السودانوية كمنظور ابداعي

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-20-2024, 01:00 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة عبد المنعم عجب الفيا(agab Alfaya & عجب الفيا )
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-22-2003, 06:48 PM

Agab Alfaya
<aAgab Alfaya
تاريخ التسجيل: 02-11-2003
مجموع المشاركات: 5015

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
السودانوية كمنظور ابداعي

    أحمد الطيب – والمنظور السودانوي


    الدعوة إلى أدبي سوداني يحمل مكونات وملامح الإنسان السوداني بكل أبعاده الثقافية والاجتماعية المميزة ، دعوة قديمة بدأت منذ عشرينات القرن الماضى بعد أن بدأت ملامح الأمة السودانية تتضح وتتبلور إثر بروز السودان بمساحته الجغرافية المعروفة الآن .

    ويعتبر الأديب والشاعر حمزة الملك طمبل ، من أوائل من نادوا بضرورة أن يعبر الأدب عن الهوية الثقافية لأهل السودان ، وذلك في كتابه ( الأدب السوداني ومـا يجب أن يكون عليه ) الذي صدرت طبعته الأولى في عام 1928م ، والذي أنتقد فيه شعراء مدرسة الإحياء : محمد سعيد العباسي ، محمد عبد الله البنا و عبـد الله عبـد الرحمن لاكتفائهم بتقليد الشعر العربي القديم ودعاهم إلى التعبير عن البيئة السودانية في أشعارهم . وكان حمزه الملك طمبل قد نشر هذه المقالات في جريدة " الحضارة" التي أغلقت في وجهه قبل إتمام نشر هذه المقالات التي ضمها كتابه " الأدب السوداني وما يجب أن يكون عليه " وذلك لأن الدعوة كانت في ذلك الوقت جديدة وغريبة . ويرى المرحوم الدكتور / خالد الكد في بحث له نشر بمجلة الدراسات السودانية ، أن حمزة الملك طمبل هو أول من أستعمل كلمة ( سوداني ) لوصف الهوية الثقافية لأهل السودان .

    وفي الثلاثينات واصلت جماعة مجلتي " النهضة " و " الفجر " عرفات محمد عبد الله ، محمد أحمد المحجوب ، عبد الحليم محمد ، محمد وعبد الله عشري الصديق ، التجاني يوسف بشير ، التني ، السيد الفيل ، أحمد يوسف هاشم وخضر حمد ، واصلت الدعوة إلى الأدب القومي السوداني وإبراز الشخصية السودانية وخصوصيتها . وقد تزامنت دعوة جماعة ( الفجر ) إلى أدب قومي مع الدعوة إلى الأدب القومي التي أطلقها في مصر في الثلاثينات ، محمد حسين هيكل وتبناها معاوية محمد نور ومجموعة من أصدقائه عرفوا بجماعة العشرين . وقد قاد معاوية نور في الصحف المصرية حملة نشطة للدعوة إلى الأدب القومي ودافع عن الفكرة بشدة . والمقصود بالقومي هنا ، المحلي ، وليس المقصود به المعنى السياسي والحزبي .

    ولم تنقطع الدعوة إلى أدب سوداني يعبر عن المكونات الحضارية والثقافية واللغوية للأمة السودانية . وفي الخمسينات والستينات وبتأثير من حركات التحرر الوطني والمد الثوري والدعوة إلى القومية العربية ، برز تيار جديد ينادى بخصوصية الهوية الثقافية للشخصية السودانية التي لا هي بعربية صرفة ولا إفريقية صرفة ، وإنما هي مزيج متجانس من العنصرين العربي والإفريقي . وعرف هذا التيار بمدرسة ( الغابة والصحراء ) ، الغابة إشارة إلى البعد الإفريقي ، والصحراء إشارة إلى البعد العربي .

    وقد نجح هذا التيار في ترسيخ فكرة الأفروعربية للثقافة السودانية حتى أصبحت من الثوابت التي لا يمكن التشكيك فيها . لكن يبدو أن بعض المثقفين لم ترقهم مصطلحات مثل ( الغابة والصحراء ) أو ( الأفروعربية ) إذ رأوا أنها غير كافية للتعبير عن الواقع المتشابك الذي تموج به الساحة السودانية . ففكروا في مصطلح يبرز هذا التشابك . فكــان مصلـــح ( السـودانوي ) و ( السودانوية ) الذي اشتهر على يد الأستاذ أحمد الطيب زين العابدين .

    أرتبط مصطلح ( السودانوية ) بالمرحوم الأستاذ / أحمد الطيب زين العابدين .. واشتهر المصطلح من خلال عموده الأسبوعي الذي كان يحرره بجريدة ( السودان الحديث ) في الفترة بين عامي 1995 – 94 تحت عنوان ( منظور سودانوي ) غير أن الأستاذ أحمد يقول إنه لم يكن أول من استعمل لفظ سودانوي فقد سبقه إلى استعماله الأستاذ / كمال الجزولي والدكتور نور الدين ساتي . ويقول إنه شخصيا لم يستعمل هذا المصطلح إلا في عام 1980 م .

    ولكن لماذا ( سودانوي ) وليس سوداني ؟

    يقول أحمد زين العابدين إنه يقصد بسودانوي أي مشروع نظري أو إبداعي يجعل للسودان قيمة استثنائية بحيث تبرز كقيمة قادرة على تفسير ذاتها بذاتها ، وذلك قياسا على ( إنسانوية ) التي يقصد بها الدراسات التي تجعل للإنسان قيمة أساسية في أي مشروع منهجي ، وبخلاف المعنــى المــألوف لكلمــة ( إنسانيــة ) وقاســا علـى ( مصروي ) فالمصرويات عند علماء الآثار هي الدراسات التي تقتصر على الحضارة المصرية القديمة .

    إن المنظور السودانوي بالنسبة لأحمد الطيب " واقع وجداني أو شعور فردي بالاختلاف والخصوصية الثقافية لأهل السودان " إنه إحساس بالتفرد بحيث تتعدد الثقافات وتتوحد في شعور جامع " إنه رؤية للخصوصية التي تتجلى في أرقى صورها في الإبداع الأدبي والفني .

    وقد قرن أحمد الطيب القول بالعمل في مجموعته القصصية الرائعة ( دروب قرماش ) التي يصور فيها الإنسان السوداني بكل مكوناته الثقافية والوجدانية المتشابكة . وقد أتخذ منطقة شرق دارفور ( ريفي أم كدادة ) مرتع صباه مسرحا لأحداث هذه المجموعة القصصية . حيث تتداخل القبائل وتتفاوت في انتماءاتها العرقية والثقافية ، من عربية بادية إلى مستعربة إلى إفريقية . وحيث الطبيعة لا تزال في بكارتها وعنفوانها وحيث البيئة المحلية لا تزال غنية بأساطيرها وأحاجيها وأهازيجها .

    وقد أنعكس كل ذلك على الفضاء الداخلي للقص ، حيث تراوحت لغة الحوار بين العربية البادية والعربية الهجين التي يخالطها شئ من العجمة وتفاوقت تبعا لذلك أسماء الشخصيات وتنوعت الأهازيج والإيقاعات ، الشيء الذي أضفى على قصص المجموعة حرارة وحيوية تفتقدها الكثير من القصص . وأعتقد أن الأستاذ أحمد قد حقق بهذه المجموعة نجاحا قصصيا متميزا لم يسبقه إليه سوى الطيب صالح ، إبراهيم إسحاق وفرانسيس دينق .

    وفي آخر حوار صحافي أجرى معه ونشر قبيل رحيله ، بجريدة ( سنابل ) يقول أحمد الطيب : إن هذه المحلية التي يستنكفها البعض هي العالمية نفسها . ويتساءل : ماذا كان يمكن أن يحدث للطيب صالح لو لــم يكــن يكتــب عــن دومـة ود حامـد ؟ هل ستهتم به الدنيا ؟ وما معنى أن أكون ساكنا في قطية في غرب السودان ثم أكتب قصصا أتحدث فيها عن الستائر المخملية ؟

    وفي إشارة ذكية جدا إلى ضرورة التمسك بخصوصيتنا الثقافية وضرورة التعبير عنها دائما ، يقول في هذا الحوار : نحن في السودان ينبغي ألا نفتعل المواقف لارضاء الآخرين .. الحقيقة أن الآخرين إنما ينظرون إلينا باعتبار أننا الآخر الثقافي ويتوقعون منا أن نعطي ما عندنا وليس ما عندهم .




    عبد المنعم عجب الفيا

    (عدل بواسطة Agab Alfaya on 05-22-2003, 07:40 PM)

                  

05-22-2003, 07:05 PM

منوت
<aمنوت
تاريخ التسجيل: 03-18-2002
مجموع المشاركات: 2641

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودانوية كمنظور ابداعي (Re: Agab Alfaya)

    رحم الله أستاذنا (السودانوي) .. أحمد ، و لنا في صديقنا (الليموني) عجب الفيا ، العزاء .. و (السودانوي) هو (الليموني) على قدر وهيط






    منوت السودانوي
                  

05-22-2003, 08:03 PM

Agab Alfaya
<aAgab Alfaya
تاريخ التسجيل: 02-11-2003
مجموع المشاركات: 5015

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودانوية كمنظور ابداعي (Re: منوت)

    تسلم اخوى منوت
    ايها السودانوى حتى النخاع
    ورحم الله استاذنا احمد الطيب
    لقد تلقيت للتو رسالة من ذاك
    الاخضر الليمونى،حسن دوكة من كوالامبور
    التحية للاصدقاء اينما كانوا
    ونسال الله ان يجمع الشمل قريبا
                  

05-23-2003, 08:07 AM

فى حافة الغياب

تاريخ التسجيل: 04-17-2003
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودانوية كمنظور ابداعي (Re: Agab Alfaya)

    أخى / عبد المنعم
    شكرا لهذا الطرح التأصيلى حول مفهوم السودانويه... وأتفق معك فيما ذهبت اليه وهو أن حمزه يعد أحد آباء السودانويه وقد تجلى ذلك فى شعره منذ أن كان ينشد:
    بلدى يا موطن اليوروبا
    وزنقار المغنّى
    غير أن السودانويه عند البعض تتجه الى الخصوصيه فى التركيبه
    حيث أن السودان بلد متميز بثقافاته التى لا يمكن أن نرجعها الى
    ثقافه معينه دون غيرها ... فهو متفرّد بذاته ويعتبر ثقافه وهويه قائمه بذاتها لا تخضع لمفهوم التبعيه لثقافه محدّده وهى قادره بنفسها أن تجد لنفسها وسطها الخاص الذى تعيش فيه جنبا الى جنب مع القوميات الاخرى سواء كانت عربيه صرفه أو أفريقيه خالصه.هذا االتيار هو ما ذهب اليه الدكتور
    حيدر ابراهيم وغيره فى محاوله لخلق بعد آخر لمفهوم الهويه
    ينأى بنفسه عن الخوض فى اطارىّ (الغابة والصحراء). حيث يبقى الاشكال اذا فى أن ندرك هذه الخصوصيه فينا ونتعامل معها كهويه ثالثه تمثل واقعنا المتميّز. وسلمت.

    ..............
    أخى كنت دوما اعتقد انى اعرفك وقد تأكدت من ذلك حين طالعت مداخلتك بخصوص الفيحاء فقد عاصرتك فيها ونحن أول من سكن ود ضيف الله بعد اعادة افتتاحها وكان معنا الأخ حمد الزنارى ومحمد المؤتمن
    والعم بارودى...
    وحتما سأعود
    حامد
                  

05-23-2003, 09:19 AM

Agab Alfaya
<aAgab Alfaya
تاريخ التسجيل: 02-11-2003
مجموع المشاركات: 5015

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودانوية كمنظور ابداعي (Re: فى حافة الغياب)

    اخى فى حافة الغياب
    شكرا لك على المداخلة القيمة
    ان هويتنا هى نحن،هى ما هو كائن هنا والان
    والذى يتمظهر فى كل تفاصيل وجودنا،وكنت اظن ان ذلك يكفى لذلك لم اكن افضل الحديث فى موضوع الهوية الى وقت قريب.ولكنى لاحظت ان اغلب الذين يتصدون للحديث عن الهوية لا ينطلقون من نظرة واقعية معرفية ،وانما ينطلقون بدافع من رغباتهم ونزواتهم الرامية الى تلوين هذا الواقع كم يشتهون لا كم هو كائن.ومن هنا كانت هذه القراءات المتواضعة
    قبل الحديث عن الغابة والصحراء اعتقد ان هناك حقيقة مهمة جدا لا بد من ان نتذكرها وهى: ان الاعتقاد الذى كان سائدا بين مثقفى الشمال ان الثقافة العربية الاسلامية هى الثقافة الوحيدة التى ينتمون اليها ولا توجد ثقافة اخرى تنازعهم ذلك الانتماء؟
    فجاء اهل الغابة والصحراء وقالوا: لا، هذا ،غير صحيح هذا،اعتراف بنصف الحقيقة، لا بد من الاعتراف بالنصف الاخر،ان جذور ثقافتكم ليست عربية وحسب بل لديكم جذور ثقافية اخرى لا بد من الاعتراف بها
    ومجمل الكلام الذى يدور عن الهوية الان لا يخرج عن الاعتراف بالتعددية الثقافية التى نادى بها اهل الغابة والصحراء.حتى المنظور السودانوى سواء عند كمال الجزولى او احمد الطيب او الدكتور حيدر ابراهيم لم يخرج عن هذا الاطار
    ان منافحتى عن هؤلاء الناس ياتى من احساسى بالظلم وعدم الانصاف الذى وقع على عليهم، وسؤء الفهم الذى قوبل به طرحهم

    حاشية:
    نحن كنا جيرانكم فى خور طقت،داخلية الولى
    انا دفعة كامل وابو صالح من ود ضيف الله وناس بارودى وشقلبان كانوا الدفعه القدامنا
    ولنا عودة الحديث فى هذا الموضوع ذو شجون

    (عدل بواسطة Agab Alfaya on 05-23-2003, 09:29 AM)

                  

05-23-2003, 09:35 AM

عاطف عبدالله
<aعاطف عبدالله
تاريخ التسجيل: 08-19-2002
مجموع المشاركات: 2115

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودانوية كمنظور ابداعي (Re: Agab Alfaya)

    لي عودة
                  

05-23-2003, 10:35 AM

عاطف عبدالله
<aعاطف عبدالله
تاريخ التسجيل: 08-19-2002
مجموع المشاركات: 2115

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودانوية كمنظور ابداعي (Re: عاطف عبدالله)

    الأستاذ عبد المنعم
    شكرا لهذه الدراسة القيمة
    لي مداخلة عن السوداناوية ليس من المنظور الثقافي والأدبي المطروح من قبلكم في هذا البوست ولكن من المنظور السياسي ، وتحديدا فيما طرحه الدكتور جون قرن والحركة الشعبية حول المصطلح السياسي للسوداناوية وهي جزء من دراسة لي سبق أن نشرت في جريدة الأتحاد وسودانايل.

    السوداناوية
    عرفت السوداناوية كمصطلح تعريفي للهوية السودانية عندما أصدرت الحركة الشعبية لتحرير السودان منفستو إعلان قيامها في 1983 ، ويعرف الدكتور جون قرنق رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان السوداناوية بأنها البوتقة التي ستأتي نتيجة انصهار التنوع التاريخي " أي التركيبات القديمة للسكان الأصليين منذ ما قبل التاريخ" والتنوع المعاصر " وهو التنوع الثقافي المعاصر بتركيبة السودان الحالية" دون أن يهمل المؤثرات الخارجية والتداخل الثقافي العالمي. و يلخص الدكتور جون قرنق السوداناوية بطريقة الرياضيات وذلك وفق المعادلة التالية (س = ( أ + ب + ج ) حيث أن س هي السودان أو الهوية السودانية ، وهي دالة مرتبطة بالمتغيرات أ ، ب ، ج . أ يمثل التنوع التاريخي ب يمثل التنوع المعاصر وج يمثل تأثيرات الحضارات الأخرى علينا ، أما المتغير الثابت ( س ) والذي يمثل الهوية السودانية فهو المحصلة النهائية لهذه المتغيرات أو المكونات . وتعد السوداناوية كهوية ثقافية بأنها أكبر من مجموع الأجزاء المكونة لها .
    وقد ذكر الدكتور منصور خالد في ذلك إن القاع الاجتماعي للوطنية السودانية ليس هو الاستعراب أو التزنج وإنما هو خليط من هذا وذاك ووأشار عليه بالسوداناوية. و ويعرفها الدكتور منصور بأنها نتاج عروبة تنوبت وتزنجت ونوبة تعربت ، وإسلام وشته على مستوى العادات وليست العبادات شبهة من وثنية .. ويرى الدكتور منصور خالد أن العلاج الناجز لمسألة الهوية السودانية هو المواطنة ويقول في ذلك:
    السودانيون ليسوا قومية واحدة بالمفهوم الأنثروبولوجي أو السلالي ، وإنما هم شعب واحد – بالمفهوم السياسي – تمازجت عناصره في فضاء جغرافي محدد ، وأفق تاريخي معين ، وكل واحد منها مزاج. وفي القانون ترتكز المواطنة على عمدتين، حق الدم Jus Sanguinis وحق الأرض Jus Solis . السودانيون إذن نتاج لصدف الجغرافيا والتاريخ شأن شعوب كثيرة تخلقت نتيجة لمثل هذه الصدف (أمريكا ، جنوب أفريقيا ، بيرو ، البرازيل ، كندا) هذه الشعوب المتعددة المنابت والمتنوعة الثقافات أدركت بحسها الواعي بأن الرابطة الوثقى التي توحد بين أهليها هي الإحساس بالانتماء لوطن واحد (المواطنة) ، والولاء لدستور واحد يؤطر هذه المواطنة . فالخيار أمام مثل هذه المجموعات هو أما الانتماء للوطن انتماءا مباشرا عن طريق المواطنة ودستورها، أو الانتماء له انتماءا غير مباشر عن طريق هوُياتها الصغرى، دينية كانت أم عرقية أو ثقافية. الانتماء الأخير وصفة لا تنجم منها إلا الكارثة لأن التحصن بالهوُيات الصغرى يفضي، بالضرورة، إلى إقصاء الآخر الذي لا ينتمي لتلك الهوُية، وإقصاء الآخر يقود بالضرورة أيضاً إلى تقوقعه في هويته المحلية المحدودة، وربما إلى إنكار كل ما هو مشرق في ثقافة من أقصاه وسعى للهيمنة عليه. فالفريق المقصى لن يرى - بمنطق رد الفعل - في إبداعات الآخر أكثر من إنها وجهة من وجوه الهيمنة والإلغاء. كما تنطلق السوداناوية بالاعتراف بواقع الأديان السماوية والتقليدية الأفريقية السودانية وأنه يجب التعامل معها كواقع حياة وأن يتم التعامل مع معتنقيها كأقوام أصيلة في البلاد وليس كأقليات لا يعتد بها ولا بدياناتها


    تطرح السوداناوية أمام تنافس وصراع الهويات والثقافات سماءاً مفتوحتاً للجميع ، حيث تكون الغلبة والهيمنة في نهاية المطاف للأقوى ، وحيث تذوب الثقافات الضعيفة في صهريج السوداناوية وقد يتحول الأمر إلى بحر يأكل فيه السمك الكبير الأسماك الصغيرة ، لكن هل هذا ما تصبوا إليه السوداناوية؟ و هل يتحول اللهاث من أجل ثقافة سوداناوية إلى لهاث من أجل تنمية الرأس مال وتكديس الثروات وتغليب الثقافات ؟ لا شك أن التساؤل مشروع خاصة عندما يأتي الطرح من فصيل سياسي قوي ونافذ مثل الحركة الشعبية لتحرير السودان ،
    هناك عدة عوامل لتتوافق السوداناوية ومكملة لطرحها من ضمنها إعادة توزيع الثروة والتنمية المتوازية وشكل الحكم وفصل الدين عن الدولة وأخيرا الديمقراطية اللبرالية التي ارتضتها كل أطراف الصراع السياسي أو الفرقاء السودانيون كما يحلو للصحافة العربية أن تدعونا.
                  

05-23-2003, 10:42 AM

Tumadir
<aTumadir
تاريخ التسجيل: 05-23-2002
مجموع المشاركات: 14699

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودانوية كمنظور ابداعي (Re: عاطف عبدالله)

    منذ ان احس الرجل الاسود، الافريقى فى امريكا ، بضرورة البحث عن ذاته
    لجاالى الفن ليلفت به نظر الانسانية الى هذه الكينونة المهدرة ، وصار يقاوم به المستعبد، الابيض

    حتى اضحى الفن الافريقى ذو سيادة واضحة وصاحب تاثير بالغ على كل مثقفى العالم ، طوعا او كرها

    ةلكن لان الفن والادب هما منتوجين انسانيين ، يأتيان من الوجدان الانسانية اولا ، قبل الفكر ، فانهما يفضحان بوضوح، انسانية المنتج لهما، وارتباطه بالفضاء الذى يقع بين اليابسه والسماء، ما يسمى مجازا الحياة،

    ونحن ندرى ان الثقافة هى كائن حى ايضا، فقد انتقلت الصراعات من كونها بين انسان وانسان ، الى كونها بين ثقافة وثقافة
    فقد درج اعداء الثقافة " السوداء" الى تأطيرها بكونها ، اقل درجة من كلاسيكيات عصر النهضة ، وصنفوها درجة تانية او تالته او انها "لاترقى" الى مصاف الابداع "العالمى" فى عصوره الذهبية ، وكل الذى نسمع عنه من "خالد" و"عبقرى" فى الموسيقى والمسرح والتشكيل والرواية القصة ،هو بالضرورة انتاج ناصع البياض حتى الاكتشافات العلمية لم تنج من هذه التصنيفات ، وكلنا يعرف ماهية الخالد والبائد

    فاذا ذهبت الى "جلرى" للفن التشكيلى ، فانك تجد هذه الحدود واضحة ، فكل فن ابيض ، هوفن عالمى ، وبعدها فى الادوار والاجنحة الجانبية ، تقابلك لافتات الفن الافريقى، او الصينى، او الهندى

    يبدو ان ذلك ما فعلته، دون قصد سىء بالطبع، مدرسة الغابة والصحراء ، للاعراق والاثنيات غير العربية فى السودان

    فثقافتنا السودانية، بالتداخل العرقى المعروف، لن تنج من التصنيف والانزلاق ،وثقافة السلطة، وطبعا لااقصد الحكومة ، لا تتورع من بسط نفوذها على الآخر، الاضعف
    وتعمل على تهميشه ودحرجته الى اتجاه الحافة"

    انه طريق طويل ومتعرج ومتوحش ذلك الذى يجب ان يسلكه المثقف او المبدع، السودانى الشمالى قبل ان يعرف كيف تنصهر دواخله مع ذاته الافريقية

    افريقية الفنان السودانى فى الشمال ، هى تحد كبير لوحش ضخم يسكن فى بهو الدار ، بمحاذاة باب الخروج ، فهو لايكاد يرى من "الرقراق" الا ظل ذلك الوحش او الديناصور


    وهو بالتالى لا يستطيع المكوث فى الداخل للابد

    فهو يحس دوما بالكائن المحبوس تحت جلده يصرخ



    اقول ، واتمنى ان اكون غير محقة فى قولى

    ان من مشكلات مدرسة الغابة والصحراء ، انها كانت تصفق بيد واحدة
    او تتزوج من جنسها
    فهى فى نظر الكثيرين لم تكن غير مدرسة شماليه ، وان افريقيتها لا تخلو من ادعاء بدافع التغيير ، لانها استخدمت نفس الادوات والتكنيك لتنتج فنا يعج بكلمات ومصطلحات ودلالات افريقية ، ليس لها بعد ولا تأثير حقيقى على المنتج ولا على المتلقى


    ولم تنج من التعامل مع الفن الزنجى فى الشخصية السودانية، بمتحفية، او بعقلية "حديقة الحيوان.


    ولو انها تحمد على المبادرة الا ان اصابع الاتهام، وليس التجريم، تشير اليها فى مسالة النتائج العكسية

    بدليل ان الخطاب العربى فى الفن السودانى عاد بصورة اكثر قهرا وتهميشاللآخر، الاخر الذى هو نحن الزنجى الذى فينا


    لنا عودة
                  

05-23-2003, 02:52 PM

Agab Alfaya
<aAgab Alfaya
تاريخ التسجيل: 02-11-2003
مجموع المشاركات: 5015

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودانوية كمنظور ابداعي (Re: Tumadir)

    الاخ عاطف عبدالله
    اتفق تماما دون ادنى تحفظ مع المفهوم السياسى للسودانوية الذى تفضلت بنقله عن الدكتور جون قرنق والدكتور منصور خالد.فهذه الافكار هى بالظبط ما ظل يردده دعاة الافروعربية لا سيما تيار الغابة والصحراء.فقول جون قرنق ان السوداناوية هى البوتقة التى ستاتى نتيجة انصهار التنوع التاريخى للسكان الاصليين مع التنوع المعاصر، وقول منصور خالد بان واقع الهوية فى السودان هى عروبة تنوبت وتزنجت ونوبة تعربت واسلام وشته على مستوى العادات وليست العبادات شبهة وثنية؛ ما هو الا تكرار لاطروحات ،الغابة والصحراء
    كتب ،محمد عبد الحى فى24/12/1963 بجريدة الراى العام تحت عنوان:نحو ثقافة افروعربية"..امتزج العنصران الافريقى والعربى وكونا عنصرا افروعربيا ليس بعربى ولا زنجى..انه نتاج لقاح هذين العنصريين"
    وبالمناسبة منصور خالد من دعاة الافروعربية لذلك لم يسلم من سهام عبدالله على ابراهيم حيث حشره فى زمرة الفارين من الثقافة العربية الاسلامية ،الى واقع افريقى مطموس فى وجدانهم لارواء غرائزهم التى لم تجد لها متنفسا فى الثقافة العربية ،على تعبيره فى مقالة:الافروعربية او تحالف الهاربين؛
    فلا شى يقض مضجع عبد الله ابراهيم مثل الحديث عن التمازج الثقافى والعرقى للسودانيين،فافضل الطرف عنده للحديث عن الهوية هو:"ان يكف ابناء الشمال العربى المسلم عن خلع بعض حضارتهم بدعوى الهجنة.فالاحتجاج بحقوق الافريقيين المعاصرين او ممن يزعم الافروعروبين ان دماءهم،قد استقرت فينا هو خطة سلبية جدا"
    انظر صفحة 26 من كتاب الثقافة والديمقراطية
    واسمح لى ان اورد لك الافكار التى تفضل بها جون قرنق ومنصور خالد اعلاه شعرا كما جاءت على لسان محمد عبد الحى:
    وكانت الغابة الصحراء
    امراة عارية تنام
    على سرير البرق فى انتظار
    ثورها الالهى الذى يزور فى الظلام

    والثور الالهى هو الثور المقدس عند الدينكا كما يقول الشاعر فى هوامش القصيدة.وفى ذات السياق يقول محمد المكى:
    الله يا خلاسية
    ...........
    يا بعض عربية
    وبعض زنجية
    وبعض اقوالى امام الله

    ولنا عودة ان شاءالله لمواصلة هذا الحوار الذى ارجو ان يتواصل


    (عدل بواسطة Agab Alfaya on 05-23-2003, 02:59 PM)

                  

05-23-2003, 04:24 PM

Agab Alfaya
<aAgab Alfaya
تاريخ التسجيل: 02-11-2003
مجموع المشاركات: 5015

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودانوية كمنظور ابداعي (Re: Agab Alfaya)


    الاخت العزيزة تماضر
    اذا كنا ننظر الى تطور الفكر الانسانى ،نظرة جدلية تراكمية وليست اقصائية او انزياحية،فاننا لا شك فى تقييمنا لروئة الغابة والصحراء، سننظر اليها ،على الاقل، باعتبارها خطوة للامام،ويجب ان تحسب لها.ان مصدر اختلافى مع منتقدى اصحاب هؤلاء الرؤية،هو انهم لا يعترفون باى فضيلة لهؤلاء الناس ولا يقرون بان مساهماتهم،مبنية على،ومكملة لمساهمات من سبقوهم.ان نظرتهم تنطلق من نفى الاخر لا من تكميله.وهذه واحدة من افات الفكر السودانى المعاصر
    لو توقفنا فى عبارة:الافريقى الذى فينا؛ هذه العبارة اللطيفة التى وردت فى مداخلتك،نجد ان هذه العبارة وردت فى مقالة كتبها محمد عبد الحى،فى جريدة الراى العام بتاريخ 24/12/1963 بعنوان"نحو ثقافة افروعربية؛حيث يقول فى تعريف مفهوم الافروعروبية، الذى تدعو اليه الغابة والصحراء:"هى الاعتراف بالدم الافريقى،ودراسة ذلك الجانب من ميراثنا الذى اهمل واعنى الثراث الزنجى"
    بالطبع ان مساهمة جماعة الغابة والصحراء والافروعروبيين عموما ،ليست الكلمة الاخيرة فى الاجابة على سؤال الهوبة.ولكن فى توثيقنا للمساهمات حول الهوية، يجب الا نبخسهم حقهم
    ولنا عودة لمواصلة هذا الحوار
    .............................
    وصلتنى رسالة من الدكتورة نجاة محمود،عن طريق الاخ زمراوى،تسال عن المصادر التى استندت عليها فى كتابة هذا المقال.ولفائدة الجميع اورد هنا بعض المصادر:
    1- الادب السودانى ما يجب ان يكون عليه،وديوان الطبيعة-حمزة الملك طمبل-الطبعة الاولى1927 القاهرة-طبعة ثانية1972 بيروت-المجلس القومى لرعاية الاداب الفنون
    2-الشعر الحديث فى السودان-الحلقة الاولى- ابراهيم الشوش - معهد الدراسات العالية -جامعة الدول العربية1962 -الفصل االخامس-حمزة الملك طمبل- النقد التوجيهى

    3-من اثار معاوية محمد نور-الطاهر محمد على-الدار السودانية-الطبعة الاولىدعوة الى خلق الادب القومى -ص 119
    4-منظور-سودانوى-نعم سودانوى-احمد الطيب زين العابدين-جريدة السودان الحديث-4ابريل1995
    5-حوار مع احمد الطيب اجراه معه الفاضل خالد قبيل رحيله,ونشر بجريدة سنابل العدد؟
    6-قراءات متفرقة واراء خاصة-

    (عدل بواسطة بكرى ابوبكر on 05-23-2003, 06:01 PM)
    (عدل بواسطة Agab Alfaya on 05-23-2003, 06:26 PM)
    (عدل بواسطة Agab Alfaya on 05-23-2003, 06:52 PM)

                  

05-23-2003, 05:14 PM

mustafa mudathir
<amustafa mudathir
تاريخ التسجيل: 10-11-2002
مجموع المشاركات: 3553

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودانوية كمنظور ابداعي (Re: Agab Alfaya)

    موضوع زين لكن ردك الاخير كان صحرا ساكت ما فيهو غابة
    !!بينفع editingشوية
                  

05-23-2003, 06:35 PM

Agab Alfaya
<aAgab Alfaya
تاريخ التسجيل: 02-11-2003
مجموع المشاركات: 5015

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودانوية كمنظور ابداعي (Re: mustafa mudathir)

    الاخ مصطفى مدثر
    ممكن تفصل اكتر
    عشان مصلحة النقاش وكده

    ...........
    الاخوة الاعزاء تم اكمال قائمة المراجع
    فى البوست اعلاه

    (عدل بواسطة Agab Alfaya on 05-23-2003, 06:58 PM)

                  

05-24-2003, 05:13 AM

Agab Alfaya
<aAgab Alfaya
تاريخ التسجيل: 02-11-2003
مجموع المشاركات: 5015

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودانوية كمنظور ابداعي (Re: Agab Alfaya)

    نسيت ان اذكر مرجع مهم جدا وهو:
    السودانوية التشكيلية-احمد الطيب زين العابدين-مجلة حروف-العدد الرابع-جامعة الجرطوم

    والملفت للانتباه فى هذة المقالة ان الاستاذ احمد يؤمن على كل اطروحات الافروعروبيين وجماعة الغابة والصحراء،ويقول انه ينطلق من نفس المقولات فى مجال الفنون التشكيلية
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de