نسمع الكثير من المصطلحات،والتي تدخل حياتنا السياسية والفكرية، ولكننا ننسى اصحابها، ونهدر بذلك حقوق ملكيتهم الفكرية،وعلى سبيل المثال،كان مصطلح "الثورة الانسيابية" للراحل المقيم الشريف زين العابدين الهندي،اما السيدالامام الصادق المهدي، فكثيرا ما ينحت من بنات افكاره مصطلحات تدخل السياسية السودانية،ويجيد استخدام المثل الشعبي والحكمة، ومن تعابيره الشائعة"هلمجرا"و"الجهاد المدني" و"السندكالية".وعلى المستوى العالمي ارتبط مصطلح "البروستريكا"و"الجلاسنوست" برئيس الاتحاد السوفيتي السابق غورباتشوف 1989. مصطلح "السودان الجديد" ارتبط بالراحل المقيم الدكتور جون قرنق ،ونظر له ودخل ادبيات الفكر السياسي للحركة الشعبية لتحرير السودان منذ عام 1983، ولكن من الذي جرى على لسانه هذا المصطلح ، ومتى ورد؟ هنا نورد الاجابة من باب الاجتهاد : اول من اورد المصطلح، الراحل المقيم،جمال محمد احمد، وزير خارجية السودان في عهد الرئيس الاسبق جعفر نميري،وتحديدا في عام 1975،ووفقا لحلقات الزميل ، محمد علي صالح ، المقيم في واشنطن،وعنوانها وثائق امريكية عن نميري (7)، ورد مايلي :
جمال محمد احمد (4): التاريخ: 3-6-1975 من: السفير، الخرطوم الى: وزير الخارجية" الموضوع: رسالة من وزير الخارجية الجديد "اليوم، طلب مني جمال محمد احمد، الذي كان وزير دولة للشئون الخارجية، ثم عينه الرئيس نميري وزيرا للخارجية، نقل الرسالة التالية لكم: في سعادة، تسلمت رسالتكم، ولها وقع خاص لانها جاءت في وقت يعمل فيه بلدانا على فتح صفحة جديدة في العلاقات بينهما، وعلى التعويض عن خسائر الماضي. توجد هنا في السودان عواطف ايجابية كثيرة عن الولايات المتحدة. ومن تجربتي الخاصة، اعرف ان بلدكم يضع للسودان اعتبارا خاصا. لهذا، هناك اساس قوي نقدر على ان نبدأ منه. ونحن نحتاج الى مساعدتكم، وتجارتكم، وفنونكم، وعلومكم. يريد (السودان الجديد) الاستفادة من تجاربكم وانجازاتكم. وانا متأكد اننا نقدر على ان نجازيكم على ذلك ... ". فوفقا لمصطلح " السودان الجديد"، وما يفهم من سياق الرسالة : - فتح صفحة جديدة في العلاقات السودانية – الامريكية. - السودان يضع اعتبارا خاصا للولايات المتحدة. - للسودانيين عواطف ايجابية تجاه الولايات المتحدة ( ليست عدائية ). - هدف السودان الجديد الاستفادة من التجارب والانجازات والمساعدات الامريكية.
الخلاصة : السودان الجديد هنا مصطلح دبلوماسي يعكس السياسة الجديدة للدبلوماسية السودانية، وليس مصطلحا ثوريا على نحو ما ماورد في مانفيستو الحركة الشعبية . - هذا اجتهاد،وسنورد المصطلح من الناحية الصحافية .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة