مضوا خلسة وما تركوا خبر !

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-21-2024, 07:27 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2008م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-24-2008, 06:49 PM

ابوهريرة زين العابدين
<aابوهريرة زين العابدين
تاريخ التسجيل: 12-28-2005
مجموع المشاركات: 2655

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
مضوا خلسة وما تركوا خبر !

    مضوا خلسة وما تركوا خبر !

    د.على حمد إبراهيم/واشنطن
    [email protected]

    حملت الانباء الحزينة من السودان رحيل الشاعر مصطفى سند وقبله رحيل الشاعر محى الدين فارس ، ويستمر تفلت النجيمات من بين انامل قبيلة الابداع ، تلك النجيمات التى اضاءات ذات يوم سماواتها ونشرت فى الفضاء الحزين أغنية الأمل الباقى ، و بعثرت فى الكون اضاءات الخلود . . . مضى ابو آمنة حامد خلسة وفى صمت ، وهو حطاب الكلام الرزين ، ينجره من اساسه المتين ، مضى ولم يودع احبابه كعادته ، ولم يودعنى ، وقد كنت من اصدقائه الذين لا يفوته الحديث اليهم كلما جاء الى الوزارة التى اكرمها بحبه لها ، ولم تكرمه. أذكر ذلك اليوم الذى جاء يحادثنى ، فوجدنى مشغولا اتحدث فى التلفون فى أمر رسمى عاجل ، وانشغلت عنه غصبا عنى ، قال محتجا باسلوبه وسط ابتسامة من ابتساماته العريضة المريحة قال : اخليك للتلفون ، فانت والحاردلو ناس ملتصقين بهذا الجهاز التصاقا عضويا ، وصفق الباب خلفه وهو يطخنى بابتسامته العريضة ، ذلك الشخص الذى لا يستطيع الا أن يتبسم فى وجهك.. . ومضى محى الدين فارس ، وتركنا واظافرنا ما زالت فى الطين ، وما ظننتها تنظف من الطين وقد مضى الذى تشابى للوجود لكى ينظفها من طينها اللزج. . . ومضى مصطفى سند الشاعر الذى ذرع فى الفضاء ازاهير الفرح وهو يغنى من قلب الجنوب الحبيب ذلك الشعر المستحيل . . . قلت له ذات يوم أنت تكتب الشعر بلغة عميقة ، وصعبة ولكنها احلى من طعم العسل : قال لى حسنا، سوف اكتب لك شعرا سهلا فى قادم الايام. ولم التقه بعدها ليسمعنى شعرا سهلا ، فقد رمتنا بنا الاقدار بعيدا عن بعضنا البعض حتى فارقنا الى الابد. كان الشاعر الملهم مبارك المغربى يستمع الى حوارى معه متبسما كعادته ، وافترقنا ثلاثتنا. بعد سنوات عدت من يوغندا حزينا ، وجئت الى دار مبارك المغربى لاعزى نفسى فيه ، ولم اعثر على مصطفى سند ، ولم التقه كل ذلك الزمن الطويل . . . . ومضى اسماعيل حسن الشاعر المرصوف بلبنة الابداع متعدد الاشكال ، قال لى ذات يوم ونحن فى الطريق الى منزل عثمان اليمنى فى جبرة لحضور مناسبة عائليه فى منزل اليمنى ، قال لى انه اصبح يجد نفسه كثيرا فى الشعر الشعبى، وانشدنى قصيدته المرهفة فى والدته حد الزين : قلت له انت تجد نفسك فى جميع الاماكن والاجواء لا فرق . رأيته منفعلا كما لم اره من قبل فى جلسة اتحاد الادباء التى ناقشنا فيها ارسال مذكرة لجعفر نميرى نحتج فيها على اعتقال محجوب شريف ، ذلك الطود العالى . كان لى شرف تثنية اقتراح الشاعر الملهم عزيز التوم باجلاس اميرة الجزولى زوجة محجوب فى مكانه الشاغر فى ذلك الاجتماع ، وعندما نبه بعض الحضور بأن تصرفا من ذلك النوع قد يفسد علينا قضيتنا مع ( الرئيس الفرد ) اذ سوف يعتبره استفزازا ، ويرفض اطلاق سراح البلبل الغريد ، عندما قيل ذلك الكلام ، ضرب عزيز التوم على المنضدة بقبضة يده وقال انه متنازل من مقعده لاميرة ، قلت له نحن فى غنى عن مقعدك ياشاعر ، اننا نريد مقعد محجوب لاميرة ، نريد ان نزيد عدد الكراسى المحجوزة للمبدعين لا أن ننقصها بأخذ مقعدك ، وضحكنا. كنا قادرين على الضحك حتى فى ذلك الزمن المكلوم . . . ومضى استاذى وصديقى الاكبر عبد الله الشيخ البشير الشاعر البديع ، ومضى صديقى ابن البان كاتب العاتكات ، الانسان المرهف العذب الحديث ، ومضى شيخ المبدعين الشباب فى خورطقت ، زميل دراستى عبد الرحيم ابوذكرى ، الذى كتب لنا ( خورطقت الكبرى) ذلك النشيد الذى كان يهتك وجداننا عندما يغنيه الطيب فضل المولى ، ذلك الطالب المبدع الممتلئ صحة وعافية وابداعا . كنت اقول عنه خلسة انه انسان ناصح ، وهو تعبير خليجى يعبر عن البدانة ، ولكن روحه كانت اخف من النسيم السيار . ومضى الشاعر الاديب، الكاتب والسفير عبد الهادى صديق ، الذى كان يلملم ويخمخم الاصدقاء من كل حدب وصوب ، حتى لا تكاد تعرف ان كنت فى حضرة شاعر او سفير او كاتب او لاعب كرة قدم ، فانت تجد كل هذا الرعيل متكوم فى داره وفى مكتبه. ومضى محمد عبد الحى . كنا فى جامعة الخرطوم نراه فى ذلك الركن القصى يعيش قصة حب تحتوى الأفق ولا يحتويها الافق ، ومضى على المك ، شاعر مدينة التراب ، والحمد لله انه لم يشهد جراحات اهل مدينة التراب فى زماننا البئيس هذا. ومضى شاعر امدرمان عبد الله محمد زين ، ولم يشهد امدرمان ، حبيبته التى دفق لها وجدانه فى الطريق العام ، لم يشهدها وهى مطعونة فى خاصرتها ، اذن لرثا نفسه قبل ان يرثى حاضرة المهدى الامام.

    مضى شهداء الابداع هؤلاء كلهم جميعا ، وبقى فى مكانهم حزننا المقيم ، وبقينا نحن من بعدهم ، لا ندرى ماذا يفعل بنا غدا . فزماننا يتجهمنا ، والمخاطر تاخذ بخناقنا ، والبلدة التى كانت فضاء للحب الشاسع انقلب عليها زمانها ، واصبحت حكارات قبلية ، ودوائر اثنية. وتحولت الى ذريبة للشيوع العام ،و للشيوع الاقليمى والدولى. وكثر اهلها وطالبوها ، ولم تعد تملك امرها الا كما يملك المنبت امره ، وهو من شيمه لا ارضا يقطع ، ولا ظهرا يبقى ، يمد يديه الى الماء لكى يبلغ منه فاها ، فلا يجد ماء يروى ظمأه ، ولا املا يتعشمه ، فيعود يلهو بالغناء الحزين:

    مددت صبرى فضاع زمانى وقبضت الريح

    العزاء لنفسى ولقبيلة الابداع التى طشت ودشت فى كل الاصقاع ، تغالب حنين العودة، ولا تستطيع أن تعود ، وتغالب جراحها ، فلا تبرأ منهالجراح. تتيه فى الدياسبورا كما تاه يهود موسى.

    العزاء فى مصطفى سند وفى محى الدين فارس ، وفى ابو آمنة حامد ، كآخر الراحلين وحفظ الله من تبقى من العقد النضيد ، حفظهم من المرض والفاقة والاهمال والنسيان وهم احياء قبل النسيان فى القبر . ليتنى التقى تلك الشابة الجيبوتية التى تقدمت منى فى فندق الشيراتون فى العاصمة الجيبوتية ذات يوم عندما عرفت ان ذلك الشخص هو سفير السودان وخاطبتنى بلغة هجين : سعادة السفير اريد شريط اغنية سال من شعرها الذهب ، كلش حلو! وضحك زملائى السفراء استغرابا من الطلب ، لانهم لا يعرفون أن الفن والثقافة الفنية السودانية تحتل اقليم شرق افريقيا وتستعمره بالكامل ، ذلك الاستعمار المحبب ، استعمار كلش حلو ، كما قالت الشابة الجيبوتية التى دلت ملامحها على خلطة عفرية عيساوية تزينها ثقافة فرنسية
                  

05-25-2008, 02:43 AM

ابوهريرة زين العابدين
<aابوهريرة زين العابدين
تاريخ التسجيل: 12-28-2005
مجموع المشاركات: 2655

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مضوا خلسة وما تركوا خبر ! (Re: ابوهريرة زين العابدين)

    --
                  

05-25-2008, 02:28 PM

ابوهريرة زين العابدين
<aابوهريرة زين العابدين
تاريخ التسجيل: 12-28-2005
مجموع المشاركات: 2655

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مضوا خلسة وما تركوا خبر ! (Re: ابوهريرة زين العابدين)

    --
                  

05-25-2008, 02:38 PM

العوض المسلمي
<aالعوض المسلمي
تاريخ التسجيل: 11-27-2007
مجموع المشاركات: 14076

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مضوا خلسة وما تركوا خبر ! (Re: ابوهريرة زين العابدين)

    ابوهريره سلام
    Quote:
    العزاء فى مصطفى سند وفى محى الدين فارس ، وفى ابو آمنة حامد ، كآخر الراحلين وحفظ الله من تبقى من العقد النضيد ، حفظهم من المرض والفاقة والاهمال والنسيان وهم احياء قبل النسيان فى القبر


    موت شاعر موت امه
    وتكريم المبدعين حافز للابداع









    بوح خاص
    انت جيت من القاهره
    صباح السبت؟
                  

05-26-2008, 04:39 AM

ابوهريرة زين العابدين
<aابوهريرة زين العابدين
تاريخ التسجيل: 12-28-2005
مجموع المشاركات: 2655

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مضوا خلسة وما تركوا خبر ! (Re: العوض المسلمي)

    شكرا الاخ العوض
    والله انا احب الشعر والشعراء
    وبالنسبة لمجيء من القاهرة صباح السبت في الحقيقة انا كنت في واشنطن مساء الجمعة فلذلك صادف صباح السبت هناك فجاءت مساءات واشنطن كصباحات القاهرة وتلك هي الصدفة.. بوح عام جدا..
    مع شكري
    أبوهريرة
    --تعديل كلمة الصدفة

    (عدل بواسطة ابوهريرة زين العابدين on 05-26-2008, 03:11 PM)

                  

05-26-2008, 03:12 PM

ابوهريرة زين العابدين
<aابوهريرة زين العابدين
تاريخ التسجيل: 12-28-2005
مجموع المشاركات: 2655

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مضوا خلسة وما تركوا خبر ! (Re: ابوهريرة زين العابدين)

    --
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de