|
هل تلتزم الأندية بالمواثيق ؟!
|
هل تلتزم الأندية بالمواثيق ؟! الاحتراف الكروي في السودان متأخر ويختلف عن غيره في كل مكان، وهنالك خطوط ولمسات، لا تتوافر عندنا، لابد أن نعلم أنه هناك شروط لكي تكون مواكباً لتطور الاحتراف، ويجب أن تعلم أن هناك تميزاً وان هناك تفرقة فالاحتراف عندنا يسير بلا هوية في ظل غياب النظم واللوائح التي تحكم الجميع ويمر بمراحل مزايدات ومناقصات طبعا هذه المراحل لا تنتهي ولا تجد صيغه لهذا الاحتراف بسبب لوائحه المعيبة. لو نظرنا لمسيرة الانتقالات الأهم والأكبر التي حدثت في الدوري الممتاز بدايةً من انتقال طمبل إلى المريخ بعد عودته من رحلة احتراف فاشلة في جنوب أفريقيا مع فريق اورلاندو , وعلاء الدين يوسف من المريخ إلى الهلال خاصة طريقة انتقاله التي صاحبها تلاسن وتراشق بين الغريمين في الصحف واتهامات بالتزوير ووصلت إلى مراكز الشرطة وتناولها الإعلام الرياضي كمادة رئيسية وأججها وكادت أن تتحول إلى معركة ، هذا كله بسب الجهل الإداري الذي يحول صفقة انتقال اللاعبين إلى مناقصات ومزايدات في المعسكرين فقط أما بقية الأندية لم تستطع أن تدخل المناقصة لعدم توفر المال ومن ثم هي تعامل محترفيها بالقطعة وتنتظر الفتات من المعسكرين بتسجيل الرجيع أو تحزين الفائض منهما. على الرغم من المبالغ المهدرة في التسجيلات على لاعبين محترفين وطنيين وأجانب، لم يحققوا أي أنجاز يذكر، إضافة إلى غياب اللاعب السوداني عن جائزة أحسن لاعب على مستوى إفريقيا والوطن العربي وذلك لتواضع مستواه وقلة كفاءته الفنية، وفي نفس الوقت نجد في السابق أن فريق المريخ أحرز بطولات خارجية وفريق الهلال وصل إلى النهائي الإفريقي عدة مرات وكان قاب قوسين أو أدنى من إحراز اللقب, في ظل عدم وجود لاعبين محترفين في صفوف الفريقين في ذلك الوقت. لماذا لا تلزم وزارة الشباب والرياضة الأندية السودانية بميثاق شرف توقع عليه كلها، وذلك إذا أجرى نادٍ مفاوضات مع لاعب وقدم له عرضاً يجب على أي نادي آخر ألا يدخل في مفاوضات أو تقديم عرض له أن تتركه لأنه لا يجد أي نادي سوف ينافس عليه سيكون أمام خيارين أما أن يرفض أو يقبل وغالباً ما يقبل العرض لعدم وجود منافس يزايد وبذلك نكون أوصدنا الأبواب أمام طمع وكلاء اللاعبين وعشوائية السماسرة وبذلك تكون الأندية وفرت أموالها المهدرة من جراء المزايدات. الأمير سلطان بن فهد ونائبه الأمير نواف بن فيصل عقدا إجتماعاً مع رؤساء الأندية (عبر وسائل الإعلام) الذين وقعوا وصادقوا على ميثاق شرف بينهم يلزم كل نادٍ بعدم التفاوض مع لاعب سبق أن تفاوض مع نادٍ قبله وذلك بسب لاعب الوسط الأرجنتيني داميان أليخاندرو مانسو الذي أشعل فتيل الأزمة الحادة بين قطبي الكرة السعودية في مدينة جدة الأهلي والاتحاد، فبعد ساعات قليلة على إعلان إدارة الأول عن اتفاقها المبدئي مع نادي ليجا كيتو الإكوادوري على انتقال نجم وسط الفريق مانسو للأهلي، أعلنت إدارة الاتحاد عن تعاقدها مع اللاعب نفسه مما أدت إلى التراشق عبر الصحف والمزايدات بين الناديين وعلى ضوء ذلك أصدر الأمير سلطان بن فهد قراراً ملزماً لناديي الأهلي والاتحاد وبقية الأندية السعودية الأخرى بعدم التعاقد مع اللاعب ، ويكفي لهذا الميثاق أن يكون ملزما للموقعين عليه إذ إنه ربط بشكل مباشر (بالدين) الذي يعتنقه الإنسان ووفق الشريعة التي تتيح التنافس فيما فيه المصلحة دون هضم حق أحد. إلا أن للحديث بقية فجمرة أخرى تضيء من تحت الرماد يضيئها الإعلام الرياضي فهو الوقود الحقيقي لتفعيل هذا الميثاق وتسليط الضوء عليه أو تبطيله، فيجب على وزير الثقافة والإعلام أن يجمع رؤساء تحرير الصحف الرياضية ومديري التحرير للتوقيع أيضا على ميثاق شرف خاص (بالإعلام) بما يكفل الحق للجميع والشفافية والوضوح في الكثير من الأمور بعيداً عن خدمة المصالح الشخصية. فمتى ستكون الكرة السودانية تحكمها النظم واللوائح والقوانين ومتى ستلتزم الأقلام الرياضية الحياد؟ هذا سؤال يحتاج إلى سنوات طويلة لنتوصل إلى إجابته! [email protected]
|
|
  
|
|
|
|