والمـــاء إذا تنفّــس

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-08-2024, 10:48 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2008م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-20-2008, 04:23 PM

مدحت عفيفي
<aمدحت عفيفي
تاريخ التسجيل: 05-27-2008
مجموع المشاركات: 191

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
والمـــاء إذا تنفّــس

    المشرَّدون يغسلون أمعاءهم في مياه المجاري
    والضحايا يترسبون بقلب المدينة – الأم
    والرجال المهمون يلوون أعناقهم للضراعات


    (من كان ذا بَطَرِ وأحس بالجوع يلوي أمعاء الآخرين، حريٌّ أن يُقال له شاعر).

    إنّه الشاعر (محدود الصيت) الأديب المترجم سيدأحمد علي بلال، هو وليس سواه يحس بالآم الآخر، دامغاً شاعريته بكل ماحوله، هو الإنسان كثيف الحضور، غزير المعاني، نضِر العبارة، رقيق الاسلوب، دقيق التصوير، مستشف من كلّ شيء جمالا، قادتني إليه دروب المعارف في صدفة هي الأميز في هذا العام، وقع ديوانه (والماء إذا تنفّس) تحت يدي، وأنا أطالع صفحاته شعرتُ عميقاً بأني أنتقل شيئاً فشيئا في عوالم أخرى يلفها الأبداع الكتوم الخجول. يسقيك من خمرة معانيه فيضاً حتى ترتوي فيسبغ عليك سكرة النشوة، فتدرك بسرعة أنك أمام مروّض للكلمة. سيدأحمد بلال يحس الجمال في أي شيء وفي كل شيء، ينحاز لطبقة الكادحين والمهمشين والمسحوقين، تدفعه تأملاته إلى إستخلاص الصور الشعرية الجمالية حتى من المركبات العامّة :

    صديقي المّحمل بالورق
    والمبلل بالعرق
    يبدو وسط الزحام عند مدخل الباص
    وفي الممر بين المقاعد
    يدٌ للحقيبة
    ويد للمساند

    ينتمي شاعرنا إلى قبيلة المثقفين ومن غيرهم أولئك الورّاقون؟؟ الذين ارتضوا لنفسهم ريعاً جباناً من أجل هدف أسمى هو نشر المعرفة، سيدأحمد بلال يحس بهم ويهدي إلى جميع الورّاقين السودانيين قصيدة (العودة إلى أول السطر) :

    يعود ورّاقٌ إلى أول السطر
    أو إلى فضاء لوحته
    لأداء الصلوات الجميلة
    والسجود فوق الغمامة
    وإرتداء العمامة
    وإنقاذ لحن من النسيان

    والذي يميز شعره، خصيصة التجوال بين ضروب الفن المختلفة وإتجاهاتها المتشابكة، فهو إذن جمالي تقوده ذائقة سليمة معافاة من الشوائب والدنس، لم يعترِ رهافة حسه لغو النشاز، يقول في أمر الموسيقى :

    الموسيقا لا تقول كلاماً
    ولكنها تردم الهاوية
    الموسيقا لا تقول كلاماً
    ولكنها تفتح الطرقات
    مابين مركز القلب وأطرافه النائية

    ينفعل شاعرنا بكل الأحداث الإنسانية، وله مواقف مشرقة تجسد عدم الخنوع وبيع الضمير اللذان صارا سمة من سمات المتشاعرين، وقد انفعل بقضية الأستاذ الشهيد محمود محمد طه، وصاغ رؤاه حولها في قصيدته الخالدة (محمود محمد طه يضع واو العطف بين الإسلام والسلام):

    ساحة المعجزات تتشح بالثوب الأبيض
    سبع بلحات ووجنتان مغسولتان بندى الفجر
    تكفي للذكرى...
    في تقاطع شارع محمود محمد طه بشارع الحرية
    ينتصب ثدي الحقيقة
    حيث تتحول الدماء إلى حليب
    ويرضع العائدون من صحراء الروح حتى الفطام
    حاول أن يضع صارية السودان على خط إستواء القلب والعقل
    بعد أن وضع واو العطف بين الإسلام والسلام
    لكن الكهنة إنعطفوا بواوهم على العنق

    تنقل الشاعر بين مدارس فنية متعددة، تلاحظ هذا جليّاً في أشعاره، كما إنه إرتاد ضروباً مختلفة من ضروب الثقافات، وفي باب الرثاء يقول في قصيدة (مزاح) والتي يهديها لروح صديقه كمال شنان :

    أغلب الظن
    إنّه كان معظم الوقت
    يمزح مع الموت
    وأظنه الآن في الأبدية
    مازال يمازحه
    بعد أن تبخر الوقت

    هذه سياحة مقتضبة عجلى لعوالم مختلفة من عوالم سيد أحمد بلال الشعرية تمايزت بين المشرّدين والإحساس العميق بهم، وإستخلاص البيان الجمالي من الطرقات والمواصلات والموسيقى، والمهن الهامشية التي لا تُسمن ولا تغني من جوع، والرثاء بالإضافة للإنشغال بقضايا الفكر والمفكرين.
    بعدها يستوقفك العالم الأكبر لشاعرنا، عالم الحب والصبابة ولندلف هذه السياحة ونحكم ببصرنا وبصيرتنا.
    فكيف هوالحب في شعر الأستاذ سيدأحمد بلال ؟؟؟
                  

10-20-2008, 04:28 PM

مدحت عفيفي
<aمدحت عفيفي
تاريخ التسجيل: 05-27-2008
مجموع المشاركات: 191

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
والمـــاء إذا تنفّــس (Re: مدحت عفيفي)

    الحب في شعر الأستاذ سيدأحمد بلال


    لجسدي تقاليده...
    ولقلبي مواعيده...
    والحديث عن العشق مازال حياً...
    على هامش الممكنات أبصرت قوس قزح...
    يعبيء ألوانه من شبابي!!!
    فتخرج من نوافذ البحر نساءٌ ودودات...

    هكذا يفتتح الشاعر قصيدته قوس قزح بين نخلتين، ولمهجسي دلالات العناوين مثلي حيرة الوصف عند تقاصر اللّفظ وأنشداه المعاني. فللجسد تقاليد ليست عصية على القلب وهي إشارة بيِّنة لتحكم العقل في الجسد وليس العكس، والصورة تعج بالأمل والإشراق مما يجعلنا نذهب في التصنيف راضين تمام الرضا بأن شاعرنا مُحب من طراز فريد وهو عاشق حتى النخاع، إسمعه وهو يوضح ماذا يفعل صوتها-أي المحبوبة- في دخيلته..

    صوتها يشرح صدري...
    صوتها ينتقي أُذني نافذة لإطلالته
    وهي تتحكم في مادته الخام
    ويصلح للدلك على الوجدان...

    هذا المقطع الأخير (ويصلح للدلك على الوجدان) يذكرني بقول الأستاذ عبدالقادر الكتيابي :

    وأنا يلسعني نحل النشوة في الوجدان...
    لا أعرف كيف أحكك ياوجدان...

    وكلتا الصورتين قد أوجزتا فأعجزتا في توصيف حالتي الإنشراح والنشوة. ويذهب شاعرنا في ذات الإتجاه في موضع آخر فيقول : وأمسح ما بضحكتها على وجعي!!! وهاهو مرة أخرى ينفلت بوصف يخلب الألباب حيث يستخلص من ضحكة المحبوب مرهماً طبِّياً يمرره على آلامه، ولعمري هذا المرهم غير متوفر الحصول عليه إلا في صيدليات العشق.
    أما الجنس وبوصفه الوجه الآخر من العملة فلم يتركه شاعرنا دون مرور إذ يقول في قصيدة (فقرة جنسية) :

    بشارعنا تمر المرأة المدهونة الأعضاء بالجنس...
    تدوزن خصرها وتعوم في الإغراء...

    وما أنفك العشق غضّاً في شعر صاحبنا وهنا يفترع معنىً آخر للعشق وهو الأرق والبعد والسهاد بوصفهم نتائج طبيعية في المحصلة العاطفية الإنسانية يقول في قصيدة نداءات أثناء سجود السهو:

    وفي شارع جانبي يؤدي إلى مفرق شعرك...
    أمتشق الحواس كلّها...
    فمن يعيد التوازن للقلب...
    يحمل عبء الغواية عني...

    وفي ذات القصيدة يقول :

    هل أنا شهيٌّ أم انت قاسية؟؟
    أم كلانا يريد الهلاك وحمّى التجاذب؟؟؟
    حتى قوله :
    وفي نواصي الليالي...
    أكاد أموت من الحب...
    حتى أطيح بتنهيدتي...

    عبء الغواية، حمّى التجاذب،أطيح بتنهيدتي مفردات لُغوية مركّبة لمن أراد الإستدلال بأن لشاعرنا قاموسه الُّلغوي الخاص.
    وتصِل عاطفة سيدأحمد بلال الملتهبة ذروتها في قصيدة (أحبك) :

    أنا مولعٌ بك بلا أحتراس...
    وأشهد أن هوايتي الأولى كانت ملاقاتك في منطقة لا حدود لها...
    وتدرّجت الهواية إلى غواية...
    حتى أصبح العالم لغماً...
    انت منارته وأنا هدفه المثالي...

    وفي قصيدة (هذا الولي مسموح بزيارته) ولعل ما يسترعي الإنتباه أنها كُتبت في العام 1974 حيث نجد لونية الكتابة في تلك الحقبة متمايزة نسبياً وفيما يبدو أن شاعرنا قد كان ذا وعي بصير بإستقراء ماتسير عليه عجلة التجديد الحداثي، والعنوان ذاته يحمل أشواق الصوفية والتي من الواضح تأثر شاعرنا بدرجة من درجاتها، تقول القصيدة :

    أتيتك منتهى الفيضان
    فأدمجني مع ترتيل أمواجك
    وحدثني بلغة القلب
    عن شرفٍ تطلُّ عليك
    عن مدنٍ ستدخلها وتهرب منك
    عن أسطورة في الماء لم تسمع بها أُمي
    وبين الضفتين أنا
    وثالثنا (مـــداد) الخضرة الأبدي

    عمد شاعرنا الوله إلى الذكرى بوصفها مؤرقة تعمل في النفس إجاشة خواطرها وتنادي آمالاً سادت ثمّ بادت، وعلى هذا الموال نسج قصيدته مخلّفات عاطفية وهو عنوان يستحق التدّبر إذ يقول :

    بقعة الحزن طعنة على عتبة النفس...
    وأخرى على مستقيم الظلام...
    موجة الحزن غادرت الأمان صوب برزخ الإحتقان...
    غير آبهة بالسلامة...
    تبحث عن منفذ في متوازيات الكلام...

    ويختتمها بقوله :

    في الأقاصي مخلفات عاطفية..
    أذابتها وطأة الزمن...
    أخذت منها الدفء...
    وتركت لها مذاق الحموضة...

    ورغم إتفاقي مع الأستاذ الشاعر سيدأحمد بلال في جل كتاباته إلا أنني لم أستطع مقاومة إختلافي مع هذا المقطع الذي أوحى لي بأن العلاقة الإنسانية عند إنتهاءها تصبح كما النفايات التالفة ووجهة نظري تقول أن التبصر والإستفادة يردفها جمال الذكرى وحسن التدّبر، ليس خليقاً بها أن تصبح نفايات.
    سيد أحمد بلال شاعر مجيد إختلفنا أم إتفقنا على لونية كتاباته وعوالمه الخاصه، يرغمك على هز دواخلك طرباً شفيفاً مع نفثات يراعه.
    (والماء إذا تنفس) إسهام مقر ورفد لمحصلة الشعر السوداني الإنساني.

    حواس :

    دامت عطاياك
    لستَ الغطاء وإن تخفّت نواياك
    والنيل لغزٌ وبرهان...
    والنيل وشم الزمان على الآن
    هو الليونة فيما إكتسى...
    والماء إذا تنفّس

    سيدأحمد بلال
                  

10-21-2008, 07:17 AM

عبدالمجيد صالح
<aعبدالمجيد صالح
تاريخ التسجيل: 11-27-2007
مجموع المشاركات: 2904

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: والمـــاء إذا تنفّــس (Re: مدحت عفيفي)

    .

    متابعين


    اخرجو الابداعات المدفونة



    سلام مدحت عفيفي
                  

10-21-2008, 08:02 AM

Safia Mohamed
<aSafia Mohamed
تاريخ التسجيل: 07-21-2007
مجموع المشاركات: 2365

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: والمـــاء إذا تنفّــس (Re: مدحت عفيفي)

    اهلين استاذ مدحت
    واخيرا بدات ابداعاتك في
    انتظارها منذ تقديمك
    جاياك لكتابات الزول دة
    روعة بس
    كدي النخلص الشغل بالاوال
    تحياتي الف مرحب بيك
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de