|
كشة من الطابق رقم مية !..
|
خط الاستواء عبد الله الشيخ وصل نفر من ( اهل العوض ) الى بلاد البترول ، وانسربوا بين العمارات الباذخة بحثاً عن الرزق .. استضافتهم احدى جمعيات السودانيين فى الطابق رقم مية.. وضعوا رحلهم ، وتلقوا النصائح والتوجيهات ..كيف تزوغ من الكشة ، وكيف تفتش الشغل ، واهم حاجة تجتنب ركوب الاصانصير ، لأن فيه كاميرا لاصقة ، وناس الكشة مرات مرات يقيفوا فى الباب.. الخ .. الخ.. نزلوا فى ضحى اليوم التالى للبحث عن عمل ،وقد صاروا قوماً دون ثقة فى مايسمى الاصانصير ، ، ( ناس سلالم وبس )!.. ساخت اقدام اهل العوض بين العمارات الطويلة .. جربوا كل حيلة فى الحصول على الرزق المكتوب ، قرروا اخيراً العودة الى الجمعية فى الطابق رقم مية .. وماركبوا الاصانصير .. خوفاً من الكشة .. صعدوا طوابق العمارة الشبيهة ، ونزلوا .. صعدوا سلالم اخرى شبيهة ايضاً وما وجدوا الجمعية فى الطابق رقم مية .. فى العمارة الثالثة الشبيهة ،فى الطابق رقم ثمانين.. تحدث عاقلهم وكبيرهم عن خبر له وجهان، وجه فيه البشارة ، والوجه الآخر فيه النذارة ،، بانهم سيتسلقون سلالم العمارة الرابعة .. قال كبيرهم :ــ نحن فعلاً وصلنا الطابق رقم ثمانين، هذه بشارة ، لكن دى ما ياها العمارة ( حقتنا)!.. نزلواالى الطابق الاول يبحثون عن المعية فى الطابق رقم مية فى العمارة ( حقتنا)! .. نترك اهل العوض فى بحثهم المضنى عن العمارة ( حقتنا)، فهناك اهل كنانة ايضاً يبحثون عن العمارة !..فبعد ان تسلقوا سلالم الحلول ووصلوا الى الطابق الاعلى ، المتمثل فى صياغة الموجهات .. تراهم نزلوا الى الطابق الاول لمشاورة امام الباب الثانى مع ( المتخلفين عن الاجماع ) .. العبارة التى بين قوسين ، رسمتها هكذا انامل الرسام ، معنى هذا ان الرسام يرغب فى استيعاب المزيد من التوضيحات الى التوضيحات ، وارشادات تستتبع الارشادات ، واقتراحات تتضمن فى الاقتراحات .. مع ان هذه المشورة كان يمكن ان تتم منذ البداية ، الاان اهل كنانة ارادوا مايريده الرسام من تصورات فى لوحته .. ثم ان على المشاركين فى المؤتمر ان امسكوا بباب الجعية فى الطابق رقم مية ، عليهم ان يستعدوا لتسلق سلالم الدوحة ،وألا ينسوا الكشة ، التى يمثلها لويس موريس القابع وراء البحار ، يرسل اشارات المطالبة بسريان العدالة الدولية .. قلبى مع اهل العوض .. ليتهم حزموا امرهم منذ البداية ، أما الآخرين فهم على ما هم عليه، فى حالهم المعروف والموصوف لايؤمنون إلا بما يرسمه الرسام على الخريطة .. والرسام معروف .. سيعود اهل العوض الى السودان ( إذا مد الله فى الآجال ) ! بالكشة اوبغيرها .. ولكن كيف يعود اهل السودان ؟ الرسام الجليل الذى جرب كل هذه الطرائق فى الصعود والهبوط وركب الاصانصير ..كيف يرسم ما يتخيله ؟ فبعد كل محفل دولى يلتئم للمفاكرة فى حلول الازمة السودانية يحدث ما لا يشتهيه الرسام. . وحتى هذه اللحظة يتحسر الرسام على نقض العهود من قبل المانحين بعد توقيع نيفاشا ..لكنه يأمل فى ثمار دوحاوية .. .. لكن الحقيقة التى يجب ان تقال للرسام هى ام لافرق بين اهل واهل ..كما دفع اهل العوض الثمن فوق سلالم العمارات البترول بحثاً عن الجمعية والطابق رقم مية ، لابد لهذا الرسام الجليل ان يدفع ثمناً.. ان كان الرسام على استعداد ( يقبل جازوا ) فى هذا الاتجاه كان بها .. وان لم يقبل فان عودة اهل السودان وعودة الميرغنى وعودة المسيح ، قد تتأخر قليلاً!.. و( إذا مد الله فى الآجال) حتماً يعود اهل السودان ، بلوحتهم كما تخيلها الرسام .. حتماً يعودون .. بالكشة ، او بغيرها !..
|
|

|
|
|
|