هل تحكم السودان جماعة باطنية ؟!فشل العنف والتعذيب والقتل ولن "تبرد" السلطة .. والحكومة تحتضر

نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب الزميل فتحي البحيري فى رحمه الله
وداعاً فتحي البحيري
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-28-2024, 03:17 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2008م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-04-2008, 02:38 PM

مؤيد شريف

تاريخ التسجيل: 04-20-2008
مجموع المشاركات: 4052

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
هل تحكم السودان جماعة باطنية ؟!فشل العنف والتعذيب والقتل ولن "تبرد" السلطة .. والحكومة تحتضر

    هل تحكم السودان جماعة باطنية ؟!

    فشل العنف والتعذيب والقتل ولن "تبرد" السلطة .. والحكومة تحتضر



    سالم أحمد سالم/باريس
    [email protected]

    عشرون عاما فعلت فيها الحكومة السودانية الراهنة الأفاعيل بالشعب السوداني من أجل البقاء في الحكم وفرض نفسها كأمر واقع تخضع له الأعناق وتعنُ لها الوجوه استسلاما.. من تلك الأفاعيل على سبيل المثال:

    - الاستيلاء على الحكم بالقوة العسكرية المزجاة بالخديعة

    - الإعدامات الدموية التي طالت العسكريين والمدنيين، وقتل الأنفس البريئة بدون حق أو فساد في الأرض

    - التعذيب والاغتيالات في بيوت الأشباح وامتهان كرامة الرجال

    - الاغتصاب والتشفّي والإرهاب الاجتماعي واستباحة البيوت من غير أبوابها وترويع النساء والأطفال وانتزاع الأبرياء من نومهم وانتزاع الاعترافات المكذوبة تحت القهر وإحضار البنات والزوجات والمحارم والتهديد باغتصابهن أمام أعين الأزواج والإخوة وأولياء الأمر

    - السجون النائية التي تنعدم فيها أدنى مقومات الحياة والآدمية، والمحاكمات الجائرة ومحاكم التفتيش التي تفتقر إلى مخافة الله وتفتقد إلى ما دون الحد الأدنى من درجات العدالة الوضعية

    - اعتقال مئات آلاف المواطنين بدون محاكمات ولمدد طويلة وممارسة أقصى صنوف الإرهاب الاجتماعي غير المسبوق

    - استغلال الدين استغلالا تعافه نفس الكافر بالله

    - قتل الآلاف من الأبرياء في قراهم وتشريد الملايين إلى حظائر الموت داخل وخارج البلاد

    - تشريد الملايين من الكفاءات الوطنية في كل قطاعات المهن

    - التهجير القسري لما يقارب 7 مليون مواطن إلى خارج حدود الوطن ومطاردة النخب بواسطة أجهزة مخابرات السفارات ووفود المخابرات بغية إعادة تشريدهم بفصلهم عن وظائفهم خارج السودان بالتقارير الكيدية إلى مواقع عملهم أو عن طريق الرشوة وشراء الذمم

    - كتم أنفاس المجتمعات وتكميم الأفواه وتحريم الحريات المكفولة في محكم التنزيل، ومحق حقوق الإنسان المكفولة بقول الله وبالشرعة الدولية

    - فرض الرقابة المسبقة على الصحف وانتزاع الآراء بنيّة التدمير ومنع الصدور

    - السطو على النقابات والاتحادات المهنية والعمالية والطلابية ونشر عصابات الصبية المسلحة

    - إخراج الرأسمالية التقليدية والتجار عن الأسواق وفرض الضرائب التعجيزية وسوق التجار إلى الإفلاس ومحاكمتهم بقوانين تم تصميمها للحيف

    - تجويع وتركيع وترويع المجتمعات السودانية واحتكار السلع الضرورية للحياة والعلاج

    - احتكار المال ورؤوس الأموال والسيطرة الكاملة على حركة تداول المال والاستثمار

    - تفريغ الجيش والشرطة من الكفاءات الوطنية

    - تقديم الولاء على الكفاءة وحشو مرافق الحكومة بغير المؤهلين، وما نتج عن ذلك من انحطاط الأداء وتفشي المحسوبية والرشوة والفساد في جميع مرافق وإدارات في البلاد



    عشرون عاما من صنوف البشاعة إلى غيرها من الفظاظة والفظائع التي تعيي عن الحصر، والتي طالت بشكل مباشر ومأساوي قرابة 25 مليون مواطن سوداني علاوة على البقية من الأطفال وكبار السن الذين تضرروا حتى الموت بالتجويع والحصار الاقتصادي والوظيفي والإهمال وانعدام الدواء والعلاج والتغاضي عن انتشار الأوبئة. لكن رغم أنف كل أفاعيل الحكومة الراهنة، لم "تبرد" السلطة لهذه الحكومة إلى يوم الناس هذا. عشرون عاما فشلت خلالها الحكومة أن تفرض نفسها كأمر واقع تتقبله المجتمعات السودانية وترضى به حكما دائما. تجربة عشرين عاما أضحت تؤكد أن مائة عام أخرى لم تعد كافية أن تنتزع عن المجتمعات السودانية نظرتها إلى الحكومة الراهنة بأنها مجرد حكومة مؤقتة، حيث تتطلع المجتمعات السودانية اليوم إلى مرحلة ما بعد هذه الحكومة!

    الحقائق السابقة تضعنا أمام ظاهرتين ينبغي دراستهما، أو على الأقل أن نضعهما دائما نصب أعيننا. ذلك أن دراسة هاتين الظاهرتين قد تؤشر إلى الدرب المفضي إلى مرحلة ما بعد الحالة الشمولية الراهنة، وهي مرحلة لم تعد بعيدة وقد بدت أشراطها. والظاهرتان هما:

    أولا: ظاهرة الإسراف في العنف والقتل والإرهاب الاجتماعي غير المسبوق الذي تمارسه الحكومة السودانية الراهنة. وتقترن هذه الظاهرة بسؤال محوري حول لماذا باشرت الجماعة الانقلابية بممارسة أقصى درجات العنف من أول صباح سطت فيه على البلاد.

    ثانيا: ظاهرة صمود المجتمعات السودانية ورفضها قبول الحكومة الراهنة وغيرها من الحكومات الدكتاتورية كأمر واقع ودائم. وسوف نتبين من السياق أن المجتمعات السودانية تتميز بهذه الخاصية عن سائر مجتمعات المنطقة التي قبلت الدكتاتورية وأذعنت لها.

    المشهد العام:

    حقيقتان متلازمتان: الحقيقة الأولى هي فشل الحكومة الراهنة في فرض نفسها كحكم دائم، والحقيقة الثانية هي نظرة الشعب السوداني لهذه الحكومة كحالة مؤقتة. هاتان الحقيقتان تجعلان الجماعة الحاكمة تحكم متوجسة من الشعب، يتغشاها النعاس فلا تقدر على النوم، قلقلة مضطربة تطاردها الكوابيس لا تعرف للطمأنينة طعما، كلما انقضى يوم من عمرها يباعد بينها وبين حلمها القديم في أن يقر لها الحكم والسلطان. وبين هاتين الحقيقتين المتلازمتين، تبدو لنا صورة الحكومة وقد باعدت بين ساقيها راكبة على ظهر أسد، فلا هي نجحت في تدجينه وترويضه حتى تمتطيه إلى الأبد، ولا هي تريد أن تهبط طوعا عن ظهر هذا الأسد "المتحرّك" حتى لا تفقد لذّة الجلوس على ظهره إشباعا لشهوة الحكم .. ولا هي تريد أن تهبط عن ظهره مخافة أن يلتهمها، ولا هي تدري متى سوف يسقطها الأسد من على ظهره .. أكلها أو عافتها نفسه!

    مدرسة العنف:

    سؤالان يطرحان نفسيهما بإلحاح في هذا السياق:

    السؤال الأول: لماذا بادرت الحكومة بالإسراف في التعذيب والعنف والقتل من أول يوم من عمرها؟

    السؤال الثاني: من أين جيء بهؤلاء الذين قاموا بارتكاب هذه الفظائع التي تتنافى مع السلوك العام للمجتمعات السودانية؟

    الإجابة تتطلب العودة إلى الاستعدادات التي سبقت تنفيذ الانقلاب العسكري. هنا نأخذ البيّنة على الجماعة الانقلابية من أفواه أركان هذه الحكومة عندما قالوا أنهم قبل تنفيذهم الانقلاب قد قاموا بدراسة وافية لجميع تجارب الحكم في السودان، وأنهم استفادوا تحديدا من تجارب الحكومتين العسكريتين الأولى والثانية. نبدأ بالبديهيات كالعادة ونقرر أن الجماعة الانقلابية، من حيث أنها جماعة تخطط لتنفيذ انقلاب عسكري، فقد كان من البديهي أن تحصر دراستها في تجربة الحكومتين العسكريتين الأولى والثانية لتفادي أسباب انهيار تينك الحكومتين. وأما البديهية الثانية فإن الجماعة الانقلابية لابد قد توصلت من دراساتها، دون أن يحتاج الأمر إلى عناء أو ذكاء، أن المجتمعات السودانية سوف لن تقبل بها أو بغيرها حكما عسكريا دكتاتوريا دائما، وأن رفض المجتمعات السودانية للدكتاتوريات ولو بعد حين هو السبب الأساسي الذي أدى إلى انهيار الحكومتين العسكريتين، حكومة 17 نوفمبر وحكومة مايو 1. وعليه فقد كان الهدف النهائي من تلك الدراسات المسبقة هو استنباط وتطبيق الوسائل التي تضمن بها الجماعة الانقلابية التغلب على معضلة رفض المجتمعات السودانية للأحكام الدكتاتورية العسكرية، وبالتالي الاستمرار في حكم دائم بعد نجاح الانقلاب العسكري.

    المعرفة المسبقة برفض المجتمعات السودانية للأحكام الدكتاتورية كانت كافية أن تكبح جماح أي عاقل عن ارتكاب حماقة الانقلاب العسكري، ومن ثم الانصراف إلى العمل السياسي سعيا للوصول إلى الحكم عبر الآليات والوسائل الديموقراطية. إلا أن مسألة الإمساك بالسلطة تظل هدفا استراتيجيا عند جميع التيارات والجماعات السياسية المسماة بالإسلامية السلفية منها وغير السلفية بصرف النظر عن وسيلة الوصول. وبما أن هذه التيارات والجماعات تعلم سلفا أنها لن تتمكن من الوصول إلى الحكم عبر الآليات الديموقراطية، فإن الوصول إلى الحكم عبر الانقلابات العسكرية صار بندا أساسيا في أجندة جميع التيارات المسماة بالإسلامية. منذ صدر الإسلام وضحت الرغبة الجامحة إلى السلطة عند هذه الجماعات التي تتخذ الدين وليجة إلى الحكم، ونجد استغلال الآلة العسكرية اشد وضوحا في التاريخ القريب منذ منتصف القرن الماضي في سائر الأقطار ذات الغالبية المسلمة مثل محاولاتهم احتواء الحكم في بداية سلطة مع جمال عبد الناصر، الأمر الذي انتهى إلى تفجر الصراع. واستيقظت المطامع "الإخوانية" في حكم مصر مع أنور السادات، وهو أيضا حكم عسكري عندما حاول السادات الاستفادة منهم ي معادلة الوضع مع خصومه، وعندما انفتح الصراع اغتالوه. والجدير بالملاحظة أن إسرائيل كانت المستفيد الرئيسي من اغتيالهم لأنور السادات!

    وفق عقيدة الوصول إلى الحكم عن طريق الجيش لم تتورع الجبهة السياسية الإسلامية عن تنفيذ الانقلاب العسكري. زد على ذلك أن انهيار الحكومة العسكرية الثانية (مايو 1) قد سبب خسارة فادحة للجبهة السياسية الإسلامية، حيث حققت "الجبهة" مكاسب عظيمة أثناء تحالفها مع الحكومة العسكرية الثانية. وزد فوق ذلك أن الانقلاب العسكري للجبهة السياسية الإسلامية كان قد تم الإعداد له في أثناء حكومة مايو العسكرية في صيغة "انقلاب قصر" يطيح رئيس الحكومة العسكرية وأطقمه ليحل حسن الترابي أو أحد ضباطه مكان الرئيس المخلوع. وزد قبل ذلك أن جماعة الأخوان سبق أن أيدت حكومة 17 نوفمبر العسكرية وغازلتها غزلا مكشوفا لإشراكها في الحكم.

    لم يعد من جدال أن الوصول إلى الحكم عبر انقلابات عسكرية يظل ومنذ عهود سياسية بعيدة من ثوابت أجندة الجبهة السياسية الإسلامية كغيرها من أخواتها في العالم. ولا غرابة ولا شك أنها ظلت تتحين الفرص وتدبر لانقلابها العسكري الأخير منذ سنوات بعيدة وكانت عازمة على تنفيذه والسيطرة المفردة على الحكم. هذه الحقائق تدحض مزاعم مصطفى عثمان إسماعيل أحد رموز الحكومة عندما قال أن الجبهة "كانت مضطرة لتنفيذ الانقلاب العسكري .. الانقلاب العسكري غير محلل، واستخدامنا له كان استثناء" وهو قول يقع بين الكذب ومحاولة تزوير حقائق التاريخ لأن الانقلاب كما بينا جرى الإعداد له منذ سنوات بعيدة ولم يكن أمرا طارئا. على أن الوشيجة المفيدة في كلام مصطفى عثمان هي قوله: (.. نحن ندفع الآن جزءاً من الثمن، ويكون العلاج برد الأمر لأهله .. للشعب) مصطفى عثمان يسجل اعترافا صريحا بالفشل ويعطي الدليل القاطع بأن الجبهة السياسية الإسلامية قد فشلت فشلا تاما في حمل الشعب السوداني على القبول بها كحكم دائم، وأن كل الفظائع والجرائم التي ارتكبتها "الجبهة" طيلة السنوات الماضية لم تفلح في إرغام أنف المجتمعات السودانية أو تبديل نظرة الشعب لها كحكومة مؤقتة. لذلك لا ينبغي أن نقرأ عبارات مصطفى عثمان بأنها مجرد إدانة متأخرة للانقلاب العسكري فحسب، لكنه يتبلّغ كلماته مغموسة في الندم على ارتكاب حماقة الانقلاب العسكري. ويزيد مصطفى عثمان في التأكيد على ما ذهبنا إليه بقوله: «الآن نريد أن نرد السلطة إلى الشعب، وله أن يعيدنا إلى السلطة انتخابيا، إن أراد ذلك» عبارة تنضح بكل مرارة الهزيمة، ودليل قاطع أن رد الأمر للشعب لم يكن طوعا بل كرها بعد الفشل الكبير والخسائر الفادحة والورطة المحدقة التي منيت بها حكومته وجبهته .. ومع ذلك كل القرائن تدفع للشك في نية الحكومة على إعادة الحق المغتصب إلى أهله (راجع مقالاتي تحت عنوان "الديموقراطية طوعا أو كرها" جريدة الأيام السودانية 2005- 2006)

    نعود إلى ما نحن بصدده بالقول أن الجماعة الانقلابية قد وضعت خطة الانقضاض العسكري على السلطة مقرونة بالوسائل اللازمة التي كانت تظن أنها تضمن لها الاستمرار في الحكم بصورة نهائية لا ينازعها عليها أحد. وهنا نحن نعود إلى سؤالنا عن ماهية الفوائد التي حصدتها الجماعة الانقلابية من دراستها لتجارب الأحكام العسكرية التي سبقتها؟ سوف نرى.

    كما هو معروف فقد مرت على السودان من قبل حكومتان عسكريتان شموليتان حاولتا وفشلتا في أن تكونا الأمر الواقع الحاكم. فقد كانت الحكومة العسكرية الأولى، حكومة 17 نوفمبر العسكرية. كانت الوسيلة الرئيسية التي اتبعتها تلك الحكومة من أجل الفوز بقبول المجتمعات السودانية هي أنها قامت بتنفيذ سلسلة من المشاريع الاقتصادية الكبرى من أجل أن تطرح نفسها كبديل أفضل عن الأحزاب. ولما لم تشفع لها المشاريع كبديل عن الحريات، لجأت الحكومة العسكرية الأولى إلى استخدام العنف المسلح كآخر وسيلة لديها لكبح الثورة الشعبية والاستمرار في الحكم بالقوة والعنف. لكن لم يعصمها العنف وأطاح بها الشعب السوداني في ثورة أكتوبر الشعبية 1964. ثم كانت الحكومة العسكرية الثانية (مايو 1) وهنا نجد أن الوسيلة التي اتبعتها تلك الحكومة لنيل القبول الشعبي قد تمثلت في طرحها، في بداية أمرها، فكرا اشتراكيا يتوافق مع أشواق الجماهير في العدالة الاجتماعية كنقيض للمنهاج الطائفي الأناني. لكن سرعان ما اكتشف الشعب أن اشتراكية (مايو 1) لم تكن إلا مجرد شعار خال عن المحتوى والبرنامج وأن رأسها خواء، فكانت بداية الرفض الشعبي. ولمواجهة الرفض الشعبي المتنامي، رمت الحكومة العسكرية الثانية (مايو 1) جانبا كل شعاراتها الاشتراكية ونزعت عن نفسها أكذوبة التنمية وكشرت في وجه الشعب عن أنياب مدججة بالسلاح ونشرت أجهزة مخابراتها المحلية المهجنّة بالمصرية والأميريكية وزادت عليها تحالفا مع الجبهة السياسية الإسلامية التي لم تتورع عن تسخير الدين وسيلة للتكسب السياسي حتى بلغ بهم المدى أن نصبوا رئيس الحكومة إماما وخلعوا عليه لقب مجدد المائة! فزاد التحالف في كراهية الشعب للحكومة فكانت قيامتها.

    لم يكن من الصعب على مدبري الانقلاب العسكري للحكومة الراهنة أن يدركوا من دراسة تجارب الحكومتين العسكريتين الأتي:

    أولا: أن العنف هو الوسيلة الوحيدة لاستمرار أي حكم شمولي، وأن حكومتهم العسكرية المنتظرة مهما قدمت فإن الشعب سوف لن يقبل بها كحكومة دائمة. وبذلك اعتمدت الجبهة السياسية الإسلامية العنف كوسيلة وحيدة للاستمرار في الحكم في حال نجاح الانقلاب.

    ثانيا: أن الحكومتين العسكريتين، حكومة 17 نوفمبر وحكومة (مايو 1) قد لجأتا إلى استخدام العنف كآخر وسيلة من وسائل الاستمرار في الحكم. وعليه فإن تأخيرهما استخدام العنف قد أفقد العنف فاعليته. كذلك لم يكن من الصعب على الجماعة الانقلابية أن تدرك بدراسة أو بدون دراسة أن أنفة الشعب السوداني ورفضه الطبيعي للأحكام الشمولية يظل سببا مباشرا لانهيار الحكومات الدكتاتورية. وعليه قررت الجماعة المدبرة للانقلاب أن تبادر ومن أول لحظة بممارسة أقصى درجات العنف والقتل والتعذيب والتشريد بغية إكساب العنف الفاعلية المطلوبة وبذر الخوف في نفس الشعب، ومن ثم كسر أنفة المجتمعات السودانية واستئصال عزتها واعتزازها وتحويها إلى قطيع تسهل قيادته بعصا ذات شعبتين هما الرعب والتخويف.

    هذه المعطيات تفسر هوس العنف وموجة الإعدامات ونشر عناصر المخابرات وفرق الموت وبيوت الأشباح والسجون وحالات التعذيب وامتهان الكرامة التي تعرضت لها الرموز الاجتماعية والنقابية والعسكرية وفئات عريضة من الشعب منذ اليوم الأول لنجاح الانقلاب العسكري. وقد تكاملت أساليب العنف والقتل مع سياسة الحصار الاقتصادي والتجويع باحتكار السلع الضرورية التي مهدت بها الجماعة الانقلابية قبل تنفيذ الانقلاب العسكري. وبذلك وقعت المجتمعات السودانية بين كماشتي الرعب والتجويع.

    أئمة العذاب وجنوده

    وإذا كانت الحكومة الراهنة قد مارست كل هذه الأصناف من العنف الوحشي، فلابد من وجود عناصر بشرية قامت بتنفيذ قائمة الفظائع والأعمال الوحشية التي أوردناها في مقدمة هذا السياق. لكن لابد أن نكون قد لاحظنا أن ارتكاب مثل هذه الفظائع يعد أمرا شاذا وغريبا عن الأخلاقيات التي تسود المجتمعات السودانية التي تميزت بالتسامح وعدم الفجور في الخصومة والبعد التام عن ارتكاب جرائم التعذيب وجرائم القتل الممنهج أو القتل على الهوية السياسية أو الدينية أو القبلية الذي يسود في كثير من الأقطار العربية والأفريقية. وهنا أيضا نجد أنفسنا نعيد طرح نفس السؤال الذي سبق أن طرحه الأديب الطيب صالح: (من أين أتى هؤلاء) الذين يعذبون ويغتالون دون أن تهتز عندهم عضلة حياء أو شعرة إنسانية؟ ونزيد من عندنا مجموعة أخرى من التساؤلات حول الطبيعة النفسية للعناصر التي قامت بتنفيذ هذه الأعمال الوحشية على مجتمع هي جزء منه، وأن نتساءل أيضا عن التنشئة ونوع التدريب الذي تلقته هذه العناصر فاستأصل آدميتها ونشّأها على عنف غير مسبوق تمارسه ضد مجتمع تمتّ إليه بصلات الرحم وأواصر القربى .. ضد مجتمع وهب هذه العناصر دفء الأسرة وأنفق على تعليمها من مسغبته؟ وفي ذات السياق لابد أن نقوم بالبحث عن القيادات التي أشرفت على تدريب هذه العناصر وتلك التي زينت لها ارتكاب هذه الفظائع وحفلات التعذيب والطقوس الدموية المقدسة بدم بارد .. يجلس بعدها أعضاء فرق الموت والتعذيب يحتسون أكواب الشاي ويثرثرون عن نوع العشاء ..

    البحث يعود بنا إلى منتصف ستينات القرن الماضي بعد نجاح ثورة أكتوبر الشعبية، عندما برزت لأول مرة في أوساط المدارس السودانية مجموعات صغيرة من الطلاب تتسم بالعنف والشراسة. كانت تلك المجموعات على صغرها لا تتورع عن مهاجمة الندوات التي يعقدها أقرانهم من الطلاب والتعرض بشراسة قاتلة لمظاهرات الطلاب بالطوب والحجارة والعصي والسكاكين، ومهاجمة وتدمير الندوات السياسية الطلابية والمعارض والحفلات الطلابية. كانت الظاهرة غريبة على الحياة الطلابية وعلى الحركة الاجتماعية بصفة عامة، لذلك لم يهتم أحد بتلك الظاهرة. وربما ظن البعض آنذاك أنها ظاهرة وقتية سرعان ما تنقشع. أما الأحزاب التقليدية الطائفية فقد أغمضت عين المسؤولية وفتحت عين رضا مع نصف ابتسامة طالما أن عنف جماعات "الجبهة" يستهدف الشعب من غير المنتمين للأحزاب الطائفية وخارج خيامها. وعندما نعيد النظر في الأوضاع الاجتماعية آنذاك نتأكد أن العنف كان يشكل حالة استثنائية مناقضة للسلوك الاجتماعي العام، وأن استخدام العنف كان ينحصر في فئتين: الفئة الأولى هي البوليس والقوات النظامية، والفئة الأخرى كانت طائفة الأنصار. عنف الشرطة كان يقتصر على تفريق تظاهرات الطلاب والعمال والموظفين باستخدام الهراوات والغاز المسيل للدموع كأقصى درجات العنف. ومن شواهد الرفض الاجتماعي السوداني للعنف أنه عندما استخدمت الشرطة الرصاص داخل الحرم الجامعي إبان ثورة أكتوبر وقع ذلك الفعل موقع الجريمة الفادحة مما أدى إلى استفحال الثورة الشعبية وانهيار الحكومة العسكرية. أما أتباع طائفة الأنصار فقد كانوا يوظفون العنف في قمع الخصوم السياسيين وإرهاب المجتمع. على أن طائفة الأنصار قد تخلت إلى حد بعيد عن العنف بسبب تغيّر الأجيال وانتشار الوعي. مقابل ذلك نجد أن باقي الفئات الاجتماعية الأخرى من طلاب وعمال وموظفين قد ورثوا عن الحركة الوطنية أسلوب التظاهرات والإضرابات الخالية من أساليب العنف أو من تدمير المنشآت الوطنية والممتلكات العامة.

    على أن مجموعات العنف الطلابي تكاثرت وانتشرت بدلا عن أن تنحسر كما كان متوقعا لها. وانتشرت جماعات الإخوان المسلمين تمارس العنف داخل المدارس والجامعات والمعاهد .. إلى تلك الحكايات المعروفة من دفن السيخ والعصي والسكاكين ومهاجمة الفئات الطلابية الأخرى بأساليب عنف دموي وارتكابهم جرائم جنائية لم تكن معروفة وقتئذ في الأوساط الدراسية والاجتماعية في السودان. تلك كانت البداية. لكن الغريب حقا أن الفئات الطلابية الأخرى أحجمت عن مبادلة طلاب وجماعات الأخوان العنف بعنف مضاد، ولو حدث ذلك ربما خفف من استفحال الظاهرة، التي انتهت إلى عملية السطو المسلح على كامل السلطة في البلاد وما أعقب ذلك من قتل وتعذيب وعنف.

    بكل تأكيد لم يكن تنامي جماعات العنف الطلابي عملا عفويا، بل تم بصورة مبرمجة متصاعدة وتحت إشراف مباشر من الزعيم أو الزعامات التي تولت تأهيل وتدريب جماعات العنف الطلابي وتحريضهم على العنف. ولما كان الدين هو وسيلة السيطرة الروحية على أولئك الفتية، فقد تم تشريطهم بأن العنف هو جهاد في سبيل الله. لذلك تم تسمية فيالق العنف الطلابي بالجهادية. العثور على الزعيم أو الزعامات التي قادت أولئك الفتية وسيطرت عليهم لا يحتاج إلى طويل بحث. فقد ظل حسن الترابي هو الزعيم المطلق لجماعات الإسلام السياسي وبالتالي الزعيم الروحي والعرّاب الأخلاقي لكل ما تستبطنه جماعاته من فيالق العنف منذ ستينات القرن الماضي إلى يوم الناس هذا. قد يبدو حسن الترابي للوهلة الأولى في زي السياسي أو المفكر أو الزعيم الديني ليّن الجوانب الذي يكثر من الابتسام. لكن دوره في تفريخ العنف وتغذيته تجعل حقيقة حسن الترابي تناقض هذه التمظهرات. وكما قلت في تحليل مطول سابق، فقد سبق أن سعى حسن الترابي حثيثا في بدايات حركاته نحو مراميه السياسية إلى قيادة جموع الأنصار، لكنه فشل في ذلك بسبب الموقف الصارم الذي اتخذه الصادق المهدي. ثم قام حسن الترابي في سلسلة من الانقلابات العنيفة بإقصاء جميع الزعامات التاريخية لما كان يعرف بجبهة الميثاق وتوج نفسه زعيما أوحدا للحركة السياسية الإسلامية. وقد استخدم الترابي أسلوبا ماكرا في انقلاباته على شيوخ جبهة الميثاق، حيث أدخل الترابي إلى عضوية الجماعة مجموعة كبيرة من تلاميذه في الجامعة ثم استخدمهم كأغلبية ميكانيكية في إقصاء منافسيه من الشيوخ. وهكذا وفجأة أصبح الترابي الشيخ والزعيم الأوحد مع فارق كبير في العمر بينه وبين مجموعة الشباب الذين دفع ببعضهم إلى مستوى القيادة. واضح أن الترابي آنذاك أنه بتلك التركيبة (شيخ وتلاميذ) سوف يضمن الولاء الأعمى من الحواريين الشباب .. لكنه نسي أن الشباب سوف يكبرون في يوم من الأيام!

    وفي ذات سياق العنف بالغدر نجد إن حسن الترابي هو الذي تزعم عملية طرد النواب الشيوعيون من البرلمان علما أنه دخل البرلمان بأصوات الحزب الشيوعي! كل هذه الأعمال وإن بدت كنشاط سياسي إلا أنها تستبطن قدرا ملحوظا من العنف الذي انعكست آثاره السالبة على مجرى العلاقات بين التكوينات السياسية وعلى أوجه الحياة السياسية والاجتماعية في السودان. وتتأكد قرينة العنف في شخصية حسن الترابي من حقيقة أن أعلى معدلات العنف والتعذيب والإعدامات ومخازي بيوت الأشباح قد تمت خلال الفترة التي أحكم فيها حسن الترابي سيطرته على الحكومة العسكرية الراهنة. ثم إن الدور المباشر الذي لعبه حسن الترابي في جريمة اغتيال المفكر محمود محمد طه تكشف مدى العنف المتجرد الذي تنطوي عليه ابتسامات حسن الترابي .. إلى غير ذلك من الحوادث والنماذج التي يصعب حصرها هنا والتي تتوج حسن الترابي امبراطورا لمملكة العنف في التاريخ السوداني المعاصر .. الذي يروج للعنف عنيف والذي يحرض على القتل قاتل ..

    من زيادة الكلام أن نقول أن الجماعات التي نفذت قائمة الفظائع المذكورة هي ذات الكوادر التي ربّاها حسن الترابي في كنفه واشرف على "تثقيفها" وتدريبها داخل وخارج السودان، حتى قادها أخيرا إلى تنفيذ الانقلاب العسكري كأرقى مدارج العنف الذي تجسد في قائمة الفظائع التي ورد ذكرها. وبديهي أن الكوادر الأولى استنسخت كوادر جديدة على نسقها، ومن هذا الخليط تكونت فرق الموت والتعذيب التي يطلق عليها الرأي العام السوداني "جلاوزة الإنقاذ"

    العنف الذي تتعرض له المجتمعات السودانية يكاد يكون نسخة عن العنف والتقتيل الذي تعرض له الشعب الإيراني بعد استيلاء آيات الله والملالي على السلطة في إيران تحت زعامة الخميني. وإذا جمعنا عناصر: 1 استغلال الدين، 2 الاستيلاء على السلطة بالقوة بواسطة فئة محددة من المجتمع، 3 ارتفاع معدلات العنف ضد المدنيين، 4 محاولة إخضاع المجتمعات بالإكراه والعنف، 5 المساعدات التي منحتها حكومة إيران للحكومة السودانية، 6 في معطى نقل الخبرات، فإن استيلاء آيات الله على الحكم في إيران سبق انقلاب الجبهة في السودان، 7 الزيارات المكوكية التي كان يقوم بها حسن الترابي إلى طهران والحوزات الدينية في إيران قبل وبعد نجاح الانقلاب العسكري في الخرطوم، 8 التطابق في الممارسات والتشابه في الاسمين بين "حرس الثورة" في إيران وبين "أجهزة أمن النظام" في الخرطوم، عندما نضع هذه العناصر الثمانية إلى جوار بعضها البعض نستطيع أن نقرأ كل ما سبق ذكره بالاتساق مع العلاقة الوطيدة بين حسن الترابي وبين آيات الله في إيران، وبالتالي العلاقة العميقة بين حكومة الخرطوم الراهنة وبين الحكومة الإيرانية. فبعد فترة قصيرة من نجاح الانقلاب في الخرطوم، انتشر أفراد الحرس الثوري الإيراني في مدن وأقاليم السودان المختلفة وفي كل المرافق الحيوية في البلاد يشاهدهم المارة في شوارع الخرطوم. لم تكن زيارات سياحية! فخلال تلك الحقبة لعبت الحكومة الإيرانية دورا أساسيا في تثبيت أركان حكومة الخرطوم الانقلابية عن طريق نقل الخبرات الإيرانية في مجالات التخابر وإحكام السيطرة وتأمين السلطة ونقل تجارب ردع الخصوم على غرار التنكيل الذي تعرضت لها جماعة "مجاهدي خلق" وغيرها على أيدي الحرس الثوري الإيراني ... الذي استخدم نفس الأساليب والأطقم التي كان يستخدمها جهاز السافاك، أو جهاز مخابرات شاه إيران. كما زودت الحكومة الإيرانية حكومة "الجبهة" الانقلابية بالأسلحة والمعدات العسكرية وأجهزة التخابر والنفط والمال. باختصار فإن الدعم الإيراني قام بأول وأخطر عملية "تمكين" للحكومة الانقلابية في الخرطوم.

    الملاحظة المهمة للغاية أن المذهب الشيعي بصفة عامة يحجر بشكل مبدئي مناصرة أي جماعات أو حكومة سنية. وهنا نطرح السؤال الأهم: هل خرقت الحكومة الإيرانية هذا الموقف المبدئي العقدي مع أنها قامت عليه؟ أم أن هنالك روابط أو دوافع عقدية دينية مذهبية بررت للحكومة الإيرانية تثبيت أركان حكومة الخرطوم؟ سنحاول أن نتبين بصيصا من الإجابة في الخطاب الديني السياسي للترابي عندما يقول وهو في أوج مجده الحكومي: (إن الظواهر الدينية الصادقة كلها إنما تصدر عن حرية الإنسان الموصولة بروح من الله. ومهما قدرنا سنن ظهورها واندفاعها فإنها تكسب مدداً من طلاقة المعاني الإلهية، ومن ثم قد تتجاوز محاولات الحساب والضبط فتأتى من حيث لا يحتسب الإنسان وتستعصي على الاحتواء والمغالبة) حسن الترابي أورد هذه العبارة في معرض دفاعه عن الأخطاء والممارسات التي ارتكبتها الحكومة السودانية الراهنة أثناء فترة سيطرته عليها. بهذه العبارة يبرر الترابي أخطاء وفظائع حكومته باعتبار أنها صادرة من روح الله ومن طلاقة المعاني الإلهية. لذلك، وحسب قوله يستحيل ضبطها أو منعها! هذا القول فيه تنزيه صريح للأخطاء بل للجرائم التي ارتكبتها حكومته لأنه يعتبر أن أفعالهم ترجمة لإرادة إلهية غالبة يريدها الله ويرضى عنها! وبذلك يرفع الترابي تلك الأفعال فوق مستوى المساءلة أو العقاب في الدنيا والآخرة! وتنزيه الفعل هو تنزيه لفاعل الفعل ورفعه فوق المساءلة وبالتالي فوق مصاف البشر. بهذه الكلمات الصريحة يرى حسن الترابي أنه هو وجنوده وأطقم حكومته فوق مستوى المساءلة في الدنيا والآخرة عما ارتكبوه، وهو تعليل وترفيع يتماهى مع مقام "الإمام المعصوم" الذي مدّده حسن الترابي ليصبح مقام الجماعة المعصومة!

    على مدى سنوات طويلة قال حسن الترابي الكثير وقدم الكثير من التفاسير الخاصة به التي استنهض بها مخيلة العنف وفعل العنف بلوغا لمقاصده السياسية حتى جلس بين أتباعه في موقع "ولاية الفقيه" على مدى نصف قرن. بكل تأكيد لا نريد أن نحاكم حسن الترابي فكريا ولا دينيا. فقد قال القاضي ابن سريج أثناء محاكمة أبو موسى الحلاج ما معناه أن الناس يستطيعون الحكم في العلاقة بين الناس ولا يستطيعون الحكم في علاقة الإنسان بربّه، ثم اعتزل المحكمة. كما لا نريد أن نعقد لحسن الترابي محكمة في عقيدته على غرار المحكمة التي عقدها حسن الترابي نفسه للشيخ محمود محمد طه وعلقه بها على حبل مشنقة سجن كوبر .. أو محاكم الترابي التي قطع فيها أيدي المعوزين وتمزيقهم من خلاف في زمن جاوزت مسغبة السودانيين ما وقع للمسلمين في "عام الرمادة" ذلك العام المجاعة الذي عطل فيه الخليفة الراشد عمر بن الخطاب كل الحدود. لكن القول يقع مقام فرض العين عندما يستغل الدين السمح المتسامح في تربية المجتمعات على العنف والقتل ونشر فرق الموت والتعذيب وخلق صفوية دينية ما أنزل الله بها من سلطان من أجل المطمح الشخصي وعرض هذه الدنيا الفانية. أما ذكرنا لإيران، فلسنا في معرض مفاضلة أو مقاربة دينية، وحري بنا وبكل شخص أن يوقر الدين أو المذهبية التي يرضاها كل شعب لنفسه كل ضمن حدوده وأدب نفسه. ما يهمنا هنا أن الحكومة الإيرانية قد تدخلت بصورة سافرة وغير عادلة في الشأن السوداني عندما أمدت هذه الحكومة بالسلاح والأجهزة والخبرات والتدريب الاستخباري، وفي ذلك تغليب غير عادل لفئة على باقي فئات المجتمعات السودانية وإمداد الفئة الباغية بكل أسلحة مقومات الحكم الاستبدادي على الشعب وليس للدفاع عن السودان ضد عدو خارجي.

    خطاب الترابي الديني يشكّل أهم وأخطر العناصر في التشكيل النفسي وإحكام السيطرة على جماعات العنف التي تزعمها. الخطورة أنه زين لأتباعه من الفتية أن أعمال العنف التي يرتكبونها تحمل صكا من البراءة مختوما من السماء، وأنهم ينفذون إرادة ربانية "تستعصي على الاحتواء والمغالبة" وهكذا يخيل للجماعة أنهم "رساليون" فتجدهم يعيشون منعزلون داخل ذواتهم وداخل جماعتهم، ويحرصون على تمييز أنفسهم في المظهر والمأكل والسلوك. وبسبب هذه التربية اتسعت الشقة بينهم وبين مجتمعاتهم حيث يتملكهم شعور عارم أنهم الخير المطلق وغيرهم الشر المطلق فيرون ما حولهم من أفراد المجتمع مجرد بؤر من الزنادقة والمارقين. وفي نهاية المطاف مات عندهم الحس بآدمية مجتمعاتهم. لذلك يمارسون القتل وأقصى درجات التعذيب دون واعز أخلاقي أو تأنيب من ضمير قد تم استئصاله سلفا بما يشبه الختان الفرعوني. من هذه التنشئة يا أستاذ الطيب صالح "أتى هؤلاء" الذين قتلوا الناس وعذبوهم في السودان في بيوت الأشباح وغيابات السجون.

    الحالة المرادفة التاريخ المعاصر نجدها أيضا في الجزائر، حيث تقوم الجماعات السلفية المسلحة بنصب الكمائن والحواجز المسلحة ومهاجمة القرى الآمنة لقتل النساء والعزل والأبرياء. وبلغت جماعات الجزائر أقصى درجات التجرد عن الآدمية بمهاجمة مدارس الأطفال وإبادة الأطفال بالأسلحة الرشاشة داخل فصول الدراسة على فهم أنهم أبناء الكفّار! .. إلى غير ذلك من العمليات الدامية. والملاحظ في الحالة الجزائرية أن المجموعة التي ترتكب الجريمة تكون عادة من بين نفس سكان الحي أو القرية التي يقع عليها الاعتداء، فالقتل يتم عن معرفة مسبقة بالضحايا في تجسيد لأقصى حالات الفظاظة أن تقتل جارك بلا سبب أو تقتل إنسانا تعرفه حق المعرفة ودون أن يقتل نفسا أو يفسد في الأرض. جماعات العنف الدموي في السودان لم تصل بعد إلى إبادة أطفال المدارس بالرصاص الحي، إلا أنهم عذبوا واغتالوا في بيوت الأشباح والمعتقلات الكثير من الذين يعرفونهم حق المعرفة من زملاء الدراسة الذين لازموهم سنوات طويلة (الدكتور علي فضل) أو من زاملوهم كأساتذة في الجامعات والقوات المسلحة ومواقع العمل الأحرى. وليس ببعيد عمليات التصفية الدموية التي طالت المصلين في بيوت الله وأودت بحياة عشرات المصلين، ثم الحادث الدموي في دار نقابة الفنانين السودانيين. تلك الحوادث جزء من أداء الحكومة السودانية وإن تم بعضها على أيدي عناصر غير سودانية لأن هذه الجماعات تعترف فقط بآصرة الجماعة ولا تعترف أبدا بالجنسيات .. من السودان إلى أفغانستان ومن اليمن إلى طهران ومن الرباط إلى أفغانستان!

    لقد شهد التاريخ الإسلامي الكثير من الجماعات الباطنية المماثلة التي ارتكبت الاغتيالات وأبادت المدنيين من المسلمين تحت وطأة سيطرة الزعيم الباطني الذي يزيّن لأتباعه صفويتهم ودونية غيرهم. ودون إغراق في هذا الجانب الذي لسنا بصدده تفصيلا، فإن الجماعة الباطنية عادة ما تتكون بواحدة من طريقتين. إما أن يعمل صاحب الفكرة على استقطاب ودعوة بعض النفر الذين يحس أن لديهم استعدادا لتقبل فكرته وزعامته. في هذه الحالة يكون عدد الجماعة محدودا. والطريقة الثانية أن يتمكن صاحب الفكرة من اختراق خلية اجتماعية عادة ما تكون جماعة سياسية أو دينية، ومن ثم يقوم بالسيطرة على الجماعة وتوجيهها وفق نزعته وهم لا يشعرون بالتحول البطيء الذي جرى للجماعة. هذه الطريقة يمكن تعريفها بحالة "الاختراق والاحتواء" تماما مثل الفيروس الذي يدخل الخلية الحية فتتصرف الخلية حسب الإشارات الصادرة عن الفيروس. وبما أن إشارات الفيروس خاطئة فإنها تدفع الخلية إلى نمو غير متوافق فتكون غريبة عن بقية الخلايا وتنتهي إلى تدمير نفسها وتدمير باقي الخلايا الحية. وعلى غرار غرابة الخلية المصابة بالفيروس، تبدو الجماعة الباطنية غريبة ومختلفة في سلوكها وأفاعيلها عن السلوك العام لمجتمعات البلاد بحكم أن الجماعة تقدم على ممارسات تستنكرها الأخلاقيات السائدة مثل إزهاق أرواح الأبرياء والتعذيب بلا إحساس بالجرم. المهم أن هذا النوع من التكوين الباطني "الاختراق والاحتواء" يكون أشد خطرا لأنه يتخفّى تحت جلد الجماعة ويلبس لونها ويسيطر على عضويتها ويتصرف باسم الجماعة ويتخذ دورها وموقعها في الحياة الدينية والاجتماعية والسياسية ويصعب على الناس تمميزه. بمعنى أن الفكر الباطني يقع في الجماعة موقع العقل من الجسد، فتتصرف الأيدي والأرجل والأطراف وكل حركة الجسد حسب التعليمات التي يصدرها المخ أو العقل المدبّر الذي يسخر كل شيء من أجل بلوغ أهدافه الباطنة

    في هدي الملاحظات الواردة فوق، لابد أن نطرح الأسئلة: هل تحكم السودان اليوم جماعة باطنية؟ وهل تمكنت جماعة باطنية من اختراق الحركة السياسية الإسلامية في السودان والسيطرة عليها، أم أن تكوين هذه الحركة من أساسه كان تكوينا باطنيا؟ بغض النظر عن أي إجابة قطعية عن أي من هذه الأسئلة، فإن الواقع على الأرض يشير من نفسه إلى جملة حقائق غير قابلة للنفض. فقد بادرت الحكومة الراهنة وقبل كل شيء إلى كسر أنفة وإرغام أنف المجتمعات السودانية عن طريق العنف والقتل والإذلال والتشريد والسجون والتجويع وبقية القائمة الطويلة من الأفاعيل التي ذكرناها فوق، وهي أفاعيل بل جرائم ليست نابعة بالتأكيد عن السلوك الاجتماعي العام في السودان.

    إن التجارب المريرة التي عرفها الشعب السوداني على يد جلاوزة الحكومة السودانية الراهنة تؤكد بجلاء أن خطة الحكومة في الاستيلاء على الحكم والاستمرار فيه قامت على شقين متكاملين:

    الشق الأول: ممارسة أقصى درجات الإرهاب والعنف وتقتيل المعارضين وفرض حالة من الإرهاب والخوف، إي حرق الأرض اجتماعيا وسياسيا وأخلاقيا وكسر أنفة المجتمعات السودانية كخطوة تمهيدية للشق الثاني.

    الشق الثاني: استئصال كامل للقيم والمكونات الأخلاقية والاجتماعية والاقتصادية التي تتشكل منها المجتمعات السودانية. وقد تجسدت هذه السياسة في عمليات التصفيات الوظيفية وعمليات التشريد التي طالت قرابة ثمانين بالمائة من القوى الاجتماعية العاملة في مختلف الوظائف والمهن والتخصصات، وفي الأثناء تقوم الجماعة الانقلابية بعملية إزالة واستبدال بتعيين العناصر الموالية للجماعة الانقلابية إضافة للعناصر المنتفعة والانتهازية وغير المؤهلة. وهكذا تستولي الجماعة الانقلابية على الشعب والبلاد وتضمن لنفسها حكما دائما لا ينازعها عليه أحد ...

    ورغم أن سيناريو استئصال شعب بأكمله والاستيلاء عليه وعلى كل السودان بواسطة فئة قليلة هي افتراض أبعد عن احتمالات أفلام الخيال، إلا أن الممارسات والفظائع تؤكد أن الجماعة الانقلابية كانت فعلا عازمة على عملية تدجين اجتماعي وإحلال سلوك بديل و"تمكين" نفسها بحكم دائم. هذا النمط من التفكير لا يصدر إلا عن عقل يلغي حقائق التاريخ والجغرافيا والمنطق، وهذه من خصائص العقل والفكر الباطني. ولذلك فشل الجماعة في السيطرة على قطر بأكمله طيلة حقب التاريخ، وإن نجحت جزئيا فإلى حين قصير لأنهم يراودون المستحيل ويسيرون في اتجاه معاكس لسنن الكون. ولأن الأمور تؤخذ بخواتيمها، فإن قرائن اليوم تقف برهانا على فشل محاولات الجماعة الانقلابية برغم كل ما سفكته من دماء الأبرياء وما أزهقته من أرواح الأطفال .. فقد رفضت المجتمعات السودانية رفضا قاطعا الحكم الدائم للجبهة السياسية الإسلامية ..

    ظاهرة الرفض الشعبي

    هنالك العديد من الخصائص التي تمكّن المجتمعات السودانية من رفض أزلية الحكومة الراهنة ولفظ غيرها من الحكومات الدكتاتورية الشمولية. لكن هنالك خاصية أساسية حاضنة للخصائص الأخرى وهي خاصية التنوّع وما أفرزه التنوع من مواثيق اجتماعية. فالسودان يتميز عن أقطار المنطقة بمزايا التنوع السكاني الإثني والثقافي والجغرافي والاقتصادي مثلما تتنوع فيه مصادر الثروات الطبيعية. وحتى قبل رسم حدود السودان الجغرافية الحالية، فقد دخل التنوع الاجتماعي السوداني في علاقات وتبادلات وتداخلات أفرزت بمرور القرون عقدا اجتماعيا غير مكتوب يحفظ التنوع ويخلق نوعا من تبادل المنافع والتكامل السلعي في أزمنة الرخاء والقحط، علاوة على التداخل السكاني غير المخل. هذا الوضع خلق بدوره نوعا من الترابط الأمني بين المجتمعات السودانية بما يشبه اتفاقات الدفاع المشترك ومعاهدات عدم الاعتداء، طبعا عدا احتكاكات التماس الطبيعية بين هذه المجتمعات، وهي احتكاكات ناتجة عن الحيوية الاجتماعية أكثر من كونها اعتداءات. وقد أفرزت التجارب الآليات اللازمة المعالجة واحتواء هذه الاحتكاكات مثل احتكاكات الرعاة والمزارعين.

    والأهم من ذلك أن حيوية التنوع الاجتماعي السوداني قد أفرزت على مدار مئات إن لم يكن منذ آلاف السنوات ديموقراطية اجتماعية راقية ومتقدمة نستطيع نضعها تحت مصطلح "الديموقراطية الاجتماعية السودانية" أصبحت هذه الديموقراطية الخاصة جزء من التركيبة السلوكية للمجتمعات السودانية، وأضحت آلية حاكمة للعلاقات بين المجتمعات ومكونا أصيلا من المكونات النفسية عند الفرد. ونستطيع أن نرى هذه الديموقراطية متجسدة بوضوح داخل العلاقات الأسرية وعلاقات العمل حيث يستطيع كل فرد أن يدلي برأيه .. طبعا باستثناء بعض الحالات القليلة. "الديموقراطية الاجتماعية السودانية" هي التي تكفل الرأي وحق القبول والرفض وهي الآلية المعتمدة في إدارة الحوار، ومنها تبلورت عند الشخصية السودانية سمات الاعتزاز والرفض التلقائي للقهر، وهي سمات عجزت الحكومة الراهنة عن كسرها أو إرغام أنفها. لذلك عندما يحدث ما يجافي صيغ هذه العقود الاجتماعية بطغيان عنصر أو قبيلة أو فئة عسكرية أو مدنية على باقي الفئات، نجد كل هذه المواثيق الاجتماعية والأعراف الديموقراطية تستيقظ وتكون فاعلة فيكون الرفض الاجتماعي (حكومة عبد الله التعايشي، حكومة 17 نوفمبر، حكومة مايو 1 والآن حكومة مايو 2 المسماة بحكومة الإنقاذ) ولمجمل هذه الخصائص والمعطيات لم يكن في قيد الإمكان وليس في قيد الممكن أن يطغى عنصر على عرق أو إقليم على آخر أو فئة اجتماعية عسكرية أو سياسية على باقي الفئات. وإذا عمينا عن كل برهان نستطيع أن نرى أن الحروب تتكاثر في السودان في أزمنة الأحكام الشمولية الدكتاتورية، وتنحسر نوعا في الفترات المسماة بالديموقراطية برغم علل تلك الفترات. لقد ثبت بشكل قاطع استحالة استئصال الحالة الديموقراطية أو قمعها أو تبديلها. ولذلك تظل الديموقراطية قدرا محتوما على الشعب السوداني لا بديل لها ولا محيد عنها وما غيرها استثناء لابد له أن يزول. ولعل من أقوى البراهين على الرفض الاجتماعي للحكومة الراهنة وعلى تغلغل الديموقراطية في أنسجة المجتمعات السودانية أن الجيل الجديد الذي نشأ في حضن عذابات هذه الحكومة هو المناهض الرئيسي للحكومة وأكثر الفئات الاجتماعية تطلعا إلى مرحلة ما بعد هذه الحكومة! إنه لأمر محبط لهذه الحكومة كون أنها فشلت في احتواء وتدجين الكبار وفشلت أيضا في تربية جيل يدين لها بالطاعة! وغني عن القول أن هذا الجيل الجديد سوف يلعب دورا حاسما في تغيير هذه الحكومة سواء عبر صناديق الانتخابات أو بالمقاومة الشعبية .. أي الأجلين أقرب!

    وختامها !

    صحيح أن سياسة "المباغتة بالعنف والإرهاب الاجتماعي والحصار المعيشي والتجويع" قد لعبت دورا مؤثرا في استمرار الحكومة الراهنة على مدى عقدين من الزمان، لكنها كما ذكرنا لم تجعل من الحكومة أمرا واقعا يقبله الشعب. فقد سقطت ورقة العنف مثلما سقطت من قبل ورقة الدين. فالرفض الاجتماعي جعل من العنف والتعذيب الذي تمارسه الحكومة السودانية الراهنة مجرد وسائل اصطناعية للبقاء مثلها مثل أجهزة التنفس الصناعي والضغط وجهاز تنظيم ضربات القلب التي توضع لمريض يحتضر. إن كل يوم يمر لا يضيف عمرا جديدا للحكومة الراهنة بل يقترب بها من يوم إعلان وفاتها. وهنا يكمن الفرق بين حكومة تعيش حياة اصطناعية مؤقتة تستمد استمراريتها، ولا أقول حياتها، من أجهزة العنف والمخابرات، وبين حكومة تتنفس هواء طبيعيا وتعيش حياة طبيعية ضمن المناخات الطبيعية الديموقراطية لتداول إدارة البلاد. الأفق مغلق أمام الحكومة الراهنة إلا من خيارين:

    - إما الرضوخ لمرحلة تحول ديموقراطي حقيقي، بما يعني رفع كل أجهزة العنف والمخابرات والرقابة رفعة واحدة لا رجعة فيها وتنفيذ كل ما ورد في اتفاقات نيفاشا والرضوخ التام للدستور الانتقالي وسيادة القانون. إن الانتخابات الحرة تتطلب "مرحلة ديموقراطية" حرة تسبق الانتخابات ولا تقل عن عامين. لذلك يقتضي هذا الخيار أن تكف الحكومة عن الأعيب حمل الشعب مكبلا ووضعه مباشرة أمام الانتخابات بدون مرحلة ديموقراطية أو حريات.

    - أو أن تعود الحكومة إلى المربع الأول بتكثيف العنف والتعذيب والاعتقالات وقائمة أفاعيلها الواردة في مقدمة السرد .. وسوف لن يغنيها ذلك من الأجل المحتوم شيئا، بل يقربها منه لأن العنف الآن سوف يولد عنفا مضادا يأتي الحكومة من حيث لا تحتسب وفي ميقات معلوم لا يعلمه إلا الله الواحد الأحد القهار.

    سالم أحمد سالم

    باريس

    21 نوفمبر 2008

                  

12-04-2008, 03:22 PM

مؤيد شريف

تاريخ التسجيل: 04-20-2008
مجموع المشاركات: 4052

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هل تحكم السودان جماعة باطنية ؟!فشل العنف والتعذيب والقتل ولن "تبرد" السلطة .. وال (Re: مؤيد شريف)

    تفتح هذه المقالة لمجموع تساؤلات تتصل مباشرة باوضاع الحكم وما هو متوقع من تطورات قادمة في القريب المرتقب ,,,

    الامل قائم في ان نبتدر نقاشا مثمرا وأن يداخلنا الاستاذ سالم احمد سالم تعقيبا او تجلية لراي ...

                  

12-04-2008, 03:52 PM

مؤيد شريف

تاريخ التسجيل: 04-20-2008
مجموع المشاركات: 4052

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هل تحكم السودان جماعة باطنية ؟!فشل العنف والتعذيب والقتل ولن "تبرد" السلطة .. وال (Re: مؤيد شريف)

    أنا أريد أن أبدأ النقاش من مبتدأ المقالة : هل تحكم السودان جماعة باطنية؟!


    حقيقة السؤال يفتح تساؤلا حول من يحكم السودان الان؟ وهل تعبر التسميات التي نطلقها دائما علي السلطة حقيقة عن الجماعة المسيطرة؟بمعني هل يحكمنا (الاخوان)؟ ومن هم الاخوان وما هي خصائصهم؟ أم تحكمنا (الانقاذ) ؟ والسؤل المتفرع هو نفسه لازال مطروحا : (ما) هي (الانقاذ)؟ وكيف يتسن لنا الوقوف عند الحدود الفاصلة بين ما هو (اخواني) و (انقاذي)؟؟



    واعود لطرح المزيد من المسائل
    المتفرعة من المقالة
                  

12-04-2008, 04:08 PM

مؤيد شريف

تاريخ التسجيل: 04-20-2008
مجموع المشاركات: 4052

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هل تحكم السودان جماعة باطنية ؟!فشل العنف والتعذيب والقتل ولن "تبرد" السلطة .. وال (Re: مؤيد شريف)

    أما ما تعلق بالثورة الايرانية واستلهامهم أو نقلهم عنها الكثير من الخيارات السياسية والعسكرية ... غير أني أعتقد بأن التجربة الايرانية كانت أكثر تقدما أعمق أثرا فيما يختص بعلاقاتها مع المجتمع الذي نشأت فيه وتداخلت معه .. وهذا ما عجزوا هنا عنه تماما ، اذ تعيش السلطة ويعيشون هم عزلة تامة في كل شيء عن مجتمعهم ابتداءً من مفارقة القيم والمزاج العام وحتى تمايز الملبس والماكل والمشرب وحتى طرق الحديث ويمكن ان تميزهم من بين عشرات الالاف ما ان يبدأوا في الحديث فمفرداتهم خاصة وتعبيراتهم الكلامية والاشارية لا تشبه ميراث السودان المعهود ولا ارثنا القديم !! وعودة للنموذج الايراني فارى انه سابق وان ارتد حديثا لنموذج شديد المحافظة بفعل عوامل اقليمية ودولية خاصة تتعلق بوجود ايران وحدود دورها الاقليمي والدولي ... أما الثورة الايرانية فلا ننسى أنها قامت علي كثير من الدعامات الليبرالية واليسارية حتى في استلهامات التحرر عند القادمين من ارض المهاجر في حزب تودة اليساري او حتى وجود الخميني نفسه منفيا في فرنسا كان له اثره البالغ في وجود تيارات (حداثية) حقيقية .. وهذه الثنائية لازالت موجودة حتى الان وتتبادل ارث الثورة السياسي : بمعنى ان الشعب هناك لديه من الخيارات الداخلية ما يجعله قادرا علي معاقبة هذا انتخابيا بذاك ... اما هنا فلا نستطيع ان نتحدث عن تيار (حداثوي) حقيقي وقادر علي تغيير موازين الامور تحت اي مرحلة وعند كل ظرف :: لسبب بسيط هو ان وسائل التغيير الداخلية عندهم لازالت هي ذات الوسائل العسكرية الامنية الاولى ..عند لحظة انقلابهم .. اقصد ان تامين الانقلاب كان بالقوة العسكرية الظاهرة في العام 1998م ... وصراعهم الداخلي حسمته ذات القوة الظاهرة بعد سنوات من تداولهم للامر لم تغير فيهم شيئا ولم تصنع داخلهم قنوات آمنة لتبادل وتبدل الموازين والادوار ...


    وأعود
                  

12-04-2008, 04:22 PM

مؤيد شريف

تاريخ التسجيل: 04-20-2008
مجموع المشاركات: 4052

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هل تحكم السودان جماعة باطنية ؟!فشل العنف والتعذيب والقتل ولن "تبرد" السلطة .. وال (Re: مؤيد شريف)

    Quote: - الاستيلاء على الحكم بالقوة العسكرية المزجاة بالخديعة

    - الإعدامات الدموية التي طالت العسكريين والمدنيين، وقتل الأنفس البريئة بدون حق أو فساد في الأرض

    - التعذيب والاغتيالات في بيوت الأشباح وامتهان كرامة الرجال

    - الاغتصاب والتشفّي والإرهاب الاجتماعي واستباحة البيوت من غير أبوابها وترويع النساء والأطفال وانتزاع الأبرياء من نومهم وانتزاع الاعترافات المكذوبة تحت القهر وإحضار البنات والزوجات والمحارم والتهديد باغتصابهن أمام أعين الأزواج والإخوة وأولياء الأمر

    - السجون النائية التي تنعدم فيها أدنى مقومات الحياة والآدمية، والمحاكمات الجائرة ومحاكم التفتيش التي تفتقر إلى مخافة الله وتفتقد إلى ما دون الحد الأدنى من درجات العدالة الوضعية

    - اعتقال مئات آلاف المواطنين بدون محاكمات ولمدد طويلة وممارسة أقصى صنوف الإرهاب الاجتماعي غير المسبوق

    - استغلال الدين استغلالا تعافه نفس الكافر بالله

    - قتل الآلاف من الأبرياء في قراهم وتشريد الملايين إلى حظائر الموت داخل وخارج البلاد

    - تشريد الملايين من الكفاءات الوطنية في كل قطاعات المهن

    - التهجير القسري لما يقارب 7 مليون مواطن إلى خارج حدود الوطن ومطاردة النخب بواسطة أجهزة مخابرات السفارات ووفود المخابرات بغية إعادة تشريدهم بفصلهم عن وظائفهم خارج السودان بالتقارير الكيدية إلى مواقع عملهم أو عن طريق الرشوة وشراء الذمم

    - كتم أنفاس المجتمعات وتكميم الأفواه وتحريم الحريات المكفولة في محكم التنزيل، ومحق حقوق الإنسان المكفولة بقول الله وبالشرعة الدولية

    - فرض الرقابة المسبقة على الصحف وانتزاع الآراء بنيّة التدمير ومنع الصدور

    - السطو على النقابات والاتحادات المهنية والعمالية والطلابية ونشر عصابات الصبية المسلحة

    - إخراج الرأسمالية التقليدية والتجار عن الأسواق وفرض الضرائب التعجيزية وسوق التجار إلى الإفلاس ومحاكمتهم بقوانين تم تصميمها للحيف

    - تجويع وتركيع وترويع المجتمعات السودانية واحتكار السلع الضرورية للحياة والعلاج

    - احتكار المال ورؤوس الأموال والسيطرة الكاملة على حركة تداول المال والاستثمار

    - تفريغ الجيش والشرطة من الكفاءات الوطنية

    - تقديم الولاء على الكفاءة وحشو مرافق الحكومة بغير المؤهلين، وما نتج عن ذلك من انحطاط الأداء وتفشي المحسوبية والرشوة والفساد في جميع مرافق وإدارات في البلاد



    أما كل هذه التجاوزات أو ما أسماها الاستاذ سالم بالافاعيل فهم لا يدافعوا عنها حتى يومنا هذا ... ةقد يبرروا لها - كما فعل احدهم قريبا - بدواعي (التمكين!!) وهو تبرير هم انفسهم لا يقنعون به !! يمكن رد هذه الافاعيل لحصرية (المشروع )ووجود استعدادية استعلائية عالية في داخلهم تدعى باحقيتهم الحصرية في الوطن والتعبير عن الدولة ...

    فبالله نسمع أحد أهم كتابهم يكتب أن جهاز الامن هو الوطن والوطن هو الانقاذ والانقاذ هي الاسلام !!!

    ما هذا الخرف الذهني المستغرق في التسطيح !!!!

    هذه هي العقلية الحصرية والتي اوردتنا المهالك وننتظر منها المزيد من الخربطة والتخبط والقيء
                  

12-04-2008, 09:32 PM

سالم أحمد سالم
<aسالم أحمد سالم
تاريخ التسجيل: 11-19-2007
مجموع المشاركات: 2698

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هل تحكم السودان جماعة باطنية ؟!فشل العنف والتعذيب والقتل ولن "تبرد" السلطة .. وال (Re: مؤيد شريف)

    الأخ الأستاذ مؤيد

    أشكرك على طرح الموضوع للنقاش الذي نتمناه مثمرا
                  

12-04-2008, 10:28 PM

سالم أحمد سالم
<aسالم أحمد سالم
تاريخ التسجيل: 11-19-2007
مجموع المشاركات: 2698

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هل تحكم السودان جماعة باطنية ؟!فشل العنف والتعذيب والقتل ولن "تبرد" السلطة .. وال (Re: سالم أحمد سالم)

    ما كان يهمني بالنسبة لإيران هو أن الحكومة الايرانية قدمت دعما قويا عسكريا واقتصاديا
    لعب دورا أساسيا في غرس حكومة ما يسمى بالانقاذ. من حيث المبدأ فإن السند
    الايراني يشكل تدخلا سافرا في شأن قطر آخر وشعب آخر
    ولما كانت الانقاذ آنذاك مجرد انقلاب عسكري حاول جاهدا إخفاء حقيقته، فإن
    الدعم الايراني المبكر يطرح تساؤلا عما إذا كانت الحكومة الايرانية على علم مسبق
    بالانقلاب وتوجهاته. في كل الاحوال فإن المساندة الايرانية القوية تعطي دليلا يجاوز الشبهة
    حول العلاقة الروحية بين فرقة الانقاذ والحكومة الايرانية .. عدا ذلك تكون فرقة الانقاذ
    قد خدعت الحكومة الايرانية .. لماذا إذن استمرأت ايران دور المخدوع؟؟!!

    أما بخصوص ديموقراطية الحكومة الايرانية، لعلني أنفق معك ياستاذ مؤيد حول ما ذهبت إليه
    مع ملاحظة هامة هي أن الديموقراطية الايرانية قد حددت سلفا سقف حرية الشعب الاياني الذي عليه أن يختار فقط
    أحد أجنحة الحكومة!! هذا التحديد يسحب مغازي الديموقراطية الحقيقية عن التجربة الايرانية
    وعلينا أن نلاحظ ايضا أن حرس الثورة الايرانية هو المسيطر على كل حركة
    الحياة الاجتماعية والسياسية ... كوب من صافي الدكتاتورية عليه لون ديموقراطي .. وما على الشعب الايراني إلا أن يشريه
    أو قل يتبلغه كرها .. وهذا أمر يخص الشعب الايراني

    لي عودة

    تحياتي

    (عدل بواسطة سالم أحمد سالم on 12-04-2008, 10:32 PM)

                  

12-05-2008, 11:09 AM

سالم أحمد سالم
<aسالم أحمد سالم
تاريخ التسجيل: 11-19-2007
مجموع المشاركات: 2698

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هل تحكم السودان جماعة باطنية ؟!فشل العنف والتعذيب والقتل ولن "تبرد" السلطة .. وال (Re: سالم أحمد سالم)

    الفقرة من حديث المحبوب عبد السلام من حوار أجرته معه جريدة الصحافة


    Quote: *سرعان ما انهارت شرفة الانتصار التي كنت تطل منها بانهيار ما اسميتموه (المشروع الحضاري) الذي انهار على الرؤوس ، انهار المشروع غير القابل للنقد والانهيار لانه متعلق باسباب السماء !! فصار (المشروع الذي كان) ؟

    - والله طبعاً هو متعلق باسباب السماء بمعني انه جهد المؤمنين، فالمؤمن ينبغي أن يربط عمله كله بالسماء حتي إن أخطأ، لذلك كنت اتساءل دائما لماذا يحدثنا القرآن دائما عن السلبيات اكثر من الايجابيات، فثلثا القرآن عن بني اسرائيل والنصارى، وهم آخر تجربة كتابية، نحن كان لدينا أوهام وهي اننا نستطيع ان نستدرك أكثر من اربعة عشر قرنا اى منذ ان تركت الخلافة الراشدة مسارها الراشد واصبحت ملكاً عضوضا، كان عندنا توهم اننا نستطيع ان نستدرك هذه الفجوة التاريخية الكبيرة وان نعيد التاريخ الإسلامي الى مساره ولكننا عندما خرجنا من الحركة الى الدولة وجدنا الدولة مثل الجدار كلما حاولت ان تمد يديك لتحيط بالجدار تجده اوسع منك،
                  

12-05-2008, 11:13 AM

سالم أحمد سالم
<aسالم أحمد سالم
تاريخ التسجيل: 11-19-2007
مجموع المشاركات: 2698

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هل تحكم السودان جماعة باطنية ؟!فشل العنف والتعذيب والقتل ولن "تبرد" السلطة .. وال (Re: سالم أحمد سالم)

    وفقرة أخرى من حديث المحبوب عبد السلام تقطع الشك حول الاعداد المبكر للانقلاب العسكري
    وتدحض كلام مصطفى عثمان اسماعيل الذي زعم أن الانقلاب العسكري كان حالة اضطرارية

    Quote: واقول انا كنت واحدا من اناس كثيرين يميلون الي ان فترة الديمقراطية ان تترك لتكمل تجربتها وان لا نقوم باي انقلاب حتي نبلغ البرلمان بالانتخابات، وكثير من الناس في الحركة الإسلامية كانوا يدعون انهم لا يعرفون شيئاً عن الانقلاب، ولكن هذا غير صحيح كنا نعلم عن الانقلاب وانا كنت طالبا في فرنسا والتقت بي قيادة الحركة هنالك وابلغتني بانهم مُقبلون على تغيير كبير، وكان هذا مفهوما وواضحا جداً وانا قلت للشخص الذي ابلغني : لماذا لا تتركون الحركة الإسلامية تنضج في نار الديمقراطية الهادئة
                  

12-05-2008, 11:19 AM

سالم أحمد سالم
<aسالم أحمد سالم
تاريخ التسجيل: 11-19-2007
مجموع المشاركات: 2698

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هل تحكم السودان جماعة باطنية ؟!فشل العنف والتعذيب والقتل ولن "تبرد" السلطة .. وال (Re: سالم أحمد سالم)

    وأيضا من كلام المحبوب عبد السلام الذي كان من أقرب المقربين لحسن الترابي:

    Quote: ورأينا في السودان كيف حوصرت الجبهة الإسلامية القومية من قبل احزاب اليسار ومن قبل الاحزاب التقليدية، كل مؤتمراتنا كانت تحاصر، ولذلك اشخاص امثالي كانوا يدعون الي ان تنضج الحركة الإسلامية في نار الديمقراطية الهادئة كانت حججهم ضعيفة في النظر الي الواقع ويبدو انهم ـ دُعاة الانقلاب ـ كانوا منطقيين وكما قال أحمد سليمان المحامي انه خرج من اجتماع المكتب السياسي لان هنالك شخصا داخل اجتماع المكتب السياسي يحمل هذا الرأي وهو ينبغي الا نقوم بانقلاب، وحلف أحمد سليمان المحامي بالطلاق انه لن يحضر اجتماعا مع شخص يحمل مثل هذا الفكر المتخلف، وكان يقول هاهي السلطة منثورة في الارض تحتاج الى من يلتقطها ، وان لم تُسارع فسيلتقطها شخص آخر وسوف تُنصب لكم المشانق،
                  

12-05-2008, 11:25 AM

سالم أحمد سالم
<aسالم أحمد سالم
تاريخ التسجيل: 11-19-2007
مجموع المشاركات: 2698

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هل تحكم السودان جماعة باطنية ؟!فشل العنف والتعذيب والقتل ولن "تبرد" السلطة .. وال (Re: سالم أحمد سالم)

    وأيضا التعذيب وبيوت الاشباح في حديث المحبوب عبد السلام
    والضمير في (قال لي) الواردة اول الفقرة يعود للاستاذ صلاح أحمد إبراهيم

    Quote: وقال لي انه يرُيد ان يقابل مدير جهاز الأمن فاخبرت نافع علي نافع وكان يتقلد هذا المنصب في ذلك الوقت فقال لي نافع ان صلاح اذا جاء الي السودان سأقابله واذا ذهبت الي اوروبا ساغشى باريس بالتخصيص لمقابلته وفعلاً أوفى د . نافع بوعده فعندما جاء صلاح ذهبنا انا وهو الى نافع واثار معه صلاح موضوع فاروق محمد ابراهيم وقال لنافع «انا اسمع حديثا عن بيوت الاشباح واسمع انكم ترفضون هذا الحديث ولكن هنالك شخص واحد لا يمكن ان يكذب وهو فاروق محمد ابراهيم»، وهذه شهادة ارويها من صلاح عن فاروق محمد ابراهيم فصلاح وصف فاروق بأنه لا يكذب ونافع نفسه كان يقول ان فاروق لا يكذب لانه يعرفه شخصياً ولذلك اتفق نافع مع صلاح في هذا الطرح وقال نافع لصلاح : (ينبغي ان تعزرنا فبلد فيها حروب لا يمكن ان يكون فيها حقوق انسان بهذا المعني) ، وفي النهاية خرج صلاح وهو راضٍ عن لقائه مع نافع علي نافع ووجاهة وجهة نظره ان البلد فيها حروب لا يمكن ان يكون فيها حقوق انسان بالمعني الذي نتطلع اليه في اوروبا ولكننا كسودانيين ينبغي ان تكون هنالك حقوق انسان
                  

12-05-2008, 11:35 AM

سالم أحمد سالم
<aسالم أحمد سالم
تاريخ التسجيل: 11-19-2007
مجموع المشاركات: 2698

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هل تحكم السودان جماعة باطنية ؟!فشل العنف والتعذيب والقتل ولن "تبرد" السلطة .. وال (Re: سالم أحمد سالم)

    العنف والتربية على العنف
    طبعا عندما يدلي الاستاذ المحبوب بمثل هذه الشهادة
    فهي شهادة قاطعة قطعية غبر منكولة حتى من قبل حسن الترابي نفسه

    إذن لم يعد من امكانية لشك أن حسن الترابي من موقعه القيادي هو الذي غرس العنف في نفوس أتباعه وتلاميذه
    وهذا بالضبط ما قلته في التحليل أعلاه


    Quote: طبعاً المواقف الحادة هذه كانت موجودة منذ أن كُنّا طلابا بيننا وبين الشيوعيين ومعسكر اليسار عموماً. وكان جيلنا جيل السبعينيات في نظر جيل الستينيات دفع الأمور في الجامعة في اتجاه غير سوداني، وهو اتجاه العنف والمحاداة والمواجهة، فهذه هي الأجواء التي تربينا فيها. ولكني كنت شخصياً - ويمكنك أن تسأل - اكثر أخ مسلم له علاقة بالشيوعيين والبعثيين في جامعة القاهرة وجامعة الخرطوم. وكان هذا معروفا عني، ولكن هذه كانت هي الاجواء، واستمرت هذه الجواء ايام الجبهة الاسلامية، لاننا كنا آخر حزب مع النميري أيام انهياره، واستثمر هذا لاقصاء الجبهة الاسلامية، نحن كنا نملك جريدة واحدة امام عدد من الجرائد كانت للقوى التقليدية واليسار، ولكن وقّع اكثر من اربعين مثقفا مشهورين وكبار من مثقفي اليسار لحظر صحيفة «ألوان»، ثم بعد ذلك حظر الحزب نفسه حزب الجبهة الاسلامية القومية، وأية ندوة شهدناها كنا نشهد فيها هذه العنف. ونحن في جريدة الراية كُنّا نسخر من أنفسنا، لأن الخط الرئيسي للجريدة كان يحمل كل يوم اسم التجمع أو جون قرنق. وكان هذا هو العدو الرئيسي الذي صوبنا إليه كل جهدنا.. وطبعاً كانت تلك ايام محتدمة جداً، وانتقلت هذه الأجواء الى الانقاذ الأولى (بداية عهد الانقاذ) كان فيها هذا العنف بين المعارضة والحكومة،
                  

12-05-2008, 06:41 PM

فتحي البحيري
<aفتحي البحيري
تاريخ التسجيل: 02-14-2003
مجموع المشاركات: 19109

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هل تحكم السودان جماعة باطنية ؟!فشل العنف والتعذيب والقتل ولن "تبرد" السلطة .. وال (Re: سالم أحمد سالم)

    شكرا سالم ومؤيد

    نتابع


    ...

    وعيد سعيد لكليكما ، وللجميع
                  

12-05-2008, 11:23 PM

سالم أحمد سالم
<aسالم أحمد سالم
تاريخ التسجيل: 11-19-2007
مجموع المشاركات: 2698

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هل تحكم السودان جماعة باطنية ؟!فشل العنف والتعذيب والقتل ولن "تبرد" السلطة .. وال (Re: فتحي البحيري)

    وانت بخير با أستاذ البحيري والتهنئات لك يا استاذ مؤيد وللجميع في الوطن والمنافي


    من مظاهر الأحكام الشمولية طويلة الأجل أنها تتقلب بين
    ألوان وأطياف سياسية مختلفة من قيامها حتى قيامتها من أجل الاستمرار
    مثلا حكومة مايو 1 العسكرية بدأت من أقصى اليسار لتنتهي
    إلى جماعة سلفية وإمام وأمير مؤمنين ومجدد مائة .. إلى آخر طرف الذيل المتطرف
    وكذلك الحكومة المصرية من عبد الناصر إلى السادات إلى مبارك مرت بعدد من الألوان من اشتراكية إلى إخوانية .. إلى لون زينب!

    أما الحكومة العسكريةالراهنة (مايو 2) فإنها لم تتقلب في ألوان سياسية متفاوتة
    بل حافظت على لونيتها كحكومة عسكرية للجبهة السياسية الاسلامية على مدى 20 عاما
    هذه الملاحظة في ظني على قدر من الأهمية أولا من ناحية الجماعة أن الحاكمة ليس لديها أدنى استعداد
    للمشاركة في الحكم ولسوف تظل ترفض الحد الأدنى من التحول الديموقراطي حتى نهاية أجلها

    لكن الاستفراد العقائدي بالسلطة يكون أيضا مدعاة لتآكلها وعزلتها بمرور الوقت ..
    كما أن عنصر الزمن لا يجعلها تكسب أرضا، بل تخسر ما أحرزته من تحالفات وصداقات سياسية
    إذا صدقت هذه القراءة فإن العلاقة بين الحكومة وبين الحركة الشعبية تجلس
    على برميل بارود قد بدأ فتيله في الاشتعال .. وقد نسمع صوت انفجار هائل قريبا
    ما لم تنجح الحكومة في تدجين الحركة الشعبية ... للآخر !




                  

12-06-2008, 12:20 PM

فتحي البحيري
<aفتحي البحيري
تاريخ التسجيل: 02-14-2003
مجموع المشاركات: 19109

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هل تحكم السودان جماعة باطنية ؟!فشل العنف والتعذيب والقتل ولن "تبرد" السلطة .. وال (Re: سالم أحمد سالم)

    .


    .


    .
                  

12-06-2008, 12:54 PM

سالم أحمد سالم
<aسالم أحمد سالم
تاريخ التسجيل: 11-19-2007
مجموع المشاركات: 2698

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هل تحكم السودان جماعة باطنية ؟!فشل العنف والتعذيب والقتل ولن "تبرد" السلطة .. وال (Re: فتحي البحيري)


    تصلني بعض الرسائل المباشرة التي يؤكد أصحابها أن الحكومة
    موجودة ولا تحتضر كما قلت أنا في التحليل

    الواقع أن حكومة الانقاذ مستمرة، لكن هنالك فرق عظيم بين حكومة مستمرة
    وبين حكومة حية تتمتع بوظائف ومقومات الحياة الطبيعية

    الفرق عظيم بين حكومة تتنفس استمراريتها من (أجهزة) مخابراتية وعسكرية
    وحكومة تتنفس برئتها الطبيعية هي مشروعية التفويض الشعبي

    لذلك أدعو من يشكك في احتضارالحكومة وموتها سريريا أن ينزع عنها أجهزة التنفس
    الاصطناعي ... وشوفها لو تاني تسحب نفس !!

    لقد انتهى عهد ما كان يسمى بحكومة الانقاذ
    ولعلني أوصي كل من غنم واغتنى من عهد الانقاذ المنصرم أن يبحث في
    كيفية تهريب غنائمه .. اليوم وليس ياكر .. فقد انتهى الحفل !!

    وأوصيكم ونفسي أن نفكر بصورة جادة في وضع البدائل المناسبة للمرحلة القادمة

    رفعت الأقلام وجفت الصحف




                  

12-06-2008, 03:14 PM

فتحي البحيري
<aفتحي البحيري
تاريخ التسجيل: 02-14-2003
مجموع المشاركات: 19109

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هل تحكم السودان جماعة باطنية ؟!فشل العنف والتعذيب والقتل ولن "تبرد" السلطة .. وال (Re: سالم أحمد سالم)

    مجمل الكلام هنا يا أستاذ .... في محله


    ثمة تفاصيل تحتاج لمناقشة وأخرى لمزيد من الإضاءة

    ولكن خلاصة القول صحيحة في تقديري المتواضع


    النظام الان يستند فقط على أجهزة بوليسية "لا ترقى" هي بدورها لإسعافه طويلا

    تعويلهم الان على احضار الشعب مكبلا و معصوب العينين و"مهنضبا" إلى صناديق اقتراع ما يسمى بالانتخابات القادمة

    وهي انتخابات منزوعة المعنى والمضمون بداهة انها تتم في جو لا صلة له بما يجب لمثلها

    نسوا أن القوى الحية الخفية التي ظلت موجودة طيلة الـ20 سنة الماضية
    موجودة أيضا الان قبل هذا "التزوير" وبعده
    اضافة إلى "الثمار" شديدة المرار لأفعال الـ20 سنة
    والتي تسوق كل شيء ضدهم
    وتستطيع أن تسقطهم من ظهر الاسد قبل الانتخابات
    أو بعدها

    لا مناص

    اتمنى لو أنك لم تنصح "هؤلاء" ومن لف لفهم وسف سفهم
    بـ

    Quote: أن يبحث في
    كيفية تهريب غنائمه .. اليوم وليس ياكر .. فقد انتهى الحفل !!



    فقد أوصيتهم بالمستحيل أو ما هو أشد استحالة

    فالشعب بالمرصاد

    في كل "حارة" في هذا الكوكب

    ولكن أكثر الناس لا يعلمون
                  

12-06-2008, 07:06 PM

مؤيد شريف

تاريخ التسجيل: 04-20-2008
مجموع المشاركات: 4052

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هل تحكم السودان جماعة باطنية ؟!فشل العنف والتعذيب والقتل ولن "تبرد" السلطة .. وال (Re: مؤيد شريف)




    الاستاذ الكريم سالم احمد سالم
    الاستاذ الكريم فتحي البحيري
    الزملاء الكرام


    للاسف ولظروف ضغوط ما قبل العيد هنا لم استطع مراجعة البوست مذ ان شرعناه سوية ...

    الوعد بالعودة فقد بدأ النقاش محرضا ويستمر باذن الله ...


    لي عودة
                  

12-06-2008, 07:27 PM

مؤيد شريف

تاريخ التسجيل: 04-20-2008
مجموع المشاركات: 4052

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هل تحكم السودان جماعة باطنية ؟!فشل العنف والتعذيب والقتل ولن "تبرد" السلطة .. وال (Re: مؤيد شريف)



    وبالمصادفة الاخوة الكرام كنت قد أجريت قبل أيام قليلة حوارا مطولا مع استاذ المحبوب عبد السلام وقال فيه ببعض الامور الجديدة فيما يخص المرحلة الاولى من الانقلاب وما تلاها ينشر بعد العيد باذن الله ولكن لا ضير من أن اوافيكم ، قريبا ، بما يرفد ويثري نقاشنا ...


    كل الاحترام
                  

12-07-2008, 11:35 AM

سالم أحمد سالم
<aسالم أحمد سالم
تاريخ التسجيل: 11-19-2007
مجموع المشاركات: 2698

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هل تحكم السودان جماعة باطنية ؟!فشل العنف والتعذيب والقتل ولن "تبرد" السلطة .. وال (Re: مؤيد شريف)

    الأستاذ المحبوب عبد السلام مهما تختلف معه بسبب موقفه
    السياسي لا بد أن تحترمه كمحاور وكاتب تتسم كتابته بالموضوعية
    والمنطق. المحبوب كا أعرفه من خلال أحاديث مشتركة لا يلغي الآخر بل يسعى للحوار معه
    كنت أقول في نفسي أن المحبوب ربما ضل طريقه في مرحلة باكرة بانضمامه
    لحزب عقائدي لأن ملكاته أوسع من العقائدية السياسية لكنه حبسها في العقائدية السياسية
    ليت المحبوب يفك الاشتباك بينه وبين العقائدية السياسية أولا بالخروج من ظل حسن الترابي.
    لعله بقي تحت ظل الترابي من باب الوفاء .. لكن أليس الوفاء للوطن جدير بتطليق الوفاء للشخص؟
                  

12-07-2008, 02:04 PM

سالم أحمد سالم
<aسالم أحمد سالم
تاريخ التسجيل: 11-19-2007
مجموع المشاركات: 2698

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هل تحكم السودان جماعة باطنية ؟!فشل العنف والتعذيب والقتل ولن "تبرد" السلطة .. وال (Re: سالم أحمد سالم)

    الاقتباس من مداخلة الأستاذ فتحي البحيري:



    اتمنى لو أنك لم تنصح "هؤلاء" ومن لف لفهم وسف سفهم
    بـ


    Quote: أن يبحث في
    كيفية تهريب غنائمه .. اليوم وليس ياكر .. فقد انتهى الحفل !!





    فقد أوصيتهم بالمستحيل أو ما هو أشد استحالة

    فالشعب بالمرصاد

    في كل "حارة" في هذا الكوكب

    ولكن أكثر الناس لا يعلمون


    الأستاذ البحيري

    لا أستطيع أن أشرح لك الدوافع من وراء نصيحتي
    لهم يالهروب بما سرقوه .. وإلا فسد المقصد!
    لذلك سوف أترك التفسير لفطنتك

    ثم إنك في بعض الحالات تفتح للحرامي (تكتيكيا) دربا للخروج .. وهذه واحدة من هذه الحالات !!

    ولعلني أذكر لك بيت من قصيدة لشاعر الفلسطيني لا أذكر الآن اسمه ربما سميح القاسم أو محمود درويش
    عندما قال:
    نمدّ لهم حبال الصبر .. لتكفيهم لينشنقوا ...

    لا أحفظ البيت جيدا .. لعل بين الأخوات والاخوة من يفتينا فيه نصا

    من أجل استعادة الوطن بهون كل شيء حتى الأرواح


    (عدل بواسطة سالم أحمد سالم on 12-09-2008, 02:01 AM)

                  

12-07-2008, 02:15 PM

سالم أحمد سالم
<aسالم أحمد سالم
تاريخ التسجيل: 11-19-2007
مجموع المشاركات: 2698

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هل تحكم السودان جماعة باطنية ؟!فشل العنف والتعذيب والقتل ولن "تبرد" السلطة .. وال (Re: سالم أحمد سالم)


    إلى الشاب السوداني في كوالا لامبور الذي بعث لي رسالة على بريدي الخاص:

    أرجو معاودة ارسال الرسالة مرة أخرى لأنني فقدتها بسبب خطأ فني

    لك الشكر على الرسالة التي تعبر بصدق عن تطلعات الشباب السوداني إلى ديموقراطية كاملة
    لا مقطوعة ولا ممنوعة

    دور الشباب هو الأساس لذلك لابد من تفعيله
                  

12-08-2008, 08:37 PM

مؤيد شريف

تاريخ التسجيل: 04-20-2008
مجموع المشاركات: 4052

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هل تحكم السودان جماعة باطنية ؟!فشل العنف والتعذيب والقتل ولن "تبرد" السلطة .. وال (Re: مؤيد شريف)

    بداية الاعتذار موصول للاخوة الاساتذة الكرام للغياب القسري ...

    وسعدت جدا بمداخلات استاذنا الكريم سالم احمد سالم ومداخلات الاستاذ لكريم البحيري .. وكنت قد بدات تناولا لبعض جزئيات في المقال مدار النقاش ، أؤجلها قليلا ريثما أعود لتعلسقات الاستاذ سالم احمد سالم :


    Quote: ما كان يهمني بالنسبة لإيران هو أن الحكومة الايرانية قدمت دعما قويا عسكريا واقتصاديا
    لعب دورا أساسيا في غرس حكومة ما يسمى بالانقاذ. من حيث المبدأ فإن السند
    الايراني يشكل تدخلا سافرا في شأن قطر آخر وشعب آخر



    نحن على تلاق تام في هذا الخصوص ولا اختلاف بالمطلق حول الدعم الايراني السابق والحالي للنظام وان كنت قد حاولت تبيين بعض أوجه التباين في النموذجين العقائدين علي أية حال ..
                  

12-08-2008, 09:19 PM

مؤيد شريف

تاريخ التسجيل: 04-20-2008
مجموع المشاركات: 4052

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هل تحكم السودان جماعة باطنية ؟!فشل العنف والتعذيب والقتل ولن "تبرد" السلطة .. وال (Re: مؤيد شريف)

    Quote: ولما كانت الانقاذ آنذاك مجرد انقلاب عسكري حاول جاهدا إخفاء حقيقته، فإن
    الدعم الايراني المبكر يطرح تساؤلا عما إذا كانت الحكومة الايرانية على علم مسبق
    بالانقلاب وتوجهاته. في كل الاحوال فإن المساندة الايرانية القوية تعطي دليلا يجاوز الشبهة
    حول العلاقة الروحية بين فرقة الانقاذ والحكومة الايرانية .. عدا ذلك تكون فرقة الانقاذ
    قد خدعت الحكومة الايرانية .. لماذا إذن استمرأت ايران دور المخدوع؟؟!!




    تقوم السياسة الخارجية الايرانية علي مبدأ تثبيت الاحلاف الاقليمية وتقوية الرابطة بها لاقصى حد ممكن كما حدث مع حزب الله وسوريا .. والسودان مهم جدا لايران في طموحها المعلن للخروج عن دائرة الفعل الاقليمي الي الدائرة الدولية الاوسع والتاثير فيها بقوة وفعالية .. وايران تدرك مدى اهمية المرحلة القادمة لمشروعها العالمي لذلك فهي تحرص علي ابقاء (انظمة ادارات الازمات) تحت شبه وصاية تستخدمها كاوراق ضغط تقوي بها من مواقفها التفاوضية في قضاياها العديدة والمتشعبة في العراق والشرق الاوسط والنزاع الفلسطيني وقضية الدولة في لبنان والنظام السوري (الخامل) بذكاء .. واستفاد الانقاذيون في المقابل من الدعومات التسليحية والاقتصادية الايرانية الضخمة واسهمت فعليا وكما تفضلتم في تدعيم مواقفهم العسكرية ابان الصراع في الجنوب ... وتساؤلك يظل قائما ما دام النظام المازوم هنا لم يقدم - من واقع تازمه الداخلي والخارجي - ما هو مطلوب منه حيال المشروع الايراني .. وفي المقابل ايضا لم تكن ايران فعالة كفاية حتى تمنع او تحول دون صدور الكثير من القرارات المحاصرة او المجرمة للنظام في الانقاذ : اذا التقصير كان متبادلا مع الاخذ في الاعتبار ما تفضلتم به من استمرار الدعم الايراني للنظام علي الرغم من فشل النظام البائن والصريح في ادارته لكافة ملفاته وازماته سواء الداخلية منها او تلك التي تكون في مواجهة المجتمع الدولي ... فهل فعلا استمرأت ايران دور المخدوع أم أنها تبقي علي بعض (الاتوهات) يمكن ان تلقي بها في وجه نظام الانقاذ؟؟


    ويستمر التفاكر الجميل بيننا استاذنا

    ونشكر لك نزولك عندنا وهذه هي صفة العلماء
                  

12-14-2008, 09:08 PM

مؤيد شريف

تاريخ التسجيل: 04-20-2008
مجموع المشاركات: 4052

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هل تحكم السودان جماعة باطنية ؟!فشل العنف والتعذيب والقتل ولن "تبرد" السلطة .. وال (Re: مؤيد شريف)

    أهم ما جاء علي لسان الاستاذ المحبوب - كما سبق ووعدت :

    فيما يتعلق بالانقلاب ومراحل الانقاذ الاولي سألته عن تصريحات سابق للشيخ يس الامام والتي اكد فيها بانه التقى القادة العسكريين للانقاذ لمرة واحدة وكان لقاءا عابرا وسريعا وانهم لم يكونوا يلتصقوا بهم كثيرا لاسباب امنية . وهنا سالته كيف آمنوا لهم وملكوهم رقابهم ورقاب الوطن وهم لا يكادوا يكونوا علي علاقة مباشرة باهم قادة التنظيم ومنظريه كيس عمر الامام ؟؟

    اثنى علي السؤال واكد ان هذه الثنائية - ثنائية العسكر والشيوخ - ليست جديدة وكانت موجودة في مرحلة سابقة من تاريخ الحركة الاسلامية (اشارة لمرحلة جبهة الميثاق) وأمن علي مسألة أن الكوادر العسكرية والامنية المنفذة لانقلاب الانقاذ لم يكونوا يتوفرون علي ذات المنهج القيمي الموجود لدى شيوخ الحركة واصحاب الالتزام (العقدي) ....



    واواصل سرد اهم ما قفاله ...

    وآمل ان تكونوا في المتابعة


    كل الاحترام
                  

12-15-2008, 03:46 AM

سالم أحمد سالم
<aسالم أحمد سالم
تاريخ التسجيل: 11-19-2007
مجموع المشاركات: 2698

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هل تحكم السودان جماعة باطنية ؟!فشل العنف والتعذيب والقتل ولن "تبرد" السلطة .. وال (Re: مؤيد شريف)


    نتابع يا مؤيد .. وننظر

    إذا أردنا اعادة تأسيس بعض محاور الحوار فأن أهم أركانه، من وجهة نظري، أن الحكومة قد انتهت وجاوزت عمرها الافتراضي
    لم تعد هنالك حكومة بل جماعة حاكمة أو مستحكمة
    لم يعد من وجود لما كان بعرف بحزب المؤتمر الوطني. والواقع ان هذا الحزب لم يكن له وجود عضوي في الأساس
    وكلمة (عضوي) هنالا تعني عضوية بل كينونة حية بذاتها,, أو قل أنه كان لافتة القصد منها الخروج من المسمى الديني
    لكن حتى هذه اللافتة قد امحت وحلت الجماعة الحاكمة مكانها
    هذه الجاعةالحاكمة التف حولها المنتفعون وأصحاب المصالح، ويعتقد كل هولاء أن الحفاظ على مصالحهم
    رهين باستمرار وضعهم الحالي كجماعة حاكمة، وأن التفريط في الحكم يعني التريط في كل ما غنموه وما جمعوه من ثروات
    هذه الثروات والامتيازات والصلاحيات والسلطات تشكل جانبا عظيما من أس المشكل، ولولاها لما كان هذا التشبث يالحكم
    لكن المأزق الذي يمر به هؤلاء أن الحكومة قد ماتت ,, إذا افترضنا انها كانت حية في يوم من الأيام

    لقد اندثرت الحكومة، والجماعة الحاكمة تعلم ذلك لأنها تعيش رزق اليوم باليوم .. اليوم نحن موجودين ,, الحمد لله !! بدون أفق مفتوح. لذلك توقفت أكاذيب التنمية والرخاء والازدهار والرفاهية التي درجت الحكومات الشمولية على ترديدها صباح مساء

    لذلك أظن من المفيد أن يفكر الناس في موضوعين متوازيين:
    - كيفية الانتقال إلى المرحلة الانتقالية، وهي مسألة غاية التعقيد
    - تطوير المرحلة الانتقالية نحو أفق مفتوح يضمن آلية تبادل إدارةالبلاد
                  

12-15-2008, 06:11 AM

مؤيد شريف

تاريخ التسجيل: 04-20-2008
مجموع المشاركات: 4052

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هل تحكم السودان جماعة باطنية ؟!فشل العنف والتعذيب والقتل ولن "تبرد" السلطة .. وال (Re: مؤيد شريف)

    Quote: إذا أردنا اعادة تأسيس بعض محاور الحوار فأن أهم أركانه، من وجهة نظري، أن الحكومة قد انتهت وجاوزت عمرها الافتراضي
    لم تعد هنالك حكومة بل جماعة حاكمة أو مستحكمة



    وهذا ما عاد واشار له هو نفسه في جزئية اخرى من الحوار : عندما تحدث عن ان النظام وجد الكثير والكثير جدا من الفرص والسوانح لاعادة بناء الثقة وحلحلة الازمات ولكنه فوتها جميعها ولم يستثمر اي منها ....



    بل اكثر من ذلك قاله عندما سالته عن امكانية اعادة الاوضاع لطبيعتها في ظل وجود (الانقاذ) في الحكم ؟ وهنا عبر عن تفهمه للراي القائل بضرورة تصفية النظام انتخابيا من قبل تكتل او تحالف ما لكافة اطراف المعارضة بانواعها يكون همه الاول والشاغل المرور او تخطي مرحلة النظام الصانع للازمات ومن بعد تكون كل الخيارات مفتوحة ..

    وعندما سالته عن التحالفات الانتخابية القادمة ابدى شيئا من التحفظ باعتبار ان الامر لم ينقضي بعد تماما ولكنه في العموم اكد ان حزبه يتبنى وبكل وضوح اطروحة الحركة الشعبية القائلة بالسودان الجديد : سودان العدالة والمساواة ..

    وسالته ايضا عن موقفهم من توقيف بعض المتهمين المفترضين في الحركات فاجاب بانهم مع العدالة للضحايا ولا يميزون في هذا الامر فكل من ثيت تورطه في اهدار الدماء هم يؤيدون طرحه امام المحاكمة ...


    كل الشكر علي المتابعة استاذي الكريم سالم احمد سالم

    ولي عودة
                  

12-15-2008, 06:39 AM

عبدالأله زمراوي
<aعبدالأله زمراوي
تاريخ التسجيل: 05-22-2003
مجموع المشاركات: 744

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هل تحكم السودان جماعة باطنية ؟!فشل العنف والتعذيب والقتل ولن "تبرد" السلطة .. وال (Re: مؤيد شريف)

    الأعزاء مؤيد وسالم...

    أتابع نقاشكما المثمر باعجاب شديد...
    وما يأخذني أخذا لرؤية الأستاذ سالم حول من يحكم السودان الآن، ضبابية الصورة الراهنة وما أحاط بالماضي من غموض. فالأنقاذ ولدت كاذبة واستمرت بترديد الأكاذيب حول هويتها ثم أسفرت عن وجهها القبيح بفرض الأمر الواقع المزري الذي نعيشه الآن. شرذمة من شذاذ الأفاق وفاقدي الضمير والنخوة ومجموعة من "الأنبياء الكذبة" هم من يحكموننا الآن...!

    ولا يدري المر حتى هذه اللحظة، من يملك القرار في السودان، وكيف تصدر تلك القرارت وهل هنالك مسئولية تضامنية لجهة اتخاذ القرارات المصيرية؟؟؟

    ومن غير المستبعد ان تكون هذه الشرذمة قدهيأت نفسها لأستقبال القادم القاسي وهو دفع الأستحقاقات المؤجلة! فدماء الألاف لم تجف بعد في كل أنحاء القطر، وهنالك مئات الألاف الذين فروا من الأضطهاد والظلم ما زالوا يحلمون بالعودة والقصاص ولا ننسى جيوش العاطلين الذين تم فصلهم دونما ذنب جنوه سوى تمرير سياسات التمكين الأولى....!

    ودوما تحضرني مقولة شيخ حكيم تقابلت معه في الخرطوم صيف 2005 حيث يقول:
    أجمل فترات الأنقاذ هي الأخيرة التي بدأت. اتمنى ان يجلس كل سوداني أمام كرسي قبالة منزله، ومعه التسالي وكل ما يؤنس الشخص، ويخلف رجليه ويرى بعينيه هرولة اللصوص ونحيب القتلة وفرار السدنة. لا عاصم لهم في تلك الأيام الا السجون والمعتقلات!

    وقد بدأت نبوءة شيخنا الجليل تتحقق، وبدأت رحلة الفرار بالنفس والمال وبدأت النبرات في التغير وأحس الكل
    ان عقوبة السماء قادمة وغضبة الجماهير زاحفة نحو معاقل تجار الدين، سرًاق السلطة!

    مع المودة...
                  

12-16-2008, 10:37 PM

سالم أحمد سالم
<aسالم أحمد سالم
تاريخ التسجيل: 11-19-2007
مجموع المشاركات: 2698

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هل تحكم السودان جماعة باطنية ؟!فشل العنف والتعذيب والقتل ولن "تبرد" السلطة .. وال (Re: عبدالأله زمراوي)

    الأستاذ عبد الإله زمراوي لك التحية وأتمنى أن تستمر في اثراء الحوار


    قد يضحك السودانيون على أنفسهم كثيرا عندما يعلمون ذات يوم أن
    الجماعة الحاكمة قد كتّفت كل الشعب بريش البصل على مدى 20 عاما!!

    الجانب الآخر يتعلق بالقوة المسلحة التي تحرس الجماعة الحاكمة اليوم
    الجيش طبعا خارج عملية الحراسة لأن الجماعة الحاكمة تتخوف من الجيش
    أكثر من خوفها من أي طرف آخر .. طبعا الجماعة الحاكمة قامت بتفريغ
    الجيش وتعبئته عدة مرات بكوادرها، لكنها لم تطمئن ابدا للجيش. وقد اعترف
    وزير دفاع الجماعة الحاكمة بعد غزوة حركة العدل والمساواة أن إبر بابات الجيش
    كانت عند جهاز الأمن .. لذلك لم يحركوا الجيش !! (أرجو الجوع لمقالي بعنوان غزوة أم الصبيان)
    أنا لا أنكر عليهم خوفهم من الجيش برغم الهلهلة التي اصابته. فقد سبق ان ذكرت قبل ذلك
    في كتابي (الطريق إلى الدولة) أن الولاء الأول عند الفرد يصبح للمؤسسة العسكرية بمجرد
    أن ينتمي للجيش حتى لو كان من كوادر الجبهة نفسها!. الولاء للجيش عند العسكريين
    يسبق اي ولاء آخر بما في ذلك الولاء العقائدي الديني أو السياسي
    بخلاف ذلك فإن الصراعاعت بين أجنحة أي حكومة دكتاتورية تجعل كل طرف يتخوف من المؤسسة العسكرية
    وانقلابات القصور !

    جهاز الأمن وحده هو الجهة الوحيدة المسلحة الضامنة لاستمرارية الجماعة الحاكمة
    ولعلكم تذكرون أن جهاز أمن حكومة مايو كان آخر المعاقل التي أسقطها الجيش بعد
    انحيازه للشعب .. والغبينة لا زالت قائمة بين الجيش وجهاز أمن الحكومة خاصة وأن
    الجماعة الحاكمة اليوم قد أعادت توظيف غالبية كوادر جهاز أمن حكومة مايو

    كل هذا الكلام لكي نصل إلى أن الجماعة الحاكمة سوف لن أكرر سوف لن
    ترضخ لعملية تحول ديموقراطي حقيقي ما لم تستشعر بوجود قوة مكافئة لها أو أقوى منها
    لا يمكن اسقاط عنصر القوة المكافئة في عملية التحول الديموقراطي أو في عملية التغيير بالثورة
    وعليه فإن انتظار أن تقبل الجماعة الحاكمة بالتحول الديموقراطي الطوعي هو ضرب من الخيال غير العلمي في السياسة
    لذلك لا يمكن اغفال دور الجيش .. نعم إنها مفارقة غريبة أن يتحول الجيش إلى مؤسسة
    مغبونة ومغلوبة على أمرها في زمن حكومة عسكرية ..
    وإذا قسناالقوة الفعلية لجماعات أمن الحكومة نجدها تساوي صفرا كبيرا بالمقارنة
    للقوة الاجتماعية في السوان .. وغزوة العدل والمساواة قدمت البيان بالعمل .. لذلك قلت أن
    الجماعة الحاكمة تكتّف السودان بريشة بصلة .. ببالونة كذب انطلت على الناس

    وليفكر الناس في كيفية تنسيق القوى الاجتماعية بما فيها الجيش

    (عدل بواسطة سالم أحمد سالم on 12-16-2008, 10:44 PM)

                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de