|
السيد الإمام والعودة إلي الحديث كضُراط أبو العفين
|
السيد الإمام والعودة إلي الحديث كضُراط أبو العفين
يهتم المراقبون الآن بأمرين في الشأن السوداني ، الأمر الأول هو تلهف حكومة الإنقاذ لتطبيع العلاقات مع الولايات المتحدة ، والطريق إلي وصول هذه الغاية – كما يرى مستشاروها - هو حل قضية أبيي مهما عظمت التنازلات ، ومن الغرائب في قضايا الشأن السوداني أن يكون حل قضية داخلية في السودان يخضع للحسابات المُركبة في البيت الأبيض ، فقد حددت الولايات المتحدة شروطها وهي تستغل نظاماً ضعيفاً ومعزول في الداخل قبل الخارج لترسم خارطة السودان في غياب دولة المؤسسات الوطنية ، و يراهن قادة الإنقاذ على الدعم الوافد من سفن البيت الأبيض أكثر من الدعم الذي يفتقدونه في الداخل ، فهم يعتقدون أن الإدارة الأمريكية سوف تكبح جماح المحكمة الدولية ، وهم يعتقدون أن أمريكا هي الراعي الذي لا يقرب الذئب نعاجه ، وقد تحولت أمريكا في مخيلة الإنقاذ من عدو كافر دنا عذابه إلي جنة نضرة يتوقون لدخولها بأي تذكرة ، حتى ولو كان الثمن هو التنازل عن بعض الثوابت التي ألهبوا بها مشاعر الناس في وسائل الإعلام ، هذه الثوابت التي قضت على الأخضر واليابس في سودان أنهكته الحروب ، فتهمشت بنيته الإجتماعية بعد أن أعطت حكومة الإنقاذ المبرر لجميع الناس بأن يحملوا السلاح في وجهها ، هكذا بدأت شرارة الحرب ، هكذا قالوها : نحن وصلنا للسلطة بقوة السلاح .. ومن أراد نزعها منا فعليه حمل السلاح ، بدأت حروب السودان بمخاطبة جماهيرية ، مليونية ، على دق الدفوف وترانيم المزمار وشيطان الشعر في الساحة الخضراء بالخرطوم ، فأمتدت لتطلي كل أنحاء السودان بالدماء القانية ، زحفت حية الحرب نحو الجنوب فعادت بلا ذنب ، ثم أرتحلت إلي دارفور وعاثت فيها الفساد ، وها هو الآن رأسها يُطلب في المحافل الدولية ، هؤلاء هم رجال الإنقاذ ، مشغولين بتوطيد حكمهم من الخارج ، فهم يعلمون أن الشارع العام في السودان قد رفضهم ، وأن التركيبة الإجتماعية الجديدة في السودان وضعت خارطة الطريق لتقاسم السلطة والثروة فلم يعد هناك شيء إسمه أحزاب ، و لم يُعد هناك شيء إسمه الحزبين الكبيرين كما تعودنا أن نسمع عندما نشير إلي حزبي الأمة والإتحادي الديمقراطي ، فالواقع الإجتماعي في السودان تجاوز هذه القوالب الصدئة التي تتعامل مع الأزمة السودانية بمفهوم الخمسينات ، لذلك كان الأمر الثاني الذي شغل المراقبون هو السيد/الصادق المهدي وتصريحاته في وسائل الإعلام ، أصبح السيدالإمام يضيق بالرأي الآخر ، وإن أنتقدته يرد عليك كما يفعل سنجاب أبو" العفين " ، فقد قسمَ السيد الإمام القوى السياسية في السودان إلي درر وبعر وليسه من حقه أن يضع هذا المعيار لأن الكلب قد ولغ في الإناء ، ثم وصف الذين قللوا من نتائج التراضي الوطني ، الذي عقده حزبه مع مع حزب المؤتمر الوطني بأنهم يعانون من الطفولة السياسية ، لكن السيد/الإمام لا يعلم أن أهل السنة لا يجيزون عقد نكاح المتعة ، وقضايا السودان أصبحت لا تقبل الحلول الوسط ، وتوقيع حزبه ميثاق تحالف مع حزب المؤتمر الوطني لن يطيل عمر هذا الحزب الفاشي ، ولو أعتقد الإمام أن حزبه سوف يرث عرش المؤتمر الوطني فهو يمني نفسه بحلم " أبو الدرداق " الذي ظل يكنس الروث لكى يتزوج من " القمرة " ، و " روث " حزب المؤتمر الوطني في كل بقعة من السودان ولا مكان للدرر والأحجار الكريمة . هوجة تصريحات الإمام الحادة خرجت منها بفائدة واحدة ، أن إبنه بشرى تم قبوله في سلك العمل العسكري الوطني وليس في المخابرات العامة ؟؟ ولو سرنا على هذه المتطابقات اللفظية فمن حقنا أن نقول بأن من يلتحق بجهاز الشرطة لا يعتبر شرطي بل " عسعس " سارة عيسي
|
|
|
|
|
|