الفكرة الجمهورية - ركن نقاش

Quote: فالهوس الديني والهوس العروبي اللي كتب عنو الأستاذ في كتاب مشكلة الشرق الأوسط وفي التحدي الذي يواجه العرب، أهو هسِّي المسيطر على الإعلام إذا كان في الجزيرة، إذا كان في العربية، إذا كان في بعض الصحف العربية اللي بتصدر في لندن زي القدس العربي وخلافه، دا الخط بتاعها. الإسلاميين والعروبيين بكل تهوُّس بكون عندهم الليلة رأي وبكرة رأي آخر، ومستمرين في غيهم. والشعوب لأنو صوت الوعي ما موجود بِتُساق يعني سوق، لأنو الإعلام قوي وإنتا ما عندك مادة في ذهنك غير ما يطرحوهو عليك من يسموا أنفسهم الخبراء والمحللين، اللي هسِّي ظهروا في كل فضائية في العالم. أنا الإستوقفني أنو نحنا كأصحاب فكرة وعندنا منهاج في التعبد وفي التفكر، مرات بنجد نفسنا أننا انجذبنا لحججهم لأنو اتضح أنو غيرها في السوق ما موجود شيء. ودا الشيء المؤسف يعني. فحقو نحنا يكون بيناتنا من الحوار ومن المعرفة ومن اللجء لي الله أنو يهدينا السراط المستقيم يعني. ويدينا الفكر الصواب دايماً ويجعلنا نلتزمو ويجعلنا يعني معصومين من الإنجراف وراء الحجج بتاعة الهوس الديني اللي خاتَّها كمؤامرة بس لسوق الناس بس. أنا ضربت مثل بقصة أبو غريب اللي ظهرت في الصالون. أبو غريب زي ما قلت في الجلسة الفاتت أنو المعلومات عنها أخرجوها أمريكان، وما أخرجها أي شخص آخر، والإحتجاج عليها طلع من الأول في أمريكا، وتمت محاكمة الناس ديل واتضح أنو دا عمل خارج عن القانون بيحصل في كل مجتمع؛ النظام لا يوافق عليهو، والقانون لا يوافق عليهو. لكن الأنظمة اللي بتسمي نفسها إسلامية بتعمل في أعمال بعيدة جدا جدا، بالنسبة ليها ما تم في أبو غريب يعني يُعتبر "مناظر" بس. [وليس الفيلم]. فـ دا برضو ما حقو نحن ننساق وراء الإعلام المهووس. يكون عندنا موقفنا ويكون عندنا ما يُثبِّتنا يعني لمَّان يجولوا الناس كدي وكدي زي ما قال [المادح]. المواقف اللي بتقيفها هسع الجبهات المهووسة. مثلا السودان. السودان مثلا هسع كأنو إعتمادو الأساسي لسندو في النواحي الدبلوماسية والسياسية، أو حتى الإقتصادية مع الصين وروسيا. ديل الدولتين الشيوعيتين في العالم، فبقى ديل سندو هسِّي. السودان من دون دول الأرض كلها، جلس البرلمان بتاعو ليؤيد غزو روسيا لجورجيا. السودان بيتكلم عن الدين وعن الجماعات الإسلامية المضطهدة إذا كان الموضوع السياسي بيخدمهم . كتبنا كتاب "فتنة إيران" و "الخميني يؤخر عقارب الساعة" في الوكت دا هم الذين أدخلوا الفكر الشيعي في السودان وكان بيظاهروا في الشارع ويقولوا "إيران في كل مكان" وعملوا المعارض لأصدقاء الثورة الإيرانية؛ جابوا كتب الخميني وكتب الشيعة والدستور الإيراني؛ هم اللي أدخلوها في السودان. لمَّن مشت لي قدام واتضح ليهم أنو في مصلحة داخلية مهووسة ليقيفوا ضد الشيعة بدأ حتى العندو أي ميول شيعية يجيبوهو ويحاكموهو، ويتوِّبوهو، مثلا. لكن هم نسوا أنهم هم اللي أدخلوا الموضوع دا في السودان. جماعتهم مثلا في فلسطين هم أصدقاء للشيعة. هم بيدعموا حماس وبيدُّوها معسكرات في السودان، وبيدوهم دعم مادي وبيدوهم دعم دبلوماسي وكل شيء؛ حماس علاقتها وثيقة جدا جدا مع حزب الله الشيعي، علاقتها وطيدة جدا جدا مع إيران. فـ إنتا ما بتعرف أنو هم مواقفهم دي سندها شنو في الدين، لكن هم جماعة متخبطة للدرجة اللي أنو البرلمان السوداني يؤيد [الغزو الروسي]. أنا ما سمعت أنو البرلمان الروسي جلس أيَّد حكومتو في غزو جورجيا. قد ما يكونوا معترضين عليها تماما. بالمعنى دا هم بيقيفوا المواقف اللي تخدم مصالحهم السياسية بغض النظر عن أي موقف مبدئي، يلزمه يعني الإسلام أو الوقوف مع الحق. فتخبط زي دا لو الناس مشوا عددوا نماذجو لا حصر لها، لكن أهو دا الشيء اللي الناس بشوفوهو. السودان مثلا ـ الحكومة المهووسة دي ـ أيدت غزو صدام حسين للكويت. فـ إنتا ما ممكن أصلو يخالجك شك في أنو بيقيفوا المواقف لأنو الحق والعدل بيقتضيهم، لكن بدا ليهم أنو ممكن هم يستفيدوا اقتصاديا وسياسيا من وقوفهم مع صدام حسين؛ لكن مبدأ أنو دا شعب أُخرج من أرضو، من أميرو لغفيرو من بلدو، ما عندهم هم في الموضوع دا أي مشكلة. فـ بيدينو لمَّن تكون المصلحة السياسية وبيؤيدوا لمَّن تكون مصلحتهم السياسية لكن موقف الله والرسول وموقف الحق دا ما عندهم فيهو مجال. فالناس برضو يدُّوا المسألة دي اعتبار في تقييمهم للأشياء. في كلام من أبو بكر بشير عن موضوع أوكامبو وقال أنو ما بيعتقد أنو الناس يعني يؤيدوا قصة أوكامبو؛ أحسن السودانيين يحاكموا حكومتهم. قال لي رأيك شنو؟ والله دا يكون وضع أمثل لو السودانيين بيقدروا يحاكموا حكومتهم، لكن السودانيين اتضح أنهم ما بيدهم شيء مساكين، ما بيقدروا يحاكموا شخص وما بيقدروا يقتصوا من أي شخص، ودي حكومة باطشة، وحكومة بتستغل الدين يعني أبشع استغلال وبتقتِّل في الناس. العالم وجد نفسو أنو بيشاهد في موضوع ما عندو نهاية في التقتيل والتشريد، وكل صور الشيء الحاصل في دارفور واللي كان بيحصل من قبلها في الجنوب بإسم الدين.. فالعالم وجد أنو عندهم تجارب لمَّن شافوا في موضوع رواندا كيف القبائل قتَّلت بعض، وفي مناطق أخرى في زي مثلا في بوسنيا كان في التطهير العرقي. فبعض الضمائر العالمية قالت إنو نحن ما ممكن نقنِّب قوة عالمية تتفرج على مثل هؤلاء الوحوش يقتِّلون. [قطعة في الصوت]. فنحن ما بنقدر، نحن الشيء الحصل دا [المحكمة] ما كان لينا فيهو يد، ما كان اقتراح، لكن نحن ما بنقدر نقول للناس أنو والله الشعب السوداني يحاكم الجماعة ديل، لأنو ما بقدر؛ عمليا بيعرف أنو ما بقدر، وأنو القضاء السوداني دا صفوهو تصفية تامة، والإعلام السوداني حارسنو خاتِّين ليهو هسي كل زول رجل أمن في مكتب في محل الجريدة عشان يسنسر اللي بتكتب إيش، وفي [هناك] توجيه للإعلام، فـ إنتا ما ممكن تطالب بأنو الشعب السوداني يحاكم الجماعة ديل لأنو ما بيقدر عملياً! وما بتقدر تقول للعالم العندو نزعة أنو حيثما أقام فرصة لإقامة العدل وحماية الضعفاء، تقول ليهم والله إنتو كدي ما تتدخلوا أدونا فرصة برانا. فـ دا الوضع اللي فيهو الناس اليوم. دا الوضع اللي نحن فيهو. الوضع الأمثل لو كان في محاكمة داخلية ليهم. لكن ... هسع مثلا في إسرائيل قبل فترة رئيس وزراء إسرائيل كان متهم بفساد مالي. ومع أنو إسرائيل محاطة بالأعداء إحاطة السوار بالمعصم كما يُقال، لكن مافيش إعلام إسرائيلي قال لأنو نحن محاطين بالأعداء ودا بيصب في مصلحتهم [مصلحة الأعداء] ولا صوت يعلو فوق صوت المعركة، لذا ما نحاكم الشخص دا! طوالي يعني بيجي البوليس يحقق معاهو وكان دا الموضوع المطروح. بتاع جنوب أفريقيا مثلا الحاكم، رئيس جنوب أفريقيا، يعني في قمة نشاطو ويتوسط ويجي السودان ويمشي كينيا، حزبو صوَّت ضدو وإتنازل وسلَّم لرجل غيرو، والحياة بتمشي. ليه القصة دي بتاعة السودان أنو يطلع رئيسها ذاتو البيقتِّل في الناس ومُتَّهم بالتقتيل يقول: "إذا إنتو حاكمتوني أنا بتكون في فتنة زيادة" كأنو "أنا بقتِّل زيادة"؟! ودا ذاتو من منطلق الدين الإسلامي: عمر لمَّن قال للناس في المسجد: "أسمعوا وأطيعوا"، قام واحد من المصلين قال ليهو: "والله لا نسمع ولا نطيع حتى نعلم من أين أتيت بهذا اللباس الطويل!" فقال ليهو قم يا عبد الله [إبن عمر] وخبِّرهم. معنى الكلام القالو ليهم أنو أنا القماش الأعطوني ليهو قصير والأعطوهو لأبوي قصير فأنا أديت حقي لأبوي ولذلك عمل القماشين ديل لباس واحد. فقال ليهو: "قل الآن نسمع ونطيع"! فإذا كان هو حاكم ديني مُسمِّنو رمز السودان وسيادة السودان وكل الكلام دا ليه. هو بيمثل مين؟ هو جاء بانقلاب عسكري، لا يمثل السودانيين. ضدو جبهة البجا، ضدو الجنوب، ضدو غرب السودان، ضدو شرق السودان، والناس حاربوهو فهو بيمثل في مين عشان يسموهو رمز السودان وأنو هو كدا؟ هو هسِّي بس داير يقول "إذا حاكمتوني أنا بس بقلب التربيزة دي في وجه الناس". دا كل موضوعو. فـ الشاهد في الموضوع أنو نحن، الشعب السوداني لا يستطيع أن يحاكم هؤلاء المجرمين. العالم داير يقول إنو نحن ما بنسمح أن يتم العمل دا في مراقبتنا كما تم قبل كدا وندمانين على ما تم ولم نتدخل فيهو ولذلك لن نسمح بالموضوع دا. الدول دي في نظام عالمي يحاول أن يكون في محكمة دولية في نظام عالمي يمنع مثل هذه الشوشرة وهذا الإعتداء على حياة الناس وحرياتهم..