مع أبوعفان ..... كانت لنا أيـــــام

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-21-2024, 09:31 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2008م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-09-2008, 08:03 PM

Abulbasha
<aAbulbasha
تاريخ التسجيل: 02-27-2002
مجموع المشاركات: 805

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
مع أبوعفان ..... كانت لنا أيـــــام

    صلاح الباشا: الخرطوم
    نعم ... رحل الكروان عثمان حسين ظهر أمس السبت ... رحل بكل هدوء عن هذه الفانية .. رحل هذا الفنان الراقي في كل شيء .. بعد أن عطـّر سماء الوطن لعقود طويلة من الزمان بكل أنواع العطور التي تـنسّمها شعب السودان العاشق حقاً لكافة ألوان الفنون والإبداع.. طرز أبوعفان ليالي هذا الشعب بألوان متعددة من الألحان الشجية وبأعمال موسيقية تخاطب الوجدان وتهديء المشاعر من سخونة شمس البلد الوهّاجه اللافحة في معظم فصول السنه إلاّ قليلا.. وقد أتي عثمان حسين إلي ساحة الفن في بلادنا و كان يمتلئ شجناً فاضت علي إثره الخارطة الفنية فرحاً مستديماً إستقر في قلوب كل أبناء شعبه منذ نهاية الأربعينات من قرننا الماضي وحتي اللحظة.. بل سيمتد أريج أغنياته الفواحة لأزمنة عديدة قادمة.

    فكان لابد من أن نلقي ملامح طفيفة علي إبداعات ومسيرة هذا الفنان الكبير والذي ظلت إبداعاته الغنائية وبكل جديتها محطات هامة من محطات فن الغناء السوداني الراقي في بلادنا. فقد كان (أبو عفان) متجدداً في كل أعماله الفنية، مما يجعلنا لا نملك إلا أن نحترم هذه الأعمال الإبداعية الجادة .. كيف لا وهو قد تعامل مع أعظم مؤلفي الكلام الجميل في بلادنا الجميله، حيث تعاون معه الشاعرالضخم قرشي محمد حسن ثم إرتبط بإبداعه ذلك الشاعرالرقيق الأستاذ بجامعة الخرطوم دكتورالسر دوليب ، وكتب له الراحل المقيم عبدالمنعم عبدالحي أعذب الكلام من قاهرة المعز.. وترنم بمفردات ذلك الرائع عوض احمد خليفه ، ولكن عندما ألتقي عثمان حسين مع الأستاذ الشاعر حسين بازرعه فإن مراكب النيل قد فردت كل أشرعتها للإبحار ، ثم تعود مراكب ريدنا لبر الأمان كما تقول الأغنية شجن. فكم طرب جمهوره وهو ينثر عبير كلمات الشاعر علي محمود التـنقاري في رائعته العريقه التي تغني بها منذ زمن مبكر والتي يجيب فيها علي تساؤل لم يتم توجيهه له: كيف لا أعشق جمالك .. مارأت عيناي مثالك . فهو يجيب فعلاً علي السؤال الذي لم يُطرح عليه ، وفي ذلك الأمر خيال لا نهاية له ومشحون بخصوبة التعبير . وأبو عفان ومنذ بداية الخمسينيات إستطاع أن يجذب قطاعات واسعة من جمهور المثقفين الذين كان يُطلق عليهم حتي وقت قريب صفة (الأفنديه) فكان يقال لك أن عثمان حسين هو فنان الأفنديه ، ذلك لأن الغناء من قبل أن يظهر عثمان حسين كان خفيفاً في إيقاعاته اللحنية ، وقصيراً في مقاطعه الشعرية، ولكن عندما أتي عثمان مقتحماً وبكل ثبات ساحة الغناء في السودان ، أتي وهو يحمل معه لوازم وآليات التشييد التي يشيد بها البناء اللحني لأغنياته ، حتي إذا كانت الأغنية قصيرة المدي فإن عثمان حسين يغطي ذلك العجز بوضع موسيقي المقدمه لتأتي في قالب أكثر طولاً إن لم تكن أكثر عرضاً ، ولربما كان الأستاذ أبو عفان لديه إعجاب بمقامات الموسيقي العربية التي كانت رائجه في ذلك الزمان في السودان في فترة الثلاثينات والأربعينات في فن الغناء المصري .

    وهنا لا أجزم بأن الأستاذ عثمان حسين قد تأثر بذلك التيار من موسيقي الألحان ذات المقدمة الموسيقية الطويله أم لا، ولكن اقول ربما عاش عثمان الفكرة الفنية ثم قام بسودنتها، ومن بعده أصبح كبار مطربي تلك المرحلة وما بعدها في الخرطوم يلجأون أحياناً في بعض اعمالهم الفنية إلي إتباع هذا النمط من تطويل موسيقي الأغنيات وخصوصاً موسيقي المقدمة 0كما نلاحظ أن «أبوعفان» أدخل طريقة تغيير الهيكل اللحني بحيث يأتي كل (كوبليه) بمقدمة موسيقية في قالب لحني يختلف عن الوتيرة المتبعة في المقطع الذي يسبقه او الذي ياتي بعده وكمثال علي ذلك نري ان عثمان حسين يبدع عندما يترنم ببعض فواصل الاغنية في شكل (رميه) تصحبها خلفيات موسيقية من الأوركسترا ،ونستعرض ذلك اللون في مقدمة الأغنية التالية:

    جايي تترجاني .. أغفر ليك ذنبك

    ما كفايه الشفتو .. من نارك وحبك

    إنت فاكر تاني .. ارجع لك واعاتبك

    لا… لا… دربي أصبح ماهو دربك

    وبعدها تدخل الموسيقي بوتيرة عالية المقام .. ليقفز هنا صوت أبوعفان (كنت تحلم بالسعاده) ..وتستمر باقي أبيات الأغنية بهذه الطريقه الخفيفه

    كنت تحلم .. بالسعاده

    هيّ إيه ماأنت فاكر

    هيّ في كلمة موده

    هيّ في نظرات مشاعر

    من قلوب المابتردك

    وأي فايت.. وأي زائر

    وشايله هم الدنيا زادها

    وماليه كل الكون مشاعر

    وتلك كانت بمثابة نموذج فقط لإضافات وجمل موسيقية جديدة وقتذاك أضافت بعداً جميلاً للموسيقي السودانية .
    وهنا يسعدني أن أذكر قصة طريفة تدل علي سرعة البديهة عند شعرائنا .. وللراحل أبوعفان قصص وحكاوي طوال مسيرته الفنية التي كانت مكتنزة بأجمل فنون الغناء السوداني الحديث وهي : لقد قرأت ذات مرة في مقالات لذكريات كتبها الشاعرالسوداني الراحل عبد المنعم عبدالحي وقد رواها لإذاعة وادي النيل قبل وفاته حين كان يحاوره الراحل والإعلامي المصري الضخم الأستاذ فؤاد عمر بالقاهرة يحكي عن قصة أغنية خفيفة ذات كلمات أيضاً تمتاز بخفة دم ورشاقة بائنة وهي أغنية (ناس لا لا ) حيث قال الشاعر بأنه اتي ذات مرة من مصر التي كان مقيماً بها منذ طفولته حتي وفاته في عام 1999م بقاهرة المعز كما نعلم .. أتي عبدالمنعم في منتصف الخمسينيات في إجازة بالسودان ، وحدث أن زاره في منزلهم بالخرطوم بحري ذات يوم الفنان عثمان حسين وكان يترنم بلحن محدد ، فطلب منه عثمان حسين أن يضع له كلمات لأغنية تناسب ذلك اللحن ، وقد أستمع من عثمان للحن بدون مصاحبة العود ، أي انه كان يدندن به ويقول( لللا.... لللا.. للا لا ) وهكذا ، فقام الشاعر علي الفور وقد اتاه إلهام بالكلمات بعد أن طرب للحن فعلاً ، فكتب يقول في القصيدة تلك:-

    ياناس لا لا .. ناس لا لا.. ناس لا لا

    خلو.. اللالا.. واللالا.. في حالا

    خلو الماخطر زول علي بالا

    بكره الدنيا جايالا جايالا

    ****

    سهران وحيران ومانايم

    ولهان وهيمان أنا الصايم

    السمّار النجوم .. طول الليل ما بنوم

    من النوح والهموم

    من ناس لا لا هجرانا ناس لا لا

    خلو الما خطر زول علي بالا

    كانت تلك الأغنية قد أحدثت رواجاً كبيراً وقد كانت أغنية شباب الخمسينيات من القرن العشرين حيث ظل الجمهور يترنم بها نظراً لغرابة ولطافة كلماتها التي أبدع أبوعفان في إختيار لحنها مقدماً وكان الإبداع واضحاً في تأليف الشاعر لمفرداتها التي أتت منسجمة تماماً مع اللحن .. علماً بأن إيقاعها هو من نوع (السـيره) أي- العرضه- كما يقول اهل الشمال.

    أما إذا تحدثنا عن مسيرة عثمان حسين مع الشاعر العملاق (عوض احمد خليفه) فقد كانت رحلة طويلة تتسم بالعطاء المتميز ، حيث كان الشاعر عوض أحمد خليفه قد كتب للعديد من الفنانين في مختلف المراحل قصائد غنائية تفيض رقة شاعرية بإستمرار ، فقصائده التي تغني بها أبوعفان تظل ذات نكهة خاصة ، وعلي سبيل المثال لازلنا نتذكر تلك الأغنية القديمه التي ظهرت مع نهاية الخمسينيات حيث تغني بها عثمان ولفترة طويله من الزمان ، وهي عُشرة الأيام والتي تقول كلماتها التي أتت في قالب الملامة الشهير الذي يذخر به الشعر الغنائي:

    عُشرة الأيام مابصح تنساها .. ثم تأتي في مرحلة لاحقة من ذات الشاعر أغنية (ربيع الدنيا) كمحطة هامة من محطات الإبداع عند عثمان حسين . وقد ظهرت تلك الأغنية في منتصف الستينيات ، أي بعد عقد كامل من الزمان من أغنية عُشرة الأيام . . وهي اغنية ذات إيقاع يختلف عن سابقتها ، كما ان عثمان حسين حين قام بتوزيع لحنها ، نجده قد أفرد مدخلاً موسيقياً كاملاً في البداية لآلة الأكورديون، و نستطلع الآن هذا الربيع الذي أطل علي دنيا الشاعر لنري ماذا كان يحمل له :-

    أنا فيك عشقت الروعة ..ما أحلاها في الدل والدلال ..

    والمعاني الراسية نور .. إشراقها في عينيك ظلال ..

    وإبتسامتك لمّا تأسر قلبي .. تحكي علي المحال ..

    تحكي عن شوقك إليـّا ..وتحكي عن بعد الوصال ..

    ياربيع الدنيا في عينيا

    ثم تطل علينا أشعار ذلك الأستاذ الجامعي المرهف.. إنه إبن أم درمان المبدع الذي كانت لمفردات قصائده صدي عميقاً عند أهل أم درمان بل ويحترمها ويرددها كل أهل السودان ، إنه الشاعر الدكتور (السر دوليب) والذي كتب لعثمان حسين روائع جميلة من الأغنيات والتي ربما لاتتكرر إلاّ بعد مرور وقت طويل من الزمان ، ذلك لأن هنالك توافقاً وإنسجاماً شديداً في مفردات اشعاره ، وكانت كلها تمتاز برقة متناهية، فقد كتب ( داوم علي حبي، ومسامحك ياحبيبي ومابصدقكم ومالي والهوي ) وغيرها من الأغنيات التي أثرت ساحة الغناء السوداني

    وقد شدا عثمان حسين للسر دوليب بأغنيته الخالدة (مابصدقكم) حيث أخذت هذه الأغنية رواجاً ضخماً في أزمنة جميلة سابقة.

    ولعثمان حسين تجارب موسيقية مع نصوص أكثر ألقاً .. وقد تمثل ذلك في أعماله التي وجدت إستجابة جميلة من الجمهور حيث كان الشاعر المتميز صاحب المفردات الرشيقة الأستاذ محمد يوسف موسي قد تصدرت كلماته أعمال أبوعفان الخالدة .. فكيف ننسي ذلك الدرب الجميل ( أغنية الدرب الأخضر ) بكل ما تكتنزه الأغنية من جمال تتجدد مفرداته ومضامينه.

    كما تغني أبوعفان بالعديد من مؤلفات الشاعر العملاق الراحل إسماعيل حسن .. وتأتي عارفنو حبيبي .. في مقدمة غنائه لإسماعيل بذلك اللحن الجميل الذي وضعه له الأستاذ الموسيقار محمد وردي وبطلب خاص من الشاعر في بيت (ابوعفان) في ذلك الزمن الجميل .

    لكن ... تبقي رحلة عثمان حسين الخالدة والعميقة الأثر مع الشاعر العجيب والذي عاد إلي الوطن مؤخراً بعد إغتراب طويل بمدينة جدة إمتد لأكثر من أربعين عاماً حيث إستقر في مسقط رأسه ( بورتسودان ) .. ألا وهو حسين بازرعة .. فكانت البداية بين العملاقين منذ أن كان الشاعر بازرعة لايزال طالباً وقتذاك بمدرسة وادي سيدنا الثانوية في منتصف خمسينيات قرننا الماضي .. بأغنيات اللقاء الأول والقبلة السكري والوكر المهجور وقصتنا وحتي الرائعة ( شجن ) التي تعتبر من أهم مراحل الخصوبة في الإبداع عند (أبوعفان) .. لذلك أصبح لا يذكر إسم حسين بازرعة إلا وتـأتي الثنائية برحلة الألق الجميل بينه والفنان الضخم الراحل عثمان حسين .. وبرحيل عثمان حسين تصبح المجتمعات الفنية تفتقر إلي ركن هام وحيوي من أركان فن الغناء السوداني في بلادنا ... حيث كان (أبوعفان) يمثل جيل العطاء المتجدد والجاد .. فقد ظل الراحل يحترم فنه .. لذلك فقد بادله شعب السودان عظيم الإحترام ... فإمتلأت ساحة مقابر فاروق بالخرطوم بالأمس القريب بالمشيعين لمثواه الأخير .. وبرحيل (أبوعفان) يفتقد المجتمع العاصمي واحداً من أهم أركان لياليه ومنتدياته الفنية والثقافية .

    نعم ... رحل موسيقار الأجيال عثمان حسين ... ولكن تبقي أعماله الإبداعية تعانق المجد .. كيف لا وهو قد وضع للفن قيمة ومعني وأمثلة راقية تستوجب الإحترام ... نعم رحل الفنان المحترم جداً ... ونسأل الله أن يلزم اسرته وأبناءه وزملاءه في رحلته الإبداعية الطويلة الصبر والسلوان .. فقد تكسرت الأوتار وغاب الكمان .. وأرخت الأشجار أغصانها حزناً لرحيله ودخلت ليالي العاصمة ومنتدياتها بيت الحبس ... وليرحمه الله ،،،،،
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de