كثيرا ما نبكي علي الزمن الغابر زمن يفضل إمراة غير عاملة وتبقي في البيت تديره بحنان وتدور بين الطبيخ والحنة والدخان والجيران وما تبقي من وقتها تصلح حال الملابس بالخياطة والتطريز وتظل تدور الرحي حتي تزوج عيالها وبعد زواجهم/هن تظل تدور وبين ديك ولدت اديها اربعين يوم ودا مرتو عيانة اديهو كم يوم وابونا سافر ارجع الحلة كم يوم صورة نمطية للسودانية المعطاءة أو هي العطاء ذاته بحر من الحنان .. وكلها إبتسام ولطف وتقطر حنان وتقطر حلا واهتمام بروح البيت ورائحة الكسرة ومفروكة خضرة وصباحا رائحة اللقيمات ومساء بليلة التمر ولا القمح باللبن ولا كمان عاستو فطير وولعت صاج نار تلهلب في مغيرب وشاي لبن مقنن وفطور لقمة بملاح تقلية كارب كمان وحين نضع الكاميرا لتفاصيل اكثر دقة نجد كثير من العناء والحياة الصعبة لا خلاط ولا مفراكة كهرباء ولا هراسة ثوم وكان دا جاء لا في حنة ترانزيت لا حفرة بخاخ وبين العطاء والعناء يتقطر الحنان ويدوم الابتسام ويا بت شوفي السمن اتهز زين وياولد اسقي الغنيمات وربطن قبل المغارب ويا فطومة دحين الطايوق فضل ولا نرسل للحاج اللمين و تدور الساعة وياتي المساء ويظل العطاء ونسة وحبا لأبونا كأنها لم تسعي طول النهار بين طبخ وكنس و ما زالت كلها بهاء لك الله يا كل العطاء و كل عام وانتي سيدة النساء
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة