قصص قصيرة .... د/ لمياء شــمت

الأسلحة الكيميائية وحقيقة استخدامها في السودان في منتدى ميديكس للحوار
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 09-16-2025, 00:36 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2008م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-23-2008, 07:57 AM

عبد الدائم سيد أحمد
<aعبد الدائم سيد أحمد
تاريخ التسجيل: 10-28-2006
مجموع المشاركات: 4220

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
قصص قصيرة .... د/ لمياء شــمت


    شــــبـه


    أفقت في المشفى الخاص على حصار العيون القلقة و الوجوه المتعبة ، لم أدرك حينها أن هذيان البنج قد أطلق لساني الحذر بما قد لا يتأتى لي في صحوي ، فقد أخبرتني شقيقتي نهلة بأني ظللت أتمتم لردح من الساعات بأني أشبه والدي صالح أشبهه جدا على عكس ما يظن من حولي .
    نعم و كيف لي ألا أبوح بذلك في فسحة الهذيان ؟ فأنا أطابقه شبها هناك في مكمنه الخفي في عقر ضعفه الداخلي ،الذي يتستر بجسد قوي و ملامح شديدة الوسامة ، الا تكفي سلسلة عذابتي الطبية دليلا على ذلك التشابه القاسي؟! الا تكفي بصمته تلك في أعضائي الحيوية قلبي المعطوب و شرايني الحرجة التي ضاقت بما فيها ؟! وصدري المتنازع بين أوجاعه تعلوه خريطة لآثار عمليات جراحية ضارية خاطته طولا و عرضا؟!

    لو تعلم نهلة كم أجهزت علي سنان الكلمات منذ طفولتي الغضة ، ناشتني كجيش نحل غاضب ، أبكتني تلك الكلمات رغم ما يصاحبها من أقنعة الإبتسام والضحكات . حتى أضحيت ألملم بعضي واجفة و أتهيأ ما إستطعت لتلقي جرعة الإهانات المستترة المتنكرة في مسوح ممازحات عنيفة.
    - أصلو عاد أبوك ما أداك من شبهو و سماحتو أي حاجة.
    و تصمت كل حواسي متوجسة في مهب التقريع.
    - كل الشبه شالتو نهلة ,عيني باردة عليها.

    و أدرك أن عمتي " البدينة" ستتفانى كعادتها في التأكيد المستمر لي بأني لا أشبه أخاها صالح الوسيم فاتتني تلك الحظوة السخية... فبئسا لكروموسوماتي الغبية التي لم تفلح في إقتفاء هيئته الجسدية اللافتة و قوامه الفاره و عينيه النافذتين ، و شعره الكثيف الذي لم تطاله جعدة.
    " كل الشبه شالتو نهلة"
    إيعقل حقا أنها لم تلحظ أنني أشبهه أكثر؟!



    كـاســيت


    لابد أن خياله المسرحي قد أعانه كثيرا على تصورها و هي تتخبط سكرى بين جدران غربتها راعفة بين أسوار وحشتها .. تمد يدها لتضغط على زر تشغيل الكاسيت واجفة مترددة و كأنها تهم بفتح فوهة آلة حربية حاصدة لا تبقي و لا تذر ، هوة ثقب أسود لا قرار له ، أو باب متاهة تفضي الى الوجع كل طرقها .

    إسترجعت بتعمد كيف كان يدعوها الى فضل ظهر صهوة كتبه ، وكأنه يعتذر عن فداحة ما حاق بها من أشواق .
    لكن هذه المرة لا تشبه كل مرة ، لابد أنه قد تعمد الأمر ، أحاك لها تلك المؤامرة المبهظة التي أدركت خطورتها حالما تدفق الغناء من صدر ذاك الكاسيت عاجي اللون ليصبح الغناء منذ تلك اللحظة ذريعتها المفضلة للبكاء .
    كان الكاسيت كشأن كل عطاياه .. هدية ملغومة رسخت إتهامه الدائم لها بأنها تتقن هدر السعادة و تتفنن جدا في ممارسة طقوس الحداد في حضرة مراسم الفرح .

    لكن كيف بالله لا تفعل؟!.. حينما تنقض عليك موسيقى تآبى إلا أن تمر أقواسها على أوتار جراحك حينما تخترقك الكلمات كنصل مسدد على صدر مكشوف .. غافل .
    حينها يضحى الأمر تماما كما هو عليه الآن ، كما أراد له خياله الدرامي الشاسع ، ليصبح الإجهاش جزءا من تلك الموسيقى العذبة و يتحول الإنخراط في نوبات البكاء الى خلفية متممة لجوقة نغمية و إيقاع ضاج .
                  

11-23-2008, 08:00 AM

عبد الدائم سيد أحمد
<aعبد الدائم سيد أحمد
تاريخ التسجيل: 10-28-2006
مجموع المشاركات: 4220

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قصص قصيرة .... د/ لمياء شــمت (Re: عبد الدائم سيد أحمد)


    هــو و البـحــر

    رب شربة أورثت ظمأ مقيم ! وإلا من كان ليصدق أن تلك العصفورة الصغيرة جدا ستفسد دهرا علاقته المتقادمة بالبحر ، و تشوش مرة و للأبد صلته الوجدانية به.

    فهو قد إرتاع و إلتاع تماما بالأمس لمرآى جثة القبرة الصغيرة الهشة و هي مخضلة بالماء .. مكفنة بالبلل تأملها بأسى ثقيل .. فلكم أحب تلك المخلوقات الهينة ، الجذلة
    تماما كما أحب ذاك البحر العاتي الذي صاغ على شطه أحلام طفولته و صباه لكن هاهو صديقه المائي لا يرعى له عهدا و يسدر مسددا له ضربة مدوية في غفلة طمأنينته ليتحول بحره الحبيب بليل الى قاتل سيكوباتي يتسلى بإزهاق الأرواح الضعيفة.

    لذا فهو لم يجد في تلك الأمسية الا أن يخوض مياهه بكامل لباسه الرياضي ، مستنطقا البحر حينا و منددا بفعلته الجسيمة حينا آخر و محاولا في ذات الوقت أن يبحث هنا و هناك عسى أن يقع له على عذر ما فلربما مثلا أن القبرة هي التي قررت الإنتحار على صدر البحر و ربما أيضا كانت قصة البحر كحال ذاك الرجل العاشق الذي ورد في صفحة أخبار تابلويد المنوعات المثيرة ، أنه عانق حبيبته حتى الموت.يا للهول !! ربما فعلها أيضا صديقه المائي كثير الإنفعال ، عظيم القلق ، فتماور و خاصر تلك القبرة الجميلة بحماسة زائدة .. إحتضنها بعنفوانه المائج ، ليصبح حبيبا و قاتلا و قبرا في آن .




    حـــدس


    لطالما أستفز فضولها و أستنفر ريبتها لفرط إمعانه في التخفي وراء سياج إبتسامة وقورة ، لم ترها هي إلا كباب موارب يحرك فيها غريزة الإكتشاف و يضرم شهوة التلصص.

    وحدها لم تنطل عليها حيله البارعة التي أتخم بها وعي كل من حوله، قناع كهولته المصمت لم يفلح أبدا في أن يحجب عن حواسها الأخري الباطنة حرارته المعجونة ببهارات نادرة . سبعة أشهر و أربع أيام قد إنقضت على وجودها في هذه المؤسسة الإعلانية و إنخراطه المتقن في ممارسة تلك الكهولة لم يضلل أبدا حدسهاالأنثوي الغريزي ، تراقبه كل يوم بغبطة شامتة وهي واثقة من أن دقات خطواته المتئدة لن تنجح أبدا في طمر إيقاعه الداخلي الصاخب و ذبذباته السحرية الوامضة.

    تتأمل شعره الأبيض الذي تناهى في نصاعته ليشابه سر ذاك البياض الملتبس الذي يكفن به أحرفه و يغلف به تصرفاته لينتج كلمات و أفعال تقول و لا تقول ، حتى أيديه المعروقة لم تكف عن مراقبتها بتأثر عميق و كأنها تتأمل خريطة بلاد تشتاقها طبوغرافيا أرض تحبها روافد نهر يغري الأشرعة بالرحلة.

    تناول القلم بحركة مباغتة فأجفلت ثم رمقته بتحد راكز سمرت أعينها عليه و تركت لها أن تخبره بوضوح مخيف ... "لا جدوى" أبرقتها نظرتها لأعينه المتمترسة بحذر وراء زجاج نظارته الطبية السميكة ... لا جدوى!


    المصـــــــــــــــــــدر
    http://www.al-madina.com/node/74425/arbeaa
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de