"دِيوَانِيبْ"! .....قصيـدة الأسبوع....كمـال الجزولـي.......

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-09-2024, 10:14 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة منصور عبدالله المفتاح(munswor almophtah)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-12-2006, 11:01 PM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
"دِيوَانِيبْ"! .....قصيـدة الأسبوع....كمـال الجزولـي.......

    قصيـدة الأسبوع

    "دِيوَانِيبْ"!

    أو .. القَصِيدَةُ الجَّبَلِيَّةْ

    كمـال الجزولـي

    الباب مفتوح لقراء سودانايل للمساهمة في تحرير هذه الصفحة بإرسال مختاراتهم من القصائد المحببة لديهم

    (1)

    هل قُدَّ من صخرٍ عزيفُكَ فى انتظارِ الغاشيةْ ؟!

    أم أنتَ من صخرٍ ..

    قُدِدتْ؟!

    أم أن صوَّانَ النشيدِ سياجُ صدركَ

    يا ابنَ هذا الرُّعبِ ،

    والليلِ

    الطويلْ ؟!

    أم أن أسيافَ اليقينِ على اليقينِ ..

    تثلمتْ ،

    فإذا بصهباءِ الحنينِ ثُمالةٌ ،

    وكثيرُ شجْوكَ ، فى الأسىْ ، شجنٌ قليلْ ؟!

    أم أن من ندَبوكَ للموتِ الزؤامِ ، وللشهادةِ ،

    قايضوا فيكَ القوافىْ ..

    بالمنافىْ ،

    والحدائقَ بالحرائق ِ،

    والبنفسجَ بالردى ، والحُلمَ ..

    بالشجرِ

    القتيلْ ؟!



    (2)

    صخرٌ لوجهِكَ فى الممرَّاتِ القديمةْ ،

    صخرٌ لعينيكَ

    صخرٌ لقدميكَ

    صخرٌ .. وكلُّ الموتِ مرصودٌ لأغنيةٍ يتيمةْ ،



    هل ضاعَ هذا الرصدُ فى وجدانِنا .. عبثاً ،

    وهل ذهبَتْ مراثينا ..

    سُدى ؟!

    ...............

    ...............

    صخرٌ

    وأغنيةٌ

    وموتْ

    ...............

    ...............

    هأنتَ تخرجُ من ..

    جلالِ الموتِ ،

    متشِحاً

    بأغنيةِ الصخورِ الشُّمِّ ، ترجعُ ..

    للصدى ،

    قالَ الذين نحبهم:

    يا ليتنا كنا ، فما كنا ، إذنْ ، فى موضِعِ

    السيفِ التجأنا ..

    للندى ،

    حتى

    تبدَّدَ حُلمُنا فىْ ذائبِ الذكرى ،

    وغرغرَ

    بالنشيجِ المُرِّ ، منْ أعراقنا ، دمُنا الموزَّعُ

    فى

    المدى

    ...............

    ...............

    صخرٌ

    وأغنيةٌ

    وموتْ

    ...............

    ...............

    إن الجراحَ تخُصُّ وجهَكَ .. وحدَهُ ،



    إن الجراحَ ،

    الآنَ ،

    تلفظُ ملحَها ،

    إن الجراحَ تضئ أبوابَ ..

    المتاجرْ ،

    ونزيفُكَ اليومىُّ يصعدُ فى بخارِ الشاحِناتِ ،

    نزيفكَ

    اليومىُّ

    يهبطُ فى ثغاءِ .. النائحاتِ ،

    نزيفك اليومىُّ يختزلُ المسافةَ بينَ صدرك

    والخناجِرْ ،

    فعلامَ صمتُكَ ..

    أمْحَكَتْ كلُّ الدروبِ ،

    استأكمَ السهلُ الفسيحُ ،

    وصَوَّحَتْ

    فيكَ الجريمةْ ،

    يا أيها المأسورُ فى جُلبابِ سقطتِه ..

    العظيمةْ ،

    صخرٌ لوجهِكَ فى الممرَّاتِ القديمةْ ،

    صخرٌ لعينيكَ

    صخرٌ لقدميكَ



    (3)

    صخرٌ

    وصخرٌ ،

    لم يعُدْ فى البالِ غيرُ الصخرِ ، هلْ تُجدى ..

    الأظافرْ ؟!

    ...............

    ...............

    صخرٌ

    وصخرٌ ،

    لم يعُدْ فى الصخرِ غيرُ الصمتِ ، هل يُغنى ..

    السؤالْ ؟!



    ...............

    ...............

    وأراكَ أمشاجاً تَفرَّقُ فىْ ..

    الورى ،

    يا واحِداً فى كلِّ حالْ ،

    خُذنى بعِشقك ..َ تلتقينىَ ساجِداً ،

    زدنى بعِلمِكَ ..

    أصطفيكَ ،

    إنى وأنتَ البعضُ ، والبعضُ المُكَمِّلُ ،

    كيفَ

    جازَ ،

    إذنْ ،

    ضياعُ

    الكلِّ

    فيكَ ؟!

    إنى وأنتَ النهرُ ..

    والغرقىَ ،

    فهل خفَّتْ ،

    لنجدتِنا ،

    مراثيكَ .. الطوالْ ؟!

    أدمنتَ شهوتكَ الأثيرةَ ، لم تَنَلْ ..

    غيرَ المخالِبِ

    فى الظلامِ ،

    ولم ..

    تَنلْ

    غيرَ

    الحبالْ ،

    وتأرجُحِ

    الأجسادِ ..

    بين الصخرِ والصخرِ ، هنا ،

    وهناكَ أعقابُ التراتيلِ .. العقيمَةْ ،

    فلأىِّ موتٍ ننتمى ؟!





    ...............

    ...............

    قالَ الذين نحبهم:

    يا بئسَ برق لا يليهِ الغيثُ ،

    يا بئسَ الرعود المُستغيثة ، كالولايا ..

    النادباتِ ،

    لأىِّ

    موتٍ

    ننتمىْ ؟!

    ...............

    ...............

    وبأىِّ شجوٍ نحتمى ؟!

    ...............

    ...............

    قالَ الذين نحبهم:

    كثرَتْ تواريخُ المراثىْ ،

    ظِلها يمتدُّ

    لا يمتدُّ أبعد منْ مدى البصرِ ..

    الكليلِ ،

    بأىِّ

    شجوٍ

    نحتمى ؟!

    ...............

    ...............

    أهىَ البصيرةُ ،

    أم هىَ الأبصارُ

    قد

    عَمِيَتْ ،

    سواءٌ عندها الورقاءُ والعنقاءُ ، والصِّدِّيقُ

    والزنديقُ ،

    والمسخُ الدَّعىْ

    ما كلُّ وضَّاحِ السَّنا ذهبٌ ، ولكن ..





    من

    يعِىْ ؟!



    فاطوِ السُرادقَ بالمُعزِّينَ ..

    الكسالى ،

    مَصْمَصوا شفةً بثُفلِ القهوةِ الأولى ،

    وأغفوا ..

    فى سراديبِ الهزيمةْ ،

    صخرٌ لوجهِكَ فى الممرَّاتِ القديمةْ ،

    صخرٌ لعينيكَ

    صخرٌ لقدميكَ



    (4)

    صخرٌ

    وصخرٌ ،

    لم يعُدْ إلاَّكَ فيكَ ، الآنَ ،

    فانهضْ ،

    من رمادِ الصمتِ .. إنهضْ ،

    من خواءِ الموتِ ..

    إنهضْ ،

    من ضياعِ العُمْرِ

    هدراً ،

    من كسادِ الطيْلساناتِ ، البذاءاتِ ،

    الشعاراتِ

    الرَّجيمةْ ،

    وانبعثْ ،

    يا طائرَ الفينيقِ ،

    إعصاراً يهُبُّ على القلانِسِ

    شائهاتٍ ،

    واللحى ..

    مخضوبةً بدمىْ ،

    وهرطقةِ الأكاذيبِ الدَّميمةْ ،





    أنتَ

    العليمُ ،

    وصمتُكَ العِلمُ ..

    القديمُ ،

    وإننى ..

    مزَّقتُ صدرىَ فى النشيجِ المُرِّ ..

    بينَ

    يديكَ ،

    فانهضْ !



    ...............

    ...............



    هذا المساءَ تشابهَ البَقَرُ

    قد صَدَّ عصفكَ عن آذانِها الوقرُ

    فاشدُدْ إليكَ صباحَكَ ، لا يُعتِّمُهُ

    .. شبهُ الرجالِ بآلاءٍ لهُ كفروا

    وإذا أصابَكَ ممَّا أنتَ فيهِ أذى فاصبرْ

    جميلاً وقلْ: طوبى لِمن صَبَروا !

    سواكن ـ سنكات ـ أركويت ـ الخرطوم بحري

    1984 – 1985م
                  

10-13-2006, 07:03 AM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: "دِيوَانِيبْ"! .....قصيـدة الأسبوع....كمـال الجزولـي....... (Re: munswor almophtah)

    الاخ الحـبيب الحبوب،
    منصــــور،

    تـحيـة الـود والاعزاز، ورمضــان كـريـم.

    اشكرك علي هذة البادرة الطيبة منك وفتح نافذة في الـمنبر الموقر ليدخل وعبرها نسائم قصائد واشعار الكتاب والشعراء السودانين،والذين ضنوا علينا واصبح وجودهم اندر من النادر. عندما وقعت عيناي علي أسم الاخ العزيز كمال الجزولي فاضت يي الاشواق ورجع عقلي الي سنوات الستينيات ومدينة ( كييـف ) عاصمة جمهورية اوكرايينا حيث وكنا ندرس معآ بكلية الحقوق، وقضينا اجمل ايام الشباب ولنا في هذة المدينة ذكريات بشقيها الـمحزن الؤلم والسعيدة الجميلة. كان وقتها صديقي كمال ميال كثيرآ للأدب والشعر يكتبة ويحفظ عن الاخرين انتاجهم ويشاركة كان في هذة الهواية زميلة ابوذكري،واتذكر كيف انهما كانا يجلسان بالساعات الطوال امام قصــيدة ما مكتوبة علي وزن الشـعر الحر،وكنت اغيـظ كمال واقول لة مازجآ " ياأخي اكتب شعر بالعربي يفهـموة الناس !!!!"، فيـرد آيضآ مازجآ " باللة معقول تكون انت حلفاوي وخليل فرح حلفاوي??". واحـتج علي شعرة الذي يخالـف ماعرفناة من اصناف الشعر مثل " مكر مفر مقبل مدبر معا،كجملود صخر حطة السيل من عل" واقول لة ايضآ" ياكمال نحنا عايزين شعر من نوع.. يجوا عائدين ان شـاء اللة عائدين يااللة!!!".
    طالعت اسم كمال والذي لم اراة منذ 25 عامآ طوال، واكثر مايفرحني وان اقرأ لة واعرف انة والحمد للة بخير وعافية.

    اخــي الحبيــب، منصـور

    سأواصل معكم في هذا البوست وارسل لـكم انتاج الشعراء الاخرين،لانني وكما قال صديقي الحبيـب كمال لااعرف الشعر "وشـتان مابين خليل فرح وبينك".

    اكـرر مودتي والي لقاء قادم.
                  

10-14-2006, 01:52 AM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: "دِيوَانِيبْ"! .....قصيـدة الأسبوع....كمـال الجزولـي....... (Re: بكري الصايغ)

    أستاذى بكرى الصائغ

    السلام والرحمه

    عزيزى إذا شاء أن جمعـك سقف مع كمال الجزولى والمرحوم ابوذكرى فأنك مثلهم مبدع ومبدع كذلك لأنك جئت من حيث جاء خليل فرح وذلك الكمال الجزولى يطربنى إذا أشعر وإذا قدم بحثا أو كتب معلقا أو قدم مرافعه حضرته بعد إعدام محمود محمد طه فى محاكمة أحدالصيادله الذى كان من كوادر البعث وكان القاضى المكاشفى طه الكباشىوشاهدالإتهام دكتور الساعورى أستاذ العلوم السياسيه بالإسلاميه وقتذاك وكانت هيئة الإتهام من جهابذة القانون فى السودان فكان الدكتور أمين مكى مدنى والدكتور محمد يوسف أبوحريره والصادق الشامى وكمال الجزولى الذى كان روعه... أما كتاباته فتقع على قطائفاولطائف...باحثة فرد...كاتب متميز...وشاعر وخطيب مفوه وناقد ممسك بنواصى صنعته... فيا أباكر لك ولكمال الإحترام والود والسلام



    منصور
                  

10-15-2006, 04:25 PM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: "دِيوَانِيبْ"! .....قصيـدة الأسبوع....كمـال الجزولـي....... (Re: بكري الصايغ)

    17-02-2005, 06:02 م

    elsharief

    .

    تاريخ التسجيل: 05-02-2003


    مجموع المشاركات: 3541


    الحَرَكَةْ: مِن الثَّوْرَةِ إلى .. الدَّوْلَةْ! بقلم/ كمال الجزولى




    أكد العقيد د. جون قرنق ، زعيم الحركة الشعبيَّة التى أبرمت مؤخراً مع نظام (الانقاذ) فى السودان اتفاق سلام تصبح بموجبه شريكة فى السلطة على مدى السنوات الستِّ القادمة ، شدَّد فى أخر تصريحاته ، خلال الأيام الماضية ، على أن الحكومة الجديدة "ستعمل على إيجاد حلٍّ لمشكلة دارفور لتجنيب البلاد .. عقوبات من مجلس الأمن" (الصحافة ، 12/2/2005م) ، فى إشارة إلى تقرير لجنة التحقيق الدوليَّة ، برئاسة القاضى الايطالى أنطونيو كاسيس ، التى كان السكرتير العام للأمم المتحدة قد شكلها بطلب من المجلس ، وخلصت إلى أن ثمة انتهاكات قد وقعت ضد القانون الدولى الانسانى والشرعة الدوليَّة لحقوق الانسان ، وحصرت قائمة بأسماء رسميين وغير رسميين أوصت بتقديمهم لمحاكم دوليَّة .. وكفى بذلك كابوساً للنظام ، قائماً كان أم قادماً!

    أهميَّة هذا التصريح تأتى ، بلا شك ، من كونه يصدر عن قائد الحركة بالذات ، وفى هذا الوقت بالتحديد ، حيث تتهيَّأ ، وفق اتفاق السلام ، لاعتلاء دست الحكم الذى لا يفصل بينها وبينه سوى أسابيع قلائل ، وحيث تنشط الآن فى افتتاح مراكزها السياسيَّة فى أنحاء متفرِّقة من الشمال. فهو ، إذن ، تصريح (رجل دولة) يخطو فى مدارج القصر الرئاسى ، على كامل أهبته ، ما لم تطرأ حسابات أخرى غير مستبعدة!

    لكن (العقوبات) ، على أيَّة حال ، محض عنوان فرعى (للتدويل). و(التدويل) قد يأتى بألف ذريعة ، ومن ألف طريق. وحلُّ (مشكلة دارفور) وحدها ، على خطرها وأثرها ، لن يكون كافياً لحل مشاكل السودان كلها ، فى الغد ، مثلما قد استبان القاصى والدانى ، اليوم ، ولا بُدَّ ، أن حلَّ (مشكلة الجنوب) ، بالأمس ، لم يكن كافياً ، وحده أيضاً ، لإصابة هذا الهدف الغالى! وطالما بقى سقفنا الوطنىُّ مكتظاً بثقوب الذرائع من كلِّ صنف ولون ، فسوف يواصل (التدويل) تسرُّبه منها ، تماماً كما المطر من الغرابيل!

    مع ذلك فرؤية الحركة التى عبَّر عنها د. قرنق فى تصريحه قد لا تكون بعيدة كلَّ البعد عن الامساك بوعل الأزمة من قرونه ، فقط فى ما لو اتسعت شيئاً لجهة الاحاطة بمحدِّدات أزمتنا الوطنيَّة من جميع وجوهها ، والتناقضات الداخليَّة والخارجيَّة التى تغذيها وترفدها ، والمصالح الاجتماعيَّة التى يدور الصراع حولها ، والقوى التاريخيَّة التى لا يمكن حلُّ الأزمة بغير حسم الصراع لصالحها. فالمشكلة التى نجابهها هى (مشكلة السودان كله) ، وينبغى علينا التصدى لمجابهتها حزمة واحدة ، بدلاً من الاقتصار ، فحسب ، على حراكات الهامش الجهوى أو الاثنى ، فى دارفور أو غيرها ، والتى لا تمثل ، على أهميَّتها ومشروعيَّتها ، سوى وجه واحد من وجوه تجليات هذه الأزمة!

    وربما يلزمنا ، ابتداءً ، أن ننوِّه بأن اهتمام الحركة الخاص بمطالب هذا الهامش ، وإيلاء جُلَّ عنايتها لحراكاته ، ليس وليد اللحظة ، فى الحقيقة ، بقدر ما ظلَّ يشكل عنصراً شديد الأهميَّة فى قلب استراتيجيَّتها المعتمدة. فعلاوة على استيعابها العضوى لطاقة الاحتجاج الرئيسة من جبال النوبا وجنوب النيل الأزرق ، طوال سنوات الحرب وحتى الآن ، حدَّ الذوبان التام فى بنيتها الداخليَّة عسكرياً وسياسياً ، ومنافحتها عنهما وعن منطقة أبيى ، خلال مفاوضات السلام الطويلة الشاقة ، وإلى ذلك تحالفاتها المعلنة مع تنظيمات الهامش الأخرى فى الغرب والشرق، سواء فى إطار التجمُّع الوطنى أم خارجه ، بادر زعيم الحركة ، حتى قبل التوقيع النهائى على اتفاق السلام ، لإعلان استعداده ، للمساهمة ، ضمن هذا السياق ، فى حل مشكلة دارفور ، وللتوسط بين الحكومة وحاملى السلاح فى الاقليم ، قائلاً بحق: "نحن عنصر مهم فى السياسة السودانيَّة ولا يمكن تجاوزنا!" (الحياة اللندنية ، 28/4/04). وكان سلفاكير ، القائد الثانى فى الحركة ، قد نبَّه ، قبل ذلك ، إلى خطأ "الاعتقاد بأن الحركة .. نسيت قضية دارفور" (سودانايل ، 14/11/03) ، بل وذهب إلى أبعد من ذلك بتحريضه جميع أهل الهامش على ".. حمل السلاح ، حتى ناس أقصى الشماليَّة" ، على حدِّ تعبيره ، ".. لأن المشكله ليست فى الجنوب وإنما فى السودان كله" (المصدر).



    ***

    وإذن ، فالحركة تعى ، من الناحية المبدئيَّة ، وبشكل صائب تماماً ، أن "المشكلة فى السودان كله". غير أنها ، فى ما يبدو من تحريض سلفاكير المُعلن ، ما تزال مسكونة بنموذجها (الجنوبى) الاستراتيجى ، والتكتيكى بالتبعيَّة ، الذى ظلَّ قائماً منذ تكوينها قبل أكثر من عشرين سنة ، حيث عززته النتائج التى أفضى إليها بآليَّة (الايقاد) الاقليميَّة ، وبالضغط الدءوب الذى عكفت عليه ، تحت مُسمَّى (الوسطاء) ، جهات دوليَّة مختلفة. فما أن أبرم بروتوكول (مشاكوس) الأول ، حتى انفجر الدم فى دارفور ، ثم سرعان ما زحفت ألسنة الحريق صوب الشرق ، بل وصوب أقصى الشمال النوبى!

    هكذا شكل نموذج الحركة ، خلال العامين الماضيين ، مثلما سيظلُّ يشكل ، يقيناً ، ولفترة طويلة قادمة ، إغواءً خاصاً ، بكلِّ المقاييس ، لحركة (الهامش الاثنى) الذى ربما لم يعُد لديه ما يفقده سوى عذاباته ، فى كلِّ أصقاع السودان!

    إن أحد أهمِّ الاشكالات الشاخصة فى أفق الفكر السياسى للحركة ، على امتداد مرحلة نضالها العسكرى التى انقضت ، نظرياً على الأقل ، ولم يتبق من ذيولها سوى ما اتفق عليه فى بروتوكول (الترتيبات الأمنيَّة) ، إنما يكمن ، برأينا المتواضع ، فى مراوحتها بين خيار الاستناد إلى دور (القوى الحديثة) تارة ، والتعويل على حراكات (الهامش الاثنى) تارة أخرى، بالتبادل وعلى التوالى ، دون أن ترفع عينها ، مع ذلك ، عن ميزة الاندياح الأفقى لنفوذ (أحزاب المعارضة الشماليَّة). غير أنها ، بين هذا وذاك ، لم تستبصرَ يوماً ، بعمق ، جدوى الاعتبار الاستراتيجىِّ لهذه الطاقات السياسيَّة مجتمعة فى تلازم مرموق. وللدقة ، فقد شكل ذلك أيضاً ، على نحو أو آخر ، علة غالب الذهن السياسى المعارض طيلة الفترة الماضية.

    وبصرف النظر عمَّا إن كان سبب ذلك ، أم لم يكن ، ما تعانيه هذه القوى ، بما فيها الحركة نفسها ، من عدم الكفاية فى الوعى بالذات والآخر ، وقلة الاستبصار ، بالتالى ، لحتميَّة أشراط تضافرها الجمعى ، كمَّاً وكيفاً ، ولما توفره الاستجابة لهذه الاشراط من قيمة تاريخيَّة مضافة وحاسمة تحت الظرف الموضوعىِّ المحدَّد خلال العقدين الماضيين ، فمن المؤكد أن ترحُّل خيارات الحركة بين كتلة وأخرى ، مع احتفاظها ، فى النهاية ، بالحق الطليق فى تقرير ما تراه هى مناسباً لها ، هو ما وَسَمَ طابع تحالفاتها ، طوال تلك المرحلة ، سواء بأطروحات معلنة أم مضمرة ، أيديولوجيَّة كانت أم براغماتيَّة.

    ولكى نوطن هذا القول فى سياق منطقى ، لا محض افتراض متعمَّل ، نسارع للتذكير بأن الحركة انشغلت حثيثاً ، أول أمرها ، بالتعويل على (القوى الحديثة) فى خلق المحيط الاستراتيجى لمشروعها ، فكرياً وسياسياً ، حتى لقد كادت تنكر ، تحت ظلال (المانفستو) ، حقيقة (التعدُّد) و(التنوُّع) ، أصلاً ، وتحيلهما إلى محض تمظهُر سطحىٍّ لمخلفات الخطة الاستعماريَّة الشهيرة (فرق تسُد Divide and Rule). لكنها ما لبثت أن انقلبت ، بعد انقضاء تجربة (لواء السودان الجديد) ، ترحِّل هذا الخيار ، ربما بسبب خيبة الأمل فى (النخبة) التى (أدمنت الفشل!) ، لتركزه على حراكات (الهامش الاثنى) ، واحتجاجاته الهويويَّة خصوصاً ، وحفز تعبيراته المسلحة بالأخص ، علاوة على ما ظلت تبديه ، فى نفس الوقت ، من حرص على تقارب محسوب مع (أحزاب الشمال) ، داخل التجمُّع وخارجه!

    ولئن لم تفقد الحركة بسبب تلك المراوحة ، حتى الأمس ، ولأسباب معلومة ، قدراً مؤثراً من بريق (شعاراتها الثوريَّة) ، وخصوصاً شعار (السودان الجديد) ، فإنها سوف تجابه ، من الآن فصاعداً ، وقد صارت شريكة أصيلة ، بنسبة عالية وشروط مغرية ، فى سلطة مضمونة برقابة دولية وإقليميَّة ، ولفترة ليست بالقصيرة تمتد إلى ست سنوات ، ظرفاً مغايراً تماماً ، فى مرحلة مغايرة تماماً ، من حيث همومها ، وقضاياها ، ومشكلاتها ، وطبيعة علاقاتها ، وحراكات تحالفاتها ، وخصائص أسئلتها ، وتركيبة سلطتها ، وما إلى ذلك ، الأمر الذى لن تكفى ، بالقطع ، للاحاطة به أجمعه مجرَّد (الشعارات الثوريَّة) المختزلة ، ما لم تتفصَّل فى برامج مفصحة ، بل وحتى هذه البرامج ، التى قد تصمَّم بعناية على الورق ، لن تكفى لهذا الغرض ما لم تتنزل فى عمل تحويلىٍّ دءوب يشعر المواطن بمردوده الايجابىِّ المباشر على حياته اليوميَّة ، فى جبهة المعايش والعدالة الانتقاليَّة والتغيير الديموقراطى بالأخص ، ومنذ الوهلة الأولى.

    التحدِّى المطروح ، إذن ، أمام الحركة الآن ، وبإلحاح ، هو الكيفيَّة التى ستفلح بها فى العبور من مرحلة (الثورة) التى تتسم ، عادة ، بطلاقة (الشعار) وبهائه الملهم .. إلى مرحلة (الدولة) التى لا يتطلع الناس خلالها إلا لرؤية الوعود متحققة ، والثمار ملء الأكف!



    ***

    معطيات الظرف الذاتى الابتدائيَّة للشريكين اللذين ما يزالان ، بعدُ ، على أعتاب هذه المرحلة سوف تلقى ، يقيناً ، بظلالها على خياراتهما المستقبليَّة فى المدى القريب ، قبل المتوسِّط أو البعيد. ولعل أهمَّ هذه المؤثرات هى:

    (1) بروز قدر ما من الخلاف داخل الحركة إلى السطح ، مِمَّا انعكس مؤخراً عبر أطروحات سلفاكير وجستن ياك وغيرهما فى مؤتمر رمبيك ، على سبيل المثال ، ومِمَّا لا يصلح فى علاجه محض التهوين من شأنه أو التقليل من أهميَّته!

    (2) تبلور جبهة جنوبيَّة معارضة للحركة ، من أهمِّ رموزها بونا ملوال وجوزيف لاقو ، وعلاقاتها الباطنيَّة مع الشريك الآخر تكاد لا تخفى ، سياسياً وعسكرياً!

    (3) تفاقمُ مرارات الصدام بين الشريك الآخر (نخبة الانقاذ) وبين إخوة أمسه الذين استحالوا إلى خصوم ألداء فى (المؤتمر الشعبى) المرتبط ، فى ذات الوقت ، بمذكرات تفاهم سياسيَّة مع الحركة ، وأوضح مظاهره الاستمرار فى اعتقال الترابى وتواصل المحاكمات السياسيَّة فى أجواء احتفالات السلام ومفاوضات أبوجا والقاهرة!

    (4) تناسل شقاق جديد داخل (نخبة الانقاذ) نفسها ، والتى ظلت تقود هجين السلطة الحاكمة طوال السنوات الماضية ، وقد عبرت عنه أنباء تناثرت ، قبل قرابة العام ، عن مذكرة (جديدة) يعتزم بعض الاسلاميين تقديمها للنظام ، مِمَّا أكده د. قطبى المهدى للصحفيين ، على نحو ما ، فى إجابته على الصحفيين الذين استوضحوه الأمر ، بقوله: "هناك شعور عام بالقلق داخل الانقاذ والاسلاميين عموماً .. الناس يجدون انفسهم يوماً بعد يوم أمام حقائق يحاولون الهرب منها ، ولكن الاحداث .. تجبرهم على تذكرها. هذا القلق المكبوت .. الآن شبيه بحالة تكتنفنا فى منعطفات معينة .. من خلال الاحساس لدى كل منا بأن أمورنا غير مرتبة جيداً ، وأننا فقدنا زمام السيطرة عليها أو حتى تكوين رؤية واضحة حول مستقبلنا ومصيرنا وتبعثر جهودنا .. كل ذلك قاد الى هذه الحالة من القلق والخوف على المصير ، وكان من الطبيعى ان تترتب عليها ردود فعل .. عن مذكرة تطالب بالاصلاح .. المرحلة جدُّ خطيرة لأننا .. لا نعرف الى أين تسير بنا الامور .. كل ذلك حدا ببعض الاسلاميين .. لأن يشعروا بقلق زائد لأن الذى يحدث يحدث وهم في السلطة" (الصحافة ، 18/9/04).

    (5) صعوبة ردم الهوَّة الفاغرة فى علاقات الشريكين ، إذ من غير المتصوَّر ، عقلاً ، أن يتجاوزا ، فى ليلة وضحاها ، التركة المثقلة من عدم الثقة بينهما والتى امتدت لما يربو على العقدين من الزمن. وربما يكفى ، للتدليل على ذلك ، أن نشير إلى أنه ، وعلى حين كان الأستاذ على عثمان ، نائب رئيس الجمهوريَّة ، يؤكد أمام مجلس الوزراء "أن مرحلة انعدام الثقة بين الحكومة والحركة قد تمَّ تجاوزها تماماً" (الرأى العام ، 30/5/04) ، كان السيد إدوارد لينو ، الرجل الأول فى استخبارات الحركة ، يؤكد للصحفيين ، بالمقابل ، وقبل ما لا يزيد عن أسبوع واحد من حديث نائب الرئيس ، وأربعة أيام فقط من توقيع بروتوكولات السلام الثلاثة الأخيرة فى نيفاشا ، أنه ".. وحتى إذا تمَّ الاتفاق ، فستستمر محاولات النظام .. لتدريب بعض أبناء الجنوب فى أجهزة الأمن والجيش لاستيعابهم وتسريبهم إلى الجيش الشعبى" ، علاوة على أن الحكومة ، حسب السيد لينو ، تعمل على إعادة تمويل "150 تاجراً شمالياً .. فقدوا أموالهم خلال الحرب .. ليعودوا إلى الجنوب مرَّة أخرى" ، وخلوصه إلى أن "النظام ما زال يريد .. الاستمرار بذات الأساليب القديمة ، وليس بأساليب الصراحة والشفافيَّة والوضوح والتفاهم .. هذه الحيل ستؤدى إلى تفتيت البلاد وتمزيقها بصورة أوسع ، ولن تتوقف بانفصال الجنوب ، بل ستمتد إلى أبعد من ذلك!" (الشرق الأوسط ، 23/5/04). ضف إلى ذلك عودة الحركة ، بعد أكثر من خمسة أشهر من توقيع تلك البروتوكولات ، لاتهام "مروحيَّات حكوميَّة بنقل العتاد إلى ملكال استعداداً لعمليَّات تشنها الفصائل الجنوبيَّة (الأخرى) على مواقع الحركة فى بور!" (الصحافة ، 1/11/04).

    (6) إعلان قوى المعارضة الرئيسة ، داخل وخارج التجمُّع ، عن رفضها المشاركة فى الحكومة الانتقاليَّة وفق النسبة التى عرضت عليها بموجب اتفاق السلام (14%) ، والتى شاع قول الصادق المهدى عنها بأنها "قسمة النملة فى نصيب الفيل"! وقال على محمود حسنين إنه ما من كيان سياسى تهمه كرامته يمكن أن يقبل بها ، كما صدرت تعبيرات مماثلة من الشيوعيين وغيرهم ، مِمَّا يعنى أنهم ، فى الغالب ، سوف يلعبون دور المعارضة (لحكومة الشريكين) ، والمعارضة ، على أيَّة حال ، ليست (شرَّاً) ، فهى من أسس الممارسة الديموقراطيَّة! وقد يكون من الملائم التذكير هنا بانتقادات التجمُّع الباكرة لمقترحات الحكومة حول تلك القسمة واصفاً إيَّاها بأنها تعبِّر عن إصرار الانقاذ على "الاستمرار في إبقاء مقاليد الأمر في يديها ، ورفضها لأية مشاركة حقيقية .. مما يكشف نواياها .. فى الاصرار على عدم الانتقال من الشمولية الى الديمقراطية" (بيان التجمع ، 18 مارس 2004م).

    (7) مواصلة العامل (الخارجى) وضع يده الثقيلة على شئون البلاد (الداخليَّة) ، سواء من جهة تقرير لجنة أنطونيو كاسيس الدوليَّة وتداعياتها ، أم من جهة التحركات داخل الكونغرس والادارة الأمريكيَّة بشأن العقوبات!

    ***

    برنامج (الانقاذ) واضح ، وعشرة الناس معه قديمة ، وهى لم تعِد ، أصلاً ، بغيره ، كما وأن طبيعة المصالح التى تمثلها والفكر السياسى الذى تتبناه ، وكلاهما بعض ظرفها الذاتى ، سوف يَحولان ، بالقطع ، دون أن تعمل على تغيير هذا البرنامج من تلقاء نفسها إلا بمعجزة إلهيَّة! ولئن صرَّح د. مصطفى عثمان ، وزير الخارجيَّة ، بأن تقرير لجنة الحقائق الدوليَّة "قد يمسُّ بعض الأفراد .. لكن هذا لن يغيِّر فى بنية النظام" ، فقد صدق! حيث الكلام هنا ليس ، فى حقيقته ، عن (التقرير) كسبب محتمل (لتغيير بنية النظام) ، بل عن (النفى) المؤكد لأدنى احتمال ، من الناحية المبدئيَّة ، (لتغيير هذه البنية) من الأصل ، ومهما كانت الأسباب!

    لذلك يتبقى على الحركة أن تنتبه جيِّداً لهذا الظرف الدقيق والمعقد الذى تلج تحت شروطه مرحلة (الدولة) ، حتى لا يتبدَّد هباءً ما وقع لها من كسب سياسىٍّ ، خلال مرحلة (الثورة) ، لجهة التعاطف ، على الأقل ، مع شعار (السودان الجديد) الذى لا يتوفر لدينا ما يحملنا على الاعتقاد بأن عُشر مِعشار من تزاحموا يطلبون عضويَّتها فى مراكزها الجديدة بالخرطوم يُدركون ما يعنيه بالتحديد ، لا لعيب فى أفهامهم ، وإنما لأنه ما يزال مطروحاً فى مستوى (التوتر الثورىِّ) ، فحسب! فيلزمها ، إذن ، قدر أكبر من الافصاح ، حيث لا يقوم الشعار ، اليوم ، مقام البرنامج ، ولن يقوم البرنامج ، غداً ، مقام العمل!

    وهكذا لا يكفى إعلان الحركة أن الحكومة الجديدة ستعمل على إيجاد حلٍّ (لمشكلة دارفور) لتفادى العقوبات الدوليَّة. فحتى لو افترضنا أن الحركة تعنى حلَّ (مشاكل السودان) ، وهو الصحيح ، فلا بُدَّ لها أن تقول ، وبوضوح وتفصيل: كيف؟!

    17 فبراير 2005



                  

10-13-2006, 08:50 AM

DKEEN
<aDKEEN
تاريخ التسجيل: 11-30-2002
مجموع المشاركات: 6772

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: "دِيوَانِيبْ"! .....قصيـدة الأسبوع....كمـال الجزولـي....... (Re: munswor almophtah)

    Quote: وأراكَ أمشاجاً تَفرَّقُ فىْ ..

    الورى ،

    يا واحِداً فى كلِّ حالْ ،

    خُذنى بعِشقك ..َ تلتقينىَ ساجِداً ،

    زدنى بعِلمِكَ ..

    أصطفيكَ ،

    إنى وأنتَ البعضُ ، والبعضُ المُكَمِّلُ ،

    كيفَ

    جازَ ،

    إذنْ ،

    ضياعُ

    الكلِّ

    فيكَ ؟!

    إنى وأنتَ النهرُ ..

    والغرقىَ ،

    فهل خفَّتْ ،

    لنجدتِنا ،

    مراثيكَ .. الطوالْ ؟!

    مودتي يامنصور

    اعجبني الشعر..
                  

10-14-2006, 01:58 AM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: "دِيوَانِيبْ"! .....قصيـدة الأسبوع....كمـال الجزولـي....... (Re: DKEEN)

    اعجبني الشعر..


    وأعجبنى قدومك للشعر بتلك الحفاوه وذلك الإنبهار

    عزيزى دكين لك صادق الود والسلام



    منصور
                  

10-13-2006, 09:54 AM

Adil Osman
<aAdil Osman
تاريخ التسجيل: 07-27-2002
مجموع المشاركات: 10208

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: "دِيوَانِيبْ"! .....قصيـدة الأسبوع....كمـال الجزولـي....... (Re: munswor almophtah)

    Quote: سواكن ـ سنكات ـ أركويت ـ الخرطوم بحري

    1984 – 1985م


    هل هذا هو التاريخ الصحيح؟ ام كتبت هذه القصيدة ايام اعتقال كمال الجزولى عهد الانقاذ/الجبهة الاسلامية اوائل التسعينات؟
    عبد المنعم عجب الفيا كتب بوستآ بعنوان (شهقة النضار) اشار فيه الى هذا. سوف اجلب وصلة الموضوع حال عثورى عليه. شكرآ، على كل حال، لمنصور المفتاح الربانى على نشر هذه القصيدة البديعة.
                  

10-14-2006, 02:03 AM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: "دِيوَانِيبْ"! .....قصيـدة الأسبوع....كمـال الجزولـي....... (Re: Adil Osman)

    الأخ Adil Osman


    لك وعليك السلام


    التواريخ كما كانت فى الأصل هى نفسالتواريخ فإن كان هنالك هنالك إلتباس فالفيا موثق موثوق فيه لك وله الود...........................



    منصور
                  

10-13-2006, 11:26 AM

Agab Alfaya
<aAgab Alfaya
تاريخ التسجيل: 02-11-2003
مجموع المشاركات: 5015

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: "دِيوَانِيبْ"! .....قصيـدة الأسبوع....كمـال الجزولـي....... (Re: munswor almophtah)

    شكرا الاديب الاريب منصور على هذا الاختيار الموقف
    ولتحية لاستاذنا الشاعر المجيد/كمال الجزولي

    كمال يتمتع بايقاع قوي وموسيقى تنضح جزالة ورؤي شعرية واضحة

    وهذا هو سر الطرب الذي يحسه القاريء في شعره

    في وقت تحول فيه الشعر الى همهمات وتهويم نثري فارغ .
                  

10-14-2006, 07:26 AM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: "دِيوَانِيبْ"! .....قصيـدة الأسبوع....كمـال الجزولـي....... (Re: Agab Alfaya)

    الأخ الأستاذ عبدالمنعم الفيا السلام لك كما لنوح فى العالمين بإذن الله

    إن الشاعريه فى تلك القصيده لا تحتاج إلى ضؤ للتأكد منها أوالبحث عن عيب فيها كتتبع حبل النقض أو الحلفاء لمعرفة ما إذا كان معيا فى مكان ما....ولست ببائع للماء فى حارات السقائين... والذى جذبك إليها هو سمؤ كمال لذوقك الفنان فالتحيه لك وله والدعاء لكليكما.....................................




    منصور

    (عدل بواسطة munswor almophtah on 10-14-2006, 07:42 AM)

                  

10-13-2006, 11:55 AM

Agab Alfaya
<aAgab Alfaya
تاريخ التسجيل: 02-11-2003
مجموع المشاركات: 5015

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: "شهقة النضار (Re: munswor almophtah)

    شهقة النضار

    كمال الجزولي

    -1-


    في الحلم تصعد ،
    كالتماعات الحباحب ،
    لسدرة منهاي
    للحلم ، ثانية ، تعود
    أنثى ترامقني
    تختض من الرؤيا ،
    فينفغم التلاشي في الحلول
    قمرا أثيرا يونق في الأفول
    أغرودة اللقيا
    على وعد الفراق
    أنثى ترامقني ، وها 00
    هل قلت أعرفها ؟!
    قيامة الأنوار قامت ،
    أول الشدو استفاق
    هذا أوان الجذب ،
    وقت للتوهج بين مشكاتين ،
    طقس للعناق
    العشق روح المعرفة ،
    والظل طفل الضوء
    فاركع ركعة من العشق 00
    تندلع الفيوض الكاشفة
    واجعل صلاتك 00 مرتقاي

    أنثى ترامقني ،
    تحيل العمر مهرا
    في مطالعه يجود
    لغة من الأشواق تذكرها يداي
    نهرا من الذكرى
    وتنكره السدود
    أنثى ترامقني ، وها 00
    هل قلت أعرفها ؟!
    مددت أصابعي
    أمكست مطرا من عناء مشتهى ،
    غيما يكفكف دمعه ،
    شجرا يضئ 00
    00 غواية للبرق تصهل
    في صباي
    أنثى ترامقني وهأنذا أحدق
    في الغناء ، فلا يطاوعني النشيد
    وأصيخ سمعي للبكاء
    وليس من يبكي 00 سواي
    0000000000
    0000000000
    هل قلت أعرفها ؟!

    -2-

    قليلا 00 قليلا
    وحالما ينتصف الحلم 00
    00 تستبين
    تنادر هالة التداخل السديمي
    عبر بوابة الأسرار
    لتستوي 00
    زيتونة علوية
    بين الندى 00 والنار

    00000000000
    00000000000
    وها هي الآن تخرج
    من ازرارها البحرى
    مثل وردة الساحل 00
    تدخل طقس عريها الغجرى ،
    وبعد أن ترخى على الأفق استاره ،
    وتطفئ أنجمه ، من خلفها
    وتطفئ أقماره
    تعود للشرار 00
    لعرشها السابح فوق مهاوي الطيب
    وتحت قبة البهار
    نذر في رياحه جديلتين 00


    من سنابل المدار ،
    وتقدح في صلصالي الكتيم شعلتين
    من شهد 00 وعسجد
    وجلنار


    - 3 -


    أسميك شهقة النضار ،
    أيتها الاشراق والألق السماوي البهي ،
    أيتها الشقشقة الالهية وسط كل 00
    00 هذا الرعب والحصار
    أناجيك والأسى
    ــ براق هذا الشعر –
    علقني تميمة على جبينه 00
    وطار
    أناجيك – هأنذا – والحلم أكمل زفرتين ،
    ثم عاد وأنثنى
    ــ قبيل الفجر ــ واستدار
    أناجيك ، يا لؤلؤة الحضور العذب
    00 يا ياقوتة الرقائق المنمنمات ،
    ويا مرجانة الغناء
    يا سرة الوجوه والأسماء
    من هوة الحرمان ،
    من مغارة اليتم السحيق 00
    من عميق يأس حمأي المسنون
    تهفو إليك أضلعي ،
    تتسامق أنفاسي ،
    تمتد سلما إلى ذراك الباسقات 00
    00 أذرعي الخمسون
    وتريني ،
    ونري صبابتي ،
    ردي علي – من دفئ شعرك – الغطاء
    أناجيك ، إني قد تخطفني 00
    00 من بين ناهديك
    الحزن 00 والشتاء
    أناجيك ، ولم تعد لدي غير هذه النجوى 00
    بقية من الصدى ،
    نتاثر الذكريات الكابيات ،
    نقش الريح
    فوق الماء ،
    أناجيك ،
    أناجيك ،
    أناجيك ،
    أناجيك ، إن الروح تنزع في مدارها الأخير 00
    للرحيل
    والسنبلات السبع جفت
    في يدي للرحيل
    والقبرات لملمن أعشاشها
    من حاجبي 00 للرحيل
    صلي – إذن – تهجدي
    لكي تيسري للراحل الرحيل
    فيا جبال أوبي ،
    ويا طيور قرن في وكونكن ،
    ويا نشيد كن ،
    ويا حديد لن ،
    ولتسألي – هذا المساء – عين القطر 00
    00 أن تسيل
    لأنني ، وحدي هنا ،
    والله يشهد
    بين حرقة النواح المر 00 والتهليل
    أناجيك
    أناجيك
    أناجيك
    أستنطق الأشجار وهي تمشي 00
    00 في يديك
    والغمام حين يرفع بالدعاء ناهديك
    والمساء راعشا
    يصطك حول خصرك النحيل
    وخاشعا يهمي
    على قدميك 00 بالتقبيل !


    - 4 -


    هل قلت : تعرفها 00
    من عرشها الماء
    أدركن شيئا – إذن –
    وغابت عنك أشياء !


    شتاء 1992

    * * *
                  

10-14-2006, 01:02 PM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: "شهقة النضار (Re: Agab Alfaya)

    الأستاذ الفنان الفيه بشهقة النضار أضفت لواسطة ذلك العقد الفريد فاروصه من الألماظ




    إنت (عند الله جزاك)


    تحياتى والأمانى لك والأسره بالسعادة والهناء
                  

10-13-2006, 11:59 AM

Agab Alfaya
<aAgab Alfaya
تاريخ التسجيل: 02-11-2003
مجموع المشاركات: 5015

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: " قراءة في شهقة النضار (Re: munswor almophtah)

    البحث عن لؤلؤة المستحيل

    قراءة في قصيدة " شهقة النضار " لكمال الجزولى


    " إنى لا أكتب علما ولا معرفة ولكنى اجاهد لأمسك بتلابيب لحظات من الحس " .
    جمال محمد أحمد



    بعد أن فرغت من قراءة هذه القصيدة ايقنت أن الشعر ما يزال بخير ، وما يزال قادرا على ادهاشنا وتحريك وجداننا وتأجيج نار الأرق الجميل فينا ، وذلك رغم حصار الآلة والتكنولوجيا التي لا تكاد تترك لنا مساحة للحكم والتأمل . فالشاعر كما يقول التجانى يوسف بشير ، يفتح الكون بالقصيد ، والقصيدة كما يقول محمد عبد الحى امتداد للحياة لا انعكاس لها ، هي اكتشاف لذلك البعد الميتافيزيقى ، والوجود الحق الكامن تحت قشرة الواقع اليومي ، فهي من ناحية شبيهة بالحلم ، ولكنها من ناحية أخرى تختلف عنه في أنها اشراق في أعماق الذات ينفتح به العالم . في انصع لحظـات الوعـى صحـوا وحساسيـة ، وقـد كانـت قصـيدة " شهقة النضار " تجسيدا لهذا الحلم المءود ، بتحقيق لحظة الاشراق التي تنفتح في أعماق الذات وتعيد إليها الاحساس بالتوحـيد والالتـئام والتصالـح مـع العالـم 00 يقـول :

    في الحلم تصعد
    كالتماعات الحباحب
    قفزا
    لسدرة
    منتهاى
    الحلم ثانية تعود


    من سؤ حظ الشاعر ، أن الاحساس بالاشواق والالق السماوى الذي يحلق بالذات الشاعرة إلى سدرة منتهاها ، لا يدوم طويلا ، فسرعان ما يعود الشاعر إلى صلصاله وحمئه السنون ، الذي استل منه ، فلحظة الأشواق التي يحلم بها ويحاول جاهدا الامساك بها وتثبيتها في قيد الوقت ، تراوغه وتتمنع عليه ، فهي قصيرة كالومضة ، كالتماعات الحباحب ، كأنها تومص خارج الزمن ، فكلما أحس بأنه قد ظفر بشئ من الوصال منها كلما فرت من بين يديه ، كالحسناء الصدود :

    انثى ترامقنى
    بوعد الطمى
    وعد الطلق
    وعد الطل
    تغوص
    كى تطفو
    وتطفو ثم تطفو
    ثم تشهق مرة أخرى
    تلوح

    وقد استعان الشاعر في التعبير عن هذا الاحساس الذي يعانيه وينفيه في آن معا ، استعان في التعبير عنه بالرموز الصوقية والاشارات العرفانية ، فالقصيدة تحتشد بالكثير من هذه الاشارات والايحاءات العرفانية مثل سدرة المنتهى ، الفيوض الكاشفة ، العشق ، الصلاة ، المرقى ، الزيتونة ، العلوية ، الاسراء ، الشعشعة ، الالهية ، لؤلؤة الحضور . الحما المسنون ، السنبلات السبع ، عرش الماء إلى آخر الرموز والاشارات التي تزخر بها القصيدة .

    ليس هذا فحسب ، بل أن الاشارة بالانثى إلى ذلك الاحساس الذي يعانيه ، ويحلم بتحققه ويتحسر عليه ، قد استعارها من لغة المتصوفة وأساليبهم . فالمعروف أن المتصوفة يرمزون إلى الحقيقة العرفانية بالانثى والاشارة إليها بالاسماء المؤنثة مثل ، ليلى ، ولبنى ، وسعدى ، وغير ذلك من الاسماء 00 ولكن بالرغم من كل ذلك لا نقول أن قصيدة " شهقة النضار " قصيدة صوفية وأن شاعرها شاعر صوفى ، فهناك اختلاف جوهرى بين التجربة الشعرية والتجربة الصوفية . صحيح أن التجربتين تلتقيان في النفاذ إلى جوهر الأشياء ومحاولة الامساك بالحقيقة إلا أن الاختلاف الجوهري بينهما يظل قائما . ويتمثل هذا الاختلاف الجوهرى بينهما يظل قائما . ويتمثل هذا الاختلاف في أن الصوفى يجاهد في الوصول إلى الحقيقة حتى يصل ويفتح له ، فتنكشف له استار الغيب ، ويطلع على سر الوجود فيشاهد ويتذوق حتى تفيض نفسه بالرضا وتغمره السعادة من كل جانب ويعيش في حالة صفاء نفسى لا يعرف الكدر إلى ذاته سبيلا . قال أحدهم واصفا حالهم : " نحن فى لذة لو علمها الملوك لنازعونا عليها بالسيوف " هكذا هو حال الصوفى السلك الواصل أما الشاعر فيعيش دائما في حالة قلق يتحرق بنار وجده وشوقه إلى الوصال ولا يصل فيظل يحلم ويحلم ويظل حظه هذه الومضات الخاطفة التى يشبهها كمال الجزولى بالتماعات الحباحب ، التي لا تدوم طويلا ولا تستقر على حال ، فيأتى شعره حزينا باكيا ، يغلب عليه التشاؤم واليأس 000 وربما ينفق الشاعر العمر كله دون أن يفتح له بشئ من برد اليقين ودفء السكينة :

    من هوة الحرمان
    من مغارة اليتم السحيق
    من عمق يأس حمئى المسنون
    تهفو اليك اضلعى
    تتسامق انفاس
    تمتد سلما
    إلى ذراك
    الباشقات
    أذرعى الخمسون


    وبما أن الاحساس بجوهر الحقيقة الكامن في نفس الشاعر أو في " صلصاله الكتيم وحمئه المسنون " على حد قوله " بما أن هذا الاحساس يعتمل ويمور ويمور ولا يتحقق حتى يصل به إلى مقام المشاهدة والحضور ، فإن الشاعر لا يستطيع أن يسميه أو يحدده تحديدا قاطعا بل يكتفى بأن يهتف :

    اسميك شهقة النضار
    أيتها الأشواق والألق السماوى
    ألبهى
    أيتها الشعشعة الالهية
    وسط كل هذا الرعب
    والحصار

    ولكن لماذا يصف الشاعر هذا الاحساس الذي ، يعانيه ، لماذا يصفه الشاعر بشهقة النضار ، فالشهقة اشارة إلى الاحتضار والموت " وشهقة النضار " اشارة إلى موت النضار وذبوله ، فما هو هذا النضار الذي يحتضر ويذوى في نظر الشاعر ؟ هو اشارة إلى انطفاء جذوة الاشراق والألق السماوى وموت الاحساس بكل ما هو جميل فيتا وسط كل هذا الحصار والرعب ؟ ربما هو كل ذلك واكثر من ذلك وربما هو اشارة إلى احلام الصبا العددية التي وئدت وإلى أوراق عمر الشاعر الخمسين التي تساقطت وذوت وهو لا يزال يجرى وراء ذلك الحلم الجميل الذي يتمنع عليه ويروغ :

    انثى ترامقنى
    تحيل العمر مهرا
    في مطالعه يجود
    لغة من الاشواق
    تذكرها يداى
    نهرا من الذكرى
    وتنكره السدود


    أنه الحلم المستحيل ، الحلم بلؤلؤة المستحيل . يقول أمل دنقل " الشعر هو فن المستحيل ، فن محاولة البحث عن لؤلؤة المستحيل الفريدة ، سواء كانت هذه اللؤلؤة هي العدل ، أو الحرية ، أو الحب أو هي الحق 00 والواقع الذي يحلم به الشاعر ليس هو الواقع الموجود ، وإنما واقع يريد له أن يتحقق وصعب جدا أن يتحقق وحتى إذا تحقق فلابد للشاعر أن يبحث عن واقع جديد ، يكون أرقى من هذا الواقع الذي تحقـــق . أنه حلم لا ينتهى ، وهنا تكمن استحالته " لذلك لا يملك شاعرنا كمال الجزولى في النهاية إلا أن يحلم بهذه اللؤلؤوة الفريدة :

    أناجيك
    يا لؤلؤة الحضور العذب
    يا ياقوتة الرقائق المنمنمات
    يا مرجانة الغناء
    يا درة الوجوه والاسماء


    فالشاعر بعد أن فقد الأمل في الوصال والامساك بلؤلؤة المستحيل الفريدة وبعد أن ذبل النضار في روحه ، واستبد به اليأس لم يعد أمامه سوى النجوى عزاء وسلوانا فيتحول الخطاب من خطاب مغازلة وتودد إلى مناجاة :

    أناجيك أنى تخطفنى
    من بين ناهديك الحزن
    والشقاء
    أناجيك ولم تعد لدى غير
    هذه النجوى
    بقية من الصدى
    تثار الذكريات الكابيات
    نقش الريح فوق الماء

    تحدثنا حتى الآن عن الر}ية الشعرية للقصيدة وأعنى بالرؤية الشعرية احساس ، ولا أقول حساسية الشاعر والكيفية التي يتجسد بها هذا الاحساس شعرا . وهنا نجد أنفسنا قد انتقلنا من الحديث عن الرؤية الشعرية إلى الحديث عن الوجه الآخر للعملة وهو الصياغة الشعرية . ولو تأملنا القصيدة نجد أن الرؤية الشعرية هي التي حددت الصياغة والشكل الفني للقصيدة . فالرؤية الواضحة الجلية هي التي تقترح شكل القصيدة وبنيتها المعمارية . وبدون رؤية شعرية واضحة يتحول الشعر إلى ضوضاء فارغة وجعجعة بلا طحين . فالنسبة لمعمارية لقصيدة شهقة النضار تقوم على التدوير وأقصد بالتدوير هنا أن المعنى أو الصورة الشعرية لا تكتمل بنهاية السطر الشعرى أو البيت وإنما تستغرق مقطعا كاملا أو أكثر بل وربما تستغرق القصيدة كلها أو يكاد . وهذا الشكل المعمارى للقصيدة أملته الرؤية الشعرية فالشهقة عادة تأتى في دفعة واحدة طويلة وبنفس واحد لذلك جاءت القصيدة نفسا واحدا لتجسد شكل الشهقة حتى أنها خلت من أي فاصلة يتوقف القارئ عندها ليسترد أنفاسه . كما أن للحوار والمراوغة الدائرة بين الذات الشاعرة وتلك التي أشار إليها بالانثى دورا في تحديد وتشكيل البنية المعمارية والخطية للقصيدة . وقد خفف الاحتفاظ بالايقاع والقافية والجرس الموسيقى كثيرا من لهاث القارئ وراء الصور السريعة المتلاحقة ولعل الانسجام بين الرؤية الشعرية والبنية الشعرية هو الذي كتب النجاح لقصيدة " شهقة النضار " فنفذت إلى قلوبنا وسكنت وجداننا .




    عبد المنعم عجب الفيا
                  

10-14-2006, 01:46 PM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: " قراءة في شهقة النضار (Re: Agab Alfaya)

    وتلك القراءة جد جزلى لمن كان الشعر هواه

    يا أستاذ عبدالمنعم ستظل تبنى بلا توانى فى جبال الأعمال التى يظل خراجها الى يوم الدين...وفى البرزخ والصرات تكون نورا لك...فتح الله عليك وعلمك ومكنك من الإلهام.............................



    السلام والشكر والدعاء



    منصور
                  

10-13-2006, 12:08 PM

Agab Alfaya
<aAgab Alfaya
تاريخ التسجيل: 02-11-2003
مجموع المشاركات: 5015

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: "دِيوَانِيبْ"! .....قصيـدة الأسبوع....كمـال الجزولـي....... (Re: munswor almophtah)

    كنا قد انزلنا بوستا في قراءة قصيدة شهقة النضار وجد قبولا طيبا وشارك فيه استاذنا كمال الجزولي برسالة نشرها بالبوست الاخ الاستاذ عادل عثمان . ولكني بحثت عن البوست ولم اجده
    ارجو المساعدة في العثور على البوست المعنى واخص الاخ عادل عثمان الذي شارك فيه بنصيب وافر من المشاركات الذي كشفت فيه عن ملكة نقدية مقدرة من خلال تلك المساهمات .

    على ما اظن اسم البوست : شهقة النضار .
                  

10-14-2006, 11:05 PM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: "دِيوَانِيبْ"! .....قصيـدة الأسبوع....كمـال الجزولـي....... (Re: Agab Alfaya)

    شهقة النضار .


    يا أستاذ عبدالمنعم كمال الجزولى أخذ الدنيا غلابا وتبحر فى كل أضرب إهتماماته ربنا يجعل عطاءه صدقة جاريه ويجعل الفائدة فيه لمن قصده ويعطيك أنت من فضله حتى يرضيك.............................



    منصور
                  

10-13-2006, 12:46 PM

Nasr
<aNasr
تاريخ التسجيل: 08-18-2003
مجموع المشاركات: 10839

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: "دِيوَانِيبْ"! .....قصيـدة الأسبوع....كمـال الجزولـي....... (Re: munswor almophtah)

    شكر يا هؤلاء علي هذا الشعر الجميل
                  

10-14-2006, 11:41 PM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: "دِيوَانِيبْ"! .....قصيـدة الأسبوع....كمـال الجزولـي....... (Re: Nasr)

    شكر يا هؤلاء علي هذا الشعر الجميل

    الأخ نصر السلام والرحمه وشكرا لك أنت على تفضلك لنا بالشكر على شعر لم نكتبه ولكن نقلناه عيدية لأولنا وآخرنا..................



    منصور
                  

10-13-2006, 02:56 PM

Adil Osman
<aAdil Osman
تاريخ التسجيل: 07-27-2002
مجموع المشاركات: 10208

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: "دِيوَانِيبْ"! .....قصيـدة الأسبوع....كمـال الجزولـي....... (Re: munswor almophtah)
                  

10-14-2006, 11:47 PM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: "دِيوَانِيبْ"! .....قصيـدة الأسبوع....كمـال الجزولـي....... (Re: Adil Osman)

    الأخ Adil Osman يا أيها الفتاش لك الشكر على شهقة النضار وربنا يخدر ضراعك وأخونا الفيه ويشدرهما..............................




    منصور
                  

10-13-2006, 07:58 PM

Agab Alfaya
<aAgab Alfaya
تاريخ التسجيل: 02-11-2003
مجموع المشاركات: 5015

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: "دِيوَانِيبْ"! .....قصيـدة الأسبوع....كمـال الجزولـي....... (Re: munswor almophtah)

    شكرا اخي وصديقي / عادل عثمان
    حقيقة في البداية لم الحظ اشارتك للبوست في مداخلتك الاولى لانني كنت على عجل ولم اقرا المشاركات .فلك العتبى حتى ترضى .وعاجز عن الشكر على مدنا بالوصلة التي دخوني البحث عنها.
    لك ولاستاذنا كمال صاف المحبة والامتنان .

    ولصاحب البوست صديقنا منصور والمتداخلين عميق الود
                  

10-14-2006, 04:53 AM

Mohamed Abdelgaleel
<aMohamed Abdelgaleel
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 10415

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: "دِيوَانِيبْ"! .....قصيـدة الأسبوع....كمـال الجزولـي....... (Re: Agab Alfaya)

    Quote: قالَ الذين نحبهم:

    يا بئسَ برق لا يليهِ الغيثُ ،

    يا بئسَ الرعود المُستغيثة ، كالولايا ..

    النادباتِ ،

    لأىِّ

    موتٍ

    ننتمىْ ؟!


    المنصور .. حيثما انتجعت تأتينا بكل الصيد الذي يثقف الوجدان ..

    وها أنت تأتي بكمال الجزولي .. الذي قال راثياً شيخنا محمد المهدي المجذوب (ظل وجهك
    سافر وسط الوجوه الأقنعة) وقال:

    الله يا شيخ الصعاليك اليتامى
    الله يا قلبا تلظى إذ تلظى
    في الأسى والشوق والعشق الزؤام
    ....
    ...
    إرفع الكأس الجنوبي الغبوقا
    علنا بالخمر نشفى
    وإجترع من صحة الطوفان
    والطير الأبابيل
    البشنف سمعنا
    قصفاً وعصفا
    وحدثنا عن الغرقى
    عن الناجين
    عن نوح
    وعن عيسى
    وعن سقراط والسم المصفى

    شكرا كثيرا جدا يا منصور الأديب الأريب
                  

10-14-2006, 07:33 AM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20505

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: "دِيوَانِيبْ"! .....قصيـدة الأسبوع....كمـال الجزولـي....... (Re: Mohamed Abdelgaleel)

    شكرا الصديق منصور على ايراد هذا النص الشعري الجميل،
    لكن هنالك هنّات عروضية ،
    ربما يكون الامر متعلقا بالطريقة التي نشر بها النص الشعري.
    محبتي
    المشاء
                  

10-14-2006, 08:22 AM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: "دِيوَانِيبْ"! .....قصيـدة الأسبوع....كمـال الجزولـي....... (Re: osama elkhawad)

    الأخ الشاعر والناقد الشناف أسامه الخواض لك السلام والدعاء فى العشره الأواخر...فياعزيزى أحسب أن الموناليزا سوف لا ولن تنجو من ميرفة نقضك ونقدك...فلا مانع آتنا بالهنات فى ذلك التاج محل ولا تنسى أن شاعرها ناقد وأنت شاعر ولكل الشعر عورات ولكل النقاد أدوات للنقد........................


    ولك الود والسلام


    منصور
                  

10-14-2006, 08:32 AM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20505

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: "دِيوَانِيبْ"! .....قصيـدة الأسبوع....كمـال الجزولـي....... (Re: munswor almophtah)

    عزيزي المفتاح
    صباح الخير بتوقيت الساحل الغربي الامريكي
    اولا :
    من ناحية الكتابة السميولوجية للنص الشعري العربي،
    لا تجوز كتابة الشولة بعد السكون.
    وسأعود لاكمال كلامي ،
    فالدنيا صباح باكر جدا عندنا.
    محبتي
    المشاء
                  

10-14-2006, 08:53 AM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: "دِيوَانِيبْ"! .....قصيـدة الأسبوع....كمـال الجزولـي....... (Re: osama elkhawad)

    صباح النور يا أسامه ونحن فى زمان الروكى شرقك بساعه وصبحنا يتنفس بتؤده... فى إنتظار المزيد المفيد والذى لا يصرفك عن معمعة الغابة والصحراء ولك الود والسلام................




    منصور
                  

10-14-2006, 11:34 AM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20505

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: "دِيوَانِيبْ"! .....قصيـدة الأسبوع....كمـال الجزولـي....... (Re: munswor almophtah)

    عزيزي منصور
    صباحاتك جمال و شعر
    يا صاحبي ،
    الغابة والصحراء كما ترى، فاني محضّر ليها من زمان.
    محبتي
    المشاء
                  

10-15-2006, 10:57 PM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: "دِيوَانِيبْ"! .....قصيـدة الأسبوع....كمـال الجزولـي....... (Re: Agab Alfaya)

    الأستاذ عبدالمنعم الفيا لإضافاتك بعدها فى هذا البوست وللآخ عادل عثمان
    أيضا الشكر على إشاراته ذات الإرتباط بالبوست


    لكما السلام والإحترام



    منصور
                  

10-16-2006, 07:53 AM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: "دِيوَانِيبْ"! .....قصيـدة الأسبوع....كمـال الجزولـي....... (Re: munswor almophtah)

    وها أنت تأتي بكمال الجزولي .. الذي قال راثياً شيخنا محمد المهدي المجذوب (ظل وجهك
    سافر وسط الوجوه الأقنعة) وقال:

    الله يا شيخ الصعاليك اليتامى
    الله يا قلبا تلظى إذ تلظى
    في الأسى والشوق والعشق الزؤام
    ....
    ...
    إرفع الكأس الجنوبي الغبوقا
    علنا بالخمر نشفى
    وإجترع من صحة الطوفان
    والطير الأبابيل
    البشنف سمعنا
    قصفاً وعصفا
    وحدثنا عن الغرقى
    عن الناجين
    عن نوح
    وعن عيسى
    وعن سقراط والسم المصفى




    عزيزى محمد أنظر لفصاحة هذا الأمدرمانى الساحر والذى إستثمر طاقاته أفقيا وراسيا فى المعرفه معززا ملكات الإمكانيات الموجوده فيه متفوقا بإستمراريته فى البحث وحيويته فى المشاركه والإسهام الفعال فذلك الرجل شاعر نبيل وأكاديمى قح وفنان ثائر وسياسى وإجتماعى من الطراز الأول على مستوى السودان وعلى مستوى أمدرمان فإسهامه فى جامعة الأهلية يكفيه ناهيك عن أنه جليس لعلى المك وصلاح وعبدالله الطيب وجيلى عبدالرحمن وأبو ذكرى وتتلمذ على الرشيد فى فجر مهنته فذلك الرجل ولو إختلفت معه فعليك إحترامه فقد صار رغما فى الثقافه السودانيه لا يمكن تجاوزه فلك يا أيها الذواقه وله فى هذه العشره الأواخر الدعاء والتحايا والود.................



    منصور
                  

10-14-2006, 04:33 PM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: "دِيوَانِيبْ"! .....قصيـدة الأسبوع....كمـال الجزولـي....... (Re: munswor almophtah)

    10-05-2006, 07:13 م

    محمد عبد المنعم عمر


    .

    تاريخ التسجيل: 30-08-2005
    مجموع المشاركات: 599
    --------------------------------------------------------------

    رياحين عند قبر عبد الخالق عبد الخالق محجوب : من ملحمة تسجيلية للشاعر كمال الجزولى

    الشعر الليلة مطر الدم ،

    رعاف يهدر فى الفم

    صخاب ظهر أبى ، وخصيب رحم الأم

    فلنشعل نار الدوبيت اذن ،

    ونوقد جمر النم

    ولنفرد أجنحة التم تم ،

    ولنعرض ببانادقنا

    وسط الأصوات

    أجيد القول – الليلة – فى المسحوقين ، فى الناس الغبشى

    على طول السودان ، وكل بيوت الطين ،

    فى المارد فى وثبته ، القابض جمر الحق ،

    الرائع فى وقفته ، تنداح سنين الزهو ، الحقد ،

    الحزن على "جبهته" ، أقول .. أعيد القول – الليلة –

    فى قوته .. وبطولته ، وأفاخر .. بالتاريخ وبالصولات !

    امتطت الريح الصهوات

    ترجل قرص الشمس .. وأحنى النخل

    الهامات

    سقط العقرب .. فوق العقرب ..

    كان اليوم التاسع عشر ،

    دقات الساعة أنت أربع مرات ..

    الزمن الأول ..

    الزمن الثانى ..

    الزمن الثالث..

    والزمن الرابع ..

    الزمن الوهج .. الزمن المازوت ..

    الزمن الغائر بعد الظهر

    الزمن النسر

    اندفع الى الأضلاع ، الى الأعراق ، الى الحدقات

    لما جلجل ساح القصر

    وانهمر الصحو يرش الفرح المجهد

    فى الطرقات ..

    هذا فجر العيد تدلى فى ..

    فى الآفاق مشانق ،

    الباشق حلق فى اثر الباشق ،

    وتهاوى النجم رواشق !

    آتون – الساعة – فى "الهباباى" ،

    وفى الأمطار ..

    فى الوهج الغاضب.. فى حقد

    "خماسين"

    فى طمى النيل الخالق ..

    فى نار التكوين ،

    فى قمة كررى ، من حيدوب ،

    من التاكا ،

    من "مرة" آتون ،

    آتون من العلو السامق ..

    آتون كما الومض البارق ..

    مرحب .. مرحب عبد الخالق ..

    الليلة أطفال السودان على

    طول الطرقات ،

    ينتظرون قدومك بالحلوى ، بالرايات الحمر ،

    وبالباقات ،

    أطفال السودان المجرحو الحدقات ،

    يا عبد الخالق ..

    من ولدوا ليل الثامن والعشرين

    من يوليو ..

    عام الغضب الحارق ،

    ينتظرون على الطرقات ..

    بالحلوى .. بالرايات الحمر ..

    وبالباقات

    ما كنت جميلا يا وطنى ،

    كجمالكّ .. ذاك العصر

    لما فجرك القهر،

    فى بدنى ..

    مثل الديناميت ،

    وفجرنى !
                  

10-14-2006, 05:23 PM

Abd Alla Elhabib
<aAbd Alla Elhabib
تاريخ التسجيل: 12-09-2005
مجموع المشاركات: 3806

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: "دِيوَانِيبْ"! .....قصيـدة الأسبوع....كمـال الجزولـي....... (Re: بكري الصايغ)

    Brother Mansoor
    salam..I hope you and the family and all others in Calgary
    are doing alright...Ramadhan is almost over.."da3watkum
    لك السلام والدعاء فى العشره الأواخر
    more of that please..
    salam
                  

10-18-2006, 00:24 AM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: "دِيوَانِيبْ"! .....قصيـدة الأسبوع....كمـال الجزولـي....... (Re: Abd Alla Elhabib)

    الأخ الحبيب عبدالله الحبيب اشواقنا إليك يا رجل بفانكوفر ووردها الفواح وأمانينا لك بقبول الصيام والقيام وتحقيق الأحلام والكل بكالقرى على مايرام سنوصل حفاوتك لتنال ثواب ودعاء وصالك واتصالك أعلمنا عندما تأتيك ليلة القدر.......................





    منصور
                  

10-15-2006, 02:28 PM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: "دِيوَانِيبْ"! .....قصيـدة الأسبوع....كمـال الجزولـي....... (Re: munswor almophtah)

    -05-2006, 07:18 م

    خالد العبيد


    .

    تاريخ التسجيل: 07-05-2003

    مجموع المشاركات: 2455
    دَارْفُورْ: شَيْلُوكُ يَطلُبُ رَطْلَ اللَّحْمِ يَا أَنْطونْيُو! ... كمال الجزولي

    ختمنا مقالة الأسبوع الماضى بالتحذير من مغبَّة إكراه حركات دارفور على التوقيع على وثيقة الوسيط الأفريقى التى سكب فيها موقف الحكومة التفاوضى بأكمله ، متنكراً لأهمِّ مطالب الاقليم العادلة ، وعبَّرنا عن خشيتنا من أن ذلك من شأنه أن يبدِّد فرصة (السلام) الحقيقى ، ويهئ لانفجار الأوضاع مجدَّداً ، وبأشرس من ذى قبل.

    لم تكن تلك نبوءة ولا حتى تحليلاً فذاً ، بقدر ما كانت قراءة متاحة لكلِّ من ألقى السمع وهو شهيد! فليس مِمَّا يحتاج إلى عبقريَّة ، لو صدقت النوايا ، إدراك العدالة فى المطالبة بوحـدة إلاقليم ، وتعويض الضحايا ، ومنصب نائب لرئيس الجمهوريَّة ، ونسـبة مئويَّة من الثروة القوميَّة ، واحتفاظ الحركات بقواتها خلال فترة انتقاليَّة بضمانات ملائمة ، مقابل حلِّ مليشيا الجنجويد ، وما إلى ذلك. ولا يعقل أن يكون استيفاء مثل هذه المطالب كثيراً على مهر إطفاء حرائقنا الوطنيَّة الهائلة ، لا فى مستوى الاقليم فحسب ، بل وفى مستوى السودان بأسره.

    لكن بوادر ما كنا حذرنا منه ، وحذر منه كثيرون غيرنا ، وقعت ، للأسف ، قبل أن يرتد إلينا طرفنا. فما كاد القائد منى أركو مناوى يوقع على (الوثيقة التاريخيَّة) بتاريخ الجمعة 5/5/06 ؛ وما كاد الوفد الحكومى المفاوض يفرغ من تبادل عناق الفرح مع وسطاء أبوجا ، وإصدار بيانات الشكر للرئيس النيجيرى ، والاتحاد الأفريقى ، والشركاء ، والمسهِّلين ، والمراقبين ، ومندوبى الاتحاد الأوربى ، والجامعة العربيَّة ، مناشداً ".. الجميع أن يضعوا (ما مضى) خلف ظهورهم ، وأن يتطلعوا إلى المستقبل بروح التفاؤل .. ويشحذوا الهمم بمساعدة المجتمع الدولى لتنفيذ الاتفاقيَّة على الأرض" (الرأى العام ، 8/5/06) ، كأن شيئاً من هذا مِمَّا يمكن تحقيقه بمحض (المناشـدات) ؛ وما كاد مجلس الوزراء فى الخرطوم يعبِّر ، بتاريخ الأحد 7/5/06 ، عن سروره بتوقيع مناوى ، معتبراً إياه ".. نقطة تحوُّل أساسيَّة فى مأساة أهل دارفور" (المصدر نفسه) ؛ حتى عاد ما كان الوفد الحكومى قد عَدَّه ، قبل قليل ، ضمن (ما مضى) ، كما عَدَّه مجلس الوزراء (نقطة تحوُّل أساسيَّة) ، ليصمَّ الآذان ، فى اليوم التالى مباشـرة ، بدوىُّ مدافعه فى (تلتل) ، قرب (بيضا) بغرب دارفور ، مِمَّا أسفر عن عشرات القتلى والجرحى ، حسب مصدر رسمىٍّ أشار إلى أن المتسبِّب فى الحادث ".. بعض عناصر الحركات المعارضة" ، وإن كان قد عزا الهجوم ، بالأساس ، إلى "قوات تشاديَّة .. بدبابتين ورتل من العربات ذات الدفع الرباعى المحملة بالدوشكات!" (المصدر نفسه).

    ثم ما لبثت الاحداث أن تداعت يوم الاثنين 8/5/06 ، فتحت وطأة الاحساس الشديد بخيبة الأمل تجاه (الاتفاق) أطبق آلاف النازحين الغاضبين فى مخيم (كلما) بجنوب دارفور على وفد إيان إيجلاند ، مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشئون الانسانيَّة ، فقتلوا مترجمه بالفئوس والحجارة ، وكادوا يفتكون به هو نفسه لولا أن غادر على عجل ، وأحرقوا خيمة قوات الاتحاد الأفريقى ، كما أصابوا خمسة من أفراد الشرطة بجراح ، وأعلنوا أنهم لن يغادروا المخيم ".. حتى يأتى إلينا عبد الواحد بنفسه .. ليقول لنا إن هناك سلاماً" (السودانى ، 9/5/06). ولكن عبد الواحد ما زال متمترساً عند موقفه المعلن: "لم ولن نوقع على الوثيقة إلا بعد تعديلها وإدخال مطالبنا فيها" (الرأى العام ، 8/5/06).

    وفى الخرطوم سيَّر طلاب دارفور بالجامعات ، فى نفس يوم الاثنين 8/5/06 ، موكباً إلى مقرِّ السـفارة الامريكيَّة ، ومكتب البعثة الدائمة للأمم المتحدة ، ومكاتب ممثل الأمين العام للأمم المتحدة ، حيث سلم مندوبوهم مذكرة أعلنوا فيها رفضهم (لاتفاق أبوجا) ، كونه ، كما قالوا ، لا يعبر عن تطلعاتهم ، مطالبين بالحكم الذاتى الاقليمى لدارفور ، والتعويضات الفرديَّة والجماعيَّة ، والتمثيل فى مؤسَّسة الرئاسة بمنصب نائب لرئيس الجمهوريَّة ، وضبط القوات الحكومية خلال الفترة الانتقاليَّة ، والمشاركة فى السلطة والثروة على أساس حجم السكان ، وإرسال قوات حفظ سلام للاقليم بأسرع ما يمكن ، وتقديم كلِّ الذين ارتكبوا جرائم حرب فى الاقليم للمحاكمة (السودانى ، 9/5/06).

    وبداهة ، فإن على الاتحاد الافريقى ، ومن يقف خلفه من القوى الدوليَّة ، أن يحاولوا (اكتشاف) شئ ما فى تلقائيَّة التزامن هذه بين نفس المطالب ترتفع فى (شارع الجامعة) بالخرطوم وفى (مخيم كلما) للنازحين بجنوب دارفور ، وفى أوساط الدارفوريين فى شتى مهاجرهم ومغترباتهم! أوَليست هى ذات المطالب العادلة التى طاش الوقار من عقل (الشيخ) أوباسانجو إزاء صلابة (الفتى) عبد الواحد فى الاصرار عليها ، فعمد إلى (طرده) من (قصره) فى أبوجا قبيل توقيع مناوى (الرأى العام ، 6/5/06) ، ثم أليست هى نفسها تلك التى فقد السيد برونك ، ممثل الأمين العام للأمم المتحدة فى السودان ، أعصابه حيالها ، فتخلى عن كلِّ ما علموه من (كياسة الدبلوماسى) المفترضة ، لينحدر إلى قيعان (البذاءة) و(الصفاقة) ، واصفاً الرافضين للتوقيع تمسكاً بها بأنهم "جبناء .. لا يملكون إرادتهم"؟! (الصحافة ، 9/5/06).

    واهمٌ ، بطبيعة الحال ، من يتصوَّر قوى النظام العالمى الجديد وتوابعها الاقليميات بلا مصالح أو أجندات خاصَّة فى مواقفها بإزاء مشكلاتنا الوطنيَّة. وكنا أشرنا فى مبحثنا بعنوان: (وما أدراك ما الآى سى سى) إلى أن مشروعيَّة التدخل الدولى لأجل (الانسانيَّة) ، قد أقرَّها فقه القانون الدولى ، من الناحية التاريخيَّة المعرفيَّة ، مؤخراً جداً. وأشرنا ، فى ذات الوقت ، إلى أن ذلك لا ينبغى أن يفهم كعاصم لهذه المشروعيَّة من سوء الاستخدام لمصلحة الدول الكبرى على حساب الدول الصغرى ، خصوصاً إذا أخذنا جدل السياسة الدوليَّة فى الاعتبار. على أننا استدركنا أيضاً بأن ذلك أمر آخر خاضع لتعديل موازين القوى العالميَّة ، فلا يصحُّ أن يُجابه بإنكار مبدأ (المشروعيَّة) ذاته المحروس الآن بإرادة ملايين الناس فى العالم. ولعلَّ ذلك هو ما يجعل هذا المبدأ يتجلى ، فى اشتغاله العملى ، كظاهرة شديدة التعقيد. ومع ذلك ، فإن السؤال الأكبر الذى ما ينفكُّ يهشُّ ، منذ حين ، بإلحاح هو: كيف يمكن فضُّ طلاسم التناقض البيِّن فى مواقف هذه القوى من قضيَّة دارفور؟! وربما يفضل البعض طرح السؤال بشكل أكثر مباشرة: لماذا تغيَّر موقف هذه القوى من قضيَّة دارفور فى الفترة الأخيرة؟!

    د. عبد الوهاب الأفندى يقدِّم ، فى معرض الاجابة ، تفسيراً لا يخلو من وجاهة ، وإن كنا نتحفظ فى الاتفاق معه. فهو يرى أن حركات التمرُّد فى الدول الصغرى محكومة بأن تخدم أكثر من أجندة. حرب الجنوب ، مثلاً ، كانت لها أهداف موضوعيَّة ، ولكن الدول الكبرى استخدمتها أيضاً لتصفية حسابات أخرى مع الانقاذ. وما أن استنفدت تلك الحسابات ، حتى صار لزاماً دفع الطرفين لتوقيع اتفاق سلام. الأمر نفسه حدث الآن فى دارفور ، حيث للأزمة شقان من زاوية مصالح القوى الدوليَّة: التمرُّد نفسه كموضوع اهتمام هامشى محدود ، وردَّة الفعل الحكوميَّة المبالغ فيها كمحور إدانات دوليَّة مكثفة. فتوقيت (تمرد دارفور) أغضب تلك القوى التى (استثمرت) حثيثاً فى (اتفاق نيفاشا). لكن نظرتها للمشكلة سرعان ما تغيَّرت بعد ردَّة فعل الحكومة العنيفة التى استقطبت الاعلام والرأى العام العالميَّين ، بحيث أصبحت دارفور أخطر أزمة إنسانيَّة فى القرن الحادى والعشرين ، مِمَّا ولد ديناميات سياسيَّة فرضت على الحكومات الغربيَّة أن تتحرك لمعالجة الأزمة. وكان لا بُدَّ أن ينعكس ذلك على ميزان القوة فى المنطقة ، حيث ساند المجتمع الدولى المتمردين ، ومارس ضغطاً على الحكومة التى أصبحت معرَّضة لعقوبات دوليَّة ، حتى أجبرها على القبول بدخول قوات أجنبيَّة (قوات الاتحاد الأفريقى). لكن حركات التمرد ، بقلة خبرتها وانشقاقاتها ، تلهت بهذا السند الدولى الذى لم يكن موجهاً لها بقدر ما كان موجهاً ضد خصمها ، ففشلت فى استثمار تلك الفرصة الذهبيَّة لانتزاع التنازلات من الحكومة. وهكذا عادت نفس ديناميات الحراك الدولى لتلعب ضد الحركات ، حين فتر الاهتمام الاعلامى بالقضيَّة بعد أن تحقق استقرار نسـبى خفف الضغط على الحكومات الغربيَّة التى ظلت تفصل ، أصـلاً ، بين الجوانب الانسانيَّة والجوانب السياسيَّة ، فأضحت تطالب بحلٍّ عاجل للأزمة ، مدفوعة بثقل الانفاق على الاغاثة وعلى بعثات الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقى. ثم جاءت تهديدات بن لادن الأخيرة لتجعل من انهاء النزاع أولويَّة لدى الغرب. ولهذا كان لا بُدَّ أن يأتى (سلام أبوجا) باستجابة محدودة لمطالب التمرد ، مع الوعيد لمن لا يمتثل (الصحافة ، 9/5/06).
    ما يجعلنا نتحـفظ فى الاتفاق مع هذه الرؤية ، على سلامة بعض جوانبها ، تعويل الأفندى ، بالكليَّة ، على إرادة الحكومات والسَّاسة فى الغرب ، مع تغييب أىِّ أثر لإرادة الشعوب ، الناس ، الجماهير ، سواء جماهير السودان ، وبالأخص جماهير دارفور نفسها التى جاءت ردَّة فعلها ، كما قد رأينا ، بذات عنف خيبة الأمل فى الاتفاق ، أم شعوب العـالم التى لعبت ، بتحليل الأفندى ذاته ، العامل الأكثر حسماً فى تشكيل الديناميات الأساسيَّة التى دفعت الغرب للتصدِّى لعنف الدولة السودانيَّة غير المبرَّر تجاه أهل الاقليم. ولعلنا نتفق فى أن إرادة الشعوب لا تكتفى بألا تشتغل ، بالضرورة ، على نفس موجة الارادات الحكوميَّة ، الغربيَّة أو خلافها ، بل وتشتغل بالمصادمة لها فى كثير من الأحيان. ودونك ناتج هذه الارادة بشـأن غزو العراق فى الانتخابات الأسبانيَّة مؤخراً ، على سبيل المثال ، دَعْ نتائج استطلاعات الرأى الحديثة فى الولايات المتحـدة وبريطانيا ، والكثير من حراكات المجتمع المدنى التى يشهدها الغرب بإزاء فلسطين والعولمة وما إلى ذلك ، دون أن نغفل عن الحقيقة الموضوعيَّة البسيطة المتمثلة فى كون تقدير هذه الحراكات نسبى ، بطبيعته ، وليس مطلقاً!

    الأمر الآخر الذى لا نستطيع الاتفاق معه هو ما أسَّس عليه د. الأفندى استنتاجاته من أن (استثمار) الحكومات الغربيَّة فى (نيفاشا) يمثل القضيَّة الأساسيَّة بالنسبة لها ، فلا تريد (لأبوجا) أن (تبدِّده). هذا نظر يحيِّد ، فى تقديرنا ، لب (المصالح) الغربيَّة فى كلا قضيَّتى (الجنوب) و(دارفور) ، ويعلى ، فى ميزان الحكومات الغربيَّة ، بلا منطق مستقيم أو سبب مفهوم ، من مجرَّد (الجهد) الذى (استثمرته) هذه الحكومات فى القضيَّة الأولى مقابل (جهد) آخر (مفروض) عليها فى القضيَّة الثانية ، بينما هى تراه (تبديداً) لا (استثماراً)! لقد ذهل د. الأفندى تماماً ، للأسف ، عن موقع أفريقيا ، ومن ثمَّ السودان لأسـباب معلومة ، فى استراتيجيات الغرب وإسرائيل لجهتى الموارد والجغرافيا السياسيَّة ، خلال العقود القادمة ، فاضمحلت تحليلاته لدرجة تغليب (الجهد المبذول) فى قضيَّة ما على (الجهد المطلوب) فى قضيَّة أخرى ، دون اعتبار (للمصالح الاستراتيجيَّة) الكامنة فى كلا القضيَّتين.

    وسوف يصعب على هذا الباحث النشط ، من جهة ثالثة ، إقناع أحد بأن ".. ثقل الانفاق على الاغاثة وعلى بعثات الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقى" هو ما جعل (إنهاء) نزاع دارفور (أولويَّة) فى حسابات تلك القوى الدوليَّة. وإلا فبماذا يفسِّر طلب الرئيس الأمريكى إلى الكنغرس ، بعد الاتفاق وليس قبله ، إقرار إرسال معونة غذائيَّة إلى دارفور بما قيمته 225 مليون دولار ، وإصداره تعليمات بشحن كميات من الغذاء من مخزونات الطوارئ إلى الاقليم ، علاوة على شراء 40.000 طن من الغذاء وشحنها فى خمس سفن إلى السودان ، على وجه السرعة ، للمساعدة فى تخفيف حدَّة الأزمة الانسانيَّة فى دارفور ، وإلى ذلك ما أعلنه لويس ميشيل ، المفوَّض الأوربى للتنمية والمساعدات الانسانيَّة ، من تخصيص الاتحاد الأوربى ، بعد الاتفاق أيضاً ، لمبلغ 100 مليون يورو كمساعدة جـديدة لدارفور ، وما أعلنته أولا تيرنس ، وزيرة التعاون الدولى بالدنمارك ، وأيضاً بعد الاتفاق ، من تخصيص بلادها مساعدات إنسانيَّة إضافيَّة لدارفور بقيمة 2.68 مليون يورو (السودانى 9/5/06) ، وهذا على سبيل المثال فحسب؟!

    المفتاح الصحيح ، فى رأينا المتواضع ، لفض مغاليق هذا التغيُّر المفاجئ فى موقف الحكومات الغربيَّة من حركات دارفور هو (المغامرة) الانقاذيَّة غير المفكر فيها جيِّداً ، بإطلاق النظام ، فى لحظة يأس ، وفى واحدة من (ألاعيبه الصغيرة) ، كما يسميها الأستاذ عادل الباز ، ما حسبه محض (بالون اختبار) للقوى الدوليَّة ، أو ربما (قفزة فى الظلام) يرمى من خلالها (عظمة شهيَّة) للقوى الدوليَّة ، عساها تعدِّل موقفها فتميل إليه قالبة ظهر المجن للتمرد! فقد فجَّر الأستاذ على عثمان طه ، نائب رئيس الجمهوريَّة ، تصريحه الداوى ، خلال الأسبوع الثانى من مارس 2006م ، لدى اجتماعه فى بروكسل مع خافير سولانا ، منسق الشئون الخارجيَّة فى الاتحاد الاوربى ، وروبرت زوليك ، نائب وزيرة الخارجيَّة الأمريكيَّة ، قائلاً: "سندرس نشر قوات دوليَّة فى دارفور بعد توقيع اتفاق السلام!" (وكالات وصحف وقنوات فضائيَّة ، 9 ـ 10/3/06).

    وسواء قصد الأستاذ طه ، بتصريحه ذاك ، أن يبعث برسالة محدَّدة إلى القوى الدوليَّة ، مفادها استعداد حكومته لأن تبرم معها صفقة محدَّدة على غرار (صفقة شايلوك وأنطونيو) فى مسرحيَّة شكسبير الشهيرة (تاجر البندقيَّة) ، أو أن التصريح قد جاء ، فحسب ، فى سياق ارتباكات النظام المشهودة ، فإن تلك القوى قد فهمت ، على أيَّة حال ، ما أرادت أن تفهمه ، وشرعت ، منذ تلك اللحظة ، فى التصرُّف على هذا الأساس بدفع الحركات دفعاً للتوقيع على اتفاق (سلام) تقبله الحكومة! ذلك أن دخول القوات الدوليَّة تحت راية الأمم المتحدة أقل كلفة بما لا يُقاس ، عسكرياً وسياسياً ومالياً ، كما أشرنا فى مقالة سابقة ، من دخولها بخطة (الغزو) ، على نموذج العراق وأفغانستان ، والتى تعتبر البديل الوحيد فى حالة عدم موافقة الحكومة!

    فى هذا الاتجاه ما لبث مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقى أن أصدر من فوره ، فى اجتماعه رقم/46 بتاريخ 10/3/06 ، قراره بإحلال القوات الدوليَّة محل قواته فى دارفور بعد ستة أشهر من ذلك التاريخ ، مستنداً ، حرفياً ، ضمن البند الخامس من هذا القرار ، إلى تصريح الأستاذ طه المشار إليه. وفى تعليق ذى مغزى صرَّح هيدى أنابى ، مساعد الأمين العام للامم المتحدة لعمليات حفظ السلام ، بأن ".. الوقت اللازم لتعبئة وتزويد قوَّة تابعة للأمم المتحدة بالمعدَّات ونشـرها يستغرق ما بين ستة إلى تسعة أشهر!" (السودانى ، 15/3/06) ، وذلك بالتطابق ، حذوك النعل بالنعل ، مع كلمة ألان قولتى ، موفـد بريطانيا الخاص إلى السودان ، والتى كان أدلى بها فى مؤتمر صحفى لدى زيارته لنيالا أواخر فبراير الماضى ، بأن القوات الدوليَّة "تحتاج إلى ما لا يقل عن تسعة أشهر إذا وافقت عليها جميع الأطراف"!

    هكذا مضت القوى الدوليَّة تعد عُدَّتها غير عابئة لا بالقسَم المغلظ لرئيس الجمهورية ووزير دفاع بأن يجعلا من دارفور (مقبرة) لقواتها ، ولا بالتصريح الآخر الذى كان الأستاذ طه قد سارع لإطلاقه ، فور عودته من بروكسل ، مشدِّداً على رفضه نشر تلك القوات فى دارفور "سواءً قبل أو بعـد الوصول لاتفاق سلام فى الاقليم" (الصحافة ، 15/3/06) ، ولا بأىِّ تصريح أو إفادة رسميَّة أخرى مِمَّا ظلت الانقاذ تنفى به موافقتها المبدئيَّة على دخول القوات الدوليَّة للاقليم. لذا لم يكن مدعاة لاستغراب المراقبين مسارعة كوفى أنان ، الأمين العام للامم المتحدة ، إلى مطالبة الحكومة ، ولما يكن قد جفَّ ، بعدُ ، حبر التوقيع على الاتفاق فى أبوجا ، بالتهيُّؤ لاستقبال تلك القوات!

    والآن ، وقد راحت السكرة وجاءت الفكرة ، وحان أوان سداد الفواتير ، فلتنظر الانقاذ ماذا هى فاعلة ، وشيلوك على الأبواب يطلب حقه المستحق من لحم أنطونيو!

    الخرطوم بحرى

    13/5/2006م

                  

10-15-2006, 02:35 PM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: "دِيوَانِيبْ"! .....قصيـدة الأسبوع....كمـال الجزولـي....... (Re: munswor almophtah)

    .







    كلمة كمال الجزولى فى الجلسة الافتتاحية للمؤتمر العام لاتحاد الكتاب السودانيين

    20/9/2006م
    [B][email protected]




    بسم الله وباسم الوطن

    السيد رئيس اتحاد الكتاب السودانيين ،

    الزميلات العزيزات والزملاء الأعزاء ،

    ضيوفنا الكرام ،

    أحييكم أطيب تحيّة فى هذا الصباح ونحن نتهيأ لأن نضع حبة القرنفل الأخيرة فوق كعكة (الميلاد الثانى) لاتحادنا العتيد ، مؤكدين أنه بالاعتماد ، من بعد الله ، على قوة الارادة والعزم والتصميم ، فإن الأسطورة يمكن أن تنقلب واقعاً ، وأن الخرافة يمكن أن تستحيل إلى حقيقة ، وأن طائر الفينيق يمكن أن يطلع من رماده بالفعل لا بلغو الحديث.

    لكن ، بقدر ما يسعدنا أن يلتئم جمعنا هذا بعد غياب قسرى دام لما يناهز العقدين ، وأن تصير قلتنا كثرة بانضمام هذه الباقة اليانعة من شباب الكتاب والكاتبات الذين أنجبهم ، خلال سنوات الغياب تلك ، هذا الرحم السودانىُّ الولود ، فإن إحساساً بالفقد العظيم يكاد ، مع ذلك ، لا يبرح جوانحنا ، إذ نتلفت يمنة ويسرة فلا نرى بين صفوفنا تلك الكوكبة الماجدة من حُداة قافلتنا الذين رُزئنا بأن غيَّبهم الموت الحق عن عالمنا ونحن أحوج ما نكون إليهم ، فلحقوا ، تباعاً خفافاً سراعاً ، بجمال محمد احمد ، أمير أمراء (سَرَّة شرق) الذى كان أول من تسنم قيادة هذا الركب القاصد قبل أن يسبقهم أجمعين إلى الرحيل: على المك ، وجيلى عبد الرحمن ، ومحمد عبد الحى ، وعبد الرحيم أبو ذكرى ، ومحمد عمر بشير ، وعثمان خالد ، وأحمد الطيب زين العابدين ، وصلاح أحمد ابراهيم ، وسر أناى كلويلجانق ، وعلى عمر قاسم ، ومحمد الحسن دكتور ، وخالد حسين الكد ، وعلى عبد القيوم ، وعمر الطيب الدوش ، ومحمد عثمان كجراى ، وعبد الهادى الصديق دار صليح ، وعصمت زلفو ، وحسين شريف ، ومحمود محمد مدنى ، مثلما ارتحل أيضاً ، فى بعض منعرجات هذا الغياب الفادح ، طيب الذكر والأثر الباقى عبد الله الطيب. ثم ها هى نوائب دهر الكتابة والصحافة فى بلادنا تأبى ، أخيراً وليس آخراً ، إلا أن تفجِّر بين يدى مؤتمرنا هذا أخطر وأشنع فواجعها بمقتل الصحفى البارز الأستاذ/ محمد طه محمد احمد ، رئيس تحرير صحيفة (الوفاق) ، غيلة وغدراً. نعم ، لقد غادر أولئك أجمعهم هذه الفانية إلى ملكوت الله ، خلال الفترة الماضية ، فلا أقلَّ من أن أدعوكم كى نقف دقيقة صمت حداداً وترحُّماً على أرواحهم الغالية التى نكاد نسمع الآن رفيف أجنحتها الخضر من حولنا.

    ...................................

    ...................................

    عليهم رحمة الله ورضوانه أجمعين.

    ...................................

    ...................................

    أما بعد ، أيتها الأخوات والاخوة الأعزاء ،

    فلماذا كلُّ هذا الاعتزاز والاحتفاء بالميلاد الثانى لاتحاد الكتاب السودانيين؟! بل ما الذى ، تراه ، برغم كرِّ السنين العجاف وتعاقب الحادثات الغلاظ ، يدفع هذه الجمهرة من أهله داخل البلاد ، كما وفى المغترَبات والمَهاجر ، لكلِّ هذا الاعتصام النبيل بميثاقه ، والاستمساك النادر بعروته الوثقى؟!

    يطيش ، يقيناً ، سهم أية محاولة للاجابة لا تأخذ فى حسبانها مقاربة السببيَّة الفكريَّة الاجتماعيَّة الكامنة فى أساس هذا الكيان الذى ما كان له ، أصلاً ، أن يكون لو ان الدافع إليه لم يتعدَّ ، كما يعتقد البعض خطأ ، مجرَّد النزوة الجمعيَّة العابرة ، أو الرغبة الساذجة فى تقليد ما صنع الآخرون فى بلدانهم ، أو اقتفاء آثارهم حذوك النعل بالنعل. فالحقيقة التى لا مراء فيها هى أن حركتنا الثقافيَّة شهدت ، عبر تاريخها الحديث ، عدة محاولات للمِّ شمل الناشطين فى هذه الجبهة ، لكنها جميعاً لم تبلغ ، على تنوع لافتاتها واختلاف فتراتها ، أبعد من تنظيم اتحادات تقليديَّة (للأدباء) ما كان غالبها بمنجاة من تدخلات الاصابع الحكوميَّة ، إما مباشرة أو من خلف ستار ، حيث يُحشد لها ، فى البداية ، بعض الشعراء والقصَّاصين والنقاد لأغراض التأسيس وتسمية اللجان التنفيذيَّة ، ثم ما يلبث أن ينفضَّ السامر لتنهمك رموز تلك اللجان فى صراعات صغيرة حول فرص الأسفار الخارجيَّة وما إلى ذلك مِمَّا تعده ميزة لها وحدها ، بينما يعود غالب الأعضاء إلى المراوحة الكاسدة بين الانكفاء ، من جهة ، على مشاعر الاحباط الكتيم ، أو فشِّ الغبائن بالنميمة اليائسة ، وذمِّ التهافت واجترار الحكايات المملة عن الوقوف الطويل بأبواب السلاطين ، وبين البحث مجـدَّداً ، من الجهة الأخرى ، عمَّا يروى الغلة لكيان يكافئ الأحلام ، ويستوفى الأشواق ، ويحمى الحقوق المعنويَّة قبل الماديَّة. ومع ذلك كله فقد كانت حظوظ (الأدباء) فى التنظيم أوفر من حظوظ أهل (الكتابة) فى غير (الأدب) ، مِمَّن لم يُقدَّر لهم أن ينتظموا فى جمعيات يؤبَّه لها ، كجمعيات (الاقتصاديين) أو (الحقوقيين) ، مثلاً ، أو علماء (الاجتماع) أو (التاريخ) أو ما إلى ذلك.

    غير أننا ، عندما نستحضر الآن ذكريات عصف الأدمغة الرصين الذى جرى ذات خريف بعيد فى أواسط سبعينات القرن المنصرم ، وفى إطار (الندوة الأدبيَّة) الأنيقة التى كان يديرها المرحوم عبد الله حامد الأمين بصالونه بأم درمان ، حيث انطرحت ، ربما لأول مرة ، بواكير الأفكار الأوليَّة حول ضرورة التضامِّ المستقل لكلِّ القابضين على جمرة (الكتابة المبدعة) فى حقولها المختلفة ، من (الأدب) إلى (العلوم الاجتماعيَّة) ، بالنظر إلى ظروف السودان الذى تتفشَّى الأميَّة الأبجديَّة بين نسائه ورجاله بمعدَّلات مخزية قد تبلغ نسبة الثمانين بالمئة فى أفضل التقديرات أو تزيد ، وتتضاءل فيه ، تبعاً لذلك ، نسبة المتعلمين إلى مجموع السكان ، ونسبة المثقفين إلى مجموع المتعلمين ، ونسبة منتجى المعرفة الانسانيَّة إلى مجموع المثقفين ، فإنما نستحضر ، فى الحقيقة ، وقائع اللحظة التاريخيَّة التى بلغت فيها المراكمة المعرفيَّة الجمعيَّة درجة الدفع التحويلىِّ المطلوب للكفِّ عن مواصلة التفكير بذلك الأسلوب القديم ، ولنفض الأيدى عن تلك الاشكال العقيمة ، وللانتقال ، من ثمَّ ، إلى تأسيس كيان مدنىٍّ متجانس ومستقل عن أيَّة سلطة حكوميَّة وعن أىِّ حزب سياسى ، كى يلتئم فيه شمل (الكتاب) السودانيين المنتمين إلى (الكتابة المبدعة) حقاً وفعلاً ، والمهمومين ، على اختلاف مدارسهم وأساليبهم وطرائقهم ، بالتعبير الصادق ، فكرياً وإبداعياً ، عن دواعى الضرورة الموضوعيَّة القائمة فى:

    أولاً: الوعى بالحقيقة الأوليَّة المتمثلة فى أن شعبنا أمشاج من اعراق وثقافات وأديان ولغات متنوعة ، وأن تيارات حضارية متعددة تداخلت لتصوغ واقعنا الثقافى صياغة متفردة ، وأن هذا التنوع والتعدد ينبغى ألا يكون عامل فرقة أو احتراب ، بل جماع مكونات لسلام مستدام ووحدة وطنية راسخة ، فى ما إذا أحسن أخذه فى الاعتبار ، وجعله أساساً لسياسة مستنيرة ، بالأخص فى المجال الثقافى ، وأن الديموقراطية القائمة على هذا التنوع والتعدد ، وعلى الاقرار بمشروعية التمايز والاختلاف ، وعلى التنمية الشاملة المتوازنة ، هى أنسب ما يناسب تطور شعبنا وبلادنا ؛ وعلى العكس من ذلك فإن إنكار أىٍّ من هذه القيم ، هو ما يكرس الاستعلاء العرقى أو الثقافى أو الدينى أو اللغوى ، وهو أضر ما يضر بوحدتنا وبمسار تطورنا الوطنى.

    ثانياً: الإدراك العميق لحقيقة أن آمال مختلف تكويناتنا القوميَّة فى تجاوز وهدة التخلف ، والانطلاق على طريق السلام والوحدة والديموقراطيَّة ، إنما تتعلق تماماً بدرجة وعى هذه التكوينات بثمار الفكر الانسانى الرفيع ، وتشبُّعها بقيم الحق والعدل والخير والجمال والمساواة والأخوة والازدهار العام ، والإدراك العميق أيضاً للدور الذى تلعبه (الكتابة المبدعة) فى إشاعة هذا الوعى وخلق هذا التشبُّع ، فضلاً عن الإدراك العميق لكون مسئولية (الكاتب) عن إنقاذ ملايين الناس فى مجتمعنا من بين براثن الجهل والتخلف والبؤس لا تتمثل فى الاكتفاء بإنتاج ثمار هذه المعارف الإنسانية ، فحسب ، بل تمتد لتشمل النضال الدؤوب ضد كلِّ الظروف التى تحول دون تذوق الأفراد والجماعات لهذه الثمار.

    ثالثاً: الوعى بتشابك المضامين المعرفيَّة لكل ضروب (الكتابة المبدعة) ، سواء فى حقل (الآداب والفنون) أو فى حقول (العلوم الاجتماعية) المختلفة. والوعى كذلك بواقع الضمور النسبى لشرائح المشتغلين فى بلادنا (بالكتابة) فى هذه الحقول ، وما يقتضيه ذلك من تحشيد وتنسيق لطاقاتهم فى سبيل تهيئة المناخ الملائم لازدهار نشاطهم فى إنتاج المعرفة الانسانيَّة ، وتعزيز التكامل بين حقول هذه المعرفة عموماً ، وفق فهم مشترك لقيمة (الكتابة) ، ولأهميَّة اصطناع منصَّة مناسبة تؤسِّس لحوار رصين بين (الكتاب) كافة ، بصرف النظر عن تبايناتهم العرقيَّة أو الجهويَّة أو الدينيَّة أو الثقافيَّة أو اللغويَّة ، أو تعدُّد انتماءاتهم الفكريَّة أو السياسيَّة ، أو تنوع تيارات ومدارس ومناهج (الكتابة المبدعة) نفسها.

    كانت تلك هى أهمُّ النتائج التى تمخض عنها عصف الأدمغة ذاك بصالون (الندوة الأدبيَّة) خلال عامى 1975م ـ 1976م. وما أن أضحت الصورة واضحة ، وصار المطلوب جلياً ، حتى أمكن تتويج ذلك العصف بتكوين أول لجنة تمهيديَّة برئاسة المرحوم محمد المهدى المجذوب ، وقد عُهد إليها بالترويج لتلك الفكرة والاستقطاب إلى ذلك الجهد. سوى أن مجموعة عوامل تضافرت ، تحت الظرفين الموضوعى والذاتى وقتها ، لتصيب المشروع فى مقتل. وكان أكثرها أثراً الرحيل المتتابع لعبد الله حامد الأمين وأبو بكر خالد ثم المجذوب لاحقاً ، وقد كانوا من أهم أعمدة ذلك المشروع ، علاوة على الهجمة السلطويَّة المضادة التى كان شنَّها عليه ، أوان ذاك أيضاً ، نظام جعفر نميرى ، لشدَّة استرابته فى مراميه وأهدافه ، والتى انتهت بضربة استباقيَّة تمثلت فى مسارعة الحكومة لتكوين (اتحاد أدباء السودان) فى كنف حزبها الحاكم وقتها: (الاتحاد الاشتراكى).

    هكذا وأد عنف الدولة ذلك المشروع فى مهده. لكن فكرته بقيت ، مع ذلك ، حيَّة فى العقول والوجدان ، حيث استمر تداولها بشكل أوسع ، خلال الفترة الممتدَّة من خواتيم السبعينات وحتى منتصف الثمانينات ، بين رموز (الكتابة المبدعة) مِمَّن عزفوا عن الالتحاق (باتحاد الحكومة) ، كما وفى المنتديات الثقافيَّة المستقلة التى قطع أهلها بصرامة مع اتجاه السلطة للتدخـل فى خياراتهم ، وخصوصاً المنتديات التى درج شباب الكتاب على تنظيمها فى بعض الأحياء الشعبيَّة والحدائق العامَّة والجامعات والمعاهد العليا ، تعبيراً عمَّا أطلقوا عليه (ثقافة الهامش) كحركة مضادَّة (للثقافة الرسميَّة).



    فقط فى عقابيل الانتفاضة الشعبيَّة التى أطاحت بنظام جعفر نميرى فى أبريل 1985م ، إنفسح طريق التحوُّل الديموقراطى واسعاً أمام المبادرات المدنيَّة من مواقع النشاط الجماهيرى المستقل ، فأمكن بعث ذلك المشروع القديم الموءود ، حيث تم تكوين وتسجيل (اتحاد الكتاب السودانيين) الذى تنادى إليه (الكتاب) ، زرافات ووحدانا ، من مختلف الأجيال والمدارس والاتجاهات ، وأسَّسوا لهم داراً ما لبثت أن صارت خليَّة للحوار الرصين ، ومنارة للثقافة الرفيعة ، وقبلة يقصدها المتعطشون للمعرفة التى تقرن بين المتعة والفائدة ، واستطاعوا عموماً ، وفى زمن قياسى لم يتعدَّ السنوات الثلاث ، أن يفجِّروا نشاطاً مشهوداً ، بنجاح غير مسبوق ، فى شتى جبهات العمل الثقافى الداخليَّة والخارجيَّة. والأهم من ذلك كله أن ذلك كله قد جرى فى مناخ الديموقراطيَّة المستعادة التى مكنت ، بوجه عام ، لعلاقة سويَّة ومستقيمة بين (الكتاب) وبين (السلطة) ، فلا هم طلبوا ذهبها ولا هى أشرعت سيفها فوق رءوسهم ، بل لم يكن من النادر أن يجرى بين الطرفين حوار متكافئ ، قد تعلو نبرته أحياناً وقد تنخفض أحياناً أخرى ، دون أن يفقد أحدهما احترامه للآخر ، أو يجحد دوره المقدَّر أو حقه المستحق.

    غير أن انقلاب الثلاثين من يونيو عام 1989م أعاد عنف الدولة مرة أخرى ليطفئ ، ضمن ما أطفأ للأسف الشديد ، وبضربة واحدة ، كلَّ مصابيح الآمال التى حفت بالاتحاد وقتها ، وكم كانت صبيَّة ويانعة ، وأجهض ، فى عداد ما أجهض ، كلَّ الاحلام الثقافيَّة التى شخصت فى أفقه ولمَّا تكن قد تجاوزت ، بعد ، مرحلة تشكلها الجنينى. وقد كان على رأس تلك الآمال والاحلام مشروع التأسيس للعلاقة المعافاة بين (السلطة) و(الكاتب) ، لا تلك الموسومة بالعداء المستحكم ، أو عدم الثقة المتبادل فى أفضل الأحوال. لكن ، ولئن كان المناخ الوطنى والاجتماعى المحدَّد بأشراط السلام والديموقراطيَّة والحريات هو الوحيد المؤهَّل ، يقيناً ، لاستزراع هذا الضرب المرغوب فيه من العلاقة ، فإن الانقلاب ، ومنذ يومه الأول للأسف الشديد ، عطل الدستور الديموقراطى ، وصفى مؤسَّسات الحكم الديموقراطيَّة ، وأشاع التشريعات التى تحظر النشاط المستقل للقوى السياسـيَّة والنقابيَّة والاتحادات والجمعيات المدنيَّة كافة ، وأطلق ، فى ذلك الاطار ، جملة من السياسات والممارسات التى مكنت لثقافة العنف ، وتكميم الأفواه ، وفرض الرؤية الأحاديَّة ، والتنكيل بكلِّ من يأنس فى نفسه الكفاءة للجهر بكلمة الحق فى حضرة الجور ، فضلاً عن مفاقمة أوضاع التهميش التاريخيَّة التى ظل يعانى منها أصلاً الملايين من منسوبى التكوينات القوميَّة المتنوعة ، حيث تكمن خلف كلِّ مشكلة سياسيَّة أزمة ثقافيَّة ، فتكرَّس نهج القمع المسلح لحراكات هذه التكوينات ، بدءاً من استعار الحرب الأهليَّة فى جنوب البلاد وجنوبها الشرقى وجبال النوبا ، دَع المُهدِّدات التى ما انفكت تدمدم فى الشرق ، وحتى اندلاع الحريق الدارفورىِّ الذى يخزى وجودنا الآن أن واقع العجز التامَّ عن اجتراح الوسائل الوطنيَّة الكافية لإطفائه ، رغم توقيع (اتفاقيَّة سلام دارفور) فى أبوجا منذ مايو الماضى ، قد أحال الاقليم وإنسانه إلى محض عظمة نزاع فى ساحة الصراع الاقليمى والدولى. وإننا ، من هذا المنبر ، نضمُّ صوتنا إلى الأصوات الوطنيَّة التى اجترحت مؤخراً مبادرتها الحكيمة ، ولو فى هذه الساعة الخامسة والعشرين ، وندعو الحكومة والحركات المعارضة للاتفاقيَّة لقبول العودة إلى مائدة المفاوضات مجدَّداً ، بمشاركة كلِّ القوى السياسيَّة والمدنيَّة ، بدون حاجة إلى أيَّة وساطات أجنبيَّة ، وذلك من أجل ترميم شروخات أبوجا بالاتفاق على تكوين لجنة مستقلة يُمثل فيها الجميع ، ويعهد إليها بمراجعة مسـألة التعويضات ، وتحديد وسائل الحماية للمدنيين ، وتوفير الضمانات اللازمة لتأمين عودة اللاجئين والنازحين ، وما إلى ذلك من ترتيبات لا تلوح بدونها بارقة انفراج للأزمة التى تزداد استحكاماً يوماً عن يوم ، بل ربما على مدار الساعة.

    أيَّتها الأخوات والاخوة الأعزاء ،

    إن المنهج الذى أفضى إلى هذه الأزمة ، والتى تعتبر فى التقييم النهائى الملمح الأشد خطورة والأعلى صوتاً بين جملة أزمات تحدق بالبلاد ، هو ذاته السياق الذى وقع ، فى مبتدئه ، عدوان السلطة على (الاتحاد) ، فحظرت وجوده ، وجرَّدته من السند القانونى ، وطردته من داره التى كانت تشكل الجغرافيا الوحيدة المتاحة لالتقاء وتنسيق جهود أعضائه المتوزعين ، أصلاً ، فى مختلف مناطق العمل والسـكن ، وطالت بملاحقاتها الكثير من رموزه وناشطيه ، سواء بالاعتقال الادارى ، أو بالفصل والتشريد وقطع الأرزاق ، حتى اضطر أغلبهم لمغادرة الوطن والتشتت فى المنافى اضطراراً ، لا حباً واختياراً ، وبقى من بقى منهم داخل البلاد يواجه امتحاناً عسيراً بين غلظة العصا التى تتهدَّدهم وإذلال الجزرة التى تساومهم ، فهل تراها أدركت السلطة ، فى أىِّ وقت ، أن كسبها من كلِّ ذلك لم يتجاوز تأسيس علاقة غير سويَّة ، وبالضرورة غير مفيده لها ، مع غالبيَّة الكتاب ، وأنه ليس من مسئوليتها ولا اختصاصها ، أصلاً ، تأسيس منظمات للأدباء أو الكتاب فى كنفها وتحت مظلتها ، بل لا جدوى البتة من أى جهد تبذله فى هذا السبيل ، بالغاً ما بلغت أموالها وإمكاناتها ومؤهلات موظفيها الرسميين؟!

    إن اتحادنا ، مثله مثل كلِّ جماعة مدنيَّة فئويَّة ، تنظيم مفتوح بطبيعته ، يتسم وجوده بالعلانية ، وأداؤه بالشفافية ، فلا يناسبه أن يتنطع فينتحل لنفسه أساليب عمل من خارج هذه الطبيعة. ولئن كان بإمكان القوى السياسيَّة والعسكريَّة ، بحكم تكوينها وأهدافها ووسائلها ، أن تعمل سراً أو من خارج البلاد ، فإن هذا لا يتأتى لمثل اتحادنا ، وما ينبغى له. ولأن ذلك كذلك فقد أضرَّ مناخ الشموليَّة به أيَّما إضرار ، تماماً كما أضرَّ بديناميكيات الحراك المدنى فى مستوى البلاد بأسرها قرابة العقدين المنصرمين. على أن إبرام اتفاقيَّة نيفاشا فى يناير من العام الماضى وإصدار الدستور الانتقالى لسنة 2005م أنعش الآمال بأن الأشياء بسبيلها إلى التغيُّر الإيجابى. وكان أن انخرط لفيف من رموز الاتحاد ، فى الداخل والخارج ، فى النقاش الوطنى الذى انتظم البلاد حول تقويم هاتين الوثيقتين المهمَّتين. فخلصنا إلى أنه ، وبرغم الانتقادات التى يمكن أن تصوَّب إليهما ، على الأقل لجهة وضعهما بمعزل عن مشاركة غالبيَّة القوى السياسيَّة والمدنيَّة الأخرى ، فإن الدفع المخلص باتجاه توفير القدر اللازم من الارادة السياسيَّة لدى مؤسَّسة الحكم كفيل بأن يؤسِّس عليهما مساراً سلساً نحو هدفيهما الرئيسين: (السلام الشامل) و(التحوُّل الديموقراطى). وهكذا تداعينا إلى اللقاء التفاكرى الموسع بمركز عبد الكريم ميرغنى بأم درمان نهار التاسع من ديسمبر الماضى ، حيث انطلقت الصيحة الأولى لما أصبح يُعرف لاحقاً (بالميلاد الثانى) للاتحاد ، الأمر الذى يسعدنا أننا ، بعقدنا لهذا المؤتمر العام ، نكون قد نجحنا فى استكمال مقوِّماته الأساسيَّة.

    واستناداً إلى نهج الشفافية المعتمد فى نشاطنا ، فلا أخالنى محتاجاً لأدنى قدر من الجرأة كى أعلن أنه ليس مدسوساً ولا خافياً أن الاتحاد يستهدف (بميلاده الثانى) هذا السعى لإنجاز ذات الأغراض التى لطالما سعى لإنجازها أوان (ميلاده الأول) ذاك. ويأتى فى المقدِّمة من هذه الأغراض رعاية شئون الكتاب الابداعية والصحية والخدميَّة الأخرى ، لتحسين بيئة وظروف الكتابة ، والدفاع عن استقلال الكتاب ، وتأكيد حرية التفكير والضمير والبحث والتعبير والنشر وكل أشكال النشاط الفكرى ، فى ظلِّ المبادىء العامة لحقوق الانسان والحريات والحقوق الدستورية ، والتعبير عن التنوع باعتباره أهم خصائص الثقافة السودانيَّة ، وإبراز هوية أمتنا من حيث هى جماع مكونات حضارية مختلفة ، وتعزيز مفهوم التعدد فى اطار الوحدة ، وتأكيد حقوق كافة الثقافات فى النمو والإزدهار المستقل ، والمساهمة فى إرساء وتمتين الأساس الديمقراطى القائم على التسامح الدينى والسياسى ونبذ العنف والارهاب المادى والفكرى واحترام الآخر ، ونشر المناخ الملائم للمسار الطبيعى لعملية المثاقفة الهادئة بين مكونات الأمة السودانية ، وتشجيع نمو وتطور لغاتنا القوميَّة وتعزيز حقها الأصيل فى الاستقلال والتمايز والازدهار ، والدفع باتجاه تدوينها واستخدامها فى التعليم العام ، وفى سائل الاعلام ، وفى المعاملات الرسميَّة فى مناطق المجموعات المختلفة ، والسعى لإعادة قراءة وتقـويم التراث السودانى ، نفضاً للغبار عن أفضل قيمه وطاقاته الديمقراطيَّة ، مع الانفتاح الواعى ، دون وجل ، على آفاق الثقافة الإنسانيَّة الرحبة ، تأسياً بكلمة المهاتاما غاندى: "أفتح نوافذ بيتى على رياح الثقافات الانسـانيَّة التى تهبُّ من جميع جهات الارض ، لكننى أرفض أن تقتلعنى إحدى هذه الرياح من جذورى". يأتى كذلك فى مقدمة أهدافنا التعاون مع كافة الجهات المعنيَّة لمحو عار الأمية عن شعبنا ، سواء الأميَّة الأبجديَّة أم الرقميَّة ، ومحاربة الدجل والشعوذة والخرافة ، وإشاعة أساليب التفكير العلمى ، وإلى ذلك دعم اهتمام الكتابة المبدعة بتعزيز مبادئ الوحدة والسلام والديموقراطية والتسامح وحقوق الانسان وإقصاء العنف واحترام الآخر كركائز أساسيَّة لترسيخ الاعتزاز بالسيادة والانتماء للسودان من مواقع وطنيَّة ونقديَّة وموضوعيَّة. كما يعنينا ، بوجه مخصوص ، مناصرة قضايا المرأة ، وإعلاء حقوق المجموعات القوميَّة المختلفة ، ونشدِّد ، فى هذا الاطار ، على دعم النساء الكاتبات ، والكتاب فى اللغات القوميَّة غير العربيَّة ، وتشجيع الكتابة للطفل بما يحقق النمو المتكامل لشخصيته. وعلى رأس اهتماماتنا أيضاً التفاعل مع القضايا الوطنيَّة بالإسهام النشط فى معالجة مشكلات التنمية ، وبالأخص التنمية البشريَّة ، علاجا ديمقراطياً ينأى بشعبنا عن العنف ويعزز السلم منهجاً للتطور. وكذلك التفاعل مع قضايا الشعوب الأفريقيَّة والآسيويَّة والأميريكالاتينيَّة وغيرها فى كفاحها الدءوب من أجل الحريَّة والاستقلال والديموقراطيَّة والتنمية المتكاملة ، ضد كل أشكال التآمر الامبريالى الذى يريد أن يجعل من (العولمة) عنواناً لاستعمار ما بعد الاستعمار الحديث ، باستتباع هذه الشعوب ، واستلاب شخصيتها الحضاريَّة ، وتزييف تاريخها الوطنى ، وضمان السيطرة الكاملة على مقدراتها سياسياً وإقتصادياً وإجتماعياً وثقافياً. ونعمل ، فى هذا الاطار ، على مناصرة الشعب الفلسطينى ، بوجه مخصوص ، تأكيداً لحقوقه غير القابلة للتصرف فى تقرير مصيره ، وإقامة دولته على أرضه ، والتعبير عن إرادته الحرَّة فى انتخاب حكومته. كما ونسعى أيضاً للتفاعل مع القضايا الدوليَّة ، انتصاراً لمبادىء السلام ، والعدالة ، ونبذ الحروب العدوانيَّة ، وتوطيد مبادئ الصداقة والتعاون والتعاضد المتبادل بين الشعوب فى محاربة الفقر والجهل والأوبئة ، واحترام حقوق الإنسان ، والحفاظ على البيئة ، والوقوف بحزم ضد كل أشكال التمييز والاستعمار والاستضعاف والقهر والاستلاب الحضارى ونهب ثروات الشعوب وتشويه قيمها ومقدراتها الثقافيَّة.

    من جهة أخرى سوف نتوسَّل ، لتحقيق أهدافنا المذكورة ، بشتى الوسائل المشروعة ، كالعمل ، على سبيل المثال ، سواء بانفراد أو بالتعاون مع الجهات المعنية ، حكوميَّة أو غير حكوميَّة ، وطنيَّة أو أجنبيَّة ، إقليميَّة أو عالميَّة ، لإيجاد الحلول لمشكلات النشر ، خصوصاً للكتاب الشباب. وندعو الحكومة ، فى هذا الاطار ، لرفع القيود الجمركيَّة والضرائبيَّة وكلِّ الرسوم الباهظة الأخرى المفروضة على مدخلات الطباعة والنشر. كما نتوسَّل بإقامة والمشاركة فى المؤتمرات والندوات والسمنارات والمحاضرات والمهرجانات والمعارض وورش العمل وحلقات النقاش ، وتنظيم البرامج التدريبية والرحلات البحثية الداخليَّة والخارجيَّة ، وإصدار الصحف والمجلات والكتابات غير الدورية والنشرات والبيانات والأوراق العلمية وغيرها من المطبوعات. فضلاً عن تأسيس مقر أو مقار مناسبة ، وتزويدها بمكتبة وأجهزة حاسوبية وسينمائية وتلفزيونية وقاعدة معلومات وبيانات وما إلى ذلك من المستلزمات ، كى يلتقى فيها الأعضاء وسائر الكتاب ، لتمتين تعارفهم إنسانياً ، وتقاربهم اجتماعياً ، وتطوير مهاراتهم ، وممارسـة إبداعاتهم ، والمساهمة فى أنشطة الاتحاد المختلفة ، والبرامج التى ينظمها لهم ولأسرهم. ولن نألو جهداً ، بطبيعة الحال ، لاسترداد حقنا السليب فى أن يخصَّص لنا عقار عام أسوة بغيرنا من المنظمات والجمعيات التى تستمتع بهذا الحق. وندعو الحكومة ، فى هذا الاطار ، لمراجعة قرارها السابق بطردنا المزرى والجائر من دارنا بالمقرن والتى خصَّصتها لفئة هى فى عداد أبنائنا ، إن لم نقل تلاميذنا ، فقد ، والله ، من جهتين ، لا جهة ، أساءت. وينتظرنا أيضاً أن نبذل جهدنا بالتعاون مع المنظمات الشبيهة لتحقيق حلمنا القديم بتكوين الاتحاد العام للاتحادات الابداعيَّة السودانيَّة. كما وينتظرنا بذل الجهد مع جهات الاختصاص ، كوزارات الصحة والعمل والرعاية الاجتماعية والاسكان والثقافة والتعليم والتعليم العالى والمدارس والجامعات والمعاهد العليا وشركات ووكالات الطيران والسفر البرى والبحرى ودور النشر ، وما إلى ذلك من المؤسسات العامَّة والخاصَّة ، داخل السودان وخارجه ، لطرح قضايا الكتاب المقيمين والمغتربين ، وإيجاد الحلول المناسبة لمشاكلهم ومطالبهم واحتياجاتهم الفردية والجماعية ، وإنشاء صندوق الضمان الإجتماعى للأعضاء لمواجهة حالات الوفاة والمرض والعجز والشيخوخة ، والسعى لتوفير فرص العمل والاستخدام للكتاب ، وخاصة الشباب منهم ، ولاعتماد وتطوير نظام التفرغ والمنح الخاصة لهم ، علاوة على الاهتمام بإحياء ذكرى ونشر آثار الكتاب السودانيين الراحلين.

    أيتها الأخوات والاخوة الاعزاء ،

    نعلم أنه برنامج طموح ، ووسائل قد يكون فيها من العسـر شئ ، غير أننا ظللنا نذكر أنفسنا دائماً ، كما نذكرها الآن ، بأن المهام الكبيرة هى طلبة النفوس الكبار. وبإذنه تعالى سوف نلقى بثقلنا كله وراء تحقيق الكثير من هذه الأهداف ، نستعين على ذلك بالاخلاص ، والجلد ، والصبر الجميل على المكاره ، وبالقليل من المال ، والكثير من الخيال ، وسوف نحرص ، من فوق ذلك كله ، على قيم العمل الجماعى ، وديموقراطيَّته ، وشفافيَّته ، وعلى التخطيط العلمى بعقل جمعى ، وبوجدان محتشد بالأمل والتفاؤل والثقة فى المستقبل. وما هذا المؤتمر إلا تجسيد لجملة هذه المعانى ، فيلزمنا أن نسوق الشكر أجزله لكل من أعاننا عليه بسخاء تبرعه ، وسديد مشورته ، بل وبمجرَّد مؤازرته المعنويَّة ، ومقامها ، لو تعلمون ، عظيم عندنا.

    ختاماً ، أيتها الأخوات والاخوة الأعزاء ،

    فلنستذكر معاً كلمة جمال محمد احمد: "إنى لا أكتب علما ولا معرفة ، ولكنى أجاهد لأمسك بتلابيب لحظات من الحس". وكذلك كلمة بابلو نيرودا: "أنا شعوب كثيرة ، وفى صوتى قوة تعبر عن صمتكم". ثم كلمة رسول حمزاتوف: "ثمة شيئان فقط يستحقان المنازعات الكبرى فى هذه الحياة: أم رؤوم ووطن حنون ، أما كل ما دون ذلك من صراع .. فهو من اختصاص الديكة وحدها".

    أشكركم على حسن الاستماع ، والسلام عليكم


    --------------------------------------------------------------------------------


    الـمصـدر: ( ســودانـايـل )،

    الـجمعـة 22 ـ 9 ـ 2006

                  

10-16-2006, 04:56 AM

عبد اللطيف عبد الحفيظ حمد
<aعبد اللطيف عبد الحفيظ حمد
تاريخ التسجيل: 12-01-2004
مجموع المشاركات: 779

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: "دِيوَانِيبْ"! .....قصيـدة الأسبوع....كمـال الجزولـي....... (Re: munswor almophtah)

    كمال الجزولي مع رفاق دربه جيلي عبد الرحمن (الجواد والسيف المكسور)
    وعبد الرحيم أبو ذكرى (الذي رحل وحيداً في الليل)، شكلوا ظاهرة شعرية متفردة ومتقدمة في الشعر الثوري، ذلك الشعر المتغلغل إلى الدواخل قهراً.

    له التحية على ما أعطى في كل المجالات، وعلى ما أثرى الساحة الصحافية السودانية من قوة الكتابة ووضوح الرؤيا.
    له التحية ولكل من ساهم في إثراء الثقافة السودانية، ولكل من ناضل بقلمه وعقله وقلبه من أن يكون الوطن السودان وطناً عزيزا أبيا.
                  

10-16-2006, 04:27 PM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: "دِيوَانِيبْ"! .....قصيـدة الأسبوع....كمـال الجزولـي....... (Re: munswor almophtah)





    07-06-2002, 08:39 م

    sultan

    .

    تاريخ التسجيل: 05-02-2002
    مجموع المشاركات: 713
    Re: قصيدة-----كمال الجزولى (Re: wadazza)

    ود عزه

    Many thanks - one more!

    =================

    ديوانيب

    أو القصيدة الجبلية
    كمال الجزولي

    -1-
    هل قُد من صخر عزيفك

    في انتظار الغاشية؟!

    أم أنت من صخر قددت؟!

    أم أن صوّان النشيد سياج صدرك

    يا ابن هذا الرعب والليل الطويل؟!

    أم أن أسياف اليقين على اليقين تتملت

    فإذا بصهباء الحنين ثمالة

    وكثير شجوك, في الأسى, شجنٌ قليل؟!

    أم أن من ندبوك للموت الزؤام, وللشهادة

    قايضوا فيك القوافي بالمنافي

    والحدائق بالحرائق

    وبالبنفسج بالردى

    والحلم بالشجر القتيل؟!

    -2-

    صخر لوجهك في الممرات القديمة

    صخر لعينيك

    صخر لقدميك

    صخر .. وكل الموت مرصود لأغنية يتيمة

    هل ضاع هذا الرصد في وجداننا عبثا

    وهل ذهبت مراثينا سُدى؟!

    صخر

    وأغنية

    وموت

    هاأنت تخرج من جلال الموت متشحا

    بأغنية الجبال الشُمّ

    ترجع للصدى

    قال الذين نحبهم:

    يا ليتنا كنا فما كنا إذن

    في موضع السيف التجأنا للندى

    حتى تبدد حلمنا في ذائب الذكرى

    وغرغر بالنشيج المرّ من أعراقنا

    دمنا الموزع في المدى

    صخر

    وأغنية

    وموت

    إن الجراح تخص وجهك وحده

    إن الجراح الآن تلفظ ملحها

    إن الجراح تضئ الآن أبواب المتاجر

    ونزيفك اليومي يصعد في بخار الشاحنات

    نزيفك اليومي يهبط في ثغاء النائحات

    نزيفك اليومي يختزل المسافة ..

    بين صدرك

    والخناجر

    فعلام صمتك ..

    أمحكت كل الدروب

    استأكم السهل الفسيح

    وصوحت فيك الجريمة

    يا أيها المأسور في الممرات القديمة

    صخر لعينيك

    صخر لقدميك

    -3-

    صخرٌ

    وصخرٌ

    لم يعد في البال غير الصخر

    هل تجدي الأظافر؟!

    صخرٌ

    وصخرٌ

    لم يعد في الصخر غير الصمت

    هل يغني السؤال؟!

    وأراك أمشاجاً تفرق في الورى

    يا واحدا في كل حال

    خذني بعشقك تلتقيني ساجداً

    زدني بعلمك أصطفيك

    إني وأنت البعض والبعض المُكمٍّل

    كيف جاز إذن ضياع الكل فيك؟!

    إني وأنت النهر والغرقى

    فهل خفت لنجدتنا مراثيك الطوال؟!

    أدمنت شهوتك الأثيرة, لم تنل

    غير المخالب في الظلام

    ولم تنل غير الحبال

    وتأرجح الأجساد بين الصخر والصخر

    هنا وهناك أعقاب التراتيل العقيمة

    فلأي موت ننتمي؟!

    قال الذين نحبهم:

    يا بئس برقٌ لا يليه الغيثُ

    يا بئس الرعود المستغيثة كالولايا النادبات

    لأي موت ننتمي؟!

    وبأي شجو نحتمي؟!

    قال الذين نحبهم:

    كثرت تواريخ المراثي ظلها يمتد

    لا يمتد أبعد من مدى البصر الكليل

    بأي شجو نحتمي؟!

    أهي البصيرة أم هي الأبصار قد عُميت

    سواء عندها الورقاء والعنقاء

    والصدّيق والزنديق والمسخ الدعي

    ما كلُّ وضاح السنا ذهب ولكن من يعي؟!

    فاطو السرادق بالمعزّين الكسالى

    مصمصوا شفة بتفل القهوة الأولى

    واغفوا في سراديب الهزيمة

    صخر لوجهك في الممرات القديمة

    صخر لعينيك

    صخر لقدميك


    -4-

    صخر

    وصخر

    لم يعد إلاّك فيك

    -الآن-

    فانهض

    من رماد الصمت انهض

    من خواء الموت انهض

    من ضياع الزمن المنسي انهض

    من كساد الطيلسانات البذاءات الشعارات الرجيمة

    وانبعث يا طائر الفينيق إعصارا

    يهب على القلانس شائهات

    واللحى مخضوبة بدمي

    وهرطقة الأكاذيب

    الدميمة

    أنت العليم

    وصمتك العلم القديم

    وإنني مزقت صدري في النشيج المرّ

    بين يديك فانهض

    هذا المساء تشابه البقر

    قد صد عصفك عن آذانها الوقر

    فاشدد إليك صباحك لا يعتمه

    شبه الرجال بآلاء له كفروا

    وإذا أصابك مما أنت فيه أذى

    فاصبر جميلا وقل:

    طوبى لمن صبروا!




    المجد لشعب السودان...المجد لأمة السودان

                  

10-16-2006, 04:50 PM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: "دِيوَانِيبْ"! .....قصيـدة الأسبوع....كمـال الجزولـي....... (Re: munswor almophtah)

    الاخ الـحبيــب الـحبـوب،
    مـنصــور،

    تحــية الود والاعـزاز،

    .... تـوجـد ثلاثـة قصـائـد بارشــيـف عام 2002، للاخ الاستـاذ كمـال الـجـزولـي. الاولـي بعنوان (الشـغل ) وكتبت عام 1980، والـقصيدة الثانية بعنوان ( مـحطة السوق )، والقصيـدة الثالثة والاخيـرة بعنوان(حادث) وكتبت عام 1979.

    حاولت نسـخ القصائد القديمة وانزالها مرة اخري في البوست الخاص بك، الاإننـي واجهت مصاعب في عملية النقل لان القصائد موجـودة وسـط مربعات ملونة لايمكن ومعها القيام بالنقل.

    ملـوظة: لكي تعثرعلي القصائد ارجع الي اول صفـحة بسودانيزاونلاين، وفي الفهـرست تلقي الارشيف والمكتبات، ادخل علي عام 2002 وتلقي القصائد تحـت اسـم واحد اسـمة...wadazza، وامل ان تقوم بكتابتها بواسطة كمال مرة اخري وبثها في مـوضوعـك من اجـل المعرفة وتنشــيط الذاكرة.

    لـكما كل الـمودة والتـحايا.
                  

10-17-2006, 00:34 AM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20505

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: "دِيوَانِيبْ"! .....قصيـدة الأسبوع....كمـال الجزولـي....... (Re: بكري الصايغ)

    سبق ان نوهنا الى هنّات عروضية ،
    و ربما يرجع الامر الى الطريقة التي نشرت بها النصوص.
    والمرجع في ذلك يعود الى الكاتب الشاعر ،
    أي الاستاذ الشاعر:
    كمال الجزولي
    و مما طرح،
    نجد هنات عروضية واضحة ،

    كما في الآتي:
    Quote: أدمنتَ شهوتكَ الأثيرةَ ، لم تَنَلْ ..غيرَ المخالِبِ فى الظلامِ ،

    ولم ..تَنلْ غيرَ الحبالْ ،وتأرجُحِ الأجسادِ .. بين الصخرِ والصخرِ ، هنا ،وهناكَ أعقابُ التراتيلِ .. العقيمَةْ

    ثم قال:

    Quote: فاشدُدْ إليكَ صباحَكَ ، لا يُعتِّمُهُ

    .. شبهُ الرجالِ بآلاءٍ لهُ كفروا

    ثم قال في مرات كثيرة:
    Quote: صخر لعينيك
    صخر لقدميك

    وفي شهوة النضار،
    والعهدة على "الناقد"،
    نجد:
    Quote: تهفو اليك اضلعى
    تتسامق انفاس


    المشاء
                  

10-17-2006, 02:07 AM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: "دِيوَانِيبْ"! .....قصيـدة الأسبوع....كمـال الجزولـي....... (Re: osama elkhawad)

    الأخ أسامه القصيده كانت مكتوبه بطريقه جميله فى سودانايل ولكن نقلها ربما أحدث هذه الأخطاء وهذا رابط أتمنى أن يعطيك الصوره الحقيقيه لكتابتها.................

    http://www.sudanile.com/thagaf10.html[/B

    (عدل بواسطة munswor almophtah on 10-17-2006, 02:09 AM)

                  

10-17-2006, 11:30 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20505

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: "دِيوَانِيبْ"! .....قصيـدة الأسبوع....كمـال الجزولـي....... (Re: munswor almophtah)

    عزيزي منصور
    مساء جميل
    شكرا على الرابط وساعود اليه بتمعن.
    محبتي
    المشاء
                  

10-17-2006, 11:48 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20505

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: "دِيوَانِيبْ"! .....قصيـدة الأسبوع....كمـال الجزولـي....... (Re: osama elkhawad)

    عزيزي منصور
    الرابط لا يشتغل
    ارجو ايراده من جديد ،
    بدون حرف البولد
    محبتي
    المشاء
                  

10-18-2006, 00:16 AM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: "دِيوَانِيبْ"! .....قصيـدة الأسبوع....كمـال الجزولـي....... (Re: osama elkhawad)

    الأخ أسامه إختفت القصيده من الموقع للعمر الإفتراضى لنشرها لذا لا يمكن الوصول إليها بالرابط وكان ذلك ممكنا البارحه فقد حلت محلها أخرى ولك ودى والسلام...............



    منصور
                  

10-18-2006, 07:45 AM

Mohamed Abdelgaleel
<aMohamed Abdelgaleel
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 10415

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: "دِيوَانِيبْ"! .....قصيـدة الأسبوع....كمـال الجزولـي....... (Re: munswor almophtah)

    Quote: أهي البصيرة أم هي الأبصار قد عُميت

    سواء عندها الورقاء والعنقاء

    والصدّيق والزنديق والمسخ الدعي

    ما كلُّ وضاح السنا ذهب ولكن من يعي؟!
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de