|
|
 المؤتمر العلمى الخامس للروايه السودانيه.. = عالم على الرفاعى الروائى
|
مركز عبد الكريم ميرغني الثقافي
جائزة الطيب صالح للإبداع الروائي
المؤتمر العلمي الخامس للرواية السودانية
أبريل 2008م
ورقة بعنوان : عالم علي الرفاعي الروائي
إعداد : أ . صلاح عوض الله النعمان
توطئة
يتشكل عالم الأديب (علي الرفاعي عبد الهادي ) من عدة أعمال روائية حيث صدرت له رواية (الطاحونة) في فبراير (2001) و(رواية الشمس تغيب إلي اعلي) في يوليو (2002) ثم ( رواية النيل يعبر إلي الضفة الأخرى) و(قبيلة من وراء خط الأفق) و آخر رواية (عندما يستيقظ النمل ) حيث فازت الثلاثة روايات الأخيره بجائزة الطيب صالح للإبداع الروائي وفي هذه الإضاءة ننحو إلي اكتشاف العالم الروائي الذي شيده الأديب (علي الرفاعي) في منجزه الإبداعي الروائي الذي رفد به مسيرة الأدب السوداني مضيفا محطة إبداعية جديدة ونوعية, متخذين من أعماله (قبيلة من وراء خط الأفق ) نموذجا للمعاينة والتدقيق وساعين إلي رشف لذة الكشف ومتعة الاكتشاف في عوالم تمتزج فيها الأسطورة بالواقعي والتاريخي السياسي ... عوالم مشحونة بالغرائبي الماضوي وبالكاد المتحفي لإنتاج حدث واقعي هو في مرتبة الثأر السياسي في سياسات العولمة الشرسة واللاهثة لطمس أي اثر إنساني ما قبلها إلي اللا أثر واللا إنساني ....
روايته في الفائزة بجائزة الطيب صالح للإبداع الروائي للعام (2004) (قبيلة من وراء خط الأفق)
تظهر سلطة المكان في (النص...الرواية) واضحـة وجلية حيث تدور كل الأحداث في( قوز قرافي) والتي وصفها المؤلف بأنها تجلس علي نهر النيل في الركن الشمالي من خارطة السودان هذه القرية الصغيرة الفقيرة انطلقت منها
واليها الأحداث وظلت النواة المركزية لفضاء النص... وبحكم طبيعتها التي صممها الكاتب كقرية صغيرة وفقيرة فهي غير مؤهلة في سياق النص إن تنتج أحداثا تاريخية وكبيرة ... أحداث تمتلك القدرة علي تصعيد الفعل الروائي إلي قمته .... إلي عنفوانه... لذا استعاض الكاتب عن الفعل في إنتاج دائرة من التفاصيل في شكل لولبي ...... هي في الأساس مجاميع من الحكايات الصغيرة المتناثرة عن الماضي أو عن صغائر الحياة
الطبيعية الراهنة لقوم (قوز قرافي) في تفاصيل تفاصيلها, حاشدا لها اكبر عدد من الشخصيات في دوائر بشرية مكرره تجاوزت لخمسون شخصية وبالتالي تحول ثلثي النص إلي دوائر.
وبالكاد نجده لم يترك شخصية من قوز قرافي إلا وضمنها النص مما يخلق إرباك للقارئ وسط هذه الحشود البشرية في متابعتها باعثا إحساساً بالملل وتستمر الرواية علي هذا التكنيك السردي الدائري إلي حدود الصفحة رقم (140) حيث يتضح خطاب الرواية في مستوياته المتعددة ويتحرر النص تدريجيا من سلطة الاستلاب للسرد
الدائري وتفاصيله وثرثرة خطابه المفاهيمي
|
|
 
|
|
|
|
|
|
|
 Re: المؤتمر العلمى الخامس للروايه السودانيه.. = عالم على الرفاعى الروائى (Re: salah awad allah)
|
(3 )
وفي مفتتح الرواية نطالع : ---
( استيقظ التازي ود الطوكراوي في ثلث الليل الأخر , تماما كما تستيقظ اي آفة يخشاه الناس , بينما يتقلب ارقا في عنقريبه الذي لم يكن فراشه الا فراشا كان تراثا فاندثر ...الخ)) ص(7)
ويستمر الكاتب في حشد التفاصيل مقرونة بالاسمائية الطابع الموغل في المحلية للأشياء والأمكنة وشخوصه ((القازي ود الطوكراوي , العنقريب , حسون ود النعمان , منوفلي , ود الباشكاتب ... الخ
*وفي بدايات هذا الحشد الكشف في التفاصيل يتمظهر الحدث الأساسي الأول للنص ناهضا برتالة التفاصيل الي اعلي مستوي يمكن للنص ان يرتفع اليه وهو بظهور التمساح المخنث علي شاطئ القرية صباح وصول قطار كريمة له لالاته التي آخر الرواية وكذلك من التقاطر . بعض نمازج الخطاب السياسي المتواري خلف التفاصيل
*( لقد شهد صباح ذاك اليوم عند النيل أمرا لم يشهده صباح قبله , ياتي بكل غريب ويذهب بكل حبيب , لم يبقي رجل قادر علي المشي من رجال القرية الا كان عند النيل , ..... الخ )) ص (7(
*وكذلك نطالع :ـ (( وبالتالي لم يكن عبيد يتوقع ان يتعرض الي وابل من اسئلة الخواجية التي داهمته فجأة :
وانت ؟ فالنفترض انك من الجيل الحديث .. ماهو رأيك هل التمساح ذكر أم أنثي ؟؟ كأن السؤال مقدمة لحديث طويل ظل عبيد يتابعه كلمة , كلمة....
*عبيد:ـ اعتقد ان التمساح حفيد لأجداد كانوا يصطادون أجدادك .
*الخواجية :ـ وهي تضرب علي صدرها بكفها الأيمن : أوه أجدادي ؟
*عبيد :ـ ويفضلون أكل لحمهم الأبيض الهش , الخواجية وما يدريك انه الان خجل
من أفعال أجداده تلك ؟؟ ص (11
*كما نلتقط المشهد التالى :-
)) * وهى تمشى على ساق النخلة وتتحدث إلى عبيد دون أن تنظر إلى ساق النخلة ، فى تلك اللحظة أحس ضمرةه باللذة تعريد تحت فروت رأسه ومن يدرى فربما قال عبيد فى نفسه فى تلك اللحظة (هذه الخواجية بمشيتها على ساق النخلة تتطاول على تراثنا) ( ص 11)
** كذلك نلحظ أرتباط المثيولوجى والأسطورى متعانقاً مع أول حدث مركزى وأساسى وذلك بالربط بين موضع ظهور التمساح المخنث متزامناً مع مقدم ( آندرسون وجيهاناً ..مقروناً بالبقعة التى صلى فيها الشيخ المبروك صاحب الكرامات ...( الشيخ ود جكوم ) كما يلى : -
* (يا ألهى كيف لم ألحظ أن التمساح كان يرقد بالضبط فى البقعة التى صلى
فيها شيخنا ود جكوم يوم رحيل الأمام من قوز قراقى ) ...( ص 12 *)
*كما يتمظهر الحدث الهام الثانى فى الرواية وهو أدعاء مستر أندروسون أنه أبن الحسون ود النعمان كما ورد فى المقطع التالى :-
* (تبللت ثياب حاج النعمان بالدموع والعرق بينما أخرج الخواجة من حقيبة أوراقه جواز سفره الذى أمسكه المأمون بين يديه وهو يقرأ بصوت تقطعه العبرة ..!!!!
* الأسم : نعمان الحسون النعمان . العمر : 23 عاماً وذلك حسب تاريخ الميلاد المدون بالجواز ولم يتركه يكمل قرأته فقد أنفجر فجأة فى البكاء ، وقام ليحضن رأس حاج النعمان ويقبله ويقول له أبشر يا حاج النعمان فالله لا ينسى الصابرين )) ( ص 15)*
كما نطالع:-
* ((حاج الصافى : - (( لقد عرفنا الآن أن حاج النعمان هو جد الخواجة فماذا عن الخواجية هل هى أيضاً أبنة حسون ود النعمان عند ذلك تبادل عبيد عدة كلمات إنجليزية مع الخواجية ، والناس قد لفهم الصمت كأنما على رؤوسهم طير غريب لا يفهم لغة طير قوز قرافى غيرأن عبيد قطع الصمت بقوله :
* الخواجية تقول أن حسون بن النعمان قد تزوج فى فترة دراستة ببلادها ، عمتها مارغريت التى أولدها مستر النعمان الذى أدخل مدرسة عربية وأختلط بالجاليات العربية ، وأعتنق الإسلام ، وقرر أن يزور أهل أبيه ، وأنها تعمل باحثة اجتماعية وقد جاءت مع إبن عمتها لتدرس مجتمع قوز قرافى .... أجاب عبيد ،
الخواجية تقول أنها غير متزوجة وغير مخطوبة وغير مرتبطة ... هنا تنهد حاج الرضى تنهيدة لا يحسها إلا من خبر أعماق البشر ( ص (16).
لماذا تحدد ظهور ( جو ها نا واءندرسون ) بظهور التمسا ح المخنث هذا التلازم له دلالاته داخل الروايه ليؤسس ي بهذين الحدثين المتزامينين الفضاء الخارجي لروايته وامتداداتها الزمكانية خارج اطار القريه (( قوزافي )) المكان المركزي للنص وبا لتالي يمكن للسرد ان ينداح علي أمتدادت مكانيه لفضاء أوسع من القرية و القري والمدن المجاوره حتي بلاد الإنجليز ( حيث أتت جوهانا واند رسون … ؟؟
* وهنا يحق لنا أن نتساءل عن مسار الأحداث في النص الذى أسس له أن يتبنى رحله عكسية من الغرب الي الشرق في حوار جد لي … اي في خط عكسى لفكرة ( موسم الهجرة الي الشمال!! أم أن ( قبيلة من وراء خط الأفق لها مفاهيم جديده ومغايره لفكرة ( الطيب صالح وسهبل ادرس في الحى اللا تبني وتوفيق الحكيم فى عصفور من الشرق ) ذات الجدلية في حوار ها مع الغرب الذى لايخلو من النكهة الثاريه ما بين (( مستعمر و مستعمر...!!!!!!!!!!!!!!
اذا ما هو الجديد على المستوى المفاهيمى الذي قدمه لنا (( حسون ود النعمان الذى كان ولم يكن ! )) وأى كشف جديد في مستوى مغاير من الغرب الي الشرق فى مسار عكسى لموسم الهجرةالى الشرق ام ان كاتبنا ( ربما راى فى الخواجيه رايات محبين كثيرين منكسة في قلبها!!) و بماذا يفيد هذ ا التعاكس
وهنا تتكشف الدلاله الثاريه التى ظلت تاوية في اخاديد الخطاب المفاهيمى للروايه متناثره وموزعه على ثرثرة التفاصيل او تفاصيل الحكايات الصغيره التى تنتقل بنا من شخص الى اخر فى مجالس القريه التى اعتمدها المؤلف كآلية سرد يحملها خطابه المفاهيىم بل وموقفة من كل قضايا الكون الفلسفية والدينيه والسياسيه والاجتما عيه الخ …
ومن منصه الراوي كلي المعرفة بالحدث الماضى والمستقبلي والراهن بل وبما يدور فى اذهان شخوصه من أفكار واحلام وهواجس تلك التي قيلت والتى لم تقال بعد....
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: المؤتمر العلمى الخامس للروايه السودانيه.. = عالم على الرفاعى الروائى (Re: salah awad allah)
|
فقد مال حاج الخبير على حاج النعمان يسأله في حون له رايحه الزمهرير أتذكر يا حاج النعمان الخواجه مفتش البساتين الذي دفنته في طين ساقه حامد ..!!اجل أتذكره وكانه امس وأتذكر سجين بمروى بسبب ذاك الحادث )) قال حاج انعمان ذلك بطريقه توحى بانه لم يسافر بعيداً الى ذاك الحادث بقدر ماتسافر اليد الى الفم .....)( ص 19)
*ويمتد جدل الحوار بمستوى مغاير مفاهيمياٌ عن ((الحى اللاتينى، وموسم
الهجرة وعصفور من الشرق)) بطرح أمكانية الحوار والسلام والتسامح مع جيل مختلف .... هذا باعتمادنا على المقارنة بين الرواية والأخريات المشار أليهن فقط فى حدود هذه الجزئية المفاهيمية بغية إضاءة المشهد الروائى فى هذا المنعطف من تصاعد خطابه..(( ما أن نأول قاسم المنوفلى الكأس حتى سأل :
ولكن الخواجات هم الخواجات ، ما الفرق بين الخواجة الصديق بشير الذى أسهل فى سرواله ، والخواجة المستر نعمان أو الخواجية جوهانا ريد (Johana Raid)
جيل مختلف ،جيل نبذ الروح الاستعمارية ، جيل قوم الاستعمار وأنتقده وأدانه جيل يدعو ألى السلام العالمي ، الدفاع عن حقوق الإنسان ، ومحاربة التفرقة العنصرية ،...جيل يدعو ألى المساواة بين كل الأجناس ...جيل أنتقل من من أفكار أجداده وأبائه البالية ، ألى أفكار عصرية متطورة خاصة به...
ود السخى : مثل حديثكم هذا يخدم المصالح العليا للاستعمار ( ص 22 )
*وفى تتبعنا لتنامى الحكاية ينعطف الكاتب بالنص الى عوالم الميثيولوجى:
لقد ثبت مؤخراٌ أن أرواح الموتى والاحياء تلتقى ببرزخ واحد عند النوم ، ولا شك أن لروح هذه الفتاة سابا تسفاى قد لاقت وصاحبتها نائمة روح كلارا فباحت لروح سابا بكل حياتهافحصل أستلطاف بين الروحين ، فحكت روح كلارا لروح سابا كل حياتها .
بجميع تفاصيلها ، عند إستيقاظ سابا تسفاى من النوم ، لم تستطع لشدة ألتحام روحيهما ، أن تنفصل بيــنهما ، فأعتقــدت وهى على أتم يقين أنها صاحبة تلك الروح ، أى أنها كلارا ( كليير... الخ) (ص 24)
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: المؤتمر العلمى الخامس للروايه السودانيه.. = عالم على الرفاعى الروائى (Re: salah awad allah)
|
أما على تقنية كتابة الروائية فيمكننا رصد الحمل الإعتراضية على قلتها وتباعدها في سياق إيقاع السرد لراوى كلى المعرفة ... راوى يبسط سلطته الكاملة على الأحداث وعلى الشخوص ، راوي له القدرة على النفاذ إلى ذهن أي من شخوصه ويحكي تداعايتهم ولكنه بنفس القدرة أن هذا الإحكام المتقن يبسط فضاء متسع لتلك الشخوص أن تتحاور وتبوح بمكنوناتها إلى القاريء ولكن عبر وسيط هو الراوي (وحاج الدسوقي ... إن كنتم لا تعلمون صاحب طاقية بيضاء تطفو على رأسه الذي لا يزيد حجمه رأسه عن حجم ركبته ..) ص (27). فمن هو هذا المتكلم ؟ أنه الراوي.
وفي مستوي بناء الشخوص نجد أن هنالك شخصيات مركزية هي التي تؤسس للحدث في (النص)... (الرواية) ومنها تتصاعد وتنمو بالأحداث بالدرجة التي تجعلنا نقترحها كشخصيات مركزية صنعت مكتملة البناء ولم تنمو مع تنامي الأحداث مثل:
"حسون ود النعمان " الشخصية المركزية الغائبة الحاضرة عن الأحداث والتي تأتي على قمة هرم الرواية أي الموضوع المركزي، إنبنت منه وعليه فكرة النص المركزية... وهذا الغياب الشكلي بفعل الموت هو حضور فعلى على مستوي المتخيل والواقعي في الأحداث أي في سيرورة الرواية وبناءها الدرامي...
"شخصية حاج النعمان" وتقوم بدور شخصية الظل لشخصية حسون ابنه رغم انفصالها بمكونات وملامح مختلفة هي في الأساس ملامح شخصية الأب.
جوهانا وآندرسون أو مستر نعمان وهاتان الشخصيتان يمثلان الفضاء المغاير. الفضاء الغربي في جدلية حواره مع الشرق أو المكون المحلي " قوز قرافي ".
هذا الفضاء المغاير... الأوروبي – (المستعمِر) هو فضاء يبدو في ظاهره منسجماً لكنه في حقيقته الداخلية كتلة منقسمة، أشارت له الرواية في بداياتها بالجيل الذي أدان سلوك أجداده المستعمرين وتمثلها شخصية " جوهانا" كما صممها الكاتب.. المؤلف لتلعب هذا الدور رامزاً بها لعلائق في مستواها الجنيني لم تكتمل ملامحها بعد ولكن لها تأثيرها وقوتها ربما يتجه فضاء الغرب اللبيرالي المؤسسي. هذه الديناميكية للشخصيتين (جوهانا وآندرسون) تمثل وقود الحراك في جدلية (غرب- وشرق) جدلية حوار الغرب مع مستعمراته السابقة بما تمثله سياقات الواقع التاريخي للمرحلة الراهنة وفق معطيات وشروط مختلفة تماماً ومتقاطعة مع ماضي مازالت آثاره وذيوله تتحرك وهذه الحالة تمثلها شخصية: (الفاضل ود البر).... المجنون ظاهرياً والذي لعب دوراً خطيراً من منطلق مختلف ومضاد لما كانت تقوم به شخصية (اللاّز) في رواية الروائي المغربي " الطاهر وطار" حيث برزت بوادر الشك حوله وما تؤول إليه شخصيته في مستقبل أحداث النص... كما نطالع " فرح صدقت ولكن الذي يحيرني في الخواجة صداقته الغريبة لود البر، ذاك المجنون الذي يهيم على وجهه ..ص(38)
وبما أن غياب حسون ود النعمان كشخصية محورية … “غائبة وحاضرة" كشف النص في بداياته عن الكيفية التي تم بها غياب حسون ود النعمان محملاً هذا الغياب عدة دلالات وأسئلة تركت هكذا … دون تفسير لتطل علامات استفهام تحاور القارئ وتقفز إلي ذهنه من بين حشد كثيف من ثرثرة المثاقفة التي يمررها الكاتب عبر إتقان بناء كثيف من تفاصيل الحكايات الصغيرة ليمرر عبرها خطابه في الإيدويولوجيا والتاريخ والفلسفة… الخ.
"هل كان حسون أول شخص ينتحر أو يموت مقتولاً، يدفن في جبانة تور القوز؟ (ص 45)
(أول شخص مقتول دفن بجبانة تور القوز شيخ حملة إلينا السيل بعد سنوات من وفاة عوض ودكراع الفروه، ثم أن حماداً ولد الإعيسر إبن خالة قاريقا، والمأذون الذي عقد قرأن حسون ود النعمان علي "قاريقا" بنت اللبيب، وجدا مقتولين بالسم كما جاء في تقرير الطيب، ودفنا مع حسون في يوم واحد، كما دفنت معه قاريقا وأمه ست الجيل التي قتلتها صدمة انتحار
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: المؤتمر العلمى الخامس للروايه السودانيه.. = عالم على الرفاعى الروائى (Re: salah awad allah)
|
إبنها حسون … كانت الخواجية تستمع ألي إجابة المأمون تلك وهي تنظر إلي عيني إبنه حسون المغرورقتين بالدموع … (ص 45).
وكما كان رحيل "حسون ود النعمان" كارثيًا علي أهل قرية قوز قرافي كان رحيل أبناء جيله في المدرسة كذلك كارثياً … "جيل حسون جيل منحوس"، مات أغلب أفراده في حوادث مأساوية.
الخواجية: مثلاُ؟ المأمون: مثلاُ ود معروف مات غرقاً في دوامه وسط النيل، حران آدم الخطيب، مات عطشاً في الخلاء، حيدر تقلد رتبة في الجيش، ومات في حادث مرور شنيع يوم زفافه، وغيرهم وغيرهم … (ص 46).
*وفي مسار أحداث الرواية وتمركزها حول الشخصية المحورية يدعم الكاتب فكرة ثنائية الدور الوطني لوالده مرتبطاً بموقفه تجاه المستعمر وواضعاًً لبنة جديدة مقاومه تتمثل في بناء شخصية إأبنه حسون ليحل محله في ذات الدور ويتموضع هو أي (النعمان) كذاكرة تاريخية بطولية …وخلفية وطنية بما تمثله من إرث وطني مقاوم كي ينطلق منها حسون كرمز جديد للمشروع الوطني يقف في تضاد مع جيل "جوهانا وأندرسون …" كما نطالع هنا:ـ
"ولكن السبب الرئيسي كان عمي النعمان، الذي سجن في سجن مروى بسبب دفنه أحد الخواجات في طين ساقة حامد، فأقسم بعد خروجه من السجن إن ولد له ولد أن يدعه يصل أعلي مراتب العلم، حتى يتحدث لغة الخواجات ويحاربهم ويبعدهم عن وطنه.
الخواجية:ـ وكيف يضمن عمك النعمان ألا يتشرب إبنه روح الخواجات فيكون عوناً لهم وحرباً علي بني وطنه؟
المأمون:ـ عمي النعمان كما قال عمي تبيق، كان واثقاُ … كان يقول لهم "التربية علي والدراسة علي إبني، …" (ص 46).
*إذا هكذا تأسست شخصية "حسون" الغائب الحاضر علي خلفية موقف وطني له دعامة تاريخية … هذا الجدل "جدل وطني + إستعمارى يسمح لنا بتصنيف عالم علي الروائي، في روايته …، ( قبيلة من وراء خط الأفق )، كي لا يستيقظ النمل …) بأنه عالم ينتمي إلي فضاء رواية الحقبة أي الأعمال التي تناولت جدلية الصراع بثنائيتها التاريخية (مستعمر + مٌستعمر) ومن خلال هذا الفضاء شيد علي الرفاعي، عالمه الروائي علي فضاء ينشطر فيه المكان إلي مكانين:ـ
قوز قرافي المكان /الوطن/ المٌستعمر.
بريطانيا المكان الآخر / المستعمِر “ بكسر الميم.
كما ينبني هذا العالم الروائي علي أدوار شخوص تتوزع حسب التقسيم التالي:ـ
1-/ شخصيات وطنيه... النعمان / وحسون ود النعمان
2- شخصيات ترمز إلي المشروع الاستعماري "أندرسون +مستر مايكل".
3- شخصيات تقف في موقع الخيانة لمشروع المقاومة الوطني … "الفاضل ود البر".
4- شخصيات تمثل جيل نبذ الظاهرة الإستعمارية وأ اتخذت مواقف أكثر إنسانية "جوهاناريد".
ومن براثن هيمنة ثرثرة التفاصيل التي تغطى مساحه كبيرة من الرواية نتابع بعض الأحداث المهمة والتي تشكل منها فضاء الرواية بما تحمله هذه الأحداث من مضامين ودلالات تؤول إلى طرح المشكل.. مشكل رواية الحقبة بالآليات التي أستخدمها الكاتب باحالاتها الآيدولوجيه والسياسيه والفلسفيه..... والذي يتمثل بزواج الخواجه من الحجرة بت محمد صالح إحدى مواطنات قرية قوز قرافى وأنجب منها طفلاً حيث نلتقط الآتي:-
( كانت ولادة الحجرة قد تعثرت وقد أشتد ألم الخواجه حتى صير يسمع صوت أناته وكأنه هو الذي سيلد لا زوجته وهذا حال من يحب زوجته كثيراً ) ص (99)
وتستمر عملية التصاهر لتكتمل دائرتها بزواج عبيد ود النور من جوهانا ريد
( صبير لود المدني:- البلد كما تركته ولا جديد سوى زواج عبيد ود النور الذي حضرت لتوي من كتابة عقد قرانه).
مدني:- الحمد الله فقد أنحلت عقدة عبيد... عبيد يستأهل كل خير، ومن هي هذه المحظوظة التي تزوجها عبيد ؟
صبير: بصوت راعى فيه إظهار مخارج حروفه ..الخواجيه جـــوهانا...
فجأة حدث شيء لم يفطن صبير إلى مغزاه إلا بعد مضى زمن طويل, فقد ارتخت قبضة يد مدني ألممسكه بالحقيبة، فوقعت على الأرض محدثه صوتاً متخاذلا ص (106).
وبظهور الخواجه السائح فى قرية قوز قرافى تبدأ الروايه فى التخلص من إيقاعها الرتيب والممل تدريجياً ليأخذ الفعل أي الحدث موقعه الطبيعي في إيقاع السرد وتتنامى الحكاية تصاعدياً لتختفي حلقات السرد الدائري بلغتها التي يغلب عليها الوصف والسخرية...
حيث نطالع :-
قال مدني" لقد ضبطت الخواجه السائح، فحين كنت في طريقي إلى بيت عمي الخبير لأتآنس معه قليلاً، لفت نظري النور القوي المنبعث من غرفة عبيد ود النور، التي تفتح شباكها على الشارع فوقفت زمناً وانا استمع الىاصوات تتحدث بالرطانه ثم اخذت حجراً كبيراً وقفت عليه، وحين نظرت الى داخل الغرفة رأيته... رأيت الخواجة السائح نفسه، بشعره الطويل الكثيف الذي خالط اكثره البياض، كدخان عود أخضر، رأيته جالساُ على منضده كبيرة بينه وبين الخواجيه وعلى المنضده أوراق كثيرة كبيرة الأحجام، والخواجيه واقفة أمامه تتحدث وقد إنهمك هو في الكتابة، كانت الخواجيه تملي وهو يكتب، وبالطبع لم أميز من حديثهما شيئا، لكنني بين الحين والآخر أسمع أسم "أندرسون" يتردد بينهما،
فرح : مدني يهذي
مدني : دعوني أكمل كلامي
لم أتمالك نفسي فجريت وناديت المأمون ليفهم ما يقولان، ولما وقفنا على الحجر الكبير معاً وجدناهما يجلسان ولا أثر للأوراق، ثم همس المأمون في أذني أن ننصرف..." (ص118).
ثم نتابع.... : -
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: المؤتمر العلمى الخامس للروايه السودانيه.. = عالم على الرفاعى الروائى (Re: salah awad allah)
|
ثم نتابع.... : -
" لكن صوت مدني أخرجه من تأملاته تلك" أما ظللت أقول لكم أن هذه الخواجيه تخفي سراً؟ هذه الخواجيه جاسوس يرفع تقاريره الى رئيسه؟ أين حمارتك ياقاسم يجب أن أبلغ الشرطة فوراً..." (ص 118).
وهنا تتصاعد الأحداث الى أعلى هرم الرواية باتجاه تتكشف فيه الفكرة الأساسية بل والمركزية التي تأسس عليها هرم الرواية وتبدأ الحكاية بالنمو على مستوي الفعل... أي الحدث وتتوالي *** تصاعد الفعل الدرامي لتتضح ماهية " الخواجيه/ جوهانا، والخواجه مستر نعمان حسون نعمان" بصورة أوضح في المشهد التالي:-
المأمون الى جوهانا:- حين كان المأمون يهذي تحت وطأة الملاريا ويرطن رطانه غير مفهومه، كان اسم أندرسون يتردد خلال رطانته بين الحين والآخر... ضحكت الخواجيه وقالت له:- مجرد هذيان ربما أندرسون أحد أصدقاء مستر نعمان" (ص123).
وفي المشهد السابق تلتقط هذا التصوير بإشاراته التي تؤول الى أحداث قادمة حول هوية "جوهانا و اندرسون"... كما يلي:-
المأمون:- هل تعرفين شخصاً يحمل أسم اندرسون؟
الخواجيه:- أندرسون!! لفظت الاسم وكأنها تلفظ عقرباً لسعتها في لسانها، لكنها على الرغم من ذلك تابعت حديثها:- ما أهمية أن أعرف... الى.. وضعت الخواجيه رأسها بين يديها" (ص123).
ومن السمات البارزة في "قبيلة من وراء خط الأفق" هو نمو وتصاعد بنائها الدرامي على أحداث غرائبيه نادرة الحدوث وارتباط نمو الحدث تصاعدياً تجاه الذروة.. قمة هرم النص.. بثنائيه (فرح + موت) كما في زواج الحجرة بت محمد صالح، وزواج العبيد ود النور وكذلك زواج التازي... لتحيل إلى الفرح الناقص والحزن الذي يأتي لكي لا تكتمل فرحة القرية...
وكذلك في المستوي الغرائبي كما بظهور التمساح المخنث صباح حضور الخواجه والخواجيه لقرية قوز قرافي المكان المركزي في النص والذي يبسط سلطته الحميمة على مناخات الرواية منه وإليه تبدأ وتنتهي الأحداث وتنمو الحكايات الصغيرة بسخريتها اللاذعة وتهكمها المر محشوة برؤى فلسفية تتناثر هنا وهناك من موقع النقد الرجوازي الذي يقدم مواقفه في كل شئ من موقعه التطهري كسمة من سمات التفكير البرجوازي الصغير والذي لا يقدم حلولاً بل تهكماً وسخرية من الواقع والماضي ونظره سوداوية إلى المستقبل!!؟؟
ومن الغرائبي كذلك أن يهطل المطر ليلة زفاف التازي!!
" بالله عليك هل رأيت قريباً مثل هذا اليوم ؟! سنوات والمطر لم ينزل بقوز قرافي وينزل اليوم.. يوم زواج التازي!" (ص124).
وفي ثنائية الزواج المتزامن مع الموت المتكررة.
" صمت الرعد قليلاً"
وتواصل الحديث بين العجوزين:-
- ولكن.. أتسمعين؟ ألا تسمعين زغاريد حزن ايضاً؟
- الجدران تغير الأصوات.
ولقد كانت هبة نسيم باردة كافيه لأنامة العجوزين، فلم تسمعا النبأ إلا في صباح اليوم التالي، فقبل زغاريد الحزن التي سمعتها إحدي العجوزين بلحظات، كان عبيد يضع إبنه في حجره ويضاحكه ، وبغتة جرى الطفل إلى أمه وهو يضحك (أمي.. أمي، أذهبي وانظري إلى أبي.. نام وهو يضحك معي)(ص125) ويسترسل الحكي ليتصاعد أعلى قمته في تراجيديا مفزعه:-
" وعندما وصلت الخواجيه إلى مكان عبيد، وجدته قد نام فعلاً.. نام نومه لا قومة بعدها.. أنامته السكتة القلبية، وعادت إلى قواعدها سالمة، لقد مات عبيد الذي تأخر زواجه كثيراً بسبب خوفه من إزعاج الأطفال.. مات وهو يلاعب طفلاً، لقد صمت في عروقه ضجيج الحياة وهو يلاعب طفلاً، هو الحياة، بكل ضجيجها رغماً عن أنفه وعن أنف الطفولة.. رغماً عن أنف ذكرياته الماضية كلها، لقد ووري عبيد التراب الندي، وفي نفس حاج الصافي نداء خفي:
(بالله عليك أنظر إلى قدرة الله! عبيد تزوج يوم وفاة عوض الكريم، ومات يوم زواج التازي! .." ص (125).
*ويتصاعد مد الأحداث في الرواية بإعلان مستر نعمان حسون نعمان نبش قبر أبيه حسون ود النعمان...
"هناك شخص تؤكدون أنه ميت ومدفون بجانبه تور القوز وأوكد أنا أنه حي.. أنا أيضاً في خطر، أن أريد تأكيد انتمائي.. أريد أثبات أن هنالك رجلاً واحد لشخصية حسون ود النعمان، الذي هو أبي ، والذي هو الآن من أعظم علماء الكيمياء والفيزياء في العالم ، ويعيش في لندن ، وليس مدفوناً بجبانة تور القوز ، قال الخواجه ذلك وخطف مجرفاً من الأرض ، وبدأ متأهباً للذهاب إلى المقابر" ص (132)
وتتعقد الأحداث في زروتها:
"متى إستلمت هذا الشريط يا مأمون: - إستلمته اليوم داخل طرد صغير مرسل بالبريد، عليه إسمي وعنواني بخط حسون ودا لنعمان نفسه، وعلى الطرد طوابع بريد إنجليزيه مختومه، وفجأة أصابت المامون حالة غريبه، إذا صار يضحك ثم يبكي...
المأمون: بل يسرد حسون، بكل تفصيل كيف هرب ليلة زفافه حين رأى قاريقا ترقد عريانة كالسمكة، فتمثلت أمامه صورة مارغريت وهي ترقد أيضاً عريانة كالسمكة، وقارن بينهما..." في تلك الليلة رحل حسون ، كما جاء بصوته ، من قوز قرافي" ص (137)
وتنتقل ليلى عبيد أو جوهانا ريد ومستر نعمان أي اندرسون بسبب تفاقم الحالة الصحية للخواجة عائدين إلى بلادهم مخلفين ورائهم قدر مهول من الأسئلة وتلال من علامات الاستفهام تدور وتدور في أذهان سكان قوز قرافي... حيث ينفتح لحظتها فضاء جديد ويرتحل المكان الى مكان مغاير يكاد أن يكون مسرحاً عادياً لأحداث لاحقة وليست له نفاذية وسلطة قوز قرافي بحميميته وثرثرته رغم تصحره وفقره وشحوبه..
* "حين بات السفر أمراً لا مناص منه بسبب حالة مستر نعمان، سافرا بالبصات...." (ص 141).
والرواية في خواتمها لا مناص لها غير أن تتعري بعد أن مارست توهاناً على القارئ يؤكد فكرة أن كاتبها له خيال لاحدود تحده وقدره فائقه في رسم مسار الأحداث وهكذا تكنيك لم يأت هنا بصفة مجانية ..وأنما نمو وتطور الأحداث فقط أتى هنا مغايراً لما رسمته "رواية الحقبة" في الذاكرة الجمعية للقارئ...
وبالتالي كانت قدرة المؤلف (على الرفاعي) في مواراه الأحداث في النص بالمستوى الذي لا يتمكن منه القارئ اقتراح نهايات بعينها للرواية وهنا تتجلى القدرة الإبداعية للمؤلف في تشيد عوالمه الروائية بعيداً عن جنوح خيال القارئ، وهذا امتياز إبداعي لا يتوفر إلاّ في قليل من الأقلام السائدة الآن التي تتعجل الإنتاج قبل إن تتشيد ذخيرتها المعرفية.....
وعليه تمكن المؤلف حتى من إخفاء شخصيات مركزية ظلت متوارية وهي تصنع الحدث كمستر مايكل حيث ذكرت جوهانا ريد في أول رسالة لها للمأمون بعد سفرها :-------------
(فالرجل صاحب عقلية من أكبر العقليات في أوربا، فهو طبيب بارع، لا تخلو مجلة أو نشرة طبية من أسمه...) ص 144
كما نطالع في رسالة (جوهانا) والذي أراد بها الكاتب نقد الراهن المحلي:
"أليس غريباً أن تأتي إنجليزية لتكتب سيرة أبن من دفن أحد أجدادها في طين جدول ساقية (حامد)...
هل تصدق يا مامون أن ارفع جائزه في الكيمياء في بريطانيا هي باسم حسون النعمان... الخ" (ص 148).
كما نطالع وفي الرسالة ذاتها التي وظفها المؤلف للكشف عن حقيقة مسار الأحداث وما يكتنفها من غموض..
"عند زيارة دكتور مايكل لقوز قرافي اتفقنا على كل ما يجب تسجيله على الشريط... الخ"
إن الخواتيم الصوفية ذات البعد الديني في الرواية مرتبطة مع تفسيرات لنظريات علمية أعطت النص مناخاً غير محايداً بما يحيل الخطاب الإبداعي الى خطاب رسالي لكننا لا نرى على المستوى الجمالي. اتجاه الى التقريرية أو المباشرة بل ظل السرد في ايقاعه وظلت اللغة في بساطتها.
دون إحتفاء بجماليات المفردة وان رافقتها احتفاء عال بالوصف وببراعة دقته مما أتاح للجمل الوصفية مساحة اكبر كما أشرنا في بداية تتبعنا للنص.الرواية...
و نطالع إلى أي مستوى وصلت الأحداث فيه إلى ذروتها :-
" فقد أجتمع البرلمان الأنجليزي وناقش مسألة دفن عظام حسون في إحدى مقابر العظماء ببريطانيا وكان أمام البرلمان اقتراحان:-
اقتراح يقضي بمنح حسون الجنسية الإنجليزية حتى يتسنى دفن عظامه في إحدى تلك المقابر، واقتراح يقضى بأن يكون حسون مزدوج الجنسية.. يحمل الجنسية الإنجليزية وفي نفس الوقت يحتفظ بجنسيته السودانية، لكن الحكومة الإنجليزية عقدت جلسة خاصة، وقررت بالإجماع منح حسونة الجنسية الإنجليزية، وإسقاط جنسيته السودانية عنه.. " ص (167)
عموماً كلما تؤول إليه أحداث الرواية يتمدد إلى رصيفتها الأخرى.. رواية "كي لا يستيقظ النمل" والتي تمثل الجزء الثاني من " قبيلة من وراء خط الأفق" حيث يمكننا أن نتنين الآتي:-
أن اللغة ظلت لغة مبسطة في مفردتها ولا يميل المؤلف إلى صنيعة الاحتفاء العالي بجماليات اللغة ولكنه يستخدم الجمل الوصفية بترف صارخ ويتميز الرفاعي بخلو قاموسه اللغوي من الأخطاء النحوية والإملائية رغم ما يعج به من مفردات غارقة في المحلية والبداوة وانه يتميز بقدره هائلة في دقة الوصف وبناء مشهد درامي يمكنه خلق الدهشة من دقة التصوير ومطلقاً طاقته الجبارة لخيال مدهش...
إنها الكتابه المسئولة والتي تعرف ماذا تريد وكيف ومتى..
إنه يببشر هنا بولادة عالم آخر عالم موازي للآخر الغربي ومعلناً قدوم جيل جديد للرواية السودانية يتميز بصرامة الحكي والخيال اللامتناهي واللغة الملتزمة بمحمولها وأهدافها الفكرية والمعرفية.
==============================================================================================
أنتهت
| |
|
|
|
|
|
|
| |
salah awad allah
osman righeem
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست