|
قام من نومو ولقى كومو!..
|
خط الاستواء عبد الله الشيخ قامت الدنيا ولم تقعد لأن الدكتور عبد الله علي إبراهيم أعلن نفسه مرشحاً لرئاسة الجمهورية من فوق المنبر الخطأ.. فقد انتظر الحضور أن يحدثهم الدكتور عن الاستقلال، فإذا به (يجيب الموضوع من الآخر) ويحدثهم عن أحلامه بحكم السودان.. والله المستعان! فكل أحلام الوصول الى هذا القصر الملكي بدأت هكذا.. وفعلها النميري الذي كان يحدث أولاد دفعته في حنتوب بأنه سيحكم السودان بالعضل والبونية، فصرخ الكثيرون في الشوارع.. أبوكم مين.. وفعلها ساركوزي الرئيس العاشق، وكان كذلك يتحدث عن أنه الرئيس القادم لا محالة الى قصر الاليزيه.. إذا كان الدكتور عبد الله راغباً في الوصول الى القصر الجمهوري وتسنم مؤسسة الرئاسة عن طريق الوسيلة التي (ارتضيتموها).. عبر صناديق أصواتكم فلماذا غضبة الشعب عليه؟ هل الغضب نبيل من أجل (ندوة وطرشقت)!؟.. كم عدد الندوات وورش العمل والملتقيات التي (طرشقت) في هذا الوطن العريق!؟.. إن الرجل يرغب في الوصول الى القصر الجمهوري بهذه الصيغة الحضارية الصندوقية.. حسناً!! دعوا الدكتور يحلم.. وهو من أكابر العارفين بأن العقل المدبر لاتفاقية السلام قد صمم مؤسسة الرئاسة وصنع قوائم الكرسي ووسائده خصيصاً لجلوس (أحدهم) عليه!؟.. لا أدري كيف غابت هذه الحقيقة عن خيال الدكتور الذي حدثنا كثيراً عن أدب الرباطاب!.. نعم، لقد اخطأ الدكتور عبد الله علي إبراهيم في الإعلان عن قراره من فوق منبر اتخذ عنواناً مغايراً.. لكنها ليست المرة الأولى في تاريخ السودان، التي نرى فيها (الناس القيافة) يختطفون عناوين الندوات والملتقيات، وليست هي المرة الأخيرة التي نراهم يفكرون في شيء، ويتحدثون عن شيء آخر، ويفعلون شيئاً ثالثاً؟.. منذ متى التزم (الناس القيافة) في هذه البلدة السعيدة بحكامها بعناوين مؤتمرات الحوار الوطني، وبشعارات رتق النسيج الاجتماعي، وإعادة اللحمة الى العلاقات مع دول الجوار، واعتماد الشفافية في الحسابات النهائية أو المبدئية للبترول؟ ومنذ متى؟.. بل ومتى؟ يسعون الى تنزيل سيرة الإمام العادل ابن الخطاب من رفوف كتب التاريخ الى أرض الواقع؟.. وهل تراهم أدرجوا هذه السيرة التي يلهجون بها ليل نهار ضمن (فعاليات) الإستراتيجية ربع القرنية؟.. أين هي عناوين الشعارات، الندوات وورش العمل..؟! كأن هؤلاء الغاضبين على الدكتور لا يسترقون السمع الى الإذاعة السودانية.. إنها حتى هذه اللحظة تبث أناشيد التضحية في سبيل الوطن، ووصية جدودنا زمان.. وأمتي يا أمة الأمجاد والماضي العريق!.. (بكسر القاف).. ليت الغاضبين على الدكتور يستوعبون هذا التراث (الفكري والعملي الثر)، ولا يتناسونه كما نسي الدكتور نصوص اتفاق السلام (وفق بنود مؤسسة الرئاسة)!.. ودونكم التلفزيون، الذي يتخذ من الوحدة والتنوع شعاراً، ويبث كل ليلة وكل نهار قومة داك، وقعدة دا، والزيارات الميدانية لحظائر صادر الهدي.. و(قص الشريط التقليدي) لشفخانة حجر الطير!.. وما الى ذلك!.. كأن الغاضبين على الدكتور لا يقرأون لافتات المدينة (الرسمية).. بألوانها الزاهية التي تحكي عن التطور، والنماء، وتحكيم شرع الله، النهضة والعمران, توطين العلاج، التقنية، التعليم، دحر الملاريا وقهر الأعداء المتربصين بالوطن الذي هو (في حدقات العيون)!.. قال الدكتور إنه سيأتي الى سدة الرئاسة عن طريق (السردبة) فوق هامش الحرية التي تفضلت به علينا الحكومة.. لماذا لا تتركونه يحلم.. إن كنتم للرؤيا تعبرون، وإن ظننتم أن الرقابة الدولية ستحمي (أصواتكم).. من طلاءات البوماستيك!.. لم يخرج الدكتور عن قضيب السكة الحديد التي (قربت المسافات) حين تحدث عن موضوع مغاير، لا صلة له بعنوان الندوة.. فكل العناوين التي اعتمدتها حكومتكم (الشرعية) تسير (على قدم أو على ساق)! باتجاه الـ(قام من نومو ولقى كومو)!..
|
|

|
|
|
|