تصويف السياسة أم تسيس التصوف (1) ؟! ... فتحي الضو

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-17-2024, 04:48 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثالث للعام 2008م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-04-2008, 01:10 PM

Elmontasir Abasalih
<aElmontasir Abasalih
تاريخ التسجيل: 07-07-2006
مجموع المشاركات: 240

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
تصويف السياسة أم تسيس التصوف (1) ؟! ... فتحي الضو

    تصوِّيف السيّاسة أم تسيِّس التصوّف (1)؟!

    فتحي الضـّـو

    [email protected]

    في سفره التاريخي التوثيقي الموسوم بـ (كتاب الطبقات في خصوص الأولياء والصالحين والعلماء والشعراء في السودان) والذي حققه البروفسير يوسف فضل حسن، أورد مؤلفه الفقيه محمد النور ضيف الله رواية شيَّقة في سياق العديد من الحكاوي والقصص، وهي عن ولِّي من أولياء الله الصالحين جعل بينه وبين الحُكَّام سدّاً، واستدل على ذلك برفضه المثول بين يدي مَلِك عُضُوض طلب حضوره.. قال: «محمد ود ودليب وهذه شهرته عند الناس، وابوه محمد الضرير بن ادريس بن دوليب الرِّكابي، وأمه أسمها زينب. وُلِّد بالدبَّة ونشأ بها، وكان خيِّراً فاضِلاً...جمع بين العِلّم والعمل، مُشتغلاً بتدريس الفقة وتحصيل كتبه ومُطالعتها، جمع كتباً كثيرة (ولعل معناها ألَّف/الكاتب) كشرح (الأجهوري والخرّاشي) وغيرهما. وكان ورِعاً تقياً لا تأخذه في الله لومة لائم، غير مُكتّرث بالملوك ومن دونهم. أرسل له الملك أونسة بن ناصر قال له: حُوارك على ود شابوش طعن جُمال رفيقي محمد ود مصطفى..هلْ يقوم يجيي؟ فجاءه قواد الملك وقال له: ملك الفونج أرسلني إليك، فقال له: أنا بَلا الله والرسول وكُتُبي هذه رفيقاتي ما بعرف أحد، رفيقاته الكدايس الحارسات الكتب» وقد جاء في شرح الحواشي (أن الكدايس تعني القطط وهي كلمة نوبية الأصل)! وفي رواية أخرى مماثلة قال عن الشيخ محمد بن مقبل «مُدة عُمّره ما وقف على باب أمير لشفاعة» وكذلك الفقية ضيف الله الذي «ترك البيع والشراء والأسفار وطلوع الاسواق من زُهدّه، ولم يقف على باب السلطة لأمرٍ دنيوي»!
    يجمع ثقاة المؤرخين على أن حركات التصوف والتي إنتشرت في القرن الثالث الهجري، أنها جاءت كنتاج طبيعي لبدايات تفكك دولة الخلافة الاسلامية، أي أواخر العصر الأموي وبداية العصر العباسي، فهي على سبيل المثال، ظهرت في أعقاب مجيىء المعتزلة في العراق (البصرة) في القرن الثاني الهجري، وهم بدورهم ظهروا كرد فعل لتزايد المظالم الاجتماعية وإتساع ظواهر تجسيم الذات الالهية في المجتمع، ومن اشهر رواد هذه الطائفة، الخليفة المأمون والرازي والجاحظ، والثابت أن أصل تسميتهم يعود إلى واصل بن عطاء الذي إعتزل شيخه الحسن البصري، على أثر مخالفته له في فتوي (الكبيرة) قال عن مرتكبها أنه كافر، بينما أتخذ واصل موقفاً وسطياً، وقال فيها قولته الشهيرة هي (منزلة بين المنزلتين) أي بين الكفر والايمان، وهجر شيخه وأسس منبراً خاصاً به، فقال البصري عنه «إعتزلنا واصل»! ويذكر أن المعتزلة إعتمدوا في ترويج أرائهم على العقل وقدموه على النقل!
    ونعود للصوفية فقد نشأت في البداية كنزعات فردية تدعو إلى الزهد في الدنيا بغية تربية النفس روحياً والسمو بها (ان تعبد الله كأنك تراه وإن لم تكن تراه فإنه يراك) ثم تمددت كماً وتطورت كيفاً..بحيث أصبحت طرقاً معروفة ومميزة لها أقطاب وأتباع وحواريون، وقد إنقسم الناس حيالها وما زالوا، فمنهم من يعتقد أنها وسيلة لصفاء النفس وتشبعها بالعلوم والمعارف النورانية، ولا يرى غضاضة في توسل مقاصد دنيوية بكرامات تبدو خارقة لما ألفه الناس، ويضربون مثلاً بالجنيد أبو القاسم بن محمد الذي كانت له آراءه الخاصة في النفس والتوحيد، والحسن البصري والحارث المحاسبي كأمثلة لا خلاف عليها في الزهد والتقشف، أما خصوم التصوف فيرونه بدعة وضلالة وتعالٍ على الشريعة بدعوي الحقيقة، أي إعلاء الباطن على حساب الظاهر، ويزيدون بأنها مجرد ظاهرة تروج لأفكار ومذاهب دخيلة تتحدث عن الفناء وحلول الروح، وإستسلام في نهاية المطاف للتواكل والوقوع في أسر البطالة والجمود والسلبية وإهمال المعرفة بدعوي الاكتفاء من العلوم اللدنية، ويعتقدون أن هذا كله فتح الباب لطوائف من أهل البدع والزندقة في مخالطة المتصوفة، وبالطبع هناك من علماء المسلمين من إتخذ موقفاً محايداً بين الفريقين مثل جلال الدين السيوطي وولي الله الدهلوي واحمد السرهندي وهلمّوا جرا.
    ثمة تيارات كثيرة خالطت التصوف بداية العهد به، ففي الكوفة إنتشر تيار ذو توجه فكري بجذور عرفانية، وهي الظاهرة التي أصبحت تعرف بـ (الغنوصية) ومن أهم شخصياته جابر بن حيان وأبو هاشم الصوفي وعبدك الصوفي، ولكن كثير من المؤرخين الاسلاميين لايعتبرونهم ضمن فئة المتصوفة، ثم ظهر منصور الحلاج الذي كان أول من صرح بالحديث عن فناء الروح واتحادها مع خالقها مثل مقولته الشهيرة (ليس في الجُبَّة إلا الله) وقيل ان ظهور الحلاج فتح الباب على مصراعية لإنغماس التصوف في ظاهرة الغنوصية، ولم يحول إعدامه المأساوي دون تغلغلها بصورة واسعة وعميقة في المجتمع، إلى أن شهد التصوف بما يمكن تسميته بقفزة جديدة، وذلك في تحول جذري عند الامام الغزالي، الذي انقلب من مدرسة المتكلمين إلى مدرسة المتصوفة، وكان كتابه المعروف بإسم (إحياء علوم الدين) محاولة لتأسيس العلوم الفقهية الشرعية بصياغة صوفية، وتلاه إعتماد الكثير من الفقهاء أبرزهم الشيخ عبد القادر الجيلاني للصوفية كطريقة للتربية الايمانية، وعرفت محاولات الجيلاني وتلاميذه الذين انتشروا في المشرق العربي بأنها عودة بالتصوف الى جذوره الاسلامية، نسبة لتركيزهم مرة اخري على تعليم القران والحديث، والدليل على ذلك أن أبن تيمية الملقب بشيخ الاسلام كان دائماً ما يستثني الجيلاني في هجومه الضاري على المتصوفة من عصره! وبعد حكم الايوبيين مباشرة عادت الصوفية للأفكار الفلسفية الميتافيزيقية، التي تأسست أكثر وترسخت على يد محي الدين بن عربي، والذي قام في كتبه واهمها (فصوص الحكم والغزوات المكّية) بتذليل الكثير من المعارف عصيّة الفهم، فضلاً عن إثبات مطابقتها لقواعد الشرع، ويُذكر أن أول دخول مباشر للصوفية في السياسة.. تمّ في عهد صلاح الدين، حيث أسسوا (الجيش المؤمن) الذي سانده في حربه ضد الصليبيين!
    لم أجد في كل قراءاتي معني مستقراً لمصطلح الصوفية، بيد ان كثير من المصادر تواطأت على ثلاثة معانٍ، قيل أن أرجحها وأقربها يعود لدثار الصوف الذي يلبسه الزهّاد تقشفاً في الدنيا وإستنكاف نعيمها، ولكن إبن الجوزي في (تلبيس أبليس) ينسب معني الصوفية إلى (صوفة بن مرة) وهو رجل من اهل مكة نذرت له والدته أن تُعلّقه بأستار الكعبة، ولذا أطلق اسم (صوّفي) على كل من ينقطع عن الدنيا وينصرف للعبادة، وفي رواية ثالثة قيل أن أهل الفلسفة والكلام سمّوا الصوفية بذلك الاسم نسبة إلى كلمة (صوفيا) ذات الأصل اليوناني، وهي رواية رغم ما إعتورها من ضعف تبدو منسجمة مع الموروثات الثقافية التي خالطت الاسلام ككل، مثل الموروثات الجاهلية (الجزيرة العربية) والفارسية (بلاد الرافدين /فارس وخراسان) والرومانية (اليونان) والفرعونية (مصر/أرض السودان) والمغرب العربي (الأندلس) وعلى كلٍ يمكن القول بصورة عامة أن أهم الطرق الصوفية التي ظهرت في الحقب المختلفة هي القادرية والشاذلية والتيجانية والبرهانية الدسوقية والسمانية والاحمدية، والجعفرية والرفاعية والنقشبندية...ألخ، والقادرية كما نعلم هي أول الطرق التي دخلت السودان، فلا غروّ حينئذٍ أن تتبعها غالبية الطرق الصوفية فيه!
    كما هو معروف إن انتشار الاسلام في السودان أسست له اتفاقية البقط بين العرب المسلمين والنوبة المسيحيين (رماة الحدق) في العام 651 وهي الاتفاقية التي حقنت دماء الطرفين وأسست لتعايش سلمي وأشاعت ثقافة التسامح ردحاً من الزمن، وذلك على إثر تدافع العرب - بأسباب مختلفة – جنوباً نحو الاعماق، واختلاطهم تزاوجاً بالسكان الاصليين، وقد ساهم أو تزامن ذلك مع تفكك مملكة سوبا وإنقسامها إلى دويلات (خراب سوبا) أي هو الوضع الذي استمر لسبع قرون بالنسبة لمملكة (المقرة) والتي انهارت في القرن الرابع عشر، وأكثر من ثمانية قرون بالنسبة لمملكة (علوة) التي أصبح يحكمها المسلمون في مطلع القرن السادي عشر، وقد نظرنا في العديد من المصادر التاريخية ووجدنا انها تؤرخ لبداية انتشار الصوفية في السودان بالمرحلة التي جاءت في أعقاب انهيار هذه الممالك، كما أن دخول العرب بأعداد متزايدة وارتباطهم بالنشاط التجاري ساهم تلقائياً في إنتشار الاسلام بصورة عامة، وتغلغل الطرق الصوفية بصورة خاصة، وتعتبر مملكة (الفونج) الاسلامية التي نهضت على أنقاض دولة علوة هي المظلة التي إحتوت كل ذلك!
    إن إنتشار الاسلام على يد رهط من العلماء في دولة الفونج كانت لهم دراية نسبية بأمور الدين وإهتموا بنشر تعاليم الشريعة في مجال الفقة والمعاملات وتطبيقها، أدى إلى دعم المؤسسات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية للدولة الجديدة، وفي خضم ذلك بدأت الصوفيه في الانتشار وأثرت التراث الروحي لمجتمع رعوي بدائي، ولهذا مثلت رأس الرمح في توغل الاسلام في معظم بقاع السودان وما جاوره من بلدان حملت ذات الاسم، ثم تحولت الظاهرة الصوفية إلى حركات طقسية تضفي راحة على الجسوم المُنهكة، وجاءت كرامات الأولياء لتمنح الارواح أشواقاً ظلت تحلم بها دون أن تطالها، أي مثلت معادلاً موضوعياً لثقافة متحكمة أصلاً في رقاب المجتمعات كالسحر والكجور وأعراف الاسلاف، في حين أدركوا بساطة متطلبات المنهج الصوفي التي لا تتعدى إخلاص المُريد وصفاء نيته وحسن طويته، وعلى عكس منهج الشريعة الذي يحتاج للتعمق في الدين والدراية بعلومه، وهما أمران – كما نعلم - عزّ الوصول إليهما في ظروف أُمّية خانقة تحكمت في مفاصل المجتمع، ولربما فسر لنا هذا أسباب إنتشار الطريقة القادرية التي سيطرت على مسرح الدولة السنَّارية، وقد أصبح لروايات كرامات الأولياء القدح المعلي في إهتمامات العامة، وإنتشرت بشىء من التشويق كما الماء في جوف الظميىء، وأستمر الحال على هذا المنوال في ظل دولة الفور التي نهضت بعدها، وفي كتاب الطبقات زيادة لمستزيد!
    إن تطور المجتمع السنِّاري وتمدده أفرز أوضاعاً اقتصادية واجتماعية وثقافية جديدة، وجميعها أصبحت تعبر عن ظروف المجتمع وتلائم تركيبته، وفي هذا الاطار أصبح المتصوفة كيان ضمن القوي المتصارعة في المجتمع، وبفضل النفوذ الذي إكتسبته أغري البعض إلى إقحام نفسه في صراع السلطة، فلذلك نجد أن من بين المتصوفة من وقف مسانداً لها ظالمة ومظلومة، وسخّر كل أمكاناته وطاقات أتباعه لحمايتها والزود عنها، ولهذا لم يكن غريباً أن ينجرفوا نحو ثراء مفاجيء، إستغلوه لتوطيد مراكزهم، ولكن هناك فئة أخرى تصالحت مع نفسها ومنهجها ونأت بعيداً غير عابئة بالحاكم وشغلت نفسها عوضاً عنه بالمحكوم. وطبقاً لدراسة متميزة سبق وان اشرنا لها في مكان آخر قسّم دكتور عبد السلام سيد احمد علاقة الفقهاء بالسلطة السنارية إلى ثلاثة: فقهاء السلطة وفقهاء الشفاعات وفقهاء الكرامات، والأولي أسمها يكشف معناها، ولعلها هي التي عناها الشيخ فرح ودتكتوك بقصيدته العصماء والمعبرة عن ما آل له حال أولئك القوم:
    يا واقفاً عند أبواب السلاطين/ أرفق بنفسك مـن هم وتحـزين
    إن كنت تطلب عزاً لا فناء له/ فى تقف على أبواب السلاطين
    أما الثانية فهي تعني الذين توسطوا بين السلطة وعامة الناس، أو بين الاغنياء واصحاب الوظائف الشرعية والدينية، والفئة الثالثة وهم اصحاب الكرامات الذين عارضوا السلطة أو أحد أطرافها.
    في القرن التاسع عشر شهد تاريخ السودان الحديث تحولات دراماتيكية، تمثلت في الغزو التركي الأول (1821) والبريطاني الثاني (1898) وما بينهما ظهرت أول ثورة تحرر توسلت الدين لتحقيق غاياتها الوطنية أو العكس، وكانت تلك هي الثورة المهدية (1881) وقد شهد الغزو الأول صراعاً مع فئة المتصوفة بسلاح الترهيب والترغيب، إن أذعنت احتواها وإن جنحت قمعها، وعوضاً عنهم إعتمد على (مؤسسة العلماء) التي ابتدعها، والمهدية كما هو معروف لم تكن طريقة صوفية، بل هي على العكس تدعو للجهاد بإدعاء أن المهدي وخليفته مرسلين بتكليف سماوي، إستغلا فيه ضعف الثقافة الدينية للمجتمع بنشر المنشورات التي تكرس هذا الزعم، ولكن الدعوة قد لاقت رواجاً أصلاً نسبة لانتشار الظلم والجور. ومن جهة أخري خلال فترة التحولات المجتمعية تلك ظهرت طريقة جديدة وافدة من الجزيرة العربية، ما لبثت أن أصبح لها دوراً نافذاًً في الحياة السياسية السودانية، وهي الطريقة الختمية الذي جاء بها السيد محمد عثمان الميرغني الكبير (1793-1853) ووطدت نفوذها بمحاربتها المهدية سياسياً ودينياً ودبلوماسياً، وفي الوقت نفسه إنحيازها بسفور للمستعمر التركي، بدعوى أن ذلك يتسق مع منهجها الداعي لنبذ العنف ونشر الدعوة سلمياً، فتداخلت مصالح الطرفين، وجلبت هيبة للطريقة حتى أصبحت تعرف همساً بـ (طريقة الحكومة) أما المهدي فإلى جانب محاربته المستعمر حارب علماء المؤسسة الرسمية الدينية، الذين كان يخاطبهم بـ (علماء السوء) إلى أن انتهي القرن التاسع عشر بسيطرة الطريقتين الطائفيتين وتحكمهما فيما بعد في مقاليد السياسة السودانية!
    كان الاستعمار البريطاني الثاني قد حارب الطرق الصوفية لتخوفه من أن تكون بؤر لثورات مضادة مثل المهدية، وهي الغاية نفسها التي إتبعتها الحركة الوطنية حين تمظهرت بداية تأسيسها بزي وطني ليبرالي أقرب للعلمانية، وجراءه إنتقد بعض قادتها الطرق الصوفية بقسوة بالغة، ظناً منهم أنها أس الداء في تخلف المجتمع، من جهة أخري توطدت علاقة المستعمر نفسه مع المؤسسات الدينية الرسمية أو علماء السلاطين، وأغدق عليهم الخير الوفير حتى أصبح رجال الدين أداة طيعة في يده، ولعل هذا ما استفز بعض الشعراء ومنهم صالح عبد القادر الذي قال في احدي قصائده اللاذعة:
    ألا يا هند قولي أو أجيزي/ رجال الشرع صاروا كالمعيز
    ألا ليت اللحى كانت حشيشاً/ فتعلفـها خيـول الإنجـليز
    وقيل أن على عبد اللطيف كان يضع هذه الابيات في صدر غرفته بحيث يطالعها الداخل بوضوح فتأمل!
    ونواصل الاسبوع المقبل.
    عن صحيفة (الأحداث) السودانية

    وهذه روابط لمقالات أخري للكاتب في موقع آخر:
    http://www.sacdo.com/web/forum/forum_posts.asp?TID=3699
    أرقام تحنن وأرقام تجنن!
    http://www.sacdo.com/web/forum/forum_posts.asp?TID=3656
    سودانيون في المنفي...ومنفيون في السودان!
    http://www.sacdo.com/web/forum/forum_posts.asp?TID=3621
    لو كنت سودانياً!
    http://www.sacdo.com/web/forum/forum_posts.asp?TID=3584
    الحركة الشعبية... بين قوسين!
    http://www.sacdo.com/web/forum/forum_posts.asp?TID=3524
    إنتهي العزاء قبل إنتهاء مراسم الدفن!
    http://www.sacdo.com/web/forum/forum_posts.asp?TID=3472
    شعب الله المحتار!
    http://www.sacdo.com/web/forum/forum_posts.asp?TID=3402
    حرب السدود (2/2)
    http://www.sacdo.com/web/forum/forum_posts.asp?TID=3366
    حرب السدود (1/2)
    http://www.sacdo.com/web/forum/forum_posts.asp?TID=3291
    مستشارون.. لا يهشون ولا ينشون!
    http://www.sacdo.com/web/forum/forum_posts.asp?TID=3246
    جمهورية خازوقستان!
    http://www.sacdo.com/web/forum/forum_posts.asp?TID=3196
    بؤس الخطاب وسوء المنقلب!
    http://www.sacdo.com/web/forum/forum_posts.asp?TID=3130
    الحبّ والسياسة
    http://www.sacdo.com/web/forum/forum_posts.asp?TID=3069
    من راقب الناس مات هماً
    http://www.sacdo.com/web/forum/forum_posts.asp?TID=3039
    (الكافر) الذي حيّر اهل مكة!
    http://www.sacdo.com/web/forum/forum_posts.asp?TID=2927
    فتح الرحمن الشيخ .. الرحيل في زمن المسغبة الوطنية!
    http://www.sacdo.com/web/forum/forum_posts.asp?TID=2858
    بشري .. والعودة (أم رماداً شح)
    http://www.sacdo.com/web/forum/forum_posts.asp?TID=2790
    حكومتنا (لون زينب)!
    http://www.sacdo.com/web/forum/forum_posts.asp?TID=2735
    شيوعيون لوجه الله!
    http://www.sacdo.com/web/forum/forum_posts.asp?TID=2500
    قصة موت معلن إختصرت محنتنا!
    http://www.sacdo.com/web/forum/forum_posts.asp?TID=2340
    في حضرة عيد ميلادك يطيب الحديث
    http://www.sacdo.com/web/forum/forum_posts.asp?TID=2305
    هل في ذلك قسم لذي حجر؟!
    http://www.sacdo.com/web/forum/forum_posts.asp?TID=2304
    سوق عكاظ
    http://www.sacdo.com/web/forum/forum_posts.asp?TID=2303
    دموع التماسيح!
    http://www.sacdo.com/web/forum/forum_posts.asp?TID=2302
    قل يا أيها الفاشلون!
    http://www.sacdo.com/web/forum/forum_posts.asp?TID=2301
    في الكنيسة جلسنا!
    http://www.sacdo.com/web/forum/forum_posts.asp?TID=2300
    ينصر دينك يا (مهمد)!
    http://www.sacdo.com/web/forum/forum_posts.asp?TID=2299
    (انتفوها) يرحمكم الله!
    http://www.sacdo.com/web/forum/forum_posts.asp?TID=2298
    شاطر ومشطور وبينهما وطن
    http://www.sacdo.com/web/forum/forum_posts.asp?TID=2297
    المهدي ومانديلا .. قواسم غير مشتركة!
    http://www.sacdo.com/web/forum/forum_posts.asp?TID=2296
    (الاستبرتيز الايدولوجي 2/2)
    http://www.sacdo.com/web/forum/forum_posts.asp?TID=2295
    (الاستبرتيز الآيدولوجي1/2)
    http://www.sacdo.com/web/forum/forum_posts.asp?TID=2294
    لوغريثمات السياسة السودانية
    http://www.sacdo.com/web/forum/forum_posts.asp?TID=590
    سقوط الآقنعة
    http://www.sacdo.com/web/forum/forum_posts.asp?TID=1171
    ما بعد سقوط الآقنعة
    http://www.sacdo.com/web/forum/forum_posts.asp?TID=2306
    حوار مع باقان أموم (1)
    http://www.sacdo.com/web/forum/forum_posts.asp?TID=2307
    حوار مع باقان أموم (2)
    http://www.sacdo.com/web/forum/forum_posts.asp?TID=2308
    حوار مع باقان أموم (3)
    http://www.sacdo.com/web/forum/forum_posts.asp?TID=2309
    حوار مع باقان أموم (4)
    http://www.sacdo.com/web/forum/forum_posts.asp?TID=2310
    حوار مع باقان أموم (5)
    http://www.sacdo.com/web/forum/forum_posts.asp?TID=2412
    حوار مع باقان أموم (6)
    http://www.sacdo.com/web/forum/forum_posts.asp?TID=2463
    حوار مع باقان أموم (7)
    http://www.sacdo.com/web/forum/forum_posts.asp?TID=2552
    حوار مع باقان أموم (8)
    http://www.sacdo.com/web/forum/forum_posts.asp?TID=2644
    حوار مع باقان أموم (9)
    http://www.sacdo.com/web/forum/forum_posts.asp?TID=2675
    حوار مع باقان أموم (10)









                  

07-04-2008, 07:03 PM

محمد عثمان الحاج

تاريخ التسجيل: 02-01-2005
مجموع المشاركات: 3514

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تصويف السياسة أم تسيس التصوف (1) ؟! ... فتحي الضو (Re: Elmontasir Abasalih)

    تحياتي
    يعتبر الصوفية حب الرئاسة أكبر عيوب النفس البشرية وأشدها تمكنا من الانسان لدرجة أنه يعتبر آخر حجاب يجتازه الانسان للوصول للنفس الكاملة والارتقاء في المعارف الإلهية، ولذلك حرص الزهاد الأوائل عن البعد عن الحكم والمناصب وأما المتأخرين كصوفية العصور الوسطى في مصر مثلا فنجد في طبقات الشعراني وصفه لقيام الكثير من الصوفية بالتوسط للمظلومين لدى الحكام. وبالنظر للشعبية الهائلة التي كانت لدى أمثال هؤلاء الزهاد كثيرا ما كان الحكام يحاولون خلع العطايا عليهم و التقرب اليهم استدرارا لرضا الشعب على حكمهم وهو توجه قوبل برفض العطايا والهبات من جانب الكثير من المتصوفة أو قبولها وتوزيعها فورا على الفقراء والمحتاجين.

    على أن هناك مصيبة أخرى أصابت التصوف: فالتصوف منهج تربوي يقوم فيه شيخ واصل بتربية انسان عادي وترقيته روحيا وعقليا لمرحلة الشهود والوصول إلى الله وهي رحلة من أشد الرحلات قسوة وتتطلب اشرافا مباشرا من الشيخ على المريد ورجوع المريد لشيخه باستمرار وفي مثل هذا الوضع لا يمكن للشيخ أن يربي الكثيرين لدرجة الكمال بل يربي عددا محدودا من المريدين. ولكن في العصور المتأخرة وتحول المنهج الصوفي لطرق صوفية أصبح يتم اعطاء الطريق للآلاف وليس من الواضح هل الهدف من ذلك هو التبرك أم السلوك فالسلوك يحتاج للأشراف المباشر من الشيخ. كما تبنت الطرق الصوفيه مبدأ أن الولاية والمشيخة قابلة للتوريث وهو أمر غير منطقي لذلك كان من الطبيعي أن تظهر مصائب استغلال الطريق الصوفي لأغراض دنيوية سواء من جانب الحكام أو من جانب من ورثوا ألقاب المشيخة وهم ليسوا بمشايخ.

    وفي ذلك يقول خليفة التيجانية محمد ود دوليب في قصيدته الشهيرة:

    57-ومنشأ الفساد من أهل الطرق فهم معادن البلايا وحمق

    58- لأنهم انتدبوا عبادا مع جهلهم فزادهم إبعادا

    59- وجمعوا من هؤلاء الجهال مجامعا منها فساد الحال

    60- حتى تشوقوا لكرسي السلطنه وزهدت نفوسهم في المسكنة

    61- ونبذوا أحوال أهل الله ورغبوا في حال ذي الملاهي

    62- فسيرهم بعكس نص الشرع ودهرهم قابل كل بدعي

    63- ترى حمارا راكبا حمارا منافقا وفاجرا كفار

    64- فإنهم كلاب دنيا زايلة قد بدلوا آجالهم بالعاجلة

    65- فبذلوا المال لنيل الجاه ويضربون نوبة الملاهي
    66- ويجمعون بين النساء والرجال وذاك منشأ الفساد والضلال

    67- ينتسبون كهداة الأمة لا ريب هم أعداء للأئمة

    68- حاشا مقام المجد والإجلال تدوسه أخامص الجهال

    69- بعدا عن القوم فيافي قطعوا وبالمعاصي عنهم قد قطعوا

    70- لو يعلموا بحالهم ولاتنا لهدموا عليهم المساكنا

    71- ولو رأوا الأمر الي حل بهم لبذلوا الهمة في إصلاحهم

    72- وبذلوا الأهوال للمعلم وألزموا الجهال بالتعلم

    73- والأخضري نص حين قال في حقهم وأوضح الأحوال

    74- ويشهقون الشهق كالحمير ويذكرون الله بالتغيير

    75- وينبحون النبح كالكلاب مذهبهم ليس على صواب

    76- فما دعى من حالهم مثقال نصحا وتبكيتا إلى أن قال

    77- لم يبق من دين الهدى إلا اسمه و لا من القرآن إلا رسمه

    78- فليبك داعي الحق ما استطاعا عليه وليسترجع استرجاعا

    79- والعلماء باتباع العلم هم أولياء باختصار الرسم

    80- والعلم يهدي من هداه الله وليس يجدي للذي شقاه

    81- متى تراهم سلكوا سبيل الهوى فعدهم والأغبياء سوى

    82- والذل لا ينفك عن أعناقهم حتى يصيروا حاملي أغلالهم

    83- تحملهم محبة الدينار لفعل ما يهوى بهم في النار

    84- فيجعلون علمهم وسيلة لجلب الدنيا فبئس الحيلة

    85- قد بيننا شرعا أتانا واضحا من زاغ عن ذاك الطريق افتضحا

    86- من لم يسر به فلا ولاية له و لا تقوى و لا هداية

    87- اللهم اجعلنا من الذين بهدي خير الرسل مهتدين

    88- ولطريق الشرع سالكين ولجموح النفس مالكين

    آمين!
                  

07-06-2008, 01:30 PM

Elmontasir Abasalih
<aElmontasir Abasalih
تاريخ التسجيل: 07-07-2006
مجموع المشاركات: 240

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تصويف السياسة أم تسيس التصوف (1) ؟! ... فتحي الضو (Re: محمد عثمان الحاج)

    شكراً أخي محمد على الاضافة ويستمر التواصل فيما تبقي من حلقات
                  

07-06-2008, 03:03 PM

عماد موسى محمد

تاريخ التسجيل: 03-17-2008
مجموع المشاركات: 15955

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تصويف السياسة أم تسيس التصوف (1) ؟! ... فتحي الضو (Re: Elmontasir Abasalih)

    Quote: تصوِّيف السيّاسة أم تسيِّس التصوّف (1)؟!

    فتحي الضـّـو


    الزميل المحترم/المنتصر:
    بل هو "تسييس"التصوف ،وليس "تصويف"السياسة ،لأن السياسة-غير الشرعية-لعبة خبيثة.والسياسي لا يريد أن يكون صوفيا أو
    شيوعيا،بل يريد أن "يبحر" عبر جميع "التيارات"فيضع عليها "سفينته"،ثم ينطلق غير آبه بأي تناقض!!! حتى اذا أدرك أن حركة"الرياح"على غير ما تشتهي"السفينة"،قفز منها قفز"الخبير/الخبيث!الى سفينة أخرى! يمكنك أن ترى اليوم باقان أموم يرقص مع شيخ صوفي سماني/عركي ،ويمكنك أن تسمع من الصوفي نداءه لباقان-تاجر الجملة لفكرة"السودان الجديد/العلماني /الديمقراطي...الخ ب"الشيخ باقان أموم"!!!!!!!!!!!!!لماذا يجد "باقان/عرمان/علي عثمان/بل أي ةشيطان
    نفسه مع مشايخ الطرق،ويزورهم ،ويستميلهم،بل وينتزع منهم تصريحات غريبة،مريبة،خطيرة،مثيرة تارة عن وقوفهم مع "السودان الجديد"فكرا،وعقيدة،ومنهج حياة!وفي ذات الوقت:مع الشريعة والثوابت عقيدة ومنهج حياة-وهذا هو الحق- اذا زارهم علي عثمان!من خلال تأملي في الفكر الباطني الغنوصي/فكر ابن عربي الصوفي السائد في السودان ،أنهم لا يجدون أي مانع من النصرة والتعاطف مع أي فئة/فكر/عقيدة/منهج/ حسب ما تحققه للمشايخ-وليس للعامة المساكين-من مصالح.وهذه "الفوضى" في التعامل السياسي سببها "الفوضى"العقدية التي يعيشها كثير منهم.فماذا تنتظر من انسان يعتبر من عبد الله،ومن عبد غير الله سواء،ومن ذلك قول بعضهم:

    وما الكلب والخنزير الا ألهنا****وما الله الا راهب في كنيسة
    وأنا هنا لا أقصد الصوفية الذين لا يرفضون هذا الفكر الخبيث،وانما أعني من يتبنى ذلك،ويدعوا اليه،خاصة بعض مشايخهم
    الكبار،ولن يستطيع هؤلاء الكبار أن ينكروا ذلك.فالفوضى مرجعها للعقيدة الباطنية الغنوصية التى هي قائمة على مجموعة
    عقائد منحرفة كالحلول-حلول الله في خلقه-ووحدة الوجود.
    *وهذا ينطبق عليه المثل القائل:
    كلو عند العرب صابون!!!!!!!!!!
    *وفي التقرير الذي بثته "الجزيرة"على خلفية "مؤتمر حوار الأديان" تناقش المؤتمرون ثلاث ساعاااااااااات عن "التصوف"
    فقط ،حتى أن باحثة صوفية أثارت مسألة "الكل يعبدون الله"-مسلمين/نصارى/يهود/بوذيون/سيخ...!!!
    *واذا تأملت في تقرير مؤسسة راند عن الشرق الأوسط-و المؤسسة المذكورةوثيقة الصلة بالجيش الأمريكي-تجد أنها توصي
    بضرورة التركيز على "التصوف"المتسامح!وتشدد الكلام عن التيار "الحنبلي الوهابي"!!!والتيارات المقاومة الأخرى.ولذلك
    تجد المؤتمرات تعقد لهم من الكبار-أمثال بوش-
    *أنها لعبة،وخدعة كبرى،ومؤامرة بائسة وقودها أهلنا المغرر بهم،المساكين.
    ولكم شكري.
                  

07-06-2008, 05:54 PM

محمد عثمان الحاج

تاريخ التسجيل: 02-01-2005
مجموع المشاركات: 3514

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تصويف السياسة أم تسيس التصوف (1) ؟! ... فتحي الضو (Re: عماد موسى محمد)

    تحياتي فتحي الضو

    إذن فمقالك صادر عن حكم مسبق بأن الصوفية هي الحلولية والغنوصية الخ.. وهي الدعاوي التي يرددها أتباع المذهب الإرهابي التكفيري الذين لا يبدو أنهم يعرفون ما هي الحلولية وما هي الغنوصية. لماذا لا تبدأ بقراءة جادة عن الصوفية؟ تجد في هذا الرابط كتاب شرح كلمات الصوفية لمحمود الغراب:
    http://www.daraleman.net/uploads/SharhKalmatSufya.pdf
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de