الأسلحة الكيميائية وحقيقة استخدامها في السودان في منتدى ميديكس للحوار
|
|
 مجتبى سعيد: محاولة لفهم العقل الأصولي المفخخ، الطيب مصطفى وإسحق أحمد فضل الله نموذجاً
|
بقلم مجتبى سعيد: محاضر بجامعة الأحفاد
(1)
محاولة لفهم العقول الأصولية المفخخة
وجه الصديق فائز الشيخ السليك من خلال عموده في أجراس الحرية (فضاءات) لإخضاع (ظاهرة) إسحق أحمد فضل الله وأمثاله إلى تحليل نفسي لمعرفة الأسباب الكامنة وراء عدائها لقطاع الشمال أو بالأخص (ياسر-فاقان).
ونحن من جانبنا نتفق معه في دعواه قلباً وقالباً وهي دعوة تشمل كل إنسان حريص على صحافة حرة تقوم على إحترام وجهات النظر المختلفة وتقدم خدمة صحفية قائمة على المصداقية والمهنية وأيضاً هي دعوة لكل فرد حريص على قيام علاقات جديدة بين مكونات الشعب السوداني بتعددها الإثني والثقافي والسياسي والعشم في إقامة سودان جديد أساسه العدالة الإجتماعية والتعددية الثقافية.
أولاً: الطيب مصطفى وإسحق أحمد فضل الله هما نتاج طبيعي للحركة الإسلامية في السودان، فإذن الذهنية التي يتمتعان بها هي نتاج للمناخ الفكري والتنظيمي للحركة الإسلامية، والفكري على وجه الخصوص تم تشكيله من خلال كتابات حسن البنا وسيد قطب؛ والأخير كان يرى أن المجتمع الحالي يعيش في جاهلية القرن العشرين وعلى المسلم السوي الإبتعاد عن هذا المجتمع وعليه بإقامة الجهاد، فكتابات سيد قطب تمثل (مانفستو) للحركات الإسلامية في جميع أنحاء العالم. وأيضاً هما نتاج مقولات وأناشيد الحركة الإسلامية التي ترى في الآخر المختلف كافر ومارق وأمريكا روسيا قد دنا عذابها، فلترق منا الدماء أو ترق كل الدماء (أي والله العظيم) كل الدماء. فبعد الوصول إلى السلطة ويالها من سلطة التي لا أحد يحاسب على أي جرم ارتكبه ولا مال اكتنسه وأصبح الدين وسيلة للتكسب وجمع الأموال الطائلة مع مظاهر التدين الكاذب والسطحي والتظاهر بالورع والخشوع وأصبحت كوادر الحركة الإسلامية يرفلون في الدِّمقس (وهو نوع من الجوخ ناعم الملمس) والحرير ويبنون القصور الفخمة ويفرضون الضرائب. ووصل بهم الجنون الأيديولوجي إلى حد إعلان الحرب على أمريكا ورفع الآذان في الفاتيكان. وبعد كل هذه الرحلة الشاقة من التجريب تداخلت عوامل داخلية وخارجية؛ داخلياً كانت هنالك الحركة الشعبية وجيشها الذي منع إسحق أحمد فضل الله وإخوته من التقدم في الجنوب وأسلمته وتعريبه وأيضاً كانت هنالك فصائل التجمع بالرغم من الهزال البائن عليها، وخارجياً هنالك أحداث 11 سبتمبر وطول الحرب في الجنوب والمعاناة الإنسانية كلها ساهمت في إتفاقية (السلام الشامل).
نواصل
----------
مرتضى جعفر
|
|
 
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: مجتبى سعيد: محاولة لفهم العقل الأصولي المفخخ، الطيب مصطفى وإسحق أحمد فضل الله نموذجاً (Re: Murtada Gafar)
|
(2)
فما الذي حصل؟ بعض كوادر الحركة الإسلامية لم تتقبل هذا الأمر كنتاج لتكوينها النفسي والفكري كما ذكرنا وهي أيضاً عقلية متحجرة ومتكلسة لا تعرف قيمة العيش مع الآخر، وخصوصاً إذا كان هذا الآخر مختلف دينياً (مع أن أصل الصراع لم يكن دينياً في يوم من الأيام وإنما استغل الدين من أجل الحفاظ على المكاسب الدنيوية) وعرقياً وسياسياً وفكرياً، فكادر المؤتمر الوطني لم يعرف فتح الجسر مع الآخر وطريقة اكسب-اكسب (win-win situation) أي التي يكسب فيها الطرفان. فلم يحتمل أمثال إسحق أحمد فضل الله فشل المشروع الحضاري الذي أصابه التيبس والتكلس ورؤية قادة الحركة الشعبية في القصر الجمهوري والوزارات المطلة على النيل، فهذا الإتفاق بالنسبة إليهم خصم على كيكة السلطة والثروة التي احتكرتها النخبة النهرية لأمد طويل وكذلك وجود قطاع الشمال وإنضمام قطاع عريض من السودانيين إليه وخصوصاً الطرق الصوفية، والأخيرة يعتبرها إسحق أحمد فضل الله وإخوته (مناطق مقفولة) للحركة الإسلامية بحكم إنتمائها للدين الإسلامي .. ويالها من سذاجة لأن تاريخ الطرق الصوفية ومنهجها هو الدين الشعبي الذي لا يرى في الآخر المختلف كافر ومارق من الملة، ولقد شاهدنا الحملة التي شنها أصحاب العقليات الأصولية المفخخة أمثال الطيب مصطفى حينما زار باقان أموم سجادة الطريقة القادرية والعركية والحملة التي قاداها ضدهما (أي الطرق الصوفية) وأيضاً قطاع الشمال يمثل أرضية متينة أرفدته النجاح بالرغم من الألغام التي توضع في طريقه يومياً فقد مثل منبر يجتمع فيه كل السودانيين بغض النظر عن أصولهم وأعراقهم، ولكم سرّني منظر شاهدته في دار الحركة بالمقرن في إحدى دورات تدريب شباب الحركة الشعبية، فقد رأيت شباب من مختلف أجزاء السودان ومع صلاة المغرب ذهب بعضهم لأداء صلاة المغرب والبعض جلس يتجاذب أطراف الحديث، فمثل هذه التجمعات تثير أمثال الطيب مصطفى وإسحق بالهلع وتزعزع وجدانهم. حسناً فماذا فعل إسحق وإخوته بعد كل هذا؟ أصبحوا يحرفون الأحداث ويضخمونها، بالرغم من أن الخلافات التي تحدث داخل الحركة الشعبية هي عادية وقد حدثت أكبر منها مثل إنشقاق الحركة الإسلامية نفسها إلى شعبي ووطني، ويومياً تحدث داخل المؤتمر الوطني مثل ولاية القضارف ما بين كرم الله عباس وآخرين، ولكن إسحق وصحبه من الأصوليين مصابون بما يسمى في علم النفس الحديث بimperception أي إضطراب الإدراك وهو يعتبر أحد أعراض الإضطرابات أو الأمراض النفسية وينجم عنها، كإدراك أشياء لا وجود لها في الواقع الفعلي، مثل الهلاوس. ومن أنواعه أيضاً ما يعرف بسوء التأويل، حيث توجد أشياء في الواقع لكن لا تدركها الشخصية كما هي عليه فعلاً في الواقع بل تدركها محرفة وأحياناً تقوم بتحريفها بحيث يتفق هذا التحريف مع حالتها النفسية. أيضاً كتابات إسحق وأخيه الطيب مصطفى تأخذ طابع الإنفعال وشخصنة القضايا ويستخدمان لغة عدوانية وتتسم بالغطرسة والتعالي، وهذا ما يطلق عليه في علم النفس ب"psychological arrogance" وهو كما عرفه عالم النفس فرج طه في بعض دراساته في عام 1990 بأنه يعبر عن الحالة التي يسلك فيها صاحبها سلوكاً يشير إلى مزيد من الغطرسة والتعالي والإستعلاء؛ وأيضاً الأهواء والإنفعالات التي تتسم بها كتابات الإخوة إسحق-الطيب مصطفى هي حسب التعريف النفسي اضطراب عنيف يصيب الوجدان لجهتي الفرح والحزن، كالغضب، والحب محدثاً آثاراً جسدية، نفسية وفكرية. وكلما كان الإنفعال صادماً كانت تعبيراته قوية كالضحك، البكاء، أو الغيظ الكظيم. الأهواء تشد الوجدان إلى فكرة أو شعور ثابتين. فهي ضرب من الإنفعال المتواصل، المتصور، العنيف الدائم. الإنفعالات والأهواء تؤثر على الشخصية برمتها، في كّلتيها الجسدية – النفسية، تخرج الإنسان من طوره، تعطل فاهميته وتشل عقله عن التفكير الموضوعي، لأن منطقها يدفعه دفعاً إلى إلغاء كل ما ليس ملائماً للغاية الذاتية المنشودة معبئاً قدراته في إتجاه واحد يسيطر عليه كفكرة ثابتة، كقوة قاسرة، كرغبه محمومة: الوله والحقد، والغيرة المؤدية إلى البارانويا.
------------
مرتضى جعفر
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: مجتبى سعيد: محاولة لفهم العقل الأصولي المفخخ، الطيب مصطفى وإسحق أحمد فضل الله نموذجاً (Re: Murtada Gafar)
|
(3)
وأيضاً إسحق وإخوته يتقنون لغة الشكوى والإدانة التي أنتجت المآزق والإخفاقات والخيبة والإحباط من المشروع الذي كان نتاجه الجوع والفقر وامتداد الحرب في كل جهات السودان لذلك راحوا يختلقون الكذب والقصص التي لا تأتي إلا من خيال مريض وهو ما يسمى في علم النفس هوا الكذب (Mythomania) وهو عرض يشير إلى إضطراب نفسي، ويتمثل في ولع الفرد باختلاق قصص وأحداث وهمية يدعي أنها وقعت بالفعل، أو مرت به حقيقة ولا تجدي مواجهة الفرد بكذب إدعاءاته تلك، أو إقلاعه عنها أو حتى تحرجه من إستمرارها وكأنه مجبر على تكرارها لما تؤديه له من وظيفة نفسية كتأكيد الذات والإشباع الوهمي لبعض الدوافع المكبوتة. فإسحق يقيم في سجون الألفاظ واللغات المحروسة بأيديولوجيا القرون الوسطى القائمة على التسلط والإقصاء والتجريح وأيضاً هي عقول مفخخة بإرادة الإلغاء والإستئصال وتبجيل الذات والتهجم على الآخرين باستخدام لغة متشنجة تسيرها العقليات السحرية والتهويمات الأيدلوجية والغيبيات العقائدية التي أنتجت الدمار وتخريب وتدمير البيئة والإنسان معاً وحولت الحياة إلى جحيم لا يطاق. فإسحق وصحبه حاولوا فرض نموذجهم عن طريق الجهاد وآلة الدولة من شرطة وبوليس وأمن المجتمع وقد رأينا نتاج هذا المشروع لذلك هما يتملكهما الإحباط واليأس من فشل هذا المشروع لذلك كل من خالف نموذجهما هو خائن وعميل، فهما حاولا استئصال الآخر المختلف ثقافياً ودينياً من أجل مصالح إقتصادية وسياسية والهيمنة على الآخر، فالأصولي يضحي بالإنسان والبيئة معاً من أجل مبدأ مستحيل أو نخبة متسلطة أو قائد مستبد (صدام حسين نموذجاً) وهذا لعمري مقتل الفكر الأصولي والأحادي، والأصولية الدغمائية التي تعظم ما عند النفس وتبخس ما عند الغير وتحتمي بالنصوص وتعمل على إرهاب الآخر وترى ان من لم ينتمي إلى دينها مصيره النار وهذا هو العقل الأصولي، ولو سأل إسحق والطيب مصطفى أنفسهما وبشكل عقلاني ماذا سنعمل ببقية البشر الذين لا يدينون بدينهم؛ وأيضاً لو أراد ربنا خلق جميع البشر مسلمين أوليس ذلكم ممكن؟ وماذا سنفعل ببقية الذين ماتوا قبل ظهور الإسلام وتحديداً البسطاء والفضلاء منهم؟ فإسحق والطيب مصطفى متقوقعون على أنفسهم داخل أقفاصهم العقائدية المغلقة وعقولهم المتزمتة ولذلك هم لا يطيقون التراث العقلاني في الإسلام نتيجة لفهمهم المنغلق والمتعصب للإسلام، لذا غابت عنهم فلسفة ابن عربي التي تعطي الصدقية لكل الأديان والتي تتلخص في الأبيات الآتية:
لقد صار قلبي قابلاً كل صورةٍ
فمرعىً لغزلانٍ وبئر لرهبانٍ
وبيت لأوثانٍ وكعبة طائفٍ
وألواح توراةٍ ومصحف قرآنٍ
أدين بدين الحب أنَّى توجهت
ركائبه فالحب ديني وإيماني!! ..
ويا له من تسامح وانفتاح .. فحقاً كنت سابقاً لعصرك بمئات السنين أيها المتصوف العظيم .. وكم هي بلادنا عطشى إلى الحقيقة وأفكارك النيرة والمستنيرة.
وأخيراً اقترح على الأخ فائز الشيخ أن يعرض الأخوين الطيب مصطفى وإسحق على طبيب نفسي وأيضاً نقترح أن يدفع قطاع الشمال نصف تكلفة العلاج فهما في المحصلة النهائية إخوة لنا في الإنسانية، وكجزء من أساليب العلاج أن يعرض عليهما صور منساحات الفداء ونماذج من الجنوبيين الذين أدخلوهما جهنم. فإسحق والطيب هما نموذج قبيح ونقطة مظلمة في تاريخ الصحافة السودانية.
ولنا عودة
---------------
إنتهى
مرتضى جعفر
| |
|
|
|
|
|
|
| |
Murtada Gafar
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست