الرأي العام الأمريكي وقرار اعتقال البشير . من تقرير وشنطون هذا الاسبوع

الأسلحة الكيميائية وحقيقة استخدامها في السودان في منتدى ميديكس للحوار
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 09-17-2025, 02:31 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2009م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-16-2009, 02:58 PM

زهير عثمان حمد
<aزهير عثمان حمد
تاريخ التسجيل: 08-07-2006
مجموع المشاركات: 8273

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الرأي العام الأمريكي وقرار اعتقال البشير . من تقرير وشنطون هذا الاسبوع


    الرأي العام الأمريكي وقرار اعتقال البشير

    تقرير واشنطن ـ محمد عبد الله يونس

    تصاعدت وتيرة التطورات السياسية في منطقة الشرق الأوسط والقارة الأفريقية من جانب ودوليًّا من جانب آخر على أثر إصدار المحكمة الجنائية الدولية لمذكرة اعتقال بحق الرئيس السوداني عمر البشير تتضمن اتهامات بارتكاب جرائم حرب في إقليم دارفور، وهو ما تواكب مع احتدام الجدل السياسي حول إمكانية تبرير هذا القرار من منظور القانون الدولي والدعم الذي يمكن أن يحظى به من الدول الخمس دائمة العضوية بمجلس الأمن.

    وفي هذا الصدد يمكن القول: إن موقف الولايات المتحدة الأمريكية من القرار ارتبط بصورة وثيقة بتوجهات مسئولي إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما حيال قضايا حقوق الإنسان عالميًّا من جانب، وثوابت رؤية الجمهور الأمريكي للتطورات في دارفور وموقف الحكومة السودانية بقيادة الرئيس عمر البشير تجاهها من جانب آخر. ومن هذا المنطلق يسعى هذا التقرير للإجابة على تساؤل مفاده: كيف أثرت توجهات الرأي العام الأمريكي تجاه الأوضاع الإنسانية في إقليم دارفور على سياسات الحكومة الأمريكية بعد قرار المحكمة الجنائية الدولية باعتقال الرئيس عمر البشير؟، وذلك من خلال استعراض ثوابت تلك الرؤية والمتغيرات التي لحقت بها وانعكاساتها على السياسات الرسمية للإدارة الأمريكية الجديدة.

    السودان ما بين التهديد الإرهابي والإبادة الجماعية

    فرضت أحداث الحادي عشر من سبتمبر على الجمهور الأمريكي ضرورة تبني منظور أوسع في التعامل مع التطورات الدولية التي تؤثر على الأمن القومي الأمريكي انطلاقًا من أن عدم تعامل الولايات المتحدة مع انتهاكات بعض الدول للقانون الدولي وإغفال تفاقم الصراعات الإثنية في دول أخرى من شأنه أن يثير تهديدات غير مباشرة وعلى المدى البعيد للولايات المتحدة ولاسيما التهديدات الإرهابية منها، وفي هذا الإطار كشف استطلاع الرأي الذي أجرته مجلة النيوزويك الأمريكية Newsweek في 12 من أكتوبر 2001 عن تأييد حوالي 71% من الجمهور الأمريكي لاتخاذ إجراءات صارمة ضد الحكومة السودانية باعتبارها "أحد الدول الداعمة للإرهاب في منطقة الشرق الأوسط" وفق رؤية الأمريكيين.

    بيد أنه مع تراجع حدة ردود الفعل الآنية لأحداث الحادي عشر من سبتمبر لدى الرأي العام الأمريكي ولاسيما ما يتعلق بالتقييم الوقائي للتهديدات الخارجية بدأ التركيز ينحصر في ضرورة التعامل بشكل إيجابي مع الإبادة الجماعية وأعمال العنف التي استهدفت قاطني إقليم دارفور، ففي استطلاع الرأي الذي أجراه البرنامج الدولي للتوجهات السياسية the Program on International Policy Attitudes التابع لجامعة ميرلاند University of Maryland الأمريكية في يوليو 2004 أكد حوالي 56% ممن شملهم الاستطلاع أن الأوضاع في إقليم دارفور لا يمكن أن توصف إلا بكونها إبادة جماعية في مقابل وصف حوالي 24% لتلك الأحداث بكونها حربًا أهلية بين طرفين.

    وفي السياق ذاته أبدى حوالي 54% ممن شملهم الاستطلاع الذي أجرته المؤسسة ذاتها في ديسمبر 2004 تأييدهم بدرجة أو بأخرى لاستخدام الولايات المتحدة للقوة بصورة منفردة لإنهاء الإبادة الجماعية وضمان استقرار الأوضاع الأمنية في دارفور وذلك بالتوازي مع تأييد حوالي 61% لتدخل الأمم المتحدة لأغراض إنسانية في إقليم دارفور وموافقة حوالي 71% على تقديم الولايات المتحدة لدعم مادي وعسكري لقوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقي في إقليم دارفور.

    هل تستخدم الولايات المتحدة القوة العسكرية ضد البشير؟

    تبنى الرأي العام الأمريكي هذا التوجه القائم على الانخراط بإيجابية في جهود إنهاء الصراع في دارفور على الرغم من غياب المعرفة التفصيلية بتطورات الأوضاع بالإقليم أو الأطراف المتحاربة وهو ما يستدل عليه بتأكيد حوالي 47% من المبحوثين في استطلاع مؤسسة بيو لاستطلاعات الرأي Pew Research Center for the People & the Press في مايو 2007 عن أن معرفتهم بالأحداث في إقليم دارفور ضئيلة في مقابل إشارة حوالي 30% لعدم معرفتهم بالإقليم أو موقعه الجغرافي.

    أثر تدهور الأوضاع الأمنية بالعراق وعدم تحقيق القوات الأمريكية لانتصار حاسم ميدانيًّا، فضلاً عن انحسار التأييد الذي تمتعت به توجهات رموز التيار المحافظ بالولايات المتحدة على رؤية الجمهور الأمريكي للنهج الأكثر ملائمة في معالجة الأوضاع الإنسانية المتردية في إقليم دارفور وهو ما اتضح من خلال استطلاعات الرأي التي أجريت في الآونة الأخيرة حول السياسات الواجب اتباعها.

    وكانت أبرز التحولات في هذا الصدد متمثلة في تفضيل التحرك الدولي متعدد الأطراف على النهج الأحادي في التعامل مع الأوضاع بإقليم دارفور، حيث أكد حوالي 48% ممن شملهم استطلاع الرأي الذي أجراه مركز بيو لاستطلاعات الرأي Pew Research Center for the People & the Press في 3 من يونيو 2007 أن الولايات المتحدة تتحمل قدرًا ما من المسئولية تجاه إنهاء أعمال الإبادة الجماعية في إقليم دارفور في مقابل معارضة حوالي 34% وهو ما يمكن اعتباره تراجعًا في اعتقاد الأمريكيين بمسئولية الولايات المتحدة عن المستوى الذي تضمنه استطلاع الرأي الذي أجرته المؤسسة ذاتها في أكتوبر 2006 بالنظر إلى تأييد حوالي 55% من الأمريكيين لمسئولية الولايات المتحدة لإنهاء المعاناة الإنسانية لسكان إقليم دارفور.

    كما تقلص تأييد الرأي العام الأمريكي لاستخدام الولايات المتحدة للقوة العسكرية سواء منفردة أو بالمشاركة مع دول أخرى أو حتى في إطار قوات دولية تابعة للأمم المتحدة بناء على تفويضٍ من مجلس الأمن للتصدي لأعمال الإبادة الجماعية السالفة الذكر، حيث أيد حوالي 45% ممن شملهم استطلاع الرأي الذي أجراه مركز استطلاعات الرأي الدولي التابع لجامعة برينستون الأمريكية Princeton Survey Research Associates International في يوليو 2007 مشاركة الولايات المتحدة في إطار قوات دولية تابعة للأمم المتحدة لحفظ السلام في دارفور في مقابل معارضة حوالي 38% لتلك المشاركة، في حين كان مستوى التأييد للمشاركة الأمريكية في قوات دولية متعددة الجنسية في استطلاع الرأي الذي تم إجراؤه في ديسمبر 2006 حوالي 54% ممن شملهم استطلاع الرأي.

    المحكمة الجنائية الدولية وبداية عهد المنظمات الدولية

    و في السياق ذاته تصاعد تأييد الرأي العام الأمريكي للإجراءات الدولية متعددة الأطراف في إطار المنظمات الدولية التابعة للأمم المتحدة لإنهاء المعاناة الإنسانية في دارفور، ففي استطلاع الرأي الذي أجراه مجلس جامعة شيكاغو للشئون العالمية Chicago Council on Foreign Relations في سبتمبر 2008 نوه حوالي 72% إلي ضرورة دعم الإجراءات التي تتخذها الأمم المتحدة في إقليم دارفور.

    وفي السياق ذاته أيد حوالي 68% ممن شملهم استطلاع أجراه البرنامج الدولي للتوجهات السياسية Program on International Policy Attitudes في يوليو 2008 أن تتعاون الولايات المتحدة مع المحكمة الجنائية الدولية لمحاكمة مجرمي الحرب في دارفور، وفي السياق ذاته أعرب حوالي 56% عن اعتقادهم بأن تصديق الولايات المتحدة الأمريكية على معاهدة روما المنشئة للمحكمة الجنائية الدولية من شأنه أن يعزز جهودها في ملاحقة مجرمي الحرب ومنع جرائم الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب في كافة أرجاء العالم وهو ما يأتي اتساقًا مع الدور المتصاعد للمنظمات الدولية في وضع قواعد وأُطر عامة للسلوك الدولي لحفظ الأمن والسلم الدوليين بما يحمل في طياته تداعيات على سيادة الدولة بالمفهوم التقليدي بما فيها الولايات المتحدة ذاتها.

    إدارة أوباما ودارفور.. معضلة خارجية جديدة

    لم تكن إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما في السياسات المبدئية التي تبنتها حيال توجيه لائحة اتهامات بارتكاب جرائم حرب للرئيس السوداني عمر البشير بمعزل عن رؤية الأمريكيين للأوضاع الإنسانية في إقليم دارفور وحدود الانخراط الأمريكي الممكن قبوله في هذا الصدد وهو ما أكده ميريل ماكبيك Merrill A. McPeak أحد مستشاري السياسة الخارجية بالحملة الانتخابية للرئيس أوباما والباحث بمجلس سياسات التحول الديمقراطي Council of Democratization Policies بما أورده في مقاله بصحيفة الواشنطن بوست Washington Post في 7 من مارس 2009 أن إدارة الرئيس أوباما تضع الأوضاع الإنسانية في دارفور ضمن قائمة أولوياتها على المستوى الخارجي وتنظر للأوضاع الإنسانية على أنها أحد نتائج عملية إبادة جماعية وليس صراعًا إثنيًّا.

    حيث اعتبر نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية جوردن دوجويد في 6 من مارس 2009 أن قرار المحكمة الجنائية الدولية يعد وسيلة للضغط من أجل التوصل إلى تسوية للنزاع في دارفور، مؤكدًا أن الإدارة الأمريكية لا تفكر الآن في تأجيل مذكرة التوقيف التي أصدرتها المحكمة، مشيرًا إلي أن الرئيس السوداني هارب من العدالة الدولية وذلك بالتوازي مع تصريحات وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون في 5 من مارس حول ضرورة مثول الرئيس السوداني أمام المحكمة الجنائية الدولية كفرصة لإثبات عدم ارتكابه لجرائم حرب في دارفور.

    و في السياق ذاته قامت وزارة الخارجية الأمريكية بتقليص عدد الدبلوماسيين الأمريكيين في سفارتها بالخرطوم وأصدرت تحذيرًا للرعايا الأمريكيين حول احتمالات استهدافهم من جانب بعض الفصائل في الخرطوم، في حين أدان الرئيس الأمريكي باراك أوباما في لقائه مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قرار الحكومة السودانية بطرد حوالي 12 من منظمات الإغاثة الإنسانية العاملة في دارفور مؤكدًا أن الولايات المتحدة تعمل بأكبر قدر ممكن من الفعالية مع الأمم المتحدة للتوصل لإنهاء الأزمة الإنسانية وإعادة السودان إلى مسار السلام والاستقرار على المدى الطويل.

    ومن هذا المنطلق يمكن القول: إن الولايات المتحدة تعتبر في قرار المحكمة الجنائية الدولية سالف الذكر أحد أدوات الضغط على الخرطوم لحسم صراعها مع متمردي دارفور سلميًّا، وتعتبره الإدارة الأمريكية أحد تبعات سياسة الحكومة السودانية في التعامل مع قضية توزيع الثروة والتنمية بين مختلف الأقاليم السودانية، ولذا فإن الدعم الأمريكي الحذر للقرار لم يكن غريبًا في ضوء توافقه مع توجهات للرأي العام الأمريكي حيال تلك القضية، إلا أن ذلك لا يمكن أن يمتد بأي حال لانخرط الولايات المتحدة في أي عمل عسكري ضد السودان انطلاقًا من عدم تفضيل الأمريكيين لهذا الخيار من جانب وسيطرة القضايا الاقتصادية على أجندة إدارة الرئيس أوباما من جانب آخر فضلاً عن حرص الولايات المتحدة على عدم تكرار سيناريو إخفاق استخدام القوة العسكرية لإسقاط نظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين عام 2003 في تحقيق الأمن والاستقرار بالعراق على المدى البعيد.



                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de