لعبة الأسماء والمعاني*

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-14-2024, 12:50 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2008م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-27-2008, 01:37 PM

محمد جميل أحمد
<aمحمد جميل أحمد
تاريخ التسجيل: 03-21-2007
مجموع المشاركات: 1022

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
لعبة الأسماء والمعاني*

    لعبة الأسماء والمعاني* ــــــــــ بقلم محمد جميل أحمد
    رغم جواز العشوائية في اتفاق الأسماء ومسمياتها ، لغويا ، وإمكان خرق تلك العلاقات بعمليات لانهائية من أساليب الخلق الأدبي ، إلا أن نظريات ما بعد الحداثة في طريقها لخلخلة الكثير الثوابت التي تحيل على علاقات لغوية مضطردة بين الأسماء ومسمياتها في الواقع ، كانت باستمرار تنحو إلى تحويل تلك الخلخلة إلى صيرورة من (الفوضى الخلاقة) وهدم الأدلة المنطقية والبرهانية كدليل عدم التناقض في الفلسفة الأرسطية ؛ (التي قدمت علامات منطقية حاولت أن تمسك ماهية الأشياء بمعان منضبطة)عبر تحويلها إلى افتراضات مؤسسة لمعناها من خارج تلك الفوضى .
    وهكذا حين ارتدت أفكار ما بعد الحداثة لدى فلاسفة الاختلاف، لتحاكم التنوير والمبادئ الكونية للحداثة، رأت في عشوائية علاقات الدال والمدلول في اللغة، ما يمكن أن يطرد في علاقات العالم الخارجي، والوجود الإنساني، والأشياء. ومن ثم كانت الصيرورة المتعددة لتلك العلاقات لا تحمل معناها إلا في كونها كذلك ، دون أي ثوابت حاكمة لها ؛ حتى بدا الأمر ، كما لو كانت الأسماء تملك معاني مستقلة بعيدة عن مسمياتها .
    بيد أن جانب التقويض في هذه العلاقات لا يمكن أن ينشئ علاقات أخرى كاملة الجدة ، إلا في خيال فني يخضع للمجاز وعلاقاته اللانهائية في الخلق الأدبي . أما في جوانب الفكر والفلسفة واللغة المتصلة بالتاريخ والواقع ، فإن تلك العلاقات الجديدة والمنتجة لدلالتها في فهم العالم ، ورؤيته كمجاز معقد من الوقائع والعلاقات لا يمكن أن تكون مستقلة استقلالا تاما عن جدلية الأسماء والمعاني . بمعنى آخر أن قدرة الإنسان على عدم الفصل بين الاسم والمعنى المضطرد ، إلا في العقل المجرد ، ستظل باستمرار هي الحاكمة لرؤيته ، فتلك القدرة الإنسانية التي توقع الأسماء على مسمايتها هي الناظم لكل العمليات التي تتفرع عنها وتتمرد عليها أيضا . وبرغم قابلية الإنسان لإيقاع الأسماء على معانيها والطريقة الغامضة لعمليات الكلام المفهوم لدى البشر ؛ بالإضافة إلى ما تختزنه تلك
    القابلية من تراكم عميق ناتج عن تاريخ وجود الإنسان على هذه الأرض، إلا أن السؤال عن اللغة بوصفها أصواتا مفهومة ، وخاصية للإنسان ، كان يلح على الكثيرين حول طبيعتها الجوهرية ، وما إذا كانت (وضعا أم طبعا)
    كما تساءل اللغوي الشهير أبو الفتح عثمان بن جني صاحب (الخصائص)
    ومع بدايات القرن العشرين ، بدا الكثير مما يندرج في (الطبع اللغوي) قابلا لإمكان الوضع في القراءات اللغوية الجديدة لدى (فيرناند دي سوسير) و(نعوم تشومسكي) . حتى يمكننا القول أن ما تحير فيه ابن جني ، كان يحدس به كموقع ملتبس لإشكالية اللغة مع الإنسان ، بين كونها وضعا وطبعا في وقت واحد.
    وعلى الرغم من تداعي ذلك الالتباس عند ابن جني من مفهوم الآية الكريمة (وعلم آدم الأسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة) والآية الثانية (خلق الإنسان ، علمه البيان) في حصول عملية تعليمية من الله للإنسان الأول ، وهذا ما يقتضي معلما ومتعلما ومعلوما ، إلا أن إدراك الإنسان وقابليته التلقائية لإجراء عمليات اللغة هي التي رشحت التردد في التساؤل .
    وإذا كانت القراءات اللغوية الجديدة تفيد قدرتها على ملاحظة الوضع اللغوي المتخفي في الطبع عبر استقراء وفحص العادات اللغوية للإنسان والخبرات والتقاليد، فإن ما يقوي احتمال الوضع الأول ينطوي أيضا على ثبات جوهري كحد أدني يمسك العلاقات التصورية بين العالم وأسمائه. وفي هذه المسألة تحديدا سنجد أن كل محاولة لتقويض تلك الحدود الدنيا بين مسميات العالم وأسمائه وترحيلها عبر انزياحات لا متناهية من العلاقات الجديدة والقائمة على إزاحة الأسماء عن مسمياتها إلى أسماء جديدة ، وضخ العديد من المعاني المتقابلة والمتناقضة أحيانا لذات الأسماء ؛ سنجد أن ذلك حين ينتقل إلى حقول الحياة المادية والفكر والتاريخ ؛ فإن الذي سيترتب على تلك الفوضى ليس تغيير لعبة الأسماء والمعاني فحسب ، بل أيضا تغيير قواعد اللعبة . وحين تتغير قواعد اللعبة ، يتغير العالم وتتغير قوانينه بطريقة عبثية وشديدة الخطورة . ذلك أن تنسيب علامات الأشياء الجوهرية وفق أسماء جديدة و(ألعاب لغوية) جديدة في الواقع ، وإعادة الفرز التجريدي للعقل في وقائع الحياة وعلاقاتها الموضوعية ، لن يكون فقط قطيعة مع الأصول العقلانية للحداثة والتنوير ، وإنما أيضا مغامرة مفتوحة على نهايات وحدود لا يمكن معرفة وإدراك ما تنطوي عليه من مجهول حتى عند أصحابها.
    ولهذا فإن الزعم الذي ينزع إلى تحييد الأفكار الكبرى المطردة في آثارها كأسباب تاريخية أفضت إلى الحداثة ، كفكرة الحرية ، والحوار ، ونسبية المعرفة ... ألخ ، ويراهن على لا تاريخيتها في بعض البيئات والمناطق التي قد تشكل اختلافا حضاريا ، كما راهن (ميشيل فوكو) على منطق (الروحانية السياسية) للثورة الإسلامية الإيرانية ، وتوهم فيها أفقا جديدا لسياق إسلامي مستقل في صيرورته ، بعيدا عن جدوى الأفكار العقلانية ، سنجد ـ بعد ذلك بسنوات ـ أن المد المتعدد الأطياف في بداية الثورة ، قد تحول إلى أوتوقراطية الملالي ، بعد أن سد التفكير النسقي لنظرية (ولاية الفقيه) كل الآفاق المتوهمة إزاء التحولات التي وعدت بها تلك الثورة .
    والحال أن التسوية في نتائج ملاحظات بعض مفكري ما بعد الحداثة ، عند قراءة وقائع مختلفة في بيئات شديدة التباين ، بجدوى القدرة على تجاوز العقلانية الموضوعية ، لا يمكن أن تعبر إلا عن نشاط تجريدي للعقل ، بعيدا عن منطق العلاقات الموضوعية للظواهر المراد قراءتها وبعيدا عن القوانين التي تحكمها.
    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    * نقلا عن صحيفة الحياة اللندنية ـ الثلاثاء 18/11/2008

    http://www.daralhayat.com/culture/11-2008/Article-20081...8711678ba/story.html

    (عدل بواسطة محمد جميل أحمد on 12-20-2008, 01:39 PM)

                  

11-28-2008, 05:48 PM

حسين عوضاى
<aحسين عوضاى
تاريخ التسجيل: 03-07-2008
مجموع المشاركات: 1553

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لعبة الأسماء والمعاني* (Re: محمد جميل أحمد)

    العزيز محمد جميل

    شكرآ على هذه الماده الفكريه المتميزه












    منور يا جميل وانت تشرفنا حضورآ باهيآ فى الدمام ...




    لك كل الود والتقدير

                  

12-19-2008, 11:02 AM

محمد جميل أحمد
<aمحمد جميل أحمد
تاريخ التسجيل: 03-21-2007
مجموع المشاركات: 1022

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لعبة الأسماء والمعاني* (Re: محمد جميل أحمد)

    .
                  

12-19-2008, 11:23 AM

انتصار محمد صالخ بشير
<aانتصار محمد صالخ بشير
تاريخ التسجيل: 02-23-2005
مجموع المشاركات: 1288

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لعبة الأسماء والمعاني* (Re: محمد جميل أحمد)

    الاخ محمد جميل

    السلام عليكم

    شكرا على هذا الموضوع الجميل العميق المعانى

    Quote: وهكذا حين ارتدت أفكار ما بعد الحداثة لدى فلاسفة الاختلاف، لتحاكم التنوير والمبادئ الكونية للحداثة، رأت في عشوائية علاقات الدال والمدلول في اللغة، ما يمكن أن يطرد في علاقات العالم الخارجي، والوجود الإنساني، والأشياء. ومن ثم كانت الصيرورة المتعددة لتلك العلاقات لا تحمل معناها إلا في كونها كذلك ، دون أي ثوابت حاكمة لها ؛ حتى بدا الأمر ، كما لو كانت الأسماء تملك معاني مستقلة بعيدة عن مسمياتها .


    ان الاسماء ومدلولاتها ومعانيها علم كبير اتمنى ان اجد الزمن يوما ما لمناقشة كتاب رائع يتحدث عن معانى الاسماء وفلسفتها وربطها بالارقام وعلاقاتها بالمصير القدرى

    اتمنى ان يجد هذا الموضوع حقه من النقاش لانه هام

    انتصار
                  

12-20-2008, 01:51 PM

محمد جميل أحمد
<aمحمد جميل أحمد
تاريخ التسجيل: 03-21-2007
مجموع المشاركات: 1022

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لعبة الأسماء والمعاني* (Re: انتصار محمد صالخ بشير)

    العزيزة انتصار ... تحياتي وكل عام وأنتي بخير
    شكرا على المتابعة ، الموضوع بالفعل موضوع هام وأتمنى أن تجدي الوقت للمساهمة في هذا البوست . قضية الأسماء والمسميات قضية معقدة وتحتاج إلى تأمل ، لأن طبيعة الحياة الانسانية السوية لا تتأسس إلا على الفهم الصحيح للعلاقة الموضوعية بين الأسماء ومسمياتها .
    مودتي
    محمد جميل

    تخريمة ـــــــــــ العزيز حسين عوضاي شكرا على المداخلة وهي ذكرى اللقاء الذي كان بيننافي الدمام

    مودتي
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de