|
Re: أيها الناس جاءتكم رابطة دنقلا الكبرى بجدة بملتقاها التفاكري الثاني فاسمعوا له (Re: سيف الدين عيسى مختار)
|
كلمة اللجنة التنفيذية للرابطة في الملتقي بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .. وبعد .. في البدء كانت دنقلا ترقد على خاصرة أبيها النيل، وتتمدد في دواخلنا وعدا كما الخدر الجميل، وفي المنتهي صارت مشوارا ممتدا ما بين ابو فاطمة والغدار، لتنهض من جديد عبر جمعياتنا في بوابة الحرمين الشريفين كما الأماني الواعدة لتبقى الصدى حين يرتفع النداء من هنالك، فهل هو عام نهضتنا وتوحدها بدأ يطل من بين ركام السنين أم هو اصرار أبنائها وقد تعاهدوا على أن يبدأوا مشوار الألق العابر الى المستقبل الجميل عبر بوابة العراقة المدرارة. وكما تتجزأ الأشياء لتلتقي في الكل، تشظت دنقلا الى محلياتها الثلاثة، لتعزف كل محلية مقطوعتها ثم تلتحم في سمفونية دنقلا الواحدة، فما أجمل ذلك التفرد الشفيف وما أبهى انتظامها من جديد في رؤية متجانسة تستشرف المستقبل القريب، وما بين كافها في الشمال وهائها في الجنوب تنتظم أنواع من النكهات المختلفة في دلالتها الواحدة. تلك اذن سادتي دنقلا بمحلياتها الثلاثة (دنقلا العجوز، ودنقلا، والبرقيق) وبرابطتها الكبري وبكل جمعياتها التي كانت أولى في سفر الغربة والترحال مأوى للكل وظلالا وارفة لجميع الناس ،. وفي هذا العالم الذي اصبح لا يعترف الا بالتكتلات الكبيرة يتحتم على ابناء دنقلا التوحد في منظومة واحدة تهدف الى النظر بعين فاحصة للواقع الذي نعيش فيه في محاولة جادة للتطوير والترقية وفق الارث الحضاري الكبير الذي تحتضنه المنطقة، فما عادت الفردية أو النظرات الضيقة تخدم غرضا في هذا العصر الذي لا مكان فيه الا للأقوياء، ونحن بحمد الله أقوياء بعقيدتنا الاسلامية السمحة وبتاريخنا العريق، وحضارتنا المشرقة، فكيان دنقلا الكبرى الذى يضم اتحادات المحليات الثلاثة هو الوعاء الكبير الذي يرجى منه أن يحقق الكثير، على مستوى توحيد أبناء دنقلا في هذه المنطقة التي نعيش فيها، وعلى مستوى توحيد الكيانات المماثلة في بقية مناطق المملكة العربية السعودية وفي العالم، يجب أن يلتئم شمل ابناء دنقلا في شتى مناطق العالم في كيان شامل يناط به احداث التغيير والتطوير المطلوبين ، ونعتبر أن الخطوة التي تمت في جدة من قيام اتحادات المحليات وانبثاق رابطة أبناء دنقلا الكبرى منها خطوة في الاتجاه الصحيح، والركيزة الأساسية لكل هذه الكيانات هي جمعيات المناطق التي تشكل القاعدة المتينة لكل انطلاقة مستقبلية يرجى لها النجاح. الأخوة الكرام.. ها نحن اليوم نجمعكم مرة ثانية، نستطلع آرائكم، لتعبروا عن تطلعاتكم، ولتحملوا الأمانة معنا، وتشاركونا خارطة الطريق فان كان قدرنا أنكم تشكلون الأكسجين الذي نتنفسه، والمناخ الذي يشملنا، فان قدركم أن تحملوا ارث أعرق حضارات الدنيا، وأن تكونوا أبناء أمة هي أول من عرفت الهجرة في الأرض، لكن هجرتها كانت ينابيع عطاء تفجرت على المهاجر المختلفة. ان الواقع الآن يفرض علينا عدة تحديات ينبغي مواجهتنا بكل شجاعة، ,اول خطوات المواجهة الاعتراف بالمشكلة وتحديد حجمها وتبيان الموقف الجمعي تجاه عدة مستويات
فعلى مستوى المنطقة. مما لا شك فيه أن تتابع الأحداث الأخيرة، السياسية منها على وجه الخصوص أفرزت معطيات سالبة يظهر منها بوادر صراع مناطقي وعرقي، ولعل السبب المباشر في ذلك هو التنافس السياسي الذي أحدث نوعا من الاحتقان الذي انفجر في بعض الحوادث الدخيلة على منطقتنا منها حادث بنا على سبيل المثال، وعلى الرغم من أننا نرفض بشدة كافة أشكال العنف ايا كانت مبرراته وأسبابه، فاننا في ذات الوقت نركز على ضرورة ابعاد المنقطة من اية صراعات سياسية أو حزبية، وضرورة اشراك المواطنين في ادارة ولايتهم، ومع اننا نثمن الجهود التي تبذلها اللجان الشعبية الطوعية لرأب الصدع وحصر المشكل في حدوده الضيقة، الا اننا نشدد على ضرورة أن تتولى مثل هذه اللجان بحث أسباب المشكل والافرازات السالبة التي احدثته لمعالجة الخلل وتفادى وقوعه مستقبلا، وهذه رؤية نقدمها الى المسئولين في الولاية. واستشعارا من الرابطة بأهمية الأمر فقد قامت بالاتصال بالمسئولين ذوي العلاقة لتبليغهم وجهة نظر الرابطة في هذا الموضوع، وفي هذا الخصوص فاننا نشكر الأخوة في جمعيتى بنا وكابتود على تفهمهم العميق ومساعدتهم في درء آثاره السالبة ان من اسباب تفجر المشكلات عدم تلمس المسؤولين، وخاصة الولاة، لقضايا الناس العاديين، زيارتهم لهم وتفقدهم لأحوالهم، فعلى سبيل المثال، يعتبر أبناء المنطقة المقيمين بجدة أكثر عددا من سكان أية مدينة في الولاية، ورغم ذلك فانه على كثرة تردد المسؤولين لبوابة الحرمين الشريفين، لم يفكر أي منهم بزيارة المغتربين من ابناء المنطقة والوقوف على أحوالهم، وكانت آخر زيارة تلك التي قام بها الدكتور المعتصم عبد الرحيم الوالي الأسبق، أما من جاء بعده فلم نحظ بزيارة أي منهم رغم الحاحنا الشديد، حتى ان اللواء الهادي بشرى، صادف وان اقام فترة بجدة لتمريض زوجته والتقيناه كممثلين لأبناء دنقلا ودعوناه لمقابلة أبناء دنقلا، لكنه اعتذر، ثم الوالي الحالي الذي زار جدة أواخر رمضان الماضي، وسافر دون أن يعلم به أحد، وكنا نترقب حضوره لطرح العديد من القضايا عليه، هذا هو الواقع والذي يؤكد فعليا عدم الاهتمام بأهم شرائح المجتمع في دنقلا، المغتربين، وعدم الاعتراف بوجودهم. لقد حضرنا عدة لقاءات أقامها الولاة والمسئولون في الولايات الأخرى، وكان مردود تلك الزيارات عظيما، منهم على سبيل المثال لا الحصر، والى الجزيرة الفريق عبد الرحيم سر الختم، الذي ظل يعلن مرارا وتكرارا عن قرار الولاية بتسفير الأسر الفقيرة التي لا تملك قيمة تذاكر سفر العودة، تكفل والى الجزيرة بذلك وبالجو مع تحمل تكلفة المعيشة لتلك الأسر لمدة شهر كامل، وتوفير فرص العيش الكريم ما أمكن، ليس ذلك فحسب بل جاء يحمل معه خطط اسكانية للمغتربين في المدن الرئيسة، وبأسعار زهيدة وبتيسير اجراءات تسجيل الأراضي، وخص رابطة ابناء الجزيرة بتوزيع استمارات الأراضى، ثم تكفلت حكومة ولاية الجزيرة باقامة ندوة عن الاستثمار بفندق فصر المدينة بجدة جذبت العديد من رؤوس أموال المستثمرين، والأمر نفسه حققه والى سنار، ووالى النيل الأبيض أرسل المسئولين في تسجيل الأراضي الى جدة لتمليك المغتربين قطعا سكنية في المدن الرئيسية بالولاية، اما ولاية النيل فقد ضربت المثل في التنسيق مع أبنائها في الخارج وخاصة في جدة الى الدرجة التي تحولت العلاقة من مجرد التنسيق الى الشراكة في ادارة الولاية، وما حدث من ولاية القضارف أعجب، فقد عينت مندوبا عنها من المغتربين لمتابعة كافة الأمور المتعلقة بأبناء القضارف في الخليج اين نحن من كل هذا؟ وكنت أرى بأننا الأجدر بذلك، لأننا الأكثر عددا، والأكثر تنظيما، لكن يبدو أننا ظللنا نقدم خدماتنا المقدرة لأهلنا ومناطقنا في صمت ونكران ذات فاعتبر ذلك استكانة وخضوعا ، بمعني أنه واجب علينا فعل ذلك، نحن بالطبع لا نريد جزاء ولا شكورا، لكننا في نفس الوقت ندافع عن حقوقنا المشروعة وفي هذا الخصوص تتقدم الرابطة بالشكر والتقدير والامتنان للدكتور أحمد البدوي وزير الزراعة بالولاية الذي حرص على اللقاء بأبناء الولاية وتنويرهم بما يحدث فيها.
الأراضي وبعض الحقوق المشروعة الأخرى من أهم الحقوق التي نطالب بها في هذه المرحلة، الأراضي، ان أهم ما يميز انسان دنقلا هو ارتباطه الوثيق بالأرض، ولعل من خطط الحكومة الآن توطين القمح في الشمالية، ونرى أنه أولى من ذلك توطين انسان دنقلا في أرض آبائه وأجداده، فالأرض هي التاريخ، وهي الجذور، فكيف اذا انقطع الانسان عن جذوره وانبت من تاريخه، فان كانت حكومة الولاية جادة في تحقيق الهجرة العكسية، وتشجيع المواطنين لتعمير أراضيهم، فلتخصص مساحات مقدرة من الأراضي بالقدر الذي يكفل العيش الكريم لهم، فلقد كانت الأراضي هي السبب الأول في الهجرة وارتياد الآفاق للدناقلة، ذلك لأن الامكانيات المتاحة لرى الأراضي باستخدام الطرق التقليدية(السواقي) كانت محدودة لم تتوافق مع ازدياد السكان، فاضطروا الى الهجرة، الآن يمكن لآعداد كبيرة من المغتربين أن يعودوا اذا توفرت لهم مساحات أراض قريبة من قراهم ، ونرى أن أكبر حافز يمكن أن يقدم للمغتربين الذين ظلوا يقدمون لوطنهم الغالي والنفيس ، قطع أراض زراعية، ولا ينبغي أن نجعل من القانون الجديد الخاص بايلولة جميع الأراضي لوحدة السدود عائقا لتحقيق هذا الهدف، بل يجب أن يطوع هذا القانون لتحقيق الهدف منه، وهو تمليك المواطنين للأراضي، يجب أن تخصص الأراضي الميري المتاخمة للقرى لأبناء المنطقة المهاجرين ، يجب أن تكون هنالك رؤية جديدة في معالجة مثل هذه الأمور وبصفة عاجلة، فالجميع هنا قلقون مما يسمعون من أمور خفية ومعلنة عن معالجة موضوع الاستثمار في الأراضي وما يستتبعه ذلك من جلب عمالة وافدة ومن دول أخرى، والخوف أن نجد أنفسنا في النهاية ضائعين في هذا الخضم، يجب أن تراعي خصوصية دنقلا وأحقية أبنائها المهاجرين في العودة والاستقرار فيها.
ومن ضمن الأمور التي أضاعها عدم التنسيق ببين الولاية وأبناء دنقلا بالخارج ضياع فرص الاستفادة من الوظائف الجديدة المخصصة للولاية، وفور أن سمعنا بأن هنالك حوالى 1500 وظيفة جديدة للولاية الشمالية، اضافة الى الفرص الوظيفية التي يتيحها سد مروي، اتصلنا بالمسئولين وطلبنا منهم تزويدنا بتلك الوظائف، المؤهلات المناسبة والرواتب والامتيازات، وكان عشمنا أن المغتربين بما اكتسبوه من خبرة ومعرفة يمكنهم أن يشكلوا اضافة حقيقية للعمل الاداري في دنقلا، خاصة وانها تعاني من نقص في الكوادر المؤهلة الي الدرجة التي جعلت الوالى الأسبق د. المعتصم عبد الرحيم يصف أن المتواجدين الآن في الادارات والمؤسسات هم لحفظ العقاب على حد تعبيره، ان دور الجمعيات بجدة الآن أن تحصر اعداد الراغبين في العودة للعمل بالسودان، ودور حكومة الولاية أن تمدنا بالوظائف المتاحة لديهم، وينبغي أن تكون هنالك جدية في مثل هذه الأمور.
تخصيص حقيبة وزارية بالولاية للمغتربين ومن مطالبنا الملحة ضرورة أن يكون للمغتربين دور فاعل في حكومة الولاية، فان كانت ولاية القضارف خصصت مندوبا لها من المغتربين، فلا أقل من تخصيص حقيبة وزارية بالولاية الشمالية للمغتربين، باعتبارهم أهم الشرائح التي يعول عليها، فمكتب جهاز العاملين بالخارج بدنقلا أصبح مكانا ينفر منه المغتربون عوض أن يكون المكان الآمن الذي يتولى خدمتهم ورعاية مصالحهم وحلحلة المشكلات التي تواجههم، وكل من زار تلك المكاتب من المغتربين لمس مدى الازدراء والتحقير الذي يواجهه المغتربون، فما زالت المصاحف موجودة أمام الموظفين ليحلف عليها المغتربون في مبالغ بسيطة جدا. كل هذا يجب أن يتغير حفاظا على حقوق أولئك الذين ضحوا بالغالي والنفيس وما يزالون. ونرى أن هذا المغترب الذي ظل يوالى دفع الضرائب والمساهمات الالزامية والتحويلات الرسمية، ما تزال هنالك عوائق تنغص عليه قضاء عطلاته بين الأهل والأحباب منها عدم وجود التنسيق المطلوب بين مكتب دنقلا وادارة الجهاز في الخرطوم، بمعنى أنه ينبغي عليك أن تحمل ملفا من الايصالات الى الخرطوم تثبت فيه تسديدك لكافة الضرائب، ومع التطور المذهل في تكنولوجيا المعلومات، فما يزال تبادل المعلومات بين مركز الجهاز والمكاتب الطرفية يتم بطريقة تقليدية . صحيح ان الضرائب قد ألغيت من بعض الفئات، الا أن هنالك ضرائب ما تزال تفرض بطريقة غير مباشرة مثل رسوم تاشيرا ت الخروج، وخاصة للمرافقين مثل الزوجات والأبناء الذين يحملون جوازات خاصة، نطالب وبشدة الغاء هذه الرسوم أو جعلها رسوما رمزية متيسرة، مع الغاء ضريبة الجهاد (100)، ورسوم الخدمة الوطنية التي تجبي في كل زيارة الى السودان. ولعل على رأس المطالب التي نتقدم بها الاعفاء الجمركي لآولئك الذين يقررون العودة النهائية ، الاعفاء لسياراتهم التي يصطحبونها معهم ولأغراضهم الأخرى.. وحتى جامعة دنقلا التي قامت على اكتاف المغتربين، نجد أن كلية الطب بدنقلا تخصص منحة واحدة لكل مغتربي السعودية، ماذا يضر ان خصصت هذه الكلية عشر مقاعد لأبناء المغتربين، فالهدف من هذه الكلية توطين الطب في دنقلا على حد تعبير البروف عبد الوهاب الادريسي.
رابطة أبناء دنقلا الكبرى والجالية السودانية بجدة. ابناء دنقلا من الرعيل الأول هم الذين شكلوا الجالية، وكانت الجالية في ذلكم الزمان تعني منازل بعض رجال دنقلا الأفاضل، الذين كانوا يستضيفون كافة القادمين من السودان في منازلهم ويهيئون لهم ظروف العمل، ويوظفون علاقاتهم الشخصية لحلحلة المشكلات التي تواجههم، في تلك المرحلة من عمر الجالية، كانت الجالية موجودة عملا متحققا على ارض الواقع، وتقديرا لهذا الدور فقد منح الرئيس جعفر النميرى لقب رئيس الجالية للعم ساتي صالح عليه رحمة الله تعالى، ومع بداية الانقاذ ظهر ما يسمي هيئة المغتربين، ثم ظهرت الجالية بوضعها الحالي في أواخر التسعينات من القرن الماضي، ثم تطورت أكثر في دورتها الحالية والتي تشكلت في مايو من العام 2004م بعد اجراء تعديلات على النظام الأساسي لتنحصر عضوية الجالية في المصعدين من الروابط الولائية، والجمعيات المهنية والمتخصصة، والفعاليات، وبهذا النظام تمنح الولاية الشمالية أربع مقاعد فقط، بمعنى أن دنقلا الكبرى بمحلياتها الثلاثة تمنح مقعدا واحد، وفي هذا جور كبير، فان عدد جمعية واحدة من جمعيات دنقلا يفوق عدد المغتربين من بعض الولايات، لذلك فنحن نأمل أن يتم تعديل في النظام الأساسي للدورة القادمة بتخصيص المقاعد بحجم الكثافة العددية للروابط وسنقدم مقترحا مكتوبا للجالية في هذا الخصوص، ان ابناء دنقلا كانوا هم نواة الجالية في السابق، ويجب أن يكون لهم الضلع ألأكبر فيها في الدورات القادمة. وبعد .. اذا أضفنا الى ما ذكرناه آنفا من تردى الخدمات بصفة عامة، في الصحة والتعليم والبنيات الأساسية الأخرى، فان الصورة تبدو واضحة أمامنا في حجم الأعمال التي يجب انجازها في المنطقة. وكل هذه التحديات تتطلب منا احداث نقلات كبيرة في مفهوم العمل العام وآلياته، ولعل المرتكز لنا في رابطة أبناء دنقلا الكبرى كما ذكرنا في مستهل هذا الخطاب هو الجمعيات، هذه المؤسسات التي أصبحت أنموذجا يحتذى في تنظيم العمل الطوعي، فقد أنجزت الجمعيات أعمالا كبيرة في شتى المهاجر بجمع أبناء المناطق وربطهم بقراهم ومناطقهم، والمساهمة الفاعلة في انشاء البنيات الأساسية من شبكات مياه وانارة وبناء المدارس والمراكز الصحية والمساجد والخلاوي ومساعدة الأسر الفقيرة، حتى اننا نقرر بشيء من الارتياح أن وجود الجمعيات شكل ضمانة مهمة في الحفاظ على الهوية الدنقلاوية/السودانية، فما من أحد يتوفى في القرية، الا وتقام له سرادق العزاء بالجمعية، وما من حادثة تحدث الا ويجد الناس متنفسا في الجمعيات التي تعتبر صورة مصغرة للقرية، ويكفي الجمعيات فخرا أنها نالت ثقة ولاة الأمور في المهاجر المختلفة، لأنها كرست الأخلاق السودانية الفاضلة، ومدت جسور العلاقات الأخوية الصادقة المبنية على الثقة والاحترام مع الشعوب المضيفة،وهي الثمار التي يجنيها كل السودانيين الآن، وعلى الرغم من تأكيدنا على هذا التاريخ الناصع للجمعيات ودورها الوطني الكبير، فاننا نشد على أيدي القائمين على أمر الجمعيات في تحية صادقة آملين أن يواصلوا السير في ذات المضمار مع ما تقتضيه ضرورا ت المرحلة التي نعيش فيها وأن تتحول الى مراكز للتأهيل والتثقيف وربط الناس بعضهم ببعض. ان المتأمل لتاريخ الجمعيات يجد أن بداياتها كانت تجمع كل أبناء دنقلا في جمعية واحدة، مثل بيت مسكين مثلا بجدة (جمعية مشو الجالية) كانت مقرا لكل الدناقلة، وبيت السودان بمصر، ولازدياد عدد أبناء المنطقة تعددت الجمعيات حتى فاقت المائة في جدة فقط، ونحن نريد أن تستفيد هذه الجمعيات من تقنيات العصر التي سهلت أمور الاتصال لتصبح كما بدأت جمعية واحدة لكل أبناء المنطقة في شتى بلاد العالم، وستقوم رابطة أبناء دنقلا الكبرى بجدة بتحقيق هذا الهدف/الحلم بمساعدة الجمعيات التي تشكل القاعدة الأولى والأساس المتين الذي تستند عليه، ونداؤنا لكل أبناء دنقلا في شتى المهاجر أن يتحدوا في جسم واحد هو رابطة ابناء دنقلا الكبرى بالعالم .. والله ولى التوفيق والسداد
| |

|
|
|
|