وجاء يوم شكرك يا "يمة"

الأسلحة الكيميائية وحقيقة استخدامها في السودان في منتدى ميديكس للحوار
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 09-17-2025, 07:14 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2009م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-15-2009, 06:48 PM

bashir kurdufan
<abashir kurdufan
تاريخ التسجيل: 12-10-2003
مجموع المشاركات: 514

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
وجاء يوم شكرك يا "يمة"

    هذه الخاطرة كتبتهاالسيدة بشاير عثمان في ذكرى رحيل "الحبوبة" الحاجة ست البنات عمر طواف لها الرحمة. الخاطرة بعنوان:

    "وجاء يوم شكرك "يمة": الى امرأة عظيمة تدعى ست البنات عمر طواف"

    في 14 فبراير 2003 ودعتنا - في عيد الحب – أمي الحبيبة ست البنات كبرى بنات عمر علي طواف (عمر ود بنونة سليل الشيخ عمر ود الشيخ حامد أبو عصاة). لم يكن رحيلها هي يوك عيد الحب صدفة فقد كانت منجما للحب وحسن الطوية وبيتا للحكمة وحسن المعشر.
    منذ أن تفتحت عيوننا على الحياة سقتنا رحيق حبها وعطفها ولطفها, وعلمتنا من معين حكمتها وجميل صبرها. ولكم سحرتنا بأهازيجها وغنائها الشجي الذي كانت تردده بصوتها الرخيم, فقد كانت ست شاعرة بالفطرة.... الشعر عندها كالنفس "الطالغ ونازل", والشعر كان عصاها التي تتوكأ عليها, تحمله معها في حلها وترحالها, كان مطيتها للتعبير عن تفاصيل حياتها اليومية, وكان – على نحو خاص – متنفسا لأزمات حياتها الثرية بالأحداث والمناسبات التي كان الأسى والفراق يغطيان مساحة مقدرة منها لكثرة من فارقتهم بالموت أو بالحياة من أبناء واخوان و"حبان".
    كانت القصائد تخرج ملحنة من سريرتها الحسنة المسالمة وذاكرتها الناصعة.. تتغنى بها بصوت كم أبكى وأشجى كل من قيضت له الأيام سانحة الاستماع لصوتها المعبر.
    كانت جدتي ست البنات - التي تحلو لنا مناداتها ب"أمي" - تحب السلام وتعشق الوئام خاصة بين أفراد الأسرة الواحدة, وقد ظلت تردد أن الشقاقات الأسرية تمتد لأجيال وأجيال بما لا تحمد عواقبه, ولدعم هذه الرؤيا والتعبير عنها كانت تردد:
    ما قامت زراعة فاتت أوانا
    ولا ربحت تجارة خانوا ميزانا
    ولا عمرت بيوتا نية خربانة

    من قائل هذا الشعر يا يمة؟
    الشيخ فرح ود تكتوك يا بتي

    كل زوارنا من غير الأهل الذين يأتون لأول مرة يظنون أنها أمي وليست جدتي لأنها كانت دائما بيننا ولصيقة بنا نحن الصغار, تستقبل ضيوفنا وتحكي لهم طرائفها في سلاسة ورحابة تبدو جلية في ندائها للناس .. يا حبيبتي ... يا بت أمي... ياعشاي.... يابوي ....
    كان الحنان منها يتسلسل شعرا يحتضن ويداعب ويناجي ويتدفق حبا تكاد تلمسه بيديك, لازلت أذكر قصيدتها التي خرجت بها في تلقائية حنينة مشفوعة بدمع سخين حين تلقت نبأ سفر شقيقي الذي تحبه جدا والذي اضطر للسفر دون أن يودعها فقالت:

    يا حليلك يا الخزين
    ان شا الله من العايدين
    يا حليلك ياالخزين
    أنا بريدك باندفاع
    وما جيتني نا للوداع
    يا حليلك ياالخزين
    أن شا الله تعود للفريق
    وانت بتلحق الضيق
    يا حليلك يالخزين
    انت بتلحق الضيق
    وماك ولداْ مميحيق
    يا حليلك يالخزين


    أمي ست البنات كانت كالنسمة تمتص غضبنا وضيقنا عند الملمات والأزمات وما أكثرها في السودان.. تقول لنا: "نوموا .. الصباح رباح .. تبيت نار تصبح رماد" و ذلك ربما لأن "الزعل ورم ... والورم بنفش" كما كانت تعتقد وتردد فقد كانت منسجمة يتماهى ما على لسانها مع ما بقلبها.

    كانت أمي ست البنات تتعمد ادراج الطرفة في قصائدها التلقائية خاصة اذا كان الأمر يتعلق بالدعابة مع من تحبهم وتثق في فهمهم لدعاباتها.. حكت لي ذات يوم أن احدى أخواتها كانت تنوي السفر للأراضي المقدسة لأداء فريضة الحج, وكان معروفا عن هذه الشقيقة سهولة الاغفاء والنوم السريع. كانت أمي تخشى على أختها من هذه المزية/المشكلة أثناء الحج فودعتها بقصيدة تقول:
    ودعناها لي مولاها
    رب القدرة يتولاها

    ودعناها أم التومة
    وبسراع خيتولا هدوما
    دي الماشة المدينة تحوما
    أنا خايفالا من النومة

    لم تنحصر الطرفة في شعر ست البنات على البشر, بل تجاوزتهم للأشياء, نوع من الطرفة النابعة من موقف جاد يظهر المفارقة بالتضاد "كونتراست", فها هي تتحدث وكأنها تواسي نفسها وأهلها في ثلاجتنا - التي توقفت عن العمل فجأة - قائلة:
    الله يصلح التلاجة
    الفي بيتنا مافي علاجا

    التلاجة عمل الخير
    بتمسك القليل وكتير
    بتمسك القليل وكتير
    نشرب موية من الزير؟ (هنا مفروض تضيف: "يا بنات أمي؟")

    أيضا كانت تقطع مصاريننا بالضحك حين ترد على المادة الاذاعية من الراديو أو التلفزيون, وخصوصا الأغاني, فمثلا عندما يشدو الفنان " ياحليلك يا بلدنا" كانت ترد عليه قائلة: "بلدك الحماك ليها منو, ما تقوم تسافرلها", وعندما تسمع الفنان يقول "أنا ما بنوم الليل حين اطرى فرقتنا" ترد عليه: "طيب ما تنوم بالنهار"

    وعندما سافرت لزوجي خارج البلاد, ودعتني بدمعها الذي جرى شعرا حنينا يستقر بالقلب:
    يا حليلا حنانا
    هي علي شفقانة
    دي الرحلت مع أخوانا
    وانا ما عارفة عنوانا

    وهكذا ودعناها الى رحاب ربها ونحن نودع جزء أصلي وأصيل من كياننا... فهي قلب هذا الكيان ولحمته وسداته

    بشاير عثمان
                  

02-15-2009, 08:03 PM

SHIBKA
<aSHIBKA
تاريخ التسجيل: 01-14-2009
مجموع المشاركات: 5759

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: وجاء يوم شكرك يا "يمة" (Re: bashir kurdufan)

    ما اروع امهاتنا وحبوباتنا


    انشا الله في السموات العلا ياحبوبة
                  

02-15-2009, 08:07 PM

ihsan fagiri

تاريخ التسجيل: 04-08-2008
مجموع المشاركات: 2346

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: وجاء يوم شكرك يا "يمة" (Re: bashir kurdufan)

    العزيزه بشاير
    دمعت عيناي فتماما اعرف حبك لها
    لها الرحمه
    ولكي الصبر
    والله مشتاقين كثير يا بيشو
                  

02-17-2009, 05:06 AM

bashir kurdufan
<abashir kurdufan
تاريخ التسجيل: 12-10-2003
مجموع المشاركات: 514

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: وجاء يوم شكرك يا "يمة" (Re: ihsan fagiri)

    >>>



    .........
                  

02-19-2009, 07:08 PM

Mashaier Ahmed

تاريخ التسجيل: 03-04-2004
مجموع المشاركات: 159

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: وجاء يوم شكرك يا "يمة" (Re: bashir kurdufan)

    الأعزاء بشير وبشاير

    قد أوفيتي بشاير فيما ذكرتيه عن أمنا الحبيبة ست البنات فهي كذلك وأكثر
    فكانت أم لكل صغير وكبير وكل قريب وغريب بحبها وطيبة قلبها وروحها الحلوة
    ولا تنسي تواصلها للأهل والأحباب حتى بعد أن أقعدها المرض
    نسأل الله العلي الكريم أن يتغمدها بواسع رحمته ويجعل مثواها الجنة

    مودتي

    (عدل بواسطة Mashaier Ahmed on 02-19-2009, 07:16 PM)

                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de