|
الوزير الطيِّب كفوت خير خلفٍ لخير سلفٍ في غرب دارفور
|
الوزير الطيِّب كفوت خير خلفٍ لخير سلفٍ في غرب دارفور
عبدالفتاح محمد إبراهيم
• سعدتُ أيَّما سعادة والأخبار تتهادى إلى مسمعي وتنقل لي تعيين الأخ العزيز الأستاذ/ الطيِّب كفوت وزيراً لوزارة الثروة الحيوانية بولاية غرب دارفور عِوضاً عن سلفه الأستاذ/ على مجوك المؤمِن، والذي تمَّ تعيينه مؤخراً وزيراً للدولة بوزارة رئاسة مجلس الوزراء الإتحادية لملأ الموقع الذي بات شاغراً عقب وفاة د/ عبدالرحمن موسى الذي كان يشغل منصب وزير الدولة بناءً على إتفاقية أبوجا للسلام وضمن الحصة المخصصة لحركة تحرير السودان (الإرادة الحرَّة). • ويكمُن مصدر سعادتي، في معرفتي التامَّة واللصيقة بكلا الوزيرين، السابق واللاحق، ولا أُخال أنني سأذيع سراً إذا قُلت أنني قد سعدتُ ـ فيما مضى ـ بالسكن مع الأخ الطيِّب كفوت في منزلٍ واحدٍ لعدة شهور خلت في السنة المنصرمة، ممَّا أتاح لي فرصة جيِّدة لتوثيق معرفتنا والإحتكاك به عن كثبٍ وقربٍ وتقييمه التقييم الدقيق، ويُشهد الله أنني طيلة فترة وجودنا معاً، قد عرفته أخاً ثابت الأخاء، وثيق النفس، هادئ الطبع، قوي الشكيمة، رحب الصدر، مهموم بالوطن، يتحسَّس آلام الجماهير، تراه صبوراً وجلداً، قلَّ ما تجده يتذمَّر أو يُذجر أو يضَّجر، يحمل أشواق المواطنين بين جوانحه، قضية دارفور شعلة متقدَّة في دواخله، وكان نِعم الأخ، يوقر الصغير ويحترم الكبير، مثقف وملمٌ بالتواريخ والأحداث، يعرف أين يبدأ واجبه وأين تنتهي حقوقه، فلا تجده البتة يتدخل فيما لا يعنيه، وهذا غيضٌ من فيضه، كان قائداً لم يُشقُّ له غبار في ساحات الميدان، ومحاوراً مُهنكاً في المفاوضات إبان إلتئام أبوجا، فهو رئيساً لهيئة أركان قوات الحركة ورتبته فريق، وأسَّس الإرادة الحرَّة ـ ضمن آخرين ـ بفكرٍ سديد وطموحٍ جامح. • وكما هو في حكم المعلوم ـ وبالضرورة مؤكَّد ـ أنَّ الثروة الحيوانية بولاية غرب دارفور ولأمدٍ قريب لم تكن لها وزارة، ولم تتعدى ذاك الحين سوى إدارة صغيرة تتبع لوزارة الزراعة، إلا غداة تعيين الأستاذ/ على مجوك وزيراً للثروة الحيوانية ضمن حصَّة الحركات الموقعة على إتفاق السلام، والذي أبلي البلاء الحسُن في هذه الوزارة، فحتى الآن لا يزال على شفلة المواطنين وفي لسان الجماهير بالجنينة، إستطاع في الفترة الةجيزة التي قضاها وزيراً أن يجعل وزارة الثروة الحيوانية تضاهي أعتى الوزارات من حيث الفاعلية والنشاط والحراك، أسَّس للوزارة بأحسن ما يكون التأسيس، خطى خطوات جريئة، ورسم مسارات مضيئة (أأمل أن يُسير عليها خلفه)، وما الذكرى العطرة والأثر الطيِّب الذي تركه في نفوس المواطنين إلا كنتاج طبيعي لتثمين المواطنين لجهوده وإمتنانهم لإنجازاته التي لا تخطئها العين. • فليس بمستغربٍ أن يتم إختيار الأستاذ/ الطيِّب كفوت لوزارة الثروة الحيوانية، لأنه أهلاً للإختيار، والذي صادف أهله تماماً، ورغم علمي التام بأنَّ الأخ الطيِّب ولفترة قريبة كان يرفض الوزارة والمنصب وإستحكم الرفض، غير أنه نزل عند رغبة المواطنين وإستجاب لمطلبهم، فحسب سيرته الذاتية الزاهية يُدرك المواطنون بأنه سيكون خير خلفٍ لخير سلفٍ، وأنا أدرك أنَّ الأخ الطيِّب زاهداً، والعبء سيزداد والتكليف عظيم والأمانة كبيرة، غير إني أحسب بأنَّ الأستاذ/ الطيِّب سيكون عند حُسن الظن به، سيتدفق العطاء الثر، وسيسري العمل الدؤوب الذي لا يعرف التثاؤب ولا التكاسُل، فأخي الطيِّب رغم زهدك، فأنت أهلاً لهذا الموقع، الذي لم يتم إختيارك له بالصدفة، بل جاء بعد مخاضٍ عسير، فأنت خيارٌ من خياراتٍ عديدة، فالحمل كبير، ولكن بما تتمتع به من رجاحة عقل، وزنة حوار، ودقة تصويب، وفكر سديد، ستكون عند الموعد، ولن تشعر بالغرابة أو الغربة في الجنينة وستحسُّ بأنك أحد أبنائها وستجد كل عونٍ ودعم للقيام بواجبك، ولن نألو جهداً أو ندخر وسعاً، والله الموفق والمستعان.
|
|

|
|
|
|