آخر الزمن يا ناس ودوا الولد للسوق - أطفال الأنابيب وأطفال الشوارع

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-08-2024, 05:02 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة محمد قاسم(ودقاسم)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-12-2003, 08:25 AM

ودقاسم
<aودقاسم
تاريخ التسجيل: 07-07-2003
مجموع المشاركات: 11146

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
آخر الزمن يا ناس ودوا الولد للسوق - أطفال الأنابيب وأطفال الشوارع

    أطفال الأنابيب وأطفال الشوارع

    تساؤلات عدة تدور بأذهان الكثير من البشر حول إنجاب الأطفال وعلاقة ذلك بالغريزة أو الشهوة واللذة أو التوجيهات الدينية والنداءات الوطنية لزيادة عدد السكان أو حتى للوجاهة الاجتماعية . وقد ترد تساؤلات أخرى عن الجدوى الاقتصادية للإنجاب ، وهل نحن حريصون على حساب كل صغيرة وكبيرة في حياتنا على أسس مادية حتى في نظرتنا إلى تكلفة تربية أبنائنا وتنشئتهم والمردود الذي نتوقعه منهم عندما يصيرون كبارا .
    بعض الناس ممن عرفنا ، وممن لم نعرف ،لم يرزقوا أولادا ، وبعض هؤلاء استطاع التطور العلمي حل مشكلتهم لكن ذلك ربما يكلف كثيرا ، إلا أن الغالبية منهم ربما يبذلون كل ما في وسعهم لتحقيق الإنجاب ، وربما يصرف بعضهم الكثير من المال والجهد دون أن يحصل على ما يريد . وعلى الجانب الآخر هناك بعض الناس ربما يرى أنه أبتلي بكثرة الأولاد ، كما أن بعض العلاقات الجنسية والتي يسعى ممارسوها للحصول على اللذة فقط ربما ينتج عنها ما لا يكون مرغوبا فيه من الأطفال . والغالبية العظمى من الناس تحصل على الحمل ، وبالتالي ولادة طفل ، بدون أدنى مجهود وبدون أي تكلفة مادية . وقد يخرج الطفل إلى هذه الحياة دون أن تكون أمه قد كلفت نفسها حتى بزيارة للطبيب ولو لمرة واحدة طيلة فترة حملها . لكن إعداد الطفل ليصبح عضوا فاعلا في مجتمعه ربما يكلف الكثير .ابتداء بالحفائظ وانتهاء ببدلة التخريج . وقد بذلت الكثير من الدول جهودا ضخمة لإعداد النشء عن طريق الاهتمام بصحة الأطفال والتعليم والتدريب . كما أن قوانين عديدة استحدثت لحماية الأطفال وضمان عدم استغلالهم . وقد سبق الإسلام كل تلك الأنظمة في وضع الأسس السليمة في تربية الأطفال والاهتمام بهم فجعل الوالدين راعيين لشئون الأولاد وتوجيههم ومسئولين عن تلك الرعاية ، وأوجد أسسا للعلاقة بين الوالدين والأولاد تحكم جميع مراحل الحياة .
    ومهما بلغت درجة صعوبة الإنجاب أو سهولته ، أو حتى في تلك الحالات التي كان الهدف منها اللذة والمتعة الوقتية فقط ، ومهما كانت تكلفة التنشئة عالية أو منخفضة أو حتى معدومة ، فإن الله تعالى يقول ( ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ) ومن كرمه الخالق سبحانه وتعالى لا يصح أبدا أن يحتقره أو يستغله مخلوق ، وإن فعل ، فإنه آثم أضر بأخيه الإنسان وبالبشرية جمعاء وشوه صورة مجتمعه واستحق عقابا من هذا المجتمع كما استحق عقاب الله سبحانه وتعالى .
    ولعلك وأنت تتجول في الأسواق أو تمر بأحد الشوارع الرئيسية ، وربما غير الرئيسية أيضاً ، أو تقف عند إحدى الإشارات تشاهد أطفالاً يجمعون بين التعاسة والذكاء وقلة الأدب ، يعرضون عليك كوب ماء مثلج أو بضائع أخرى لا قيمة لها . وبعضهم يطلب منك صدقة ، والبعض الآخر يبحث بين القمائم عله يجد ما يقتات به . وقد يكون ذلك أثناء النهار والطلاب في مدارسهم وهؤلاء التعساء في سن الدراسة مما يجعلك تستدعي كل ما أوردناه سابقا من تساؤلات وافتراضات ، وان تحاول إيجاد إجابة لهذه الألغاز .
    ربما نتساءل : من ذا الذي دفع بهؤلاء الأطفال إلى هذا الواقع الأليم ؟ وربما نختلف في إجاباتنا ، بعضنا يقول : هم مسئولية الأسرة ، وبعضنا يقول : إنهم مسئولية المجتمع . وبعض آخر يقول : إنهم قادوا أنفسهم إلى هذا المصير . وربما يقول قائل : إنهم ضحية لكل ما سبق . ولكن ، مرة أخرى ، مهما كانت التكلفة ، من الذي استعجل الحصاد ؟ فالطفل ، أي طفل ، لابد أن يتوقع والديه منه مردودا ، ولابد أن يتوقع الوطن منه مردودا ، ولابد أن يسهم في هذه الحياة بقدر ولو في حدود ضيقة . إلا أن لكل زرع موعد حصاد ، ولابد أن يسبق ذلك الموعد عناية بالزرع واهتمام به حتى لا يحصد صاحبه قبضة من الريح .
    من المؤكد أن هؤلاء الأطفال ليسوا من أطفال الأنابيب ذوي التكلفة العالية ، إلا أنهم من الممكن أن يكونوا من علماء زمانهم وأن يسهم بعضهم في تخفيض تكلفة إنجاب أطفال الأنابيب وغير ذلك من المنفعة لمجتمعهم . كما أنه ليس من المؤكد أن كل من يولد ويربى بتكلفة عالية سيكون حتما من الصالحين . وكل ما يرد من ردود على تساؤلاتنا لا يخرج عن كونه تبريرا مرفوضا . فالرد بفقر الوالدين أو رحيل أحدهما ، والرد بالتخلف الدراسي وتفضيل العمل على الاستمرار في الدراسة ، وتمرد الطفل وانصرافه عن توجيهات الأسرة ، كل هذه وغيرها تهرب من دور الرعاية التي أوجبها الله علينا وجعلنا مسئولون عنها .
    قد يخرج الأمر عن الواقعية إلى دائرة المثالية أن نطالب بمجتمع خال من المشردين أو من مسببات التشرد . ولكن أن يكثر التمرد وينتشر ويصبح علنياً فإن ذلك مرفوض ولابد من مقاومته ، ليس فقط من باب الوجاهة الاجتماعية ولكن من باب تكريم الإنسان وعدم فقدان الأمل في أن بعض هؤلاء ربما قدموا الكثير للمجتمع وللإنسانية إذا وفرنا لهم الرعاية ولم نستعجل منهم القطاف .
    ومن هنا فإن التعامل مع الإنسان من منطلق إنسانيته ، وبصرف النظر عن الجهد المادي المبذول لإنجابه وتربيته وتنشئته ، يكون هو المطلوب ، وهو المدخل لعلاج مشكلة أطفال الشوارع ، وهو ما نضمن به مصلحة المجتمع وسلامته ونؤكد به اتباعنا لأوامر الخالق في تكريم بني آدم .
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de