الأسلحة الكيميائية وحقيقة استخدامها في السودان في منتدى ميديكس للحوار
|
الصحفى والكاتب بجريدة الراية القطرية حامد ابراهيم حامد يطالب الوزير مصطفى عثمان بالاعتذارللشعب
|
كتب الصحفى الكريم والكاتب حامد ابراهيم حامد فى جريدة الراية القطرية اليوم الاحد22 مارس 2009 ردا على الوزير مصطفى عثمان اسماعيل على نعته الشعب السودانى بأنه كان يشحذ ويطالبه بالاعتذار للشعب السودانى الابى ، كتب الآتى : -
الاعتذار واجب للشعب السوداني بقلم : حامد إبراهيم حامد .. من المؤكد ان المستشار الرئاسي مصطفى عثمان إسماعيل قد أدخل نفسه في جدل كان يمكن أن يكون في غنى عنه وانه من حيث يدري أو لايدري وجد نفسه أمام معضلة حقيقية بالقضية التي آثارها حول أن الشعب السوداني كان مثل الشحاذين قبل مجئ ثورة الإنقاذ والتي نقلت عنه جريدة الشرق الاوسط من خلال مؤتمر صحفي محضور بالعاصمة السعودية الرياض ولذلك فانه مهما حاول التنصل من هذا الاتهام فلن يستطيع وكان عليه ان يعتذر للشعب السوداني ويقول ان التعبير خانه بدلا من محاولة الالتفاف باتهام الصحيفة بالتحريف أو عدم الدقة في نقل المعلومة.
فالشعب السوداني وأنا واحد من أفراده لم يكن يوما متسولاً قبل الانقاذ وانه رغم ضيق العيش إلا انه كان كريماً وراضياً بالمقسوم وان طوابير صفوف الخبز والوقود ليس معيارا للتسول لأن هناك دولاً أخرى يقف مواطنوها في الصفوف حتى في ركوب وسائل النقل باعتبار ان الصفوف التي يسئ بسببها المستشار الرئاسي للشعب السوداني نوع من التحضر في الحصول على الحقوق.
فالكل يعلم أن الشعب السوداني قبل الانقاذ رغم الضائقة المعيشية الا انه كان كريما وان الخدمات كانت متوفرة، فالعلاج كان مجاناً والتعليم كان ايضا مجانا حتى فوق الجامعي وجامعة الخرطوم كانت توفر المأكل الفاخر لطلابها بل هناك يوم اسبشيل يوزع فيه أنواع اللحوم والاطعمة للطلاب، ولكن أين هذه الخدمات في عهد الانقاذ، فالمقارنة واضحة، فالتعليم الذي كان في متناول الجميع ولم تقف الرسوم الدراسية كعائق أمام النابغين من الطلاب مثلما هو الآن.
نعم حكومة الانقاذ اخرجت النفط وفتحت العديد من الجامعات والمستشفيات ولكن هل استفاد المواطن العادي من النفط وهل الجامعات الحالية يطلق عليها جامعات، المحك ليس في الكم وإنما في مدى استفادة المواطن من هذا الكم وان المواطن السوداني الذي يصفه المستشار بانه كان جائعا قبل الانقاذ أصبح جائعاً في عهد الانقاذ خاصة بعدما أصبح أكثر من 95% من السكان تحت حد الفقر ولايجدون ما يسدون به الرمق.
فمن المؤكد ان الشعب لم يعرف الشحادة إلا بعد الانقاذ، فكان على المستشار ان يقر بذلك خاصة انه يعلم ان عدد منظمات الاغاثة العاملة بالسودان حاليا يزيد على 200 منظمة وكلها أو أغلبها تعمل في مجال توزيع الاغاثة والدواء ليس في دارفور فقط وإنما حتى في الخرطوم التي سقط من خلالها شعار نأكل مما نزرع، فإن المطلوب من المستشار وهو أبو الدبلوماسية السودانية في عهد الانقاذ أن يعتذر علناً وهذا يعني عليه التخلي عن محاولات الالتفاف على اتهامه الواضح للعهود قبل الانقاذ لأن عهد الانقاذ كله محن وان اختفت الصفوف والتي ظهر بدلاً منها القطط السمان الذين كانوا قبلها أغلبهم متسولون.
مشكلة أهل الانقاذ انهم يريدون ان يمحوا ذاكرة الشعب السوداني وجعلها مبرمجة مع برامجهم وخططهم الفاشلة والتي مهما حاولوا تسويقها لن يتمكنوا لأنها ليس لها أصل بل تقوم على محو تاريخ السودان بعنتريات، ولذلك يتحدثون عن أشياء وهمية ولكن أن يكون المتحدث مصطفى عثمان فهذا لايجوز لانه في نظر العديد من المراقبين أعقلهم وعليه أن يحافظ على الاقل على مكانته لدى المراقبين لأن مثل الحديث لايشبهه أبدا. والخروج من نفقه يكمن في اعتذار واضح وصريح، فهل يفعل، نتمنى ذلك.
على الرابط الآتى : -
http://www.raya.com/site/topics/article.asp?cu_no=2&ite...e_id=24&parent_id=23
|
|
 
|
|
|
|
|
|
Re: الصحفى والكاتب بجريدة الراية القطرية حامد ابراهيم حامد يطالب الوزير مصطفى عثمان بالاعتذارلل (Re: Nazar Yousif)
|
وكتب سالم أحمد سالم
مصطفى عثمان اسماعيل .. تجسيد حي لضمور القدرات ... بقلم: سالم أحمد سالم- باريس الجمعة, 20 مارس 2009 18:20
بديهيات ثلاث! مصطفى عثمان اسماعيل مستشار رئيس الحكومة العسكرية في الظاهر ووزير خارجيته الفعلي في الباطن وصف الشعب السوداني بأنه شعب شحّاد. النص الحرفي ضروري في مثل هذه الحالات، لذلك قمت بمراجعة ومضاهاة النص من عديد المصادر، ثم استمعت إلى التسجيل الصوتي لكلام مصطفى عثمان فوجدته يقول بالنص الواضح وكلمة وراء كلمة: (هذه الحكومة عندما جاءت إلى السلطة، الشعب السوداني كان مثل الشحاتين، يقوم من صلاة الصبح يقيفوا في الصفوف عشان يتحصل علي جالون بنزين، أو يقيف في الصف عشان ما يلقي رغيفتين عيش يقدر يعمل بيها ساندويتش لأولاده، وهو يمشي يأكل عصيدة أو يأكل هناي .. لما جات الحكومة دي ما كان في سكر، الشعب السوداني كان بيشرب الشاي بالجكة .. لما جات الحكومة دي ما كان في طرق، ما كان في تصنيع، ما كان ما كان ما كان). أولا سوف أعترف بجهلي الشديد لأنني لا أعرف معنى "الجكه" هذه، وقد فسّرها لي البعض بأنها العجوة، وإن كنت لا أدري بعد ماهية العلاقة بين العجوة والجكه! جكه أم عجوة علينا أن نأخذ وصف مصطفى للسودانيين بالشحادين ببديهيات المنطق التي درجت على استخدامها في معالجة مثل هذه الأعاجيب؟ بديهيات المنطق تضع وصف مصطفي في ثلاثة احتمالات: البديهية الأولى: أن مصطفى عثمان هو مواطن سوداني، وبالتالي فإنه وأهله وعشيرته هم أيضا من بين هؤلاء السودانيين. وبناء على هذه البديهية فإن صفة الشحاتة تنسحب بالضرورة على مصطفى عثمان وعلى كامل أفراد أسرته، فوالده شحات ووالدته شحّاته وكذلك أعمامه وخالاته وجميع أقاربه من قبيلة الشحاتين السودانيين. وتحت فرضية أن أفراد حكومته هم أيضا من السودانيين، ومن حيث أن صفة "سودانيين" لا تستثني أي سوداني‘ فإن صفة "شحات" التي أطلقها مصطفى عثمان عممها على جميع السودانيين تشمل بالضرورة كل أفراد حكومته، فرئيسه شحات وكل أقطاب حكومته جميعهم من الشحاتين أبناء الشحاتين. طبعا نستثني من ذلك أبناء وبنات أقطاب الحكومة الذين نجوا من صفة الشحتة لأن الثروة هبطت على آبائهم وأمهاتهم في زمن الإنقاذ. نقول هبطت عليهم الثروة حتى نتحاشى أن نقول أنهم سرقوها فنقع في التعميم الذي وقع فيه مصطفى، فقد يكون من بينهم من نهبها أو اختلسها وهاتان لا تقعان في باب السرقة. أما الأغلبية الساحقة من أطفال السودان من غير أبناء وبنات أهل الحكومة، فمازالوا شحاتين أبناء شحاتين بسبب تشريد أولياء أمورهم وفاحش الأسعار، فيضطر هؤلاء الأطفال إلى مد أيديهم الصغيرة يطأطئون عيونهم البريئة أمام الموسرين من أهل الإنقاذ فلا هم أعطوهم دريهمات من حقوقهم ولا هم ردوهم ردا جميلا كريما ولا هم حلّوا وثاق أولياء أمورهم وتركوهم يأكلون ويطعمون أطفالهم من خشاش الأرض، فانطبق الحديث الشريف (دخلت امرأة النار في هرّة ... ) والبديهية الثانية: أن مصطفى عثمان ليس سودانيا، فهو في هذه الحالة يصف شعبا لا ينتمي إليه بأنه شعب من الشحاتين. وقد يكون محقا في ذلك. لكن أسس الأخلاق والشرائع الربانية والأعراف الدبلوماسية العمومية للغاية تمنع من القذف بمثل هذه النعوت لأن الشحاتة دليل بؤس مادي والله وحده هو مقسّم الأرزاق، وهناك العديد من الآيات القرآنية الكريمة تنهى عن تعيير الخلق بما كسبوا إنْ قدر عليهم رزقهم (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ وَلا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلا تَنَابَزُوا بِالأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ) الحجرات. وكلمة "قوم" هنا تنسحب على المؤمن والكافر، فالله ينهى عن تعيير المسلم واليهودي والمسيحي والكافر سواء بسواء. ذلك لأن من يعيّر الناس بالفقر والشحاتة فكأنما يقدح في الكيفية التي يوزع الله بها الأرزاق بين عباده ومخلوقاته. فمن يفعل ذلك لم ينشأ على تقوى أو أنه جاهل بالدين أي الصفتين استحب إلى نفسه. ومن يفعل ذلك فقد أمره الله بالتوبة حتى يخرج من الفئة الظالمة حسب ما ورد في الآية الكريمة. والتوبة ليست كلمة تخرج من الأفواه لأن أول شروطها رد الحقوق إلى أهلها. وعليه فأن فرضية عدم مواطنة مصطفى تنسحب على أفراد حكومته. والعجيب أن هذه الفرضية تتماهى إلى حد بعيد مع صمت حكومته حيال ما قاله في حق الشعب وكأنهم فئة استعمارية خارجية. وفي أحسن الحالات يفصح صمت الحكومة عن حالة استعلاء على الشعب وتأييد صريح لما ورد على لسان مصطفى عثمان، فالصمت في هذه الحالات قبول وإقرار. والبديهية الثالثة: أن مصطفى عثمان اسماعيل يعرف بعضا مما ذهبنا إليه فوق، لكن غلب عليه النزق في الطبع فقال ما قال دون اعتداد يذكر بقيم الدين والأعراف السودانية وتلك الدبلوماسية، أو كقول الحق تعالى في سورة المؤمنون في وصف حال الكفار والمشركين يوم القيامة (قَالُوا رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْمًا ضَالِّينَ). ويجيبهم المولى عزّ وجل في نفس السورة المباركة (قَالَ اخْسَؤُوا فِيهَا وَلا تُكَلِّمُونِ * إِنَّهُ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْ عِبَادِي يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ * فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيًّا حَتَّى أَنسَوْكُمْ ذِكْرِي وَكُنتُم مِّنْهُمْ تَضْحَكُونَ). النزق الذي نضح عن مصطفى عثمان اسماعيل دليل غضب شديد جاوز الفجور في الخصومة وبلغ حد الخروج عن مألوف الأدب بالقول المقذع. فلماذا هو حانق على الشعب السوداني؟ أنا شخصيا لا أستطيع أن أدلي بإجابة بدلا عنه .. لكن لابد لغضبه عن الشعب السوداني من سبب حسب بديهيات المنطق وقاعدته التي تقول أن المعلول يدور حول العلّة وجودا وعدماً. وما يشي بشديد الغضب أو قل الحنق أن مصطفى عثمان اسماعيل قال قولته خارج السودان بما يضفي عليها قصد التشهير بالسودانيين لدى الشعوب الأخرى. زد على ذلك أنه قال ما قال في حشد إعلامي محضور بما يؤكد سبق الإصرار واقتناعه الشديد بصحة مقاله وتوسيع رقعة التشهير على أوسع مدى. وقد نجح مصطفى في ذلك أيما نجاح لأن وصف الشعب بالشحاتة من شخص حكومي قد سبب جرحا عميقا للسودانيين أمام الشعوب الأخرى، فأصبحوا موقع تندر وموضع سخرية .. أو حسب القوانين الجزائية في البلدان التي تحترم حكوماتها شعوبها: الفعل المتعمد المتسبب في الأذى البليغ والعاهة الدائمة في السمعة. تلك هي البديهيات الثلاث التي لا يخرج قول مصطفى عن إحداها، وله أن يختار من بينها أيها تناسبه. أما لجهتنا فحاشا لله أن نصف أحدا بالتسول أو فاحش القول، بما في ذلك أسرته الكريمة وأفراد حكومته برغم تعديه على كل الأسر السودانية، فقط أردنا أن نبين لمصطفى في نسيج منطقي محكم أنه كمن يبصق وهو مستلق على ظهره لابد أن يسقط بصاقه عليه ويصيب رذاذه من هم حوله من أهل وعشير وحكومة. وإن ظن البعض أن ما بدر من مصطفى عثمان كان "زلة لسان" فإن التفسير العلمي النفسي أن زلة اللسان تفضح شيئا ما يعتمل في نفس صاحب الزلّة لكنه لا يجرؤ على الإفصاح عنه، فيخرج هذا الشيء في زلة لسان .. ثم بعد ذلك تعالوا لا نختلف مع مصطفى عثمان اسماعيل أن الأزمات الاقتصادية في السودان قبل انقلابهم العسكري كانت على درجة من السوء يقل كثيرا عن حالة السوء والمسغبة الحاصلة. إذ لا يستطيع مصطفى أن ينكر الواقع ويزعم أن حالة المواطن المعيشية اليوم أفضل مما كانت عليه. فالحالة الاقتصادية تقاس بالقوة الشرائية عند الشعب ولا تقاس بتوافر السلع في الأسواق. من ذلك على سبيل المثال أن يمر شخص مستور الحال أمام محل للذهب والمجوهرات، لكن قوّته الشرائية لا تمكنه من شراء الذهب. مثل هذا الشخص يتساوى تماما لجهة القوة الشرائية مع الفقير .. أو الشحاد .. الذي يمر أمام المخبز فلا يستطيع شراء قطعة خبز. فالقوة الشرائية عند المواطن السوداني اليوم لا تمكنه من سد احتياجاته وأسرته من الضروريات الأساسية للحياة ناهيك عن الملابس .. أما الذهب فالتفكير فيه دليل جنون (دهب شنو يا مره؟ إنتي جنّيتي واللا شنو؟ ... ) ولسوف أزعم هنا أن عرض المأكولات الشهية في المحلات التجارية قد اقترب في السودان من الفعل الحرام قياسا إلى الحديث الشريف الذي نهى فيه الرسول الكريم عن فوح رائحة الطعام إذا كان الجار فقيرا .. مثلما وجّه الرسول الكريم بزيادة المرق لعل الجار الفقير يصيب منه شيئا .. ولعل أهل الإنقاذ يزيدون الماء على المرق .. وليأكلوا هم اللحم .. فلا مرق ولا لحم لهذا الشعب المفترى عليه؟ نعود إلى فترة ما قبل الإنقاذ التي قال مصطفي عثمان أن الشعب السوداني كان فيها شحادا لا يعرف السكّر .. وكانت الناس تشرب فيها الشاي بالجكه .. وفي رواية أخرى قيل أنهم كانوا يشربون فيها الشاي بالعجوة، وقد اختلف المفسرون في معنى الجكه، لكن الروايتين صحيحتان من حيث المغزى والمعنى ووصف الحالة (رواه الإعلام العربي وورد في صحيح الإعلام العالمي والتسجيلات الصوتية). نعم خلال تلك الحقبة قد عرف السودان ندرة السلع الضرورية وصفوف البنزين والخبز والسكّر .. (وكل أنواع "الصفوف" الأخرى التي اختفت الآن لأنه لم يعد لها من داع، حيث أصبحت بضاعتها واقفة على نواصي الطرقات بفضل الانقاذ ومشروعها الحضاري للغاية وسياراتها الفارهة وزواج المسيار وغير المسيار مما ملكت أيمانهم!) أما بالنسبة لصفوف البنزين والخبز والسكّر، أو قل الجكه، فقد تسببت فيها نفس هذه الإنقاذ! وحتى لا يتهمني أحد بأنني أحمّل الإنقاذ مسؤولية حالة قد سبقت انقلابها العسكري، وأنني بذلك قد خرقت أحكام العدل وقوانين تسلسل المراحل، لابد لي من القول أن الإنقاذ لم تولد في ليلة الانقلاب العسكري. فالذين نفذوا الانقلاب العسكري موجودون بالضرورة قبل تنفيذ الانقلاب لأن الانقلاب عمل مبيّت كما يقولون. إذن هناك إنقاذان، إنقاذ قبل الانقلاب العسكري وإنقاذ بعده .. هي هي نفس الانقاذ فقط بدّلت ملابسها المدنية بملابس عسكرية وغيّرت اسمها من الجبهة الإسلامية إلى الإنقاذ ثم في مرحلة لاحقة إلى المؤتمر الوطني. المهم أن إنقاذ ما قبل الإنقاذ العسكري الحاكم بالجبر قد مهدت لعملية السطو على السلطة بالسيطرة على الاقتصاد وعلى حركة تداول المال في البلاد عبر مجموعة من المصارف المسماة زورا بالمصارف الإسلامية أشهرها وأخطرها كان بنك فيصل الإسلامي. عن طريق تلك المصارف قامت جماعات الجبهة الإسلامية باحتكار السلع الضرورية من سكر ودقيق وحليب أطفال وذرة وزيت وخشب وحديد وأدوية إلى نهاية القائمة من السلع الاستهلاكية الضرورية لحياة المواطن، ثم سيطرت على حركة المال والإقراض، ربوي على غير ربوي، وطردت التجار والمستوردين والمصدرين عن طريق لعبة الإغراق بالقروض وسحب الأنشوطة على أعناق التجار فأفلس الآلاف من أقطاب الحركة التجارية التقليدية. (لعبة الإغراق بالقروض هي تقديم قروض للتجار لتمويل عملياتهم التجارية. وبعد أن يقوم التاجر بإدخال مال القرض في الصفقة تباغتهم البنوك بمطالبتهم بتسديد القرض قبل إكمال العملية التجارية واستعادة راس المال، مما أدى إلى حالات الإفلاس) تلك هي الانقاذ التي أخفت السكر وحليب الأطفال والدواء لتبيعها في السوق السرّي بأسعار مضاعفة. نعم لقد أخفت الإنقاذ السكر لكني لا أذكر أنها طرحت بديلا من العجوة أو الجكه! ولكي تستقيم عبارة مصطفى عثمان كان أجدر به أن يقول أن الشعب السوداني واجه ندرة في السلع وصفوف وأزمات قبل الانقلاب وأنه، أي الشعب، أصبح اليوم مثل الشحادين. لو قال ذلك لكنا قد حملناه على الأكتاف وخرجنا به في مظاهرة تكسر حالة الإرهاب الأمني التي تفرضها حكومته حتى لو أدى ذلك إلى تقطيع الأوصال. هكذا تحدث زرادشت الإنقاذ مصطفى عثمان اسماعيل. وهنا بالضرورة لابد أن يسأل أي "غبي" على حد وصف مصطفى للإعلام، عن الموقف الذي اتخذته حكومته وخاصة رئيس حكومته من وصف السودانيين بالشحادين؟ كان من المفترض "جدلا" أن تقوم الحكومة بتجميد النشاط الرسمي لمصطفى عثمان اسماعيل إلى حين انتهاء التحقيق معه حول ما قاله أو قل ما نسب إليه من قول، أو هكذا تفعل الحكومات التي تحترم الشعب. والحكومة لا تحترم الشعب إلا أن تكون حكومة نابعة من إرادة الشعب. يبدو أنني سوف ارتكب خطأ جسيما إذا مضيت قدما في طريق هذه الفرضية الجدلية. فالحكومة سطت على الحكم وأشبعت الشعب تجويعا وتشريدا وتقتيلا وانتهاكا للحقوق ومصادرة الحريات. فكيف نتوقع أن تقوم مثل هذه الحكومة بمحاسبة أحد مسؤوليها على شتمه للشعب؟ وصف مصطفى للشعب بأنه شعب شحاد يتسق تماما مع كل أفعال حكومته. أما الملهاة الحقيقية فإن مستشار رئيس الحكومة كان يقول قولته تلك في نفس اللحظات التي كان يطوف فيها رئيس حكومته على أقاليم السودان وهو يستدرر تعاطف الشعب السوداني معه بخصوص قرار المحكمة الجنائية الدولية! لقد كان من البديهيات أن يتخذ رئيس الحكومة موقفا منصفا إلى جانب هؤلاء الشحادين الذين ذهب يستجدي مساندتهم ولو بقرار ارتجالي يعصف بمستشاره أو يجمده ولو إلى حين .. أو حتى ولو على شاكلة المواقف الصورية المعروفة التي تمّحي قبل أن يطلع عليها نهار اليوم التالي! وأيم الله يندر أن تجد شلاقة تضاهي شلاقة مصطفى عثمان وهو يشتم شعبا بأنه شحاد بينما رئيس حكومته يستجدي نفس هذا الشعب النصرة والتأييد والحماية! لكن المحور الهام والرئيسي في هذا السياق أن مقولة مصطفى عثمان تعطي بيانا بالعمل على ضمور قدرات أقطاب هذه الجماعة الحاكمة. فقد ورد في حديثي الأخير تحت عنوان "يا عمر لا تئد طفلة تنفض الغبار عن لحيتك" ما نصّه: (أما في الجانبين الداخليين، فإن أولهما نتج عن التعامل الفطير لمستشاري وأقطاب الحكومة العسكرية مع مسألة المحكمة الجنائية ومع قضية دارفور على وجه الخصوص. تعامل يبرهن على ضمور في القدرات يظهر في تعامل أقطاب الحكومة مع قضايا السودان كلها. المصدر الأساسي لسوء التعامل كما ذكرنا هو أن هذه الجماعة حاولت كشط هوية المجتمعات السودانية وإحلال طريقتها التي هي في النهاية لا شيء! زد على ذلك أن الجماعة الحاكمة قد مارست أسوأ عمليات إقصاء للكفاءات والمواهب السودانية واعتمدت على قدرات متدنية مهزوزة لعدد شحيح نضب شحيح ما في جعبتهم مع تعاقب الأحداث .. وهكذا تفعل الحكومات الدكتاتورية عادة. لقد اقتصر تعامل الجماعة الحاكمة مع الجنائية الدولية على التعنت وردود الأفعال الحمقاء بعيدا عن السياسة والقانون وذكاء المناورة. وفي الأثناء كانت أنشوطة الجنائية تضيق حول رئيس الحكومة العسكرية. قولا واحدا كان "رجال الرئيس" سببا مباشرا في توجيه الاتهام لرئيسهم وتوريطه وحده وأصبحوا هم في مفازة ولو إلى حين!) وقلت في ذات الساق: (وعندما ادلهمت الأمور وزاغت الأبصار وتراجع أقطاب الحكومة إلى ما وراء المايكروفونات، لم يجد رئيس الحكومة من يستعصم بهم غير هذا الشعب المثخن بالظلم فأجاره الشعب طوعا أو كرها أو على الطريقة السودانية السمحة في نجدة الضعيف مهما كان. لكن بعد قليل سوف يدرك الشعب أن كل ما قدمه لرئيس الحكومة سوف يتحول إلى مكاسب سياسية لدعم الشمولية والدكتاتورية، وسوف يتحول إلى مكاسب مادية ودولارات خضراء وإلى ذهب أصفر وأحمر يذهب إلى أرصدة وودائع المنتفعين من الحكم الشمولي) .. والآن، وقبل أن يجف المداد الذي كتبت به الحديث السابق، وقبل أن يستكمل الناس قراءته يقدم مصطفى عثمان اسماعيل الدليل على ضمور قدرات ومواهب الجماعة الحاكمة مع تضخم ملحوظ في العضلات الأمنية وانحسار في الحجاب الحجز بين الكرامة وبين الافتراء على العشير والأهل وفقدان للسيطرة على العضلات القابضة للألفاظ التي تحط من قدر الشعب السوداني الكريم فخرج من جعبة مصطفى عثمان ما خرج. أما ما يردده بعض أبواق الحكومة من أن مصطفى عثمان هو أبو الدبلوماسية السودانية، فأنني لا أدري عن أي دبلوماسية يفترون. فإن كانوا يعنون دبلوماسية الإنقاذ بعد سطوها المسلح على السلطة، فإن دبلوماسية الإنقاذ تستحق فعلا أبوّة مصطفى عثمان اسماعيل .. أخر بشارات أبوته لدبلوماسية الانقاذ أنه وصف الإعلام بالغباء قبل أن يجف لعابه الذي وصف فيه الشعب السوداني بالشحادة، وفي وقت يحتاج رئيسه لكل ذرة من سند إعلامي .. برافو! وقبل ذلك كانت دبلوماسيته سببا مباشرا في التداعيات التي انتهت برئيسه إلى عتبات الجنائية الدولية، وبين هذه وتلك وفي منتهى دبلوماسية المنفعة أدار ظهره لشيخه الترابي من أجل حطام المنصب، وفي رابعة أخرى أدان الانقلابات العسكرية بلسان وتشبث بالكرسي في حكومة عسكرية بكلتا يديه، ثم إنه قال ذات يوم (أين منظمات حقوق الإنسان وما تسمى منظمات إنقاذ دارفور مما يقوم به المتمرد خليل من تشريد للمدنيين وتدمير للممتلكات العامة والخاصة) فضرب لنا مثلا ونسي خلقه أن حكومته هي المشرد الأكبر لكل فئات الشعب السوداني، وأن حكومته دمرت وطنا بأكمله، وأن حركات دارفور خرجت من معاطف حكومته وظلاماتها. وها هو مصطفي يقدم الدليل القاطع على أبوته لدبلوماسية الانقاذ وهو يصف الشعب السوداني بأنه شعب شحاد. ومع أنني لا أحترم عنصرية المتنبي، لكني أجده قد قدم وصفا دقيقا لكلام مصطفى عثمان وتأييد حكومته له في بيت الشعر: جوعان يأكل من زادي ويمنعني لكي يقال عظيم القدر محمود. يزعمون أن خديج العقل هذا هو أبو الدبلوماسية السودانية وبينهم رجل في تجربة الدكتور منصور خالد، ويزعمون ذلك وفي تاريخ الدبلوماسية السودانية رجال مثل جمال محمد أحمد ومحمد أحمد محجوب ومبارك زروق ورعيل تسد أعمالهم أفق الشمس نضارة ونصاعة ومواهب ومهابة وسمعة دولية. لا نقول أن ذلك الرعيل قد بلغ بالدبلوماسية السودانية أوج الكمال الذي يخدم المصالح الاقتصادية، لكنهم وضعوا الأسس الوطنية والأخلاقية للدبلوماسية السودانية. فلا غرابة أن نرى الدبلوماسية السودانية عندما كانت عريقة وقد جلست اليوم بعيدا وهي تقول: أولئك آبائي فجئني بمثلهم. ثم، بيني وبينكم كده، مقولة مصطفى أعطتني الإجابة الكاملة على تساؤل كان يدور في رأسي من زمن. فقد كنت كلما أرى صورة مصطفى عثمان أو أشاهده على شاشة تلفزيون أقول لنفسي هذا الإنسان بنقصه شيء، ما الذي ينقصه؟ وأخيرا عرفت بفضل عبارته عن الشعب السوداني أن النقص الذي كان يتراءى لي ليس في جسده. سالم أحمد سالم باريس 19 مارس 2009
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: الصحفى والكاتب بجريدة الراية القطرية حامد ابراهيم حامد يطالب الوزير مصطفى عثمان بالاعتذارلل (Re: Muna Khugali)
|
إستأذنك ياودالزين :
الاستاذ الصحفى حامد إبراهيم الاستاذ الصحفى هاشم كرار
شكرا لكما وأنتم دوما منفعلين مع أهلكم الشحاتين ,, ولكن هل سمعتم طوال فترة حكم الانقاذ بأن فى قاموسها مايسمى بالاستقاله أو الاعتذار ؟؟ حوادث جسام أكثر ألما من مفردة الشحاته حدثت وطواها النسيان ولم يتكرم أحد من مرتكبيها بالاستقاله أو الاعتذار بل بعضهم تمت ترقيته لمراتب عليا ( إنهيار مبانى جامعة الرباط مثالا ) . عشرون عاما وأهل هذا النظام لايريدون أن يتصالحوا مع أهلهم الشحاتين حتى صار المواطن السودانى كفار التجارب فى نظرهم, طبقوا كل النظريات عليه وهو صامت , فلماذا الاعتذار , أن تعتذر لشخص ما فهذا معناه أنك تقدره , فمنذ متى كان للإنسان السودانى قيمه فى نظر أهل الانقاذ ؟؟ أرجوكم بطلوا حسن الظن وهذا التفاؤل ,, شحادين ,, شحادين مافضلة خيرهم !!
| |

|
|
|
|
|
|
Re: الصحفى والكاتب بجريدة الراية القطرية حامد ابراهيم حامد يطالب الوزير مصطفى عثمان بالاعتذارلل (Re: wadalzain)
|
كتب الصحفى ابراهيم بخيت فى جريدة الراية القطرية اليوم ألآتى : -
تصاريف ..الإعلام الغبي أم ...؟ بقلم :إبراهيم بخيت .. لو ان اهانات الوزراء والساسة من كل الاطياف للصحفيين اختصرت على الوصف بالغباء او البلاهة او غيرها من الصفات الذميمة ، لما كان لها الوقع الممرض كوقع إنكاراتهم لأقوالهم وتلبيس الاكاذيب على الصحافة والصحفيين . كثيرون من امثال هؤلاء يلبسون حللا اوسع من بنيتهم- ويركبون مكنات- كما يقول البسطاء اقوى من طاقات عقولهم واجسادهم .
وعندما لا تجد اقوالهم وشهاداتهم للاعلام والصحفيين القبول عند كبرائهم ، لا يتورعون عن انكارها والاصرار على تكذيب الاعلامى او الصحفي الذى نشرها او اذاعها .. وان هفا الصحفي وأورد خبرا او افادة مكذوبة سرعان ما يهرول المسؤول للقضاء ليقتص من ذلك الصحفى . ولا تغفر له في هذه الواقعة اية اسانيد او رجاءات ويقع عليه حكم القضاء .
وتعج محاكمنا بمثل هذه القضايا .و الصحافة الخرطومية تجأر بالشكوى من تصريحات مصطفي عثمان اسماعيل مستشار رئيس الجمهورية الذى قال امام حشد من الاعلاميين بالرياض للاسف لدينا (اعلام غبي) لا يفرق بين الامن القومى والسبق الصحفى .
هكذا في لحظة غضب او في لحظة عجز عن الافصاح، تحول السيد اسماعيل من صديق حميم للصحافة والاعلام عندما كان وزيرا للخارجية وصنعت منه الصحافة نجما مفوها باسم السودان وعلت مراتبه بين نظرائه من الوزراء داخليا وخارجيا، تحول الى ناكر جميل بل زاد على ذلك ومضى عميقا في التقليل من شأنها وشأن الصحفيين واخرجهم من ملة اصحاب العقول ليرمي بهم بين الاغبياء . لماذا ؟
لانهم جرأوا على نشر وإذاعة ما لا يتفق مع منظوره ونظرته لما يدور بدارفور . ولو كان سيادته اكتفى بإهانتنا لتجاوزنا الامر وعددنا ذلك من فلتات اللسان . ولكن ان يذهب بعيدا بغضبه ليسئ للشعب السوداني كله. فهذا لعمرى ما لا يمكن فهمه او قبوله او ادراجه في خانة فلتات اللسان .
كيف استطاع لسانه ان يطاوعه بتشبيه شعب (بلاده) بالشحاذين قبل انقلاب الانقاذ وتسلم البشير مقاليد الحكم ومجئ (ثورة الانقاذ الوطني) تعاليه على الشعب السوداني لم يسمح له بسؤال نفسه.هل هو من الشعب السوداني؟ وهل كان شحاذا قبل الانقاذ ان كان من ذلك الشعب؟
وان كان كذلك .هل اصبح الشعب السودانى اليوم يعيش مثلما يعيش هو في رغد العيش؟ ايها الوزراء والمسؤولون اسيئوا للصحافة والصحفيين وللاعلام والاعلاميين بقدر ما في حصيلتكم اللغوية من مفردات .. ولكن ابعدوا ألسنتكم عن الشعب السوداني. واتركوه ما ترككم او تغافل عن (بلاويكم).
على الرابط : http://www.raya.com/site/topics/article.asp?cu_no=2&ite...e_id=24&parent_id=23
| |
 
|
|
|
|
|
|
|