حركة الصورة وسرعة الايقاع

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-02-2024, 09:24 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2008م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-04-2008, 10:58 AM

Shaker Hamid
<aShaker Hamid
تاريخ التسجيل: 10-05-2006
مجموع المشاركات: 765

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
حركة الصورة وسرعة الايقاع

    حركة الصورة وسرعة الإيقاع



    في قصيدة (( هو والحســـناء))







    في رحاب عصر نعيشه كُسرت فيه طاقة الخيال وغابت عنه أطياف ليل تحركت في ظلامه الأحلام ذاك الظلام الغامض الذي لم يكشف مستوره ضوء صناعي أو نور.



    في ظل عصرنا هذا نحسب أن ما كان يصوغه الشاعر المبدع وما تشكله قريحته من خيال يهزمه جهاز مرئي يستخدم في صورته لغات جديدة حيث تتحول الكلمة إلى نبض حي وتشكيل وموقع وزمان ، وتنطق شاشته بجمال فتاة فاقت قدرتها بإمكاناته كل خيال فأضحى ما تراه العين أشمل وأقدر مما يتصوره الخيال ، وأضحت عيون المها التي كانت بين الرصافة والجسر والتي كانت تجلب هوى شاعرها من حيث يدرى ولا يدرى من حيث يشعر ولا يشعر محدودة الأبعاد والأركان ، أضحت تلك العيون التي انتشى بها شاعرها وانتشى معه المتلقي متخيلا حدودها بمنطق رغبته وحبه وأحلامه بواقعه وخياله .



    في ظل هذا الموقع الذي يأخذ المتلقي من وجوده المعاصر مرتدا به إلي زمان بعيد حيث المكان غير المكان والناس غير الناس يكون للعجب مجال وللغرابة موطن حين نجيب عن سؤال كيف ساوق إحساسنا إحساس المنخل وتحرك وقعنا تحرك إيقاعه للبحث عن هذه المساوقة بين عصرين حديث نبدأه بإبداع شاعر جاهلي قديم في بحث من الممكن أن نضع له عنوانا معاصرا أي نجعله في ثوب المحدود، حيث كانت الأمور فيما مضي بغير حدود فنقول : هو والحسناء والضمير يرتد ألي شاعر جاهلي نقرأه الآن هو(( المنخل اليشكرى ))



    يقول المنخل ونحن ننصت إليه غير ضائقين بعلميته فدلالتها من دلالة أحداثها وقيمها وصنيعها لا من تشكيل حروفها ووقع أصواتها :







    إن كنت عاذلتي فسيري نحو العراق ولا تحوري



    لا تسألي عن جل مالي وانظري كرمي وخيري



    وفوارس كأوار حر النار أحلاس الذكــــــــــــــور



    شدوا دوابر بيضـــــهم في كل محكمة القتيــــــر



    واســــــــتلأموا وتلببوا إن التلبب للمــــغــــــــير



    وعلى الجياد المضمرات فوارس مثل الصــــــقور



    يخرجن من خلل الغـبار يجفن بالنعــــــم الكثــــير



    أقررت عيني من أولئك والفـــــــوائح بالعبيـــــــر



    وإذا الرياح تناوحــــت بجوانب البيت الكـــــــبير



    ألفيتني هش الــــــيدين بمري قدحي أو شجيري



    ولقد دخلت على الفتاة الخدر في اليوم المــــطير



    الكاعب الحسناء ترفل في الدمقس وفي الحــرير



    فدفعـــتها فتدافعــــــت مشي القطــــاة إلى الغدير



    ولثمـــــتها فتنفســــت كتنفـــس الظبي الغــــرير



    فدنت وقاـلت يا منخل ما بجســـمك من قــــرور



    ما شف جسمي غير حبك فاهــدئي عنــي وســيري



    واحــــــبها وتحــــــبنى ويحـــب ناقتــــها بعيرى



    ولقد شربت من المدامة بالصــــــغير وبالكـــــبير



    فإذا انتشـــيت فإنــــني رب الخور نق والسد ير



    وإذا صـــــحوت فإنني رب الشــــويهة والبعــير



    يا هنـــــــد من لمــــتيم يا هنــــــد للعاني الأسـير



    يعكـــفن مثل أســـــــاود التنــــوم لم تعكــفن بزور







    في ركب هذا النص السابق يسأل القارئ المعاصر عن غربة ندرة من الألفاظ لو أدركها أدرك مها سياق النص فهو باحث عن كنه دلالة ((أحلاس الذكور )) ليعلم أن المقصود بها فرسان الخيل الملازمون لظهورها ، وعن كنه كلمة (واستلأموا))



    ليدرك أنها تعنى لبس الدروع وعن كنه كلمة ((تلببوا)) ليدرك أن مرادها تخرموا وليس ببعيد أن يسأل عن مراد(( يجفن)) ليدرك أنها تساوى يسرعن وان المقصود بالرياح التي تتناوح أي التي تهب من كل ناحية واتجاه وقد يتلبث في الطريق ليعلم أن ((الخورنق والسدير)) من خلال موروث ثقافي تاريخي قصران لملوك الفرس عجيبان كوفئ بانيهما بالقتل حتى لا يفكر في بناء مثيل لهما .وقد يقف القارئ أمام السك اللغوي الذي عبر عنه الشاعر بلازمة ((الصغير والكبير)) ليدرك أن المقصود بهما عملتا المال التي تتراوح بين الصغر والكبر وهي الدرهم والدينار وقتها ، وقد يركز على ثوب فتاته التي رفلت به ليدرك أن ((الدمقس)) هو الحرير الأبيض يبحث القارئ عن هذا لعله يجزع من اتساخ له من خلال مدافعة الشاعر للفتاة إلى الغدير.



    أمامنا عمل شعري سهل المأخذ واضح المعالم رغم غربته الزمنية عن عصرنا وبعد الشقة بيننا وبينه ونحن أمام نص كتبه شاعر مبدع بإمكانه أن يكون فنانا شاملا معاصرا أدرك في عطائه دور الحركة الفنية في الأعمال المصورة بالكاميرا فالنص برشاقة وسرعة حركة يرسم وينسج صورة فنية تتآزر فيها الطبيعة بأشيائها ، خلل الغبار والرياح والمطر والخدر والغدير والخيل المضمرات والفوراس اللائى مثل الصقور والقطاة والفتاة الجميلة والظبي اللاهث بعد مطاردة تتآزر الطبيعة لصالح طرفين شاعرنا الفارس الكريم وفتاته الوجلى أو بمعنى اشمل لصالح شيئين الواقع والخيال،الحقيقة والوهم،العبث والجد،السطوة والضعف الرفعة والضعة،العدم واليسر،اليقظة والانتشاء،فالطبيعة في كل ما سبق هي (الكادر) الذي يحقق الثنائية بين هذه الأشياء .



    أي عمل هذا الذي يفصح عن نفسه ؟ لمن هو ؟ والي من ؟



    أنه لمتيم عان ، لاه عابث انفرط عقد المال من بين أصابعه كما يقول لفرط كرمه وامتداد خيره وكما يضيف القارئ من استبطان نصه – للهوه وعبثه . إنه لفارس يستدعى محبوبته في ختام إبداعه ، أي في قمة ارقه وتوقره وهو بين الحلم واليقظة قائلا : يا هند من لميتم *** يا هند للعانى الأسير



    نحن أمام فتاة تسمى ((هند )) تقرب وتدنو أحيانا من الشاعر ، وتبعد وتنأى أحايين ومن هنا كانت الاستغاثة بها ومنها مؤشرا يوحي بكونها ارق الشاعر وهمه ومطمحه . ترى أكانت هند بحسها وجسدها الرغبة والمطلب أم كان تحقيق الغايات لديه الهدف والمرام ‍‍‍‍‍‍‍.



    دعونا نفتش عن أسرار الداعي والمدعو المستغيث والمغيث .إن الداعي شاعر جاهلي لم تذب صورته أمام مناكر الأيام وصروف الزمان .



    تقول المصادر الأدبية عنه بأنه المنخل بن مسعود بن عامر بن ربيعة بن عمرو اليشكرى . وبأن نصه مودع مستأمن عليه في ديوان ((الحماسة )) لأبي تمام ، وبأن الشارح والراصد الأول لحركة مفرداته هو الخطيب التبريزى ويقول ابن قتيبة عنه في كتاب ((الشعر و الشعراء )) بأنه كان شاعرا جاهليا قديما ، وأنه كان صاحب قصة مشهورة مع هند أخت ((عمرو بن هند )) وهو عمرو الذي يحدثه شاعر المعلقات عمرو بن كلثوم مخاطبا إياه في معلقته قائلا له :



    بأي مشيئة عمرو بن هند ***** تطيع بنا الوشاة وتزدرينا



    وتؤكد القصة كيف كان المنخل يشبب بهند هذه وهي عمة النعمان بن المنذر والتشبيب في حق نساء الملوك والأمراء خطير ينحرف عن العرف والمألوف فكيف به إذا تمادى في التشبيب بها وطغى وترك العمة ليتهم في امرأة النعمان نفسه وكانت تسمى (( المتجردة)) التي تقول المصادر عنها بأنها كانت سيئة الخلق اتهمت في المنخل وأنجبت منه وقد كان يخلو بها في غيبة النعمان إلى أن اكتشف أمره فقتل.



    إنها قصة حياة مشهورة مؤكدة نخرج منها ومن نص صاحبها بأننا أمام ملامح لشاعر،زمانه العصر الجاهلي ، مكانه على مقربة من مواقع المناذرة ، أي من موقع بين بين فلا هو قد اتخذ من البادية عمقا ولا من الحضارة متنفسا وأرضا، يقال عنه بأنه جميل المنظر صاحب لهو وعبث أخذت المرأة منه نصيبا كبيرا وقد أسلمه ذلك ألي نهاية مأساوية خليقة بأن تجعل منه رمزا لموقف واتجاه .هذا هو المنخل الذي كانت نهايته في الطريق إلى ((هند )) ولو كانت هند شبيهة ((صنعاء)) لكان الطريق إليها محتوما وإن طال السفر لعل مكثنا أمام النص المنقول الآتي من التاريخ يحكي لنا بوضوح كيف كان الطريق وكيف كانت الغاية أن تقبلا معاصرا وإلفا محمودا لما يدور في هذا الزمان يعتبران دليلا على ظمأ المتلقي إلي شئ من روح هذا العصر والرغبة في عودته وعودة أمثال هؤلاء الفوارس في هذا الزمن المصنوع الذي تعرى فيه الإنسان وتوارى وراء قناع المذهب والمنفعة والآلة . شاعرنا المنخل لا يعرف له ند أو نظير ولا يجاريه في الوغى مُجر ولا يشق له في الهيجاء والحب غبار . شاعرنا بإمكانه أن يخاطب الناس قائلا : إن كان هناك شك في قدرتي وطاقتي وشجاعتي وقلة موردي ومالي وحيلتي وهذا لن يكون فتوجهي يا لأئمتي وعاذلتي صوب العراق غير سائلة عني، عن كرمي وخيري ، وإلا فأنت لست بصاحبة لي ، وإذا كان الشك قائما في التصور فكوني في مجرى طاقتي وقدرتي فالشك معي ليس له مجال لن يشك في فوارس واحدهم كالنار ، رجل ملازم متن فرسه ملازمة الأبد مرتديا زي الحرب متسلحا بعدتها ، رجل من قوم إذا ما تأهبوا للإغارة خرجوا لها وانتفضوا يشقون الغبار من علي متون خيل مضمرات متجردات وأصحابها للقتال . سرعة وقوة ، كرا وفرا .



    وقد يسري في خيال المتلقي المعاصر الذي يتتبع بأس هذا الرجل أنه مخلوق للقتال وحده ومن ثم فقد جفت ينابيع الوجد في قلبه ، وهذا أمر غير جدير بالمنخل الفارس فالحب لديه قرين البأس وصنوه ، والغزل والبـأس وجهان في بيئته البدوية المكشوفة لعمله واحدة لا زيف فيها .



    شاعرنا المنخل في هذا النص أطلق طاقة وجده وشوقه كي تكون معادلا لبأسه وفروسيته ليتابع من خلال رحلته علاقة حب مركبة عبر عنها المكان والزمان والإحساس علاقة وصيفة وجدانية قل نظيرها في الآداب عربية وغير عربية .



    فالفتاة في خدرها المكنون الذي من شانه أن يقوم بسترها يمر عليها شاعرنا ذو البأس في يوم ممطر يختبئ فيه القوم غب المطر فتبقى الطبيعة وحيدة خاليه دون ناس اللهم إلا الشاعر والفتاة وبعيريهما هذه الفتاة يخرجها المنخل من مكنونها دافعا إياها إلى حضن الغدير محاولا تقبيلها فترتعش له رافضة في خجل مسلمة دون وعي وجهها لقبلة تحيل برودة الكون الممطر البارد الى وهج من حر النار .



    هنا في هذه اللحظة تختلط الحدود والأشياء يلتحم الشاعر بالطبيعة يلتقي المطر بالغدير كما يلتقي المنخل بفتاته هنا تصبح الطبيعة جزءا من النفس والنفس جزءا من الطبيعة ويستحيل الكون الى شئ واحد ويكتمل أمر الصورة الفنية أو الكادر الفني لتتآزر علاقة الحب في الوجود بعلاقة أخرى فريدة تؤكد هذه الوحدة وذاك الامتزاج حيث تصبح الناقة وهي حيوان في ظل طرف آخر من خلال حب وتحنان هذا الطرف الآخر هو بعير الشاعر .



    هنا في هذا الكون وهذه اللحظة يبين أن النماء والإخصاب قوامهما التضاد ويلاقي المتنافرين المطر والغدير ، الرجل والأنثي ، الناقة والبعير



    لقد كفي المنخل القارئ المعاصر حيرة الاختيار ، لأنه من زمانه السحيق خاطبه بلغة الآن ، ومن ثم كان القبول والالتقاء ، فليسعد ذلك المخرج السينمائي في تشكيل كادره من المنخل حيث أعطاه المطر والغدير ، وخلل الغبار وحركة المضمرات وهزيم الرياح وفتاة تجفل من فتي ، تتحرك من ستر الى ظهور ومن خدر الى الغدير ، كما منحه ناقة يميل الى هواها من طرف مضاد مغرم من صنف البعير .



    إن الشاعر حين يقول قديما :



    وأحبهـــــــا وتحبـــــــــني



    ويحـــــــــب ناقتها بعيري



    مؤكدا وجود علاقتين في الجوى والحب ، علاقة الحب الإنساني ومعها وذاك هو الطريف الجديد علاقة الحب الحيواني يذكرنا ذلك بالكادر الفني البارع الذي صنعه مخرج هوليود في أفلام رعاة البقر والغرب الأمريكي ، حيث تأتي البطلة من أقصى اليمين ممتطية صهوة جوادها والبطل من أقصي اليسار ليحتضن البطل فتاته في حب ويلتقي الجوادان الى أن يلتصق أنف هذا بذاك في علاقة حسية حميمة ، وأظن أن هذه اللقطة حين شكلت على هذا النحو الطريف اعتبرت شيئا محسوبا لهذا المخرج السينمائي ، وإضافة من إضافاته مع أن هذه الإضافة لم تضف كثيرا الى ما شكله المنخل اليشكرى من قديم الزمان . النص رقم قدمه فيه هوى المعاصرة وروحها ولن أغالي أبدا إذا قلت وفى المعاصرة شئ من هوى الموروث .



    لعبة فنية ثرية ، أو قل عبثية شاعر وحياة تآزرت فيها دلالات اللغة والصورة والصوت والإيقاع لتفصح عن شعر مرئي لا مكتوب ، لعبة فنية أنتجت عملا ناهضا قديما حديثا للشاعر الجاهلي المنخل اليشكرى






    شاكر حامد ابوزيد



    السكرتير الثقافي لفرقة المسرح السودان بالرياض
                  

11-06-2008, 10:12 AM

Shaker Hamid
<aShaker Hamid
تاريخ التسجيل: 10-05-2006
مجموع المشاركات: 765

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حركة الصورة وسرعة الايقاع (Re: Shaker Hamid)

    هذا هو الفن فى زمن الحريات


    كابوس العصر كابوسا اشتر
    لاوى زراع اطفالنا ونحن
    كاسر فوق الارص نزيف
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de