الوقتُ الآنَ على شفا اليبابِ تمامُ الندمِ إلا قليلاً من وجلِ الأغنياتِ أغنياتٌ تأتى فى هيئةِ الشجرِ شجرٌ يمارسُ فعلَ الإشتهاءِ ، رفقةَ الطينِ الغيماتُ بعضُ رسائلٍ تاهتْ بينَ خوفِ الخريفِ ومآتمِ الفصولِ عليها تآمرت الدروبُ مفاتيحُ الجهاتِ إختبأت عناوينُ الحقولِ خلفَ جلدِ الترابِ غاصت اسماءُ خضرتِها وسطَ ألواحِ النزيفِ بين أوحالِ الهواءِ غاصت عميقاً فى وجعِ الأمنياتِ
ها قد بِعنا الأيامَ ضاعت منا مطىُّ الوصولِ ليتنى حجر أمدَ سكونى اهزُ جذوعَ الصمتِ تتساقطُ اصواتُ العمرِ
يا ايها الذى يجادلُ رهقَ النبضِ قد تأخرَ الساعى النبوءاتُ افترشتْ دمَكَ القديمْ لا السماءُ مدت كفَها ولا أمتلأَ من عطايا شمسِها جيبُ الأرضِ ماعادَ الدمُ سوى غبارٍ يتيمْ يجرى بين سراديبِ الهباءِ الوقتُ الآنَ تمامُ السأمِ إلا قليلا
الليلُ الآنَ جمرٌ يفترشُ الأشياءَ يسرى فى جلبابِ جليده الرجيمْ بوجهٍ مسكونٍ بتضاريسِ الأرقِ الليلُ الآنَ قطيعٌ من ضجرٍ يطفو على دخانِ الوقتِ يكتبُ أخبارَ العاشقينَ حضوراً وغيابا ما تناثرَ فينا من بقايا فرحِه الأليمْ تتخلقُ بذرةُ العواصفِ فى أحشاءِ النزقِ إلتفتت ثم أرْخت شماتتها وقالت أنت الذى تحملُ سرَ الذين يكنزونَ رملَ الآتى قلتُ لا نحنُ أملُ الماضى فى الظفرِ بعرشِ الآنَ قالت إنى خيرتُكَ أن تلتحفَ غروبَ اللونِ أو أن تلونَ الصباحَ بصبغةِ الألمِ أن تسفحَ دمَ الأناشيدِ الأخيرةَ بسيفٍ من قلقِ الكونِ قريباً من نهرِ الغوايةِ والهمِ أن تنادمَ غربةَ الطينِ الأسيرةَ تروادَ الجراحَ عن دمِها ليغفرَ لكَ الماءُ ما تقدمَ من ذنوبِ العشمِ وما تأخر
العمرُ الآنَ طاعنٌ فى خيبتِه مستغرقاً فى ذبولِ الحكاياتِ والصحابِ لا موتَ اليومَ ولا حياةَ غداً الآنَ جمرٌ وغداً جمرٌ العمرُ الآنَ مسبحةُ ملّتها اصابعُ الترابِ الآنَ أمسٌ وغداً سرابٌ الحاضرُ حقلٌ يمتهنُ اليباسَ يراود الماءَ عن نفسه فتسخرُ منه أرتالُ اليبابِ تطرحُ الأقمارُ في ماعونِه فتاتَ ثمرِها أشلاءَ ضوئِها ها نحنُ الآنَ نكتبُ غيابَ حضورِنا فيمحونا حضورُ الغيابِ
10-15-2008, 08:16 AM
محمَّد زين الشفيع أحمد محمَّد زين الشفيع أحمد
تاريخ التسجيل: 03-21-2007
مجموع المشاركات: 1792
يسعدنا مرورك دائما فهو ينفث نفحات المعرفة وينشر ضوع وأريج الحسن
أذكر أيضا أنك قد اشرت من قبل لموضوع التنوين
وقد وضعت إشارتك فى حسبان الكتابة
لكن هذا النص تحديدا، قديم وقد مضى عليه حين من النسيان لذا برز وصحا وهو فى حالته التى نام عليها
وقد لا يلاحظ موضع التنوين إلا قليلين مثلك ممن لهم دراية ومعرفة بأحكامه
لكنه يسير مؤديا ما وضع له من غرض، ربما لأن الكثيرين قد ألفوه هكذا
والمهم فى الأمر هو إضفاء موسيقى المنطوق مما هو مكتوب، فكما هو معرف فإن التنوين نحوا، هو نون ساكنة تلحق آخر الاسم لفظاً وتفارقه خطاً؛ لأنه يُستغنى عن النون الساكنة بتكرار الحركة
أجدد لك الإمتنان مجددا، على وعد بتتبع وإقتفاء المطلوب فى مرات قادمات
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة