة.
يلبسون عراريقا مصنوعة من الدمورية و ( الوزن عشرة ) ، و يحلقون ( نمرة واحد ) و يمشون حفاة الأقدام في عز الهجير ،، يحميهم الرحمن من كل ذات شوكة و عقرب و ثعبان . كل الرجال أعمام و كل النساء خالات. ،، يقبلون الأيادي و يلثمون الجباه.
تُرى .. ما هي حدود أحلام الفتيات هناك ...؟؟؟ أين هن من هذا الإندفاع الجنوني في كل شيء أنثوي ... إبتداءا من المكياج ... مروراً بالموضة ... و بالعطور .. و إنتهاءاً بحفلات أعياد ميلادهن .. أترى يذكلرن متى كان تاريخ الولادة ؟ أنا على قناعة بأنهن يذكرن بأن فلانة ماتت بمرض غامض بعد الدميرة بشهلر .. و أن زواج علانة كان قبل عاشوراء بيوم .. و أن تلك تم طلاقها قبل عيد الأضحى و ..هلم روزنامة غير مكتوبة
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: وصَفُ القنديلة ... جمال بلدي ال ماليها مثيلا ( بانوراما الأرض و الترحال ) (Re: Al-Shaygi)
|
الشايقي
عام جديد و بخيت و سعيد
مالك علينا في الليل ده!!!!! والله شهيتني هين موية والبحر دميره... آه
بالله ندخل لاوسط البحر و الموية غبشا و نغرف و نشرب ..
والزمن داك الرطب مصفر نعزل منه أم راس وفي قريرنا يا جلال المنجه نجيضة ونجاضه ما بيبقى إلا في الدميره
يا سلام يا حسن
ياخ ما قادر أقول اكتر من كده والليله راس سنة وهاك النعام ده
النعام آدم .. ولَّا النعام القاعد تنتف في ريشو ؟
دمتم
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: وصَفُ القنديلة ... جمال بلدي ال ماليها مثيلا ( بانوراما الأرض و الترحال ) (Re: ابو جهينة)
|
جدران البيوت الطينية ،، تحكي طبقاتها ،، جهد الحبوبات و الأمهات و الأخوات و الجارات ،، يتجمعن على ( الزلابية و اللقيمات ،، و كفتيرة شاى ضخمة تكفيهن شر الإنقطاع عن العمل ) ،، يتجمعن للياسة الجدران و أرضية الحوش ( يتنادين خفافا و ثقالا مثلهن مثل الرجال ،، مشمرات عن أكمامهن يختلط عرقهن السائل مع الزنجبيل في أكواب الشاى كل طبقة تحكي عن زمن مضى ،، و جيل يعقبه جيل ..
و لو نبش فيها ( عالم جيلوجيا ) و تحدثت الجدران عن مكنوناتها ، لوجد بين طبقاتها قصصا لم تدخل أضابير كتب التاريخ عندنا ،،
طبقات تحكي عن ( بنات ) مثل السمحة بت العمدة ( سعدية ) أم شلخا ( زى جدول المالية ) ،، التي كان التغزل البريء بها مباحا ،، حتى صال أكثر من ( جميل بثينة ) في جمالها بتأدب لا يتجاوز خطوط ( الحشمة )،، و جال أكثر من ( كثير عزة ) في صفاتها بفخر و إعزاز ،، فيختلط الغزل بالأدب و العشق بالمباهاة في إعتلاج فريد ...
و لكن شعلة الحب التي تتوهج في قلوب هؤلاء العذارى ،، تظل في القلوب سرا يحرق الخيالات البكر ، يفرهد في الدواخل بأمل يخبو ثم يتقد كفتيل لمبة الجاز في عتمة الحجرة الطينية،، حتى يأتي أمر العمدة في فرمان شفوي بأن زواج فلانة من علان بعد الدميرة و حش التمر ، ،، فترضى من ترضى و و ترضخ من ترضخ ،، و لسان الحال يقول : المكتوب في الجبين لازم تشوفو العين
و كم من جبين يظل ناصع البياض من لحظة الميلاد و حتى الممات ، و كم من عين رأت مكتوبا لم ترغب فيه و لم ترض عنه.
| |
 
|
|
|
|
|
|
|