افترع حديثي كما افترعه أباالعلاء المعري في رسالة الغفران ..." اللهم يسر وأعن" وكما افترعه الجاحظ في البيان والتبيين " اللهم أعوذ بك من فتنة القول وفتنة العمل" ........ كثيرا ما نقرأ من منوعات مختلفة ، كتب ، صحف ، دوريات متخصصة ولكن قليلا ما تجذبنا فصاحتها أو مكنوناتها ، ربما لإنشغالنا بما هو أهم والركض وراء لقمة العيش ، ولا يهم أن نركض ولكن يهم أن تكون هذه اللقمة حلال مباركة طيبة وبعد .... الشوق لكم أحبتي لا يوصف ، لا تحده جغرافيا ولا تاريخ وصفوه لا يكدره فوز الهلال أ و المريخ
وقدما هاجني فازددت شوقا بكاء حمامتين تجاوبان تجاوبان بلحن أعجمي على غصنين من غرب وبان فكان البان أن بانت سليمى وفي الغرب اغتراب غير دان
فلا تسألوني عن سليمى ولكن عن غراب بورتسودان أجيبكم ، الذي يختلف عن غربان أهل السودان باكتمال سواده ودهائه. وبينما أنا في " فلامنجو " واستمتع بأكل المانجو إذ بغراب من غربانها يأكل محارا صافيا ، قيل أنه للقوة شافعا وللشهوة دافعا ، فيطير بجناحيه إلى أعلى عليين ممسكا بمحارة أخرى ، منعت نفسها منه بسروال أقوى من الحديد ودرع أقوى من الفولاذ ، ربما تتبع هذه المحارة لفصيلة "الشيفرون" ويرمي بها على الحجارة فتتناثر المحارة ويبقى رخوها وحلوها متماسكا وجبة غذائية كاملة تنافس الفيتامينات من 1 إلى 12 ومن ألف إلى ياء ، ولو أدخلت مختبرات الأغذية الأمريكية لنافست الفياجرا ولقامت شركت pfizer بشراء ملكية هذا الدواء ، ليتني لحظتها فكرت كهذا الغراب واستبدلت " الويكة " التي رممت بها عظامي دهورا بمحارة واحدة تؤكل غير طهي ولكن كما يقول اسماعيل صاحبي المجنون " فاتت عليك" وحالي كما قال الشاعر : الأبيضان أبردا عظامي الماء والفت بلا إدام ولكن هانحن نعود لا نستطيع ربط أقلامنا بأفكارنا وأصبحت كالأشتر لا ورقا أبقى ولا حبرا أظهر ، لعلة أصابت قلبي الملهوف فأظهرت شعري المنتوف فاختلطت عليّ الحروف ولكن الله المستعان ، الرحمن الملك المنان .... وأصبح حالي كما يقول الشاعر : أهاب بأحزان الفؤاد مهيب وماتت نفوس للهوى وقلوب
...
اسماعيل صديقي رجل مثقف يحدثك عن العلماء الذين نالوا جائزة نوبل للفيزياء كما يستنطق عبد المطلب الفحل جماعة دكان ود البصير ويغوص بك في دروب العلم وغيرها من دروب الثقافة غوص النوخذة الخبير بمكامن اللؤلؤ
لصديقي اسماعيل أربع زوجات بريطانيات ، تزوجهن في شبابه ويخاف عليهن من صراصير "لندن" ويكتب رسالة إلكترونية إلى عمدة لندن كل اسبوع يطالبه فيها بمكافحة الصراصير وإلى الآن لم يتلق ردا من العمدة حتى بعد تغييره ، وفكر أن يشكوه إلى الأمم المتحدة قلت لصديقي اسماعيل أريد زوجة بريطانية بواسطة أي من زوجاتك الأربعة قال: بشرط أن تمر في هذا الإختبار ....
نواصل ...
(عدل بواسطة انور الطيب on 11-17-2008, 02:07 PM) (عدل بواسطة انور الطيب on 11-18-2008, 04:03 PM)
11-19-2008, 05:11 AM
محمَّد زين الشفيع أحمد محمَّد زين الشفيع أحمد
تاريخ التسجيل: 03-21-2007
مجموع المشاركات: 1792
الأخ الأديب الأريب محمد زين تحياتي لك ولمن معك وبعد كتبت ..
Quote: أيُّها الأنور :
أسعَدَ صباحَاتِكَ رَبِّي ..
أسعد الله صباحاتك بالخير واليمن والبركة وجعل أيامك كلها سعيدة وأشكرك على مداخلتك وتشجيعك فأنا هنا أحاول أن أكتب من أجل الكتابة لا من أجل شيء آخر وربما قصدى تجويد أدواتي بشكل أفضل مما أنا سائر عليه الآن وأتمنى أن أنجح في ذلك وأهديك أبيات أمية بن الصلت وتمنيت لو كنت بقربي لأنشدتها لك إنشادا ...
إني أعوذ بمن حج الحجيج له والرافعون لبيت الله أركانا
مسلّمين إليه عند حجهم لم يبتغوا بثواب الله أثمانا
صديقي محمد زين وأنا طفل صغير يصطحبني أبي من حلفاية الملوك إلى السوق الشعبي ويسلمني يدا بيد لسائق من سائقي العربات الشهيرة بالمحيريبا وغيرها ليأخذني أمانة إلى أبي " الفكي " قسم الله المهل قنات بقرية ودشنينة التي سوف أعود لاحقا لوصفها ووصف أهلها ... فكان ما يذهلني في هذه البرامج وجود منشد يأتي للبيت عصرا وهو قريب لنا أيضا وهو الشيخ المادح الشيخ ود ضيف الله وصحبة خدن أبي الفكي أبي عبد الله حاج الطاهر ... الملابس كانت غير ملابسنا عراقي وسروال وثوب كبير يخلف على جانبي الأكتاف والأكناف ومركوب لا تميز يمناه من يسراه بألوان أشهرها الأحمر و الأبيض وطاقية تحدد لونك السياسي أو اتجاهك الديني فجدي عبد الله حاج الطاهر بحكم نشأته في كنف والده الأنصاري بأم ردمان حي الملازمين طاقيته ترتفع عن طواقي رفقائه ببضعة سنتمترات ... أبي الفكي قسم الله طاقيته غالبا بيضاء وتشابه إلى حد كبير الطواقي المخاطة الآن ولكنها كلها كتلة واحدة وتفتقر إلى التهوية وجدي الشيخ ضيف الله يلبس طاقية تختلف باختلاف حالته المادية والنفسية ...
وقهوة أعدت بشيء من الرهق وطيب النفس في آن واحد ... فحيمات جلبن من الدكان أضيف إليهن بقايا حطب قديم ومراحل إعداد لا يمكن تجاوز أي مرحلة منهن بأي شكل كان وبن حبشي المزاج قلي بهدوء شديد على مقلاة معدة أصلا لهذه المهمة .... تمرير لبخور البن على الجميع ليشتم رائحة النجاشي وهيلاسلاسي مجتمعتان في هذا العبق ...ودعوات بالصلاح والبركة لحبوبتي أم كلثوم بت الشهيد فكي أحمد قنات .... وبعد ذلك تأخذ عمتى خديجة الفكي يدا من حديد لتسحن بها هذا البن في هاون خشبي عتيق و نغمات لا يمكن أن تغيب عن خاطرك مدى الحياة وتدعو للحياء والحياة وإكرام الضيف ... لحظات أخرى وتأتي عمتي فاطمة الفكي لتساهم في غلي الماء بآنية مصنوعة من حديد خفيف وفما يستوعب حشو من ليف لتصفية ما لم يسحن جيدا من ا لبن الحبشي " تسمى الشرقرق أو شرغرغ " و آنية اخرى وبعض فتيات الحي يشاركن في نظافة الفناجيل وترتيب المكان ونثر أبخرة عتيقة ربما هي بقايا لزواج بعيد وضحكات حرص الجميع على إخفائها حياء من الرجال الذي ينتظرون في ظل الخلوة.... هنالك في ظل الرجال أنا وعبد الحفيظ محمد الطيب وصلاح عبد الرحمن نقدم أكوابا من الماء البارد الذي لم يخالطه سوى الطبيعة وبعض روائح وطعمم شب ندي جلب بواسطة نساء الحي تعطيرا لماء الضيوف ......... بعض الجلبة لترتيب المكان ... فرش بعض السجادات المصنوعة بمهارة من سعف النخيل وحب ظاهر على جبين كل من يمر ........... قصص يحكيها الكبار عن العماليق ..... حوت يونس ......... مريم البتول ........ قدرة الله في خلقه ....... نصغي لها بكل حواسنا ، يقرأ أحدهم قصة من عرائس المجالس أو من كتاب ودضيف الله المسمى بالطبقات وبعض اختلاف يظهر واتفاق عندما يأتي هذاالكتاب إلى منصة الكتب المقروءة بين مصدق ومكذب وساكت لا يريد أن يبين أو يغضب جارا أو عزيز.......... لا يتحرك طفل في هذه اللحظات إلا عند قدوم ضيف آخر فيتهيأ له المكان وتكون خدمته سهلة ولكن ما كان يغيظني في الضيوف وأنا طفل صغير هو إنقطاع الحديث وربما تبدله ..... ولم أدر أن الحديث من قرى الضيف و بليلة مباشر ما هي إلا الكلمات الطيبة التي يبثها المضيف إلى ضيفانه ...... تأتي القهوة عندما تنده النساء أي صبي منا ولها طقوس يكون آخرها تلميع الفناجيل وهي في الصينية .......... ووصية بعدم الحركة الزائدة حتى تصل للجميع في أبهى حلة وأجمل رونق ..... وطقوس أخرى لها علاقة بأعداد المشروب من الفناجيل فلابد أن يكون عددا فرديا " بكراوي" ، " تني" ، " ثلثاوي" أما نحن فلنا البركة.......... وربما تخلط لنا بقليل ماء حتى لا تضر بنا القهوة أو نعتاد عليها فندمنها كما أدمنها الآباء والأمهات .. وما إن ينتهي يا صديقي محمد زين برنامج ا لقهوة إلا ويبدأ برنامج الإنشاد ... ينصت الجميع ويأتي من بالجوار إن أحس بوجود المادح الشيخ ود ضيف الله فهو حفيد ود ضيف الله صاحب الطبقات ... صوت ندي كأنما حادي على ظهر إبل ونفس طويل كأنما قارئ من قراء الأزهر الشريف ... ويبدأ الشيخ ود ضيف الله .......
بانت سعاد فقلبي اليوم متبول متيم إثرها لم يفد مكبول وما سعاد غداة البين إذ رحلوا إلا أغنُّ غضيضُ الطرف مكحول هيفاء مقبلة عجزاء مدبرة لا يشتكي قصر منها ولا طول تجلوا عوارض ذي ظلم إذا ابتسمت كأنه منهل بالراح معلول شُجت بذي شبم من ماء محنية صاف بأبطح أضحى وهو مشمول تنفي الرياح القذى عنه وأفرطه من صوب سارية بيض يعاليل أكرم بها خُلة لو أنها صدقت موعدها أو لو أن النصح مقبول لكنها خلة قد سيط من دمها فجعٌ وولعٌ وإخلافٌ وتبديلُ فما تدوم على حال تكون بها كما تلون في أثوابها الغول ولا تمسك بالعهد الذي زعمت إلا كما يمسك الماء الغرابيل فلا يغرنك ما منت وما وعدت إن الأماني والأحلام تضليل كانت مواعيد عرقوب لها مثلاً وما مواعيدها إلا الأباطيل أرجو وآمل أن تدنو مودتها وما إخال لدينا منك تنويل أمست سعاد بأرض لا يبلُغها إلا العِتاق النّجيات المراسيل ولن يُبلِّغها إلا غُدافرة لها على الأين إرقالٌ وتبغيلُ من كل نضاخة الذفرى إذا عرقت عرضتها طامس الأعلام مجهول ترمي الغُيُوب بعيني مفردٍ لهقٍ إذا توقدت الحراز والميلُ ضخمٌ مُقلدها فَعمٌ مُقيدها في خلقها عن بنات الفحل تفضيلُ غلباءُ وجناء علكومٌ مذكرةٌ في دفها سعةٌ قدّامها ميلُ وجلدُها من أطوم لا يؤيسهُ طلحٌ بضاحية المتين مهزول حرفٌ أخوها أبوها من مهجنةٍ وعمُّها خالها قوداءُ شمليلُ يمشي القرادُ عليها ثم يُزلقُهُ منها لبانٌ وأقرابٌ زهاليلُ عيرانةٌ قذفت بالنحض عن عُرُضٍ مرفقُها عن نبات الزور مفتولُ كأنما فات عينيها ومذبحها من خطمها ومن اللحيين برطيلُ تمرُّ مثل عسيب النخل ذا خُصلٍ في غارزٍ لم تخوّنهُ الأحاليلُ قنواء في حُريتها للبصير بها عتق مبين وفي الخدين تسهيلُ تخذي على سيراتٍ وهي لاحقةٌ ذوابل مسّهُنَّ الأرض تحليلُ سُمرُ العجايات يتركن الحصى زيماً لم يقهنّ رؤوس الأكم تنعيلُ كأنّ أوب ذراعيها إذا عرقت وقد تلفّع بالكور العساقيلُ يوماً يظلُّ به الحرباءُ مصطخداً كأن ضاحيهُ بالشمسِ مملولُ وقال للقوم حاديهم وقد جعلت وُرقُ الجنادب يركضن الحصى قيلوا شدَّ النهَّارُ ذراعاً عيطلٍ نصفٍ قامت فجاوَبَهَا نًُكدٌ مثاكيلُ نوَّاحةٌ رخوةُ الضّبعين ليس لها لما نعى بِكرَهَا النّاعون معقولُ تفري اللبَانَ بكفيها ومدرعها مشققٌ عن تراقيها رعابيل تسعى الوشاةُ جنابيها وقولهُمُ إنك يا ابن أبي سلمى لمقتولُ وقال كل خليلٍ كنتُ آمُلهُ لا ألهينك إني عنك مشغولُ فقلتُ خلوا سبيلي لا أبالكم فكل ماقدَّرَ الرحمنُ مفعولُ كلُّ ابن أنثى وإن طالت سلامتُهُ يوماً على آلةٍ حدباءَ محمولُ أُنبئتُ أنُّ رسولَ الله أوعدني والعفو عند رسول الله مأمولُ مهلاً هداك الذي أعطاك نافلةً الـ ـقرآن فيها مواعيظُ وتفضيلُ لا تأخذني بأقوال الوُشاة ولم أذنب وقد كثُرت فيٌّ الأقاويلُ لقد أقوم ُ مقاماً لو يقومُ به أرى وأسمع ما لم يسمع الفيلُ لظلَّ يرعُدُ إلاَّ أن يكون له من الرسول بإذن الله تنويلُ حتى وضعتُ يميني لا أُنازِعُهُ في كفِّ ذي نقماتٍ قيلهُ القيلُ لذاك أهيبُ عندي إذ أُكلِّمُهُ وقيل إنك منسوبٌ ومسؤولُ من خادرٍ من لُيوثِ الأُسدِ مسكنُهُ من بطن عثَّرَ غيلٌ دُونهُ غيلُ يغدو فيُلحمُ ضرغامين عيشُهُما لحمٌ من القوم مغفور خراديلُ إذا يُساور قرناً لا يحلُّ لهُ أن يترك القِرنَ إلا وهو مجدولُ منه تظلُّ سِباعُ الجَوِّ ضامرة ولا تَمَشَّى بواديه الأراجيلُ ولا يزالُ بواديه أخو ثقةٍ مُطرَّحَ البَزَّ والدِّرسانِ مأكولُ إن الرًّسُولَ لسيفٌ يُستضاءُ بِهِ مُهنَّـدٌ من سيوف الله مسلولُ في فتيةٍ من قريشٍ قال قائلهُم ببطن مكة لما أسلموا زُولوا زالوا فما زال أنكاسٌ ولا كشفٌ عند اللقاءِ ولا ميلٌ معازيلُ شُمُّ العرانين أبطالٌ لبوسُهُمُ من نسجِ داودَ في الهَيجَا سَرَابيلُ بيضٌ سوابغُ قد شُكت لها حلقٌ كأنَّها حلقُ القفعاءِ مَجدُولُ يمشونَ مشيَ الجمالِ الزُّهرِ يعصمُهُم ضربٌ إذا غرَّدَ السُّودُ التَّنابيلُ لا يفرحون إذا نالت رماحُهُمُ قوماً وليسُوا مجازيعاً إذا نيلُوا لا يقعُ الطعنُ إلا في نُحُورِهِمُ وما لهُم عن حياضِ الموتِ تهليلُ .................................
وحنين وبكاء وتصديق .......... لحظات من بداية القصيدة ويغرق كل المشايخ في دموعهم وبين طالب لمقطع معين و مصدقا لبيت معيا ومهللا لبيت معين تأتي صرخات ونحيب كنت أستغربها من هؤلاء الأباء بل كنت أضحك عليهم في خلواتي وتوقفني هيبتهم من السخرية في حضرتهم ولم أفقه ما يقولون أو على ماذا يبكون إلا بعد العشرين واكتملت الصورة بعد الأربعين التي جاوزتها الآن ببضع سنين ...........
جلسة تسمى الآن استراحة لمتوضئ ومزيد من القهوة واختلاس نظرات من بنات الحي أما النساء فوقرن في أماكنهن وعزم على خدمة المديح ....... ويستمر الطرب والبكاء وبعض الإستعراض الراقص الذي لا تفسير له سوى النشوة وانتظار الحضرة .... إلى أن يطلب من المادح الختام ببردى المديح ....
نواصل ...........
11-22-2008, 10:44 AM
انور الطيب انور الطيب
تاريخ التسجيل: 10-11-2003
مجموع المشاركات: 1970
ذات مرة يدخل عليّ صديقي اسماعيل دخول المتلهف الذي يسابق الزمن لأمر جلل ... ويعاود الكرة بالسؤال عن رد عمدة لندن له فأجبيه بالنفي ويحاول أن يفلت مني ولكن قلت له يا اسماعيل أنا طلبت سابقا زوجة بريطانية ووعدتني باختبار وأنا جاهز للإختبار ... يتنهد اسماعيل طويلا ويقول لي يا أنور : " أنا خايف عليك " أقول له :" من شنو" يقول : من الإمتحان ، ألا تدري يا أنور أن لكل امتحان رهبة واها عملت شنو لامتحان الآخرة وكما يقال تؤخذ الحكمة من أفواه المجانين أرد له رد المطمئن والله يا اسماعيل الآخرة دي ما عملنا ليها حاجة وبس راجين رحمتو ويرد اسماعيل رد الحصيف لكن يا أنور رحمتوا دي عايزة ليها جكة والله ما كدة أوافقه الرأي ويعود مرة ثانية هو للامتحان بعد تهيئة حافزة أها يا أنور مستعد أقول له : تماما فيفكر طويلا ويقول السؤال الأول :
في معركة أم دبيكرات الساعة الثالثة صباحا أين كان جدك لأبيك أو لجده ؟ يشرح السؤال يعني جدك الثالث والله الرابع أي واحد فيهم ... سؤال يصعب الإجابه عليه أهمهم مع نفسي فيقول اسماعيل ما تتأخر دة امتحان وعندو زمن أقول لاسماعيل أها قصدك شنو ؟ يقول مسرعا YES OR NO يعني مع أو ضد الإنجليز .... أتذكر حال أجدادي واعمامي الأنصار ، انصار للإمام المهدي حاربوا معه وقبروا في أماكن كثيرة بسبب أنصاريتهم وأنسى موضوع البريطانية التي وعدني بها اسماعيل فأقول له : اسمع يا اسماعيل أهلنا ديل أنصار وأكيد كانوا ضد الإنجليز يرد اسماعيل بسرعة أها يا أنور فاتت عليك لو كنت ختمي كان أديناك بريطانية .....
يغادرني اسماعيل مسرعا بعد حسمه لموضوع زوجتي الإنجليزية ........
11-22-2008, 03:19 PM
انور الطيب انور الطيب
تاريخ التسجيل: 10-11-2003
مجموع المشاركات: 1970
يختم أهلنا المديح ببردى المديح وربما يتذكر أحدهم هنيهات الآخر فيطلبها ويقول له بالله يا حاج عبد الله قول لينا كلماتك في مدح النبي و ينشدها المادح بصوت ندي ....
جدي الفكي قسم الله رجل عجيب يومه يبدأ قبل الفجر بساعات وينتهي بصلاة العشاء ...... طلق الدنيا طلقة بائنة وذات مرة دخل عليه رجل رزين يقود حمارا شاهقا وفارها تظنه من فصيلة نادرة يطلق عليها وقتها" الحمر الريفية" أو " الدنقلاوية" وتبدو أنها من فصيلة أصيلة مع ندرتها وقال لأبينا الفكي بعد السلام والتحية " سيدنا دي هدية مني ليك" رد الوالد : هدية مقبولة وقام بواجب الضيافة اللازمة من غداء ، شاي وقهوة وغيرها من لزوم الضيافة وقتها ..... هممنا كلنا بركوب هذا الحمار الجامح والذي يبدو لنا كفرس أصيل ولكنه ينتمي لفصيلة الحمير ... صبّرنا جدنا بأن ركوب الحمار خطر دون تطويع ويلزم تطويعه من شخص كبير ... انتظرنا كثيرا ليأتي مقدم شخص كبير يساعدنا على ركوب هذا الحمار ... للأسف لم يأت شخص مناسب من الأسرة وغابت شمس ذلك اليوم وكلنا نحلم بركوب ذلك الحمار .....
الصباح رباح كما يقول جدنا الفكي قسم الله وانتظرنا رباح هذا الصباح بعد شرب الشاي الممزوج بالسمن البلدي .. ما أحلاه ... لا كوليسترول ولا غيره ولا حمية أو بديلها .... شربنا مع جدنا الشاي كبرنامج يومي نكون في حضرته بعد أن يعرف أخبارنا ويوزع المهام على جميع الأطفال في الأسرة الكبيرة بصفته هو رب هذه الأسر الممتدة ... وبينما نحن نعاني من سخونة السمن الممزوج بالشاي إذ يقدم شاب في مقتبل العمر تبدو عليه سيماء التجارة ... بعد السلام والواجب بقول بصوت منخفض ولكننا نسمعه " يا سيدنا عندي مشكلة مالية وأموال استندتها من إخوة لي ومن المفترض أن أقوم بسداداها ولكن كما تعلم الحواشات لم تنتج بالشكل المطلوب وأنا ملزم بالتسديد ........ يوقفه جدي ويقول له كم من المال تريد يحدد الشاب مبلغا لا أذكره يقول له جدي : ايكفيك هذا الحمار إن بيع ، يبتسم يقول يكفيني ويزي ........ نندهش من بيع هذا الحمار ونكاد نعترض على هذاالقرار ولكن كان للرجال قيمة فلم نستطع مواجهة ا لأمر .... كلنا أحزان عندما قاد هذا الشاب الحمار من رسنه إلى السوق ليحل مشكلته بعد أن تعقدت مشاكلنا نحن الأطفال .... ذهب الرجل بعيدا أحس جدنا بحزننا وأدرك تماما ما نحن فيه وقال : " مالكم يا أولاد زعلانين" ، قلت له أنا " يا جدي الهدية لا تهدى ولا تباع" قال بصوت ساخر : " دة كلام مدارس ، الهدية دي بقت حقتك ولو ما حليت بيها مشاكل الناس شن فائدتها " ... لم ندرك هذا الجمال إلا بعد سنين ............
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة