كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
|
|
 لقاء الوفاء لأهل الفن والإبداع مع الشاعر الكبير/ محمد عبد الله أبكر
|
هذه الرسالة وصلتني من الصديق محمد عيد عبد الرحيم وهو مهتم بالتراث الكردفاني.ونتمنى أن تكون بوابة للدخول إلى عالم التراث والأدب الكردفاني الذي لم يجد حظه من النشر والتعريف به.
لقاء الوفاء لأهل الفن والإبداع مع الشاعر الكبير/ محمد عبد الله أبكر
سعدت كثيرا هذا العام خلال فترة إجارتي مع أهلي وأصحابي والرفاق في كردفان الخير في أغسطس / 2008/موسم الخريف الساحر وما أجمل لحظات الخريف التي تسهل المشاعر و تسر الشاعر وزادت سعــادتي أكثر عندمـا التقيت بعض شعراء كردفان ومنهـم الشاعـر الكبير / محمد عبد الله أبكر / صاحب ديوان مطـر الرشاش ( الأغنية الشهيرة) والــذي قمنا بزيارة خاصة لـــه في منزله الكائن بحي الجمهورية ( الأبيض غرب ) والذي دلنا إليه بكل فضل ومروءة أخـونا/ مبارك محمد آدم إذاعة كردفان وكان برفقتنا/ الأستاذ / قادم أحمد هنوه / نائب مدير مركز دراسات السلام والتنمية / جامعة كردفان / كلية التربية / رجل قدير وله باع طويل في مجال الفن والتراث/ رحب بنا الشاعر كثيرا وأكرمنا وفاض في كرم الضيافة كعادة الأحبة السودانيين ومن ثم تحدثنا معه في كل ما يعني من كلام جميل عن الأدب والشعر والفن ودردشنا معه وونسنا بالعـــود شويــه وأمتعنا بأغنية كلميني واتفقنا معه إلى أن نلتقي في اليوم الثاني وفعلا قد تم واصطحبنا الشاعر المبدع / محمد عبد الله في جلسة فنية شاعرية رائعة إلى صعيد مدينة الأبيض/ حاضرة كردفان الكبرى حيث الخضرة والنضارة والجمال تعبر عنها الطبيعة الخلابة في عنوانها العجيبة كان حظي جيدا معي كميرا فيديو وثقت بها اللقاء على الهواء الطلق والمياه دفاقة .
أستهليت اللقاء الجميل بكلمة ترحيب بالإخوة الكرام و دخلت معه في حوار مباشر سألته عن بدايته ورحلته مع الشعر والفن استلم ناصية الحديث حتى النهاية لا كلل ولا ملل
قائلا : سلام على الإخوة المغتربين وعلى الوطن الحبيب ، في الحقيقة كردفان بتفرض طبيعتها على الإنسان أن يتكلم عنها من باب الخريف من باب الطبيعة ونحن بنقول للإخوان الحضور السامعين وإخواننا البعيدين أن يلبوا الدعوة وليشاهدوا ما شاهدناه وليتعايشوا مع الوضع الكردفاني الجميل وبنقول ليهم
يازائر بلد نا الخريف *** بالله شيف جمـــــــالا كيف
المردوم فــي شتاهــا *** والطنبور في عز الصيف
الحسيس والجراري
تراثنا عند و أقيف
شفو جمال الباديـــــة *** وشفوا هداوة الـــريـــــف
البنات فـــي الرقيص *** حشمـــــــة غير تكلـــيف
لا دلال ولا صيغ *** لا كحـــــل ولا زيـــــــف
الشبال في الملــــمُ *** لزولٍ عفيف وظريـــــف
كرباج العنج بعزو *** العاشق قليــبو رهيــــــف
***
كردفان جمالا فات الوصف ** حير عقولنا وحجرا
لج اللسان مات الحــــرف ** أقلامنا جفت محابرا
حركنا البنان تشنج وقـــف ** أصواتنا بهت حناجرا
عزفنا الرباب حتى العزف ** أنغامو جات متعثرا
كــــــــردفان بـــلد الحنان ** روضة فاحة أزاهرا
الشافا شاف الجنـــــــــان ** العقــل كان بتصورا
الخضرة كست الوديان ** آيات تقـــــول لناظرا
شفني وشفو الغــزلان ** وأكتب رسالتك وسطرا
ما تنسى كثبان الرمال ** والجداول برضك أذكرا
السيسبان فرعـو مـال ** في عروســــة متخفرا
تميز وحـــياء ودلال ** وعنوسة بادية متوفرا
دي حقيقة وما تقول خيال ** أفكارك تمشي تبعثرا
باللـــــيل منظرك خاز ** القمره ضاحكة منورا
أللآلي مــا قـــــــــزاز ** دي نجوم عيونا بتسمرا
ما مطر لكــــن رزاز ** سماءها دائمـــا ممطرا
همزات محبي اللزاز ** إن شاء الله أفراحنا تحضرا
• قلت له متى بدأت كتابة الشعر ؟ وإلى أي وادي من وديان عبقر تسير بك القوافي ؟
والشعراء يقولون ما لا يفعلون ، ألم ترى في كل وادي يهيمون
* أجابني بكل إخلاص وتفاني وتحدث معنا بشفافية واضحة معزوفة على نغم الوتر الجميل وكما يقول : هو نغيمة وترين بين حداي ، ويمكن أن يكون دفة مشاعر لا ليها أول ولا أخر
• من مواليد مدينة الأبيض / كردفان / بحكم وظيفة والده / تجول في مجال دراسته كثيرا / درس في ودعشان /وأم روابة وطقت / عمل في القوات المسلحة والبوليس أنذاك
• ذكر بأن والدته زينب كانت تكنى بلقب العمل نسبة لنشاطها الدءوب في الحياة وله أخت تسمى أم سيل ، كتب ليها رسالة من الجنوب وهو مشتاق لبعده عنهم قائلا في بدايتها :
يا أم سيل كيف العمل ** في درب الوصال إني اشتقت
تحدث معه نفر الناس قالوا له : يا محمد أنت تكتب الشعر ويجب عليك أن تتواصل في بحره ويقول : لم يعلم بأنه شعر .
• سألته عن أول قصيدة كتبها ؟ قال أول قصيدة كتبتها غنتها في الإذاعة القومية الفنانة
( رحمة مكي ) جاء في مطلعها :
يا مسافر فراقك لي صعيب ( بعيد) ** من بعدك كيف تكون الحياة
إن لم تخني الذاكرة على ما اعتقد إن هذه الأغنية تغنى بها بعض فناني الساحة السودانية الفنية والطنبور
ومضى الشاعر في القول ذاكرا بأنه كتب كثير من الشعر ولكن للأسف الشديد لا يوجد إعلام آنذاك ، ومن بعدها كتب قصيدة مطر الرشاش التي تغنى بها الفنان الرائع صديق عباس ، خلال فترة أيام رمضان الحالي لمحتها في إيثار الفرح يتحدث عنها الفنان صديق عباس وغناها بكل روعة في برنامج القناة الفضائية السودانية الـذي قدمـه / المذيع/ طارق جويلي .
ذكر الشاعر محمد عبد الله أنه لم يكن يعرف الفنان صديق عباس من قبل ولكن الصدفة كانت موجودة عندما ذهب مع صديق له إلى الفنان الراحل إبراهيم موسى أبا في حي فلاته / بالأبيض كي يعطيه هذه الأغنية ولكن الفنان ( إبراهيم موسى أبا) وجهه وذكر له إن هذه النوعية من الأغنيات تتوافق تماما مع الفنان صديق عباس وواصل الشاعر في سرده الرائع قائلا : ذهبنا مع الفنان أبا وصديقي إلى صديق عباس في حي الربع الأول ، ولقد كان ورجعت له بعد يومين وجدت عباس وضعها في لحن جميل فاق تصوري في تلحينها وإن كان لم يغني القصيدة كاملة لأنها كانت من مقطعين
في الحقيقة أعجبت به ثم أعطيته أغنيــــــة اتلموا يا كباري وشاورا ألرمالي ، يقف الشاعر برهة مع وتر العود وينشد قصيدة مطر الرشاش يقول فيها :
دو دا وبرق مربط العجيل وبشرنا
وقب في البلد البعيد ** جانا الدعاش فرحنا
عقبالان في اليوم السعيد
بذكرانا ونهدي بالان ونشتت خيرنا
ونشيل تيرابنا أنا وأم خشوم ونمشي زرعينا
بالطورية والحشاشة والفأس الكبيرة تلزمنا
زادنا البليلة لما تتم ضحوتنا
والفرح العميق نرجع عيصر
نحش سربتنا
حس القرن يوم النفير يجمعنا
كبارنا وصغارنا وأجمل بنات حلتنا
تزغرد أم خشوم تزيد بهجتنا
وما دقيق الجرن في التقا المخالف
بلحيل يطربنا
يا مطر الرشاش الرش
في دار كردفان الحش
أنا عقلي راح وطش
المرا ح انتش
البنات السايرات ناس عاشه
بنت التلب الكش
أخت النمور الساكنة في الخُشه
جات لابسة السوار أبو نقشه
وبأحلى العطور اترش
صابت عقولنا الدهشه
ونحن في غربه ما بنغش
زينة البنات يا عاشه
• محمد عبدا لله شاعر كبير يدلف من مواطن الصحو منشدا في الحال
قد تسمع منه روائع القصيد ة في دوي القوافي الجميلة المفعمة بالشاعرية والمموسقة في أحلى لحن وشجن و كما أطربنا بها عدد كبير من الفنانين تغنى له عبد الرحمن عبدا لله بأغنية ريحة الشباب وغيرها ، تغنى له عبد القادر سالم بأغنية كالم قمارينا ، تغنى له الفنان الواعد موسى داقوس بعدد
من الأعمال العاطفية والثراتية الحديثة وأذكر منها أغنية المحلب الرملة
المحلب الرملة
في الطائره بلمه
الزول فريد أمــه
في قليبي بنضمه
ما زمان وصني عليّ
وصية في الذمة
• سألت الشاعر العظيم محمد عبد الله عن سر قصيدة أو أغنية ست غناوينا
• قال لي : هذه قصيدة رمزية يشير بها إلى فتاة معينة كان صوتها جميل عندما تمر مترنمة في أداء بعض أغانيه وأضاف إلى ذلك بأن القصيدة لازم تكون موضوعية عشان تعالج موضوع معين ويبقى ما كتبه شعراء الحقيبة أمثال الأمين برهان وسرور وغيرهم في مجال الفن السودان من كلمات أدبية جميلة أصيلة هو الفن الأصيل وما نكتبه من بعدهم سيبقى ذكرى للناس
• شاء القدر إن تقع هذه الأغنية في يد الأستاذ / قادم أحمد هنوه عن طريق الصدفة لا شك أنه رجلا قديرا وفنانا وملحنا ، يقاطعني الأستاذ / قادم في عجالة من الحديث مرحبا بالشاعر الكبير محمد والإخوة الحضور ويمضى قائلا أن كردفان جنة وابتسامة وإحساس ، الابتسامة هي عنوان الشعور ، والشعور نوع الإنسانية والجنة هي واحة خضراء من جمال البساتين وإشراقها و اليوم : أنقلكم إلى عالم جميل عامر بالحسن والجمال ونحن في جنوب عروس الرمال الظريفة في الحقيقة ست غناوينا جذبت إحساسي وانتباهي وشدتني بمعانيها ومفاهيمها وقيمتها ولذلك لم أجد أي صعوبة في تلحينها أو ما يعترض طريقي نحوها إلا السهل الممتع والطرب والضرب على الوتر ملحنا
ست غناوينا هي سمفونية فنية بديعة عزفت كلماتها المنمقة ببنان أنامل سودانية جميلة و إن من الشعر ما عبرت عنه الموسيقى في أرقى لحن شجي مموسق
ست غناوينا وحكاوينا
الليالي بتمر وما بتجينا
لو أنت الشوق بزيد صبرك
نحن نار الشوق بتأسينا
صبرنا كثير عشان خاطرك
كان عشمنا برضو تغرينا
ما براك عارف الفرقــــة
لما تحصل ويـــن تودينا
وعارف صبرنا من بعدك
كان يجري الدم في أعنينا
دي رياح الفرقة في الخاطر
عشان تطفئ الشمعة في أيدينا
يقول الشاعر محمد عبد الله بأن هنالك قصيدة أخرى توأمة لهذه لست غناوينا
بعنوان الزمن الضائع
رغم غرورك كنت بريدك
أنت الفراق شلتو بإيدك
الزمن الضائع عملتو بإيدك
• شاعرنا هذا مبدع ومرهف وعذب الكلمات ينقلك من حرف روي إلى لفظ سقي ومن معنى رقيق إلى أسلوب غنائي رقيق
• سألته عن علاقته بالشعر المقفى !
• ذكر لي بأنه يتناول الشعر بكل أنواعه وأشكاله ومدارسه المختلفة ، لديه عدد كبير من القصائد المقفى ومن ثم سمعنا قصيدة عن بارا تلك المدينة الواعية التي لها مكانة خاصة عند هذا الشاعر لما عرف عنها من جمال وطيب ناس ويقول له ذكريات خالدات هناك .. بارا تمدين الوشائج للقريب وأنا فتاك ينوح في قلبي هواك
• كتب قصيدة مشاتل الريحان وكردفان وغيرها
الشاعر محمد عبد الله هامة عظيمة من الشعراء السودانيين الكبار الذين لم يجدوا حظهم كثيرا في الإعلام السوداني والعربي ، شاعر يسمعك من أحاديث النجوى والشعر والكلام ما لم تسمع عنه من قبل ، سلسل في أسلوبه وممتع في حديثه ويجيد العزف على وتر العود جيدا ، مرح في قصيده ومتين في عوده إن كنت تسمع لقصائده لن تمل روعة جيده .
أحبتي الكرام مضت بنا الجلسات الفنية الرائعة مع هؤلاء الإخوة في جوه كردفان مع أنسام خريفها أيام وأيام بل أخونا الشاعر /مبارك محمد أدم لم يبخل عن نفسه شيئا بل شارك بكل جمال القصيد في لقاء الوفاء الجميل وزاد من بيت الشعر وعروض الخليل ، كذلك أتحفنا / الفنان الواعد موسى داقوس / بروائعه الغنائية ، لا شك أنه يجيد اللونية التراثية الكردفانيـــــــة بل برز أكثر في أغنية كردفان وهي من كلماته وإلحانه البديعة .
* وجدت مدينة الأبيض ( عروس الرمال ) حاضرة كردفــــــــان رغم خراب شوارعها الرئيسية التي لم تشهد أى نوع من التحديث والمواكبة للتنمية المستدامـة إلا أن أحياءها القديمة محافظة على سماتها ونبلها و لونها وشعارها الجميل وعامرة بالمنتديات الثقافية الأدبية
أذكر على سبيل المثال منها منتدى حي القبة الأدبي و منتدى الشاعر العظيم قاسم بريمة وبالمناسبة كذلك أحيى الشاعر بن الشاعر الفذ ناصر قاسم بريمة الذي أجريت معه لقاءا شاعريا على الطائر بجوار جامعة كردفان ولكن أروع ما كان فيه هي قصيدة بيت جالوص وسوف انشره لاحقا .
كذلك منتدى الشاعر الكبير/ محمد عبد الله الأدبي الذي تشرف عليه كوكبــــة من
المبدعين المخلصين أذكر منهم الأخ الأديب الحصيف / قذافي عبدالله / الأمين للمنتدى ورئيس لجنة الشعر/ الأستاذ / محمد فضل المولى وأخرين إن لم أذكرهم ولكنهم شرفاء ونبلاء في حق ذلك الشاعر ، كذلك وجد الصرح القديم / رابطة أصدقاء الكلمة ، مركز شباب الأبيض للغناء والموسيقى وما شابه من لونيات أدبية وكذلك حظيت بلقاء شعري وديع مع شاعر الدوبيت الشهير أحمد ود أم بده الذي جاء من قرى خماس حمر وقابلت الشاعر جودة حسن يونس والشاعرة كوثر بنت المزروب والشاعر الكبير /الوسيلة من دارحامد والشاعر الجليل / محمد حامد أدم وغازلت عبر الهاتف من بعيد الشاعر / محمد مريخه في الخرطوم ووجدته مشغولا وألتقيت الشاعر الفذ / محمد عثمان الحلاج في سوق أبو جهل وسمعت عن شعراء وشاعرات في البوادي و ضواحي تنه وسودري والمزروب وقابلت شاعر الطنبور الشهير / حماد أحمد حسين في سوق أبو شرا وهو طنباري من الطراز الفريد من جيلهم الطنباري المشهور( عمر أبو شاخوره) والطنباري /طمبل من قليصه صاحب أغنية الصغيرون الذى تغني بها الفنان / عمر أحساس ، كذلك سمعت عن شهرة الطنباري مستور بخيت في دار حمر وشاهدت تراثيات كردفانية أصيلة من جراري ونقارة وصراع ومردوع من هنا وهناك .
كردفان هي قلب السودان النابض بالحياة الجميلة ومتعة الفلكلور الشعبي في بواديها وريفها ، أين القنوات الفضائية السودانية من جمال وأدب هؤلاء الشعراء الذين تتعدد بهم فساحات واسعة من كردفان إن كنت لم أشاهد فيها إلا القليل
لكنى وثقت تصويرا لجزء منهم ترونه قريبا في ملتقى كردفان .كوم
وخير ما نقول عنها قبل الختام بقول الشاعر الجميل / قاسم بريمه
أنا كـــــــــردفان أجمل بقاع الوادي
ويقول: شاعر كسلا / مدينة الجمال والإشراق
ودعت في كسلا المحاسن والصبا *** وصفاوة لا تعرف الأكــــــدار
والأنس في تلك الظلال ونسمــــة *** تنساب تغمر بالشذى الأسحارا
ونقول لكم
ودعت في الأبيض الغاديات الساريات *** وسماء لا يعرف إلا الأمطار
الأنس فــي تلك الفيافــــــي واللطائف *** تنساب تغمر بالندى الأزهار
ولا يسعني إلا أن أحيي الشاعر الفذ/ محمد عبد الله أبكر تحية عاطرة من القلب
وأشكره وفاء وعرفانا له بالجميل من بعيد .
الشكر كل الشكر لكم بالشذا والعطر
عيدكم مبارك
كل عام وأنتم بخير
مع خالص تحياتي
محمد عيد عبد الرحيم ادريس/ أبوظبي
[email protected]
ونتواصل ...........................
|
|
 
|
|
|
|
|
| |
أحمد التجاني ماهل
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست