|
أعتذار مصطفى عثمان
|
مصطفى عثمان اسماعيل مستشار رئيس الجمهورية اجزل اعتذارا شفيفا عن انقلاب 30 يونيو فى سياق نصحه للحركات الاسلامية بعدم تكرار التجربة خلال ندوة بالاردن عقدت مؤخرا.ود. مصطفى واحد من قلائل داخل الانقاذ يملكون القدرة على ادارة بث مباشر لا يخضع لفلترة السياسيين كثيرا ،فالرجل دائم الحركة فى مساحات المسكوت عنه خاصة وانه ظل ممسكا بملفات وخيوط عززت بقاء الانقاذ حية فى ذاكرة الفعل السياسي حتى اليوم. اعتذار ونصح د. مصطفى يبقى جديرا بالتوثيق فى ذاكرة الاعترافات الحية بحكم امساكه بالملفات الخارجية ونظرا لحركته الدائبة فى مضمارالعلاقات الداخلية مع القوى السياسية . فنصوص الرجل الخالية من شوائب التضليل دائما تلامس مساحات المحظور فتكتسب مصداقية تعبرعن قيمته كسياسي ينحاز لتيار واقعي تحتاجه الانقاذ فى مرحلتها الراهنة التى تعلي من الدعوة للاجماع الوطني. أقل ما تنتظره القوى السياسية من الانقاذ بعد أكثر من (19) عاما تقرير مختصرعن تجربتها بعد الانقلاب وتلخيص صادق لحيثيات الخطوة التى ادخلت البلاد فى مواجهات كثيرة قبل ان تصل الانقاذ بتطورها الدستوري الى نقطة الاعتراف بالاخر وتحتكم لصناديق الانتخابات كأبرز محطة فى حيثيات التطور الديمقراطي. التعافي من ممارسات الماضي امر يقتضي قدرا من الاعتراف بالاخطاء والانحياز الصادق لاشراك الآخرين، وادارة شأن الدولة جهد يقتضي التصالح مع النفس قبل التفاهم مع الآخرين. ربما يقول قائل ان اعتذار د. مصطفى تأخرلما يزيد عن الـ ( 19) عاما لكنه جاء فى مرحلة تشهد كثيرا من مظاهر التصالح مع الآخر وهو نهج مطلوب فى ادارة دفة العلاقات السياسية، فالاشواق الى التسامي لا يمكن ان تتحقق الا بتفادي الاخطاء واعلان التوبة شرط لقبول الاعمال الصالحة. القوى السياسية غير معنية بالنظر الى تاريخ انتاج تصريحات د. مصطفى فالمهم ان لا تذيل هذه التصريحات بتاريخ لانتهاء الصلاحية محكوم باجندة حزبية او مصلحة انتخابية . فالاعتذار وحده لن يفيد ان لم يأت متبوعا باجراءات حقيقية وعد بها د. مصطفى حينما قال ان الانقاذ ساعية الى اعادة السلطة للشعب.
نقلا عن الراى العام 30-11-2008
|
|
|
|
|
|