أزمة دارفور في ميزان الصراع الإجتماعي في السودان

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-14-2024, 08:28 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2008م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-23-2008, 03:11 PM

SARA ISSA

تاريخ التسجيل: 11-29-2004
مجموع المشاركات: 2064

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
أزمة دارفور في ميزان الصراع الإجتماعي في السودان



    أزمة دارفور في ميزان الصراع الإجتماعي في السودان


    توصلت إلي حقيقة هامة من خلال دراستي لتاريخ الأمم والشعوب ، وهي أن الضيم والظلم الموجه نحو الأقليات دائماً ما يولد الحروب ، ويفضي إلي قيام الدويلات الجديدة ، يتسبب في إنهيار الإمبراطوريات ، فظلم الأمويين لأهل البيت الهاشمي والموالي أدى إلي نشوء الدولة العباسية ، وعدم تعامل العرب اللائق مع المجتمع الأندلسي المضياف أدى غياب نجمهم في هذه البقعة من الأرض ، فقد خرجوا من أرضٍ لم يكونوا مالكيها من الأساس ، دخلوها كغزاة وهم يرفعون رايات النصر ، ثم خرجوا منها وهم لا يحملون غير كتب التاريخ والشعر والنثر والأدب التي كانت تتحدث عن حضارتهم ، وهكذا فعل البلاشفة مع الشيشان ، اتهموهم بمولاة القيصر فهجروهم من ديارهم ، وبعد أكثر من ثمانين عاماً عاشت روسيا المتهالكة أزمة الشيشان من جديد ، وتعذيب هتلر لليهود وفتحه لأفران الغاز وتحالف الخليفة العثماني مع الألمان أدى إلي قيام دولة إسرائيل ، وليست القضية الكردية في العراق عنا ببعيد ، يساعد التهميش والظلم في تكوين الدول والكيانات السياسية ، عملية التحول قد تستغرق عقوداً من الزمن ، وأحياناً تطول إلي قرون ، وهذا هو دفع الناس لبعضهم البعض ، فالظلم والإضطهاد لن يقيم الدول والشعوب ، وما نفعله اليوم يدفع ثمنه رجال المستقبل .
    نعود لنعرف ما هي علاقة هذه المقدمة بالشأن السوداني الذي يزداد كل يوم تعقيداً ، ويرفد إليه في كل شهر دعاة الصلح وأهل الوساطة ، فحرب الجنوب بعنفها ودمائها وشهدائها رسمت طريق أهل الجنوب ووحدت كلمتهم ، وقد راهن أنبياء الشمال أن الإعصار الذي يعصف بوحدة الجنوبيين آت ، مثل الغضب العربي الذي وعدتنا به مطربة الشرق فيروز ، أنها نبوءة كاذبة واضغاث أحلام ، غير أن حكومات الشمال المتعاقبة كانت تصف حرب الجنوب بأنها صراع بين الخير والشر ، بين الملائكة والشياطين ، بين الوطنيين والخونة والمندسين والعملاء ورجالات الطابور الخامس ، إلا أن الظلال العرقية لهذه الحرب ظلت خافية عن العيان ، ربما يكون السبب لأن الإعلام المرئي لم يكن فاعلاً في تلك الفترة ، وما شاهده الناس في حرب الجنوب لا يزيد عن التصوير الذي كانت تقوم به كاميرة ساحات الفداء ، حيث كنا نرى الجنود الشماليين وهم يتلون أيات الذكر الحكيم ، ينشدون المديح النبوي ، وبعد قليل يطلون علينا وهم يتحلقون حول الجثث المحروقة ، خلال خمسة عشر عاماً من حرب الجنوب لم تعرض كاميرة ساحات الفداء أسيراً جنوبياً واحداً لمشاهديها ، مع أن البيان العسكري الذي كانت توزعه قوات الدفاع الشعبي تعترف فيه بأنها أسرت عدداً منهم، الإسلام يُحرم قتل الأسرى فلماذا كانت الإنقاذ تقتلهم في حرب الجنوب ؟؟ السبب هو العقيدة العرقية وليس العقيدة الدينية ، وهي كانت حرب جهوية متخفية تحت الشعارات الوطنية ، فحتى إعلام الصادق المهدي في الديمقراطية الثالثة كان يصف الحركة الشعبية بأنها مخلب قط لقوى الإستعمار ، وأن قرنق ليس قائداً سياسياً ، بل لصاً مطلوباً للعدالة لأنه سرق رواتب الكتيبة التي كان يقودها ثم لاذ بالفرار ، لهذا السبب ليس هناك فرق بين الرئيس البشير والصادق المهدي ، والفرق بينهما في التعامل مع قضية المهمشين أشبه بالفرق بين الرئيس الأمريكي جورج بوش ووريثه ماكمكين . والتحالف بين حزب الأمة والمؤتمر الوطني يدخل في باب المحافظة على حقوق المركز على حساب حقوق أهل الهامش ، وهو بالفعل تحالف المردة والشياطين ضد المغبونين من أبناء هذا الوطن .
    نعود لقضية دارفور والتي صعدت بعنف في حاضر السياسة السودانية ، بحكم أن أهل دارفور يدينون بالإسلام ، ومشاركتهم في كل حكومات السودان كانت إيجابية ، كما أنهم قبلوا بحكام من خارج الإقليم مثل إسماعيل المتعافي والحاج عطا المنان والطيب إبراهيم محمد خير ، إلا أن تعرضهم للإبادة الجماعية يدعم نظرية الحرب العرقية ، وقد تعرّض الجنوبيين لأشد من هذه الحرب ولكن قصور وسائل الإعلام في ذلك الزمن وضعت كل الفظائع في طي الكتمان ، أما قضية دارفور فقد صعدت إلي السطح بسبب إصرار الشباب المتعلم الذي قاد العمل المسلح والسياسي ، معظم قادة حركات المقاومة في دارفور هم من الجيل الجديد ، منهم الأطباء والمحامين والقضاة والمهندسين ورؤساء العمل النقابي بين الطلاب ، حتى لا تنداح هذه الثورة وتكون نموذجاً في السودان من أجل نيل الحقوق عمدت الإنقاذ إلي محاربتها عن طريق النسيج الإجتماعي ، قسمت مجتمع دارفور إلي عرب وزرقة ، فقد خرج الجيش السوداني منهكاً من حرب الجنوب ، أو بالأحرى قد إنتهى ولم يعد له وجود إلا في الإحتفالات السنوية ، قامت الإنقاذ بتحريض القبائل العربية ضد نظيرتها الأفريقية ، ثم أستخدمت الطيارين المرتزقة القادمين من روسيا والعراق ضد سكان دارفور ، وقد كانت الحرب ضد ما يربط الإنسان بالأرض ، الأطفال الذين قتلهم الإنقاذ في قراهم في دارفور لم يكونوا في جيش خليل إبراهيم ، والنساء اللائي تعرضن للإغتصاب لسنَ مثل حوا الطقطاقة التي أصبحت ما تقوله درراً وحكماً يتلهفه إعلام الإنقاذ وهي العجوز الشمطاء التي أعطاها الله العمر المديد ولكنها لم تقابله بالعمل الصالح .من يريد أن يتعلم الرقص وهز الأرداف عليه مشاهدة الفضائية السودانية ، فمن وجد البحر أستقل السواقيا ،
    قضية دارفور سوف تكون خاتمة المطاف للأزمة السودانية ، وهي مثل الحرب التي وصفها حكيم العرب الحارث بن عباد عندما قال بأنه لن يكون لأحد ثأرٌ معلق بعد اليوم ، ربما تنتهي قضية دارفور بسيناريو مثل الجنوب ، سوف تتنازل الإنقاذ عن منصب نائب الرئيس ، وسوف تقبل بالحكم الفدرالي ، لكن هذه ليست النهاية السعيدة التي يتوقعها الجميع ، الثآرات سوف تظل حية ، والسيوف لن تعود إلي أغمادها ، أحداث أمدرمان فضحت العيوب التي كانت مستورة خلال خمسين عاماً من عمر صراع الهامش مع المركز ، ولقد رأى العالم كيف يضرب جلاوزة الإنقاذ ظهور أبناء دارفور بالسياط ، يقول المحللون أن د.خليل إبراهيم هو السبب لأنه أتى بهؤلاء الأطفال ليلاقوا حتفهم في المحرقة ، ولكن ، كيف لنا أن نعرف أن هؤلاء بالأطفال قد جاءوا بالفعل مع قوات حركة العدل والمساواة ؟؟ هناك من يقول بأنهم قد أعترفوا بمشاركتهم في الأحداث ، مثل إعترافات الأستاذ/عبد العزيز عشر التي طالعناها في الصحف قبل أن يُلقى القبض عليه بأسبوع ، فمن يتعرض لهذا الجحيم سوف يقول كل ما يريده الجلاد ، أزمة هؤلاء الأطفال أنهم في وطن لا يملكون فيه حقوق المواطنة ، وطن لا يوفر لهم غير السياط ، وطن يقتلهم بالظمأ والعذاب .
    سارة عيسي
                  

06-23-2008, 03:30 PM

مؤيد شريف

تاريخ التسجيل: 04-20-2008
مجموع المشاركات: 4052

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أزمة دارفور في ميزان الصراع الإجتماعي في السودان (Re: SARA ISSA)

    Quote: الثآرات سوف تظل حية ، والسيوف لن تعود إلي أغمادها


    لذلك فالحل السياسي (التسوية) لا تعني نهاية الصراع ،،، من المهم ان تتم محاسبات واضحة للجميع ومن دون استثناءات ،، فمن فقد أهله لا تعني له السياسة واتفاقاتها شيئا بقدر ما يهتم بمعرفة من تسبب ومن قتل أهله ويطمئن لنيله ما يستحقه من عدالة،،، من دون عدالة لا يمكن الحديث عن عودة دارفور لاطار الوطن فما حدث كبير وضخم وصادم ولا يمكن ان يقبل عاقل بمروره من دون محاسبات::: ولا للتضحية بالوطن ووحدته من اجل حسابات لا دخل للوطن فيها...
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de