تاريخ ماأهمله التاريخ :...لـماذا تجاهلت الأجهزة الأعلامية الذكري ال14 علـي حرب 5 يونيو 1967?.

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-21-2024, 02:10 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2008م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-06-2008, 01:13 PM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
تاريخ ماأهمله التاريخ :...لـماذا تجاهلت الأجهزة الأعلامية الذكري ال14 علـي حرب 5 يونيو 1967?.

    حرب 1967
    ( 5 يـونيـو 1967 )

    من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
    (تم التحويل من نكسة 1967)


    -------------------------------------------------------------

    حرب 1967 أو حرب الأيام الستة هي حرب حدثت عام 1967 بين إسرائيل وكل من مصر و سوريا و الأردن وبمساعدة لوجستية من لبنان و العراق و الجزائر و السعودية و الكويت أنتهت بإنتصار إسرائيل واستيلائها على قطاع غزة و الضفة الغربية و سيناء و هضبة الجولان.

    تعد حرب 1967 الحرب الثالثة ضمن سلسلة الحروب خاضهتا إسرائيل عدة دول عربية في ما سمي بالصراع العربي الإسرائيلي و قد انتهت باستيلاء إسرائيل على كامل منطقة فلسطين هذه المنطقة الجغرافية التي كانت السلطة القائمة عليها ما بين عام 1923 وحتى عام 1948 تدعى حكومة فلسطين تحت الانتداب البريطاني وتدعوا الأرض القائمة عليها فلسطين[1] . ومعظم أهلها من العرب المسلمين والمسيحيين بالإضافة إلى أقلية من اليهود. وكان نفوذ هذه السلطة يمتد على جميع الأراضي التي يدعوها اليهود اليوم إسرائيل ويعرفها غالبية الشعوب العربية بفلسطين ويطلقون عليها اسم فلسطين المحتلة. وهذه الأرض كانت جزءا من بلاد الشام لأكثر من أربعة عشر قرنا.

    تسمى هذه الحرب (بالإنجليزية: Six Days War) وتترجمها المصادر الإسرائيلية [2] [3] وبعض المصادر العربية غير الرسمية [4] [5] والأجنبية الناطقة بالعربية [6] [7] كـ (حرب الأيام الستة) بالعربية، بينما تشيع تسميتها الشعبية بالعربية كـ (النكسة).

    اندلعت الحرب في 5 يونيو/حزيران 1967 بهجوم إسرائيلي على قواعد سلاح الجو المصري في سيناء [1]. كان هذا الهجوم النقطة الفاصلة بين فترة ثلاثة أسابيع من التوتر المتزايد والحرب الشاملة بين إسرائيل وكل من مصر، والأردن، وسوريا [2]. في غضون الحرب قامت قوات عراقية - كانت مرابطة في الأردن - بمساندة قوات البلاد العربية.

    ----------------------------------------------------------

    مقدمات الحرب:
    -----------------

    تشكلت حالة التوتر تدريجيا منذ نهاية 1966 ولكنها بلغت مرحلتها الخطيرة في 15 مايو 1967 عندما جاوزت قوات برية كبيرة من الجيش المصري قناة السويس ورابطت في شبه جزيرة سيناء. غيرت هذه الخطوة الحالة القائمة بين مصر وإسرائيل لأول مرة منذ أزمة السويس (1956) ودفع ذلك الحكومة الإسرائيلية إلى إعلان حالة تأهب في صفوف الجيش الإسرائيلي. في 16 مايو طالب الرئيس المصري إخلاء قوات الأمم المتحدة UNEF من سيناء وقطاع غزة. كانت هذه القوات الدولية تراقب وقف إطلاق النار بين إسرائيل ومصر منذ 1957. بعد مفاوضات فاشلة استمرت يومين مع كل من حكومتي مصر وإسرائيل، حيث أصرت مصر على إخلاء القوات الدولية ورفضت إسرائيل مرابطتها على الجانب الإسرائيلي من خط الهدنة، غادرت قوات الأمم المتحدة المنطقة في 18 مايو 1967[8] . في 22 مايو أعلنت مصر إغلاق مضيق تيران أمام السفن الإسرائيلية، الأمر الذي اعتبرته إسرائيل سببا للحرب (Casus Belli). في 30 مايو وقع الرئيس المصري والعاهل الأردني على اتفاقة تحالف عسكري الذي أنهى النزاع بين الدولتين. في 5 يونيو شن الجيش الإسرائيلي هجوما على القوات المصرية في سيناء بينما بعث رئيس الوزراء الإسرائيلي برسالة للعاهل الأردني عبر وسيط أمريكي قائلا أن إسرائيل لا تهاجم الأردن إذا بقي الجيش الأردني خارج الحرب.[9]


    جذور الحرب - ما بين أزمة السويس ويونيو 1967:
    -------------------------------------------
    انتهت أزمة السويس بانسحاب إسرائيلي من شبه جزيرة سيناء وقطاع غزة في 8 مارس/آذار 1957 كما اتفقت إسرائيل ومصر على دخول قوات دولية تابعة لـلأمم المتحدة (UNEF) إلى المناطق التي انسحبت منها إسرائيل لحماية وقف إطلاق النار. بعد الإنسحاب أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي أن إسرائيل ستعتبر إعادة إغلاق الممر المائي في تيران أمام سفن إسرائيلية سبباً لحرب. بين مارس/آذار 1957 وأبريل/نيسان 1967 كانت الحدود بين إسرائيل ومصر هادئة نسبياً، بينما تكثفت الإشتباكات بين إسرائيل وسورية في 1964 بشأن النزاع على استغلال مياه نهر الأردن.

    في نوفمبر/تشرين الثاني 1966، انتهى التفاهم بين الحكومتين الإسرائيلية والأردنية بشأن تهدئة الحدود الطويلة بين البلدين حيث قُتل 3 جنود إسرائيليون بانفجار لغم على خط الهدنة قرب قرية السموع بجنوبي الضفة الغربية في لواء الخليل الذي كان تابعا للمملكة الأردنية الهاشمية، فشنّ الجيش الإسرائيلي هجوماً متذرعين بهذه الحجة على قرية السموع الحدودية وهدم بيوتاً كثيرةً فيها وإدعت إسرائيل آنذاك أن 50 أردنياً وإسرائيلياً واحداً قُتلوا في تلك المعركة. وحسب تقارير الأمم المتحدة فإن خسائر الجيش الأردني لم تزد عن 16. وقد أعلن الإسرائيليون فيما بعد أن قائد الحملة الإسرائيلية في هذه المعركة قتل فيها أثناء القتال. وكان قد ورد في قرارات الأمم المتحدة عند إعلان وقف إطلاق النار عام 1948 في أحد شروطها أن تخلو الضفة الغربية من الأسلحة الثقيلة كالدبابات والمدفعية الثقيلة. إلا أن استخدام الإسرائيليين لهذه الأسلحة في هذه المعركة، حرضت سكان الضفة على المطالبة بإدخال الأسلحة الثقيلة، مما حدا بالملك حسين بإقرار دخولها20 نوفمبر/تشرين الثاني 1966 تحسبا لأي هجوم آخر بنفس المستوى.

    في 7 أبريل (نيسان) 1967 حدثت معركة جوية بين طائرات حربية سورية وإسرائيلية حيث أسقطت إسرائيل 6 طائرات سورية من طراز ميغ 21. في 13 مايو أبلغت المخابرات السوفياتية نائب الرئيس المصري أنور السادات أن إسرائيل تركز قوات ضخمة في شمالها. عندما علم رئيس الوزراء الإسرائيلي ليفي إشكول عن هذا الإبلاغ دعا السفير السوفياتي لدى إسرائيل إلى زيارة شمالي البلاد ليقتنع بأنه لم يحدث أي تغيير في انتشار القوات الإسرائيلية. أما السفير السوفياتي فرفض الدعوة. في 15 مايو بدأت مصر بتكثيف قواتها في سيناء وفي اليوم التالي طالبت مصر القوات الدولية بالخروج من أراضيها[بحاجة لمصدر]. في 22 مايو أعلنت مصر إغلاق مضيق تيران أمام السفن إسرائيلية المتجهة إلى ميناء إيلات. اعتبرت إسرائيل هذه الخطوة إعلان حرب نسبة إلى تصريح رئيس وزرائها بعد أزمة السويس وتكثيف القوات المصرية في سيناء.

    في 5 يونيو (حزيران) 1967 شن سلاح الجو الإسرائيلي هجوما مباغتا على جميع المرافق الجوية المصرية ودمرها خلال 3 ساعات مطلقين بذلك شرارة الحرب. [10]


    العمليـات العسكـرية:
    -------------------------------
    عند الشروع بالعمليات العسكرية استثمرت القيادة الإسرائيلية جملة عوامل الهدف منها جني الأرباح من معركتها المزمعة، أهمها:

    بسبب صغر حجم إسرائيل النسبي ومحدودية جيشها استخدمت استراتيجية استندت فيها على الاستفادة من جميع العوامل والظروف والطاقات من سوقية وتعبوية عسكرية منها تحديد الأهداف من الحرب، حيث رأت إسرائيل أن من أهم الأهداف المتوخاة من الحرب هي تثبيت ركائز الدولة العبرية الفتية من خلال ضرورة استثمار الحقبة التي كانت تشهد نشأة وتأسيس الدول العربية الحديثة العهد بمؤسسات الدولة والمجتمع المدني والعسكري كونها ناشئة حديثا من انفصال ولايات وإمارات عثمانية كدول حديثة الإستقلال تمتلك فلسفة مجتمع وبرامج عمل واسترتيجيات قيد التكوين. كما اعتمدت إسرائيل بسبب هشاشة تكوينها كدولة على دولة عظمى من خلال عقد المعاهدات الاستراتيجية التي من خلالها تقدم الخدمات الجلى لتلك الدول أو من خلال تأثيرات الجاليات اليهودية المتنفذة سياسيا واقتصاديا فيها أو ما يسمى باللوبي الداعم لإسرائيل (الأيباك) (بالإنجليزية: AIPAC) المشكل من الزعامات والقيادات اليهودية الأمريكية.

    اعتمدت إسرائيل على الحرب الاعلامية
    أطلقت حملة من الحرب النفسية [بحاجة لمصدر:
    -------------------------------------------
    استغلت القضية اليهودية القديمة في أوروبا المستندة على الظلم الواقع على اليهود ومعاناتهم من اضطهاد الأعراق غير السامية أي ما يسمى "بالعداء للسامية" كقضية ديريفوس وغيرها ، وآخرها اضطهاد نظام هتلر لهم بما يسمى محارق الهولوكوست [بحاجة لمصدر].

    أطلقت حملة دعم في اميركا وإنجلتراتحديداً من خلال الكنائس البروتستانتية ذات العقيدة القريبة من الفكر اللاهوتي التوراتي معتمدةً على التلمود المشترك بين اليهودية وتلك الطائفة التي يدين بها اغلب الانجليز والاكثرية الساحقة من الاميركان. استغلت إسرائيل عوامل عربية داخلية أخرى مثل انشغال الدول العربية بانقلابات فاشلة او بلبلة داخلية كتكفير الاخوان المسلمين للحكومة المصرية ومحاولاتهم قلب نظام الحكم والتحريض على حرق معامل حلوان الأمر الذي أشغل الدولة كثيراً مما ترتب عليه إصدار أحكام إعدام بحق المحرض على العملية سيد قطب .وكذلك استثمرت الأدوار التي لعبها الجواسيس من اليهود العرب وغيرهم مثل منير روفا الذي اختطف طائرة ميغ 21 وعزرا ناجي زلخا وايلي كوهين وغيرهم، في جمع المعلومات عن السلاح العربي للتعرف على أسراره ومواجهته والعمل كطابور خامس لتحطيم الجبهات الداخلية العربية [بحاجة لمصدر].
    اعتمدت على مبدأ التفوق في السلاح فبعد أن كانت القوات العربية متفوقة تسليحيا لغاية عام 1965 عقدت إسرائيل عدد مهم من الاتفاقات لإعادة تسليحها بأحدث الأسلحة الغربية [بحاجة لمصدر].

    اعتمدت كذلك على مبدأ التفوق الجوي في ساحة المعركة ذلك لوهن الجندي الإسرائيلي وومحدودية حيلته وعدده. و بنت قيادة الجيش والأركان الإسرائيلية خططها على الانفراد بكل جبهة عربية على حدة لعدم امكانيتها من فتح أكثر من جبهة في آن واحد [بحاجة لمصدر].

    اعتمدت على الدول الكبرى من خلال عدم فسح المجال للقوات العربية بالمبادئة واختيار الزمان والمكان المناسبين لأي تخطيط عسكري تعبوي وعدم فسح المجال أو إعطاء فرصة للقوات العربية بتنظيم قطاعاتها لصد الهجوم أو القيام بهجوم مقابل من خلال إلتزام الدول الكبرى الأعضاء بمجلس الأمن باصدار قرار وقف إطلاق النار بعد إتمام العدوان مباشرة لإظهار العرب وكأنهم اخترقوا القرارات والمواثيق الدولية وبهذا يستحقون الردع والعقاب ، وقد كان من أهم أسباب هزيمة الجبهة المصرية الهجمات اللتى قامت [بحاجة لمصدر].

    أثناء بدء العمليات قامت القوة الجوية الإسرائيلية بضرب المطارات والقواعد الجوية العربية وتحطيم طائراتها ، وكذلك إستفادت من الضربة الجوية اللتى قامت بها القوات الجوية الأمريكية والبريطانية اللتان كانتا متمركزتان بقاعدتى هويلز والعدم بليبيا واللتى كان من أهم نتائجها تحييد سلاح الجو المصرى واللذى كان بإمكانه تقديم الدعم والغطاء الجوى للقوات المصرية أثناء العمليات العسكرية أو حتى أثناء الإنسحاب ، ثم استثمرت تحرك الوحدات العربية في عملية إعادة التنظيم الخاصة بالقيادة العربية المشتركة وشنت هجوماً بالدروع باستخدام اسلوب الحرب الخاطفة على الضفة الغربية التي كانت تابعة للاردن وعلى مرتفعات الجولان السورية وقطاع غزة الذي كان تابعاً لمصر ولسيناء كل على انفراد حيث استعملت الأسلحة المحرمة دولياً كالنابالم وقذائف البازوكا. حدث ارتباك لدى القوات المصرية بسبب قرار الانسحاب العشوائي الخاطيء الذي اصدره القائد العام للقوات المسلحة المصرية المشير عبد الحكيم عامر ، في الوقت الذي قررت فيه الوحدات السورية إعادة تنظيمها للرد على المعركة أو الضربة الأولى.إلا أن مجلس الأمن سارع بإصدار قرار وقف إطلاق النار ففسح ذلك المجال أمام القوات الإسرائيلية بتنظيم وحداتها فيما يسمى عسكرياً استثمار الفوز. شارك الرئيس العراقي عبد الرحمن عارف بقوات عسكرية لدعم الجبهة على الرغم من القوات الكبيرة الرابضة في المفرق في الأردن الا ان الدعم الأمريكي والبريطاني والفرنسي المعلن بالتدخل في حالة رد الدول العربية على العدوان مالم تستجيب لقرار مجلس الامن الدولي 242 ، الامر الذي افشل خطط الهجوم المقابل العربية وجعل إسرائيل بواقع المنتصر [بحاجة لمصدر].

    -----------------------------------------------------------

    في ما يلي تسلسل زمني لأبرز محطات الحرب نفسها:
    -----------------------------------------------
    الساعة الحدث
    الإثنين 5 يونيو 1967 :
    ------------------------------
    07:45 صباحا الساعة إسرائيل تشن ضربة جوية استباقية تستهدف القواعد الجوية المصرية وتدمر الجانب الأكبر من السلاح الجوي المصري.

    08:15 صباحا القوات الإسرائيلية تقتحم قطاع غزة وشبه جزيرة سيناء.

    09:45 المدفعية الأردنية تقصف القدس ووسط إسرائيل..طائرة أردنية تحاول شن غارة على تل أبيب.

    طائرات عراقية تقصف مدينة نتانيا وقاعدة رامات ديفيد
    12:00 ظهرا إسرائيل تقصف مطارات سورية إسرائيل تقصف المطارات الأردنية
    القوات الأردنية تستولي على مقار تابعة للأمم المتحدة في القدس في جبل المكبر.

    الطائرات السورية تتوغل داخل فلسطين وتقصف أهدافا في حيفا وعمق اسرائيل.
    سلاح المدفعية السوري يدمر مواقع تمركز قوات اسرائيلية 13:00 بعد الظهر سلاح الجو الإسرائيلي يهاجم قواعد للسلاح الجوي السوري.

    17:00 مساء المدفعية الأردنية تقصف تل أبيب.

    طائرات اسرائيلية تقصف قاعدة جوية عراقية غرب العراق.

    18:00 مساء المدفعية السورية تقصف روش بينا شمال إسرائيل.

    الثلاثاء 6 يونيو 1967 :
    -------------------------------

    القوات الإسرائيلية تواصل تقدمها في سيناء.

    03:00 صباحا قوة إسرائيلية تستولي على مركز شرطة اللطرون المحصن على حافة الضفة الغربية وقوة أخرى تقطع الطريق بين القدس ورام الله.

    06:15 صباحا قوات مظلية إسرائيلية تستولي على "تلة الذخيرة" وهو موقع أردني بشرق الاردن.

    13:00 بعد الظهر استسلام مدينتي رام الله وجنين للقوات الإسرائيلية. والجيش الإسرائيلي يستكمل استيلاءه على قطاع غزة.

    17:20 مساء الجيش الإسرائيلي يستولي على قلقيلية.

    20:00 مساء صدور أوامر بالانسحاب الكامل للجيش المصري.

    24:00 منتصف الليل صدور أوامر بالانسحاب الكامل للجيش الأردني.
    الأربعاء 7 يونيو 1967
    10:00 صباحا إسرائيل تستكمل احتلال البلدة القديمة في القدس.

    12:15 بعد الظهر صدور أوامر نهائية للقوات الأردنية بالانسحاب.

    طائرات سورية تقصف مواقع في وسط إسرائيل . 14:25 بعد الظهر إسرائيل تستولي على بيت لحم. سقوط الخليل.

    19:30 مساء سقوط أريحا.

    الخميس 8 يونيو 1967 :
    --------------------------
    15:20 مساء مصر تقبل وقف إطلاق النار.

    الجمعة 9 يونيو 1967 :
    ----------------------------
    01:00 صباحا طلائع القوات المدرعة الإسرائيلية تصل إلى قناة
    السويس وتحتل كامل سيناء المصرية.

    11:30 صباحا الجيش الإسرائيلي يبدأ الزحف صوب الخطوط السورية ويواجه بنيران كثيفة.

    القوات السورية تركز القصف على تمركز الجيش الاسرائيلي . السبت 10 يونيو 1967
    14:30 مساء إسرائيل تستولي على مدينة القنيطرة بهضبة الجولان السورية بعد معارك عنيفة.

    15:00 مساء وزير الدفاع الإسرائيلي موشي ديان يلتقي الجنرال أود بول من الأمم المتحدة للموافقة على وقف إطلاق النار اعتبارا من الساعة 18:00.


    الأسباب المباشرة لإخفاق الجيوش العربية:
    -----------------------------------------
    كان انتصار إسرائيل في معاركها في عام 1967 م راجعاً إلى عدة أسباب منها:

    غياب الخطط العسكرية الحربية على مستوى القيادة العربية الموحدة بسبب غياب إرادة القتال لدى القيادات العربية.
    الاستعداد الإسرائيلي التام للحرب.

    استخدام إسرائيل لعنصر المفاجأة في ضرب القوات العربية، حيث لم يتوقع العرب هجوماُ عند الفجر لكن إسرائيل نفذت الهجوم في هذا الوقت؛ مما أفقد العرب توازنهم وسبب خسائر فادحة في صفوف القوات العربية.

    تفوق القوات الإسرائيلية المسلحة بأفضل الأسلحة الغربية الحديثة وخاصة سلاح الطيران الإسرائيلي الذي سيطرت به إسرائيل على ميادين القتال في جبهات مختلفة.

    مساندة الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية لإسرائيل عسكرياً واقتصادياً.
    نقص التدريب الجيد والأسلحة المتطورة في صفوف الجيوش العربية. (بالرغم من أن الجيش الأردني تمكن من دحر هجوم إسرائيلي رئيسي استهدف احتلال المزيد من الأراض العربية في معركة الكرامة في 21 مارس 1968 بعد بضعة أشهر فقط من حرب 1967 بنفس التسليح ودون غطاء .

    -------------------------------------------------------------------

    لماذا تعمدت الاجهـزة الاعلامية العربية تجاهل الذكري الواحد والاربعين علي حرب يونيو 1967 والتي نشـبت بين بعض الجيوش العربية والجيش الأسرائيلي... وهي الحرب التي دخلت التاريخ بعدة اسـماء مثل ( حرب النكسة ) ( حرب السـتة ساعات ) ( الحـرب الخاطفة ) حرب حزيران 1967 ) ( الـهزيـمة ).

    هل هناك ضرر او عيب وان تفرد المـحطات الفضائية العربية بـمناسبة الذكري (حتـي وان كانت مؤلـمة وقاسـية علي العرب ) برامج خاصة بـها... وهـي التي دخلت التاريخ العالمي ولايلغي التجاهل سيـرتها وذكراها??.

    التاريخ هـو التاريخ لايقبل الزيف او التحـوير او الاهمـال والتجاهل...
    وقـديـمآ قالوا اهـلنا.. ( مـن نـسـي قـديـمه ... فقـد تاه).
                  

06-06-2008, 01:22 PM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تاريخ ماأهمله التاريخ :...لـماذا تجاهلت الأجهزة الأعلامية الذكري ال14 علـي حرب 5 يونيو 1967 (Re: بكري الصايغ)

    الأسباب المباشرة لإخفاق الجيوش العربية.
    -----------------------------------------

    من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
    (تم التحويل من نكسة 1967)
    ---------------------------


    كان انتصار إسرائيل في معاركها في عام 1967 م راجعاً إلى عدة أسباب منها:

    1 - غياب الخطط العسكرية الحربية على مستوى القيادة العربية الموحدة بسبب غياب إرادة القتال لدى القيادات العربية.

    2 - الاستعداد الإسرائيلي التام للحرب.

    3 - استخدام إسرائيل لعنصر المفاجأة في ضرب القوات العربية، حيث لم يتوقع العرب هجوماُ عند الفجر لكن إسرائيل نفذت الهجوم في هذا الوقت؛ مما أفقد العرب توازنهم وسبب خسائر فادحة في صفوف القوات العربية.

    4 - تفوق القوات الإسرائيلية المسلحة بأفضل الأسلحة الغربية الحديثة وخاصة سلاح الطيران الإسرائيلي الذي سيطرت به إسرائيل على ميادين القتال في جبهات مختلفة.

    5 - مساندة الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية لإسرائيل عسكرياً واقتصادياً.

    6 - نقص التدريب الجيد والأسلحة المتطورة في صفوف الجيوش العربية. (بالرغم من أن الجيش الأردني تمكن من دحر هجوم إسرائيلي رئيسي استهدف احتلال المزيد من الأراض العربية في معركة الكرامة في 21 مارس 1968 بعد بضعة أشهر فقط من حرب 1967 بنفس التسليح ودون غطاء .

    خسائر الحرب:
    -------------------

    اسرائيل:
    --------------
    كانت خسائر إسرائيل متواضعة بالنسبة للدول العربية.فقد كانت كما يلي[بحاجة لمصدر]:

    الجبهة الأردنية:مقتل 480 اسرائيلي
    الجبهة المصرية: مقتل 238 اسرائيلي
    الجبهة السورية مقتل 141 اسرائيلي


    اما الخسائر العربية فكانت كما يلي:
    --------------------------------------

    مصر: مقتل 11500 جندي مصري
    سوريا: مقتل 2500 جندي سوري
    الأردن: مقتل 700 جندي اردني



    تداعيات الحرب:
    ---------------------
    لعل من أسوأ نتائج الحرب من وجهة نظر الأطراف العربية هي خسارة الضفة الغربية وقطاع غزة وشبه جزيرة سيناء وهضبة الجولان، وتحطم معنويات الجيوش العربية وأسلحتها وبعد اجراء المحاكمات لمتسببي الفشل العسكري وبعد مضي فترة من الزمن اخذت تتكشف الحقائق عن اخفاق القائد العام للقوات المسلحة المشير عبد الحكيم عامر بوضع الخطط وتنفيذها بالشكل الصحيح بضمنها خطط الانسحاب العشوائي. وصدر عن مجلس الأمن القرار 242 في تشرين ثاني 1967 الذي يدعوا إسرائيل إلى الانسحاب من الأراضي التي احتلتها في حزيران 1967 وبعودة اللاجئين إلى ديارهم [بحاجة لمصدر].

    أدت حرب 1967 إلى إعادة تنظيم الخطط العسكرية العربية واعدة تنظيم قطعها. وقد شنت القوات العربية حرب الاستنزاف على الجبهة السورية والمصرية ومن منجزاتها عملية ايلات التي تم الهجوم على ميناء أم الرشاش الذي اسمته إسرائيل إيلات حيت تم تلغيم الميناء وقتل عدد من العسكريين وإغراق بارجة إسرائيلية . ولم تتوقف العمليات العسكرية السورية في الجولان من بعد 1967 واستمرت حرب الاستنزاف عدة سنوات ، من جهتها استخدمت إسرائيل الحرب النفسية والإعلامية لتصوير هذه الحرب على انها نكسة وهزيمة لشل القدرة العربية على القتال لكن مماطلة الإسرائيليين في تنفيذ قرار الأمم المتحدة أدت إلى تفكير العرب بالحرب مرة أخرى وكان ذلك في 6 أكتوبر/ تشرين الأول 1973م.
                  

06-06-2008, 01:41 PM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تاريخ ماأهمله التاريخ :...لـماذا تجاهلت الأجهزة الأعلامية الذكري ال14 علـي حرب 5 يونيو 1967 (Re: بكري الصايغ)

    هل كان السوفيت سببا في هزيمة العرب أمام الإسرائيليين؟ (الجزء الأول ).
    ---------------------------------------------------------------

    © "2005 "وكالة نوفوستي"
    03/06/2008

    بقلم معلق وكالة نوفوستي - اندريه مورتازين:
    ----------------------------------------

    هناك سؤال يتبادر الى أذهان البعض، وهو: هل كان الروس مذنبين في نشوب حرب يونيو 1967، وهزيمة العرب فيها؟ وكمؤرخ ومهتم بشؤون الشرق الأوسط أقول لا، لم يكن الأمر كذلك أبدا.

    إن مصر لم تكن جاهزة لتلك الحرب حيث اعترف بهذه الحقيقة بعد مرور 30 عاما الفريق محمد فوزي الذي ترأس أركان حرب القوات المسلحة المصرية آنذاك، الذي قال في مقابلة أجرتها معه صحيفة "الأهرام" في عام 1997 إن مصر هزمت في حرب 1967 قبل 10 سنوات من بدايتها. وأضاف أن هيئة الأركان العامة الإسرائيلية أعدت خطة لشن حرب واسعة النطاق على مصر في عام 1957 وأطلقت عليها تسمية "صهيون". ودلت نتائج حرب الأيام الستة على أن إسرائيل نجحت في تنفيذ هذه الخطة.

    وسائل الإعلام الإسرائيلية كشفت أسرار الحرب
    قبل بدايتها والعرب لم يصدقوا بها:
    --------------------------------------

    لم تخف إسرائيل أبدا أنها تستعد لخوض حرب جديدة مع العرب، فقبل 20 يوما من بداية العمليات العسكرية - أي في الخامس عشر من شهر مايو 1967 - قال رئيس الوزراء الإسرائيلي ليفي اشكول إن هذه الحرب ستشن في الوقت والمكان المناسبين لإسرائيل وبخيارها. والأدهى من ذلك كشفت إذاعة "صوت إسرائيل" خطط الحرب مما يعد حدثا فريدا من نوعه في التاريخ. وقالت الإذاعة ومعها صحيفة "Jerusalem Post" إن الطائرات الحربية الإسرائيلية ستشن غارات جوية على مواقع عسكرية مصرية في الساعة الرابعة من فجر الخامس من يونيو ليتبع ذلك هجوم بري يتيح لإسرائيل دخول قناة السويس في مساء السادس من يونيو. وقد جرت الأحداث وفق ما ذكرته إذاعة "صوت إسرائيل" وصحيفة "Jerusalem Post" بنسبة 90 بالمائة! والسؤال الذي يطرح نفسه بقوة هنا: إذا كانت المخابرات وقيادة القوات المسلحة المصرية قد علمت بمثل هذه الخطة فلماذا لم تحرك ساكنا؟

    هل كانت هناك مؤامرة من جانب جنرالات الجيش المصري؟:
    -------------------------------------------------

    كان جمال عبد الناصر، للأسف الشديد، يثق بأقوال الجنرالات الذين يعدون بإزالة "الكيان الصهيوني" من الخارطة عاجلا أم آجلا، ويتبع توصيات هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة المصرية، وخاصة توصيات المشير عبد الحكيم عامر. وكان عبد الناصر يستعد لخوض حرب دفاعية أعدت خطتها في عام 1966 تحت تسمية "القاهرة". ويقول محمود فوزي إن مصر لم تكن تعرف تفاصيل القدرات العسكرية الإسرائيلية في الوقت الذي كان فيه الجيش المصري يعتبر نفسه الجيش الذي لا يقهر.

    وفي عام 1967 أوشك عبد الناصر على فقدان السلطة في مصر بسبب الهزيمة المرة. ويعتقد بعض الخبراء أن الجنرالات الموالين للولايات المتحدة كانوا يرغبون بإزاحة عبد الناصر "الموالي للسوفيت" عن طريق الهزيمة في الحرب. ويرى آخرون أن قادة الجيش المصري لم يقدروا إمكانيات إسرائيل حق قدرها، ولم يدركوا قوتها الحقيقية. وفي الحقيقة أستطيع القول إنه يمكن القبول بالاحتمالين المذكورين - نظرية المؤامرة وحماقة الجنرالات - حيث ألقى عبد الناصر على عاتق المشير عبد الحكيم عامر المسؤولية عن النكبة، ورماه في السجن ليتوفى بعد فترة خلف القضبان في ظروف غامضة.

    عبد الناصر وفر لإسرائيل ذريعة شن الحرب:
    -------------------------------------------

    لا يخفى على أحد أن إسرائيل كانت تستفز مصر وسورية لدخول الحرب. ففي يوم السابع من شهر أبريل 1967 وقع اشتباك بين القوات الإسرائيلية والسورية استمر 7 ساعات في منطقة بحيرة طبريا. وعلى الرغم من فترة الاشتباك القصيرة وانسحاب إسرائيل فأن جمال عبد الناصر أعلن أنه سيرد على "المعتدي" وفقا لمعاهدة الدفاع المشترك الموقعة بين مصر وسورية في عام 1966. وبالفعل نفذ عبد الناصر تهديده:

    1ـ في الثامن عشر من شهر مايو 1967 توجهت مصر الى مجلس الأمن الدولي بطلب سحب قوات السلام التي نشرت في غزة وسيناء في عام 1957. وقد وافق الأمين العام للأمم المتحدة آنذاك او - تان على طلب مصر وبالفعل أخرجت القوات من غزة وسيناء خلال 4 أيام. وفي الثاني والعشرين من شهر مايو احتلت قوات مصرية المواقع التي كانت تشغلها قوات الأمم المتحدة.

    2ـ في الثامن والعشرين من مايو 1967 سمعت طبول الحرب عندما أعلنت مصر إغلاق مضيق تيران في وجه السفن المتوجهة الى ميناء إيلات. وقد رأت إسرائيل في هذا الإجراء خطوة حقيقية نحو الحرب.

    السوفيت لم يشاركوا في حرب الأيام الستة:
    --------------------------------------

    في صباح الخامس من يونيو 1967 فقد سلاح الجو المصري نتيجة الغارات الإسرائيلية نحو 400 طائرة. وجرى تدمير هذه الطائرات وهي جاثمة في قواعدها الجوية. ويقول شاهد عيان هو المستشرق الروسي اناتولي يغورين:

    كان الجانب السوفيتي متمسكا بالتزاماته التي تنص على تدريب العسكريين المصريين. وتمنع تلك الالتزامات مشاركة الخبراء السوفيت الذين عملوا في مصر في العمليات القتالية. ومع ذلك فعندما حلت ساعة الصفر طلب الخبراء العسكريون السوفيت من الجانب المصري نقلهم الى القواعد الجوية للتحليق بالطائرات المتبقية الى الجو والتصدي للطيران الحربي الإسرائيلي. وقد رفض المصريون هذا الطلب مؤكدين أنهم سيحاربون بأنفسهم، ومنعوا الخبراء السوفيت من الوصول الى المطارات العسكرية. وبهذا الشكل لم يشارك الخبراء العسكريون الروس في حرب الأيام الستة.
                  

06-06-2008, 01:53 PM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تاريخ ماأهمله التاريخ :...لـماذا تجاهلت الأجهزة الأعلامية الذكري ال14 علـي حرب 5 يونيو 1967 (Re: بكري الصايغ)

    كتاب بريطانى جديد:
    الدور الخفى للملك حسين فى ( نكسة 1967 ).
    لقد لعب الملك حسين منذ بداية الأزمة على كل الحبال.
    ----------------------------------------------------------------

    المصدر: منتديات عبدالرحمن يوسف-منتديات أدبية.

    15-06-2007

    من أهم الجوانب المجهولة فى حرب يونيو 1967 ذلك الدور الذى قام به الملك حسين لحماية عرشه فى وجه العواصف القادمة، ومن أهم الكتب التى صدرت حديثا وألقت الضوء على دور الملك حسين أثناء حرب يونيو 1967 ذلك الكتاب الذى صدر حديثا عن دار نشر بالانتاين بوكس الإنجليزية تحت عنوان 6 أيام من الحرب: يونيو 1967 وتشكيل الشرق الأوسط الحديث. ومؤلف الكتاب هو مايكل أوبراين وهو باحث إنجليزى متخصص فى دراسات الشرق الأوسط، وحاصل على الدكتوراه من جامعة برنستون، ومن كتبه الأخرى جذور الحرب العربية الإسرائيلية الثانية، ورغم أن المؤلف يعبر عن انحيازه الصريح للمواقف الإسرائيلية فإنه يأتى بالعديد من الأسرار التى يتم الكشف عنها لأول مرة، ومن هذه الأسرار دور الملك حسين والوضع الذى وجد نفسه فيه بينما عواصف حرب يونيو على وشك أن تهب على الجميع.
    فى الفصل الرابع المعنون العد التنازلى الذى يحكى قصة الأيام الخمسة قبل الحرب أو الأيام من 31 مايو إلى 4 يونيو يتحدث المؤلف عن أوضاع الملك حسين والمأزق الذى وجد نفسه فيه، يقول أوبراين: عندما بدأت نذر الحرب تلوح فى الأفق وجد الملك حسين نفسه فى موقف لا يحسد عليه، وجد الملك حسين نفسه محاصراً بالعرب الثوريين من كل جانب بينما العرب المعتدلون فى السعودية والخليج كانوا منصرفين عنه، أما الولايات المتحدة التى طالما التزمت بالحفاظ على عرشه من السقوط فقد وجد رئيسها ليندون جونسون منحازا تماماً لإسرائيل ومستعدا لفعل كل ما هو ممكن وغير ممكن للخلاص من عبدالناصر، هكذا وجد الملك حسين نفسه فى أزمة حقيقية، فهو الوحيد الذى يقف على أرض هشة بينما كل الدول المجاورة حوله يساندها حلفاء أقوياء، فإذا استمر الحال بالملك حسين على هذا الوضع فإن الحرب قد تكلفه انهيار مملكته وعرشه وربما حياته هو نفسه.

    ويقول أوبراين:إنه منذ أن سطع نجم عبدالناصر وتتويجه بطلا للقومية العربية والملك حسين يشعر بالخطر خصوصاً أن أكثر من نصف مملكته من الفلسطينيين المؤيدين لعبدالناصر واتجاهاته القومية العربية، منذ أن أدرك الملك حسين خطورة عبدالناصر عليه وعلى عرشه قرر فتح قناة مخابرات سرية مع إسرائيل يتم من خلالها تبادل المعلومات مع تل أبيب سواء فيما يخص نفوذ عبدالناصر أو حول الفلسطينيين الفدائيين ووصفهم الكتاب ب الإرهابيين.

    عندما جاءت الأخبار بأن هناك حشودا إسرائيلية على الحدود مع سوريا لم يصدق الملك حسين نفسه لأن الأردن كان يمتلك محطة رادار قوية فى عجلون وهذه لم تلتقط أى إشارات بوجود حشود إسرائيلية على حدود سوريا، وعندما أخبر الملك حسين الإسرائيليين بمعلوماته عن الحشود طلب منه ليفى أشكول رئيس الوزراء الإسرائيلى أن يصمت بل إنه طلب منه أيضا أن تكف الأردن عن انتقاد عبدالناصر وأن تنضم للدول العربية التى تصفه بأنه بطل العرب الأوحد، وأطاع الملك حسين الأمر فى الحال.

    كان الملك حسين يرى الأمور وهى تخرج عن نطاق السيطرة ويحاول مراجعة جميع الخيارات وتحديد خطرها على مملكته، لو قام عبدالناصر بالضربة الأولى ثم نجحت إسرائيل فى صدها فإن عبدالناصر قد يستخدم الأردن ككبش فداء مما سيجعل الفلسطينيين يثورون وقد ينضم لهم الجيش الأردنى أيضا وعندها تنهار المملكة أو يتم استبدال الحكم الملكى بحكومة جمهورية يرأسها أحد زعماء منظمة التحرير.
    من ناحية أخرى، رأى الملك حسين أنه لو قامت مصر بالهجوم ونجح هذا الهجوم، فعند ذلك قد تقوم القوات المصرية باقتحام صحراء النقب وقد يصل بها التيه إلى الانطلاق نحو عمان وإسقاط نظام حكمه، هكذا رأى الملك حسين أن أغلب البدائل سوف توقع الأردن فى ورطة وأزمة حادة، إذا لم يشارك الأردن فى الحرب فإن اللوم سيقع عليه فى حالة تعرض العرب للهزيمة أما إذا حقق العرب النصر فإن الأردن سيصبح معزولاً أى فى كلتا الحالتين، الأردن خاسر خاسر، هكذا رأى الملك حسين نفسه ومملكته، ومن هنا بدأ الملك حسين يتحرك سريعاً قام بإرسال رسالة مطولة لواشنطن يطلب منها ضمانات بأن يتم المحافظة على سلامة أرض بلاده فى حالة اندلاع الحرب، وفى نفس الوقت أعلن الملك حسين عن نيته الطلب من القاهرة إعادة إحياء بنود اتفاق الدفاع المشترك ضمن القيادة العربية الموحدة وكان حسين يريد أن يلعب على الطرفين حتى لا يغضب أى جانب وينجو الرجل بمملكته.
    بالنسبة لواشنطن أعلنت التزامها فى خطاب للملك حسين بضمان أمن الأردن واستقلاله ولكنها رفضت أن تعلق هذا الالتزام على الملأ نظراً لاعتبارات من الكونجرس، أما القاهرة فقد قامت بإبلاغ عامر قماش رئيس أركان الجيش الأردنى بأن ما يسمى القيادة العربية الموحدة قد انتهى ومات.

    وإزاء هذا حسم الملك حسين موقفه، سوف يقف ويساند عبدالناصر فى العلن بينما سيقوم فى السر بمواصلة اتصالاته المخابراتية مع إسرائيل خوفا من انتقامها، وهكذا قام الملك حسين فى يوم 31 مايو بعمل استعراض عسكرى فى شوارع عمان وهو يرتدى ملابس عسكرية، كان الغرض هو القيام باستعراض قوة بينما كان يعرف فى قرارة نفسه أنه لن يستخدم هذه القوة أبدا، وقد حدث فى يوم الاستعراض أن قرر عبدالناصر إغلاق مضيق تيران، وعندما علم الملك حسين بهذا القرار ازداد غيظا من عبدالناصر لأن الرجل حرمه حتى متعة الانتشاء بالعرض العسكرى حتى ولو كان عرضا مزيفا، هكذا تعود عبدالناصر أن يخطف الأنظار من الملك حسين دائماً، وفى الحال قام الملك حسين بارسال برقياته لإسرائيل وللدبلوماسيين الأجانب فى الأردن: هذا القرار قرار مجنون سيؤدى لكوارث لأنى أعرف أن العرب ليسوا مستعدين لخوض الحرب وقال الملك حسين فى برقياته: إن عبدالناصر رجل مجنون لا يقدر العواقب ويعتمد على دعم وهمى من السوفيت، أما فى العلن فقام الملك حسين بإصدار أوامره للمتحدث باسمه بأن يمتدح قرار عبدالناصر وأن يعلن عن استعداد الأردن لتقديم الدعم الكامل له، وفى نفس الوقت أيضا التقى الملك حسين بيرنز السفير الأمريكى فى عمان وطلب منه ضرورة أن يحث الرئيس جونسون إسرائيل على مهاجمة تيران ولكن واشنطن لم تستمع له.

    كان حسين يشعر بتجاهل واشنطن له وانحيازها أكثر من اللازم لإسرائيل، أما إسرائيل فرغم معلومات التجسس التى تأخذه منها قد تجتاح مملكته فى أى لحظة لو أحست بأنه يخدعها، هنا أدرك الملك حسين أنه يجب أن يلجأ لعبدالناصر فى النهاية ويقنعه بإخلاص الأردن لقضية الحرب بينما هو يضمر شيئاً آخر فى الخفاء، وبسرعة قرر الملك حسين اتخاذ عدد من الخطوات التى يمكن أن تنال رضاء عبدالناصر، أولا قام بعزل وصفى التل رئيس الديوان الملكى ثم قام بتحريك بعض قواته لعبور نهر الأردن والوصول إلى اريحا وثالثا قام بارسال رئيس الأركان قماش للقاهرة للاجتماع مع عبدالحكيم عامر بينما رفض عبدالناصر استقباله، وبعد القيام بهذه الخطوات قام الملك حسين بالاتصال بالأمريكان من خلال السفير بيرنز وأخبرهم أن هذه الخطوات هدفها فقط اتقاء شر عبدالناصر ولكنه لا ينوى القيام بأية أعمال عدوانية ضد إسرائيل وطلب منهم أن يبلغوا الإسرائيليين بذلك.

    فى هذه الأثناء قام الملك حسين بدعوة عثمان نورى سفير مصر فى الأردن يوم 28 مايو، كانت الدعوة أصلا لمقابلة رئيس وزراء الأردن سعد جمعة فى منزله الخاص وعندما وصل السفير المصرى هناك أصيب بالذهول لأن الملك حسين نفسه هو الذى كان فى استقباله، وقام الملك بإخبار السفير بأنه يريد القيام بزيارة سرية لمصر خلال ال48 ساعة المقبلة، كان الحسين يريد كسب اطمئنان عبدالناصر تماماً بينما يخبر الأمريكان والإسرائيليين بكل ما يفعله حتى لا يشكوا فى نواياه.

    وبسرعة قام السفير المصرى فى الحال بالاتصال بالقاهرة وعاد بالإجابة بعد منتصف الليل، كانت للقاهرة اشتراطات لاتمام الزيارة، أن يعد الملك حسين بمقاومة أى محاولة إسرائيلية للهجوم على سوريا عبر الأراضى الأردنية وأن يسمح للقوات العراقية بدخول الضفة الغربية عبر الأردن وان يعترف الأردن بأحمد الشقيرى رئيس منظمة التحرير الفلسطينية وان يعترف بالمنظمة وهى الممثل الشرعى الوحيد للشعب الفلسطينى وأن ينضم للمقاطعة العربية لألمانيا الغربية، فإذا استجاب الملك حسين لكل هذه الشروط فإن القاهرة ترحب به، ورغم صعوبة هذه الاشتراطات على الملك حسين إلا أنه قبلها جميعها، ومن ثم رحبت القاهرة به وسافر فى فجر اليوم التالى فى 30 مايو، وقام الملك حسين بقيادة طائرته كارافيل الخاصة إلى مطار ألماظة العسكرى قرب القاهرة وهناك استقبله وزير الخارجية محمود رياض ورئيس الأركان للقوات العربية الموحدة عبدالمنعم رياض وأمين عام مكتب الرئيس عبدالمجيد فريد، أما من كان يقف على رأس كل هؤلاء فكان عبدالناصر نفسه، تقدم عبدالناصر وأخذ بيد الملك حسين قائلاً له ما لم يتصوره عقل طالما أن هذه الزيارة سرية ماذا يمكن أن يحدث لو اعتقلناك الآن؟ وسرت رعشة مخيفة فى جسد الملك حسين متسائلا بينه وبين نفسه هل يعرف عبدالناصر بعلاقاته السرية مع الإسرائيليين؟! تمالك الملك حسين نفسه وابتسم خفيفا قائلا سيدى الرئيس لم يخطر ببالى قط أن يحدث مثل هذا الأمر، ثم تقدم الموكب نحو قصر القبة وانضم لهم هناك المشير عبدالحكيم عامر، ثم قرر عبدالناصر والملك حسين والمشير عامر عقد اجتماع اقتصر عليهم الثلاثة فى حجرة منفصلة وامتد الاجتماع لفترة أطول من المتوقع، قام الملك حسين بوضع اللوم فى تدهور العلاقات المصرية الأردنية فى الفترة السابقة على سوريا لكنه قال إنه مستعد للدفاع عن السوريين كجزء من جهد عربى شامل يهدف لحماية الأردن أيضا وكان رد عبدالناصر يجب أن نتوحد الآن أمام أزمة نواجهها نحن العرب جميعا، لقد كان تقديرى الأول أننا لن ندخل الحرب قبل 3 أو 4 سنوات لكن الأحداث داهمتنا، ثم قال الملك حسين لعبدالناصر إنه يريد توقيع معاهدة دفاع مشترك مع مصر مثل اتفاق الدفاع الموقع بين مصر وسوريا وأنه يمكن بموجب هذه المعاهدة السماح بقوات عربية من العراق والسعودية وسوريا وحتى مصر لدخول الأراضى الأردنية.

    ويواصل مايكل أوبراين كشف الدور الخفى للملك حسين فيقول: نجحت إسرائيل فى التلاعب بالملك حسين فقد حصلت منه على معلومات سرية مخابراتية وبنتائج اتصالاته مع عبدالناصر لكنها خدعته فى النهاية وقامت باجتياح الضفة الغربية ورغم مناشدات الأمريكان لها، كان الملك حسين يستغيث بالأمريكان مما فعلته إسرائيل به، وكان رد الإسرائيليين على الأمريكان أنهم بعد اكتمال جميع انتصاراتهم على الجبهة الشرقية والأردن وسوريا سوف يقومون بحوار مع الملك حسين لإعادة أرضه، بشرط أن يقوم بطرد رياض وكل الضباط المصريين فى الأردن، اقترح ديان دعوة الملك حسين لاجتماع سرى ولن تتعهد فيه إسرائيل بأى شيء وكان الإسرائيليون يعرفون أن الملك حسين لن يستجيب. بعد ظهر اليوم الثالث 7 يونيو كان الملك لا يصدق ما حدث له، كان قد فقد نصف مملكته وتحطم جيشه وأصبح الحسين على اتم استعداد لقبول أى شيء وأولها طرد المصريين من الأردن وانقاذ مملكته.

    ويعود المؤلف ليكتب من جديد عن الأوضاع التى وجد الملك حسين نفسه فيها ويقول: لقد لعب الملك حسين منذ بداية الأزمة على كل الحبال، اتصل سراً بالإسرائيليين وكان تدفق المعلومات المخابراتية معهم لا يتوقف وفى الوقت نفسه طمأن عبدالناصر وخدعه بالتحالف معه وكان أمله أن يخرج سالما بمملكته فى النهاية، لقد ضاعت منه الضفة الغربية بكل ما فيها من أماكن مقدسة لكن مملكته ظلت صامدة وسط العواصف الهوجاء لذلك وقف الملك حسين أمام شعبه بعد نهاية الحرب وقال يبدو اننى انتمى لعائلة كتب عليها المعاناة وتقديم تضحيات فإذا لم يكن الأردن قد خرج رابحا المجد من هذه الحرب فذلك ليس لأن الأردنيين لا يمتلكون الشجاعة، لكن لأن تلك كانت إرادة الله، لقد اقتنع الملك حسين بضياع الضفة الغربية واعتبرها ثمنا لبقاء مملكته وعرشه واعتبر ذلك ارادة الله لكنه لم يأبه لحجم الكوارث التى تسببت فيها ألاعيبه وخداعاته ومغامراته الخفية مع الإسرائيليين وأدت فى النهاية لجزء من كارثة 67.
                  

06-06-2008, 04:28 PM

khaleel
<akhaleel
تاريخ التسجيل: 02-16-2002
مجموع المشاركات: 30134

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تاريخ ماأهمله التاريخ :...لـماذا تجاهلت الأجهزة الأعلامية الذكري ال14 علـي حرب 5 يونيو 1967 (Re: بكري الصايغ)
                  

06-06-2008, 04:30 PM

khaleel
<akhaleel
تاريخ التسجيل: 02-16-2002
مجموع المشاركات: 30134

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تاريخ ماأهمله التاريخ :...لـماذا تجاهلت الأجهزة الأعلامية الذكري ال14 علـي حرب 5 يونيو 1967 (Re: khaleel)

    ومشاهد اخري


                  

06-06-2008, 04:33 PM

khaleel
<akhaleel
تاريخ التسجيل: 02-16-2002
مجموع المشاركات: 30134

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تاريخ ماأهمله التاريخ :...لـماذا تجاهلت الأجهزة الأعلامية الذكري ال14 علـي حرب 5 يونيو 1967 (Re: khaleel)

    ويستمر الصراع


                  

06-06-2008, 04:34 PM

Abdalla Abbas

تاريخ التسجيل: 05-05-2006
مجموع المشاركات: 260

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تاريخ ماأهمله التاريخ :...لـماذا تجاهلت الأجهزة الأعلامية الذكري ال14 علـي حرب 5 يونيو 1967 (Re: khaleel)

    ألأخ بكري الصايغ

    أطلعت ألآن فقط علي مداخلتك بعد أن أرسلت قصيدة المحجوب الفردوس المفقود و هأنذا أضيف هنا قصيدة الشاعرنزارقباني

    كتبتِ لي يا غاليه..

    كتبتِ تسألينَ عن إسبانيه

    عن طارقٍ، يفتحُ باسم الله دنيا ثانيه..

    عن عقبة بن نافعٍ

    يزرع شتلَ نخلةٍ..

    في قلبِ كلِّ رابيه..

    سألتِ عن أميةٍ..

    سألتِ عن أميرها معاويه..

    عن السرايا الزاهيه

    تحملُ من دمشقَ.. في ركابِها

    حضارةً وعافيه..

    لم يبقَ في إسبانيه

    منّا، ومن عصورنا الثمانيه

    غيرُ الذي يبقى من الخمرِ،

    بجوف الآنيه..

    وأعينٍ كبيرةٍ.. كبيرةٍ

    ما زال في سوادها ينامُ ليلُ الباديه..

    لم يبقَ من قرطبةٍ

    سوى دموعُ المئذناتِ الباكيه

    سوى عبيرِ الورود، والنارنج والأضاليه..

    لم يبق من ولاّدةٍ ومن حكايا حُبها..

    قافيةٌ ولا بقايا قافيه..

    لم يبقَ من غرناطةٍ

    ومن بني الأحمر.. إلا ما يقول الراويه

    وغيرُ "لا غالبَ إلا الله"

    تلقاك في كلِّ زاويه..

    لم يبقَ إلا قصرُهم

    كامرأةٍ من الرخام عاريه..

    تعيشُ –لا زالت- على

    قصَّةِ حُبٍّ ماضيه..

    مضت قرونٌ خمسةٌ

    مذ رحلَ "الخليفةُ الصغيرُ" عن إسبانيه

    ولم تزل أحقادنا الصغيره..

    كما هيَه..

    ولم تزل عقليةُ العشيره

    في دمنا كما هيه

    حوارُنا اليوميُّ بالخناجرِ..

    أفكارُنا أشبهُ بالأظافرِ

    مَضت قرونٌ خمسةٌ

    ولا تزال لفظةُ العروبه..

    كزهرةٍ حزينةٍ في آنيه..

    كطفلةٍ جائعةٍ وعاريه

    نصلبُها على جدارِ الحقدِ والكراهيه..

    مَضت قرونٌ خمسةُ.. يا غاليه

    كأننا.. نخرجُ هذا اليومَ من إسبانيه..
                  

06-06-2008, 04:36 PM

khaleel
<akhaleel
تاريخ التسجيل: 02-16-2002
مجموع المشاركات: 30134

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تاريخ ماأهمله التاريخ :...لـماذا تجاهلت الأجهزة الأعلامية الذكري ال14 علـي حرب 5 يونيو 1967 (Re: Abdalla Abbas)

    ذاكرة النكسة


    object width="425" height="344">
                  

06-06-2008, 09:37 PM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تاريخ ماأهمله التاريخ :...لـماذا تجاهلت الأجهزة الأعلامية الذكري ال14 علـي حرب 5 يونيو 1967 (Re: بكري الصايغ)

    الأخ الحـبيب الحـبوب،
    khaleel

    تـحـية الود والأعزازـ

    والشكـر علي مساهـماتك الـمقدرة ومشـاركتك بالصورة والأفلام الوثائقية.

    اهـتـم جـدآ بالجانب التوثيقـي للاحـداث، لذلك تـجـدني استغرب تـجاهل الاعلام العربي والصحافة بصورة خاصة في عدم الاهتمام بذكري هذه المناسبة والتي مازالت تعاني دول الشرق الاوسط من تداعياتها حـتي اليوم وبعد مرور 40 عامآ علي وقوعـها.

    اكرر مودتي وتحياتي.

    -------------------------------------------------

    عبدالحكيم عامر. ( سر انتحار المشير عبد الحكيم عامر!!).

    الـمصدر موقع : مكتوب.

    الثلاثاء,حزيران 13, 2006
    ------------------

    شخصية عبد الحكيم عامر هي شخصية غربية التشكيل بالرغم من سغر سنه وصداقته بالرئيس جمال عبد الناصر فانه كان من ضمن الاسباب التى أدت الهزيمة المرة للقوات المسلحة المصرية عام 1967 على أيدي القوات الإسرائيلية.

    وأقدام المشير عبد الحكيم عامر على الانتحار كما أعلن عن ذلك وقتذاك تدل على مدى ضعف شخصية والتي ولا تزال تثير العديد من علامات الاستفهام حتى الآن، خاصة وأنه كان على رأس المؤسسة العسكرية المصرية لأكثر من 14 عاما شهدت خلالها العدوان الثلاثي عام 1956 وانفصال سوريا عام 1961 وتورط الجيش المصري في اليمن عام1962 وأخيرا هزيمة يونيو عام 1967 التي سميت بالنكسة.

    في مذكراته التي بدأ السيد سامي شرف في نشرها تباعا في صحيفة "الخليج" الاماراتية، يكشف مدير مكتب الرئيس عبد الناصر لشؤون المعلومات العديد من الاسرار الجديدة في تأزم العلاقة بين الرئيس عبد الناصر والمشير، ويروي بالتفصيل وقائع الايام الاخيرة من حياة المشير، والعديد من اسرار الازمة التي بدأت تشتد عقب نكسة يونيو من العام 1967.

    الثابت أن العلاقة بين الرئيس جمال عبدالناصر والمشير عبد الحكيم عامر فسدت علي نحو درامي وسريع عقب فجيعة نكسة يونيو المدوية، التي أصدر الرئيس عبد الناصر يعدها قرارا بتنحية عبد الحكيم عامر عن قيادة الجيش وتعيينه نائبا للرئيس، وهو القرار الذي رفضه المشير بشدة، وحزم حقائبة واتجه الي بلدته في الصعيد ليقضي بها بعض الوقت، غير أنه سرعان ما عاد الي القاهرة بعد ايام وتحديدا في أول يوليو 1967، واستقر في منزله بالجيزة. ويؤكد السيد سامي شرف في مذكراته أن نية الرئيس كانت قد استقرت حينذاك ودون تراجع علي تنحية عبدالحكيم عامر ومعه شمس بدران، وإن واصل في الوقت ذاته محاولات احتواء الأزمة ومنع تفاقمها

    كان جوهر القضية حسبما يشير سامي شرف في مذكراته هو أن المشير "كان ينظر إلي الجيش علي أنه إقطاعية تابعة له ولا يريد التنازل عنها تحت أية ظروف، بل أنه كان يري أيضا في استرداده سلطاته في الجيش بمثابة رد اعتبار له في ضوء مسؤوليته الكبري عن وقوع الهزيمة العسكرية، في نفس الوقت الذي كان يسعي فيه الرئيس عبدالناصر إلي إعادة بناء قوات مسلحة جديدة محترفة ووفقا لمعايير تختلف تماما عما كان سائدا قبل النكسة، والعمل علي إبعادها عن الصراعات السياسية وتفرغها الكامل للمعركة القادمة من أجل استرداد الأرض المحتلة.

    ويقول سامي شرف أن شمس بدران حاول التقدم بحلول وسط، لكن جمال عبدالناصر أصر علي عدم عودة المشير عامر إلي القوات المسلحة مرة أخري، بينما أقدم المشير علي بعض التصرفات التي زادت الأزمة اشتعالا ربما كان من اهمها قيامه بتوزيع نص استقالة زعم أنه قدمها للرئيس عبدالناصر بعد النكسة، بينما كانت هي نفس الاستقالة التي سبق أن تقدم بها عقب أزمة مجلس الرئاسة سنة 1962 ، وكانت شقيقة السيدة نفيسة عبدالحميد حواس الشهيرة ببرلنتي عبدالحميد، زوجة المشير عامر- بعقد عرفي- وتدعي السيدة زهرة هي التي قامت بإعادة طبع هذه الاستقالة في إحدي قري مركز دكرنس بمحافظة الدقهلية، وقامت بتوزيعها هي وزوجها، بهدف خلق رأي عام مؤيد للمشير، وقام جهاز المباحث العامة بضبطهما مع الآلة الكاتبة والمطبعة.

    كان الغالبيبة العظمي من رجال الثورة في تلك الايام العصيبة عقب نكسة يونيو مقتنعين بأن الرئيس لن يتراجع عن ابعاد المشير عن القوات المسلحة كحد أدني، حسبما يقول سامي شرف، فيما كان البعض الاخر يري في قبول ذلك اقرار بادانة المشير وتثبيت أنه المسؤول عن الهزيمة العسكرية، لكن عباس رضوان نجح في اقناع المشير عبدالحكيم عامر بالتوجه لمقابلة الرئيس في منشية البكري. وقد كان ذلك اللقاء هو نقطة البداية للعملية "جونسون" التي وضعها الرئيس عبد الناصر لمحاكمة المشير عامر أمام مجلس قيادة الثورة، واعلانه بقرار عزله من قيادة الجيش.

    ويروي سامي شرف قصة تلك العملية قائلا: التقينا نحن الثلاثة في مكتبي عقب صلاة الجمعة الموافق 25 أغسطس من العام 1967 شعراوي جمعة وأمين هويدي وأنا، دخلنا الي منزل الرئيس، وفي الصالون قام الرئيس بالمراجعة النهائية للخطة وأقرها، وقال ان ساعة الصفر هي الرابعة بعد الظهر من نفس اليوم، ويضيف سامي شرف:" خرجنا الي مكتبي وقررنا تأخير بدء الاتصالات واستدعاء المسؤولين الذين سيشاركون في التنفيذ لآخر لحظة ممكنة حيث اتصلت في الرابعة تماما بالرئيس تليفونيا لأخذ موافقته النهائية علي بدء العملية.

    عندما اكتمل وصول الذين استدعيناهم، عقد في مكتبي اجتماع كان الحضور فيه كلا من: شعراوي جمعة وزير الداخلية، وأمين هويدي وزير الحربية، والفريق أول محمد فوزي القائد العام للقوات المسلحة، واللواء محمد أحمد صادق مدير المخابرات الحربية، واللواء حسن طلعت مدير المباحث العامة، والعميد محمد الليثي ناصف قائد الحرس الجمهوري، والعميد سعد زغلول عبدالكريم مدير الشرطة العسكرية، وتم تلقين الحضور كل فيما يخصه من واجبات حسبما ورد في الخطة، مع التنبيه مشددا علي محاولة تفادي اطلاق النار قدر المستطاع.

    في الساعة السادسة والنصف بدأ وصول أعضاء مجلس قيادة الثورة، وبعد نحو خمس عشرة دقيقة أي في السابعة الا ربعاً تقريبا وصل المشير عبدالحكيم عامر.

    ويقول السيد سامي شرف عن تلك اللحظات الحرجة : قمت مع شعراوي جمعة بتنفيذ مهمتنا، وكانت تتمثل في اعتقال المرافقين للمشير ووضع سيارته تحت الحراسة بعد تفتيشها في جاراج منشية البكري".

    ووفق ما كان واردا في الخطة فقد دخل الي منزل الرئيس في الساعة السابعة تماما كل من:أمين هويدي ومحمد المصري من مكتب سامي شرف، وأحد الضباط الأحرار والعميد صلاح شهيب من الياوران، وأحمد شهيب من الضباط الأحرار وعضو مجلس الأمة عن دائرة مصر الجديدة، وكان العميد محمد الليثي ناصف يمر باستمرار حول المنطقة وداخل المنزل، ويقول مدير مكتب الرئيس عبد الناصر في مذكراته: بدأت من مكتبي والي جواري شعراوي جمعة في تسجيل ما يدور داخل الصالون الرئيسي بمنشية البكري، وللتاريخ فان ما دار قد تم تسجيله بالكامل، ولا أعلم أين توجد الآن هذه التسجيلات وان كنت قد أودعتها في أرشيف التسجيلات السري للغاية في سكرتاريا الرئيس للمعلومات بمنشية البكري، وما أذكره الآن أن حوارا تم أساسا بين جمال عبدالناصر وعبدالحكيم عامر، استعرض فيه الرئيس تاريخ العلاقة الوطيدة والصداقة المتينة مع عامر وتطوراتها علي مدي السنوات الطويلة السابقة، وعلي الرغم من انه كان من الواجب مساءلة المشير عامر عما حدث في أزمات 1956 و1961 و1962 بالدرجة الأولي وغيرها وأخيرا ما حدث في يونيو1967 فقد تم احتواء كل هذه الأزمات بتأثير الصداقة، وحفاظا علي وحدة القيادة ووحدة البلاد، واستطرد الرئيس موجها كلامه للمشير بما نصه حسبما أذكر بقدر الامكان:

    "...ولكن كونك تتآمر يا عبدالحكيم - وليس يا حكيم كما كان يناديه باستمرار وكما تعودنا كلنا علي سماعه- فهذا وضع لا يمكن قبوله أو السكوت عليه، ويعني أيضا أنك تتنكر للاتفاق الذي تم بيننا عقب نجاح الثورة في 23يوليو، من أن أي واحد فينا من أعضاء مجلس قيادة الثورة اذا اختلف أو لم يكمل المسيرة لأي سبب، لا يتآمر".

    فقاطعه المشير عامر قائلا: "أنا لا أتآمر ولم أتآمر وأنا بأرفض كلامك ده!".

    فرد الرئيس قائلا: "انت تآمرت فعلا وسوف أذكر لك حادثة واحدة من وقائع ثابتة، عندي الكثير منها وبأقول لك: انت بعثت بسكرتيرك محمود أحمد طنطاوي للفريق صدقي محمود من خمسة أيام برسالة تتضمن انك تنوي الاستيلاء علي السلطة، وانك تطلب من صدقي محمود أن يشترك معاك ويحضر لمقابلتك، ولكن صدقي أبدي عدم موافقته لدرجة أن حرم الفريق صدقي شتمت سكرتيرك وطردته من المنزل وقفلت الباب بشدة خلفه، ودي واحدة من آلاف غيرها.

    ويقول سامي شرف أن عبدالناصر أضاف مخاطبا عامر: تحب نقول وقائع تآمرية تانية علشان الاخوة كمان يعرفوا ويتأكدوا من اللي بيحصل من تصرفات غير مسؤولة، وغير محسوب

    المصائب اللي حا تترتب علي المضي فيها بلا حساب لما نحن فيه من وضع حساس داخليا وخارجيا؟ فسكت المشير لكن عبد الناصر استطرد قائلا:

    " أنا في الحقيقة موش عارف ليه انت بتربط نفسك بالقوات المسلحة وبقيادة الجيش، هل احنا لما قمنا بالثورة كان هدفنا أن أتولي أنا رئاسة البلد وانت تتولي قيادة الجيش ؟.. عايز أفكركم كلكم وانت بالذات مين اللي رشحك، واقترح وأصر علي تعيينك قائدا عاما موش أنا اللي كنت وراء هذا التعيين؟، واذا كان الأمر كذلك طيب ألم يكن من الطبيعي بعد الانفصال وما حدث وموقف الجيش ومكتبك هناك ودورك أن تحاسب علي ما حدث؟ .. حتي بعد ذلك ألم تكن هناك أكثر من مؤامرة ضد النظام ضبطت وهي من صنع رجال يعملون في مكتبك يا عبدالحكيم؟.

    ويقول سامي شرف في مذكراته أن المشير لم يتمالك اعصابه عند هذا الحد من اللقاء، فانفعل وبدأ يفقد أعصابه فقال له الرئيس:

    الأمور واضحة.. انت راجل متآمر وعليك أن تقدر الموقف الصعب اللي بنمر فيه وعليك أن تلزم بيتك من الليلة.

    عامر بشدة هذا القرار، وهو ما دفع بعض الحاضرين - الأصوات كانت متداخلة لكن كان من بينهم صوت السادات- الي محاولة اقناع المشير بقبول هذا القرار، إلا أنه قال لهم في غضب:" انتم بتحددوا اقامتي وبتحطوني تحت التحفظ قطع لسانك يا...

    ويقول سامي شرف أن عبد الحكيم عامر وصف أنور السادات في تلك الليلة كما سبه بما يعف اللسان عن ذكره. وبالطبع رفض عبدالحكيم

    حاول الحاضرون اقناع المشير في تلك الليلة بأن هذا القرار يحقق مصلحة البلاد العليا، غير أنه كان غاضبا للغاية وأصم أذنيه تماما، وبدا أنه يعيد النظر في كل شيء متجها بفكره وبصره الي بيت الجيزة والاستعدادات والرجال هناك والمجموعة التي كانت معترضة علي اتمام هذا اللقاء، دون أن يدري شيئا بأمر الاتصالات بين سامي شرف وبين كل من الفريق فوزي واللواء حسن طلعت واللواء محمد أحمد صادق.

    كانت القوة التي تم تشكيلها بعلم الرئيس عبد الناصر قد نجحت بالفعل في حصار منزل المشير بالجيزة، غير أن بلاغا تلقاه سامي شرف من قيادة تلك القوة عن حريق محدود بفيللا المشير، كاد يقضي علي ادلة الادانة التي وجهها عبد الناصر ومجلس قيادة الثورة اليه، ويضيف سامي شرف :" جاءني بلاغ من داخل البيت من مصدري هناك بأن النيران نتيجة محاولة كل من عباس رضوان وشمس بدران وبعض الضباط حرق أوراق وخرائط في بدروم المنزل، من ضمنها أوراق جمعها شمس بدران من غرفة نوم المشير علي عجل وترك ورقتين أو سقطتا منه وهاتين الورقتين، وكانتا من أهم الدلائل أثناء المحاكمة لاثبات التآمر وادانته. ويضيف سامي شرف :" كنت أبلغ عبدالناصر أولا بأول بكل هذه البلاغات، إما عندما يخرج من الصالون ويتصل بي من غرفة مكتبه لمعرفة آخر الأخبارن أو كنت أبلغ بها أمين هويدي لينقلها للرئيس.

    فيللا المشير في الجيزة والفجر يكاد ينبلج، واذا بالفريق محمد فوزي يتصل ليبلغ سامي شرف بتمام انهاء الاعتصام والقبض علي كل من كانوا داخل المنزل، عندها فقط صعد الرئيس الي الدور العلوي بعد أن قال للمجتمعين: لما تهدأ الأمور ابقوا اندهوا علي.

    كان المشير عبدالحكيم عامر قد انتقل قبل تلك الجلسة العاصفة باسابيع إلي منزله في الجيزة، وكان المنزل يتكون من طابقين وبدروم ويطل علي النيل في المنطقة بجوار فندق شيراتون القاهرة، وفيه حديقة كبيرة ومحاط بسور عال، وكان يوجد بالبدروم مكاتب السكرتارية والحراسة الخاصة للمشير، وفي هذا المنزل ازدادت الحركة حيث أخذ يتصل به الضباط من الذين عادوا حديثا من سيناء وبعض العناصر المدنية والعسكرية الأخري، إلي جانب إخوته وأقاربه الذين قدموا من "إسطال" بلدة المشير في محافظة المنيا، وقد حضر عدد منهم بناء علي طلبه للإقامة معه في منزله بالجيزة، غير أنه مع اتساع الحركة غير العادية في منزل المشير عبدالحكيم عامر، كلف الرئيس عبدالناصر صلاح نصر بالاتصال بالمشير وإبلاغه بأن هذا الوضع لا يليق وغير مقبول، وأنه يجب إنهاؤه، لكن المشير عامر رد عليه بأنه سوف يغادر منزله إلي بلدته إسطال في محافظة المنيا في صعيد مصر، وفعلا سافر إليها، وأخذ يلتقي بأفراد عائلته وأبناء البلدة ويردد في جلساته معهم أنه لن يرضي إلا بالعودة لقيادة الجيش، وأنه لن يقبل أن يكون طرطورا.. أو تشريفاتي كصلاح الشاهد! .

    ويروي سامي شرف ما حدث عقب تلك الساعات العصيبة التي حاكم فيها عبد الناصر المشير أمام مجلس قيادة الثورة قائلا: خرج المشير من الصالون متوجها الي دورة المياه، وقابل أمين هويدي علي الباب فقال له: أهلا بوزير حربيتنا.. الله.. الله.. ده انتم مجهزين كل حاجة والحكاية محبوكة علي الآخر".

    دخل عبد الحكيم عامر الي دورة المياه، ثم خرج بعد قليل حاملا ورقة سيلوفان فارغة وكوبا في يده رماها علي طول امتداد ذراعه قائلا: "اطلعوا بلغوا الرئيس ان عبدالحكيم خد سم وانتحر"، ثم دخل الي الصالون بهدوء ليجلس علي نفس الكنبة التي كان يجلس عليها وهو يبتسم في هدوء وكأنه لم يفعل شيئاً، فصعد أمين هويدي مهرولا الي الدور العلوي ليبلغ الرئيس الذي استقبله علي رأس السلم وقال له:

    أنا سمعت ما قيل واللي بيحصل ده كله تمثيل.

    استدعي الدكتور الصاوي حبيب طبيب الرئيس الخاص وكان موجودا في منشية البكري فدخل علي عجل وحاول أن يقوم باسعاف المشير الذي رفض أن يستجيب له مما اضطر معه أن يقوم حسين الشافعي بالامساك بالمشير بشدة حتي يتمكن الدكتور من حقنه وحاول أن يضع اصبعه في فمه ولكن من دون جدوي.

    الفريق أول محمد فوزي وأبلغني أنه أنهي العملية بنجاح ومن دون أي خسائر، وأن المنزل أصبح خاليا إلا من عائلة المشير، حيث حددت اقامته هناك بين أهله وأولاده فجر يوم السادس والعشرين من أغسطس1967 تحت حراسة أفراد من القوات المسلحة المصرية. في الخامسة والنصف صباحا حضر الفريق فوزي الي سكرتاريا الرئيس للمعلومات بعد أن تأكد من تأمين الأوضاع بالكامل في منطقة الجيزة، وبعد القاء القبض علي كل الذين كانوا موجودين ببيت المشير وفي مقدمتهم شمس بدران وعباس رضوان كما تم تفريغ المنزل من كل الأسلحة والذخائر والتي حملت في ثلاثة عشر "لوري" حمولة ثلاثة أطنان، وتولي قيادة الحراسة علي المنزل اثنان من العمداء يتناوبان علي مدي الأربع والعشرين ساعة. ويقول سامي شرف:" كانت تعليمات الرئيس المشددة تنص علي عدم المساس بأسرة المشير وأن تكون موضع الرعاية الكاملة حتي لو حدث أي نوع من التطاول، وبعد السيطرة علي المنزل بدأ تفتيش المكاتب والبدروم فقط، وضبطت كل بقايا الأوراق والخرائط المحروقة وكذا نسخ كثيرة من الاستقالة وبعض أوراق لم تحرق كانت ذات فائدة في التحقيقات والمحكمة بعد ذلك، وبعد أن استقر المشير في المنزل تم قطع جميع الخطوط التليفونية ما عدا خطاً واحداً فقط رؤي الابقاء عليه.

    حاول المشير أن يتصل بالرئيس أكثر من مرة، لكنه لم يستجب له فأرسل إليه ورقة تسلمها محمد أحمد السكرتير الخاص للرئيس، يطلب فيها رفع الاقامة الجبرية عنه والا فان الرئيس سيندم ومرة أخري لم يستجب عبدالناصر للتهديد.

    غير أنه وفي الثالث عشر من سبتمبر 1967 ومع تواصل نشاط واتصالات المشير عامر تليفونيا ومعه بعض من أقاربه واخوته، بهدف تأليب الرأي العام ضد النظام بعد وضعه تحت الاقامة الجبرية، أصدر الرئيس قرارا بنقل المشير عامر الي مكان أمين منعزل يتعذر معه اجراء مثل هذه الاتصالات والنشاط، وكلف الفريق أول محمد فوزي مرة ثانية بتنفيذ القرار فتوجه وبصحبته الفريق عبدالمنعم رياض رئيس الأركان واللواء سعد زغلول عبدالكريم مدير الشرطة العسكرية وبعض الضباط من الحرس الجمهوري الي منزل المشير وكان الضابط المسؤول عن الحراسة في ذلك اليوم العميد محمد سعيد الماحي الذي شارك في تنفيذ المهمة.

    ويروي سامي شرف ما حدث عقب تلك الساعات العصيبة التي حاكم فيها عبد الناصر المشير أمام مجلس قيادة الثورة قائلا: خرج المشير من الصالون متوجها الي دورة المياه، وقابل أمين هويدي علي الباب فقال له: أهلا بوزير حربيتنا.. الله.. الله.. ده انتم مجهزين كل حاجة والحكاية محبوكة علي الآخر".

    دخل عبد الحكيم عامر الي دورة المياه، ثم خرج بعد قليل حاملا ورقة سيلوفان فارغة وكوبا في يده رماها علي طول امتداد ذراعه قائلا: "اطلعوا بلغوا الرئيس ان عبدالحكيم خد سم وانتحر"، ثم دخل الي الصالون بهدوء ليجلس علي نفس الكنبة التي كان يجلس عليها وهو يبتسم في هدوء وكأنه لم يفعل شيئاً، فصعد أمين هويدي مهرولا الي الدور العلوي ليبلغ الرئيس الذي استقبله علي رأس السلم وقال له:

    أنا سمعت ما قيل واللي بيحصل ده كله تمثيل.

    استدعي الدكتور الصاوي حبيب طبيب الرئيس الخاص وكان موجودا في منشية البكري فدخل علي عجل وحاول أن يقوم باسعاف المشير الذي رفض أن يستجيب له مما اضطر معه أن يقوم حسين الشافعي بالامساك بالمشير بشدة حتي يتمكن الدكتور من حقنه وحاول أن يضع اصبعه في فمه ولكن من دون جدوي.

    في الساعة الرابعة وخمسين دقيقة تقريبا اتصل الفريق أول محمد فوزي وأبلغني أنه أنهي العملية بنجاح ومن دون أي خسائر، وأن المنزل أصبح خاليا إلا من عائلة المشير، حيث حددت اقامته هناك بين أهله وأولاده فجر يوم السادس والعشرين من أغسطس1967 تحت حراسة أفراد من القوات المسلحة المصرية.

    وحسب رواية السيد سامي شرف فقد دخل الفريق عبدالمنعم رياض أولا ودعا المشير عامر لتنفيذ أمر رئيس الجمهورية والقائد الأعلي للقوات المسلحة فأبي تنفيذه، وتردد في البداية ولكن الفريق رياض تلطف معه ونصحه بمرافقته، وفي تلك اللحظة تناول عبدالحكيم عامر شيئا وضعه في فمه وأخذ يمضغه، مما لفت أنظار الكل والعائلة وصرخت احدي كريماته بأن أباها تناول سما، ثم دخل المشير في مرحلة فقدان الاتزان فاصطحبه الفريق عبدالمنعم رياض بسرعة الي الخارج، وحاول هو والفريق أول محمد فوزي أن يضعوه في سيارة الاسعاف التي كانت مجهزة كاجراء احتياطي، الا أن عامر رفض ركوبها فما كان منهما الا أن وضعاه في سيارتهما وتوجهوا الي مستشفي المعادي للقوات المسلحة التي كانت أخطرت علي عجل لعلاج حالة طارئة.

    في الطريق الي المستشفي طلب الفريق رياض من المشير اخراج ما في فمه، وبعد تمنع اضطر لطرد باقي ما كان في فمه وكان عبارة عن مادة تشبه اللادن الأصفر في ورق سولفان، فتلقفه ضابط الحرس المرافق الرائد عصمت محمد مصطفي، وكان معه النقيب محمد نبيل ابراهيم والنقيب عبدالرؤوف حتاتة من الحرس الجمهوري، ووضع الرائد عصمت ما تلقفه في منديل ورق حيث سلمه للمعامل فور وصولهم الي المستشفي وهناك أجريت الاسعافات السريعة وعمل الأطباء: اللواء عبدالحميد مرتجي والعميد محمود عبدالرازق والعميد عبد المنعم القللي والمقدم عبد المنعم عثمان والرائد أحمد محمود عبدالله والرائد حسن عبد الحي علي محاولة غسيل لمعدته، ولما رفض أعطي محلولا ليتقيأ وتم ذلك فعلا وعندما قال له اللواء عبدالحميد مرتجي قائد المستشفي بعد تقيئه بشدة أنه لم يعد هناك خطر الآن علي حياته قال المشير: "ده أسوأ خبر سمعته".

    ويقول سامي شرف :" بعد فترة قرر الأطباء أن الحالة اصبحت مستقرة وطبيعية ومطمئنة، وبناء علي ذلك قرر الفريق فوزي استئناف المهمة، واتجه بالركب الي استراحة المريوطية وفي الساعة السابعة مساء ذلك اليوم أظهرت المعامل نتيجة تحليل ما لفظه وتقيأه المشير عامر وأبلغ المقدم طبيب عبدالمنعم عثمان أن التحليل أظهر آثارا لمادة الأفيون.

    وفي استراحة المريوطية التي سبق اختيارها كمقر لاقامة المشير عامر كان في استقبالهم هناك قرابة الساعة الخامسة والنصف من بعد الظهر، العميد محمد الليثي ناصف ومجموعة من ضباط الحرس الجمهوري والنقيب طبيب مصطفي بيومي حسنين وبعض أفراد الخدمة والاعاشة والحراسة ولم يطلب المشير شيئاً سوي عصير الجوافة، وقد مكث الفريق محمد فوزي والفريق عبدالمنعم رياض مع المشير نحو الساعة دار فيها حوار حول الموقف العسكري، وقال لهم المشير أن عليهم أن يطلبوا تعويض السلاح من الاتحاد السوفييتي الذي هاجمه واعتبره أنه خذل مصر، وقال لهما :" عندكم الرجالة كتير في البلد، وكل ما عليكم هو استئناف القتال"، ثم قال : يا فوزي ويا رياض... تبلغوا الرئيس أنه اذا لم ينه هذا الوضع في أربعة وعشرين ساعة فانه سيتحمل مسؤولية ما سيحدث".

    ويقول سامي شرف :" أبلغ الفريق فوزي هذه الرسالة للرئيس، بعدما غادر هو والفريق عبدالمنعم رياض الاستراحة، وكان المشير قد طلب ماكينة حلاقة وبعض الكتب التي وصلته في نفس الليلة.

    في يوم الرابع عشر من سبتمبر، لم يتناول المشير أي طعام الا بعض السوائل، وفي الساعة العاشرة من صباح ذلك اليوم تم تغيير النوبتجيات الطبية والحراسات، فاستلم الرائد طبيب ابراهيم البطاطا نوبته، وشرح له زميله حالة المشير الصحية وتطوراتها وطمأنه بأن الحالة تشير الي التحسن كما ذكر له الأدوية التي أعطاها له، لكن المشير لم يتناول طعام الغذاء نظرا لاستمرار القيء، وقرر الطبيب المعالج اتمام تغذيته بمحلول الجلوكوز عن طريق الوريد، ويقول سامي شرف :" قرابة الساعة الرابعة من بعد الظهر أبدي المشير للدكتور البطاطا شكوي من ألم في أسنانه فأعطاه حقنة نوفالجين، وبعد ذلك دخل المشير الحمام وتقيأ ثم طلب بعض الماء ليغتسل في غرفته فحمل له أحد السفرجية - منصورأحمد- الماء فاغتسل ثم رقد علي السرير، وفي الساعة الخامسة مساء دخل الطبيب حجرة المشير فوجده نائما وكان نبضه وضغط دمه طبيعيين، غير أنه وبعد السادسة بقليل وأثناء توجه الطبيب مرة ثانية الي غرفة نوم المشير سمع استغاثة السفرجي منصور الذي نادي عليه ليسرع الي غرفة المشير حيث قرر أنه سمع صوت "شخير" عال صادر عن المشير، ولما دخل الطبيب وجده راقدا علي الفراش في حالة غيبوبة ونبضه ضعيف، فسارع باعطائه حقنة "كورامين" و"أمينوفلين" كما أجري له تنفسا صناعيا من أنبوبة الأوكسجين، ولم يجد ذلك كله حيث تحققت وفاة المشير عبدالحكيم عامر قرابة الساعة السادسة وأربعين دقيقة.

    وحسب تأكيدات الطبيب المعالج فإن المشير عامر لم ينطق بأي عبارات في الدقائق التي سبقت وفاته وكل ما تكلم به مع الطبيب أثناء تعليق أنبوبة الجلوكوز هو أنه قال له:

    مفيش فايدة من كل اللي بتعمله ده

    ويقول سامي شرف :" في الساعة السادسة وخمس وأربعين دقيقة أبلغني العميد محمد الليثي ناصف قائد الحرس الجمهوري بنبأ وفاة المشير عبدالحكيم عامر فقمت بابلاغ الخبر للرئيس بالاسكندرية في الحال وكان الخبر صاعقاً بالنسبة لنا جميعا، أما بالنسبة للرئيس فقد وضع سماعة التليفون بمجرد سماعه الخبر.

    ويقول السيد سامي شرف أن الرئيس عبد الناصر أمر بابلاغ وزير العدل والنائب العام وكبير الأطباء الشرعيين فورا لاتخاذ الاجراءات القانونية والتحقيق، بل وابلغني الرئيس بأن زكريا محيي الدين وأنور السادات وحسين الشافعي وعلي صبري في طريقهم للقاهرة الآن، وقال لي: أريد عندما أصل الي القاهرة أن تكون الصورة واضحة أمامي، ولم ينتظر الرئيس تجهيز السيارات أو الحراسات بل توجه لركوب أول سيارة كانت أمامه في استراحة المعمورة، ووصل الي منشية البكري لمتابعة الموقف من مكتبه.

    بدأت التحقيقات في واقعة انتحار المشير عامر تحت اشراف السيد عصام الدين حسونة وزير العدل وانقسم التحقيق الي قسمين:

    الأول: تحقيق الطب الشرعي وقد أشرف عليه الدكتور عبدالغني سليم البشري وكيل وزارة العدل لشؤون الطب الشرعي ويعاونه الدكتور يحيي شريف أستاذ الطب الشرعي بجامعة عين شمس والدكتور علي عبدالنبي استاذ الطب الشرعي بجامعة القاهرة والدكتور كمال السيد مصطفي، مساعد كبير الأطباء الشرعيين.

    والثاني: يتولاه النائب العام المستشار محمد عبدالسلام يعاونه المحامي العام وعدد من رجال النيابة العامة ويتولي التحقيق في كل ظروف الحادث ومع كل الذين كان لهم أدني علاقة به بمن فيهم أسرة المشير وأطقم الحراسة وهيئة مستشفي القوات المسلحة بالمعادي وكل من كان في استراحة المريوطية.

    وقد أصدرت النيابة العامة أول بيان لها يوم 16/9/1967 جاء فيه أن التحقيقات بدأت بسؤال كل من الفريق فوزي والفريق عبدالمنعم رياض وكل من كان له صلة في هذه المأمورية منذ أن بدأت وكذا هيئة مستشفي المعادي الخ، وجاء في البيان بعد ذلك ما يلي بالنص:"... كما ثبت اليوم بصفة قاطعة من التحليل الضوئي والكيماوي الذي أجرته مصلحة الطب الشرعي أن المادة التي وجدت مخفاة تحت الشريط اللاصق وزنها 150 ميليجرام هي مادة "الأكونيتين"، وهي عقار شديد السمية سريع الأثر، يكفي نحو ميليجرام أو اثنين منه لاحداث الوفاة في مثل الظروف والحالة التي شوهد عليها الجثمان .
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de