|
|
 وطن قومي وليس عاصمة قومـــــــــــــــية
|
وطن قومي وليس عاصمة قومية
منذ زمن طويل والسودان يعاني من ارتباط الدولة بالدين ،، ومنذ انتفاضة أبريل ظل الشعب يطالب بإلغاء القوانين الدينية وينبه لخطورتها في بلد متعدد الأديان متعدد الثقافات ويعاني الكثير من أبنائه من حساسية مفرطة ضد سيادة دين معين أو عرق معين ،، والدين الإسلامي ، والعرق العربي ، هما المتهمان بالسعي للسيطرة وفرض السيادة ،، وما يتبع ذلك من إقصاء للآخر ،، ومصادرة لحقه ،، والحساسية ليست وليدة اليوم ، ولا هي ظهرت فجأة في عام ثلاث وثمانين عندما أعلن المعتوه جعفر نميري قوانينه المعروفة في السودان بقوانين سبتمبر ،، الحساسية قديمة رافقت رحلة السودان منذ بدايات تكوينه كدولة ،، لكن القوانين الدينية ، والتطورات التي أتت لاحقا فيما عرف بالمشروع الحضاري الذي جاءت به الإنقاذ ، وما تبعه من إعلان للجهاد وتفويج للمجاهدين ، ونصب لصيوانات أعراس الشهداء ، كل هذا رفع من درجة التحسس ، وأجج نيران الحرب المستعرة أصلا ،، وأوصلنا إلى ما نحن فيه من حال ،،
نحن حاليا نتشتت بسرعة كبيرة ، نهجر الوطن ، ونهجر كل ما يرتبط به ، نتنازل عن كل إرثنا الحميم ، ونتخلى عن كل جميل في تقاليدنا لنؤهل أنفسنا لمعركة كسب العيش وسط شعوب عديدة في الغالب هي أكثر منّا تأهيلا وخبرة ، وتفهم أساليب الغدر والخيانة التي لا نعرفها ولا نجيدها ،، ومن هم بالداخل يتشتتون أكثر ممن هم بالخارج ،، الحركة الإسلامية التي أنتجت الإنقاذ بدأت التشتت وانقسمت منذ البداية ، وحاربت بعضها بعضا في المساجد وفي الطرقات ، وفي داخل البيوت ، ، ثم انقسمت انقساما بائنا نتج عنه حزبان بدلا عن حزب واحد ، وأصبح التوأمان ( المؤتمرين ) عدوين لدودين وهما الآن يحتربان على مستويات عدة ،، ثم أن تيار طه غلب تيار غازي وتكتلت الكتل واستحدث صراع انتقل إلى المنافسة العلنية في ترشيح القطبين ليتنافسا وجها لوجه ،، واليوم ظهرت فئة جديدة تنتمي للتيار الإسلامي تعلن عن سخطها على محادثات السلام والخشية من نتائجها على الدين والعنصر العربي ، مضيفين أن هذا يمثل انقيادا لمخططات إسرائيل وأمريكا ،، تشتت آخر أصاب حزب الأمة ، وتشتت أصاب الحزب الاتحادي الديمقراطي ، وتشتت يصيب الأحزاب الجنوبية ، وتشتت يطل برأسه من وقت لآخر على أحزاب جبال النوبة ، وتشتت أصاب الحزب الشيوعي ،، وقد جربت الحركة الشعبية نفسها هذا التشتت وسبقت الكثيرين إليه حين انشق عليها مشار ولام أكول ووقعا اتفاقيتين منفصلتين مع الإنقاذ ، تبعتها اتفاقية المنشقين من أبناء جبال النوبة ،،
وقد سبقت مقررات أسمرا إلى تبيان خطورة الدولة الدينية ، ونادت بالدولة المدنية التي تحقق فصلا بين الدين والسياسة ،، وقد تبنت الحركة الشعبية والأحزاب السودانية الأخرى مقررات أسمرا ،، لكن من الواضح أن الحكومة نجحت في تحييد الحركة تجاه مقررات أسمرا ، وجعلت الكثيرين من السياسيين السودانيين ينظرون إلى الأمر على أنه مساومة تاريخية يسعى كل طرف بالخروج منها بأفضل ما هو ممكن ،، وهذا يعني أن الأطراف كلها لا تهتم بالمصالح العليا للوطن ،، ما هي احتياجاته ؟ ما هي تطلعات مواطنيه ؟ ما هو الذي يفيده في مستقبله ؟ تبدو كل الأطراف منهكة من الحرب وعدم الاستقرار ، وتبدو وكأنها تفكر في اقتسام ما يمكن اقتسامه ، وتبدو وكأنها تمارس مشادّة لا يرتخي لها حبل ، ومن يجتهد سيأخذ النصيب الأكبر .
لا أحد يهتم بالتمثيل الحقيقي لفئات وأحزاب ومنظمات الشعب ، ولا أحد يهتم بما سيئول إليه حال الوطن بعد انتهاء الفترة الانتقالية ،، ولا أحد يهتم بمحاكم الذين ظلموا الشعب وسرقوا الوطن طيلة السنوات الماضية ، ولا أحد يهتم برد المظالم إلى أهلها ،، فقط تجلس في نيفاشا مجموعة من أبناء الوطن يمسكون بتلابيب بعضهم ، وحولهم مجموعة من الحجّازين والمحرضين ، وكل هؤلاء يعملون في جو يفيض بالتوتر ، وعدم الثقة لينجزوا لنا ما سيسمونه هم ( اتفاقية السلام ) وما يعتبره أبناء السودان الآخرين مدخلا إلى مزيد من الضياع والتشتت وتقسيم التراب ،،
انقسام الوطن إلى جنوب وشمال مكتوب علينا حتى إذا ارتضينا أن نعيش في وطن موحد ، هذا التقسيم العرقي ، الديني ، تكرسه اتفاقيات السلام أيما تكريس ،، تأمرنا اتفاقيات السلام بالعيش بصورة مستمرة في مكاننا الذي ننتمي إليه عرقيا ،، لا تمنحنا الفرصة للعيش في أي مكان نختاره في هذا السودان العريض الطويل ، إلا أن نبدل ديننا أو أن نتخلى عن أصلنا ،، فالجنوبي الذي سيأتي للعيش في الشمال يقبل غصبا عنه بالقوانين الدينية ، والشمالي الذي يريد الانتقال للجنوب يقبل غصبا عنه بالقوانين المدنية ،، أو يبقى كل واحد في مكانه ، وكان الله يحب المحسنين ،،
أستغرب كثيرا حين تطالب الحركة بعاصمة قومية بحجة أن هناك من أبناء الجنوب من يعيش في العاصمة ،، وأتساءل : ألا يعيش بعض من أبناء الجنوب وبعض الشماليين المسيحيين في مدن أخرى في الشمال ،، ألا يوجد هؤلاء في دنقلا ، وفي كسلا ، وفي بورتسودان وفي مدني وفي الأبيض وفي الفاشر وفي أبيي وفي كوستي وفي كل المدن ،، بل في كثير من القرى ،، ألا يوجد شماليون يعيشون في كل مدن الجنوب ؟ وهل ستتوقف حركة المواطنين مستقبلا ويتم حصرها في داخل مناطقهم الأصلية ؟
السودان بلد متعدد ، واقعه هو الواقع الذي عاشه خلال الخمسين سنة الماضية ،، هو بلد لا ينفعه تغليب دين على آخر ، ولا تغليب ثقافة على أخرى ، ولا تنفعه ممارسات عرقية أو انتصار لفئة على حساب أخرى ،، إذا أردنا للسودان أن يعيش ويستمر كوطن موحد ، وككيان متكامل ، وككائن حي يقوم بدوره في محيطه العربي والإفريقي ، ويسهم في بناء مستقبل الإنسانية ، فإن علينا أن نمنحه ما يعينه على ذلك ، ولن يعينه على ذلك إلا أن نطلق لكل الناس كامل حرياتهم ، وأن نعود لقوانين المجتمع المدني ، وأن نجعل كل شبر من الوطن صالحا وجاذبا لجميع المواطنين السودانيين ، وأن نعيد الحق إلى أهله ،، وأهل الحق هم الشعب السوداني ،،
|
|
 
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: وطن قومي وليس عاصمة قومـــــــــــــــية (Re: ودقاسم)
|
ود قاسم
لك الود 00 انا أؤمن بان السودان لايمكن ان يحكم الا بدستور يراعي
كل الفئات الاجتماعية 000 لاعتبار التعدد00000 وبصريح العبارة ان
موضوع الخلاف القائم في المفاوضات حول العاصمة هو موضوع من شانه ان يخلق خلافات في مناطق اخري 0000 والحكم بأي دين لايتناسب ووضعيتنا0
بالصدفة اليوم تابعت خبرا في قناة العربية يقول ان هناك مجموعة من الاكادميين والسياسيين السودانيين رفعوا مذكرة يطالبوا فيها بأنفصال الجنوب عن الشمال0000 وكلما تعمقت الازمة ستظهر أفكار انهزامية تحت مسميات أكادميين وسياسيين0000000000000000000
لهذه المرحلة وصلنا أخي ود قاسم
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: وطن قومي وليس عاصمة قومـــــــــــــــية (Re: Abd-Elrhman sorkati)
|
أخي عبد الرحمن سوركتي
لك التحية
نعم ظهرت هذه الفئة التي تنادي بعدم توقيع اتفاقيات السلام وطالبت بالانفصال ، وهذه الفئة تنتمي للحزب الحاكم ، وقد أشرت إليهم في :
| Quote: واليوم ظهرت فئة جديدة تنتمي للتيار الإسلامي تعلن عن سخطها على محادثات السلام والخشية من نتائجها على الدين والعنصر العربي ، مضيفين أن هذا يمثل انقيادا لمخططات إسرائيل وأمريكا ،، |
نعم أخي سوركتي إن عدم الفصل بين الدين والسياسة سيخلق بؤرا للتوتر وستتولد مناطق أخرى تطالب بالقانون المدني ، وسترفع بعض الظلامات للمنظمات الدولية وسيجرنا هذا إلى تدخل خارجي ..
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
 Re: وطن قومي وليس عاصمة قومـــــــــــــــية (Re: ودقاسم)
|
السودان بلد متعدد ، واقعه هو الواقع الذي عاشه خلال الخمسين سنة الماضية ،، هو بلد لا ينفعه تغليب دين على آخر ، ولا تغليب ثقافة على أخرى ، ولا تنفعه ممارسات عرقية أو انتصار لفئة على حساب أخرى ،، إذا أردنا للسودان أن يعيش ويستمر كوطن موحد ، وككيان متكامل ، وككائن حي يقوم بدوره في محيطه العربي والإفريقي ، ويسهم في بناء مستقبل الإنسانية ، فإن علينا أن نمنحه ما يعينه على ذلك ، ولن يعينه على ذلك إلا أن نطلق لكل الناس كامل حرياتهم ، وأن نعود لقوانين المجتمع المدني ، وأن نجعل كل شبر من الوطن صالحا وجاذبا لجميع المواطنين السودانيين ، وأن نعيد الحق إلى أهله ،، وأهل الحق هم الشعب السوداني ،،
كلام جميل ..وارجوا ان يتم تنفيذه ....ولكن هنالك شئ مهم..علينا محاسبه كل من ساهم في تغليب دين علي اخر
علينا محاسبه كل من شارك واشعل الحروب
باختصار انا مع مبداء المحاسبه قبل الذهاب خطوات الي الامام ..
والاهم تحديد قائمه المجرمين اولا وهذا امر ليس بالسهوله ,نعم الاسماء الكبيره ظاهره للعيان ولكن هنالك الديدان الصغيره المنتشره في الارض فكيف نحصرهم ..مثلا ,,,ايام الظالم نميري ,,معروف الراس الكبري كان نميري ولكن من معه وكذا الحال علي البشير والخ..
وفوق من اجل الاستفاده العامه وشكرا علي المجهود استاذ ود قاسم
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: وطن قومي وليس عاصمة قومـــــــــــــــية (Re: Muhib)
|
الأخ محب
لك التحية
نعم المحاسبة مهمة ، لكن لا نتوقع أن يحاسب الظالم نفسه بنفسه ،، اتفاقية السلام أحد طرفيها الحكومة نفسها وهي التي اغتصبت السلطة وسيطرت على موارد البلاد وهي وحدها التي تتحمل كل ما حدث في السودان وكل معاناة الشعب طيلة السنين الماضية ، ولو أعيد الحق لأصحابه ( الشعب السوداني هو صاحب الحق مطلقا ) فسيحاسب كل من أخطأ على جنايته ،
لك الشكر..
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
 Re: وطن قومي وليس عاصمة قومـــــــــــــــية (Re: ودقاسم)
|
عزيزي ود قاسم
لقد قرأت كتابتك المتميزة ولي بعض التعليقات سأكتبها تحت..
وقبل ذلك أحب أن ألفت نظرك إلى أن جريدة الشرق الأوسط بها فرصة لكتابة التعقيبات على مواضيع مهمة مثل مسألة الهوية والقومية والدين..
أريد أن أشجعك على كتابة تعليقك على مقال محمد الحسن أحمد هنا:
السودان في نفق الهوية وطمسها..
http://www.asharqalawsat.com/default.asp?issue=9284&pag...eader&article=231246
وهل قرأت الحوار الذي أجراه إيهاب خيري مع الأستاذ محمد أبو القاسم حاج حمد؟؟ ستجده في سودانايل.. وهو يقول: التدخل الأجنبي قادم وله إيجابياته
وأنا أتفق مع رؤية تدخل المجتمع الدولي، ممثلا بالأمم المتحدة، في الشأن السوداني بشدة .. لا بد من سيادة حكم قانون عادل، وخير قانون اليوم هو القانون الدولي.. وما تزال الفرصة سانحة لتدخل الأمم المتحدة، من قبل أن تنزلق الأمور إلى ما يشبه العراق، فيصير التدخل من الدول القوية كالولايات المتحدة هو الأمر الواقع..
تعليقي على مقالك:
| Quote: وطن قومي وليس عاصمة قومية |
لقد دعا الأستاذ محمود منذ عام 1955 إلى سودان فدرالي ديمقراطي جمهوري "أنظر كتاب "أسس دستور السودان".. ولكن ذلك الطرح قد تجاوزته الأحداث اليوم بعد أن أدت سياسات الجبهة الرعناء، وقوانين سبتمبر قبلها، ـ كما أوردت أنت في الفقرة الأولى من مقالك ـ إلى حرب العشرين عاما، وصار السودان اليوم على حافة التفتت ، خاصة بعد أحداث دارفور..
قولك:
| Quote: انقسام الوطن إلى جنوب وشمال مكتوب علينا حتى إذا ارتضينا أن نعيش في وطن موحد ، هذا التقسيم العرقي ، الديني ، تكرسه اتفاقيات السلام أيما تكريس ،، |
في تقديري المتواضع، أن اتفاقية السلام الجارية اليوم، خطوة في الاتجاه الصحيح.. فإما وحدة كونفدرالية بين الجنوب وبقية السودان، وإما انفصال.. أول عقبة في طريق وطن موحد هي القوانين الإسلامية المستمدة من الشريعة الإسلامية.. وقد قالها الأستاذ محمود بوضوح في منشور "هذا .. أو الطوفان" .. "إن للجنوبيين حقا في بلادهم لا تكفله لهم الشريعة الإسلامية".. ولكن مرة أخرى نجد أن إطار مشاكوس قد تجاوز هذا الأمر بإعطاء الجنوب حقه في تقرير المصير.. إذن لقد اعترف المفاوض الحكومي بأن للجنوب حقا في الانفصال، وهذا ما يمكن أن يتم بعد نهاية الفترة الانتقالية في حال نجاح المفاوضات ووصولها إلى نهايتها.. فما هي الطريقة التي يمكن بها إقناع الجنوبيين بالعدول عن خيار الانفصال، والبقاء في وطن واحد.. لا بد من التخلي عن القوانين الإسلامية والعودة إلى قوانين مدنية، ثم التخلي عن فرض الهوية الثقافية العربية، والاعتراف الشجاع بأن للجنوب الحق في اختيار لغة نظام تختلف عن الشمال، تماما كما حدث في اتفاقية أديس أبابا، والتخلي عن تعريب الجامعات والتخلي عن شرط النجاح في اللغة العربية لدخول الجامعات.. هذه أمثلة بسيطة لا بد للأحزاب السودانية، والقوى السياسية السودانية، والمثقفين السودانيين، من وضعها في اعتبارهم..
ولك الشكر
ياسر
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: وطن قومي وليس عاصمة قومـــــــــــــــية (Re: Yasir Elsharif)
|
الاخ الفاضل ود قاسم
لقد كفاني رد الاخ د. ياسر الشريف، اذ اتفق علي كل ما ذكره..
و تعليقي المتبقي هو علي قولك
Quote: أستغرب كثيرا حين تطالب الحركة بعاصمة قومية بحجة أن هناك من أبناء الجنوب من يعيش في العاصمة ،، وأتساءل : ألا يعيش بعض من أبناء الجنوب وبعض الشماليين المسيحيين في مدن أخرى في الشمال ،، ألا يوجد هؤلاء في دنقلا ، وفي كسلا ، وفي بورتسودان وفي مدني وفي الأبيض وفي الفاشر وفي أبيي وفي كوستي وفي كل المدن ،، بل في كثير من القرى ،، ألا يوجد شماليون يعيشون في كل مدن الجنوب ؟ وهل ستتوقف حركة المواطنين مستقبلا ويتم حصرها في داخل مناطقهم الأصلية ؟
|
موضوع مطالبة الحركة الشعبية باستثناء غير المسلمين في كل السودان و ليس العاصمة فقط امر تجاوزه الزمن.. وربما كان علي الحركة التشبث بهذا الامر من البداية.. و لكن لا ننسي ان المساومة التي ادت الي اتفاق مشاكوس هي الشريعة في الشمال مقابل حق تقرير المصير للجنوب.... او العودة الي الحرب الي ان ينتصر طرف علي الاخر..
و ثمة شي اخر، و هو ان هذا الامر موقت الي حين اجراء الانتخابات بعد ما لا يتجاوز الثلاثة سنوات...
في تلك الانتخابات وبعدها، يجب علي الجميع الالتزام بمقررات اسمراء.. وهي فرصة طيبة لمعرفة حقيقة مواقف الافراد والاحزاب دون ضغوط او مساومات..عندها يجب علي كل العقلاء الالتزام بما كتبت
Quote:
السودان بلد متعدد ، واقعه هو الواقع الذي عاشه خلال الخمسين سنة الماضية ،، هو بلد لا ينفعه تغليب دين على آخر ، ولا تغليب ثقافة على أخرى ، ولا تنفعه ممارسات عرقية أو انتصار لفئة على حساب أخرى ،، إذا أردنا للسودان أن يعيش ويستمر كوطن موحد ، وككيان متكامل ، وككائن حي يقوم بدوره في محيطه العربي والإفريقي ، ويسهم في بناء مستقبل الإنسانية ، فإن علينا أن نمنحه ما يعينه على ذلك ، ولن يعينه على ذلك إلا أن نطلق لكل الناس كامل حرياتهم ، وأن نعود لقوانين المجتمع المدني ، وأن نجعل كل شبر من الوطن صالحا وجاذبا لجميع المواطنين السودانيين ، وأن نعيد الحق إلى أهله ،، وأهل الحق هم الشعب السوداني ،، |
ولك ودي
ايمن بشرى
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: وطن قومي وليس عاصمة قومـــــــــــــــية (Re: aymen)
|
أخي أيمن
لك التحية
كما قلت للأخ ياسر هذه ليست أول مناشدة للفصل بين الدين والسياسة ،، واتفاق ماشاكوس لم يصل إلى نهايته ولم يتم التوقيع النهائي بعد ،، وأعتقد إذا كان طرفي التفاوض يضعان مصلحة الوطن فوق كل مصلحة وإذا كان الهدف النهائي هو حل المشكل السوداني فإن الأمر أصبح واضحا أمامهماهذا الطريق ليس طريق للحل ،، بل ما يفعلانه الآن هو تكريس للانفصال ،، وبهذا سيدخل السودان نفقا جديدا أكثر إظلاما مما سبق ، وربما أن الانفصال لن يتم بصورة سلمية أيضا ،، الناس سيقبلون بوطن موحد إذا كان خيار الوحدة جاذبا ،، ولن تكون الوحدة خيارا جاذبا ما دام هناك إصرار على القوانين الدينية فوق أي شبر من الوطن ..
لك الشكر
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: وطن قومي وليس عاصمة قومـــــــــــــــية (Re: Yasir Elsharif)
|
د. ياسر
شكرا لك على المداخلة القيمة ،، وقد قرأت مقال محمد الحسن أحمد ، واستمعت لرأي أبو القاسم حاج حمد سابقا في قناة العربية عندما تحدث عن موضوع دارفور ، وقد ذكر الرجل أن التدخل قائم في كلا الحالين ،، وأكاد أتفق مع كثير مما قال ،، لنكي أتساءل ياسر إن كان المواطن الجنوبي يكتفي فعلا بانتمائه للجنوب ويتخلى عن الشمال ، وإن كان المواطن الشمالي سيكتفي بانتمائه للشمال دون الجنوب ،، أنا دائما أفكر بحلفا كما أفكر بنيمولي ،، وفي رايي أن الحركة الشعبية لابد أن تفكر هكذا ،، الآن كل يوم نكتشف أن اتفاقية السلام تبتعد عن التحقيق ، كما أننا نكتشف كل يوم قصورا فيها أو ناتجا عنها ، وقد سبق لي أن كتبت رأيي حول الدولة الدينية في بداية المفاوضات في رسالة مفتوحة وجهتتها عبر المنبر إلى الدكتور قرنق ،، وقلت فيها أنني ضد قيام دولة دينية حتى ولو على مساحة حي واحد بالسودان ،،وأعرف أن الحركة والأحزاب السودانية كلها تتفق مع الطرح القائل بالفصل بين الدين والسياسة ،، إلا الجبهة الإسلامية ،، هي وحدها التي تنادي بالخلط بين الدين والسياسة ،، وهي لا تنظر حتى لتجربتها الذاتية طيلة خمسة عشر عاما ، وقد سبق ذلك شراكتها مع مايو في قوانين سبتمبر التي أشعلت فتيل الحرب ،،
الآن المحادثات تراوح مكانها ،، والأسباب واضحة جدا ، وهي :
1- عزل الشعب السوداني عن المحادثات وادعاء تمثيله من قبل فئة لا تمثله ، فالشعب لا تمثله إلا أحزابه ومنظمات المجتمع الوطني كافة ،،
2- عقدة القوانين الدينية التي لا تهدد فقط اتفاقيات السلام ، غنما تهدد الوطن كله حاضرا ومستقبلا ،،
3- تمسك النظام الحاكم بحقه السلطوي الذي اغتصبه ومحاولته الخروج بأكبر مكسب لحزبه وجماعته من هذه الصفقة التي تتم على حساب هذا الشعب وهذا التراب ..
اعتقد أن من يعي هذه العقبات ، ومن بقيت فيه ذرة من وطنية وإنسانية ‘ لن يستمر أبدا في مثل هكذا محادثات ،، فقد أصبح جليا وواضحا أن هذه الافاقيات حتى في حالة توقيعها فإنها ستقود في النهاية إلى تقسيم الوطن ،، وفي المقابل أرى أن هناك فرصة لتحقيق الوحدة بجعل الوطن جاذبا لكل أبناء شعبه ، لا يقيد حركتهم بقوانين دينية أو غيرها ، وبجعل الوطن وطناللجميع ، ولا داعي لأن نظل مصنفين لشماليين وجنوبيين طوال حياتنا ،، يكفينا ضعفا وهوانا ولا إنسانية ،، نحن بحاجة إلى إيجاد وضع إنساني ..
مرة أخرى لك الشكر د. ياسر
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: وطن قومي وليس عاصمة قومـــــــــــــــية (Re: nadus2000)
|
نادوس
أصل ما أخشاه في القوانين الدينية تعدد الشروحات وتباين الفهم ، وكل فئة تتدعي أنها الأعرف بالدين من غيرها ،، وغالبية الفئات تمثل مصالح محددة يتم السعي من أجلها بغطاء الدين ،، وبعض الناس يتعاملون مع النصوص ببلاهة ودون تروي أو إعمال للعقل ،، وفي رأيي أن القوانين الدينية مضرة بالدين نفسه ، والتجارب السابقة واضحة للعيان ،، وهناك كثيرون في السودان يقولون أن ما يطبق الآن ليس إسلاما ، وبعضهم يقول لو أن الاسلام هكذا فسنتركه ، كما أن غير المسلمين قد تم تنفيرهم بما فيه الكفاية بسبب النموذج المطروح ،، لذا أعتقد أنه من مصلحة الدين أن نباعد بينه وبين السياسة ،،
لك التحية والشكر
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: وطن قومي وليس عاصمة قومـــــــــــــــية (Re: ودقاسم)
|
الأستاذ ود قاسم
لك الشكر على هذا التحليل القيم الذى( لمس ) مباشرة عصب المشكل السودانى ...
فى حين تاهت أيدى كثيرة ...وهى تتحسس أماكن قد تبدو للكثيرن هى مكامن الداء ...مما يجعل الوصفة .التى يقدمونها ..مختلفة ومتباينة ...ولكن يبقى العلاج الشافى هو السعى بكل الطرق لمؤتمر وطنى ..جامع تشارك فيه كل فئات الشعب السودانى ...وهل يكتفى بالإسعافات الأولية والإصابات بليغة بهذا الحد..وكم يجب علينا أن ننتظر حتى يتعافى هذا الوطن ..؟؟...
.كانت رؤيتك فى مقالك أن محادثات نيفاشا ولو نجحت فلن تكن الحل..وأتفق معك البعض
وقد يرى أخر ان المشاركة مع الحكومة (حزبيا هو الحل )
او كما ترى رودا ان الحل هومحاسبة كل ما هو شمالى مسلم شارك فى التصفية العرقية والتهميش..( بعد التحرير)
وهناك..القوى الديمقراطية لها طرحها الخاص ..ايضا... رغم ما يضمرونه لبعضهم ..وإن حاولوا ..(الإخفاء .).مؤقتا ..لما تقتضيه المرحلة الحالية ..
إذن كل الحلول المطروحة الآن مهددة (بقصر عمرها)..وهى تهدى للشعب السودانى مزيدا من الضياع والتخبط ..وتجعله .(..ضفضع تجارب فى معمل...الساسة والمثقفين ..)
أكرر شكرى لك الاخ ودقاسم
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: وطن قومي وليس عاصمة قومـــــــــــــــية (Re: omer almahi)
|
اخي عمر الماحي
لك التحية والشكر على المداخلة القيمة ،، أقول نعم لمؤتمر دستوري يجمع الشعب السوداني عبر التمثيل الأمين من خلال منظمات المجتمع المدني ،، وهذه الوسيلة الوحيدة لسماع رأي الشعب في حل مشكلة الوطن ، ولتتم أي معالجات للقضايا الحساسة مثل مسألة الدين والسياسة غعبر استفتاء عام إذا لم يتمكن المؤتمر من حل مثل هذه المسائل ..
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: وطن قومي وليس عاصمة قومـــــــــــــــية (Re: ودقاسم)
|
عزيزي الأخ / ودقاسم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وطنا السودان الحدادي المدادي بيضيع وحيتقطع الي دويلات وحيجي يوم نقول ياريت يكون في تدخل اجنبي عشان يوحد لينا سودانا ويرجعوا لينا ذي ما كان
سبحان الله نحن مصيبتنا في حكومتنا
أتذكر ان السيد / علي عثمان محمد طه نائب رئيس الجمهورية قال في لقاء بالميدان الشرقي بجامعة الخرطوم وكذلك في جامعة الجزيرة إذا كان الغاء الشريعة الاسلامية سيوحدنا فلا مانع لديهم في ذلك .
يعني القضية مش شريعة القضية نحكم وبس وخلونا مواصلين في حكمنا .
وختوها الجماعة واضحة مع حركة قرنق قالوا ليه خليك ذي ناس جماعة سلام الخرطوم ونلغي ليك الشريعة ونتنازل لك عن ابيي حتى حلفا كمان لو عايز بس خليك معانا لغاية ما تكمل السنوات الست بتاعك وبعد كدا يحصل اليحصل .
والكارثة قرنق يقول شركوا كل القوي السياسية في المفاوضات وعلي محمد طه يقول السلام لازم يشمل الكل ما حننسي القوي الاخري .
عش رجبا ترى عجبا
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: وطن قومي وليس عاصمة قومـــــــــــــــية (Re: حمزاوي)
|
نعم المحاسبة مهمة ، لكن لا نتوقع أن يحاسب الظالم نفسه
بنفسه
نعم استاذ ود قاسم ..اذن علينا التخلص من الظالم لكي نحاسبه ..
سؤال ..
هل السلام بصوره الحاليه يعتبر سلاما عادلا هذا اذا اخذنا في الاعتبار ان الحكومه نفسها "ظالمه"؟؟؟
والسلام
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: وطن قومي وليس عاصمة قومـــــــــــــــية (Re: حمزاوي)
|
حمزاوي
لك التحية
بالطبع أخي حمزاوي فإن الجبهة وتهافتها على السلطة تمثل قمة أزمة السودان ،، وهم الآن ينظرون إلى السودان على أنه دولة تطبق الإسلام ليس لأن القوانين في البلاد إسلامية ولكن لأنهم هم فقط يجلسون على رأس السلطة ،، فهم لم يطبقوا شرعا بل طبقوا ظلما ، وأضروا بالإسلام ضررا كبيرا ، لكنهم يكابرون ، ويبذلون كل جهد للاستمرار في السلطة ، والنفاذ من المحاسبة ..
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: وطن قومي وليس عاصمة قومـــــــــــــــية (Re: ودقاسم)
|
| Quote: لكن من الواضح أن الحكومة نجحت في تحييد الحركة تجاه مقررات أسمرا ، وجعلت الكثيرين من السياسيين السودانيين ينظرون إلى الأمر على أنه مساومة تاريخية يسعى كل طرف بالخروج منها بأفضل ما هو ممكن ،، |
الأخ/ ود قاسم.
أراك تحاملت كثيراً على الحركة الشعبية وموقفها من مفاوضات السلام الجارية ألان. في البداية يجب أن أنبهكم بأن هناك ضغوط وواقع يفرض نفسه على موقف الحركة التفاوضي بنيفاشا, والضغوط هي نابعة من موقف عدد لا يستهان به من الساسة الجنوبيين, وموقفهم يتمثل في , لماذا يقاتل أبناء الجنوب بالنيابة عن أبناء الشمال؟ وهناك أيضاً الضغوط الدولية على الحركة للجلوس والتفاوض مع هذا النظام, وحسب علمي أنا أن قادة الحركة الشعبية يعلمون جيداً مع أية عقلية يتفاوضون كما يعلمون أن أي اتفاقية لا تقر بعودة الديمقراطية تعتبر فاشلة. هذا هي الظروف التي تفاوض الحركة الشعبية بها. عزيزي ود قاسم. يجب أن لا ننسى الموقف السلبي للتجمع ولبقية القوة السياسية الشمالية من الذي يدور ألان. فلماذا دائماً يبدأ الحديث عن مقررات أسمرا 95 م لمحاسبة الحركة الشعبية فقط؟ وضع الحركة في التجمع يختلف عن وضع بقية الأحزاب في كثير من الأمور ولا أريد أن أخوض فيها ألان. أن الحديث على الذي يجرى ألان في السودان عموماً والمفاوضات خصوصاً شئ واضح جداً, ومسئولية الحركة ألان, هو أن تحقق اتفاقية عادلة تستفيد منها كل القوى السياسية في السودان, وأنا هنا لا أتحدث عن توزيع مناصب بل أتحدث عن وضع ديمقراطي عادل يسمح للكل ممارسة نشاطه السياسي بكل حرية . فيبقى السؤال: هل يوجد لدينا أحزاب جادة في السودان تتحدث بكل وضوح عن فصل الدين من السياسة أم لا؟ ( خصوصاً الحزبيين الكبيرين) ولي عودة.
دينق
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: وطن قومي وليس عاصمة قومـــــــــــــــية (Re: Deng)
|
الأخ ودقاسم
أحييك على هذا المقال الرصين والعقلاني.تثير قضية الدين والدولة حساسية مفرطة ليست لغائيتها بحد ذاتها بالنسبة للذين يشددون عليها، وإنما لعلة سوء استخدامها كسلاح يشهر دائما في وجه المخالفين لدواع سياسية بحتة لجهة التكسب والمزايدة ليس الا.ودلت التجربة السودانية ، بل التجربة التاريخية الاسلامية باستثناء العهد النبوي وعهد الخلفاء الراشدين أن قضية الدولة الدينية جرى تشويه الدين الاسلامي من خلالها أيما تشويه وتم استغلالها بشكل بشع أودى بحيوات مئات الآلاف من المسلمين وطاش سهم الدولة الموصوفة بأنها اسلامية ودينية عن تحقيق مقاصد الدين نفسه بشأن المساواة والحرية والعدل وصيانة حقوق الانسان.ويشتد وطء القضية أكثر بعلل ذات جذور عميقة لحقت بالفكر الاسلامي والثقافة الاسلامية لتحيل المحاور والسقوف الاسلامية بشأن الممارسة السياسية لممارسة شعاراتية بحتة تمثل مجافاة غريبة من نوعها لروح الدين من دون أن يحظى هذا الأمر بتفكيك منطقي واذا حظى فان القمع والتكفير هو السبيل الوحيد الذي يجده المتشددون لهزيمة خصومهم.والحقيقة أن هؤلاء المشتغلين على هذه القضايا سيتعين عليهم أن يبذلوا جهدا كبيرا في تبيان الفرق الشاسع بين الاسلام كدين وبين الثقافة الاسلامية المختلة التي يتاجر بها هؤلاء -بحسب تصورات مقعدة - على أنها هي الدين.
أعتقد بأن التجربة الاسلاموية في السودان أثبتت بوارها وخواءها نظرا لأن الذين أشتغلوا عليها جعلوها مطية تحقق لهم أغراضهم، والأولى أن ندرس تجارب أخرى ناجحة جدا ركزت على تحقيق انجازات تصب لجهة الرفاهية وتعزيز الحريات الشخصية وترسيخ المجتمع المدني كماليزيا مثلا أو حتى تركيا على الرغم من اختلال التجربة بعض الشيء لصالح العلماني الصارخ الا أن هذه التجارب التي لم يلتفت اليها المنادون بدولة اسلامية في السودان وألتفتوا فقط الى تجارب مشوهة في المنطقة.يبقى السؤال ما هو المطلوب من الاسلام انجازه على صعيد المجتمع، أهو المناداة به واستخدامه كشعار أم مقاصده الأساسية المتمثلة بالعدل والمساواة وحقوق الانسان؟وهل تتنافى قيم الليبرالية مع الحرية الشخصية للفرد المسلم في أن يؤدي فروضه الدينية وحقوقه وواجباته نحو مجتمع مدني بشكل لا يشكل اشكاليات كالتي يشكلها الاصرار على المتاجرة بالدين خصوصا في مجتمع متعدد كالمجتمع السوداني؟
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: وطن قومي وليس عاصمة قومـــــــــــــــية (Re: خالد عويس)
|
أخي خالد
لك التحية ، والشكر لك على الإضافة القيمة ،،
إذا قبل الناس وفهموا أن للدين مقاصد ، وأن كل ما يحقق مقاصد الدين هو شرع الله فإن معضلة الدين تكون قد اقتربت من الحل ،، لكن ما زالت المدارس الدينية تخرج القاصرين والمتزمتين والمتطرفين ،، وما زال اناس كثيرون يستخدمون الدين مطية للوصول إلى مآربهم ،، وبالتالي تتكون طبقة من الاسلامويين يخلطون بين التكبير والتهليل من جهة وبين الفحش والتسلط من جهة أخرى ، وفي رأيي أن الدين نفسه سيتضرر كثيرا بهكذا أفعال ، إذ يصبح ذلك المنهج الرباني الذي حرر الناس وبيّن لهم حقوقهم ، يصبح منفرا بفعل هؤلاء المنفّرين ،، وهذا الأمر تكرر في أكثر من نموذج ،،
لا تخف يا خالد فإن الدولة المدنية هي التي تكفل للعباد حرية العبادة وحرية الفكر وحرية الحركة ، وهذه كلها أمور أقرها الدين وشجّع عليها لأن ربنا يعلم أن فيها خيرا للبشرية وللدين نفسه ،، وإذا تحققت الحريات فإن مقاصد الدين تصبح محققة وهي المنتج النهائي للدولة المدنية ،،
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: وطن قومي وليس عاصمة قومـــــــــــــــية (Re: Deng)
|
مضيفين أن هذا يمثل انقيادا لمخططات إسرائيل وأمريكا ،،
الاستعمار القديم والحديث علي رأسه أمريكا هم من يريدون فصل الشمال عن الجنوب وكذلك تيار الاسلام السياسي ليسهل عليهم الكذب والدجل باسم الاسلام في الشمال بعد أن يتخلصوا من السبب الرئيسي الذي يطرحه اليسار لدعم وجهة نظره السياسية الداعية لعلمنة السياسة ... وربما يكون بهذا هو أيضاً خطأ لليسار .. اذ أن علمنة السياسية بمعني اتباع الطرق العلمية في السياسة وتطبيق أنجع الوسائل المجربة عالميا في كل القضايا السياسية لا تتطلب أن يكون هناك تعدداً دينياً .. اذ أن الدين الواحد نفسه متعددة مفاهيمه بين أي شخص وآخر ناهيك عن جماعة وأخري .. ثم أن الضرورة موجودة أصلاً في أن للسياسة مفهوم آخر لا ينطبق علي أي دين من الأديان
الدولة العلمانية أو دولة الحقوق المدنية هي ضرورة لأبناء الجنوب والشمال والشرق والغرب علي حد سواء
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: وطن قومي وليس عاصمة قومـــــــــــــــية (Re: Deng)
|
أخي دينق
لك التحية والشكر على مداخلتك القيمة ،،
لست متحاملا على الحركة بقدر ما أنا متعشّم فيها ،، الشعب السوداني يعظم دور الحركة في إنقاذه من نظام الإنقاذ ،، وأملي أن تبقى الحركة دائما عند حسن ظن الشعب بها ،، وقد رأينا كيف تم استقبال وفد الحركة الذي زار الخرطوم مؤخرا ،، لا أحد يا دينق يقاتل نيابة عن أحد ، لكن دائما وفي كل أمة هناك من يتصدى للظلم وهناك من يتقدم النضال ، وللنضال أوجه عديدة ، فالنضال ليس حربا فقط ، إنما هناك وجوه عديدة منها العمل السياسي ، وفتح المحاور الديبلوماسية التي تخدم القضية ، وهناك العمل الإعلامي المتمثل في فضح النظاموتعريته ، وهناك العمل وسط الجماهير لتحريك الشارع ،، وأبناء الشمال لم يتقاعسوا عن حمل السلاح ، فهم أيضا حملوا السلاح مع اخوتهم في الحركة وحملوا السلاح باسم تنظيماتهم المختلفة ، فحركة شهداء رمضان ، وجيش الأمة ، وجيش الفتح ، ومؤتمر البجا ، وقوات التحالف ، وحركة تحرير السودان في دارفور ،كل هذا عمل مسلح قام ويقوم ضد النظام ،، وأذكرك يا دينق أن الجبهة الوطنية قامت بعملها العسكري الشعبي في العام 76 وكان الاخوة الجنوبيين في تلك الفتر لا يطلقون طلقة واحدة ضد نظام نميري لأنهم ارتضوا اتفاقية أديس التي لم تنجز لنا حرية ولا ديمقراطية ،، وكل هذا العمل تقوده الأحزاب المنادية بالديمقراطية ، وتنفذه جماهير الحزبين الكبيرين ،، فهذه الجماهير هي التي كانت حطبا لنار أكتوبر وأبريل التي اكتوت بها الديكتاتوريات ،،
أفهم أن الحركة تفاوض تحت ضغوط دولية ، لكن الحكومة أيضا تفاوض تحت ضغوط أكبر ، وكان يمكن أن يتم تحريك المجتمع الدولي ضد القوانين الدينية والدولة الدينية وتنبيه المنظمات الدولية إلى خطورة استمرار العمل بهذه القوانين وخطورة استمرار هذا النظام على مستقبل الباد وعلى مستقبل المواطن السوداني خاصة المنتمين لما يسمى بالأقليات ،، خاصة وأن المجتمع الدولي بأسره حاليا يعاني من عنت الجماعات الدينية المتطرفة ، ويتجه إلى القضاء على هذا التطرف ،،
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: وطن قومي وليس عاصمة قومـــــــــــــــية (Re: ودقاسم)
|
الاخ العزيز ود قاسم
تحية طيبة ..
اعتقد ان مقالك هذا خطوة في الاتجاه الصحيح؛ فرغم تحفظاتي علي مصطلح الدولة الدينية - لا اري في دولة الانقاذ اي دولة دينية؛ بل دولة دكتاتورية متسلطة ذات طابع فاشي - الا اني اتفق معك في ضرورة العلمنة السياسية والاجتماعية لكامل السودان؛ وليس قبول القسمة الضيزي التي اتت بها استراتيجية النظام؛ وهو توطيد نظامهم وغطائهم الايدلوجي باسم السلام؛ بعد ان فشلوا باسك الجهاد.
هذا المطلب لا نخاطب به الحركة الشعبية لتحرير السودان؛ وانما نخاطب به الجماهير؛ وتعمل علي بناء الادوات السياسية؛ القادرة في مثابرة ووعي استراتيجي؛ علي ان تقود هذه المطالبة؛ وفق برنامج مدني ديمقراطي علماتي واضح؛ يقوم بهدف تصفية النظام الراهن؛ وقيام دولة الحريات والمؤسسات بدلا عنه.
الحركة الشعبية اثبتت منذ زمن قبولها للتقسيم ما بين شمال مسلم تتحكم فيه الانقاذ ؛ وجنوب مسيحي -وثني تطمع ان تتحكم هي فيه؛ ولذلك لا استغرب ان يقبلوا نتيجة المفاوضات الواضحة منذ البدء؛ وان يقبلوا التسوية الحالية؛ لانها تنسجم تماما مع خطهم الاستراتيجي.
يبقي علي القوي العلمانية والديمقراطية والليبرالية ان تقوم بفرز نفسها عن منهج التسوية؛ وعن الاحزاب والقوي التي تدعمها؛ وان تتم مواجهة النظام حتي النهاية؛ وعدم الانخراط في اي مشاريع للتسوية؛ تؤدي الي اعطائه شرعية؛ فهل القوي العلمانية والديمقراطية قادرة علي انجاز هذا الفرز؟
عادل
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: وطن قومي وليس عاصمة قومـــــــــــــــية (Re: Abdel Aati)
|
اعتقد ان مقالك هذا خطوة في الاتجاه الصحيح؛ فرغم تحفظاتي علي مصطلح الدولة الدينية - لا اري في دولة الانقاذ اي دولة دينية؛ بل دولة دكتاتورية متسلطة ذات طابع فاشي
شكرا استاذ عاطي ..اين الاسلام ........واين الجبناء ..كما تري هنالك فارق والاديان بريئه من المجرمين ..
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: وطن قومي وليس عاصمة قومـــــــــــــــية (Re: Muhib)
|
محـــــــــــــــــــب
شكل الإنقاذ هو شكل الدولة الدينية ، هي نموذج للدولة الدينية ، وخطورة الدولة الدينية تتمثل في انها يمكن أن تتبع منهجا دينيا مصلحيا يتدثر بغطاء الدين ويخفي تحته الفساد والظلم ، ويحرّم على الناس معارضتها بحكم أنها دينية ،، نريد دولة نحاسبها ونعارضه ونعاقب قياداتها على جرمهم ..
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: وطن قومي وليس عاصمة قومـــــــــــــــية (Re: Abdel Aati)
|
أخي عادل
لا أشك مطلقا أن دولة الإنقاذ دولة دينية ،، وهناك فرق بين دولة دينية راشدة أو ملتزمة بشعاراتها ، ودولة أخرى تتخذ شعاراتها غطاء لكومة من فساد ،، لكن كلاهما دولة دينية ،، وهذا في حد ذاته يعتبر مثالا على خطورة الدولة الدينية ، التي تقمع الناس بالقوانين الدينية وتفعل بهم ما تشاء ، أو تجعل قوانينها فوق رقاب المواطنين، ويعيش الممسكين بالسلطة كطبقة عليا تنفد من الرقابة والمحاسبة وتستمتع بكل موارد الدولة ،،
أخي عادل أنا أؤمّن تماما على دور الجماهير ونضالها اليومي ، لكن الحركة الشعبية - رغما عن بعض مآخذها - إلا أنها ما زالت هي الجهة الشعبية التي تستطيع أن تلوي ذراع الإنقاذ ،، وتوجيه الخطاب لها لا يعني إعفاء الباقين عن تبعات هذا الخطاب ،، وما زلت آمل أن يقودنا السلام إلى فضاء ديمقراطي نستطيع أن ننجز عبره دولة المواطنة ..
ولا أتفق معك في قبول الحركة مبدأ التقسيم إنما أرى أن الحركة أكرهت على بعض ما نراه صادرا عنها ،، فالقوى السياسية الأخرى فضلت أن تراقب بحذر ، وأن تدخل في استراحة ،، وأعتقد أن الحركة كجزء من التجمع الوطني ، وموقعة على مقررات أسمرا وهي ملتزمة بما وقعت عليه ،، لكن الالتزام لابد أن يكون ديدن كل الأطراف عملا وقولا ،،
أما استمرار المواجهة بين القوى الديمقراطية من جهة والنظام من جهة أخرى فإنه أمر لا محالة واقع ، لأن النظام ما يزال يمثل حالة مرفوضة من قبل الجماهير ومن قبل الواقع السوداني ،، لكن يا عادل هناك العديد من الضغوط تمارس على كل الشعوب وتؤثر على اختياراتها ، وتطيل أمد الظلم ، لكن المعركة تظل مستمرة وقد تتخللها تسويات ، لكن الشعب لا يساوم ولن يرضى بالمسكنات التي تتيحها تلك التسويات ، وستضطر القيادات إن عاجلا أو آجلا للعودة إلى الجماهير والاستجابة لحكمها ...
لك التحية والشكر
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: وطن قومي وليس عاصمة قومـــــــــــــــية (Re: kamalabas)
|
أخي كمال عباس
نعم لا أجد حلا لمشكلة السودان إلا عبر الديمقراطية ، والدولة المدنية ،، لكني بالأمانة لا أرى أن اتفاقيات السلام ستفضي بنا إلى هذا الأمل ،، إذن يبقى الدور علينا نحن الجماهير ،، لنقف جميعا ونساند التوجه الديمقراطي ونرفض كل جنوح نحو التسلط ،، وندعم الشرعية عبر صناديق الاقتراع ،، وعلى أحزابنا ومنظمات المجتمع المدني كلها انتهاج الخط الديمقراطي والتأطير الديمقراطي لكل عمل تقوم به هذه المنظمات ،،
| |
|
|
|
|
|
|
| |
ودقاسم
Abd-Elrhman sorkati
Muhib
Yasir Elsharif
aymen
Ishraga Mustafa
nadus2000
omer almahi
Deng
elmahasy
Abdel Aati
kamalabas
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست